تفسير ابن كثير | سورة المائدة

تفسير ابن كثير | شرح الشيخ عبد الرحمن العجلان | 14- سورة المائدة من الآية (15) إلى الآية (16).

عبدالرحمن العجلان

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد الحمد لله. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم قد جاءكم رسولنا يبين لكم - 00:00:00ضَ

يا اهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم نذيرا مما كنتم تخفون من كتاب ما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير. قد جاءكم من الله الله نور وكتاب مبين. يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام - 00:00:26ضَ

ويخرجهم من الظلمات الى النور باذنه ويهديهم الى صراط مستقيم. هاتان الايتان الكريمتان من سورة جاءتا بعد قوله جل وعلا ومن الذين قالوا انا نصارى فنسوا حظا مما به فاغرينا. فاغرينا بينهم - 00:00:58ضَ

العداوة والبغضاء الى يوم القيامة. وسوف ينبئهم الله بما كانوا يصنعون. يا اهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير - 00:01:35ضَ

ايتين في هذه الاية الاولى يخاطب الله جل وعلا اهل الكتاب الموجودين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الصفة قائلا لهم يا اهل الكتاب. والنداء بهذا الوصف يحتمل المدح - 00:02:08ضَ

ويحتمل فهم ان استجابوا فهو مدح لهم كما استجاب عبدالله بن سلام رضي الله عنه وارضاه فهو حبر من احبار اليهود احد المبشرين بالجنة رضي الله عنه وارضاه وان لم يستجيبوا فهو ذم لهم. وتوبيخ - 00:02:47ضَ

فكيف تردون الحق وانتم عندكم الكتاب وتعرفون فمن يرد الحق وهو جاهل اخف جرما ممن يرد الحق وهو عالم مثل ما تقول للرجل الفاسق اذا كان ابوه صالحا. تقول اتق الله يا ابن - 00:03:21ضَ

الرجل الصالح تثني على ابيه لوم له وتوبيخ لانه ما سلك مسلك ابيه وان استجاب فهو مدح له. قالوا ليس بغريب منك الاستجابة. انت عالم وابوك كعالم فيكون مدح ايها العالم وابن العالم - 00:03:56ضَ

يا اهل الكتاب قد جاءكم رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي يعرفونه كما يعرفون ابناءهم. الذي كانوا يتوعدون الاوس والخزرج ببعثة النبي الجديد نتبعه فنقتلكم ونقضي عليكم مبرما فلما سمع به الاوس والخزرج - 00:04:29ضَ

رضي الله عنهم سارعوا الى الاسلام قالوا هذا الذي توعدنا به يهود. فلنسارع ولما علمه اليهود وعرفوه حسدوه وانكروه عليه الصلاة والسلام وانكروا صفته في كتبهم. حسدا وبقيا والا هو موصوف عليه الصلاة والسلام في كتبهم وامته موصوفة وهم يعرفون - 00:05:09ضَ

هنا حقا انه هذا هو الرسول. يعرفونه كما قال الله جل وعلا. يعرفونه كما يعرفون ابناءهم احد يجهل ابنه قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من كتابي ويعفو عن كثير. هذه علامة واضحة - 00:05:44ضَ

تدلكم يا معشر اليهود على صدق محمد صلى الله عليه وسلم. وانه الرسول الذي وصف لك من يعلم ما اخفيتموه من الكتاب صحبكم وقومكم يخفى عليهم ذلك ما يعلمه الا قلة من علماء اليهود - 00:06:16ضَ

علمها النبي صلى الله عليه وسلم وبينها لهم. فهذه معجزة وعلامة اوضح من الشمس في رابعة النهار. حيث يخبرهم عما اخفوه جحدوه يبين لكم كثيرا مما مما كنتم تخفون من الكتاب. ويعفو - 00:06:44ضَ

عن كثير اخطاؤكم وتعمدكم الاخفاء كثير. جدا والرسول محمد صلى الله عليه وسلم يبين شيئا ولا يستقصي والكريم ما يستقصي العتاب ونشر الاخطاء يبين بعض الشيء انه عالم وانه مطلع وانه يدري ويتجاهل ويتناسى اشياء ما - 00:07:20ضَ

عاتب عليها وهي واقعة ويعلمها يبين اشياء تدل على صدقه وعلى علمه ويسكت عن اشياء ما امر ببيانها والا اخطاؤكم كثيرة لكن ما قصده بيان عيوبكم وانما قصد اظهار الحق لكم لعلكم تستجيبون - 00:07:59ضَ

يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب. من هذا الكثير اية الرجم في التوراة ومن هذا الكثير صفة محمد صلى الله عليه وسلم ومن هذا الكثير صفة امة محمد صلى الله عليه وسلم - 00:08:29ضَ

موجودة في التوراة والانجيل يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير. اشياء كثيرة من اخطائكم ما ينشرها وما يبينها لانه ما امر بيانها والا يعلمها اخبره الله جل وعلا بها لكن - 00:08:53ضَ

من الحكمة الا يبينها ما بينها لكم والا فبامكانه ان يبين لكم اكثر مما بين من اخطائكم اجتمع اليهود فيما بينهم وحينما رجل وامرأة منهم قالوا اوتوا هذا النبي هذا الرجل - 00:09:26ضَ

الى انه بعث بالسماحة والسهولة فاستفتوه لعل عنده فتوى اخف مما عندكم يا معشر اليهود فاتوا النبي صلى الله عليه وسلم يستفتونه وقالوا فقال عليه الصلاة والسلام دلوني على اعلمكم من هو اعلمكم - 00:09:59ضَ

قالوا ابن صورية يهودي من اليهود من الاحبار الكبار قال انت اعلمهم يقول عليه الصلاة والسلام قال سل عما تريد قال له عليه الصلاة والسلام مرة ثانية انت اعلمهم؟ قال يقولون ذلك - 00:10:27ضَ

يعني هم رشحوني لهذا يقولون ذلك قال اسألك بالذي انزل التوراة على موسى ورفع الطور فوق رؤوس قومك وكذا وكذا مما اوجده الله جل وعلا وبما اخذ عليكم من العهد والميثاق. فبدأ الرجل يرجف - 00:10:50ضَ

ان الرسول عليه الصلاة والسلام قرر باشياء ما يستطيع ان يتجاوزها اخافا تنزل عليه العقوبة في الحال فبدأ يرجف وقال احكم الزانيين عندكم ما وسعه ان يكذب قال نساؤنا جميلات - 00:11:23ضَ

وكثر القتل في الرجال. يعني الرجم الزنا والعياذ بالله فاختصرنا يعني معشر العلماء علماء اليهود فرأينا انها تسود وجوههم ويركبون الدابة بعيرا او حمارا وتجعل ظهورهم الى بعظ وتسود وجوههم وينادى بهم ويجلدون جلد - 00:11:57ضَ

بدل الرجم وهم جاؤوا يلتمسون الحكم من النبي صلى الله عليه وسلم لعله اخف. فحكم عليهم صلى الله عليه وسلم بالرجم يقول ابن عباس رضي الله عنه من انكر الرجم فقد كفر - 00:12:31ضَ

بالقرآن العظيم لانه كانت اية الرجم موجودة في القرآن الشيخ والشيخة اذا زنايا فارجموهما البتة نكالا من الله فنسخ الله لفظها وابقى حكمها النسخ انواع ندخل لللفظ والحكم ونسخ للفظ دون الحكم - 00:13:03ضَ

ونسخ للحكم دون اللفظ ثلاثة انواع وكلها موجودة في القرآن ومما نسخ لفظه وبقي حكمه الشيخ والشيخة اذا زنيا فارجموهما البتة والمراد بالشيخ السيب الشيخ والشيخة ومما نسخ حكمه وبقي لفظه - 00:13:32ضَ

اية العدة الى الحول الذين يتوفون منكم ويذرون ازواجا وصية لازواجهم متاعا الى الحوض لغير اخراج. هذي منسوخ حكمها باربعة اشهر وعشرة ايام. وبقي لفظها ومما نسخ لفظه وحكمه كثير - 00:14:05ضَ

الناسخ والمنسوخ فانزل الله جل وعلا بعد هذا التقرير منه صلى الله عليه وسلم لابن سوريا اليهودي ومن معه يا اهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير - 00:14:40ضَ

قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين. المراد بهذا النور محمد صلى الله عليه وسلم. وقيل وقيل القرآن وكتاب مبين هو القرآن العظيم. الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم - 00:15:09ضَ

يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام يهدي الله من اتبع رضوانه من طلب الحق واراد الحق يهديه سبل السلام يدله ويرشده ويوفقه والهداية نوعان هداية دلالة وارشاد وهداية توفيق والهام. وكلها موجودة في القرآن - 00:15:30ضَ

هداية الدلالة والارشاد في قوله جل وعلا وانك لتهدي الى صراط مستقيم تدل وترشد وهداية التوفيق والالهام في قوله تعالى انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء - 00:16:03ضَ

وهداية التوفيق والالهام هذه لله جل وعلا وحده ما احد يستطيع ان يدخل الايمان في القلب الا الله للرسل ولا الانبياء ولا من دونهم وهداية التوفيق وهداية الدلالة والارشاد لله جل وعلا في كتابه العزيز وعلى السن رسله - 00:16:31ضَ

لكل من دعا الى الله على بصيرة فانه يرشد ويهدي الناس الى طريق الحق الهداية الدلالة وارشاد يهدي به الله بهذا الرسول والقرآن من اتبع رظوانه من حرص على طلب الحق واراده - 00:16:59ضَ

يهديه سبل السلام طرق الخير والفلاح والسعادة ويخرجهم من الظلمات الى النور باذنه. يخرجهم من الظلمات ظلمات الجهل والكفر والضلال الى نور العلم والايمان والبصيرة واتباع الحق باذنه تعالى فهو يوفق من شاء ويخذل من شاء. يقول ابن جرير رحمه الله تعالى في قوله تعالى - 00:17:21ضَ

قال باذنه اذنه في هذا الموضع هو تحبيبه اياه ايمان برفع طابع الكفر عن قلبه وخاتم الشرك عنه. وتوفيقه طارق سبل السلام يعني يوفقه ويهديه ويلهمه اذا شاء جل وعلا - 00:18:02ضَ

الى النور باذنه ويهديهم الى صراط مستقيم يهديهم يوفقهم ويرشدهم ويدلهم بان هذه الهداية هداية الله جل وعلا بالدلالة والارشاد والتوفيق والالهام معا ويهديهم الى صراط مستقيم. الذي هو الاسلام الموصل الى الجنة ورضوان الله تبارك وتعالى - 00:18:34ضَ

ويهديهم الى صراط مستقيم يهدي به الله بهذا القرآن والرسول من تبع رضوان الله طلب الحق ان فيه من يجهل الحق لكنه يريده يبحث عنه فيوفقه الله جل وعلا ومن يجهل الحق ولا يريده او يعرف الحق ولا يريده. هذا المعاند والعياذ بالله وهو المحروم من التوفيق - 00:19:04ضَ

والدلالة والارشاد والله اعلم يقول تعالى مخبرا عن نفسه الكريمة انه قد ارسل رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق الى جميع اهل الارض عربهم وعجمهم اميهم وكتابيهم - 00:19:38ضَ

وانه بعثه بالبينات والفرق بين الحق والباطل. فقال تعالى يا اهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب. يا اهل الكتاب فالمراد به والله اعلم اليهود - 00:20:02ضَ

والنصارى لانهم هم اهل الكتاب نعم ان يبينوا ما بدلوه وحرفوه واولوه وافترو على الله فيه ويسكت عن كثير مما غيروه ولا ولا فائدة في بيانه. لانهم حرفوا كثير وان لم يستطيعوا تغيير الايات - 00:20:18ضَ

التي في التوراة والانجيل لكنهم فسروها بغير تفسيرها وحرفوها حرفوا معناها وقالوا تدل على كذا ولا تدل على كذا نعم وقد روى الحاكم في مستدركه عن ابن عباس رضي الله عنه قال من كفر بالرجم فقد كفر بالقرآن من حيث لا يحتسب. لقوله تعالى - 00:20:37ضَ

يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب. فكان الرجل مما اخفوه ثم اخبر تعالى عن القرآن العظيم الذي انزله على نبيه الكريم فقال قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه - 00:21:05ضَ

سبل السلام اي طرق النجاة والسلامة ومناهج الاستقامة. ويخرجهم من الظلمات الى النور باذنه. ويهديهم الى صراط مستقيم. ان ينجيهم من المهالك ويوضح لهم ابين المسالك فيصرف عنهم المحظور ويحصل لهم احب الامور - 00:21:21ضَ

وينفي عنهم الضلالة ويرشدهم الى اقوم حالة والله اعلم. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:21:42ضَ