يسر اخوانكم في الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ الدكتور خالد بن عثمان السبت ان يقدموا لكم هذه المادة الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد - 00:00:00
يقول الله عز وجل اياك نعبد واياك نستعين. وقد تحدثنا عن الشق الاول وهو قوله اياك نعبد. ونلاحظ هنا انه كرر هذه اللفظة ايا وان شئت ان تقول مع كاف الخطاب اياك اياك نعبد واياك - 00:00:20
كان يمكن ان يقال نعبدك ونستعينك او نعبدك ونستعين بك ولكنه قال اياك نعبد واياك اي كما انه يمكن ان يقال ايضا اياك نعبد ونستعين. فيحصل المقصود ولكنه اعاده ثانيا للاهتمام - 00:00:40
به وذلك انه يدل على التخصيص والحصر والقصر فالعبادة تختص به سبحانه وتعالى لا يعبد احد سواه والاستعانة تقصر عليه فلا يستعان باحد سواه فيما لا يقدر عليه الا الله تبارك وتعالى. كما ان قوله - 00:01:00
واياك نعبد واياك نستعين افصح وابلغ من قوله اياك نعبد ونستعين فان ذلك اوضح في بيان المقصود لان هذه الاعادة تدل على ان تعلق هذه الامور العبادة والاستعانة ان الحصر متعلق - 00:01:20
امرين معا العبادة والاستعانة لئلا يتوهم احد ان الحصر مختص بالاول مثلا اياك نعبد دون الاستعانة فتكون بالله عز وجل وفي غيره. فالحاصل ان هذا التكرار اقوى في الدلالة على المقصود وهو الحصر والقصر. وهنا سؤال وهو لماذا - 00:01:40
قدم العبادة على الاستعانة. وقد اشرت الى ذلك فيما سبق. والعلماء رحمهم الله يجيبون عن ذلك باجوبة كثيرة فمن هذه الاجوبة وهو اولها ان العبادة له هي المقصودة واما الاستعانة فهي وسيلة الى العبادة - 00:02:00
انت تستعين من اجل ان تقوى على العبادة ومن اجل تحقيق العبودية لله تبارك وتعالى. فيكون قد قدم المقصود على الوسيلة له لان المقصود هو المطلوب وهو الاهم وقوله اياك نعبد وهو جواب اخر متعلق بالوهية الله عز وجل وباسمه - 00:02:20
الله الدال على الالهية. واما اياك نستعين فهو متعلق بالربوبية. لان العون من معاني الربوبية. ونلاحظ ان ترتيب الاسماء بسم الله الحمد لله رب العالمين. قدم الله ثم ذكر بعده الرب. فهنا قدم العبادة اياك نعبد - 00:02:40
على الاستعانة لان العبادة لله جل جلاله وهي متعلقة باسمه الله. الدال على صفة الالهية المتضمن لها بخلاف اياك تعيين فانه يتعلق باسمه الرب ولا شك ان ما تعلق بالالهية انه مقدم على ما تعلق بالربوبية وبعض العلماء يجيب - 00:03:00
بقوله وهي اجابات متقاربة لها وجه من النظر بعضهم يقول لان اياك نعبد قسم الرب فكان من الشطر الاول الذي هو الثناء على الله عز وجل. الله قال قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين يعني الفاتحة فنصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل - 00:03:20
فقوله اياك نعبد متعلق بالله عز وجل وهو حقه من العبادة والتوحيد والتأليه واما اياك نستعين فهو حق العبد والقسم المتعلق وهو القسم المتعلق به فهو يتصل بالشطر الثاني من سورة الفاتحة وبعضهم يقول - 00:03:40
لان العبادة المطلقة تتضمن الاستعانة من غير عكس. لان العبودية اذا حققها العبد على الوجه المطلوب فانه لا يصدر منه استعانة بغير الله عز وجل فيما لا يقدر عليه الا الله. والا يكون قد اشرك مع الله غيره شرك الاستعانة - 00:04:00
لو استعان بصاحب قبر او استعان بغائب لا يستطيع ان ينصره او ان يفعل له مطلوبه فان ذلك يكون من قبيل الشرك فاذا حققت العبودية لله عز وجل فهذا يعني ضمنا انك لا تستعين بغير الله جل جلاله فقدمت - 00:04:20
عبودية اياك نعبد على الاستعانة لان الاستعانة مضمنة فيها. وهناك جواب اخر وهو الخامس ان الاستعانة جزء من عبادة وهذا في الواقع عائد الى الرابع. وجواب سادس ان الاستعانة طلب منه. والعبادة طلب له. بمعنى انك اذا استعنت - 00:04:40
فانت تطلب من الله عز وجل المدد والعون واذا توجهت بعبادتك لله عز وجل فانت تصرف له الوان الاعمال الصالحة تتقرب بذلك اليه. فالعبادة له والاستعانة منه. العبادة من العبد للرب والاعانة - 00:05:00
من الرب للعبد فقدمت العبادة على الاستعانة لربما لهذا المعنى. وهناك جواب سابع قاله بعض اهل العلم ان العبادة لا تكون الا من مخلص تحقيق العبودية لله عز وجل ليس افراد العبادات وانما تحقيق العبادة لله عز وجل ان تكون عبدا لله - 00:05:20
كما امر لا يكون ذلك الا مع الاخلاص واما الاستعانة فانها تكون من مخلص ومن غيره كل من احتاج فانه يستعين ولذلك كان اهل الاشراك اذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين - 00:05:40
له الدين والاستعانة تصدر من اهل الاخلاص ومن غيرهم. واما الجواب الثامن وهو ان العبادة هي حقه الواجب عليك والاستعانة هي طلب العون على العبادة. واداء حق الله عز وجل اهم مما يتعلق بحاجة العبد وفقره - 00:05:54
وهذا في الواقع عائد الى بعض الاجوبة السابقة. وجواب تاسع وهو ان العبادة شكر نعمته عليك. والله يحب ان يشكر والاعانة هو فعله بك وتوفيقه لك فاذا التزمت بعبوديته ودخلت تحت رقها اعانك عليها فكان الالتزام - 00:06:14
والدخول تحت رقها سببا لنيل الاعانة. وكلما كان العبد اتم عبودية كانت الاعانة من الله اعظم فالاعانة على قدر تحقيق العبادة. ولهذا قال الله عز وجل وان جندنا لهم المنصورون. وقال انا لننصر رسلنا والذين امنوا - 00:06:34
في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد. فنصر الله وكلاءته والطافه اقرب ما تكون من اهل تحقيق العبودية لله جل جلاله فالعبودية محفوفة باعانتين الاولى اعانة قبلها على التزامها والقيام بها واما الثانية - 00:06:54
فهي اعانة بعدها على عبودية جديدة اخرى وهكذا. وبعض اهل العلم يقولون وهو العاشر لما كانت عبادة الله تعالى هي ترف مقاما يصل اليه العبد اتبع قوله اياك نعبد بقوله اياك نستعين. لئلا يتعاظم المرء في نفسه ويداخله - 00:07:14
والعجب بعبادته بمعنى ان العبد اذا حقق العبودية يكون قد ارتقى وارتفع واعلى مقام يصل اليه العبد هو مقام العبودية فشرف على قدر عبوديته لله جل جلاله. ولهذا يقول الله عز وجل عن نبيه صلى الله عليه وسلم في اشرف المقامات وانه لما قام عبد الله - 00:07:34
يدعوه كادوا يكونون عليه ذبدا وقال فاوحى الى عبده ما اوحى في مقام الايحاء وقال الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا وذلك في مقام الانزال انزال الكتاب وقال في مقام الاسراء سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد - 00:07:54
حرام فهذه اشرف المقامات. ذكر الله عز وجل بها رسوله صلى الله عليه وسلم الذي فعل به هذه الامور الكريمة شريفة ذكره بوصف العبودية. ما قال سبحان الذي اسرى بمحمد ليلا من المسجد الحرام. وما قال الحمد لله الذي انزل على محمد - 00:08:14
كتاب ولم يجعل له عوجا وما قال وانه لما قام محمد يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا وانما ذكره بوصف العبودية المطلقة من غير اضافة الى اسمه او من غير ذكر اسمه مجردا. كل ذلك يدل على ان مقام العبد يرتفع - 00:08:34
شوف بقدر تحقيقه للعبودية لله جل جلاله. فهذا الجواب الذي ذكره بعض اهل العلم مفاده ان العبد يشرف بالعبودية الا يخالطه شيء من العجب عقبه بذكر الاستعانة لدفع الغرور عنه لما ارتفع الى هذا المقام - 00:08:54
فناسب هذا التعقيب واياك نستعين. ولهذا يقول العلماء كشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وغيره يقولون ان قوله اياك نعبد تدفع الاشراك مع الخلق وبالخلق فلا يلتفت قلبه الى احد للرياء او للسمعة ولا يتوجه الى - 00:09:14
او حجر او غير ذلك ليتعبد لله عز وجل اياك نعبد اي اننا نفردك بالعبادة وحدك واما اياك نستعين فهي لطرد الاشرار بالنفس لئلا يلتفت الانسان الى نفسه ويعجب بعمله ومن ثم يصاب بداء يحبط الاعمال وهو الزهو - 00:09:34
على الله عز وجل والغرور والعجب بسبب هذه الاعمال الصالحة. وبعضهم يقول ان قوله اياك نعبد هذا موجه لله واياك نستعين هذا يكون به وما كان له فهو مقدم على ما كان به. وهذا يرجع الى بعض الاجوبة - 00:09:54
يقولون لان الاول ما كان له متعلق بمحبته ورضاه يعني الوان العبوديات التي توجه لله عز وجل يتقرب بها اليه لا يتقرب اليه الا بشيء يحبه ويرضاه. واما الاستعانة فهي طلب العون فهي منه وليست له. وما كان متعلقا - 00:10:14
بمحبته ورضاه فهو اكمل واشرف مما تعلق بمشيئته وارادته. فالاعانة متعلقة بمشيئته وارادته. والعبادة متعلقة بمحبته ورضاه فالله يحب ان يعبد ويحب ان يتقرب له بالوان القربات هذا هو الفرق بينهما والله تعالى اعلم - 00:10:34
وقد ذهب بعض الائمة ككبير المفسرين ابن جرير الطبري رحمه الله الى انهما متلازمان. فالعبودية تتضمن الاستعانة اذا حقق العبد العبودية لله عز وجل فهذا يتضمن انه يستعين بالله لا يستعين بغيره لان من الوان العبادة الاستعانة بالله عز - 00:10:54
وجل والوان الدعاء والمسألة وغير ذلك والاستعانة يلزم ان تكون بالمعبود بالرب وحده لا شريك له حتى يكون العبد محققا للعبودية لا يكون محققا للعبودية الا بتحقيق هذا المعنى فهي قضايا متلازمة ومن ثم فلا اشكال ان يتقدم احد - 00:11:14
احدهما على الاخر. هذه اجوبة ذكرها العلماء رحمهم الله على وجه تقديم العبادة على الاستعانة في قوله اياك نعبد واياك نستعين واذا نظرت الى هذه الاية الكريمة اياك نعبد واياك نستعين نلاحظ انه عبر بالنون نعبد - 00:11:34
فهذه النون تحتمل احد امرين اما ان تكون للجمع والقائل واحد فكيف عبر بالجمع؟ واما ان تكون للتعظيم لان ان المعظم نفسه يعبر بنون الجمع يقول امرنا بكذا وهو واحد وقلنا كذا وذكرنا كذا واشرنا بكذا - 00:11:54
اين كذا؟ وحكمنا بكذا وليس معه احد اخر. يقول ذلك معظما نفسه. فالاشكال على الاول اذا قلنا انها للجمع كيف فصارت الجمع كيف عبر بالجمع والقائل واحد. واذا قلنا انها للتعظيم فهذا مقام تذلل. وخضوع يعلن عبوديته لله - 00:12:14
عز وجل ويعلن فقره وخروجه وبرائته من حوله وطوله وقوته وانه مفتقر الى الله كل الافتقار فهو بحاجة الى عونه وتسديده واياك نستعين. فما هو الجواب؟ اذا قلنا انها للجمع فيمكن ان يكون المراد الاخبار عن جنس - 00:12:34
في العباد اي انهم يقولون ذلك ويتوجهون الى الله عز وجل بالعبودية والمصلي او القارئ لسورة الفاتحة واحد منهم لا سيما اذا كان في الجماعة في صلاة الجماعة فيقول اياك نعبد اي نحن جماعة المصلين واياك نستعين ولهذا اخذ منه بعض - 00:12:54
اهل العلم مشروعية دعاء المسلم لاخوانه فلم يكتفي بنفسه واخذوا منه فظل الجماعة واخذوا منه ايظا تعظيم الله عز وجل وسعة في مجده لكثرة عبيده وسائليه. وبعض هذه الامور المستنبطة لا يخلو من تكلف. وبعض اهل العلم يقولون يجوز - 00:13:14
ان تكون هذه النون للتعظيم وما وجهه؟ يقولون لان العبد اذا دخل في باب العبودية وحقق العبودية لله عز وجل فانه يشرف بذلك فحق له ان يقول اياك نعبد. وبعض اهل العلم يقولون بل ان ذلك الطف في التواضع لله - 00:13:34
عز وجل بنون الجمع من قول القائل اياك عبدت فيقولون هذا لا يليق مع المعظم اذا دخل بين يدي ملك وقال له انا خادمك وانا عبدك فان هذا ليس بمنزلة من يقول كل هؤلاء الرعية فداء لك وكلهم اعوان لك - 00:13:54
كلهم جنود لك بخلاف ما اذا قال انا جنديك وانا خادمك وانا رعيتك وما الى ذلك فهذا لا يكون بمنزلة التعبير بالجمع فكأنه ايضا اذا فعل ذلك اذا قال اياك عبدت ايظا كانه جعل نفسه وحده اهلا لهذا - 00:14:14
المعنى وكأن الناس يتقاصرون عنه فكأنه يشعر بشيء من الادلاء اياك عبدت واياك استعين في خلافنا اذا قال اياك نعبد فهو لا يتحدث عن نفسه فقط وانما يتحدث بلسان العباد فيقول كلنا عبيدك فهذا فيه تعظيم لله اكثر - 00:14:34
وفيه ايضا تأدب بحيث ان الانسان لا يبرز نفسه في هذا المقام كانه حققه دون غيره فيكون ذلك من دين الادلاء على الله عز وجل. وبعض اهل العلم يقولون لما كان المقام عظيما لم يستقل به الواحد استصغارا لنفسه فعبر - 00:14:54
نون لقصد التواضع لا التعظيم عبر بالنون بقصد التواضع لا التعظيم ووجه ذلك يقول انه لو قال اياك عبدت فان المقام اكبر من ذلك فكأنه يقول لا استطيع ان احقق العبودية بمفردي وانما تتظافر اعمال الخلق وتتحد وجهتهم - 00:15:14
من اجل القيام بجزء من حقوقك يا رب. هذا وجه هذا القول. وعلى كل حال كثير من هذه الاوجه لا يخلو من تكلف. ولو تأمل الانسان لوجد ان الناس يعبرون بهذا والقرآن انزل بلغة العرب ولا يقصدون به الجمع في بعض الاحيان ولا يقصدون به التعظيم - 00:15:34
الواحد منهم ماذا يقول؟ الطفل الصغير اذا ذهب يشتري حاجة فهو ماذا يقول للبائع؟ يقول اعطنا كذا وبعنا كذا اشترينا منك كذا اليس كذلك وهو لا يقصد ان يعظم نفسه ولربما كان حافي القدمين ممزق الثياب تعلوه غبرة وهو واحد ويعلم انه واحد وهو ابعد ما يكون عن الكبر وعن - 00:15:54
النفس ومع ذلك يقول اعطنا واشترينا وبعنا كذا وما الى ذلك وهو اسلوب عربي معروف ان الواحد يعبر بالجمع ولا به حقيقة الجمع ولا يقصد به التعظيم في بعض الاحيان. فالانسان حينما يقرأ هذه السورة او يقف بين يدي الله عز وجل يرددها - 00:16:14
وهذه الاية اياك نعبد واياك نستعين فهو يفخم امر الرب جل جلاله ويتواضع ويستكين بين يديه لا يتعاظم وانما فيقول نحن عبيدك ننطرح بين يديك ونتقرب اليك بالوان القربات. وبالاستعانة وبالعبادة يتحقق الايمان - 00:16:34
فجمع بينهما اياك نعبد واياك نستعين. فالعبادة اذا كانت خالصة لله عز وجل فهذا براءة من الاشراك. والاستعانة الله عز وجل اذا كانت خالصة فهذا براءة من الحول والطول والقوة وفي ذلك تمام التفويض الى الله - 00:16:54
جل جلاله وهذا هو كمال الطاعة ان يتبرأ الانسان من حوله وطوله وقوته والا يلتفت الى احد من المخلوقين فيتوجه اليه بلون من الوان عبوديته ليتقرب اليه ويتزلف. فيكون العبد ملتزما لجادة العبودية اذا حقق ذلك جميعا - 00:17:14
والله تعالى اعلم. وقد قال بعض السلف الفاتحة سر القرآن. وهذه الاية اياك نعبد واياك نستعين. هي سر الفاتحة. فالاول نعبد تبرأ من الاشراك والثاني تبرؤ من الحول والقوة. ونظير هذه الاية في كتاب الله عز وجل قوله جل جلاله فاعبده وتوكل - 00:17:34
عليه وقوله قل هو الرحمن امنا به وعليه توكلنا. وقوله رب المشرق والمغرب لا اله الا هو فاتخذه وكيلا. وفي هذه الاية رد على القدرية الذين يقولون ان الانسان يخلق فعله. فقد اثبت الله عز وجل فعل العبد فيها اياك نعبد - 00:17:54
واياك نستعين واثبت ايضا انه لا يكون هذا الفعل منه الا باعانة الله عز وجل له على ذلك. ثم بعد ذلك قال اهدنا الصراط المستقيم. ومناسبة هذه الاية للاية التي قبلها ان يقال والله تعالى اعلم. لما تقدم الثناء على الله - 00:18:14
الله عز وجل وهو المسؤول الذي اظهر العبد فقره اليه وحاجته اليه وطلب منه العون ناسب ان يعقب بالسؤال فقال اهدنا الصراط المستقيم. اهدنا الصراط المستقيم وهذا اكمل احوال السائل. اي يبدأ بالثناء على المسؤول بما يليق به ثم بعد - 00:18:34
يذكر حاجته وافتقاره فيكون ذلك ادعى للاجابة. ولهذا يقول ابن القيم رحمه الله لما كان سؤال الله الهداية الى الصراط المستقيم اجل المطالب ونيله اشرف المواهب علم الله عباده كيفية سؤاله وامرهم ان يقدموا بين يديه - 00:18:54
حمده والثناء عليه وتمجيده. ثم ذكر عبوديتهم وتوحيدهم. فهاتان وسيلتان الى مطلوبهم. توسل اليه باسمائه وصفاته وتوسل اليه بعبوديته وهاتان الوسيلتان لا يكاد يرد معهما الدعاء. ويؤيدهما الوسيلتان المذكورتان في حديثي - 00:19:14
الاسم الاعظم احدهما حديث بريدة قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو ويقول اللهم اسألك باني اشهد انك انت الله الذي لا اله الا انت الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد. فقال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده - 00:19:34
لقد سأل الله باسمه الاعظم الذي اذا دعي به اجاب واذا سئل به اعطى. هذا الحديث اخرجه ابو داوود والنسائي والترمذي وابن ماجة واحمد هو حديث صحيح والحديث الثاني حديث انس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يدعو اللهم اني اسألك بان لك الحمد - 00:19:54
لا اله الا انت المنان بديع السماوات والارض ذا الجلال والاكرام. يا حي يا قيوم فقال لقد سأل الله باسمه الاعظم وهذا اخرجه ابو داوود والنسائي وابن ماجة واحمد وهو حديث صحيح. يقول ابن القيم رحمه الله ففي هذين الحديثين توسل الى الله بتوحيده واسمائه - 00:20:14
به وصفاته وقد جمعت الفاتحة الوسيلتين وهما التوسل بالحمد والثناء عليه وتمجيده والتوسل اليه بعبوديته وتوحيده ثم جاء سؤال اهم المطالب وانجح الرغائب وهو الهداية بعد الوسيلتين فالداعي به حقيق بالاجابة. انتهى كلامه رحمه الله - 00:20:34
لذلك اقول ما معنى قوله اهدنا الصراط المستقيم؟ اذا قلت ذلك ودعوت الله عز وجل به ان يهديك الصراط المستقيم. فما معناه معناه اي وفقنا للثبات عليه واداء ما كلفنا من فرائضه فيما نستقبل من العمر. ذكر ذلك جماعة من اهل العلم منهم كبير - 00:20:54
ترين ابن جرير الطبري رحمه الله. فانت على سبيل الاجمال اذا دعوت ربك ان يهديك الى الصراط المستقيم فانت تطلب منه شيئين الشيء الاول ان يدلك الى هذا الصراط وان يوفقك الى لزومه والعمل بتفاصيله الى الممات هذا هو المراد على سبيل - 00:21:14
الاجمال فانه لا سبيل الى سلوك الصراط من غير معرفته. فيحتاج العبد الى لون من التوفيق وهو ان يوفق الى معرفة حقائق الدين تفاصيل الصراط الذي رسمه الله عز وجل لعباده. والامر الاخر وهو ان العبد بحاجة الى ان يوفق الى سلوك هذا الصراط. والعمل بما علم - 00:21:34
وكم من انسان يعلم ولكنه لا يوفق للعمل. وكم من عامل يعمل من غير علم ويكون ما يفسده اكثر واعظم مما يصلحه وقولك اهدنا الصراط المستقيم حينما تعبر بهذا الفعل اهدنا ما المراد بالهداية؟ الهداية - 00:21:54
بها هنا معرفة الحق مع العمل به. فمن عرف الحق ولم يعمل به لم يحقق الهداية. ولم تحصل له. والله قال عن كثير من الكافرين يعرفون كما يعرفون ابناءهم فلم يكونوا مهتدين بذلك. وابو طالب كان يقول ولقد علمت ان دين محمد من خير اديان البرية دينا. فما - 00:22:14
هذه المعرفة فلابد من امر اخر وهو ان يوفق الى لزوم هذا الحق. والعمل بمقتضاه فاذا اجتمع له العلم الصحيح العمل فانه يكون مهتديا. والا فانه يتردد بين امرين. اما الغضب لانه علم ولم يعمل بعلمه. وعالم بعلمه لم يعمل - 00:22:34
معذب من قبل اصحاب الوثن واما ان يكون عاملا ولكنه من غير علم فهو جاهل يعبد الله عز وجل على ضلالة وعلى جهل من ثم فان هذا الانسان قد لا ينفعه عمله ولا يزيده من الله جل جلاله الا بعدا. واما على سبيل التفصيل فيقال ان قوله - 00:22:54
اهدنا الصراط المستقيم اهدنا يدخل تحتها سبعة انواع من انواع الهداية التي يفتقر اليها العبد كل الافتقار ويحتاج اليه ولا غنى له عنها بحال من الاحوال ولو لحظة. واذا اجتمعت هذه الامور السبعة اكتملت له الهداية وقد اجملتها بالامرين السابقين - 00:23:14
واما التفصيل الذي اشرت اليه فاول ذلك مما يحتاجه العبد ليكون مهتديا وهو داخل تحت هذا الدعاء اهدنا الصراط فانت تطلب من ربك اولا هداية العلم والبيان ان تعرف الحق. ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو اللهم رب جبرائيل وميكائيل واسرافيل كان - 00:23:34
فيدعو ربه ان يهديه لما اختلف فيه من الحق باذنه. فكم من انسان يبحث عن الحق ويقرأ وينقضي عمره في البحث والمطالعة لا يهتدي للحق. كم من انسان يقرأ ويقال له ليتك كما قرأت؟ وكم من انسان يتعلم ويقال له ليتك ما تعلمت. لان علمه لم يفيده - 00:23:54
ولهذا اخبرنا الله عز وجل عن اقوام انهم ضلوا على علم ولما جاءت الرسل عليهم الصلاة والسلام الى اقوامهم فرحوا بما عندهم من العلم فكان ذلك سببا لضلالهم وزيغهم. ولربما قرأ الانسان المسألة ونظر فيها فخرج بها برأي معكوس. ولربما امضى السنوات وهو يقرأ - 00:24:14
ويبحث ولم تهده هذه القراءة والاطلاع والبحث الى الغلط المحض الذي لم يكن له من قراءته الا التعب والسهر وهذا كثير ولهذا شيخ اسلام ابن تيمية رحمه الله كان يقول اني لاقرأ في الاية الواحدة مئة تفسير مئة تفسير ويذهب الى المساجد الخربة المهجورة ويمرغ جبهته بالتراب - 00:24:34
يمرغ وجهه بالتراب ويدعو بالدعاء المأثور. اللهم رب جبرائيل وميكائيل. فالعبد بحاجة ماسة الى معرفة الحق. والناس اسرى لافكارهم ومعتقداتهم فاذا وجدت العقائد الملوثة عند الانسان والتصورات المعكوسة فانه يقدم نفسه رخيصة في سبيل خدمة - 00:24:54
هذه المبادئ والعقائد ما رأيتم اولئك الذين عبدوا عليا رضي الله عنه فلما حفر لهم خندقا وملأه بالنار واستتابهم قالوا قد علمنا انك وقال من هو؟ قالوا الله لانه لا يعذب بالنار الا رب النار. فصاروا يتهافتون في النار تهافت الفراش. طواعية فانظر كيف قدموا انفسهم رخيصة - 00:25:14
في سبيل ثباتهم على باطلهم ونحن نسمع ان اقواما في الارض يتقربون الى معبوداتهم بقتل انفسهم وازهاق ارواحهم. فاذا كانت تصورات الانسان معكوسة ومقلوبة فانه ينفق امواله من اجل نصرها. واذا كانت صحيحة فكذلك وهنا نقول - 00:25:34
العبد بحاجة ماسة الى معرفة الصواب. اول خطوة هي العلم الصحيح. لا يمكن ان يستقيم العمل اذا كان العلم ولذلك تجد الذين يدرسون العقائد الفاسدة في الكتب الفاسدة كتب الاشعرية والكتب الكلامية وغيرها يؤثر ذلك فيهم الوانا - 00:25:54
من الانحرافات المرتبة على هذه المعلومات المغلوطة في هذه الكتب. فنحن بحاجة اولا الى معرفة الصواب. معرفة الحق فهذه هي الخطوة الاولى فقلت اهدنا الصراط المستقيم فانت تطلب من الله ان يهبك العلم الصحيح. ان تعرف الحقيقة كما هي فهذا اولا. ثم اذا عرف العبد - 00:26:14
ذلك فان العبد ضعيف عاجز مسكين لا حول له ولا طول ولا قوة فهو بحاجة الى ان يقدره الله عز وجل على ذلك على مقتضى هذا العلم وهو العمل لابد من القدرة ومن غير قدرة لا يمكن للانسان ان يعمل. ثم هو بحاجة الى امر ثالث وهو - 00:26:34
انه يكون مريدا له. قد يعرف العبد الحقيقة كما هي. وقد يكون قادرا على فعلها ولكنه منصرف عنها. لا يريد ان يعمل. وهذا كثير تأتي للانسان احيانا بادلة وتوضح له الحكم في المسألة الفلانية ولكنه لا يعمل لا يريد ان يعمل فانت بحاجة الى امر ثالث - 00:26:54
وهو ان يجعلك الله عز وجل مريدا بهذا العمل الذي تتقرب به اليه. ثم انت بحاجة الى هداية رابعة وهو ان يجعلك الله عز وجل فاعلا له قد يكون الانسان مريدا ولكنه لا يفعل لوجود مانع فهذه هداية رابعة وهداية خامسة وهو ان الانسان قد يعمل مدة من الزمن قد - 00:27:14
بل اياما او شهورا او سنوات ثم بعد ذلك ينقطع لسبب او لاخر لشبهة او لشهوة ينكس على عقبيه اما كلية فيرتد عن الاسلام او في بعظ الاعمال فيفرط ويترك الاعمال الصالحة التي كان يعملها ويرجع الى سابق حاله او الى اسوأ فالعبد - 00:27:34
بحاجة الى هداية خامسة وهي الثبات على هذا الحق الذي عرفه واراده ووجدت القدرة عليه وعمل به ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ان يقول في ركوعه وسجوده يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. قلبي على طاعتك. فيحتاج انسان يكرر ذلك ليثبت - 00:27:54
وامر سادس من الوان الهدايات الداخلة تحت قوله اهدنا الصراط المستقيم ان يصرف عنه الموانع وبنيات الطريق والعوارض تعرض له هنا وهناك في صرف عن العمل ويتشاغل بها من القيل والقال او غير ذلك من الامور التي تصرفه عن - 00:28:14
تحقيق العبودية لله جل شأنه. وقد يظن انه يحسن صنعا بتشاغله عن ذلك. وتزين له نفسه هذا التشاغل. وما علم انه هو في مكر ابليس وان الشيطان يتلاعب به وهو غافل يظن انه يحسن صنعا واما الامر السابع فهو اننا بحاجة - 00:28:34
الى معرفة التفاصيل تفاصيل الصراط المستقيم. هذه الشريعة كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله شريعة واسعة وهي مقارنة بالشرائع اذا قارناها نجد ان كانها شرائع. المعروف ان الانجيل يغلب عليه الرقاق وقضايا السلوك والاخلاق - 00:28:54
التوراة يغلب عليها الاحكام ولربما كان الزبور يشتمل على كثير من الثناء والتمجيد لله عز وجل وهذه الشريعة اذا نظرت اليها تجد ان الباب الواحد منها كأنه شريعة متكاملة. اذا نظرت الى الوان العبادات البدنية الصلاة وانواع الصلوات - 00:29:14
فهو باب واسع واذا نظرت الى الصيام فهو باب واسع واذا نظرت الى الحج والعمرة واحكام ذلك فهو باب واسع تؤلف فيه المؤلفات واذا نظرت الى القضايا المالية الصدقات والزكوات بانواعها الوان القربات المالية من الاوقاف وغيرها تجد انه باب واسع - 00:29:34
الف فيها المجلدات احكام الزكاة لربما الف فيها مجلدات. واذا نظرت الى ابواب الرقاق فهي تستحق ان يؤلف فيها المجلدات وقد الف. واذا نظرت الى الاحكام الاحترازية في ابواب سد الذرائع من البدع او التشبه بالكفار او سد طرق الشرك بالله عز وجل فكل واحد من هذه - 00:29:54
تؤلف فيه المجلدات وهكذا اذا نظرت الى القظايا المتعلقة بظاهر الانسان في مشيه ولباسه واكله وشربه قربه ونومه واداب دخوله للخلاء وما الى ذلك فهذا باب واسع. واذا نظرت الى قضية الحكم ما يسمى بالحاكمية فهو - 00:30:14
باب واسع وهكذا فهي بمنزلة الشرائع المتعددة. فتفاصيلها كثيرة جدا والعبد بحاجة الى ان يعرف هذه التفاصيل قد تعرف بعض الجوانب ولكن قد يخفى عليك كثير منها لا زلت اتذكر موقفا عجيبا في احد المساجد. كان من عادتنا في غير هذه البلدة - 00:30:34
ان نقرأ بعد صلاة العصر ولو اكن اماما للمسجد وانما هو تعليق على رياض الصالحين او غيره مما يتيسر. ففي بعض الايام يجد الانسان احيانا شيئا من التباطؤ والتعب والتثاقل والارهاق في بحث عن مسجد اخر من اجل ان لا يقرأ لانه ليس متهيأ لذلك - 00:30:54
تعبه فذهبت الى مسجد اخر في صلاة العصر فلما اقيمت الصلاة لم يأتي الامام فقدموني للصلاة فصليت بهم فلما انصرفنا من الصلاة جلس بعض كبار السن ينظرون الي ورياض الصالحين مع رف المصحف فلما اغلقت المكبر قالوا اقرأ علينا فقلت الحمد لله ففتحته هكذا - 00:31:14
لم احدد شيئا فتحته هكذا فتحت رياض الصالحين. فاذا الكلام عن السنن الرواتب فقرأت عليهم من السنن الرواتب. السنن الرواتب والصالحين فلفت نظري صوت من ناحية اليسرى في المسجد فاذا هو رجل ينشج نشيدا يبكي بصوت من كبار السن هؤلاء فتعجبت - 00:31:34
شي مؤثر وانا اتكلم بتثاقل من باب تحلة القسم اني قرأت عليهم فقط فاذا الرجل يبكي فتعجبت فاكملت القراءة وبعد ما فرغت من القراءة واغلقت الكتاب فاذا بالرجل يزحف يدنو عندي بعد ما بكى ومسح دموعه فجاء وجلس يسأل عن بعض الاشياء المتعلقة بالسنن الرواتب والوتر - 00:31:54
اخبرني عن عمله الذي يعمله تبين لي ان الرجل كانت عنده بعض الاخطاء في هذه السنن اشياء يفهمها منذ سبعين سنة يمكن على غير وجهها فلما سمع القراءة والتعليق بكى انه مضى عليه هذا العمر ولم يعرف هذه الاشياء وكان يعبد الله عز وجل بطريقة خاطئة فجلس يبكي - 00:32:14
كان مرا فبعد ما جلست اشرح له كيف يصنع فذكر لي كيف يوتر وكيف يصلي السنن الرواتب ذكر انه يأتي في المسجد ويوتر ثم يرجع الى بيته ويتعشى ثم يجلس يصلي ثم يوتر مرة ثانية فذكر بعض الاخطاء فلما سمع بعض الاحاديث لا وتران في ليلة اجعلوا اخر صلاتكم في الليل - 00:32:34
ترى تعجب جدا وجلس يبكي بكاء اكثر من البكاء الاول طبعا هذي فائدة جانبية اخرى وهي ان بعض الاخوان يستغرب لماذا الامام يبكي اذا قرأ الفاتحة لماذا يبكي؟ اسمعوا هذه المعاني كلها في الفاتحة. ويقول بعضهم احد الائمة يبكي حينما قرأ الايات المتعلقة بعدد النساء في سورة البقرة. لماذا لا يبكي - 00:32:54
هذي الشريعة اللي ما تركت شيء الا فصلته وبينته بدقة اما ينكسر قلب الانسان ويخشع ويبكي عند سماع هذه الايات التي يفصل الله لنا بها كل شيء ان طلقها قبل ان يمسها وان طلقها بعد المسيس وماذا لها من المهر؟ ولا تنسوا الفضل بينكم واشياء من التوجيهات والارشادات؟ لماذا لا يبكي؟ فالحاصل - 00:33:14
اقول هذا الرجل كان يعبد الله عز وجل بطريقة خاطئة مع حرصه واجتهاده فغابت عنه اشياء مع هذا العمر المديد الاسلام غابت عنه اشياء فتفاصيل الشريعة كثيرة جدا. والنبي صلى الله عليه وسلم قال لابي ذر انك امرؤ فيك جاهلية. قال اعلى شيبتي وقدمي في الاسلام - 00:33:34
هو من اوائل من اسلم ومع ذلك فاته اشياء وهكذا بعض الصحابة عمر ابن الخطاب في مسألة التيمم من الجنابة في قصته مع عمار ابن ياسر واشياء عديدة خفيت على بعض اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم علماء فالانسان يغيب عليه اشياء فهو بحاجة الى هداية الى تفاصيل الصراط فهو - 00:33:54
كثير المعالم والاحكام فالصراط المستقيم هو الاسلام بكامله ثم نحن بحاجة الى هداية اخرى وهي ان العبد قد التفاصيل ويوفق للعمل ويكون له قدرة ويكون له ارادة على ذلك ويثبت لكن على هذه التفاصيل الكثيرة قد يخطئ فيكون مشغول - 00:34:14
بالمفضول عن الفاضل هذه الايام لا تستطيع ان تحصي كثرة السائلين عن زكاة الحلي المستعمل وعن اموال يترددون في الزكاة هل تجب فيها الزكاة او لا تجب فيها؟ اسألهم دائما انتم لا تتصدقون طوال السنة؟ بنا نتصدق نحن نتصدق طيب الزكاة - 00:34:34
ارجح في الميزان من الصدقة وما تقرب المتقربون الى الله باحب اليه مما افترظ عليهم فاخرجوها ان وقعت زكاة فهي هل من الصدقات اللي تخرجونها؟ اخرجها فقط بنية الزكاة وان لم يكن فيه زكاة فقد وقعت صدقة فالناس تجد الانسان يحب ان يتصدق - 00:34:54
اقل الزكاة. واذا قلت للمال الفلاني فيه زكاة تثاقل جدا. ورأى ان ذلك عبئا كبيرا يرهق كاهله. وهكذا فالعبد بحاجة الى معرفة المفاضلة بين الاعمال. كثير من الناس يسأل يقول ايهما افضل لي ان اشتغل به العبادات القاصرة من التطوعات؟ اصوم النهار - 00:35:14
صلي الليل او انني اشتغل بامور اخرى تحتاج الى مزيد من الجهد قد يضعفني الصوم عنها. من القيام على الفقراء والارامل والمساكين او غير ذلك من الوان النفع المتعدي والجهاد في سبيل الله عز وجل وما الى ذلك. يسألون الناس عن هذا فقد يشتغل الانسان بعمل قاصر ويفوته الوان من الخير - 00:35:34
من الاعمال الفاضلة يشتغل بعمل مفضول ويترك العمل الفاضل. لماذا؟ لانه لم يوفق الى معرفة اعلى العبادات ليعمل بها ولا شك ان العمر قصير. والمسألة تجارة مع الله عز وجل والدقائق والثواني هي رأس المال. فيحتاج ان يتجر بها - 00:35:54
احد التجار كان يريد ان يقدم تبرعا مساهمة في جانب من جوانب الخير فكان يسأل ابتداء يقول انا تاجر ولا ادخل في تجارتي في شيء من الاشياء الا ما اعلم انه اكثر ربحا فلا اريد ان اساهم بهذا المال الا فيما هو اوفر عند الله عز وجل لم - 00:36:14
ادفع هذا المال وقل تصرف بما تراه ابدا قال انا تاجر ولا اشارك ولا اقدم في تجارة من التجارات الا ما هو اكثر ربحا وابحث وانقر وهذه تجارة مع الله عز وجل فانا اريد الافضل والارجح في الميزان وهذا صحيح. قد تدفع هذه المئة ثم تكون في عمل مفضول وقد - 00:36:34
يدفعها وينفع الله عز وجل بها نفعا عظيما ويكون ذلك ضارا مستمرا لا ينقطع عنك اجره. فيحتاج العبد ان يتحرى ابن مسعود رضي الله عنه كانوا يقولون له انت تقل الصوم. طبعا ابن مسعود كان يصوم الاثنين والخميس والايام البيض. ثبت هذا باسناد صحيح. لكن امامهم يعتبر - 00:36:54
هذا قليل في منظارهم مقاييسهم يعتبر قليل الاثنين والخميس والايام البيض هذي ما تسوي عندهم شي فقال نعم لاني ضعيف الصوم يضعفني عن وردي من قرآن وفي رواية عن صلاتي والصلاة احب الي العملية مفاضلة هو يرى انه يصلي باليوم اربع مئة ركعة هكذا كانوا يصلون وليست مبالغة - 00:37:14
انما هي مبالغة عند الكسالى البطالين يصلي الواحد منهم اربع مئة ركعة باليوم. يرى انها افضل عنده نصوم. يوم لا يستطيع معه ان يصلي. ما هي بتضعفه عن صلاة فرض السنن الرواتب هذا شيء يسير عندهم ولا زلت اذكر اني ذكرت في احد المجالس وفي بعض المشايخ طلبة العلم ذكرت كلام بعض السلف عبد الله ابن - 00:37:34
احمد كان يقول عن ابيه احمد بن حنبل رحمه الله انه كان يصلي اربع مئة ركعة باليوم ولما ضرب وضعف صار يصلي باليوم مئتي ركعة فقال احد طلبة العلم هذه - 00:37:54
مبالغات ولا يستطيع الانسان ان يفعل هذا كالذي يقولون انه سيختم القرآن في ركعة هذا لا يمكن لحساب الدقائق والساعات من الليل طبعا ثبت باسناد صحيح عن عثمان ختم القرآن في ركعة خلف المقام فكان هذا طالب العلم يقول هذا لا يمكن فغضب احد الموجودين من المشايخ ولو شئت لسميته تعرفونه فقال - 00:38:04
انا قمت القرآن بركعة واحدة في ليلة فسكت هذا ما تكلم. هذا يقول مستحيل ان يفعل الانسان ان يفعل ذلك. لماذا؟ لانه يقيس على عجزه وضعفه وكسله فاقول نحن بحاجة الى هداية اخرى ايها الاخوان وهي ان نهدى الى افضل الاعمال واجل القربات لان العمر قصير - 00:38:24
ونحتاج ونتقرب الى الله عز وجل بما هو اوفر في الحسنات واوفى بالميزان هذه الهدايات التي تدخل تحت قوله اهدنا الصراط المستقيم وندعوا الله عز وجل بها ولا شك اننا نحتاج الى هدايات اخرى هي لا تدخل تحت - 00:38:44
هذا الدعاء في سورة الفاتحة خاصة لكن تدخل تحت عموم قول العبد اللهم اهدني. اما اذا قال اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم فالمقصود به الاسلام. اما اذا عم في الدعاء فقال اللهم اهدني واطلق سيدخل فيه ما ذكرت اضافة الى امور اخرى وهي - 00:38:59
العبد بحاجة الى هداية عند الموت ليثبت وهو بحادث ايضا الى هداية عند السؤال الملكين فيجيب بالجواب الصحيح الذي ينجو به من ربك؟ وما دينك؟ وما نبيك؟ والعبد بحاجة الى هداية اخرى وهي الهداية الى الصراط وهو بحاجة الى هداية اخرى وهي - 00:39:19
هداية على الصراط دقيق ادق من الشعرة واحد من السيف وعليه كلاليب فهو بحاجة الى تسديد وهداية والعبد بحاجة ايضا الى هداية اخرى وهي الهداية الى باب الجنة الى الجنة. وهو بحاجة الى هداية فوق ذلك ايضا وهو ان يهدى الى منزله في - 00:39:39
الجنة ويدل على ذلك قول الله عز وجل والذين قتلوا في سبيل الله في القراءة الاخرى المتواترة والذين قاتلوا في سبيل الله فعلى القراءة الاولى الذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل اعمالهم سيهديهم ويصلح بالهم لاحظ قتلوا يهديهم الى اي شيء انتهى مات يهدى الى اي شيء - 00:39:59
يهدى الى الصراط ويهدى على الصراط ويهدى عند الحساب يسأل ماذا عملت؟ ويهدى ايضا الى الجنة الى باب الجنة ويهدى الى منزله في الجنة سيهديهم ويصلح بالهم ويدخلهم الجنة عرفها لهم. وبهذا يزول عنا الاشكال الذي لربما - 00:40:19
تردد في هذه الاية عند بعض الناس كيف قال سيهديهم ويصلح بالهم وقد قتلوا؟ واما الاوجه السابقة التي ذكرتها قبل في قولك اهدنا الصراط المستقيم اذا عرفتها فانه يرتفع عنك الاشكال الذي يرد على كثير من الناس نحن قد هدينا الى الاسلام. فلماذا نقول اهدنا الصراط المستقيم؟ فبعض الناس يقولون - 00:40:39
تقصد؟ ثبتنا على الصراط المستقيم. وهذا جواب قاصر. واذا عرفت التفاصيل السابقة عرفت لماذا تقول؟ اهدنا الصراط المستقيم نسأل الله عز وجل ان يهدينا واياكم اليه وان يثبتنا عليه. وذلك ان الهداية هدايتان - 00:40:59
البيان والدلالة وهداية التوفيق والالهام. فاذا حصل الاول وهو هداية الارشاد والدلالة والبيان بقي الاخر وهو جعل ايمان في القلب وتحبيبه اليه وتزيينه في قلبه وجعله مؤثرا له على غيره راضيا به راهبا فيه. وقد قال ابن القيم رحمه الله - 00:41:19
بعد ان ذكر هذين القسمين قال وهما هدايتان مستقلتان لا يحصل الفلاح الا بهما. وهما متضمنتان تعريف ما لم نعلمه من الحق تفصيلا واجمالا والهامانا له وجعلنا مريدين لاتباعه ظاهرا وباطنا ثم خلق القدرة لنا على القيام بموجب الهدى - 00:41:39
بالقول والعمل ثم ادامة ذلك لنا وتثبيتنا عليه الى الوفاة الى ان قال ومن هنا يعلم اضطرار العبد الى سؤال هذه الدعوة فوق كل ضرورة وبطلان قول من يقول اذا كنا مهتدين فكيف نسأل الهداية؟ فان المجهول لنا من الحق اضعاف المعلوم وما لا - 00:41:59
اريد فعله تهاونا وكسلا مثل ما نريده او اكثر منه او دونه وما لا نقدر عليه مما نريده كذلك. وما نعرف جملته ولا نهتدي لتفاصيله فامر يفوت الحصر. ونحن محتاجون الى الهداية التامة فمن كملت له هذه الامور كان سؤال الهداية له - 00:42:19
تؤال التثبيت والدوام انتهى كلامه رحمه الله. اسأل الله ان ينفعني واياكم بما سمعنا جعلنا واياكم هداة مهتدين للمزيد من مواد فضيلة الشيخ الدكتور خالد بن عثمان الشبط يرجى زيارة الموقع الرسمي لفضيلته على الرابط دبليو دبليو دبليو دوت - 00:42:39
خالد السبت دوت كوم - 00:42:58
التفريغ
يسر اخوانكم في الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ الدكتور خالد بن عثمان السبت ان يقدموا لكم هذه المادة الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد - 00:00:00
يقول الله عز وجل اياك نعبد واياك نستعين. وقد تحدثنا عن الشق الاول وهو قوله اياك نعبد. ونلاحظ هنا انه كرر هذه اللفظة ايا وان شئت ان تقول مع كاف الخطاب اياك اياك نعبد واياك - 00:00:20
كان يمكن ان يقال نعبدك ونستعينك او نعبدك ونستعين بك ولكنه قال اياك نعبد واياك اي كما انه يمكن ان يقال ايضا اياك نعبد ونستعين. فيحصل المقصود ولكنه اعاده ثانيا للاهتمام - 00:00:40
به وذلك انه يدل على التخصيص والحصر والقصر فالعبادة تختص به سبحانه وتعالى لا يعبد احد سواه والاستعانة تقصر عليه فلا يستعان باحد سواه فيما لا يقدر عليه الا الله تبارك وتعالى. كما ان قوله - 00:01:00
واياك نعبد واياك نستعين افصح وابلغ من قوله اياك نعبد ونستعين فان ذلك اوضح في بيان المقصود لان هذه الاعادة تدل على ان تعلق هذه الامور العبادة والاستعانة ان الحصر متعلق - 00:01:20
امرين معا العبادة والاستعانة لئلا يتوهم احد ان الحصر مختص بالاول مثلا اياك نعبد دون الاستعانة فتكون بالله عز وجل وفي غيره. فالحاصل ان هذا التكرار اقوى في الدلالة على المقصود وهو الحصر والقصر. وهنا سؤال وهو لماذا - 00:01:40
قدم العبادة على الاستعانة. وقد اشرت الى ذلك فيما سبق. والعلماء رحمهم الله يجيبون عن ذلك باجوبة كثيرة فمن هذه الاجوبة وهو اولها ان العبادة له هي المقصودة واما الاستعانة فهي وسيلة الى العبادة - 00:02:00
انت تستعين من اجل ان تقوى على العبادة ومن اجل تحقيق العبودية لله تبارك وتعالى. فيكون قد قدم المقصود على الوسيلة له لان المقصود هو المطلوب وهو الاهم وقوله اياك نعبد وهو جواب اخر متعلق بالوهية الله عز وجل وباسمه - 00:02:20
الله الدال على الالهية. واما اياك نستعين فهو متعلق بالربوبية. لان العون من معاني الربوبية. ونلاحظ ان ترتيب الاسماء بسم الله الحمد لله رب العالمين. قدم الله ثم ذكر بعده الرب. فهنا قدم العبادة اياك نعبد - 00:02:40
على الاستعانة لان العبادة لله جل جلاله وهي متعلقة باسمه الله. الدال على صفة الالهية المتضمن لها بخلاف اياك تعيين فانه يتعلق باسمه الرب ولا شك ان ما تعلق بالالهية انه مقدم على ما تعلق بالربوبية وبعض العلماء يجيب - 00:03:00
بقوله وهي اجابات متقاربة لها وجه من النظر بعضهم يقول لان اياك نعبد قسم الرب فكان من الشطر الاول الذي هو الثناء على الله عز وجل. الله قال قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين يعني الفاتحة فنصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل - 00:03:20
فقوله اياك نعبد متعلق بالله عز وجل وهو حقه من العبادة والتوحيد والتأليه واما اياك نستعين فهو حق العبد والقسم المتعلق وهو القسم المتعلق به فهو يتصل بالشطر الثاني من سورة الفاتحة وبعضهم يقول - 00:03:40
لان العبادة المطلقة تتضمن الاستعانة من غير عكس. لان العبودية اذا حققها العبد على الوجه المطلوب فانه لا يصدر منه استعانة بغير الله عز وجل فيما لا يقدر عليه الا الله. والا يكون قد اشرك مع الله غيره شرك الاستعانة - 00:04:00
لو استعان بصاحب قبر او استعان بغائب لا يستطيع ان ينصره او ان يفعل له مطلوبه فان ذلك يكون من قبيل الشرك فاذا حققت العبودية لله عز وجل فهذا يعني ضمنا انك لا تستعين بغير الله جل جلاله فقدمت - 00:04:20
عبودية اياك نعبد على الاستعانة لان الاستعانة مضمنة فيها. وهناك جواب اخر وهو الخامس ان الاستعانة جزء من عبادة وهذا في الواقع عائد الى الرابع. وجواب سادس ان الاستعانة طلب منه. والعبادة طلب له. بمعنى انك اذا استعنت - 00:04:40
فانت تطلب من الله عز وجل المدد والعون واذا توجهت بعبادتك لله عز وجل فانت تصرف له الوان الاعمال الصالحة تتقرب بذلك اليه. فالعبادة له والاستعانة منه. العبادة من العبد للرب والاعانة - 00:05:00
من الرب للعبد فقدمت العبادة على الاستعانة لربما لهذا المعنى. وهناك جواب سابع قاله بعض اهل العلم ان العبادة لا تكون الا من مخلص تحقيق العبودية لله عز وجل ليس افراد العبادات وانما تحقيق العبادة لله عز وجل ان تكون عبدا لله - 00:05:20
كما امر لا يكون ذلك الا مع الاخلاص واما الاستعانة فانها تكون من مخلص ومن غيره كل من احتاج فانه يستعين ولذلك كان اهل الاشراك اذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين - 00:05:40
له الدين والاستعانة تصدر من اهل الاخلاص ومن غيرهم. واما الجواب الثامن وهو ان العبادة هي حقه الواجب عليك والاستعانة هي طلب العون على العبادة. واداء حق الله عز وجل اهم مما يتعلق بحاجة العبد وفقره - 00:05:54
وهذا في الواقع عائد الى بعض الاجوبة السابقة. وجواب تاسع وهو ان العبادة شكر نعمته عليك. والله يحب ان يشكر والاعانة هو فعله بك وتوفيقه لك فاذا التزمت بعبوديته ودخلت تحت رقها اعانك عليها فكان الالتزام - 00:06:14
والدخول تحت رقها سببا لنيل الاعانة. وكلما كان العبد اتم عبودية كانت الاعانة من الله اعظم فالاعانة على قدر تحقيق العبادة. ولهذا قال الله عز وجل وان جندنا لهم المنصورون. وقال انا لننصر رسلنا والذين امنوا - 00:06:34
في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد. فنصر الله وكلاءته والطافه اقرب ما تكون من اهل تحقيق العبودية لله جل جلاله فالعبودية محفوفة باعانتين الاولى اعانة قبلها على التزامها والقيام بها واما الثانية - 00:06:54
فهي اعانة بعدها على عبودية جديدة اخرى وهكذا. وبعض اهل العلم يقولون وهو العاشر لما كانت عبادة الله تعالى هي ترف مقاما يصل اليه العبد اتبع قوله اياك نعبد بقوله اياك نستعين. لئلا يتعاظم المرء في نفسه ويداخله - 00:07:14
والعجب بعبادته بمعنى ان العبد اذا حقق العبودية يكون قد ارتقى وارتفع واعلى مقام يصل اليه العبد هو مقام العبودية فشرف على قدر عبوديته لله جل جلاله. ولهذا يقول الله عز وجل عن نبيه صلى الله عليه وسلم في اشرف المقامات وانه لما قام عبد الله - 00:07:34
يدعوه كادوا يكونون عليه ذبدا وقال فاوحى الى عبده ما اوحى في مقام الايحاء وقال الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا وذلك في مقام الانزال انزال الكتاب وقال في مقام الاسراء سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد - 00:07:54
حرام فهذه اشرف المقامات. ذكر الله عز وجل بها رسوله صلى الله عليه وسلم الذي فعل به هذه الامور الكريمة شريفة ذكره بوصف العبودية. ما قال سبحان الذي اسرى بمحمد ليلا من المسجد الحرام. وما قال الحمد لله الذي انزل على محمد - 00:08:14
كتاب ولم يجعل له عوجا وما قال وانه لما قام محمد يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا وانما ذكره بوصف العبودية المطلقة من غير اضافة الى اسمه او من غير ذكر اسمه مجردا. كل ذلك يدل على ان مقام العبد يرتفع - 00:08:34
شوف بقدر تحقيقه للعبودية لله جل جلاله. فهذا الجواب الذي ذكره بعض اهل العلم مفاده ان العبد يشرف بالعبودية الا يخالطه شيء من العجب عقبه بذكر الاستعانة لدفع الغرور عنه لما ارتفع الى هذا المقام - 00:08:54
فناسب هذا التعقيب واياك نستعين. ولهذا يقول العلماء كشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وغيره يقولون ان قوله اياك نعبد تدفع الاشراك مع الخلق وبالخلق فلا يلتفت قلبه الى احد للرياء او للسمعة ولا يتوجه الى - 00:09:14
او حجر او غير ذلك ليتعبد لله عز وجل اياك نعبد اي اننا نفردك بالعبادة وحدك واما اياك نستعين فهي لطرد الاشرار بالنفس لئلا يلتفت الانسان الى نفسه ويعجب بعمله ومن ثم يصاب بداء يحبط الاعمال وهو الزهو - 00:09:34
على الله عز وجل والغرور والعجب بسبب هذه الاعمال الصالحة. وبعضهم يقول ان قوله اياك نعبد هذا موجه لله واياك نستعين هذا يكون به وما كان له فهو مقدم على ما كان به. وهذا يرجع الى بعض الاجوبة - 00:09:54
يقولون لان الاول ما كان له متعلق بمحبته ورضاه يعني الوان العبوديات التي توجه لله عز وجل يتقرب بها اليه لا يتقرب اليه الا بشيء يحبه ويرضاه. واما الاستعانة فهي طلب العون فهي منه وليست له. وما كان متعلقا - 00:10:14
بمحبته ورضاه فهو اكمل واشرف مما تعلق بمشيئته وارادته. فالاعانة متعلقة بمشيئته وارادته. والعبادة متعلقة بمحبته ورضاه فالله يحب ان يعبد ويحب ان يتقرب له بالوان القربات هذا هو الفرق بينهما والله تعالى اعلم - 00:10:34
وقد ذهب بعض الائمة ككبير المفسرين ابن جرير الطبري رحمه الله الى انهما متلازمان. فالعبودية تتضمن الاستعانة اذا حقق العبد العبودية لله عز وجل فهذا يتضمن انه يستعين بالله لا يستعين بغيره لان من الوان العبادة الاستعانة بالله عز - 00:10:54
وجل والوان الدعاء والمسألة وغير ذلك والاستعانة يلزم ان تكون بالمعبود بالرب وحده لا شريك له حتى يكون العبد محققا للعبودية لا يكون محققا للعبودية الا بتحقيق هذا المعنى فهي قضايا متلازمة ومن ثم فلا اشكال ان يتقدم احد - 00:11:14
احدهما على الاخر. هذه اجوبة ذكرها العلماء رحمهم الله على وجه تقديم العبادة على الاستعانة في قوله اياك نعبد واياك نستعين واذا نظرت الى هذه الاية الكريمة اياك نعبد واياك نستعين نلاحظ انه عبر بالنون نعبد - 00:11:34
فهذه النون تحتمل احد امرين اما ان تكون للجمع والقائل واحد فكيف عبر بالجمع؟ واما ان تكون للتعظيم لان ان المعظم نفسه يعبر بنون الجمع يقول امرنا بكذا وهو واحد وقلنا كذا وذكرنا كذا واشرنا بكذا - 00:11:54
اين كذا؟ وحكمنا بكذا وليس معه احد اخر. يقول ذلك معظما نفسه. فالاشكال على الاول اذا قلنا انها للجمع كيف فصارت الجمع كيف عبر بالجمع والقائل واحد. واذا قلنا انها للتعظيم فهذا مقام تذلل. وخضوع يعلن عبوديته لله - 00:12:14
عز وجل ويعلن فقره وخروجه وبرائته من حوله وطوله وقوته وانه مفتقر الى الله كل الافتقار فهو بحاجة الى عونه وتسديده واياك نستعين. فما هو الجواب؟ اذا قلنا انها للجمع فيمكن ان يكون المراد الاخبار عن جنس - 00:12:34
في العباد اي انهم يقولون ذلك ويتوجهون الى الله عز وجل بالعبودية والمصلي او القارئ لسورة الفاتحة واحد منهم لا سيما اذا كان في الجماعة في صلاة الجماعة فيقول اياك نعبد اي نحن جماعة المصلين واياك نستعين ولهذا اخذ منه بعض - 00:12:54
اهل العلم مشروعية دعاء المسلم لاخوانه فلم يكتفي بنفسه واخذوا منه فظل الجماعة واخذوا منه ايظا تعظيم الله عز وجل وسعة في مجده لكثرة عبيده وسائليه. وبعض هذه الامور المستنبطة لا يخلو من تكلف. وبعض اهل العلم يقولون يجوز - 00:13:14
ان تكون هذه النون للتعظيم وما وجهه؟ يقولون لان العبد اذا دخل في باب العبودية وحقق العبودية لله عز وجل فانه يشرف بذلك فحق له ان يقول اياك نعبد. وبعض اهل العلم يقولون بل ان ذلك الطف في التواضع لله - 00:13:34
عز وجل بنون الجمع من قول القائل اياك عبدت فيقولون هذا لا يليق مع المعظم اذا دخل بين يدي ملك وقال له انا خادمك وانا عبدك فان هذا ليس بمنزلة من يقول كل هؤلاء الرعية فداء لك وكلهم اعوان لك - 00:13:54
كلهم جنود لك بخلاف ما اذا قال انا جنديك وانا خادمك وانا رعيتك وما الى ذلك فهذا لا يكون بمنزلة التعبير بالجمع فكأنه ايضا اذا فعل ذلك اذا قال اياك عبدت ايظا كانه جعل نفسه وحده اهلا لهذا - 00:14:14
المعنى وكأن الناس يتقاصرون عنه فكأنه يشعر بشيء من الادلاء اياك عبدت واياك استعين في خلافنا اذا قال اياك نعبد فهو لا يتحدث عن نفسه فقط وانما يتحدث بلسان العباد فيقول كلنا عبيدك فهذا فيه تعظيم لله اكثر - 00:14:34
وفيه ايضا تأدب بحيث ان الانسان لا يبرز نفسه في هذا المقام كانه حققه دون غيره فيكون ذلك من دين الادلاء على الله عز وجل. وبعض اهل العلم يقولون لما كان المقام عظيما لم يستقل به الواحد استصغارا لنفسه فعبر - 00:14:54
نون لقصد التواضع لا التعظيم عبر بالنون بقصد التواضع لا التعظيم ووجه ذلك يقول انه لو قال اياك عبدت فان المقام اكبر من ذلك فكأنه يقول لا استطيع ان احقق العبودية بمفردي وانما تتظافر اعمال الخلق وتتحد وجهتهم - 00:15:14
من اجل القيام بجزء من حقوقك يا رب. هذا وجه هذا القول. وعلى كل حال كثير من هذه الاوجه لا يخلو من تكلف. ولو تأمل الانسان لوجد ان الناس يعبرون بهذا والقرآن انزل بلغة العرب ولا يقصدون به الجمع في بعض الاحيان ولا يقصدون به التعظيم - 00:15:34
الواحد منهم ماذا يقول؟ الطفل الصغير اذا ذهب يشتري حاجة فهو ماذا يقول للبائع؟ يقول اعطنا كذا وبعنا كذا اشترينا منك كذا اليس كذلك وهو لا يقصد ان يعظم نفسه ولربما كان حافي القدمين ممزق الثياب تعلوه غبرة وهو واحد ويعلم انه واحد وهو ابعد ما يكون عن الكبر وعن - 00:15:54
النفس ومع ذلك يقول اعطنا واشترينا وبعنا كذا وما الى ذلك وهو اسلوب عربي معروف ان الواحد يعبر بالجمع ولا به حقيقة الجمع ولا يقصد به التعظيم في بعض الاحيان. فالانسان حينما يقرأ هذه السورة او يقف بين يدي الله عز وجل يرددها - 00:16:14
وهذه الاية اياك نعبد واياك نستعين فهو يفخم امر الرب جل جلاله ويتواضع ويستكين بين يديه لا يتعاظم وانما فيقول نحن عبيدك ننطرح بين يديك ونتقرب اليك بالوان القربات. وبالاستعانة وبالعبادة يتحقق الايمان - 00:16:34
فجمع بينهما اياك نعبد واياك نستعين. فالعبادة اذا كانت خالصة لله عز وجل فهذا براءة من الاشراك. والاستعانة الله عز وجل اذا كانت خالصة فهذا براءة من الحول والطول والقوة وفي ذلك تمام التفويض الى الله - 00:16:54
جل جلاله وهذا هو كمال الطاعة ان يتبرأ الانسان من حوله وطوله وقوته والا يلتفت الى احد من المخلوقين فيتوجه اليه بلون من الوان عبوديته ليتقرب اليه ويتزلف. فيكون العبد ملتزما لجادة العبودية اذا حقق ذلك جميعا - 00:17:14
والله تعالى اعلم. وقد قال بعض السلف الفاتحة سر القرآن. وهذه الاية اياك نعبد واياك نستعين. هي سر الفاتحة. فالاول نعبد تبرأ من الاشراك والثاني تبرؤ من الحول والقوة. ونظير هذه الاية في كتاب الله عز وجل قوله جل جلاله فاعبده وتوكل - 00:17:34
عليه وقوله قل هو الرحمن امنا به وعليه توكلنا. وقوله رب المشرق والمغرب لا اله الا هو فاتخذه وكيلا. وفي هذه الاية رد على القدرية الذين يقولون ان الانسان يخلق فعله. فقد اثبت الله عز وجل فعل العبد فيها اياك نعبد - 00:17:54
واياك نستعين واثبت ايضا انه لا يكون هذا الفعل منه الا باعانة الله عز وجل له على ذلك. ثم بعد ذلك قال اهدنا الصراط المستقيم. ومناسبة هذه الاية للاية التي قبلها ان يقال والله تعالى اعلم. لما تقدم الثناء على الله - 00:18:14
الله عز وجل وهو المسؤول الذي اظهر العبد فقره اليه وحاجته اليه وطلب منه العون ناسب ان يعقب بالسؤال فقال اهدنا الصراط المستقيم. اهدنا الصراط المستقيم وهذا اكمل احوال السائل. اي يبدأ بالثناء على المسؤول بما يليق به ثم بعد - 00:18:34
يذكر حاجته وافتقاره فيكون ذلك ادعى للاجابة. ولهذا يقول ابن القيم رحمه الله لما كان سؤال الله الهداية الى الصراط المستقيم اجل المطالب ونيله اشرف المواهب علم الله عباده كيفية سؤاله وامرهم ان يقدموا بين يديه - 00:18:54
حمده والثناء عليه وتمجيده. ثم ذكر عبوديتهم وتوحيدهم. فهاتان وسيلتان الى مطلوبهم. توسل اليه باسمائه وصفاته وتوسل اليه بعبوديته وهاتان الوسيلتان لا يكاد يرد معهما الدعاء. ويؤيدهما الوسيلتان المذكورتان في حديثي - 00:19:14
الاسم الاعظم احدهما حديث بريدة قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو ويقول اللهم اسألك باني اشهد انك انت الله الذي لا اله الا انت الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد. فقال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده - 00:19:34
لقد سأل الله باسمه الاعظم الذي اذا دعي به اجاب واذا سئل به اعطى. هذا الحديث اخرجه ابو داوود والنسائي والترمذي وابن ماجة واحمد هو حديث صحيح والحديث الثاني حديث انس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يدعو اللهم اني اسألك بان لك الحمد - 00:19:54
لا اله الا انت المنان بديع السماوات والارض ذا الجلال والاكرام. يا حي يا قيوم فقال لقد سأل الله باسمه الاعظم وهذا اخرجه ابو داوود والنسائي وابن ماجة واحمد وهو حديث صحيح. يقول ابن القيم رحمه الله ففي هذين الحديثين توسل الى الله بتوحيده واسمائه - 00:20:14
به وصفاته وقد جمعت الفاتحة الوسيلتين وهما التوسل بالحمد والثناء عليه وتمجيده والتوسل اليه بعبوديته وتوحيده ثم جاء سؤال اهم المطالب وانجح الرغائب وهو الهداية بعد الوسيلتين فالداعي به حقيق بالاجابة. انتهى كلامه رحمه الله - 00:20:34
لذلك اقول ما معنى قوله اهدنا الصراط المستقيم؟ اذا قلت ذلك ودعوت الله عز وجل به ان يهديك الصراط المستقيم. فما معناه معناه اي وفقنا للثبات عليه واداء ما كلفنا من فرائضه فيما نستقبل من العمر. ذكر ذلك جماعة من اهل العلم منهم كبير - 00:20:54
ترين ابن جرير الطبري رحمه الله. فانت على سبيل الاجمال اذا دعوت ربك ان يهديك الى الصراط المستقيم فانت تطلب منه شيئين الشيء الاول ان يدلك الى هذا الصراط وان يوفقك الى لزومه والعمل بتفاصيله الى الممات هذا هو المراد على سبيل - 00:21:14
الاجمال فانه لا سبيل الى سلوك الصراط من غير معرفته. فيحتاج العبد الى لون من التوفيق وهو ان يوفق الى معرفة حقائق الدين تفاصيل الصراط الذي رسمه الله عز وجل لعباده. والامر الاخر وهو ان العبد بحاجة الى ان يوفق الى سلوك هذا الصراط. والعمل بما علم - 00:21:34
وكم من انسان يعلم ولكنه لا يوفق للعمل. وكم من عامل يعمل من غير علم ويكون ما يفسده اكثر واعظم مما يصلحه وقولك اهدنا الصراط المستقيم حينما تعبر بهذا الفعل اهدنا ما المراد بالهداية؟ الهداية - 00:21:54
بها هنا معرفة الحق مع العمل به. فمن عرف الحق ولم يعمل به لم يحقق الهداية. ولم تحصل له. والله قال عن كثير من الكافرين يعرفون كما يعرفون ابناءهم فلم يكونوا مهتدين بذلك. وابو طالب كان يقول ولقد علمت ان دين محمد من خير اديان البرية دينا. فما - 00:22:14
هذه المعرفة فلابد من امر اخر وهو ان يوفق الى لزوم هذا الحق. والعمل بمقتضاه فاذا اجتمع له العلم الصحيح العمل فانه يكون مهتديا. والا فانه يتردد بين امرين. اما الغضب لانه علم ولم يعمل بعلمه. وعالم بعلمه لم يعمل - 00:22:34
معذب من قبل اصحاب الوثن واما ان يكون عاملا ولكنه من غير علم فهو جاهل يعبد الله عز وجل على ضلالة وعلى جهل من ثم فان هذا الانسان قد لا ينفعه عمله ولا يزيده من الله جل جلاله الا بعدا. واما على سبيل التفصيل فيقال ان قوله - 00:22:54
اهدنا الصراط المستقيم اهدنا يدخل تحتها سبعة انواع من انواع الهداية التي يفتقر اليها العبد كل الافتقار ويحتاج اليه ولا غنى له عنها بحال من الاحوال ولو لحظة. واذا اجتمعت هذه الامور السبعة اكتملت له الهداية وقد اجملتها بالامرين السابقين - 00:23:14
واما التفصيل الذي اشرت اليه فاول ذلك مما يحتاجه العبد ليكون مهتديا وهو داخل تحت هذا الدعاء اهدنا الصراط فانت تطلب من ربك اولا هداية العلم والبيان ان تعرف الحق. ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو اللهم رب جبرائيل وميكائيل واسرافيل كان - 00:23:34
فيدعو ربه ان يهديه لما اختلف فيه من الحق باذنه. فكم من انسان يبحث عن الحق ويقرأ وينقضي عمره في البحث والمطالعة لا يهتدي للحق. كم من انسان يقرأ ويقال له ليتك كما قرأت؟ وكم من انسان يتعلم ويقال له ليتك ما تعلمت. لان علمه لم يفيده - 00:23:54
ولهذا اخبرنا الله عز وجل عن اقوام انهم ضلوا على علم ولما جاءت الرسل عليهم الصلاة والسلام الى اقوامهم فرحوا بما عندهم من العلم فكان ذلك سببا لضلالهم وزيغهم. ولربما قرأ الانسان المسألة ونظر فيها فخرج بها برأي معكوس. ولربما امضى السنوات وهو يقرأ - 00:24:14
ويبحث ولم تهده هذه القراءة والاطلاع والبحث الى الغلط المحض الذي لم يكن له من قراءته الا التعب والسهر وهذا كثير ولهذا شيخ اسلام ابن تيمية رحمه الله كان يقول اني لاقرأ في الاية الواحدة مئة تفسير مئة تفسير ويذهب الى المساجد الخربة المهجورة ويمرغ جبهته بالتراب - 00:24:34
يمرغ وجهه بالتراب ويدعو بالدعاء المأثور. اللهم رب جبرائيل وميكائيل. فالعبد بحاجة ماسة الى معرفة الحق. والناس اسرى لافكارهم ومعتقداتهم فاذا وجدت العقائد الملوثة عند الانسان والتصورات المعكوسة فانه يقدم نفسه رخيصة في سبيل خدمة - 00:24:54
هذه المبادئ والعقائد ما رأيتم اولئك الذين عبدوا عليا رضي الله عنه فلما حفر لهم خندقا وملأه بالنار واستتابهم قالوا قد علمنا انك وقال من هو؟ قالوا الله لانه لا يعذب بالنار الا رب النار. فصاروا يتهافتون في النار تهافت الفراش. طواعية فانظر كيف قدموا انفسهم رخيصة - 00:25:14
في سبيل ثباتهم على باطلهم ونحن نسمع ان اقواما في الارض يتقربون الى معبوداتهم بقتل انفسهم وازهاق ارواحهم. فاذا كانت تصورات الانسان معكوسة ومقلوبة فانه ينفق امواله من اجل نصرها. واذا كانت صحيحة فكذلك وهنا نقول - 00:25:34
العبد بحاجة ماسة الى معرفة الصواب. اول خطوة هي العلم الصحيح. لا يمكن ان يستقيم العمل اذا كان العلم ولذلك تجد الذين يدرسون العقائد الفاسدة في الكتب الفاسدة كتب الاشعرية والكتب الكلامية وغيرها يؤثر ذلك فيهم الوانا - 00:25:54
من الانحرافات المرتبة على هذه المعلومات المغلوطة في هذه الكتب. فنحن بحاجة اولا الى معرفة الصواب. معرفة الحق فهذه هي الخطوة الاولى فقلت اهدنا الصراط المستقيم فانت تطلب من الله ان يهبك العلم الصحيح. ان تعرف الحقيقة كما هي فهذا اولا. ثم اذا عرف العبد - 00:26:14
ذلك فان العبد ضعيف عاجز مسكين لا حول له ولا طول ولا قوة فهو بحاجة الى ان يقدره الله عز وجل على ذلك على مقتضى هذا العلم وهو العمل لابد من القدرة ومن غير قدرة لا يمكن للانسان ان يعمل. ثم هو بحاجة الى امر ثالث وهو - 00:26:34
انه يكون مريدا له. قد يعرف العبد الحقيقة كما هي. وقد يكون قادرا على فعلها ولكنه منصرف عنها. لا يريد ان يعمل. وهذا كثير تأتي للانسان احيانا بادلة وتوضح له الحكم في المسألة الفلانية ولكنه لا يعمل لا يريد ان يعمل فانت بحاجة الى امر ثالث - 00:26:54
وهو ان يجعلك الله عز وجل مريدا بهذا العمل الذي تتقرب به اليه. ثم انت بحاجة الى هداية رابعة وهو ان يجعلك الله عز وجل فاعلا له قد يكون الانسان مريدا ولكنه لا يفعل لوجود مانع فهذه هداية رابعة وهداية خامسة وهو ان الانسان قد يعمل مدة من الزمن قد - 00:27:14
بل اياما او شهورا او سنوات ثم بعد ذلك ينقطع لسبب او لاخر لشبهة او لشهوة ينكس على عقبيه اما كلية فيرتد عن الاسلام او في بعظ الاعمال فيفرط ويترك الاعمال الصالحة التي كان يعملها ويرجع الى سابق حاله او الى اسوأ فالعبد - 00:27:34
بحاجة الى هداية خامسة وهي الثبات على هذا الحق الذي عرفه واراده ووجدت القدرة عليه وعمل به ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ان يقول في ركوعه وسجوده يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. قلبي على طاعتك. فيحتاج انسان يكرر ذلك ليثبت - 00:27:54
وامر سادس من الوان الهدايات الداخلة تحت قوله اهدنا الصراط المستقيم ان يصرف عنه الموانع وبنيات الطريق والعوارض تعرض له هنا وهناك في صرف عن العمل ويتشاغل بها من القيل والقال او غير ذلك من الامور التي تصرفه عن - 00:28:14
تحقيق العبودية لله جل شأنه. وقد يظن انه يحسن صنعا بتشاغله عن ذلك. وتزين له نفسه هذا التشاغل. وما علم انه هو في مكر ابليس وان الشيطان يتلاعب به وهو غافل يظن انه يحسن صنعا واما الامر السابع فهو اننا بحاجة - 00:28:34
الى معرفة التفاصيل تفاصيل الصراط المستقيم. هذه الشريعة كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله شريعة واسعة وهي مقارنة بالشرائع اذا قارناها نجد ان كانها شرائع. المعروف ان الانجيل يغلب عليه الرقاق وقضايا السلوك والاخلاق - 00:28:54
التوراة يغلب عليها الاحكام ولربما كان الزبور يشتمل على كثير من الثناء والتمجيد لله عز وجل وهذه الشريعة اذا نظرت اليها تجد ان الباب الواحد منها كأنه شريعة متكاملة. اذا نظرت الى الوان العبادات البدنية الصلاة وانواع الصلوات - 00:29:14
فهو باب واسع واذا نظرت الى الصيام فهو باب واسع واذا نظرت الى الحج والعمرة واحكام ذلك فهو باب واسع تؤلف فيه المؤلفات واذا نظرت الى القضايا المالية الصدقات والزكوات بانواعها الوان القربات المالية من الاوقاف وغيرها تجد انه باب واسع - 00:29:34
الف فيها المجلدات احكام الزكاة لربما الف فيها مجلدات. واذا نظرت الى ابواب الرقاق فهي تستحق ان يؤلف فيها المجلدات وقد الف. واذا نظرت الى الاحكام الاحترازية في ابواب سد الذرائع من البدع او التشبه بالكفار او سد طرق الشرك بالله عز وجل فكل واحد من هذه - 00:29:54
تؤلف فيه المجلدات وهكذا اذا نظرت الى القظايا المتعلقة بظاهر الانسان في مشيه ولباسه واكله وشربه قربه ونومه واداب دخوله للخلاء وما الى ذلك فهذا باب واسع. واذا نظرت الى قضية الحكم ما يسمى بالحاكمية فهو - 00:30:14
باب واسع وهكذا فهي بمنزلة الشرائع المتعددة. فتفاصيلها كثيرة جدا والعبد بحاجة الى ان يعرف هذه التفاصيل قد تعرف بعض الجوانب ولكن قد يخفى عليك كثير منها لا زلت اتذكر موقفا عجيبا في احد المساجد. كان من عادتنا في غير هذه البلدة - 00:30:34
ان نقرأ بعد صلاة العصر ولو اكن اماما للمسجد وانما هو تعليق على رياض الصالحين او غيره مما يتيسر. ففي بعض الايام يجد الانسان احيانا شيئا من التباطؤ والتعب والتثاقل والارهاق في بحث عن مسجد اخر من اجل ان لا يقرأ لانه ليس متهيأ لذلك - 00:30:54
تعبه فذهبت الى مسجد اخر في صلاة العصر فلما اقيمت الصلاة لم يأتي الامام فقدموني للصلاة فصليت بهم فلما انصرفنا من الصلاة جلس بعض كبار السن ينظرون الي ورياض الصالحين مع رف المصحف فلما اغلقت المكبر قالوا اقرأ علينا فقلت الحمد لله ففتحته هكذا - 00:31:14
لم احدد شيئا فتحته هكذا فتحت رياض الصالحين. فاذا الكلام عن السنن الرواتب فقرأت عليهم من السنن الرواتب. السنن الرواتب والصالحين فلفت نظري صوت من ناحية اليسرى في المسجد فاذا هو رجل ينشج نشيدا يبكي بصوت من كبار السن هؤلاء فتعجبت - 00:31:34
شي مؤثر وانا اتكلم بتثاقل من باب تحلة القسم اني قرأت عليهم فقط فاذا الرجل يبكي فتعجبت فاكملت القراءة وبعد ما فرغت من القراءة واغلقت الكتاب فاذا بالرجل يزحف يدنو عندي بعد ما بكى ومسح دموعه فجاء وجلس يسأل عن بعض الاشياء المتعلقة بالسنن الرواتب والوتر - 00:31:54
اخبرني عن عمله الذي يعمله تبين لي ان الرجل كانت عنده بعض الاخطاء في هذه السنن اشياء يفهمها منذ سبعين سنة يمكن على غير وجهها فلما سمع القراءة والتعليق بكى انه مضى عليه هذا العمر ولم يعرف هذه الاشياء وكان يعبد الله عز وجل بطريقة خاطئة فجلس يبكي - 00:32:14
كان مرا فبعد ما جلست اشرح له كيف يصنع فذكر لي كيف يوتر وكيف يصلي السنن الرواتب ذكر انه يأتي في المسجد ويوتر ثم يرجع الى بيته ويتعشى ثم يجلس يصلي ثم يوتر مرة ثانية فذكر بعض الاخطاء فلما سمع بعض الاحاديث لا وتران في ليلة اجعلوا اخر صلاتكم في الليل - 00:32:34
ترى تعجب جدا وجلس يبكي بكاء اكثر من البكاء الاول طبعا هذي فائدة جانبية اخرى وهي ان بعض الاخوان يستغرب لماذا الامام يبكي اذا قرأ الفاتحة لماذا يبكي؟ اسمعوا هذه المعاني كلها في الفاتحة. ويقول بعضهم احد الائمة يبكي حينما قرأ الايات المتعلقة بعدد النساء في سورة البقرة. لماذا لا يبكي - 00:32:54
هذي الشريعة اللي ما تركت شيء الا فصلته وبينته بدقة اما ينكسر قلب الانسان ويخشع ويبكي عند سماع هذه الايات التي يفصل الله لنا بها كل شيء ان طلقها قبل ان يمسها وان طلقها بعد المسيس وماذا لها من المهر؟ ولا تنسوا الفضل بينكم واشياء من التوجيهات والارشادات؟ لماذا لا يبكي؟ فالحاصل - 00:33:14
اقول هذا الرجل كان يعبد الله عز وجل بطريقة خاطئة مع حرصه واجتهاده فغابت عنه اشياء مع هذا العمر المديد الاسلام غابت عنه اشياء فتفاصيل الشريعة كثيرة جدا. والنبي صلى الله عليه وسلم قال لابي ذر انك امرؤ فيك جاهلية. قال اعلى شيبتي وقدمي في الاسلام - 00:33:34
هو من اوائل من اسلم ومع ذلك فاته اشياء وهكذا بعض الصحابة عمر ابن الخطاب في مسألة التيمم من الجنابة في قصته مع عمار ابن ياسر واشياء عديدة خفيت على بعض اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم علماء فالانسان يغيب عليه اشياء فهو بحاجة الى هداية الى تفاصيل الصراط فهو - 00:33:54
كثير المعالم والاحكام فالصراط المستقيم هو الاسلام بكامله ثم نحن بحاجة الى هداية اخرى وهي ان العبد قد التفاصيل ويوفق للعمل ويكون له قدرة ويكون له ارادة على ذلك ويثبت لكن على هذه التفاصيل الكثيرة قد يخطئ فيكون مشغول - 00:34:14
بالمفضول عن الفاضل هذه الايام لا تستطيع ان تحصي كثرة السائلين عن زكاة الحلي المستعمل وعن اموال يترددون في الزكاة هل تجب فيها الزكاة او لا تجب فيها؟ اسألهم دائما انتم لا تتصدقون طوال السنة؟ بنا نتصدق نحن نتصدق طيب الزكاة - 00:34:34
ارجح في الميزان من الصدقة وما تقرب المتقربون الى الله باحب اليه مما افترظ عليهم فاخرجوها ان وقعت زكاة فهي هل من الصدقات اللي تخرجونها؟ اخرجها فقط بنية الزكاة وان لم يكن فيه زكاة فقد وقعت صدقة فالناس تجد الانسان يحب ان يتصدق - 00:34:54
اقل الزكاة. واذا قلت للمال الفلاني فيه زكاة تثاقل جدا. ورأى ان ذلك عبئا كبيرا يرهق كاهله. وهكذا فالعبد بحاجة الى معرفة المفاضلة بين الاعمال. كثير من الناس يسأل يقول ايهما افضل لي ان اشتغل به العبادات القاصرة من التطوعات؟ اصوم النهار - 00:35:14
صلي الليل او انني اشتغل بامور اخرى تحتاج الى مزيد من الجهد قد يضعفني الصوم عنها. من القيام على الفقراء والارامل والمساكين او غير ذلك من الوان النفع المتعدي والجهاد في سبيل الله عز وجل وما الى ذلك. يسألون الناس عن هذا فقد يشتغل الانسان بعمل قاصر ويفوته الوان من الخير - 00:35:34
من الاعمال الفاضلة يشتغل بعمل مفضول ويترك العمل الفاضل. لماذا؟ لانه لم يوفق الى معرفة اعلى العبادات ليعمل بها ولا شك ان العمر قصير. والمسألة تجارة مع الله عز وجل والدقائق والثواني هي رأس المال. فيحتاج ان يتجر بها - 00:35:54
احد التجار كان يريد ان يقدم تبرعا مساهمة في جانب من جوانب الخير فكان يسأل ابتداء يقول انا تاجر ولا ادخل في تجارتي في شيء من الاشياء الا ما اعلم انه اكثر ربحا فلا اريد ان اساهم بهذا المال الا فيما هو اوفر عند الله عز وجل لم - 00:36:14
ادفع هذا المال وقل تصرف بما تراه ابدا قال انا تاجر ولا اشارك ولا اقدم في تجارة من التجارات الا ما هو اكثر ربحا وابحث وانقر وهذه تجارة مع الله عز وجل فانا اريد الافضل والارجح في الميزان وهذا صحيح. قد تدفع هذه المئة ثم تكون في عمل مفضول وقد - 00:36:34
يدفعها وينفع الله عز وجل بها نفعا عظيما ويكون ذلك ضارا مستمرا لا ينقطع عنك اجره. فيحتاج العبد ان يتحرى ابن مسعود رضي الله عنه كانوا يقولون له انت تقل الصوم. طبعا ابن مسعود كان يصوم الاثنين والخميس والايام البيض. ثبت هذا باسناد صحيح. لكن امامهم يعتبر - 00:36:54
هذا قليل في منظارهم مقاييسهم يعتبر قليل الاثنين والخميس والايام البيض هذي ما تسوي عندهم شي فقال نعم لاني ضعيف الصوم يضعفني عن وردي من قرآن وفي رواية عن صلاتي والصلاة احب الي العملية مفاضلة هو يرى انه يصلي باليوم اربع مئة ركعة هكذا كانوا يصلون وليست مبالغة - 00:37:14
انما هي مبالغة عند الكسالى البطالين يصلي الواحد منهم اربع مئة ركعة باليوم. يرى انها افضل عنده نصوم. يوم لا يستطيع معه ان يصلي. ما هي بتضعفه عن صلاة فرض السنن الرواتب هذا شيء يسير عندهم ولا زلت اذكر اني ذكرت في احد المجالس وفي بعض المشايخ طلبة العلم ذكرت كلام بعض السلف عبد الله ابن - 00:37:34
احمد كان يقول عن ابيه احمد بن حنبل رحمه الله انه كان يصلي اربع مئة ركعة باليوم ولما ضرب وضعف صار يصلي باليوم مئتي ركعة فقال احد طلبة العلم هذه - 00:37:54
مبالغات ولا يستطيع الانسان ان يفعل هذا كالذي يقولون انه سيختم القرآن في ركعة هذا لا يمكن لحساب الدقائق والساعات من الليل طبعا ثبت باسناد صحيح عن عثمان ختم القرآن في ركعة خلف المقام فكان هذا طالب العلم يقول هذا لا يمكن فغضب احد الموجودين من المشايخ ولو شئت لسميته تعرفونه فقال - 00:38:04
انا قمت القرآن بركعة واحدة في ليلة فسكت هذا ما تكلم. هذا يقول مستحيل ان يفعل الانسان ان يفعل ذلك. لماذا؟ لانه يقيس على عجزه وضعفه وكسله فاقول نحن بحاجة الى هداية اخرى ايها الاخوان وهي ان نهدى الى افضل الاعمال واجل القربات لان العمر قصير - 00:38:24
ونحتاج ونتقرب الى الله عز وجل بما هو اوفر في الحسنات واوفى بالميزان هذه الهدايات التي تدخل تحت قوله اهدنا الصراط المستقيم وندعوا الله عز وجل بها ولا شك اننا نحتاج الى هدايات اخرى هي لا تدخل تحت - 00:38:44
هذا الدعاء في سورة الفاتحة خاصة لكن تدخل تحت عموم قول العبد اللهم اهدني. اما اذا قال اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم فالمقصود به الاسلام. اما اذا عم في الدعاء فقال اللهم اهدني واطلق سيدخل فيه ما ذكرت اضافة الى امور اخرى وهي - 00:38:59
العبد بحاجة الى هداية عند الموت ليثبت وهو بحادث ايضا الى هداية عند السؤال الملكين فيجيب بالجواب الصحيح الذي ينجو به من ربك؟ وما دينك؟ وما نبيك؟ والعبد بحاجة الى هداية اخرى وهي الهداية الى الصراط وهو بحاجة الى هداية اخرى وهي - 00:39:19
هداية على الصراط دقيق ادق من الشعرة واحد من السيف وعليه كلاليب فهو بحاجة الى تسديد وهداية والعبد بحاجة ايضا الى هداية اخرى وهي الهداية الى باب الجنة الى الجنة. وهو بحاجة الى هداية فوق ذلك ايضا وهو ان يهدى الى منزله في - 00:39:39
الجنة ويدل على ذلك قول الله عز وجل والذين قتلوا في سبيل الله في القراءة الاخرى المتواترة والذين قاتلوا في سبيل الله فعلى القراءة الاولى الذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل اعمالهم سيهديهم ويصلح بالهم لاحظ قتلوا يهديهم الى اي شيء انتهى مات يهدى الى اي شيء - 00:39:59
يهدى الى الصراط ويهدى على الصراط ويهدى عند الحساب يسأل ماذا عملت؟ ويهدى ايضا الى الجنة الى باب الجنة ويهدى الى منزله في الجنة سيهديهم ويصلح بالهم ويدخلهم الجنة عرفها لهم. وبهذا يزول عنا الاشكال الذي لربما - 00:40:19
تردد في هذه الاية عند بعض الناس كيف قال سيهديهم ويصلح بالهم وقد قتلوا؟ واما الاوجه السابقة التي ذكرتها قبل في قولك اهدنا الصراط المستقيم اذا عرفتها فانه يرتفع عنك الاشكال الذي يرد على كثير من الناس نحن قد هدينا الى الاسلام. فلماذا نقول اهدنا الصراط المستقيم؟ فبعض الناس يقولون - 00:40:39
تقصد؟ ثبتنا على الصراط المستقيم. وهذا جواب قاصر. واذا عرفت التفاصيل السابقة عرفت لماذا تقول؟ اهدنا الصراط المستقيم نسأل الله عز وجل ان يهدينا واياكم اليه وان يثبتنا عليه. وذلك ان الهداية هدايتان - 00:40:59
البيان والدلالة وهداية التوفيق والالهام. فاذا حصل الاول وهو هداية الارشاد والدلالة والبيان بقي الاخر وهو جعل ايمان في القلب وتحبيبه اليه وتزيينه في قلبه وجعله مؤثرا له على غيره راضيا به راهبا فيه. وقد قال ابن القيم رحمه الله - 00:41:19
بعد ان ذكر هذين القسمين قال وهما هدايتان مستقلتان لا يحصل الفلاح الا بهما. وهما متضمنتان تعريف ما لم نعلمه من الحق تفصيلا واجمالا والهامانا له وجعلنا مريدين لاتباعه ظاهرا وباطنا ثم خلق القدرة لنا على القيام بموجب الهدى - 00:41:39
بالقول والعمل ثم ادامة ذلك لنا وتثبيتنا عليه الى الوفاة الى ان قال ومن هنا يعلم اضطرار العبد الى سؤال هذه الدعوة فوق كل ضرورة وبطلان قول من يقول اذا كنا مهتدين فكيف نسأل الهداية؟ فان المجهول لنا من الحق اضعاف المعلوم وما لا - 00:41:59
اريد فعله تهاونا وكسلا مثل ما نريده او اكثر منه او دونه وما لا نقدر عليه مما نريده كذلك. وما نعرف جملته ولا نهتدي لتفاصيله فامر يفوت الحصر. ونحن محتاجون الى الهداية التامة فمن كملت له هذه الامور كان سؤال الهداية له - 00:42:19
تؤال التثبيت والدوام انتهى كلامه رحمه الله. اسأل الله ان ينفعني واياكم بما سمعنا جعلنا واياكم هداة مهتدين للمزيد من مواد فضيلة الشيخ الدكتور خالد بن عثمان الشبط يرجى زيارة الموقع الرسمي لفضيلته على الرابط دبليو دبليو دبليو دوت - 00:42:39
خالد السبت دوت كوم - 00:42:58