باحث

ينمو العين ويتقدم. تقنياته ومجالاته. ومعه طور ادواته في تقديم العلم الشرعي. اكاديمية زاد هذا كتاب الله رح قلوبنا بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد - 00:00:00ضَ

وعلى اله وصحبه اجمعين ايها الاخوة والاخوات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. حياكم الله في هذا الدرس المباشر الثاني والعشرون من سلسلة محاضرات مادة التفسير في اكاديمية زاد وقد سبق في الدرس الماضي الكلام عن تفسير قوله تعالى قل اللهم مالك الملك - 00:00:52ضَ

تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شيء قدير وذكرنا ان قوله تعالى قل اللهم اي يا الله - 00:01:17ضَ

ما لك الملك اي لك الملك كله ولك التصرف التام وتدبير الامور فربنا مالك المملوكات ومدبر الخلائق جميعا اه والمعنى يا مالك الملك يا ما لك العباد وما ملكوا وقيل يا ما لك السماوات والارض - 00:01:36ضَ

يؤتي الملك من تشاء اي تعطي السلطان والغلبة من تشاء وتريد من خلقك فتملكه وتسلطه على من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء اي تمنعه وتسلبه وتسلبه ممن تشاء بالموت او تسليط غيره عليه ونحو ذلك - 00:02:02ضَ

وقد يكون هذا النزع ابتلاء وقد يكون عقوبة وتعز من تشاء باعطائه الملك والسلطان او النصر والغنيمة او الغنى او بالقاء هيبته في القلوب واعظم من ذلك الاعزاز بالنبوة والرسالة والاعزاز بالايمان والعلم والطاعة - 00:02:26ضَ

اذ ان اهل العلم جعل الله لهم سلطانا في قلوب الناس وتذل من تشاء بسلب ملكه. او ضرب الجزية عليه واسوأ الاذلال ما يكون بالكفر والوقوع في الشرك والمعصية بيدك الخير اي المصالح والمنافع الدنيوية والاخروية - 00:02:53ضَ

انك على كل شيء قدير فلا يمتنع عليك شيء ولا يعجزك ولا يغلبك سنتكلم بمشيئة الله تعالى الان عن تفسير خواتيم سورة ال عمران من قول الله تعالى ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار - 00:03:17ضَ

لايات لاولي الالباب الى اخر الدعاء الوارد في هذه الايات قوله عز وجل ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب لما ذكر تعالى في الاية التي قبلها انه ما لك السماوات - 00:03:47ضَ

والارض عندما قال ولله ملك السماوات والارض والله على كل شيء قدير ذكر ان في خلقهما دلالات واضحة لذوي العقول لذوي العقول ولما كان في بداية هذه السورة الرد على شبهات النصارى آآ وفد نجران الذين جاءوا في العهد النبوي الى النبي صلى الله عليه وسلم - 00:04:05ضَ

والرد على غيرهم من اهل الباطل في سورة ال عمران والسورة حفلت بالردود على اهل الكتاب عموما في شركهم وكفرهم ختمها ربنا تعالى بذكر ما يدل على التوحيد والالوهية وقد روى ابن حبان عن عطاء قال دخلت انا وعبيد بن عمير على عائشة فقال ابن عمير اخبرينا باعجب شيء رأيته من رسول الله - 00:04:33ضَ

صلى الله عليه وسلم فسكتت ثم قالت لما كان ليلة من الليالي قال يا عائشة احذريني اتعبد الليلة لربي قلت والله اني لاحب قربك واحب ما سرك قالت فقام فتطهر ثم قام يصلي - 00:04:57ضَ

قالت فلم يزل يبكي حتى بل حجره قالت ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل لحيته قال ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل الارض فجاء بلال يؤذنه بالصلاة فلما رآه يبكي قال يا رسول الله لم تبكي؟ وقد غفر الله لك ما تقدم وما تأخر - 00:05:17ضَ

قال افلا اكون عبدا شكورا لقد نزلت علي الليلة اية ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها ان في خلق السماوات والارض الاية وهذا الحديث رواه ابن حبان وهو في صحيح الترغيب - 00:05:42ضَ

وقد ثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم استيقظ فجلس يمسح النوم عن وجهه بيده مرة من المرات استيقظ فجعل يمسح النوم عن وجهه بيده النوم يعني اثار النوم ثم قرأ العشر الايات الخواتم من سورة ال عمران - 00:06:03ضَ

ثم قام الى شن يعني وعاء او قربة معلقة فتوضأ منها فاحسن وضوءه ثم قام يصلي الحديث رواه البخاري ومسلم فاذا اردت يا عبد الله واذا اردت يا امة الله - 00:06:22ضَ

سنة من السنن قل من يعمل بها وقل من يعرفها فانها هذه اذا استيقظت من الليل لقيامه اجلس وامسح النوم عن وجهك بيدك ثم اقرأ العشر الايات الخواتم من سورة ال عمران - 00:06:42ضَ

اخر عشر ثم توضأ واحسن الوضوء وقف لصلاة الليل وهذه سنة من السنن الثابتة في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم ونحن ينبغي اذا عرفنا سنة ان نعمل بها ولو مرة - 00:07:07ضَ

وربما لم يسمع بها الكثير كثيرون يقومون الليل لكن لم يسمعوا ان النبي صلى الله عليه وسلم مرة قام من الليل وقعد مسح النوم عن عينيه وقرأ اخر عشر ايات من سورة ال عمران ثم قام للوضوء والصلاة - 00:07:30ضَ

قوله تعالى ان في خلق السماوات والارض يعني في ايجادهما وانشائهما على هذه الصفات من الابداع والاحكام وهذا الكلام مهم الان يا ايها الاخوة والاخوات لان آآ الحديث شديد انزل - 00:07:54ضَ

علي الليلة ايات ويل لمن قرأها ولم يتدبر فيها لابد ان نعرف المعنى حتى نتدبر لان المسألة فيها تهديد السماوات ما معنى كيف يكون التفكر في السماوات في ارتفاعها واتساعها - 00:08:14ضَ

وما فيها من الشمس والقمر والنجوم والكواكب السيارة والثابتة والزينة ان في خلق السماوات والارض في انخفاضها وبسطها وتذليلها وما فيها من البحار والجبال والقفار والنبات والاشجار والثمار وانواع المعادن والحيوان وغير ذلك - 00:08:35ضَ

قوله واختلاف الليل والنهار يعني تعاقبهما وتفاوتهما في الظلمة والنور والطول والقصر وكذلك في اختلافهما حرا وبردا ورخاء وشدة وعزا وذلا وهزيمة ونصرا وسعة وضيقا وصحة ومرضا الليل يطلب النهار والنهار يطلب الليل. يطلبه حثيثه - 00:09:00ضَ

يغش الليل النهار والنهار الليل فيأكل النهار من الليل ويأكل الليل من النهار والذين اه صعدوا الى الفضاء وكانوا في محطات الفضائية اه فوق الارض شهدوا هذا التعاقب سبحان الله - 00:09:32ضَ

لليل والنهار وصوروه ونشرت الصور في اه مواقع ناسا وغيرها ورأى الناس كيف يكون تعاقب الليل والنهار نحن نرى على الارض ويرى كذلك من الفضاء الخارجي وقد رأيناه في هذا الزمان بالصور - 00:09:53ضَ

التي ارسلت ومقاطع اه الفيديو التي صورت تعاقب الليل والنهار على مدار الكرة الارضية حث العباد على التفكر في السماوات والارض واختلاف الليل والنهار والتبصر بالايات وتدبر خلق الله سبحانه - 00:10:18ضَ

في هذا التفكر لايات واضحة وبراهين قاطعة ساطعة لاولي الالباب على قدرته وربوبيته سبحانه وتعالى والليل والنهار مستودعا الاعمال الصالحة وحتى اعمال الشر كل واحد حسب ما يضع في خزانته - 00:10:38ضَ

الليل والنهار خزائن تملأ بالاعمال ما يفعل فيهما من خير او شر يقصر النهار فيعين على الصيام ويطول الليل فيتلذذ العبد بالقيام وقوله ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لايات - 00:11:05ضَ

لم يقل على ماذا ابهمها لم يقل لايات على كذا وكذا وانما قال لايات لاولي الالباب وانت تفهم يا ايها السامع لايات من كثرتها وعمومها لايات عجيبة تبهر الناظرين لايات تقنع المتفكرين - 00:11:31ضَ

وتجذب افئدة الصادقين لايات تنبه العقول النيرة على جميع المطالب الالهية فاما تفصيل ما اشتملت عليه فان المخلوق يدرك ذلك ويحيط ببعضه وعموما فما فيهما من العظمة والسعة وانتظام السير والحركة - 00:11:56ضَ

يدل على عظمة خالقها وعظمة سلطانه وشمول قدرته ما في السماوات والارض من الاحكام والاتقان وبديع الصنع ولطائف الفعل دال على حكمته تعالى في وضع الاشياء في مواضعها وسعة علمه - 00:12:23ضَ

اتقانه الذي اتقن كل شيء خلقه صنع الله وما فيها من المنافع للخلق يدل على رحمة الله فضله وشمول بره ووجوب شكره وكل ذلك يدل على تعلق القلب في هذا الخالق العظيم - 00:12:45ضَ

وبذل الجهد في ارضائه وان لا يشرك به احد غيره ممن لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا وقوله لاولي الالباب اي لاصحاب العقول الصافية النقية - 00:13:10ضَ

وسمي العقل لبا لانه خالص الانسان كما ان اللب خالص الحبة اولو الالباب هم الذين يعلمون الحق فيتبعونه ولا يكون للانسان لب حتى يستجيب للحق ويتبعه والا فلو عرفه وعصاه - 00:13:29ضَ

لم يكن ذا لب فخص الله بالايات اولي الالباب بايات لاولي الالباب. فقط وهم اهل العقول المنتفعون بها الذين ينظرون بعقولهم لا بمجرد ابصارهم وفي هذه الاية من الفوائد الاستدلال بالصنعة على عظمة الصانع. وان خلقه تعالى ابداع على غير مثال سابق - 00:13:50ضَ

وقد سئل بعضهم بما عرفت ربك؟ فقال ان البعرة تدل على البعير واثار الاقدام تدل على المسير فسماء ذات ابراج وارض ذات فجاج الا تدل على اللطيف الخبير وفي الاية - 00:14:20ضَ

ان السماوات اية من وجوه متعددة في علوها وسعتها واستدارتها وعظم خلقها وحسن بنائها وعجائب شمسها وقمرها وكواكبها ومقاديرها واشكالها وتفاوت مشارقها ومغاربها فلا ذرة فيها تنفك عن حكمة بل هي احكم خلقا واتقن صنعا واجمع للعجائب من بدل الانسان - 00:14:39ضَ

قال تعالى اانتم اشد خلقا ام السماء بناها رفع سمكة فسواها وقال تخلق السماوات والارض اكبر من خلق الناس الارض والبحار والهواء وكل ما تحت السماوات بالاضافة الى السماوات خلق عظيم - 00:15:09ضَ

وقل ان تجيء سورة في القرآن الا وفيها ذكر السماوات اما اخبارا عن عظمها وسعتها او اقساما بها او دعوة الى النظر فيها او ارشاد للعباد ان يستدلوا بها على عظم بانيها - 00:15:33ضَ

ورافعها الذي رفع سمكها فسواها او استدلالا منه تعالى بخلقها على ما اخبر به من المعاد والقيامة واستدلالا بحسنها واستوائها والتئام اجزائها وعدم الفطور والتشقق فيها على قوته وحكمته وقدرته - 00:15:50ضَ

وعلى ما فيها من الكواكب والشمس والقمر والعجائب التي تتقاصر عقول البشر عن ادراكها وفي الاية انه لا يستفيد ويعتبر من ايات الله الكونية الا اولو العقول الخالصة من اصحاب عقول الرشد - 00:16:11ضَ

ولذلك كثير العلماء الفلك الكفار ما اهتدوا لانه ما نظروا بعقل البصيرة وانما نظروا بالبصر فقط ينظرون من خلال المراصد الفضائية ويشاهدون المجموعات النجمية تتحرك اشياء هائلة الوان مبهرة اشكال بديعة - 00:16:28ضَ

لكن ما انتفعوا بذلك والعقل عقلان عقل ادراك وتدبير تدبير المعيشة وعقل رشد يهدي الى الحق قد يكون الرجل من الاذكياء لكنه ليس عنده عقل رشد يهتدي به الى الحق ويقبله ويستجيب له - 00:16:54ضَ

نسأل الله ان يجعلنا من اولي الالباب وان يرزقنا التدبر والنظر في خلقه وان يزيد ايماننا وقفة قصيرة ثم نعود اليكم لاكمال تفسير الايات ان شاء الله لقد شرع الله الدين للناس رجالا ونساء. ووعد الجميع الجنة والحياة الطيبة اذا قام بواجبه - 00:17:15ضَ

فقال تعالى من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة. ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون وقد جاء الاسلام فاكرم المرأة وحملها مع الرجل مسؤولية النهوض بالمجتمع - 00:17:58ضَ

وحسن الرعاية له. فقال عليه الصلاة والسلام كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته. وقد شغلت المرأة في العهد النبوي وما بعده مكانا رفيعا مشاركاتها العلمية والاجتماعية والتربوية وتصدر اسمها في قائمة المساهمين في بناء المجتمع. وصياغة هوية الامة والمحافظة على ثوابت الدين - 00:18:27ضَ

ولا زال التاريخ يذكر ام المؤمنين خديجة وام المؤمنين عائشة. ونسيبة بنت كعب وام حرام بنت ملحان. وحفصة بنت سيرين وفاطمة بنت عبد الملك وزبيدة بنت جعفر حياكم الله مرة اخرى ايها الاخوة والاخوات - 00:18:56ضَ

الحمد لله تفسير قول الله تعالى الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والارض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار بين تعالى ان في خلق السماوات والارض ايات لاولي الالباب ثم ذكر ان اولي الالباب يعبدونه فكرا وذكرا قياما وقعودا - 00:19:20ضَ

سائر احوالهم فقال الذين يذكرون الله فلا يقطعون له ذكرا يذكرونه بسرائرهم وضمائرهم وبقلوبهم والسنتهم باستحضار خشيته وعظمته سبحانه وبالسنتهم تهليلا وتسبيحا وتحميدا ونحو ذلك. وبالجوارح بالعمل على طاعته واجتناب معصيته - 00:19:45ضَ

فيذكرون امره ونهيه وافضل الذكر ما تواطأ عليه القلب واللسان معا. يذكرون الله تعالى قياما وقعودا وعلى جنوبهم اي حال كونه مضطجعين ومستلقين فلا يغفلون عن ذكره ويشمل هذا الصلاة قائما فان لم يستطع فقاعدا فان لم يستطع فعلى جنب - 00:20:07ضَ

الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم قال قتادا هذه حالاتك كلها يا ابن ادم اذكر الله وانت قائم فان لم تستطع فاذكره وانت قاعد فان لم تستطع فاذكره وانت على جنبك يسر من الله وتخفيف - 00:20:33ضَ

قال عز وجل في صفات اولي الالباب ويتفكرون الفكر نظر العقل وتردد القلب بالنظر والتدبر لطلب المعاني فالقلب ينظر هنا وهنا وهنا ويقلب النظر وترتيب امور في الذهن يتوصل بها الى المطلوب - 00:20:50ضَ

يتفكرون ومن اللطائف ان الله لما ذكر دلائل الالهية والقدرة والحكمة وهذا يتصل بتقرير الربوبية ذكر بعدها ما يتصل بالعبودية وهذا يتعلق بتوحيد الالوهية واصناف العبودية ثلاثة. التصديق بالقلب الاقرار باللسان العمل بالجوارح. فقال - 00:21:11ضَ

يذكرون الله هذي عبودية اللسان قياما وقعودا وعلى جنوبهم هذه عبودية الجوارح والاعضاء ويتفكرون في خلق السماوات والارض هذي عبودية القلب سبحانه تأمل في الاية عبودية القلب واللسان والجوارح والانسان ليس الا هذا المجموع - 00:21:34ضَ

فاذا كان اللسان مستغرقا في الذكر والاركان مستغرقة في الشكر والجنان مستغرقا في الفكر كان هذا العبد يعيش مع الله يعيش مع الله هكذا نريد ان نكون ايها الاخوة والاخوات - 00:21:59ضَ

هكذا نعيش مع الله اللسان ذكرا والقلب فكرا والجوارح تعبده الاية الاولى ان في خلق السماوات دالة على كمال الربوبية بيقول ايه؟ الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم دالة على كمال العبودية - 00:22:16ضَ

في خلق السماوات والارض استدلالا واعتبارا في صنعهما واتقانهما وما ابدع الله فيهما ليقودهم ذلك الى تعظيم الخالق. فيزدادوا شكرا له ويعظمونه ويخشونه ربنا ما خلقت هذا باطلا هذا الذي نشاهده في السماء والارض ما خلقته باطلا. عبثا ضائعا بلا حكمة سدى - 00:22:43ضَ

لعبا بل خلقته لامر عظيم جليل خلقته بالحق لتجزي الذين اساءوا بما عملوا وتجزي الذين احسنوا بالحسنى اه ما خلق الله هذه عبثا ولا لعبا. لو اردنا ان نتخذ لهوا لاتخذناه من من لدنا - 00:23:09ضَ

ان كنا فاعلين بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه هؤلاء اولو الالباب لما نظروا هذا النظر وقاموا بهذه الاعمال والعبوديات الثلاثة انتهى الى انهم سبحوا ربهم سبحانك وقنا عذاب النار - 00:23:33ضَ

شوف كيف يقود التفكر الى اي شيء سبحانك ما خرقت هذا باطلا سبحانك انت منزه عن ان تخلقه باطلا انت منزه عن العبث انت منزه ان تخلق الخلق سدى سبحانك - 00:23:56ضَ

ننزهك عن كل عيب ونقص. والتسبيح هو التنزيه والتقديس والتبرئة من النقائص والعيوب لكن تسبيح اولي الالباب المتفكرين آآ فيه طلب من الله طلب ماذا؟ التوفيق للعمل الصالح والهداية اليه. والوقاية من النار ودخول الجنة. سبحانك - 00:24:19ضَ

قنا عذاب النار فيكون ما وفقتنا اليه واقيا وحاميا ودافعا عنا عذاب النار وهذي تضمن سؤال الجنة لان الله اذا وقاهم النار ستحصل لهم الجنة بالتأكيد لكن لما قام في قلوبهم من الخوف - 00:24:45ضَ

دعوا الله بالوقاية من عذاب النار ابن عباس عند النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقام النبي صلى الله عليه وسلم من اخر الليل فخرج فنظر في السماء ثم تلا هذه الاية وهذه سنة اخرى - 00:25:07ضَ

في العشر ايات هذه من سورة ال عمران قام من اخر الليل فخرج فنظر في السماء. هذه سنة اخرى ان يخرج الى مكان يرى فيه السماء وينظر الى السماء ثم تلا هذه الاية في ال عمران ان في خلق السماوات والارض - 00:25:24ضَ

واختلاف الليل والنهار حتى بلغ وقنا عذاب النار. يعني سبحانك فقنا عذاب النار ثم رجع الى البيت فتسوك وتوضأ ثم قام فصلى ثم اضطجع ثم قام فخرج فنظر الى السماء فتلا هذه الاية. ثم رجع فتسوك فتوضأ ثم قام فصلى. رواه البخاري - 00:25:47ضَ

ومسلم تفسير قول الله ربنا انك من تدخل النار فقد اخزيت وما للظالمين من انصار لما ذكر تعالى دعاء المؤمنين بالوقاية من النار اتبعه بذكر التعليل لهذا الدعاء فحكى عن دعائهم - 00:26:10ضَ

ربنا يعني يا ربنا انك من تدخل النار فقد اخزيته اهنت واذللت غاية الاذلال الخزي وما للظالمين من انصار يمنعون عنهم عذاب الله اذا ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب. الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم - 00:26:30ضَ

ويتفكرون في خلق السماوات والارض. ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار لما سألوا ربهم ان يقيهم عذاب النار اتبع ذلك بما يدل على عظم ذلك العقاب وشدته وهو الخزي - 00:26:56ضَ

ليكون موقع السؤال اعظم مثل ربنا اصرف عنا عذاب جهنم. ان عذابها كان غراما. انها ساءت مستقرا ومقاما ومن سأل ربه شيئا فانه يشرح عظم عظم المطلوب وقوة ذلك سيكون اكمل في الدعاء - 00:27:12ضَ

واخلص في الطلب واشد والدعاء لا يتصل بالاجابة الا اذا كان مقرونا بالاخلاص فهذا تعليم من الله لعباده في كيفية ايراد الدعاء ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك وقنا عذاب النار. ربنا انك من تدخل النار فقد اخزيته - 00:27:39ضَ

وما للظالمين من انصار وفي الايتين من فوائد التفكر عبادة ان التفكر عبادة من صفات اولياء الله العارفين فاذا تفكروا في خلق السماوات والارض عرفوا ان الله لم يخلقهما عبثا - 00:28:01ضَ

وفيها بيان السبب الذي حمل المؤمنين على الدعاء بالوقاية من النار وفيها ان الظلم سبب لدخول النار. وما للظالمين من انصار وفيها ان خالق الاكوان لا يمكن لاحد ان ينتصر عليه - 00:28:21ضَ

وفيها ان ظلم النفس وظلم الغير عاقبته وخيمة وما للظالمين وفي ان اهل النار لا يجدون اعوانا يجيرونهم منها ولا يصرفون عنهم عذابها ولا يخرجون اذا سقطوا فيها وفي الايتين شيء من اداب الدعاء وفقهه مثل - 00:28:34ضَ

التوسل الى الله تعالى باسمائه وصفاته وبالعمل الصالح الذي يعمله العبد والاستعاذة بالله من النار وعدم الاعتداء من الدعاء نسأل الله ان يقينا عذاب جهنم وان يدخلنا الجنة مع الابرار - 00:28:52ضَ

وقفة قصيرة ثم نعود اليكم ان شاء الله راغبا في كل ربما تحب احد الابناء او البنات اكثر من اخوتهما اما لبره او ادبها او غير ذلك ولكن هل يجوز ان تفضل من تحب في العطية - 00:29:10ضَ

وتخصه بالهدايا دون الاخرين لنستمع الى هذه القصة التي جرت لصحابي الجليل النعمان بن بشير يقول رضي الله عنه سألت امي ابي بعض الموهبة لي من ما له فوهبها لي - 00:30:01ضَ

فقالت لا ارضى حتى تشهد النبي صلى الله عليه وسلم فاخذ بيدي وانا غلام فاتى بي النبي صلى الله عليه وسلم فقال له يا بشير الك ولد سوى هذا؟ قال نعم. فقال - 00:30:17ضَ

اكل لهم وهبت لهم مثل هذا؟ قال لا. قال فلا تشهدني اذا فاني لا اشهد على جور ففي هذا الحديث تحذير من تفضيل احد الابناء على اخوته وانه من الجور والظلم - 00:30:35ضَ

ولم يفرق بين الذكر والانثى وذلك لما يؤدي اليه من الكراهية والنفور بينهم. ولا حرج في الميل القلبي لاحد الاولاد دون غيره لان ذلك امر ليس في مقدور العبد وانما الذي يحرم ان يفضل المحبوب على غيره بالعطايا دون سبب شرعي. فان حصل مثل هذا التفضيل وجب رد - 00:30:54ضَ

عطية او اعطاء الاخرين مثل اخيهم. ويجوز التفضيل بين الاولاد اذا كانت هناك اسباب وجيهة تدعو الى ذلك كأن يخص احد اولاده لمرض اصابه او فقر وحاجة المت به او لاشتغاله بطلب العلم. ونحوه من الفضائل - 00:31:19ضَ

وللوالد ان يمنع العطية عمن يستعين بها على معصية الله تعالى. ويعطيها لمن يستحقها. قال تعالى تعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان ان الله شديد العقاب الحمد لله مرحبا بكم. ايها الاخوة والاخوات - 00:31:39ضَ

والان مع تفسير قول الله تعالى ربنا اننا سمعنا منادي ينادي للايمان ان امنوا بربكم فامنا. ربنا فاغفر لنا ذنوبنا عنا سيئاتنا وتوفنا مع الابرار لما سأل المؤمنون ربهم الوقاية من النار اتبع ذلك بسؤال مغفرة الذنوب وتكفير السيئات - 00:32:25ضَ

متوسلين في دعائهم بايمانهم يعني سألوا الله باي شيء بايمانهم؟ فقالوا ربنا اننا سمعنا مناديا يدعو الى الله ويبلغنا والنداء رفع الصوت ينادي باي شيء للايمان هذا تفسير لنداء المنادي - 00:32:47ضَ

واللام في قوله للايمان للالصات مباشرة للايمان عادة يأتي النداء الى ينادي الى الايمان والتعبير باللام بدلا من الى دلالة على قرب الايمان لان الى عادة تدل على البعد ينادي للايمان مباشرة - 00:33:13ضَ

دعاؤه اليه ان هذه تفسيرية امنوا بربكم صدقوا به ووحدوه الايمان بالله هو الاقرار المتضمن للقبول والاذعان وهو قول وعمل واعتقاد فآمنا يعني استجبنا لنداء المنادي واتبعنا المنادي وبادرنا الى ذلك - 00:33:45ضَ

فيما امرنا به من التوحيد والطاعة واقررنا مع الانقياد واكثر المفسرين على ان المنادي هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سماه الله تعالى في القرآن ايضا داعيا. فقال - 00:34:11ضَ

وداعيا الى الله باذنه يا ايها النبي انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا الى الله باذنه. وفي سورة ال عمران ربنا اننا سمعنا ناديا ينادي وهذا الكلام من المؤمنين من اولي الالباب فيه اخبار بمنة الله عليهم - 00:34:28ضَ

فتوسلوا الى الله بالايمان ما جاء به المنادي طيب يتوسلون لاي مطلوب التوسل هذي وسيلة ذكروا ايمانهم توسلا الى الله لاجل ماذا مغفرة الذنوب ولذلك جاء الطلب ان يغفر لهم ذنوبهم وان يكفر عنهم سيئاتهم - 00:34:53ضَ

والحسنات يذهبن السيئات. والايمان رأس الحسنات فلما اكتمل التوسل بالايمان جاء الطلب في الدعاء فقالوا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا اعف عنها تجاوز امح الاثر والذنوب هي المعاصي وتشمل الكبائر وكفر عنا سيئاتنا اي استرها - 00:35:24ضَ

والغفر والكفر متقاربان في المعنى يدلان على الستر والتغطية سمي الكافر كافرا لانه يغطي حقيقة الربوبية والالوهية ويجحد هذا ويسمى ايضا الزارع كافرا لانه البذر بتراب الارض يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار - 00:35:46ضَ

وقيل في الفرق بين الذنوب والسيئات. يعني لو قال واحد ربنا فاغفر لنا ذنوبنا اكفر عنا سيئاتنا ما هو الفرق بين اغفر اكفر وذنوبنا وسيئاتنا ما هو الفرق قيل يعني بعض المفسرين - 00:36:22ضَ

قالوا الذنوب هي الكبائر والسيئات هي الصغائر وقيل الذنوب ما مضى ما تقدم في الماضي والسيئات ما سيكون في المستقبل وقيل الذنوب ما كان في حق الله والسيئات ما كان في حق العباد - 00:36:41ضَ

وقيل الذنب ما يفعله العبد مع علمه بتحريمه والسيئة ما يفعلها مع الجهل بحكمها وقيل الذنوب والسيئات بمعنى واحد وان التكرار للمبالغة والتأكيد طلبوا من ربهم مغفرة الذنوب لانه لا بد فيها من التوبة. وتكفير السيئات لانها تزول بالحسنات الماحية. اذا من الفرق بين المغفرة والتكفير - 00:36:58ضَ

استغفر وكثر ان المغفرة لا تكون الا من توبة وتكفير السيئات التكفير يكون بالحسنات الماحية والمصائب المكفرة ودعاء المؤمنين ونحو ذلك ففي ذنوب تكفرها التوبة السيئات تكفرها الحسنات الماحية ودعاء المؤمنين والمصائب - 00:37:29ضَ

ولما كانت الوفاة على الدين والسنة وعمل الخير امرا عظيما سألوها ربهم. هؤلاء اولو الالباب ادعيتهم ليست آآ عبثا ولا آآ عشوائية واعتباطي الله فقالوا وتوفنا مع الابرار اقبضنا مع الابرار واجعلنا معهم وفي جملتهم وعلى اعمالهم مصاحبين لهم - 00:37:56ضَ

مع الابرار في البرزخ المحشر في الجنة هذا دعاء عظيم يتضمن التوفيق لفعل الخير وترك الشر لان هذا الذي يكون به العبد مع الابرار اه وتوفنا مع الابرار في فائدة عظيمة جدا في قضية سؤال الله الثبات الى الممات - 00:38:25ضَ

وفي الاية تصدير الدعاء بالنداء ربنا يعني يا ربنا دلالة على كمال التوجه الى الله وفيها التحدث بنعمة الله في مقدمة الدعاء وفيها دليل على نوع من انواع التوسل المشروع في الدعاء وهو التوسل الى الله بالعمل الصالح - 00:38:49ضَ

كما توسل اصحاب الغار الثلاثة واحد توسل الى الله ببر والديه واحد توسل الله بترك الفاحشة واحد توسل الى الله القيام على حق العامل وتنمية الامانة حتى جاء صاحبها واستلم الاصل والنماء - 00:39:11ضَ

اه طبعا في من انواع التوسل التوسل الى الله باسمائه وصفاته. اللهم اني اسألك بانك انت الله الحي القيوم يا ذا الجلال والاكرام وفي من التوسل الى الله التوسل بدعاء الصالحين الاحياء - 00:39:33ضَ

وفي التوسل الله بحال الداعي كذكر الافتقار الى الله. لاحظ في كلام موسى عليه السلام ربي اني لما انزلت الي من خير فقير اين التوسل ذكر حالة ذكر فقرة هذا توسل - 00:39:46ضَ

التوسل الى الله وكما قال ايوب عليه السلام اني مسني الضر وانت ارحم الراحمين. ماذا فعل؟ ايوب في هذا الدعاء توسل الى الله بذكر حاله وافتقاره وحاجتي الى ربه انا وضعي كذا. اني مسني الضر - 00:40:03ضَ

وانت ارحم الراحمين في الاية اهمية النداء بالخير لما يترتب عليه من استجابة المدعوين وهدايتهم يعني ينبغي علينا ان نكون منادين للخير كما نادى عليه الصلاة والسلام ربنا اننا سمعنا مناديا - 00:40:24ضَ

اولوا الالباب يسمعون مباشرة يسمعون الخير ويستجيبون له حصل هذا للصحابة وحتى للجن من الصحابة واذ صرفنا اليك نفرا من الجن يستمعون القرآن. فلما حضروه قالوا انصتوا فجمعوا بين الاستماع والانصات كما قال الله واذا قرئ القرآن فاستمعوا له - 00:40:51ضَ

وانصتوا والاستماع والانصات ان يقصد السماع ويركز ولا ينشغل يكف الشواغل والتشويشات وانصتوا والسماع من النبي عليه الصلاة والسلام الفائدة العظيمة للصحابة نحن ماذا لنا منها؟ السماع من ورثة النبي صلى الله عليه وسلم - 00:41:15ضَ

من العلماء اذا قال الاولون من المؤمنين ربنا اننا سمعنا مناديا ينادي للايمان نحن كيف نعمل بها الان اننا اذا سمعنا العلماء ينادون الى الايمان نستجيب واذا سمعنا الكتاب والسنة الوحي النازل - 00:41:48ضَ

يتلى ويقرأ استجيب وفي الاية ان الايمان ليس هو الاقرار فقط ولا التصديق فقط فلا بد من الانقياد والاذعان والعمل امنوا وعملوا الصالحات وفيها ان تكفير السيئة يشمل الكفارة العامة كالتكفير بالصلاة والوضوء والجمعة الجمعة ورمضان الى رمضان. والكفارة الخاصة مثل كفارة الظهار - 00:42:12ضَ

صارت الجماع في نهار رمضان كفارة صيد المحرم كفارة النخامة في المسجد وكفارتها دفنها وفي الاية فضل صحبة الاخيار بعد الموت لدرجة انهم سألوا ذلك وتوفنا مع الابرار كما قال تعالى ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين - 00:42:38ضَ

والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا وفي الاية فضل الموت على مثل اعمال الصالحين. كما قال يوسف عليه السلام توفني مسلما والحقني بالصالحين وفي الاية الاستجابة للنبي صلى الله عليه وسلم واتباع سنته. وان هذا سبب لمغفرة الذنوب وتكفير السيئات - 00:43:04ضَ

وفيها حذر المؤمنين من الفضيحة في الاخرة وفيها بذل الجهد في الدعوة الى الله ومن ذلك رفع الصوت لاسماع الناس وفيها ان هذا الايمان يستجيب له تستجيب له قلوب اهله. اولي الالباب - 00:43:25ضَ

وسؤال الله الموت على عمل الاخيار ليس استعجالا بطلب الموت لكن لكن سؤال ان يكون ان يكون مع الابرار وفيها فضل المبادرة والسبق الى الايمان والعلاقة بين التفكر والخوف سبحانك فقنا عذاب النار - 00:43:41ضَ

والمؤمنين يذكرونه ويسبحونه نسأل الله سبحانه وتعالى ان يثبتنا واياكم على طاعته نسأله عز وجل ان يهدينا سواء السبيل وان يتوفانا مع الابرار ويقينا عذاب النار انه سميع مجيب. استودعكم الله - 00:44:00ضَ

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا راغبا في كل علم نافع متطلع لزيادة الايمان وتريد سهلا كتاب الله رح قلوبنا خير الدروس تعلم القرآن - 00:44:20ضَ