تفسير ابن كثير | سورة الروم

تفسير ابن كثير | شرح الشيخ عبد الرحمن العجلان | 10- سورة الروم من الآية (33) إلى الآية (37).

عبدالرحمن العجلان

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم واذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين اليه منيبين اليه ثم اذاقهم منه رحمة اذا فريق منهم - 00:00:00ضَ

اذا فريق منهم بربهم يشركون ليكفروا بما اتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون انزلنا عليهم سلطانا فهو يتكلم بما كانوا به يشركون واذا الناس رحمة فرحوا بها وان تصبهم سيئة بما قدمت ايديهم اذا هم يقنطون - 00:00:38ضَ

اولم يروا ان الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ان في ذلك لايات لقوم يؤمنون هذه الايات الكريمة من سورة الروم في تقرير مبدأ وحدانية الله جل وعلا وانه هو المستحق - 00:01:15ضَ

للعبادة وحده لا شريك له وذلك ان المشركين يعترفون بربوبيته وما داموا معترفين بربوبيته بانه هو الذي يرزق ويخلق هيلزمهم شرعا وعقلا ان يعترفوا بوحدانيته وحده لا شريك له ويبين - 00:01:59ضَ

ويؤكد ذلك جل وعلا بان المشركين مفطورون على اخلاص العبادة لله جل وعلا عند الشدة فان فانهم اذا اشتد بهم الامر انصرفوا عن جميع الهتهم وتوجهوا الى الله وحده ثم يكشف الله جل وعلا عنهم شدتهم - 00:02:46ضَ

فيعودون الى شركهم ويقول جل وعلا واذا من مس الناس ضر المراد بالناس كفار مكة وغيرهم وكفار مكة هم الذين امر الرسول صلى الله عليه وسلم بتلاوة القرآن عليهم لانه بين اظهرهم - 00:03:30ضَ

ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم عامة الى الثقلين الجن والانس واذا مس الناس ضر الشيء الذي يضرهم القحط والفقر والجاذب والمرظ وخير ذلك من الامور التي تحصل على الناس - 00:04:18ضَ

ادعوا ربهم منيبين اليه اذا اصابهم شيء من ذلك دعاو الله وحده كما قال الله جل وعلا واذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين دعوا ربهم يعني سألوا الله جل وعلا - 00:05:02ضَ

ان يرفع عنهم ما بهم من سوء فلما اصابتهم الشدة والجذب والقحط والجوع حتى اكلوا ورق الشجر واكلوا العظام واكلوا الميتة من شدة جوعهم والنبي صلى الله عليه وسلم قد هاجر الى المدينة - 00:05:28ضَ

ارسلوا اليه وفدا يسألون الرحم وبما جبل عليه من الرأفة والرقة بان يشفع لهم عند الله ان يسأل الله جل وعلا لهم ان يغيثهم فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه - 00:05:57ضَ

فانزل الله جل وعلا عليهم الغيث في مكة منيبين اليه متوجهين اليه راجعين اليه عن كل شرك كانوا يفعلون ولا يسألون غيره ولا يتوجهون الى معبوداتهم محلات والعزى وبنات وغيرها من الالهة بل يتوجهون الى الله - 00:06:25ضَ

التي يزعمون انها تنفع وتضر ويعبدونها مع الله ينسونها ويتركونها ويتوجهون الى الله وحده منيبين اليه. متوجهين اليه معرضين عما سواه ثم اذا اذاقهم منه رحمة بعد ذلك مباشرة اذا فريق منهم - 00:07:03ضَ

بربهم يشركون حينما يكون في الرخاء وتزول عنهم الشدة يتوجهون الى الهتهم من دون الله وتلك حجة عليهم ما داموا يعرفون انه لا ينفعهم في الضراء الا الله فكيف يتوجهون الى غيره في الرخاء - 00:07:46ضَ

ثم اذا هذه اذا يعبر عنها العلماء بانها اذا الفجائية جاءت في جواب الشرط وهي تنوب عن الفاء الواقعة في جواب الشرط يعني انهم بعدما يحصل لهم ما يريدون من الرخا وتزول عنهم الشدة مباشرة مفاجأة بسرعة - 00:08:22ضَ

يرجعون الى الشرك اذا فريق منهم بربهم يشرفون يشرفون معه غيره تعالى وتقدس وجاءت كلمة يشركون جمع مراعاة لمعنى فريق لان فريق لفظه مفرد لكن معناه الجماعة من الناس ليكفروا بما اتيناهم - 00:09:03ضَ

يرجعون الى الشرك ليكفروا يكفر بنعمة الله التي اعطاهم سألوا الله كشف الضر فازاله جل وعلا وتلك نعمة ويرجعون الى الشرك ليكفروا بما اعطاهم الله جل وعلا وهي النعمة الى هذه اللام - 00:09:52ضَ

التي هي التعليل وقيل لام الامر يعني كأنه يقول اكفروا فسوف تعلمون الامر يأمرهم بذلك امر تهديد مثل ما تقول للرجل اعمل ما شئت وانا ورائك اعمل ما شئت لن تترك - 00:10:24ضَ

ليكفروا اكفروا وسوف تعلمون ليكفروا بما اتيناهم يعني بالذي اعطاهم الله جل وعلا من النعمة وهو كشف الظر وابدالها في السراء فتمتعوا كذلك اريد بهذا التهديد تمتعوا فسوف تعلمون تمتعوا بما اعطيناك - 00:11:17ضَ

من النعمة فسيعقب ذلك العذاب الذي ينتظركم وهو فوق ما تتصورونه الان فسوف تعلمون العذاب حينما يحل بكم ومتى هذا العذاب اهوى العذاب في بدر لان الله جل وعلا اهلك - 00:11:56ضَ

سبعين منهم الصحابة رضي الله عنهم واسر سبعون منهم او تعلمون العذاب في الدار الاخرة الذي هو اشد وابلغ ليكفروا بما اتيناهم فسوف تعلمون ام انزلنا عليهم سلطانا فهو يتكلم بما كانوا به يشركون - 00:12:25ضَ

قال جل وعلا قبل هذه الايات بل اتبع الذين ظلموا اهواءهم بغير علم ام انزلنا عليهم سلطانا فهو يتكلم بما كانوا به يشركون ام هذه هي المنقطعة وهي بمعنى بل - 00:13:16ضَ

مع الاستفهام الانكاري الاية السابقة من اتبع الذين ظلموا اهواءهم بغير علم ام انزلنا عليهم سلطانا بل اانزلنا عليهم سلطانا وهو يتكلم بما كانوا به يشركون هل حصل الثاني؟ لا - 00:13:51ضَ

ما انزل الله من سلطان بشركهم اذا لزم الاول وهو اتباع الهوى بغير علم قال العلماء رحمهم الله وحيث وقعت ام فالاستفهام مقدر بعدها والتقدير بل انزلنا عليهم سلطانا وهو استفهام انكاري - 00:14:31ضَ

اي ما انزلنا الاستفهام الانكاري بمعنى النفي يعني ما انزلنا عليهم سلطانا اذا اتبعوا اهواءهم بغير علم لان قائلا يقول لا يخلو من امرين اما انت فعلت هذا عن هوى - 00:15:20ضَ

لنفسك بغير بصيرة او فعلته بدليل وحجة فما هو الدليل لا دليل حينئذ اذا لزم الاول الذي هو الفعل عن هوى على غير بصيرة انزلنا عليهم سلطانا والاية فيها التفات - 00:15:45ضَ

والالتفات بان يكون الاسلوب الاول خطاب مخاطبة حاضر ثم الكلام عن غائب قال الله جل وعلا فتمتعوا فسوف تعلمون يخاطبهم ويتوعدهم ثم قال جل وعلا ام انزلنا عليهم سلطانا لانهم غابوا - 00:16:26ضَ

والالتفات فيه تحقير للمخاطب كأنه غير صالح لان يخاطب ونقرب ذلك بالمثال مثلا اذا اردت ان تعاتب احد اولادك مثلا على امر من الامور فقلت مثلا لم تفعل كذا وعاتبته - 00:17:00ضَ

ثم التفت الى اخيه المطيع مثلا وقلت مثلا بل هو جاهل يخاطب اخوها المطيع وتعبر عنه كانك صرفت النظر عنه وهو غير صالح لان تخاطبه فخاطبت اخاه المطيع بقولك بل هو - 00:17:39ضَ

حينما فعل هذا الفعل جاهل وهذا معنى الالتفات الانصراف من المخاطبة للغيبة ام انزلنا عليهم سلطانا؟ السلطان الحجة والبرهان او الكتاب هل انزلنا عليهم كتابا من السماء وقالوا لن نؤمن لك حتى تنزل علينا كتابا - 00:18:06ضَ

نقرأه طلبوا هذا فيقول الله جل وعلا هل انزلنا عليهم كتابا في هذا الشرك الذي يفعلونه ام انزلنا عليهم سلطانا فهو يتكلم يعني يعبر وان لم ينطق بلسانه كما قال الله جل وعلا - 00:18:41ضَ

هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق ام انزلنا عليهم سلطانا فهو يتكلم بما كانوا به يشركون يعني هل جاءهم خبر من السماء في كتاب من الله بان الشرك مأمور به لم يحصل شيء من ذلك - 00:19:12ضَ

وكما يتقدم بان الاستفهام انكار والاستفهام الانكاري بمعنى النفي لم يحصل شيء من ذلك ثم بين جل وعلا هذا طائفة من الناس يقبلون على الله في حالة النعمة والسعة والاستقرار - 00:19:43ضَ

ورغد العيش واذا اصابهم ضر قنطوا من رحمة الله بخلاف اولئك لكنهم كلهم غير مرضي عنهم اولئك يشركون في الرخاء ويخلصون في الشدة وهؤلاء مع الرخاء يفرحون بنعمة الله ومع الشدة يصيبهم اليأس - 00:20:18ضَ

والقنوط وكلهم نظرتهم للدنيا لا يؤمنون باليوم الاخر واذا اذقنا الناس رحمة نعمة من نعم الدنيا سعة العيش والمطر ونبات العرض الصحة وكثرة نتاج الشائمة فرحوا بها والفرح نوعان فرح بالخير - 00:20:59ضَ

الذي اعطى الله جل وعلا مما يستعان به على الدار الاخرة وهذا محمود قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون وفرح مطر واشر وتكبر وهذا مذموم وهذا هو المراد - 00:21:48ضَ

في هذه الاية حيث فسر الفرح عند جمهور المفسرين بالبطر والاشر والتكبر لا يفرحون بذلك على سبيل الشكر لله جل وعلا واذاقنا الناس والمراد كفار مكة والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب - 00:22:20ضَ

رحمة فرحوا بها وان تصبهم سيئة وجذب وضيق الحال او المرض او شدة المعونة اذا اصابهم الله جل وعلا بشيء من ذلك بما قدمت ايديهم وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم - 00:23:02ضَ

والمصائب تحصل على العباد بسبب اعمالهم السيئة ما يؤتى الانسان الا من قبل نفسه وان تصبهم سيئة بما قدمت ايديهم قال جل وعلا واذاقنا الناس رحمة الرحمة تأتي من الله جل وعلا - 00:23:45ضَ

فضل واحسان والمصيبة من الله جل وعلا بسبب فعل العبد وان تصبهم سيئة بما قدمت ايديهم بسبب ما فعلوه من المعاصي اذا هم يقنطون يصيبهم اليأس والقنوط من رحمة الله جل وعلا - 00:24:16ضَ

وقال الحسن رحمه الله القنوط ترك فرائض الله يعني يتركون الواجبات كما يفعل بعض الناس والعياذ بالله اذا اصيب بمرض او مصيبة ترك العبادة وترك طاعة الله جل وعلا وهذه حال الشقي والعياذ بالله - 00:24:49ضَ

واما المؤمن وقد وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بما ثبت في الصحيح بقوله عجبا للمؤمن لا يقضي الله له قضاء الا كان خيرا له ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له - 00:25:20ضَ

وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له هذه حال المؤمن المؤمن على حال على خير حال في السراء والضراء وهما يتعاقبان عادة من الله جل وعلا يربي عباده جل وعلا بالشراء والضراء - 00:25:47ضَ

المؤمن اذا اصابته السراء حمد الله وشكره واستعان بها على طاعة الله وان اصابته ضراء مصيبة صبر واحتسب الاجر من الله جل وعلا فكان خيرا له يؤجر وغير المؤمن اذا اصابته - 00:26:18ضَ

السراء خطرة واشر. وقال انا اهل لذلك وهذا جاء بحيلتي وبجهودي وبعملي وبكذا وبكذا وتكبر على عباد الله واستعان بنعمة الله على معصية الله وخسر الدنيا والاخرة وان اصابته ضراء اصابه اليأس - 00:27:03ضَ

والقنوط وقال انا شقي انا محروم وايش من رحمة الله وتوقف عن العبادة ان كان يعبد الله على حرف على طرف وعلى ضعف توقف وغضب اشتق الجيب ولطم الخد ونتفى الشعر - 00:27:33ضَ

تشخطا بقضاء الله وقدره واما المؤمن فهو يكتسب خيرا في الحالين النعمة يستعين بها على الطاعة وتحدث له شكر والمصيبة تحدث له صبر واحتساب وثبات وعبادة لله جل وعلا ورجوع اليه - 00:28:06ضَ

وتفتيش عن نفسه ان العاقل كلما حصلت له مصيبة او نكبة رجع الى نفسه لانه يعرف انه ما اوتي الا من قبل نفسه بسبب عمله هذا شيء من الله جل وعلا لكنه بسبب فعلنا - 00:28:35ضَ

فيصحح وضعه ان كان على خطأ والا استشار من ينصح له المؤمن يستفيد في المصائب ويأخذ منها الدروس وينظر في حاله ما سبب هذه المصيبة التي حصلت ثم يتذكر فيقول سبب هكذا اني فعلت كذا وكذا هذا من نفسي - 00:28:57ضَ

هذا من تفريط من جهل من تضييع امر الله بسبب تخلفي عن صلاة الجماعة كان بعض السلف يقول اذا فاتتني فريضة عرفت ذلك في وجه زوجتي ودابتي الزوجة تعاتبه وتخاصمه - 00:29:28ضَ

لا من اجل هذا الذي هو ترك. لكن يسلطها الله عليه والدابة تنفر به وتؤذيه ولا تكون مطيعة له هذا العاقل المنتبه لامره الذي يحاسب نفسه كما قال عمر رضي الله عنه حاسبوا انفسكم - 00:29:56ضَ

قبل ان تحاسبوا العاقل يحاسب نفسه واذا حصلت له النعمة قال الحمد لله هذا فضل من الله واحسان. والا فهناك من هو اجود مني واقوى مني واذكى مني ما حصل له ما حصل - 00:30:25ضَ

من النعمة لكن هذه نعمة من الله جل وعلا ليختبرني هل اشكر ام اكفر وتحدث له شكر وزيادة في العبادة وجد واجتهاد هذا العاقل الذي يريد نجاة نفسه واذا اذقنا الناس رحمة فرحوا بها - 00:30:44ضَ

وان تصبهم سيئة ما قدمت وان تصبهم سيئة يعني شيء يسوؤهم ليس المراد المعصية وانما شيء يسوءه من مرض او فقر او فقد عزيز او نحو ذلك بما قدمت ايديهم بسبب افعالهم - 00:31:11ضَ

اذا هم يقنطون يصيبهم القنوط واليأس لا يرجعون الى الله ويعبدونه ويستغفرونه ويتوبون اليه بل يقنطون يقول الله جل وعلا او لم يروا بقلوبهم ابصارهم لان الرؤية تأتي رأى العلمية - 00:32:07ضَ

ورأى البصرية رأى البصرية يقول رأيت محمدا رأيته بعيني وهي تنصب مفعولا واحدا ورأى العلمية يقول رأيت الله اكبر كل شيء رأيت الله اكبر من كل شيء وهذي تنصب مفعولين - 00:32:44ضَ

وانت لم ترى الله جل وعلا ببصرك وانما ادركت ذلك بقلبك كما تقول رأيت العلم نافعا هل رأيت شيء ببصرك لكن ادركت بقلبك ان العلم نافع اولم يروا ولم يروا - 00:33:18ضَ

ان الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر الله جل وعلا يبتلي عباده والضراء يبسط الرزق لمن يشاء فيوسع عليه في رزقه ويعطيها العطاء الجزيل ويقدر يضيق على اخر بحكمة والبشط - 00:33:53ضَ

والتضييق لا يدلان على الرضا كما لا يدلان على البغضاء من الله جل وعلا والله جل وعلا يبسط الرزق للمؤمن ويبسط الرزق للكافر ويقدر يضيق الرزق على المؤمن ويضيق الرزق على الكافر - 00:34:38ضَ

المؤمن يستفيد من الحالين والكافر يخسر الحالين والعياذ بالله يعني لانه عتاب لهم لم يقنطون اذا اصابتهم المصيبة ولم يفرحون ويبترون ويتكبرون اذا اصابتهم النعمة اولم يروا ان الله يبسط يوسع الرزق لمن يشاء. ويقدر يضيق على من يشاء - 00:35:09ضَ

بحكمة يريدها الله جل وعلا لا يحيطون بها ولا يدركونها والعاقل اذا ظيق عليه مثلا سأل الله جل وعلا وتوجه اليه فيوسع الله جل وعلا عليه والجاهل اذا ضيق عليه - 00:35:51ضَ

قنط وايس وشخط اولا يروا بقلوبهم ان الله يبسط الرزق يوسع لمن يشاء ويقدر يضيق يقدر بمعنى يضيق على من شاء وهذا يحصل للاخيار والاشرار النبي صلى الله عليه وسلم - 00:36:20ضَ

يبيت الليالي طاويا من الجوع لا يجد ما يأكله وخرج صلى الله عليه وسلم ذات يوم من بيته فاذا بابي بكر وعمر قد خرجا فسألهما ما الذي اخرجكما قال يا رسول الله اخرجنا الجوع - 00:36:55ضَ

قال والذي نفسي بيده لاخرجني الذي اخرجكما وكان بعض الصحابة رضي الله عنهم يربط على بطنه الحجر من الجوع رؤي النبي صلى الله عليه وسلم قد ربط على بطنه حجرين - 00:37:19ضَ

من شدة الجوع عليه الصلاة والسلام ويأتيه الخير من الله جل وعلا فيبذله اعطى رجلا مئة من الابل ثم سأله فاعطاه مئة ثانية ثم سأل ثم اعطاه مئة ثالثة اعطاه ثلاث مئة - 00:37:38ضَ

ثلاثمائة من الابل لرجل واحد عطية من النبي صلى الله عليه وسلم واعطى رجلا غنما بين جبلين لا يحصيها عد عليه الصلاة والسلام عطاؤه للاسلام لمصلحة الاسلام هذا الذي اعطاه - 00:38:02ضَ

ثلاثمائة من الابل بعدما اعطاه هذا قنعه لان السؤال والاستجداء والطلب يضره فاقسم على نفسه بان لا يسأل احدا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا والذي اعطاه غنما بين جبلين ذهب الى قومه يدعوهم الى الاسلام - 00:38:33ضَ

يا قومي اسلموا فان محمدا يعطي عطاء من لا يخشى الفقر يقول الله جل وعلا اولم يروا ان الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ان في ذلك لايات لقوم يؤمنون - 00:39:11ضَ

علامات وبراهين يستدل بها المؤمن العاقل الذي يستفيد من المواقف يستفيد من العبر ينظر في ايات الله جل وعلا ويستفيد منها فيقوى ايمانه واما الجاهل الامور الى فعل ابن ادم - 00:39:37ضَ

يقول هذا قوي هذا متحيل حصل على كذا وكذا او الثاني هذا شقي لا يستحق هذا ضعيف لا يحسن ان يعمل وهكذا والمؤمن يكل هذا الى الله جل وعلا ويعرف ان الله جل وعلا يعطي لحكمة ويمنع لحكمة - 00:40:13ضَ

فيعطي المؤمن ليستفيد ويحرمه جل وعلا ليستفيد كما يعطي الكافر والمنافق والفاجر ليشقى بالعطاء ويحرمه ليزداد شقاوة في الدنيا والاخرة والمؤمن يتدبر ايات الله جل وعلا ويستفيد منها ويأخذ منها دروسا - 00:40:45ضَ

يستفيد منها مدى حياته بالرجوع الى الله جل وعلا والجد والاجتهاد في الاعمال الصالحة ومحاسبة النفس والتأمل في ايات الله جل وعلا فيزداد ايمانه ويقينه بالله والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد - 00:41:17ضَ

وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:41:42ضَ