تفسير سورة مريم || أسرار البيان

تفسير وتدبر مريم (10) | [الآيات:77-98] | أسرار البيان - الأخير

غازي أحمد

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد حياكم الله تعالى ايها الاخوة في مجلسنا الاخير من سلسلة اسرار البيان في تفسير وتدبر القرآن - 00:00:00ضَ

وكنا قد وصلنا الى قول الله سبحانه وتعالى افرأيت الذي كفر باياتنا وقال لاوتين مالا وولدا ونبدأ اولا بالتفسير الاجمالي للايات مع فضيلة الشيخ سعد الشوبكي فليتفضل مشكورا الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد - 00:00:18ضَ

قال الله تعالى فرأيت الذي كفر باياتنا وقال لاوتين مالا وولدا قال خباون الارت كنت رجلا قينا اي حدادا فعملت للعاصي ابن وائل فاجتمع لي عنده فاتيت اتقاضاه فقال لا - 00:00:44ضَ

فقال لا والله لا اقضيك حتى تكفر بمحمد. فقلت اما والله حتى تموت ثم تبعث فلا. قال واني لميت ثم مبعوث؟ قلت نعم. قال فانه سيكون لي ثم مال وولد. فاقضيك. فانزل الله تعالى افرأيت الذي كفر باياتنا - 00:01:04ضَ

وقال لاوتين مالا وولدا. يريد العاصي ابن وائل الذي كفر بايات الله التي من جملتها ايات البعث. وقال لاوتين مالا وولدا اي في الاخرة فكذب تعالى ادعاءه بقوله اطلع الغيب ام اتخذ عند الرحمن عهدا. اي ان كان ما زعمه صحيحا. اعلم الغيب ام اعطاه الله تعالى عهدا - 00:01:24ضَ

وموثقا فقال له ان كان ان ذلك كائن لا محالة كلا وكلا ردع وزجر عن التفوه بتلك العظيمة اي ليس الامر على ما قال. فانا سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدا. اي سنزيده عذابا الى عذابه - 00:01:52ضَ

ما يقول ونأخذ منه ما له وولده عمرا وهشاما بموته ويأتينا اي يوم القيامة فردا لا مال ولا ولد جزاكم الله تعالى خيرا واذا يقول الله سبحانه وتعالى افرأيت الذي كفر باياتنا - 00:02:13ضَ

والاستفهام هنا بالهمزة الغرض منه التعجيب لان الله سبحانه وتعالى يقول لنبيه محمد، صلى الله عليه وسلم انظر الى العاصي ابن وائل فتعجب من جرأته الشنيعة فاذا الاستفهام هنا خرج عن ظاهره - 00:02:35ضَ

الى تعجيب النبي صلى الله عليه وسلم من حال العاصي ابن وائل وقوله سبحانه وتعالى اطلع الغيب ام اتخذ عند الرحمن عهدا هذا على اسلوب المجاراة وكأن الله سبحانه وتعالى قال للعاص ابن وائل سنجاريك ونتنزل معك. اخبرنا كيف علمت ان الله سبحانه وتعالى سيؤتيك - 00:02:52ضَ

في الاخرة مالا وولدا. هل اطلعك الله سبحانه وتعالى على الغيب؟ او انه اعطاك عهدا وميثاقا بذلك يضيق عليه بسؤاله عن طريق معرفته بذلك يتبين كذبه في عدم قدرته على تعيين الطريق. وهذا نمط من انماط التضييق على الخصم في الجدل. وهذا مثل قولك للرجل - 00:03:17ضَ

الذي يدعي امرا وانت تنكره. متى كان هذا؟ افي ليل او نهار؟ فكأنك تسأله عن وقت حصول هذا الامر بعد ان سلمت له بحصوله. فاذا لم يستطع ان يبين لك وقت حصول هذا الامر يتبين لك كذبه. ويفتضح - 00:03:41ضَ

هذا على حمل الاية على اسلوب المجاراة والتنزل مع الخصم في الجدل وقد يحمل الاستفهام هنا ايضا على معنى اخر وهو الانكار التكذيبي والمعنى لم يطلئ الغيب ولم يتخذ عند الرحمن عهدا مع تعجيب النبي صلى الله عليه وسلم من حاله - 00:03:58ضَ

يقول قائل الله سبحانه وتعالى هنا قال اطلع الغيب ام اتخذ عند الرحمن عهدا لماذا تعرض لعنوان الرحمانية هنا؟ لماذا لم يقل اطلع الغيب ام اتخذ عند الله عهد مثلا. فهنا التعرض لعنوان - 00:04:20ضَ

غنية للاشعار بان وفاء الله سبحانه وتعالى بعهده لمن عاهده من اثار رحمته. فمن اثار رحمة الله سبحانه وتعالى انه اذا عاهد عهدا وفى به وقد يشكل على بعض الناس قوله تعالى في هذه الاية سنكتب ما يقول مع ما قد علم من ان هذه الحادثة قد وقعت وان الملك قد كتب قول - 00:04:36ضَ

العاصي ابن وائل فلما قال الله سبحانه وتعالى سنكتب ما يقول سنكتب في مستقبل وما يقول وهو في الحقيقة قد قال ذلك. الغرض البلاغي من التعبير عن الماضي بالمضارع هو الاستحضار الصورة العجيبة هنا. اراد الله سبحانه وتعالى منا ان نستحضر هذه القصة التي حصلت - 00:05:00ضَ

العاصي بن وائل وخباب بن الارت. فهذا امر ينبغي ان يتعجب منه. ولذلك اتى لنا بالقصة كأنها تحصل الان مع انها حصلت في الماضي ثم قال سنكتب لما قال سنكتب هنا؟ لانه الان - 00:05:21ضَ

ويستحضر لك حال قوله لاوتين مالا وولدا وكتابة قوله بطبيعة الحال ستكون بعد قوله. لذلك قال سنكتب ما يقول فاذا هو استحضر لك مشهد قوله وذكر لك في داخل المشهد انه سيكتب سبحانه وتعالى - 00:05:36ضَ

ما يقول والله تعالى اعلى واعلم ونمد له من العذاب مدا. ما المراد بمد العذاب؟ هل المراد بمد العذاب؟ هنا اطالة امد العذاب؟ لا المراد بمد العذاب هنا هو الزيادة في العذاب لانه خالد مخلد في العذاب. فلا معنى لاطالة عذابي من هو خالد مخلد في - 00:05:56ضَ

في نار جهنم فاذا المد هنا بمعنى الزيادة. وقفة اخرى مع قول الله سبحانه وتعالى ونرثه ما يقول ما المراد بالقول في قوله تعالى ويرثه ما يقول المراد بالقول هنا مدلوله - 00:06:20ضَ

لان القول قد يطلق ويراد به اللفظ وقد يطلق ويراد به مدلوله. فقول الله سبحانه وتعالى سنكتب ما يقول هنا الله سبحانه وتعالى سيكتب لفظه واما قول الله سبحانه وتعالى بعد ذلك ونرثه ما يقول - 00:06:33ضَ

طبعا الله سبحانه وتعالى لا يريد هنا ان يأخذ منه الفاظه. بل يريد ان يأخذ سبحانه وتعالى منه ما ادعاه فيما قاله من المال والولد فاذا ونرثه ما يقول اي مدلول ما يقول او مسمى ما يقول وهو المال والولد. نعم - 00:06:50ضَ

وفي الاية اعجاز تاريخي فان الله سبحانه وتعالى قال ويرثه ما يقول اي نرث ما له وولده. فكيف اخذ الله سبحانه وتعالى منه وماله وولده؟ في الحقيقة معنى اخذ الله سبحانه وتعالى لاولاده انهم يصيرون مسلمين - 00:07:06ضَ

سيدخلون في حزب الله وجماعة المسلمين. فان ولديه عمرو بن العاص وهشام بن العاص اسلما. وفي هذا بشارة للنبي صلى الله عليه وسلم ونكاية فيه. فاذا ونرثه ما يقول اي ونرث اولاده. كيف الله سبحانه وتعالى يرث اولاده بان يدخلوا في الاسلام؟ فدخل - 00:07:23ضَ

في الاسلام ثم قال تعالى واتخذوا من دون الله الهة اي واتخذ الكفرة الاصنام وسائر المعبودات الباطلة الهة متجاوزين الله تعالى ليكونوا لهم عزا اي ليتعزوا بهم بان يكونوا لهم شفعاء عنده - 00:07:43ضَ

كلا اي ليس الامر على ما املوا. بل سيكفرون بعبادتهم. اي ستجحد الالهة عبادة اولئك الكفرة اياها ويكونون عليهم ضد اي ذلا وهوانا على الضد من العز. فما املوا نفعا منها عاد عليهم ضررا - 00:08:04ضَ

المتر انا ارسلنا الشياطين على الكافرين. اي سلطناهم عليهم تؤزهم ازا. والاز شدة ازعاج اي تغريهم وتهيجهم على المعاصي تهييجا شديدا بانواع التسويلات والوساوس. فلا تعجل عليهم اي لا تبطئ عذابهم ولا تطلب استعجال هلاكهم انما نعد لهم اعدا اي فانه لم يبقى لهم الا ايام - 00:08:24ضَ

نعدها عدا لقلتها. والمعنى انما نمهلهم مدة قليلة ثم قال تعالى يوم نحشر المتقين الى الرحمن وفلا والوفد هم الذين يقدمون على الملوك يطلبون قضاء الحوائج والملوك تكرم وفودها. ونسوق المجرمين ان يساقون الى النار باهانة - 00:08:54ضَ

واستخفاف كما تساق البهائم الى جهنم وردا. اي عطاشا لا يملكون الشفاعة الا من اتخذ الرحمن عهدا اي لا يملك المتقون والمجرمون ان يشفعوا او يشفع لهم الا من اعطاه الله عهدا وموثقا - 00:09:17ضَ

جزاكم الله تعالى خيرا. عندنا في هذه الاية عدة وقفات الوقفة الاولى ما المراد بقول الله سبحانه وتعالى من دون الله واتخذوا من دون الله الهة ما المراد بهذه العبارة من دون الله وهذه عبارة تتكرر كثيرا في كتاب الله سبحانه وتعالى. المراد بهذه الاية - 00:09:37ضَ

انه اتخذوا الاصنام وسائر المعبودات الباطلة الهة متجاوزين الله سبحانه وتعالى في اتخاذهم اياه الهة اذا من دون الله اي متجاوزين الله سبحانه وتعالى. فان دون تستعمل في معنى التجاوز. من دون الله اي متجاوزين الله سبحانه وتعالى - 00:09:58ضَ

الا او انهم تجاوزوا دعاء الله سبحانه وتعالى وحده الى دعائها احيانا. فهم كانوا يدعون الله سبحانه وتعالى تارة ويدعونها تارة اخرى. ولذلك هم تجاوزوا توحيد الله سبحانه وتعالى بالدعاء. والله تعالى اعلى واعلم - 00:10:21ضَ

ذكر الله سبحانه وتعالى ان هذه الاصنام والاوثان التي اتخذوها من دون الله ستكون عليهم ذلا وهوانا في قوله ويكونون عليهم ضدا اي على الضد من العز وهو الذل والهوان - 00:10:41ضَ

فهم املوا من وراء عبادتها في الدنيا نفعا فعاد ما املوه عليهم ضررا فانها كانت سببا في ضلالهم في الدنيا وخلودهم في النار يوم القيامة بل ان هذه الاصنام التي ابدوها - 00:10:56ضَ

ستكون الة لعذابهم يوم القيامة حيث يجعلون وقود النار وحصب جهنم. يقول الله سبحانه وتعالى انكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم انتم لها واردون فاذا هذه الاصنام التي عبدوها ستصبح وقود النار يوم القيامة وسيحرقون بالاصنام التي عبدوها - 00:11:12ضَ

وقول الله سبحانه وتعالى الم تر انا ارسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم ازا قد يقول قائل هل رأى النبي صلى الله عليه وسلم بام عينه الشياطين تؤز اهل الكفر على الشرك والمعاصي - 00:11:35ضَ

في الحقيقة هنا الرؤية تحتمل امرين اثنين. الامر الاول ان تكون الرؤية هنا اه بمعنى الرؤية العلمية كما في قول الله سبحانه وتعالى الم تر كيف فعل ربك باصحاب الفيل - 00:11:49ضَ

النبي عليه الصلاة والسلام ولد عام الفيل فكيف رأى ما حصل في عام الفيد؟ المراد بالرؤية هنا الرؤية القلبية وهي العلم العلم. فاذا الم ترى انا ارسلنا الشياطين على الكافيين تؤزهم ازا المعنى؟ الم تعلم انا ارسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم ازا - 00:12:04ضَ

نعم والاستفهام على هذا الوجه يكون استفهاما تقريريا بمعنى قد علمت ان ارسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم ازا. كما قال الله سبحانه وتعالى في سورة الفيل الم ترى كيف فعل ربك باصحاب الفيل - 00:12:23ضَ

يعني الم تعلم كيف فعل ربك باصحاب الفيل والمراد بالاستفهام هنا تقريره عليه الصلاة والسلام يقول معنى الاية قد علمت ما فعل ربك باصحاب الفيل نعم. هناك وجه اخر لرؤية في هذه الاية وهو ان تكون الرؤية بصرية - 00:12:38ضَ

وتحمل على رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لاثار اضلال الشياطين لهم والاستفهام على هذا الوجه يراد به تعجيبه عليه الصلاة والسلام وقوله سبحانه وتعالى فلا تعجل عليهم انما نعد لهم عدا - 00:12:58ضَ

ما دلالته على قرب هلاك هؤلاء؟ نقول معنى الاية انما نعد لهم ايامهم وانفاسهم عدى والمراد قلتها. لان القليل عادة هو الذي يعد. فقول الله سبحانه وتعالى انما نعد لهم ايامهم وانفاسهم عدا - 00:13:16ضَ

مراده سبحانه وتعالى تقليلها لانه دائما اذا اردت ان تقلل شيئا تذكره انه معدود هذا على عادة العرب ونظيره في سورة يوسف وشروه بثمن بخس دراهم معدودة قول الله سبحانه وتعالى دراهم معدودة. فيه دلالة على قلة هذه الدراهم. وكذلك هنا انما نعد لهم عدا فيه دلالة على قلة ايامهم - 00:13:35ضَ

انفاسهم الباقية وقال الله سبحانه وتعالى يوم نحشر المتقين الى الرحمن وفدا. ما دلالة هذه الاية على اكرامهم؟ نقول الوفد عند العرب هم الذين يقدمون على الملوك ويريدون قضاء حوائجهم - 00:14:01ضَ

وهذا مشعر باكرامهم وتبجيلهم حيث شبه الله سبحانه وتعالى من يفد عليه بمن يفد على ملوك الدنيا والملوك تكرم وفودها. فاذا اكرامهم هنا من جهتين من جهة انهم يقدمون على الله سبحانه وتعالى لطلب الحوائج من الله سبحانه وتعالى. والامر الثاني ان الله سبحانه وتعالى يكرم - 00:14:19ضَ

الوفد كما ان المروك تكرم وفودها. واذا كانت الملوك في الدنيا تكرم وفودها الله سبحانه وتعالى اولى باكرام الوفود منهم واما قوله تعالى ونسوق المجرمين الى جهنم وردا. فهذا يدل على اهانتهم من جهتين. الجهة الاولى من جهة سوقهم الى النار - 00:14:44ضَ

الدواب. فاذا نسوق المجرمين هذا سوق لهم. سوق كالدواب. نعم. والجهة الثانية من جهة سوقهم اليها فالورد الورد في اللغة من ورد الى الماء وسار اليه. وهذا يستلزم العطش. فكون الله سبحانه وتعالى يسوقهم وردا - 00:15:04ضَ

هذا يدل على انه يسوقهم الى جهنم عطا. نعم وقد تطلق العرب على الابل العطاش بردا ويكون الله سبحانه وتعالى هنا قد شبههم بالدواب التي ترد الماء وهي عطاش وقوله جل ذكره لا يملكون الشفاعة الا من اتخذ عند الرحمن عهدا - 00:15:26ضَ

فيه اثبات لشفاعة المؤمن لاخيه المؤمن بعد اذن الله سبحانه وتعالى له بالشفاعة فاذا لا يملكون الشفاعة الاية هنا تحتمل وهذه عقيدة اهل السنة والجماعة وهي ان الانسان المؤمن قد يشفع لاخوانه المؤمنين يوم القيامة اذا اذن الله سبحانه - 00:15:50ضَ

وتعالى له كما في قول الله سبحانه وتعالى في اية الكرسي من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه لكن لو تأملنا في قوله تعالى لا يملكون الشفاعة من هو فاعل يملكون هنا - 00:16:09ضَ

المراد بيملكون الذين يشفعون او المراد بيملكون الذين يشفع لهم. في الحقيقة الاية تحتمل الامرين. والمعنى لا يملكون ان يشفعوا او يشفع لهم الا ان يأذن الله سبحانه وتعالى لمن يشاء ويرضى - 00:16:24ضَ

وفي الصحيحين يقول النبي عليه الصلاة والسلام فوالذي نفسي بيده ما منكم من احد باشد مناشدة لله في استقصاء الحق من المؤمنين لله يوم القيامة. باخوانهم الذين في النار. يعني اهل الايمان يرجون الله - 00:16:44ضَ

وتعالى ان يخرج اخوانهم الذين دخلوا النار يقولون ربنا كانوا يصومون معنا ويصلون ويحجون. فيقال لهم اخرجوا من عرفتم فتحرم صورهم على النار فيخرجون خلقا كثيرا. والحمد لله رب العالمين - 00:17:00ضَ

ثم يقول سبحانه وتعالى وقالوا اتخذ الرحمن ولدا فقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى عيسى ابن الله. وقال مشركو العرب الملائكة بنات الله. فرد الله تعالى مقالتهم الباطلة بقوله - 00:17:20ضَ

لقد جئتم شيئا ادا اي منكرا عظيما. تكاد السماوات يتفطرن منه اي يتشققن منه على صلابتهن. وتنشق الارض وتخر الجبال هدا. اي تسقط الجبال وتنهد هدا. والمعنى حق تلك الكلمة لو فهمتها تلك الجمادات العظام - 00:17:39ضَ

ان تتفطر وتنشق وتخر من فظاعتها. ان دعوا للرحمن ولدا. لانهم دعوا للرحمن الولد. ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا. اي ما منهم احد من الملائكة والثقلين الا ات ربه يوم القيامة وهو عبد - 00:17:59ضَ

بدون دليل لقد احصاهم وعدهم عدا. اي لقد حصرهم واحاط بهم بحيث لا يخرج احد منهم من احاطة علمه. وقبضة وعدهم عدا اي عد اشخاصهم وكلهم اتيه يوم القيامة فردا. اي منفردا من الاتباع والانصار. منفردا من - 00:18:19ضَ

الاتباع والانصار منقطعا اليه غاية الانقطاع محتاجا الى اعانته ورحمته عز وجل وعندنا في هذه الايات عدة وقفات ايضا مصير تحويل الكلام من الغيبة الى الخطاب في قوله تعالى وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا ادا. الله سبحانه وتعالى يتكلم عنهم بصيغة الغائب - 00:18:39ضَ

الله سبحانه وتعالى يذكر الذين نسبوا له الولد بصيغة الغائب وقالوا اتخذ الرحمن ولدا كيف يجيب الله سبحانه وتعالى عليهم؟ يقول لهم لقد جئتم شيئا ادا اذا التحويل هنا من الغيبة الى الخطاب يسمى - 00:19:04ضَ

لالتفات عند العرب. والالتفات هنا من الغيبة الى الخطاب منبئ عن سخط الله سبحانه وتعالى وغضبه عليهم وهذا يدل على وقاحتهم وجهلهم وجرأتهم على الله سبحانه وتعالى بان نسبوا له الولد - 00:19:20ضَ

ويقول الله سبحانه وتعالى تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الارض. كهذه السماوات تكاد ان تتفطر وتكاد الارض ان تنشق اي تقارب ان تنشق بان زعموا وادعوا للرحمن ولد الله سبحانه وتعالى - 00:19:37ضَ

نسب التفطر للسماوات ونسب لشقاق الارض. ما هو سبب ذلك؟ في الحقيقة اراد الله سبحانه وتعالى ان يغاير هنا بين لفظين متقاربين لدفع ثقة لتكرير اللفظ وهذا ما يسمى بالتفنن. التفطر قريب من الانشقاق. فاذا هنا غاير بين اللفظين حتى - 00:19:57ضَ

لا تتكرر اللفظة لانه لو قال تكاد السماوات يتشققن مثلا منه وتنشق الارض لكان فيه نوعه تكرير ثقيل الا انه بين الانفطار والانشقاق فروقا. يعني الله سبحانه وتعالى لما عبر بالانفطار في السماوات وبالانشقاق في الارض. فلابد ان يكون ثمة - 00:20:18ضَ

الانفطار او التفطر والانشقاق الفرق الاول هو ان الفترة انشقاق مع بروز ما في الشيء يعني الفطر هو ان ينشق الشيء لكن يبرز ما فيه. يبرز ما فيه. وهذا معنى فطر البئر. سطر البئر انت لماذا - 00:20:39ضَ

تشق الارض في في حفر البئر. كانت تشق الارض في حفر البئر لتستخرج المياه. وكذلك الفقر هو انشقاق مع بروز ما في الشيء يقول ابن فارس في هذا الصدد الفطر يدل على فتح الشيء وابرازه - 00:20:59ضَ

وهو مصدر فطرت الشاة فطرا اذا حلبتها لان الانسان اذا حلب الشاة يخرج ما في برعها من اللبن وهكذا هنا اذا انفطرت السماء برز لنا ما في داخلها والله تعالى - 00:21:16ضَ

اعلى واعلم والفرق الثاني هو ان الفطر هو الشق طولا. ان الفطر هو الشق طولا كما نشق ونحفر الارض لاستخراج المياه بخلاف الانشقاق في الانشقاق قد يكون طولا وقد يكون عرضا - 00:21:34ضَ

ثم قال جل ذكره وتخر الجبال هدا. لما قال الله سبحانه وتعالى وتخر الجبال ثم اردف قوله هدا وهنا نقول افاد قوله تخر سقوطها دفعة واحدة وتبقى صحيحة كما يخر الحائط ويبقى صحيحا قطعة واحدة. فلما اراد الله سبحانه وتعالى ان يبين انها بعد سقوطها تفرقت قطعا - 00:21:52ضَ

قال لنا وتخر الجبال هدا فاذا الغرور هو ان تسقط الجبال لكن سقوطها لا يلزم منه ان تتفتت وتتفرق. لكن لما قال لك وتخر الجبال هدا اي تخر الجبال فاذا وقعت تفرق - 00:22:19ضَ

وقد قطعا والله اعلم وقوله تعالى ان دعوا للرحمن ولدا. اما ان يكون ان دعوا للرحمن ولدا معناه ادعوا له ولدك. او من دعا بمعنى نسب. او من دعا بمعنى نسب - 00:22:36ضَ

فاذا اما بمعنى ادعى كذا للرحمن ولدا او ان يكون بمعنى دعا بمعنى النسب عندنا وقفة مهمة هنا في قول الله سبحانه وتعالى وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا. ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن - 00:22:56ضَ

اي ما منهم احد من الملائكة والثقلين الا ات ربه يوم القيامة وهو عبد ذليل لو تأملتم في الايات لوجدتم ان الله سبحانه وتعالى ينزه نفسه عن اتخاذ الولد. والله سبحانه وتعالى هنا نزه نفسه عن اتخاذ ولد الصلب وعن - 00:23:16ضَ

قاضي ولد بالتبني لماذا الله سبحانه وتعالى ذكر لك استحالة ان يكون له ولد لانه قال بعد ذلك ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا. ووجه استحالة اتخاذ الله سبحانه وتعالى الولد - 00:23:34ضَ

سواء قلنا هو ولد صلب او ولد بالتبني من وجوه كثيرة وظاهر الاية يدل على قاعدة مهمة هي ان الملكية تنافي الولدية ولا تجتمع معها فان قال قائل هنا ما وجه استحالة اتخاذ الله لولد الصلب نقول - 00:23:52ضَ

هذا مستحيل شرعا وعقلا ذلك ان الملكية تنافي الولدي عندهم ولا تجتمع معها فكل يقر بان كل ما سوى الله سبحانه وتعالى مقهور بقدرته ورهن مشيئته والقهر والانقياد لمشيئة الله سبحانه وتعالى وعدم قدرة غير الله سبحانه وتعالى - 00:24:14ضَ

عن الخروج يستلزم ان يكون كل ما سوى الله سبحانه وتعالى عبدا وهذا ينافي كونه ولدا لله سبحانه وتعالى لان الولدية يا اخوة تقتضي المجانسة بين الوالد والولد والمقهور المملوك لا يجانس القاهر المالك - 00:24:38ضَ

فلا يمكن ان يكون ولده. لا يمكن ان يكون ولده. نعم فاذا اتفقنا على ان كل ما سوى الله سبحانه وتعالى مقهور بقدرته وانه عبد له سبحانه وتعالى فان قيل الا يمكن ان يكون عبدا وولدا في نفس الوقت نقول له لا يمكن هذا لان الولدية تقتضي المجانسة بين الوالد والولد - 00:24:58ضَ

في القاهرية والمقهورين لو فرضنا ان عيسى ابن الله مثلا لزم من ذلك الا يكون مقهورا لله سبحانه وتعالى لزم ان يكون قاهرا كوالده لأنو الولد يجانس والده لكننا متفقون على ان كل ما سوى الله سبحانه وتعالى مقهور بقدرته وهو رهن لمشيئته - 00:25:25ضَ

لا يمكن ان يجتمع في شخص واحد الولدية والمملوكية والله تعالى اعلى واعلم فإن ادعوا ان لله ولد هو خارج عن ملكه وقهره قلنا هذا يستلزم نقصا في الله سبحانه وتعالى - 00:25:54ضَ

وهذا يستحيل على الله يستحيل على الله لانه حينئذ اذا كان هناك شيء خارج عن قدرة الله سبحانه وتعالى هنا لا يصدق ان يكون الله سبحانه وتعالى مالكا لجميع ما في السماوات والارض - 00:26:10ضَ

واللازم باطل فالملزوم مثله اللازم باطلون الملزوم مثله وكذلك يستحيل ان يكون لله سبحانه وتعالى ولد بالتمني. ايش يعني ولد بالتبني؟ يعني ان يختار الله سبحانه وتعالى من بين ما خلق ولدا. يصطفيه من بين الناس - 00:26:26ضَ

وحينئذ هذا الذي دعي انه ولد لله سبحانه وتعالى كما قالت اليهود والنصارى نحن ابناء الله واحباؤه نقول شأن الاب الا يعذب ابناءه والله سبحانه وتعالى رب وليس ابا. ولذلك رد الله سبحانه وتعالى على اليهود والنصارى بقوله قل فلم يعذبكم بذنوبكم؟ بل انتم - 00:26:43ضَ

مما خلق. فاذا تبني الله سبحانه وتعالى لانسان بين خلقه ليكون ولدا له بالتبني. يستلزم الا يعذب الله سبحانه وتعالى ابناءه. والله سبحانه وتعالى رب وليس ابا. رب وليس ابا. ومن مقتضى عدل الله سبحانه وتعالى - 00:27:08ضَ

ان لا يتخذ ولدا بالتمني. لماذا؟ فلن يحاسب الناس بمقتضى عدله سبحانه وتعالى ثم قال سبحانه وتعالى ان الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا. اي مودة في القلوب - 00:27:28ضَ

وعملهم الصالح. وفي الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم اذا احب الله عبدا نادى جبريل ان الله يحب فلانا فاحبه. فيحبه جبريل. فينادي جبريل في اهل السماء. ان الله يحب فلانا فاحبوه. فيحبه اهل السماء. ثم - 00:27:48ضَ

توضع له القبول في الارض. وفي رواية ثم تنزل ثم تنزل له المحبة في اهل الارض. فذلك قول الله تعالى ان الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا. واذا ابغض الله عبدا نادى جبريل نادى جبريل اني ابغضت فلانا في نادي في - 00:28:08ضَ

السماء ثم تنزل له البغضاء في الارض. ثم يقول سبحانه وتعالى فانما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين كيف انما يسرنا القرآن بان انزلناه بلغتك وتنذر به قوما لد اي قوما شديدي التأبي. لا يؤمنون به لجاجا وعناد - 00:28:28ضَ

هذا يقول تعالى مصليا نبيه. وكم اهلكنا قبلهم من قرن هل تحس منهم من احد؟ او تسمع لهم ركزا. اي صوتا صفية والمعنى اهلكنا واستأصلنا قرونا كثيرة قبلهم. بحيث لا ترى منهم احدا ولا تسمع منهم صوتا خفيا - 00:28:48ضَ

فضلا عن غيره. وهنا قوله سبحانه وتعالى اللد واللد جمع الالد وهو كما قال الراغب الخصم التأبي والركز الصوت الخفي جزاكم الله خيرا عندنا وقفة مع قول الله سبحانه وتعالى ان الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا. جمهور المفسرين ذهبوا الى انه تعالى سيحدث لي - 00:29:08ضَ

اهل الايمان والعمل الصالح في قلوبي الناس مودة يزرعها لهم فيها من غير تودد منهم يعني الله سبحانه وتعالى يزرع محبة اهل الايمان والعمل الصالح في قلوب الناس. من غير تودد من اصحاب الايمان والعمل الصالح لغيرهم. ولا تعرض - 00:29:35ضَ

من الاسباب التي يكتسب الناس بها المودات. من قرابة او صداقة او صناع معروف. يعني الناس تحبهم ديال الله سبحانه وتعالى يعني اخترع مودتهم في قلوب الناس. لا انهم تعرضوا للاسباب التي الناس يحبهم بمقتضاها. نعم - 00:29:54ضَ

والتعرض لعنوان الرحمانية هنا ان الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا لانه احداث الله سبحانه وتعالى لهذه المودة في قلوب الناس لاهل الايمان والعمل الصالح من اثار رحمة الله سبحانه وتعالى بالمؤمنين - 00:30:14ضَ

نعم واما قول الله سبحانه وتعالى فانما يسرناه بلسانك قد يقول قائل الاصل ان يقال فان ما يسرناه على لسانك لان فعل يسرنا يتعدى بعلى ولا يتعدى بالباء فيقال ضمن هنا الفعل يسرنا - 00:30:30ضَ

معنى الفعل انزلنا. وهذا اسلوب من اساليب العرب في الكلام وهو انها تضمن في بعض الاحيان فعلا في فعل اخر وذلك بتأدية الفئر الاول بحرف لا يتعدى عادة به عند العرب. فاذا عدي بغير ما هو له من حرف دلنا ذلك على انه ضمن - 00:30:52ضَ

الى معنى فعل اخر. فيكون المعنى فانما يسرناه بلسانك اي منزلين له بلغتك وانما يسرناه منزلين بلغتك واضح اللسان هنا مجاز مشهور عن اللغة. يعني كأن الله سبحانه وتعالى قال فانما يسرناه بلغتك. العلاقة بين اللسان واللغة هو ان اللسان هو سبب - 00:31:12ضَ

الكلام واللغة ونختم بهذه الفائدة وهي الاستفهام في قوله تعالى هل تحس منه من احد؟ هل تحس منه من احد؟ فالاستفهام هنا في معنى النفي. في معنى النفي. لا تشعروا باحد منهم - 00:31:39ضَ

والله تعالى اعلى واعلم. نكتفي هذا القدر. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:31:54ضَ