السَّلام عليكم ورحمة الله - 00:00:01
حيَّاكم الله إخواني الكرام وبارك الله لكم في هذه الجمعة - 00:00:02
الصَّحيح أنِّي مع زحمة الأخبار والمشاغل سمعتُ عن (جريمة جَرَشٍ) متأخِّرًا، - 00:00:06
ولمن لا يعرف فباختصار... - 00:00:11
رجلٌ مجرمٌ أقدمَ على إفقاد زوجته البصر كليًّا عن عَمْدٍ، وبطريقةٍ وحشيَّةٍ، - 00:00:13
وأنا -إخواني- لا أحبُّ أن أذكر التَّفاصيل؛ لأنَّها مؤذيةٌ جدًّا - 00:00:20
وقد تَرْفع سقف الإجرام لدى النَّاس في سَوْرات الغضب، - 00:00:24
لكن -حقيقةً- لمَّا سمعتُ التَّفاصيل أصابني غمٌّ وحزنٌ، - 00:00:29
وقلت: لا بدَّ أن نقف وقفةً مع مثل هذه الحادثة ونُذكِّر بأمورٍ حتَّى لا تتكرَّر هذه البشاعات. - 00:00:33
بدايةً -إخواني- حُسن اختيار الزَّوج، - 00:00:42
قول النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- الذي نحفظُه جميعًا: - 00:00:45
«إذا أتاكُم من ترضَوْنَ دينَهُ وخلُقَهُ فزوِّجوهُ» (جامع الترمذي) - 00:00:48
إذن فالمعيار: الدِّين والُخلق، - 00:00:52
ليس ابن عمِّها، ولا قريبها، ولا غيره، - 00:00:55
ثمَّ صاحبُ الدِّينِ والخُلق تتساهل معه المرأةُ وأهلُها في النَّاحية المادِّيَّة. - 00:00:59
ثانيًا: نساءٌ متزوِّجات، وحدث ما حدث وانتهى، وما كان صاحبَ دِينٍ ولا خُلقٍ، - 00:01:04
بل تبيَّن أنَّه رجلٌ فاسقٌ مجرمٌ لا يخاف الله في زوجته، - 00:01:08
هل يقول الأهل للزَّوجة: "اصبري عليه، بدل أن تُلقَيْ بالشَّارع، تحمَّليه ثم يهديه الله"؟! - 00:01:13
هل مطلوبٌ مِن الزَّوجة أن تصبر على زوجٍ هذا حاله؟! - 00:01:19
لا بدهًا؛ بل هذا ظلمٌ لها، ويجب السَّعيُ في التَّفريق بينهما، - 00:01:22
فرقٌ -يا إخواني- بين رجلٍ يخاف الله لكن عنده حِدَّة أحيانًا؛ - 00:01:29
يُذكَّر بالله فيتذكَّر، يُنصح فينتصِح، مهما قسا فلقسوته حدٌّ؛ هناك دينٌ يرْدَعُه، هناك خُلقٌ يردُّه، - 00:01:33
وفي المقابل رجلٌ مجرمٌ عديم الرَّحمة، هذا لا يُقال للزَّوجة: "اصبري عليه" - 00:01:41
ولا يقال: "اصبري لأجل الأولاد" - 00:01:46
رؤيةُ الأولاد لأبٍ سيِّئ الخُلق فاجرٍ في التَّعامل مع أمِّهم أسوأُ تربويًا مِن عَيْشهم بين مطلَّقَيْن. - 00:01:48
حسنًا لماذا يستصعِبُ النَّاس الطَّلاق جدًّا؟! - 00:01:57
لماذا يستصعِب الناس الطلاق كثيرًا هذه الأيَّام؟! - 00:02:00
هذا ينقلنا إلى النُّقطة الثَّالثة؛ ألا وهي: موقف المجتمع السَّلبيِّ جدًّا من الطَّلاق والمطلَّقة؛ - 00:02:02
النَّظرة الدُّونية للمطلَّقة، الَّتي هي بخلاف شريعتنا - 00:02:10
كان يحدث طلاقٌ -يا جماعة- في عهد النَّبيِّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- ثم تتزوَّج المطلَّقات، - 00:02:14
وتزوَّج نبيُّنا زينبَ وهي مطلَّقة، - 00:02:20
فمِن الظُّلم، مِن الظُّلم والجهل النَّظر إلى المطلَّقة نظرةً دونيَّةً، - 00:02:23
وهذا بشكلٍ عامٍّ: أنَّ هناك علاقاتٍ أُسريَّة الحلُّ هو في إنهائها، - 00:02:28
يأتي الأمر الرَّبانيُّ: ﴿فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ﴾ [القرآن 2: 229] - 00:02:34
إذا أردت أن تُبقيَ على الزَّوجة فبِالمعروف، وإذا أردت أن تطلقها فبِالإحسان، - 00:02:39
وللإمساك بالمعروف كنَّا قد نشرنا مادَّة (ندى تشتكي لعائشة) - 00:02:45
لنُظهِر ونُبيِّن كيف كان تعامل النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- مع أزواجه. - 00:02:49
حسنًا، حينما يكون النَّاس مُطيعين لله حقًّا وحينما يحصل طلاق، ماذا يحصل بعدها؟ - 00:02:54
قال الله -تعالى-: ﴿وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللهُ كُلًّا مِّن سَعَتِهِ﴾ [القرآن 4: 130] - 00:02:59
وليست هنالك هذه العقد الَّتي جاءت بها الجاهليَّة الجديدة في تجريم الطَّلاق وظُلم المطلَّقة. - 00:03:04
النُّقطة الرَّابعة -يا كرام- هي أنَّنا نسمع بعض النَّاس يقولون - 00:03:10
بخصوص هذه الحادثة: "يجب تغليظ العقوبة" - 00:03:13
حسنًا سؤالٌ: هل -أصلًا- العقوبة متروكةٌ للتَّقدير البشريِّ؛ حتى نقول: نُغلِّظُها أو لا نُغلِّظُها؟! - 00:03:17
ألم تسمعوا قول الله -تعالى-: ﴿وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ - 00:03:23
وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ﴾ [القرآن 5: 45] - 00:03:29
الحُكم الشَّرعيُّ هو القِصاص - 00:03:38
إذا أراد صاحب الحقِّ أن يتنازل طوعًا مِن تلقاء نَفْسِه فكما قال الله -تعالى-: - 00:03:40
﴿فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ﴾ [القرآن: 5: 45] أي يَحُطُّ اللهُ به من ذنوبه، - 00:03:46
لكنَّ الحقَّ يبقى له أن يقتصَّ أو يعفو هذه شريعةُ ربِّنا -عزَّ وجلَّ- -يا جماعة-، - 00:03:52
في الحديث الَّذي رواه البخاريُّ: - 00:03:57
أنَّ يهوديًّا عَدا في عهد رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- على جاريةٍ -على بنتٍ- - 00:03:58
فأخذ أَوْضَاحًا كانت عليها - أي حُليًّا- ورَضَخَ رأسها -أي كسر رأسها هذا المجرم- - 00:04:05
فأتى بها أهلُها رسولَ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وهي في آخر رَمَقٍ، - 00:04:12
وقد أُصْمِتَت -وهي لا تستطيع الكلام- - 00:04:17
فقال لها رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: "مَن قتلكِ؟ فلانٌ؟" -أي شخص غير الَّذي قتلها- - 00:04:20
فأشارت برأسها أنْ "لا"، - 00:04:26
قال: فذكر لها رجلًا آخر، فأشارت أنْ "لا" - 00:04:28
فقال: "فلانٌ؟" عن قاتلها -القاتل حقًا-، فأشارت أنْ "نعم" - 00:04:32
ماذا فعل النَّبيُّ -عليه الصَّلاة والسَّلام-؟ - 00:04:38
وفي رواية خارج البخاريِّ -روايةٍ صحيحةٍ- أنَّ اليهوديَّ اعترف، - 00:04:40
حسنًا، ماذا فعل به النَّبيُّ؟ - 00:04:44
"فأمر به رسولُ الله فرُضِخَ رأسُه بين حجرين" مثلما عمل بالبنت؛ القصاص - 00:04:45
بنت، ولد، امرأة، رجل؛ الحُكم هو القِصاص، - 00:04:50
وفي الحديث الَّذي رواه البخاريُّ أيضًا -يا كرام-: - 00:04:54
أنَّ الرُّبيِّع -وهي عَّمة أنس بن مالك- كسَرَت ثنيَّةَ جاريةٍ من الأنصار -سنٌّ، مجرَّد سِنٍّ!- - 00:04:58
فطَلَب القومُ القصاصَ، فأتوا النَّبيَّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- فأمر النَّبيُّ بالقصاص، - 00:05:06
سِنٌّ؟! نعم! ومع ذلك أمر بالقصاص، - 00:05:12
لكن القوم قَبِلوا بالأَرْش بعد ذلك -أي بالعِوض-، - 00:05:14
المسلم مُكرَّم -يا جماعة- ذكرًا كان أو أنثى، - 00:05:19
وحقُّه محفوظٌ في الشَّريعة، - 00:05:23
ومن يرد أن يعتدي عليه فله رادعٌ يكفُّه عن بغيه وعدوانه، - 00:05:25
فيا كرام، هذه الجريمة المدمِية للقلب - 00:05:29
هي إحدى نتائج تغييب مجتمعاتنا لشريعة ربِّها -عزَّ وجلَّ- في أحكامها، - 00:05:33
في نظرتها للمطلَّقة، في اختيار الزَّوج، في التَّعامل مع المشاكل الأُسريَّة، - 00:05:38
في كلِّ شيءٍ، والله المستعان! - 00:05:42
فنسأل الله أن يردَّنا إليه ردًّا جميلًا - 00:05:44
لأنَّه -والله- ما نراه بشع جدًّا، بشع جدًّا، ومؤلم جدًّا، غير معقول، - 00:05:47
مرحلةٌ مِن التَّوحُّش غير مسبوقةٍ في التَّاريخ، - 00:05:51
والله المستعان! - 00:05:53
ونسأل الله -تعالى- أن يلطُف بهذه الأخت، - 00:05:55
أن يلطُف بها وبأبنائها، الَّذين شاهدوا هذا الحادث الأليم - 00:05:57
وأن يربط على قلوبهم، وأن يخفِّف عنهم - 00:06:01
ونسأله -تعالى- أن ينوِّر بصيرة هذه الأخت، - 00:06:04
ويعوِّضها خيرًا، وأن يرزقها النَّظر إلى نعيم الجنَّة، - 00:06:07
والله المستعان، - 00:06:11
والسَّلام عليكم ورحمة الله - 00:06:13
التفريغ
السَّلام عليكم ورحمة الله - 00:00:01
حيَّاكم الله إخواني الكرام وبارك الله لكم في هذه الجمعة - 00:00:02
الصَّحيح أنِّي مع زحمة الأخبار والمشاغل سمعتُ عن (جريمة جَرَشٍ) متأخِّرًا، - 00:00:06
ولمن لا يعرف فباختصار... - 00:00:11
رجلٌ مجرمٌ أقدمَ على إفقاد زوجته البصر كليًّا عن عَمْدٍ، وبطريقةٍ وحشيَّةٍ، - 00:00:13
وأنا -إخواني- لا أحبُّ أن أذكر التَّفاصيل؛ لأنَّها مؤذيةٌ جدًّا - 00:00:20
وقد تَرْفع سقف الإجرام لدى النَّاس في سَوْرات الغضب، - 00:00:24
لكن -حقيقةً- لمَّا سمعتُ التَّفاصيل أصابني غمٌّ وحزنٌ، - 00:00:29
وقلت: لا بدَّ أن نقف وقفةً مع مثل هذه الحادثة ونُذكِّر بأمورٍ حتَّى لا تتكرَّر هذه البشاعات. - 00:00:33
بدايةً -إخواني- حُسن اختيار الزَّوج، - 00:00:42
قول النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- الذي نحفظُه جميعًا: - 00:00:45
«إذا أتاكُم من ترضَوْنَ دينَهُ وخلُقَهُ فزوِّجوهُ» (جامع الترمذي) - 00:00:48
إذن فالمعيار: الدِّين والُخلق، - 00:00:52
ليس ابن عمِّها، ولا قريبها، ولا غيره، - 00:00:55
ثمَّ صاحبُ الدِّينِ والخُلق تتساهل معه المرأةُ وأهلُها في النَّاحية المادِّيَّة. - 00:00:59
ثانيًا: نساءٌ متزوِّجات، وحدث ما حدث وانتهى، وما كان صاحبَ دِينٍ ولا خُلقٍ، - 00:01:04
بل تبيَّن أنَّه رجلٌ فاسقٌ مجرمٌ لا يخاف الله في زوجته، - 00:01:08
هل يقول الأهل للزَّوجة: "اصبري عليه، بدل أن تُلقَيْ بالشَّارع، تحمَّليه ثم يهديه الله"؟! - 00:01:13
هل مطلوبٌ مِن الزَّوجة أن تصبر على زوجٍ هذا حاله؟! - 00:01:19
لا بدهًا؛ بل هذا ظلمٌ لها، ويجب السَّعيُ في التَّفريق بينهما، - 00:01:22
فرقٌ -يا إخواني- بين رجلٍ يخاف الله لكن عنده حِدَّة أحيانًا؛ - 00:01:29
يُذكَّر بالله فيتذكَّر، يُنصح فينتصِح، مهما قسا فلقسوته حدٌّ؛ هناك دينٌ يرْدَعُه، هناك خُلقٌ يردُّه، - 00:01:33
وفي المقابل رجلٌ مجرمٌ عديم الرَّحمة، هذا لا يُقال للزَّوجة: "اصبري عليه" - 00:01:41
ولا يقال: "اصبري لأجل الأولاد" - 00:01:46
رؤيةُ الأولاد لأبٍ سيِّئ الخُلق فاجرٍ في التَّعامل مع أمِّهم أسوأُ تربويًا مِن عَيْشهم بين مطلَّقَيْن. - 00:01:48
حسنًا لماذا يستصعِبُ النَّاس الطَّلاق جدًّا؟! - 00:01:57
لماذا يستصعِب الناس الطلاق كثيرًا هذه الأيَّام؟! - 00:02:00
هذا ينقلنا إلى النُّقطة الثَّالثة؛ ألا وهي: موقف المجتمع السَّلبيِّ جدًّا من الطَّلاق والمطلَّقة؛ - 00:02:02
النَّظرة الدُّونية للمطلَّقة، الَّتي هي بخلاف شريعتنا - 00:02:10
كان يحدث طلاقٌ -يا جماعة- في عهد النَّبيِّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- ثم تتزوَّج المطلَّقات، - 00:02:14
وتزوَّج نبيُّنا زينبَ وهي مطلَّقة، - 00:02:20
فمِن الظُّلم، مِن الظُّلم والجهل النَّظر إلى المطلَّقة نظرةً دونيَّةً، - 00:02:23
وهذا بشكلٍ عامٍّ: أنَّ هناك علاقاتٍ أُسريَّة الحلُّ هو في إنهائها، - 00:02:28
يأتي الأمر الرَّبانيُّ: ﴿فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ﴾ [القرآن 2: 229] - 00:02:34
إذا أردت أن تُبقيَ على الزَّوجة فبِالمعروف، وإذا أردت أن تطلقها فبِالإحسان، - 00:02:39
وللإمساك بالمعروف كنَّا قد نشرنا مادَّة (ندى تشتكي لعائشة) - 00:02:45
لنُظهِر ونُبيِّن كيف كان تعامل النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- مع أزواجه. - 00:02:49
حسنًا، حينما يكون النَّاس مُطيعين لله حقًّا وحينما يحصل طلاق، ماذا يحصل بعدها؟ - 00:02:54
قال الله -تعالى-: ﴿وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللهُ كُلًّا مِّن سَعَتِهِ﴾ [القرآن 4: 130] - 00:02:59
وليست هنالك هذه العقد الَّتي جاءت بها الجاهليَّة الجديدة في تجريم الطَّلاق وظُلم المطلَّقة. - 00:03:04
النُّقطة الرَّابعة -يا كرام- هي أنَّنا نسمع بعض النَّاس يقولون - 00:03:10
بخصوص هذه الحادثة: "يجب تغليظ العقوبة" - 00:03:13
حسنًا سؤالٌ: هل -أصلًا- العقوبة متروكةٌ للتَّقدير البشريِّ؛ حتى نقول: نُغلِّظُها أو لا نُغلِّظُها؟! - 00:03:17
ألم تسمعوا قول الله -تعالى-: ﴿وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ - 00:03:23
وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ﴾ [القرآن 5: 45] - 00:03:29
الحُكم الشَّرعيُّ هو القِصاص - 00:03:38
إذا أراد صاحب الحقِّ أن يتنازل طوعًا مِن تلقاء نَفْسِه فكما قال الله -تعالى-: - 00:03:40
﴿فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ﴾ [القرآن: 5: 45] أي يَحُطُّ اللهُ به من ذنوبه، - 00:03:46
لكنَّ الحقَّ يبقى له أن يقتصَّ أو يعفو هذه شريعةُ ربِّنا -عزَّ وجلَّ- -يا جماعة-، - 00:03:52
في الحديث الَّذي رواه البخاريُّ: - 00:03:57
أنَّ يهوديًّا عَدا في عهد رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- على جاريةٍ -على بنتٍ- - 00:03:58
فأخذ أَوْضَاحًا كانت عليها - أي حُليًّا- ورَضَخَ رأسها -أي كسر رأسها هذا المجرم- - 00:04:05
فأتى بها أهلُها رسولَ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وهي في آخر رَمَقٍ، - 00:04:12
وقد أُصْمِتَت -وهي لا تستطيع الكلام- - 00:04:17
فقال لها رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: "مَن قتلكِ؟ فلانٌ؟" -أي شخص غير الَّذي قتلها- - 00:04:20
فأشارت برأسها أنْ "لا"، - 00:04:26
قال: فذكر لها رجلًا آخر، فأشارت أنْ "لا" - 00:04:28
فقال: "فلانٌ؟" عن قاتلها -القاتل حقًا-، فأشارت أنْ "نعم" - 00:04:32
ماذا فعل النَّبيُّ -عليه الصَّلاة والسَّلام-؟ - 00:04:38
وفي رواية خارج البخاريِّ -روايةٍ صحيحةٍ- أنَّ اليهوديَّ اعترف، - 00:04:40
حسنًا، ماذا فعل به النَّبيُّ؟ - 00:04:44
"فأمر به رسولُ الله فرُضِخَ رأسُه بين حجرين" مثلما عمل بالبنت؛ القصاص - 00:04:45
بنت، ولد، امرأة، رجل؛ الحُكم هو القِصاص، - 00:04:50
وفي الحديث الَّذي رواه البخاريُّ أيضًا -يا كرام-: - 00:04:54
أنَّ الرُّبيِّع -وهي عَّمة أنس بن مالك- كسَرَت ثنيَّةَ جاريةٍ من الأنصار -سنٌّ، مجرَّد سِنٍّ!- - 00:04:58
فطَلَب القومُ القصاصَ، فأتوا النَّبيَّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- فأمر النَّبيُّ بالقصاص، - 00:05:06
سِنٌّ؟! نعم! ومع ذلك أمر بالقصاص، - 00:05:12
لكن القوم قَبِلوا بالأَرْش بعد ذلك -أي بالعِوض-، - 00:05:14
المسلم مُكرَّم -يا جماعة- ذكرًا كان أو أنثى، - 00:05:19
وحقُّه محفوظٌ في الشَّريعة، - 00:05:23
ومن يرد أن يعتدي عليه فله رادعٌ يكفُّه عن بغيه وعدوانه، - 00:05:25
فيا كرام، هذه الجريمة المدمِية للقلب - 00:05:29
هي إحدى نتائج تغييب مجتمعاتنا لشريعة ربِّها -عزَّ وجلَّ- في أحكامها، - 00:05:33
في نظرتها للمطلَّقة، في اختيار الزَّوج، في التَّعامل مع المشاكل الأُسريَّة، - 00:05:38
في كلِّ شيءٍ، والله المستعان! - 00:05:42
فنسأل الله أن يردَّنا إليه ردًّا جميلًا - 00:05:44
لأنَّه -والله- ما نراه بشع جدًّا، بشع جدًّا، ومؤلم جدًّا، غير معقول، - 00:05:47
مرحلةٌ مِن التَّوحُّش غير مسبوقةٍ في التَّاريخ، - 00:05:51
والله المستعان! - 00:05:53
ونسأل الله -تعالى- أن يلطُف بهذه الأخت، - 00:05:55
أن يلطُف بها وبأبنائها، الَّذين شاهدوا هذا الحادث الأليم - 00:05:57
وأن يربط على قلوبهم، وأن يخفِّف عنهم - 00:06:01
ونسأله -تعالى- أن ينوِّر بصيرة هذه الأخت، - 00:06:04
ويعوِّضها خيرًا، وأن يرزقها النَّظر إلى نعيم الجنَّة، - 00:06:07
والله المستعان، - 00:06:11
والسَّلام عليكم ورحمة الله - 00:06:13