التفريغ
الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجد للشمس ولا للقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن - 00:00:00ضَ
واسجدوا لله الذي خلقهن ان كنتم اياه تعبدون فان استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسأمون ومن اياته انك ترى الارض خاشعة فاذا انزلنا عليها الماء - 00:00:27ضَ
واذا انزلنا عليها الماء اهتزت وربت ان الذي احياها لمحيي الموتى انه على كل شيء قدير هذه الايات الكريمة من سورة فصلت جاءت بعد قوله جل وعلا واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله - 00:00:54ضَ
انه هو السميع العليم ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر بين جل وعلا في الايات السابقة ان الاعداء الانسان نوعان وجني تنفع فيه المخادنة والمهاداة التقرب اليه بالعطاء كما قال جل وعلا ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي احسن - 00:01:34ضَ
واذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم النوع الثاني والصنف الثاني الشيطان الجني. العدو الجني الذي لا تنفع فيه مهاداة ولا عطاء ولا احسان وانما الذي ينفع السلامة منه - 00:02:25ضَ
الاستعاذة بالله جل وعلا والاعتصام بالله جل وعلا والتوجه الى الله جل وعلا بصدق واخلاص لطلب السلامة من من الشياطين الله جل وعلا يسلم عبده من شياطين الانس والجن ثم بين جل وعلا - 00:02:51ضَ
شيئا من اياته العظيمة الدالة على كمال قدرته المتضمنة وحدانيته تعالى وقال جل وعلا فاستعذ بالله انه هو السميع العليم السميع العليم السميع للاقوال العليم بالاحوال القادر على كل شيء - 00:03:25ضَ
عرف نفسه جل وعلا باياته فقال ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر هذه مخلوقات الله جل وعلا والقادر على خلق هذه الاشياء والواحد جل وعلا القادر على العظائم والمستحق للعبادة وحده - 00:04:04ضَ
فهذه مخلوقات من مخلوقات الله جل وعلا يدركها الانسان بفكره وعقله وبصره ومن اياته الاية العلامة ومن اياته الليل وجل وعلا خلق الليل وخلق النهار وجعلهما جل وعلا على هذا الشكل المنتظم - 00:04:39ضَ
حسب المروج والاوقات والازمنة لا يتغير من سنة الى سنة الى سنة هذا الليل المظلم لمصالح عظيمة وهذا النهار المبصر المضيء لمصالح عظيمة ولو كان الوقت كله ليل على الناس - 00:05:17ضَ
ولو كان الوقت كله نهار على الناس وجعل هذا التعاقب بينهما يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل والشمس والقمر من ايات الله جل وعلا الشمس في النهار والقمر في الليل - 00:05:48ضَ
بانتظامهما ونورهما واستفادة الناس منهما في معاشهم وزروعهم وحيواناتهم كل ما يحتاجون اليه يستفيد الشمس ومن القمر التي سخرهم الله جل وعلا من اجل عبادة ومن اياته وخلقها جل وعلا - 00:06:21ضَ
والمخلوق مهما عظم لا يصلح ان يكون معبودا ان المعبود لا يجوز ان يكون الا من يتصرف التصرف الكامل والمخلوق لا يستطيع ان يتصرف تصرفا كامل قهوة بيدي ويفنيه يصحه او يسقمه - 00:07:04ضَ
فهو لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا فمن باب اولى الا يملك لغيره ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا الشمس ولا للقمر فيه عباد الشمس وعباد النيرين والقمر - 00:07:49ضَ
يسجدون للشمس ويسجدون للقمر ويرون انهم بذلك يسجدون لله وقال الله جل وعلا لا تسجدوا للشمس ولا للقمر وهما مخلوقان من مخلوقات الله وهما كالليل والنهار ولا يوجد الكون في الدنيا - 00:08:32ضَ
من يعبد الليل كما لا يوجد من يعبد النهار لانهما عرب لا يقومان بانفسهما وانما يقومان بغيرهما وقرن الله جل وعلا الشمس والقمر في الليل والنهار وان اليهما مخلوقا لله جل وعلا - 00:09:01ضَ
وكما لا يعبد الليل والنهار كذلك لا يصح ان يعبد ان تعبد الشمس ولا ان يعبد القمر واسجدوا لله الذي خلقهن اعاد الضمير اليهن بالمؤنث وهي اربعة ثلاثة مذكر واحد - 00:09:31ضَ
والعادة ان جانب المذكر يغلب ولم يقل جل وعلا واسجدوا لله الذي خلقهم انما قال خلقهن لان ما لا يعقل يجمع جمع مؤنث ويعود اليها الظمير مؤنث واشهدوا لله الذي خلقهن - 00:10:02ضَ
ان كنتم اياه تعبدون يفترون هم ويقول نعبد الله في سجودنا للشمس والقمر فيقول الله جل وعلا ان كنتم تعبدون الله فالسجود له لا لغيره فلا يصح ان تقول اعبد الله وتسجد - 00:10:47ضَ
للقمر او تسجد للشمس او تسجد للقبر الولي او نحو ذلك واسجدوا لله الذي خلقهن. يعني خلق هذه الاشياء اللاتي هن من ايات الله من العلامات الدالة على قدرة الله جل وعلا - 00:11:15ضَ
وهن مفردهن اية ومجموعهن ايات ان كنتم اياه تعبدون ان كنتم تعبدون الله وحده فاسجدوا له ولا تسجدوا لغيره وتقديم المعمول الضمير تفيد الحصر كما في قولنا اياك نعبد نعبدك وحدك - 00:11:49ضَ
ان كنتم اياه تعبدون ان كنتم تعبدونه وقدم المفعول وفصل الدلالة على الحصر ان كنتم لا تعبدون الا هو فيكون السجود له وهذه من عزائم السجود سجود التلاوة لا يجب السجود - 00:12:28ضَ
عندها ولكن يستحب ويتأكد والسجود على رأي بعض الصحابة رضي الله عنهم عند قوله الذي خلقهن ان كنتم اياه تعبدون ويرى بعضهم ان السجود عند اخر الاية الثانية كما هو معلم عليه في المصحف الذي بايدينا - 00:13:10ضَ
فان استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسأمون عند هذه السجود وسجود التلاوة مستحب وليس بواجب سواء كان المرء في الصلاة او لم يكن في الصلاة - 00:13:41ضَ
فان كان في الصلاة ويستحب ان يسجد له مكبرا عند هوية وعند قيامه وان كان في غير الصلاة فيرى بعض العلماء انه يكبر عند سجوده ويكبر عند رفعه ويسلم بعد الرفع من السجود - 00:14:04ضَ
ويرى بعضهم انه يكبر عند السجود ويكبر عند الرفع ويرى بعضهم انه لا يرى التكبير لا في الاول لا في عند عند السجود ولا عند الرفع منه الكل جائز والحمد لله - 00:14:37ضَ
وسجود التلاوة وما يقول فيه كسجود الصلاة يقول سبحان ربي الاعلى مرة او مرتين او اكثر ثم ان جاء بالدعاء الوارد وجهي لله الذي خلقه ورزقه شق سمعه وبصره بحوله وقوته - 00:15:01ضَ
تبارك الله احسن الخالقين وان اتى بدعاء غير ذلك فلا بأس بهذا لانه لا يلزم له دعاء محدد سوى التسبيح سبحان ربي الاعلى مثل سجود الصلاة وان اراد الوقوف على اخر السجدة - 00:15:30ضَ
ويسجد ثم يرفع ثم ان شاء قرأ بعدها وان شاء ركع ولا يسجد ويواصل السجود ويترك ركنا من اركان الصلاة وهو الركوع والرفع منه وانما يسجد للتلاوة ثم يقوم قائما - 00:16:06ضَ
فان شاء قرأ ثم ركع وان شاء ركع بعدما يستتم قائما ان كنتم اياه تعبدون ان هذه شرطية رأينا فعل الشرط ان كنتم تعبدونه واين جواب الشرط ان كنتم اياه تعبدون - 00:16:38ضَ
اسجدوا له وحده مفهوم من سياق الاية ثم قال جل وعلا فان استكبروا فامتنعوا عن السجود والذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسأمون فان استكبروا استكبر الكافر - 00:17:17ضَ
عن السجود لله الله جل وعلا غني عنه وليس بحاجة الى سجوده الله جل وعلا يعبده من في الملأ الاعلى تعبده الملائكة ولا يفترون ولا يسأمون وهو في كل لحظة - 00:17:54ضَ
من اللحظات جل وعلا عباد وليس في حاجة الى عبادة الكافر ولا غيره. لانه غني عن ذلك فان استكبروا فالذين عند ربك المراد بهم الملائكة والعندية هذه عند ربك التعظيم - 00:18:20ضَ
تعظيم هؤلاء العباد الذين يعبدون الله فهم بمنزلة عالية عند الله جل وعلا وكما قال الله جل وعلا انا عند ظن عبدي بي وقال جل وعلا انا عند في الحديث القدسي - 00:18:55ضَ
انا عند المنكسرة قلوبهم من اجلي والله جل وعلا قال انا عند وهؤلاء عند ربك يعني تعظيم لهم بمنزلة عالية رفيعة والا فالله جل وعلا في جهة العلو مستو على العرش - 00:19:25ضَ
والخلق كلهم تحته جل وعلا وهو مستو على العرش والعرش سقف المخلوقات والله جل وعلا غني عن العرش وغيره من المخلوقات فليس بحاجة الى مخلوق ايا كان الذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار يعني مستمرون - 00:19:49ضَ
بالعبادة دائما ليل نهار لا يفترون يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسأمون. يعني لا يملون يعبدون الله جل وعلا بقلوب منشرحة مؤمنة راضية متلذذة بالعبادة ولا يسأمون ولا يملون - 00:20:20ضَ
ولا يستثقلون ولا تشق عليهم العبادة الله جل وعلا وذكر جل وعلا من اياته العلوية الشمس والقمر والليل والنهار الذي يدركه الناس وذكر من اياته ايجاد النبات بين يدي الناس - 00:20:50ضَ
يدل دلالة واضحة على البعث وقال تعالى ومن اياته علامات قدرته جل وعلا انك ترى الارض خاشعة خاشعة معنا هامدة او منخفضة ذليلة ويرسل الله جل وعلا عليها المطر واذا انزلنا عليها الماء اهتزت تحركت - 00:21:31ضَ
وربت ارتفعت والماء والخضرة وعروق الاشجار تتحرك داخلها فترتفع ويقال هذه ربوة بمعنى مرتفعة وربت زادت وسمي الربا ربا انه يزيد في اموال الناس فاذا انزلنا عليها الماء اهتزت وربت - 00:22:06ضَ
ان الذي احياها من هو هو الله جل وعلا يا محيي الموتى هذا الذي احيا الارض اعمدة يابسة لا نبات فيها ثم لما انزل عليها الماء تحركت وتشققت للنبات وخرج النبات والزينة - 00:22:49ضَ
الذي فعل ذلك قادر جل وعلا على احياء الموتى هذا دليل من ادلة القدرة على البعث ان الذي احياها بعد موتها يا محيي الموتى من الناس من الثقلين الجن والانس - 00:23:19ضَ
مشاعر المخلوقات انه على كل شيء وجل وعلا قادر على كل شيء انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون لا يحتاج جل وعلا الى ان يوجد او ان يستجلب مواد وانما يأمر الشيء فيكون. جل وعلا كما اراده الله جل وعلا - 00:23:47ضَ
وربت فيها قراءتان القراءة الاخرى بمعنى ارتفعت وهذه الايات الكريمة دلالة على كمال القدرة وعلى ان الله جل وعلا يحيي الموتى اذا اراد بما شاء جل وعلا وقد وردت السنة - 00:24:38ضَ
لان الله جل وعلا اذا اراد احياء الموتى امطرت السماء على الارض مطرا كمني الرجال ثم تشقق الارض عن الاجساد ثم تتطاير الارواح فتدخل كل روح في جسدها الذي كانت معه في الدنيا - 00:25:14ضَ
فالبعث الاجساد والارواح معا ثم النعيم لها وكذلك العذاب عليها والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:25:41ضَ