باحث

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول السائل احسن الله اليك انه رأى ان يحدث زوجته ويضعون له برنامج في رمضان من قراءة القرآن وكتب تفسير والاستفادة من من هذا الشهر الفضيل. يقول ولكنها غضبت ورفعت صوتها وقالت ان هذا ليس من اختصاصكم. بمعنى انها تقول انها حرة في امورها - 00:00:00ضَ

فما توجيهكم حفظكم الله الحمد لله رب العالمين وبعد اريد ان اجيبك بناء على ثلاث قواعد وفقك الله لعلك تنتفع بها لاني على حسب سؤالك ارى انك من يحب الخير. ولكن ربما يعرض هذا الخير في صورة - 00:00:20ضَ

غير مقبولة ولذلك انا انبهك على ثلاث قواعد من قواعد اهل السنة والجماعة في باب الدعوة. القاعدة اولى قد يرد كثير من الحق اذا عرض في صورة مرفوضة. فكم من انسان يأتي - 00:00:45ضَ

بشيء من الحق ولكن يعرضه للاخرين اجل المدعوين في قالب مرفوض. فالناس يردون هذا الحق لا لذات الحق وانما لهذا القالب الذي عرض فيه الحق. ولذلك لو ان انسانا جاء يرفع صوته عليك يأمرك بالصلاة التي هي ثاني اركان الاسلام. فربما - 00:01:05ضَ

تقول لن اصلي ولن اصلي عنادا لك. فانت في قرارة نفسك لست كارها للصلاة ولا بمبغظ للصلاة ولكن القالب الذي عرض فيه بهذا الحق قالب مرفوض. ولذلك نبهنا الله عز وجل على ان نختار القالب الذي سنعرض فيه ذلك الحق. وانه لابد - 00:01:25ضَ

هو ان يكون غالبا محببا تحبه النفوس وتقبله القلوب. فان الناس عبارة عن قلوب متى ما شرحت هذه القلوب قبلت الدعوة. ومتى ما اقفلت القلوب ردت الدعوة. اين انت من قول الله عز وجل ادع الى سبيل ربك - 00:01:45ضَ

بماذا؟ بالحكمة فالحكمة هي قالب من قوالب الحق. والموعظة الحسنة فوصف الموعظة بانها حسنة فحسنها هو قالبها الذي تعرض فيه ثم قال وجادلهم وهل سكت او اعطى المجادلة قالبا؟ الجواب بل اعطى المجادلة قالبا - 00:02:05ضَ

فقال وجادلهم بالتي هي احسن. وقال الله عز وجل ولا تجادلوا اغلى الكتاب الا الا بالتي هي احسن. فانظر كيف امرنا بالمجادلة وامرنا ان نعرض المجادلة في قالب حسن. لان مجادلة بالحق حق ولكن اذا عرض - 00:02:25ضَ

المجادلة في صورة الصراخ وقلة الادب والتراشق بالتهم فان الناس سيرفضون الحق لا لذات الحق وانما للقالب الذي عرض فيه الحق وقال الله عز وجل وقولوا للناس حسنا. وقال الله عز وجل وقل لعبادي يقولوا التي هي احسن - 00:02:45ضَ

ان الشيطان ينزغ بينهم. فكم من انسان يرد الحق لا لذات الحق وانما للقال بالذي عرض فيه. فاذا انت مأمور ايها الداعية تحقيق هذه القاعدة ان يكون قولك حقا والقاذب الذي يعرض فيه الحق حق كذلك. فانت عرضت على - 00:03:05ضَ

هذه المرأة وفقك الله. هذا الحق الذي نحن نشجعك عليه. ولكن ربما يكون القالب الذي عرضت فيه هذا الحق طلبا ليس ليس بمحبب للنفوس. فعرظته على صيغة الامر لا على صيغة اخذ الرأي او المشاورة. انا لا ادري ما حصل منك على وجه - 00:03:25ضَ

ولكن اقول قد يكون قد حصل منك ذلك. الامر الثاني وفقك الله الدعوة بالقدوة والافعال ابلغ في النفوس من الدعوة بالاقوال. فان كثيرا من الناس قد اهتدى على يد اناس لم يدعوه - 00:03:45ضَ

بالفاظهم ولكن دعوه بحسن اخلاقهم. وبحسن قدوتهم. وكم من اناس اسلموا على يد النبي صلى الله عليه وسلم قبل ان يفتح معهم الدعوة الى الاسلام لما رأوا من حسن اخلاقه وحسن تعامله وحسن ظيافته واكرامه. ولطافة اخلاقه - 00:04:05ضَ

علوي قيمه وجمال نبله صلى الله عليه وسلم. حتى ان بعضهم كان يقول هذا ليس بوجه كذاب. ابدا فبدل ان تعرض عليها اننا سنفعل كذا وكذا لم لا تكون انت قدوة لها في بداية الايام تظهر هذه الاعمال امامها ولا - 00:04:25ضَ

تدعوها بلسانك حتى تقتدي بك وحتى تؤثر في نفسها افلا فكرت في هذا فانها اذا رفضت دعوتك المقالية فانتقل من الدعوة المقالية الى الدعوة بالافعال. الدعوة العملية الفعلية فانها تؤثر في القلوب اعظم مما - 00:04:45ضَ

تؤثر الاقوال واذكرك بما حصل للنبي صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية. لما عقد بنود الصلح مع قريش. والتي فهم الصحابة من ظاهرها ان في اجحافا على الاسلام والمسلمين وظلما للمسلمين. امرهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله بعد ذلك بان يقوموا فينحروا بدنه - 00:05:05ضَ

ثم يحلقوا رؤوسهم فمن امتثل الامر منهم احد. رجاء ان ينزل الله عز وجل شيئا يفرج كربتهم. لشوقهم العظيم الى رؤية مكة والطواف والسعي. فقد دخل النبي صلى الله عليه وسلم على احدى زوجاته غضبانا فاخبرها بما اغضبه فقالت اخرج ولا تكلم - 00:05:29ضَ

احدا وانحر بدنك واحلق رأسك ولا تكلم احدا. فلما خرج وفعل ذلك كلهم قاموا وامتثلوا. مع انه لما دعاهم بقوله لم يمتثلوا فلما دعاهم بفعله امتثلوا. فربما تكون الدعوة بالافعال في كثير من الاحوال. والقدوة الحسنة - 00:05:49ضَ

اكثر واوقع في النفوس من الدعوة بالاقوال. فاذا رفظت دعوتك المقالية فانتقل الى التطبيق العملي امامها من غير ان تأمرها فربما ينشرح صدرها اذا رأتك ترتل القرآن وتجوده وتبكي بين يدي الله عز وجل او تقرأ كتاب التفسير وتهز رأسك - 00:06:09ضَ

بفائدة اطلعت عليها فتقول انا اريد ان اكون مثل هذا الشخص فصدره منشرح وهو منبسط في هذا البرنامج فانا اريد ان اطبق هذا البرنامج والنفوس قريبة ولله الحمد. القاعدة الثالثة الداعية انما يملك هداية الدلالة والبيان - 00:06:29ضَ

والارشاد لا هداية التوفيق والالهام. فلا تظنن انك تملك قلبها ولا تظنن انك سوف تخترق صدرها وتدخل الهداية في فؤادها وانما انت عليك هداية الدلالة والارشاد. والبيان والتوظيح وتيسير طريق الخير - 00:06:49ضَ

والدعوة اليه فان استجاب لك المدعو فالحمد لله وان لم يستجب لك فلا شأن لك بذلك. لعلك باخع نفسك الا يكونوا مؤمنين وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين. وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله. ان عليك الا البلاغ. انك - 00:07:09ضَ

فلا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء. اين انت عن هذه الايات التي هي برد اليقين؟ فاذا لم تستجب لك زوجتك. وآآ صد الله عز وجل قلبها عن هذا البرنامج فاين فاين بناتك عن هذا البرنامج؟ اين اولادك عن هذا البرنامج اذا لم تكن لك ذرية اين - 00:07:29ضَ

اخوانك اين والداك؟ اين اخوتك؟ اين اهل حيك عن هذا البرنامج؟ حاول ان تطبق هذا البرنامج مع غير هذه المعرضة اذا اعرض ولم ترد فإياك ان تقتل دعوتك واياك ان تقتل املك. فاذا لم تستجب هي فيستجيب غيرها. فلا ترى ان الذي تربى النبي صلى الله عليه - 00:07:49ضَ

عليه وسلم على فراشه وهو ابو طالب وكان ينام على فراش ابي طالب. لم يستجب له. من كان ينام على فراشه لم يستجب له. ولكن استجاب له بلال من الحبشة وسلمان الفارسي من فارس وابو يحيى صهيب الرومي من الروم استجابوا للنبي - 00:08:09ضَ

هو الذي كان يبيت على فراشه لم يستجب له. سبحان الله! فاذا تأملت داعية هذه القواعد الثلاث فانها برد اليقين على قلبه في دعوته. يا من اختيار القالب الحسن للدعوة والامر الثاني لا لابد من الحرص على الدعوة بالقدوة والافعال والامر الثالث لابد - 00:08:29ضَ

لابد ان نقنع انفسنا اننا لا نملك هداية التوفيق والالهام. وانما نملك هداية الدلالة والارشاد والله اعلم - 00:08:49ضَ