الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فهذا هو الدرس الرابع من دروس تفسير سورة طه اسأل الله جل وعلا فهما لكتابه ومعرفة بمعانيه يقول الله جل وعلا في الاية السابعة والسابعين السابعة والسبعين من هذه السورة - 00:00:47
ولقد اوحينا الى موسى ان اسري بعبادي فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لما دعا موسى عليه السلام اهل مصر الى التوحيد وافراد الله بالعبادة ودعا فرعون وقومه الى ترك عبوديتي - 00:02:22
بني اسرائيل ومضى على ذلك سنن عديدة تعرضوا اثناءها لشيء من انواع العذاب والخسف وحينئذ اراد الله جل وعلا نجاتهم وهلاك فرعون ومن معه ولذا جاء الوحي من الله جل وعلا - 00:02:48
لي الى موسى بان يخرج مع بني اسرائيل فقال ولقد اوحينا اي جاء الامر الالهي بالوحي الى موسى انا اسري بعبادي اسري اي ايمظي من اول الليل فقد جاء النداء ليخرج بنو اسرائيل - 00:03:15
اول ليلهم وكان صبيحة ذلك اليوم يوم من اعياد اهل مصر يجتمعون فيه ولذا كانوا يحظرون لذلك اليوم وكان بنو اسرائيل قد سخرهم اهل مصر من القبط على تهيئة اغراضهم وحاجياتهم في ذلك اليوم. ومن ذلك ان القبط يرسلون - 00:03:41
حليهم الى بني اسرائيل من اجل ان يعيدوا صياغته وان يقوموا بتلميعه فجاء الوحي من الله جل وعلا في ليلة ذلك اليوم من اجل ان يخرجوا معا موسى قال ان اسرب عبادي. اراد بذلك المؤمنين الذين امنوا بموسى عليه السلام - 00:04:15
وشرفهم بوصف العبودية لانه بذلك انقذهم من عبوديتي فرعون قال فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا اي اسلك الطريق الموصل الى جهة البحر وجاءه الوحي من الله بانك ستتمكن مع بني اسرائيل من شق البحر. وسينقلب - 00:04:49
البحر ليكون يابسة لا رطوبة فيها. فاضرب لان الضرب في الارض هو تنقل بالاسفار فيها. فاضرب لهم طريقا في البحر. اي اسلك جهة البحر. لانك ستقوم بتجاوز البحر بعد ان يجعله الله يابسة - 00:05:22
لا رطوبة فيها. ثم قال لا تخف دركا اي لا يكن من شأنك ان تخاف من ادراك فرعون ومتابعتهم لك ولبني اسرائيل. ولا تخشى ذلك وانظر كيف ردد الله جل وعلا نفي الخوف في قصة موسى في عدد من المواطن ابتداء - 00:05:48
من قصة امه لما القته والى ما جاء في شأنه مرارا مرة عند ورود الوحي اليه في الطور. ومرة عندما القى السحرة ما القوه فاتبعهم فرعون لما اصبح فرعون واصحابه - 00:06:18
وجدوا بيوت بني اسرائيل خاوية. ولم يجدوا فيها احدا وكانت زينة القوم قد اخذها بنو اسرائيل معهم وحينئذ صوت فرعون في الناس ان يخرجوا لتتبعوا بني اسرائيل ولتدركوهم فاتبعهم فرعون بجنوده. اي ان فرعون طلب من جيشه - 00:06:45
الجرار باعداده الهائلة ان يتبعوا بني اسرائيل وان يسيروا على طريقهم لما وصلوا الى البحر خاف اتباع موسى من فرعون ان يدركهم فقال لهم ان ربي معي سيهدين فامره الله جل وعلا بان يظرب بعصاه البحر فانفلق - 00:07:15
الى اثني عشرة فرقة طريقا يابسة في اثناء البحر كل قبيلة تسلك طريقا من الطرق فاتبعهم فرعون ولما شاهد انهم دخلوا في البحر تردد فقال له قومه الست الرب ان كنت الرب - 00:07:44
فلجأ في البحر كما دخل موسى وبنو اسرائيل. فدخل فكان ذلك من اسباب غرقه فغشيهم اي غطاهم البحر من كل جانب. ما غشيهم لان ذلك كان على جهة عظيمة تهتال النفوس منها واظل فرعون قومه وما هدى اضلهم بان ابعدهم عن طريق الحق - 00:08:10
الهداية فلم يجعلهم يؤمنون بموسى واظلهم حينما ادخلهم في ذلك البحر فكان هذا سببا من اسباب ابي غرقهم واظل فرعون قومه وما هدى مع انه كان يزعم انه يريهم ما يرى ويهديهم سواء صراط - 00:08:42
ثم انجى الله بني اسرائيل خاطبهم الله ممتنا عليهم بهذه النعمة. فقال يا بني اسرائيل واسرائيل هو يعقوب ابن اسحاق وهؤلاء ذريته حيث جاء من ذريته اولاد كل ولد من اولاده جاء منه قبيلة - 00:09:10
من قبائل بني اسرائيل. فامتن الله جل وعلا عليهم مرة بهدايتهم الى اتباع موسى. ومرة بانقاذهم من عدوهم فرعون ومرة بانزال ما يحتاجون اليه من المآكل والمشارب اذا قال قد انجيناكم من عدوكم اي سلمتم مما اراد عدوكم بكم من القتل - 00:09:34
وتعذيب وواعدناكم جانب الطور الايمن. اي جهة سيناء في الجبل الذي قد نبئ موسى حوله ونزلنا عليكم المن والسلوى. اي ان الله جل وعلا تفضل عليكم ما اتيتم الى صحراء سيناء بان جعل لكم - 00:10:04
ما تأكلون من اللحوم وهو طير السلوى. ينزل حتى تتمكنون من قبضة وما يشبه والنبات وهو المن حيث تجدونه في الارض فتتمكنون من اكله. فكان ذلك رزقا طيبا بدون اي كلفة - 00:10:30
تتكلفونها فامتن عليكم ربكم فقال كلوا من طيبات ما رزقناكم. فهذا رزق حلال طيب ولا تطغوا فيه اي لا تتجاوزوا الحد المأذون لكم فيه شرعا بان تأخذوا فوق حاجتكم او بان تستعملوه في محرم من المحرمات - 00:10:55
فانكم متى فعلتم ذلك حل اي نزل عليكم غضب رب العزة والجلال. وفي هذا نداء من الله مباشر الى بني اسرائيل ليكون ذلك من كرامتهم وقال ومن يحلل عليه غضبي اي ينزل عليه غضب رب العزة والجلال فقد هوى اي خسر الخسارة - 00:11:23
الشديدة كمن سقط من البئر سكمن سقط في البئر او من اعالي الجبال ولكن الله فتح للمذنبين العاصين باب التوبة. فقال واني لغفار. اي كثير المغفرة لمن تاب اي رجع واناب الى الله وامن وعمل صالحا ثم اهتدى اي استمر - 00:11:51
على سبيل العبادة والعبودية لله جل وعلا ثمان الله وعد موسى ان يأتي بسبعين رجل من قومه فما كان من موسى الا ان احظر السبعين فوضعهم في جانب الجبل وقد وعد الله - 00:12:23
على موسى اربعين ليلة. فقال لقومه ان الله وعدني ثلاثين. ثم زيدت عشرا. فقال لهم ان الله قد وعدني اربعين ليلة وحينئذ خرج بهؤلاء الى موعد رب العزة والجلال فلما - 00:12:48
وقرب من الموعد ترك قومه وقدم وحده فخاطبه الله جل وعلا فقال له ما اعجلك من قومك يا موسى اي ما الذي جعلك تتقدم وفد قومك الذين طلبنا منك احضارهم - 00:13:10
انزل التوراة عليك وهم عندك فاجاب موسى عليه السلام فقال هم اي هؤلاء قومي على اثري. اي سيأتون بعدي مباشرة جئت اليك ربي فهم كثير. وعدد وفير. فيحتاجون في التنقل الى وقت حتى يتمكنوا من التنقل - 00:13:30
لم ارد ان انتظرهم حتى يتجهزوا من اجل اني اردت ان احصل على رضاك سريعا ولذا عجلت وتقدمت قومي اليك ربي لترظى اي ليكون ذلك من اسباب رظاك عني فاني لم اتركه صحبتهم على الاطلاق وانما - 00:13:58
سعيت الى ان احصل على رضاك وهم سيتبعونني انزل الله جل وعلا بعد ذلك خطابا على موسى عليه السلام فقال له فانا قد فتنا قومك اي جعلناهم يرون الحق قباطلا والباطل - 00:14:30
حقا وذلك ان قومك لما تركتهم جاءهم رجل يقال له السامري فاضلهم وابعدهم عن الحق وجعلهم يبتعدون عن طريق الهدى والسامري رجل من بني اسرائيل كان له قصة الا وهي انهم لما غادرهم موسى عليه السلام - 00:14:56
قال لبني اسرائيل بانكم قد اخذتم ذهبا اهل مصر. وهذا الذهب ليس من اموالكم وانتم قد اقدمتم على فعل محرم واكتسبتم مالا محرما ولم يتأخر موسى عنكم الا بسبب ما لديكم من هذه الاموال المحرمة - 00:15:32
ولذا قاموا بجمع هذا الذهب فالقوه في النار التي اوقدها السامري فصنع من هذا الذهب جسدا يماثل جسد البقرة وكان عند تجاوزه للبحر قد شاهد فرعون على فرس له فاخذ من اثره - 00:15:59
الفرس قبضة فالقاها على ذلك العجل الذي صنعه من ذهب القوم فاصبح له خوار الى اصبح يصدر صوتا اما لكون الهواء يدخل عليه من جهة فعند خروجه من الجهة الاخرى يخرج صوت - 00:16:27
او لغير ذلك المقصود ان ان السامري قال لبني اسرائيل هذا اعبدكم ومعبود موسى وموسى ذهبا يبحث عن هذا المعبود ونسي انه عندكم. ولذلك ان تعبدوا هذا العجل فرجع موسى الى قومه - 00:16:51
وعاد اليهم بعد ان اخبره الله عز وجل بما كان من قومه. وكان عند رجوعه غظبان اي شديد الغضب قد امتلأ من الحنق على قومه اسفا اي تأسفا وتحسفا الا ما صنعه قومه من اتباع السامري في ترك عبودية الله الى عبادة العجل - 00:17:20
فلما وصل الى قومه خاطبهم فقال يا قومي ناداهم بالصلة التي بينه وبينهم. ليكون ذلك ادعى لاستجابتهم له. الم يعدكم ربكم وعدا حسنا فانه قد امرنا ان نذهب اربعين يوما. وبالتالي هو وعد حسن معلوم الحدود والمعالم - 00:17:50
وبالتالي كيف يكون من شأنكم ان تظنوا انني تأخرت وانني لماجد الهي وربي قال لهم الم يعدكم ربكم وعدا حسنا؟ افطال عليكم العهد؟ مع ان المدة قليلة لماذا عبدتم الصنم - 00:18:18
ما الذي فعل بكم ذلك؟ هل هو طول العهد؟ مع ان المدة قليلة؟ ام انكم اردتم ان ينزل بكم غضب من الله جل وعلا وحينئذ اخلفتم موعدي ولم تنفذوا ما طلبته منكم بالبقاء على طريقتكم - 00:18:47
حتى اذهب للقاء ربي ثم اعود بعد اربعين يوما فقال له قومه جوابا على اعتراضه ما اخلفنا موعدك بملكنا اي بسلطاننا فان هذا الموعد الذي وعدتنا اياه بعد اربعين انما جعلنا لا نلتفت اليه امور خارجة - 00:19:07
عن قدرتنا وارادتنا وسيطرتنا. فاننا اخذنا الحلي والزينة التي كانت عندنا وقد اخذناها وجلبناها من مصر من بني اسرائيل املنا اوزارا اي كان عندنا ذنوب ومعاصي بسبب ان بني اسرائيل اعطونا هذا الذهب - 00:19:34
اما لنصلحه واما على جهة العارية فخناهم فيه ولم نقم باعطائهم اياه واصطحبناه معنا عند ذهابنا معك وهذا الحلي قمنا باخذه فقذفناه اي القيناه في النار التي اوقدها السامري وكان السامري يشاركنا فالقى ذهبا معه. وبالتالي تمت صياغة ذلك الذهب - 00:20:01
ليكون عجلا اي ولدا بقرة على شكل ولد بقرة جسدا اي ان من له جسد ولا جسد العجل فكان له صوت يخرجه خوار ومن ثم اشتبه الامر علينا فظننا ان هذا هو الاله المعبود. ولذا قالوا هذا الهكم - 00:20:35
موسى لكن موسى نسي فذهب يبحث عن ربه بمن اختارهم من قومه فرد الله جل وعلا عليهم هذه المقالة وذلكم الاعتقاد الفاسد. فقال انظروا الى هذا العجل هل يتكلم معكم؟ وانظروا هل يرجع اليكم قولا - 00:21:10
ثم انظروا في حاله هل يتمكن من نفعكم باي نوع من انواع النفع وهل يتمكن من الحاق الظرر بكم وهل يتمكن من دفع الظرر عن نفسه فهو لا يملك لهم ظرا ولا نفعا - 00:21:39
وكان هارون قبل ذلك قد خاطب قومه يحذرهم من عبادة العجل. فقال لقومه يا قومي يخاطبهم العلاقة المشتركة بينه وبينهم بانتسابه الى بانتسابهم جميعا الى قوم وقبيل واحد انما فتنتم به. اي الشأن والحال انكم - 00:21:59
قد الحقت بكم الفتنة فاصبحتم ترون الباطل حقا. ومن ذلك عبودية هذا العجل فان من الباطل فاصبحتم ترونها حقا وحينئذ ليكن من شأنكم ان تعرفوا ان الرب الذي يعبد هو الله جل وعلا الذي خلق - 00:22:30
الخلق والذي يتصرف في العباد. ولذا عليكم ان تتبعوني. وان تسيروا على في عبادة الله عز وجل. وان تطيعوا امري فاذا امرتكم بشيء تمتثلونه فقال بنو اسرائيل سنستمر عاكفين عليه عابدين له حتى يأتينا موسى فيخبرنا بالحالي - 00:22:54
ولذا قالوا لن نبرح اي لن نترك مصاحبة هذا العجل وسنكون عاكفين اي لابثين مطيلين الالتزام عنده حتى يعود الينا موسى لما عاد موسى الى قومه خاطب اخاه هارون فقال يا هارون ما منعك اذ رأيتهم - 00:23:27
انت الا تتبعني قل ما السبب الذي جعلك لا تأتي الي فتخبرني بان بني اسرائيل قد وقع الظلال بينهم واصبحوا يعبدون العجل فما الذي منعك من اتباع؟ هل انت مخالف لامر عاص لما امرتك به - 00:23:56
وكان موسى قد اخذ بلحية فرعون بلحية هارون وبرأسه يجرهما فخاطب هارون اخاه موسى خطاب اعتذار. فقال يا ابن ام خاطبه بقرابته من جهة الام. والا فهو شقيق له من الاب والام. لا تأخذ بلحيتك ولا - 00:24:27
برأسي ما الذي يجعلك تأخذ بهذه الانواع من انواع شعر ان السبب الذي جعلني لاتيك ولا اتبعك اني خشيت ان يتفرق بنو اسرائيل اذ اذ لو لم يكن عندهم صاحب ولاية يتفرقوا واقتتلوا فخشيت ان تقول - 00:24:58
وحذرت من ان تقول فرقت بين بني اسرائيل وجعلتهم وجعلتهم قبائل يقاتل بعضها بعضا. وحينئذ اكون قد خالفت قولك وامرك عندما امرتني باللبس فيهم وحينئذ عذر موسى اخاه هارون. فالتفت موسى الى السامري - 00:25:26
فقال موسى له ما خطبك يا سامري؟ ما الذي لديك وما هو السبب الذي جعلك تفعل ذلك؟ ولماذا؟ او رتبني اسرائيل الى باب غير الله سبحانه وتعالى فكان السامري معجبا بنفسه فكان يقول بصرت بما لم يبصروا به فاني قد رأيت جبريل على فرس - 00:25:56
فشاهدت شيئا لم يشاهدوه. فاخذت شيئا من اثر ذلك الرسول الذي هو جبريل وجبريل قد كان موكلا بالحياة ومن ذلك حياة الارواح قال فقبضت يقول السامري بصرت بما لم يبصروا به فقبضت اي امسكت بيدي قبضة - 00:26:26
من اثر الرسول اي من اثر جبريل حينما مر علينا في يوم نجاتنا بالسير في ولذلك نبذتها اي القيتها وقذفتها على العجل ومن ثم وتكلم وكذلك سولت لي نفسي. اي هذا هو السبب الذي جعل نفسي تزين لي - 00:26:57
نفعل ذلكم الفعل فخاطبه موسى عليه السلام ببيان حاله. فقال له فاذهب اي اخرج من عندنا ولا تبقى في بني اسرائيل واخبره بالعقوبة التي ستناله فقال فان لك في الحياة ان تقول - 00:27:27
الا مساس اي بانك ستصبح تخشى من ملامسة الاخرين. وبالتالي تطلب منهم الا يمسوك وما ذاك الا انك ستترك سكنى القرى التي فيها الناس وتبقى وحيدا في الفراري. لا انيس معك - 00:27:51
قال موسى وان لك موعدا لن تخلفه. اي سيجعل الله لك عذابا شديدا في يوم المعاد يوم في محاسبة العباد ثم قال موسى للسامري بخطاب يفهمه بني اسرائيل وانظر اي شاهد الهك الذي هو العجل لانه قد عبده الذي ضلت عليه عاكفا - 00:28:22
اي بقيت عنده ملازما له لنحرقنه اي لنشعلن النار فيه. ثم لننسفنه في اليم اي نقوم بتذريته وجعله رمادا. ثم نقوم دفعه في البحر ثم قال تعالى مبينا الحق ان العبادة يجب ان تكون لله وحده. ولذا قال ان - 00:28:55
وهي للحصر الهكم الله فلا يوجد لكم اله غير الله والمعبود بحق هو الله جل وعلا الذي لا اله الا هو فلا معبود بحق الا هو جل وعلا وسع كل شيء علما. اي انه احاط علمه - 00:29:28
بجميع ما في الكون وبجميع ما لدى الخلق فهذه ايات عظيمات فيها احكام وحكم كثيرة فمن تلك الحكم والاحكام جواز الذهاب ليلا. وجواز الاسفار في الليل ان الله جل وعلا قد اوحى الى موسى ان اسري بعبادي - 00:29:53
والسرى مشي الليل وفي هذه الايات ان من اعظم الاوصاف التي تحصل النجاة بها العبودية. فمن عبد الله انجاه الله من انواع المصائب وفي هذه الايات معجزة عظيمة لموسى ومن معه - 00:30:21
حينما خرجوا من مصرفة اتبعهم فرعون بجنوده. فلقى الله لهم البحر فاصبحوا يمشون في اليابسة قد انتفى عنهم الخوف خوف ادراك عدوهم لهم وفي هذه الايات ان اهل الباطل لا زالوا يحاولون ان - 00:30:45
ينزل انواع العذاب واشده باهل الايمان وفي هذه الايات ان العبد المؤمن وداعية الحق والهدى وان كان له في اول دعوته شيء من الا ان العاقبة الحميدة تكون له في اخرته - 00:31:18
وفي هذه الايات فضل الله جل وعلا على بني اسرائيل بالنعمة الدينية حينما بعث موسى وهارون فامنوا بهما وبنعمة النجاة من العدو وبنعمة طيب الحياة وفي هذه الايات ان الله جل وعلا قد يجعل للعبد طريقا للخلاص من المصاعب - 00:31:41
بامور تخفى عليه ولا يستشعر ما فيها وفي هذه الايات ان الاصل فيما نبت من النبات وفيما نزل من السماء من انواع الخيرات والحل والاباحة والجواز بشرط ان يكون ذلك طيبا. وفي الايات تحريم تجاوز الحد فيما يتعلق بنعم الله جل - 00:32:12
وعلى فلا يسرف الانسان فيها ولا يجحد نعمة الله فيها. وانما ينسبها الى الله سبحانه وتعالى وفي هذه الايات اثبات صفة الغضب لله جل وعلا على ما يليق به سبحانه وتعالى - 00:32:44
اه وفي هذه الايات ان من طغى في نعم الله فيوشك ان تنزل عليه انواع العقوبات. وبالتالي اردى في الدنيا والاخرة وفي هذه الايات سعة رحمة الله جل وعلا ومغفرته للذنوب وفتحه باب التوبة لمن امن - 00:33:05
اذا استمر على طريق التوبة. وفي هذه الايات ان العبد لا ينبغي به ان يقدم الاعمال الصالحة قبل الوقت الذي وضع لها في الشرع لئلا يكون الانسان متعجلا في اموره - 00:33:32
وفي هذه الايات اعتذار الانسان مما حصل منه من تقصير او تجاوز. وفي هذه الايات ان الله جل وعلا يتصف بصفة الرضا فهو يرضى عن من شاء من عباده. ولذا ينبغي بالعباد ان يسعوا - 00:33:55
الى تحصيل رضا الله جل وعلا. وفي هذه الايات ان من ترك عبودية الله فهو مفتو فهو مفتون لانه ترك الحق للباطل واصبح يرى الباطل حقا اه وفي هذه الايات ان الظلال قد يكون من داعية ظلال واحد. ولذا لا يستهين لانسان بمن - 00:34:19
يردوا اليه من دعاة الضلال ويسألوا الله ان يكفيه شرهم وان يعينه على دعوتهم وفي هذه الايات جواز غضب الانسان اذا كان ذلك الغضب لسبب شرعي وفي هذه الايات جواز التحسر والتأسف على ما مضى - 00:34:53
وفي هذه الايات ان من كان عنده وعد من الله فينبغي به ان يحترم ذلك الوعد وان يعرف له قيمته وفي هذه الايات ان العبد لا يجوز لا يجوز له ان يتجاوز العهد الذي وضعه الله - 00:35:20
الله جل وعلا له وفي هذه الايات ان بعض العباد قد يساق الى المعصية والذنب سوقا. ولذلك عليه ان يعود الى الله كلما تذكر. وفي هذه الايات حرمة اخذ اموال الكافرين - 00:35:45
ولو كانوا محاربين بغير طريق شرعي ولذا سمى الله اخذ بني اسرائيل لزينة القوم او اوزارا وفي هذه الايات ان العبد المؤمن ينبغي به ان يتخلص من الاموال المحرمة التي دخلت عليه - 00:36:09
واستفاد بعض اهل العلم من هذه الايات المنع من تشكيل الذهب وغيره على اشكال الحيوانات وفي هذه الايات انه لا يصح ان ينسب لاحد امر او فعل او نسيان بخلاف ظاهر حاله الا لدليل - 00:36:38
وفي هذه الايات اثبات صفة التكلم لله جل وعلا. وانه الضار النافع سبحانه وتعالى وفي هذه الايات الاستدلال بكون المعبود لا يطعم الطعام على فسادي الوهيته فليس من عبودية الله في شيء بل قد خالف عبودية - 00:37:05
في ذلك في هذه الايات ان العبد ينبغي به ان يبادر الى انكار المنكر وعدم الرضا كما فعل هارون عليه السلام عندما حذر قومه من عبودية هذا العجل وفي هذه الايات ان - 00:37:39
داعية الضلال الواحد قد يضل الخلق متى كانوا جاهلين. وقد يوردهم المهالك وفي هذه الايات ان من لم يكن عارفا بالادلة قادرا على الاستنباط منها فانه ينبغي به ان بيداء من يثق فيه ولذلك كان من المستحسن على بني اسرائيل ان يسيروا على طريقة هارون - 00:38:08
عليه السلام وفي هذه الايات ان من الامور المستنكة استنكره العكوف عند الاصنام والبقاء عند وفي هذه الايات المعاتبة بين الاخوين ما يبصرهم بالحق ويرشدهم اليه. وفي هذه الايات ان الناس يحتاجون الى ولاية - 00:38:40
تنضبط امورهم وتتسق احوالهم وانه متى لم يكن عند الناس امام ولا ولاية فانهم يضطربون ويتفرقون وفي هذه الايات مخاطبة الظال المضل وسؤاله عن سبب فعله قبل انزال العقوبة به. ولذا قال موسى فما خطبك يا سامري - 00:39:18
وفي هذه الايات ان دعاة الضلالة يزعمون انهم وصلوا الى شيء من العلم لم يصل الى وفي هذه الايات ان احاديث النفس تظل صاحبها وتورده المهالك. ولذا ليحذر الانسان من نفسه وما يلقى فيها من - 00:39:48
الوساوس فليس كل فكرة تأتي في ذهنك تتكلم بها وتدعو اليها حتى تعرضها على ميزان الكتاب والسنة في هذه الايات ان الله جل وعلا قد يعاقب المعرضين عنه وعن عبوديته بعقوبات - 00:40:17
دنيوية ومن ذلك ما عاقب به السامري حيث اصبح يخشى من ان يمسه الاخرون اذا غادر قومه ولم يبق معهم. وفي هذه الايات التذكير بعذاب الاخرة هو اشد وان موعد ذلك اليوم - 00:40:42
حاصل لا محالة ولن يكون هناك اخلاف لذلك الموعد وفي هذه الايات بطلان عبودية كل من يعبد سوى الله جل وعلا. وفي هذه هي الايات حكمة الله التي انزلها لموسى حينما رأى تعلق بني اسرائيل بذلكم العجل كما قال - 00:41:09
اشربوا في قلوبهم العجل فامر باحراق ذلك العجل وهم يشاهدون. ثم امر بره في البحر من اجل ان يقطع كل تعلق من نفوسهم بهذا العجل ليكون ذلك سببا من اسباب عبوديتهم لله ورجوعهم له سبحانه وتعالى - 00:41:40
وفي هذه الايات ايضا التأكيد على عبودية الله وانه وحده المعبود كما قال انما الهكم الهه انما الهكم الله وانما للحصر فلا يوجد اله معبود سوى الله جل وعلا. ولذا قال لا اله الا - 00:42:10
الا هو اي لا معبود بحق الا الله سبحانه وتعالى. وكان من شأنه ان يعلم جميع ما يقع في هذا الكون. ولذا قال وسع كل شيء علما. ففيها سعة عموم سعة علم الله - 00:42:37
وعمومه بحيث لا يخفى شيء من امور خلقه ولا من اموري خلقي اجمعين. بارك الله فيكم. ووفقكم الله لكل خير. وجعلني الله واياكم من الهداة المهتدين. ونسأله جل وعلا ان يرزقنا اتباع نبيه صلى الله عليه وسلم والسير على طريقته. اللهم انا - 00:42:57
نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم يا حي يا قيوم اجعلنا ممن رأى الحق حقا اتباعه واجعلنا ممن رأى الباطل باطلا ورزقته اجتنابه برحمتك يا ارحم الراحمين. كما نسألك - 00:43:27
فيا ربنا ان تجعلنا من الشاكرين لنعمك المثنين بها عليك المعترفين بانها من عندك ونسأله جل وعلا توفيقا وصلاحا وسدادا. ونبارك في ولاة امورنا وان يجزيهم خير الجزاء. وان يجعلهم من اسباب - 00:43:47
الهدى والتقى والصلاح والسعادة للناس اجمعين. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين - 00:44:07
التفريغ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فهذا هو الدرس الرابع من دروس تفسير سورة طه اسأل الله جل وعلا فهما لكتابه ومعرفة بمعانيه يقول الله جل وعلا في الاية السابعة والسابعين السابعة والسبعين من هذه السورة - 00:00:47
ولقد اوحينا الى موسى ان اسري بعبادي فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لما دعا موسى عليه السلام اهل مصر الى التوحيد وافراد الله بالعبادة ودعا فرعون وقومه الى ترك عبوديتي - 00:02:22
بني اسرائيل ومضى على ذلك سنن عديدة تعرضوا اثناءها لشيء من انواع العذاب والخسف وحينئذ اراد الله جل وعلا نجاتهم وهلاك فرعون ومن معه ولذا جاء الوحي من الله جل وعلا - 00:02:48
لي الى موسى بان يخرج مع بني اسرائيل فقال ولقد اوحينا اي جاء الامر الالهي بالوحي الى موسى انا اسري بعبادي اسري اي ايمظي من اول الليل فقد جاء النداء ليخرج بنو اسرائيل - 00:03:15
اول ليلهم وكان صبيحة ذلك اليوم يوم من اعياد اهل مصر يجتمعون فيه ولذا كانوا يحظرون لذلك اليوم وكان بنو اسرائيل قد سخرهم اهل مصر من القبط على تهيئة اغراضهم وحاجياتهم في ذلك اليوم. ومن ذلك ان القبط يرسلون - 00:03:41
حليهم الى بني اسرائيل من اجل ان يعيدوا صياغته وان يقوموا بتلميعه فجاء الوحي من الله جل وعلا في ليلة ذلك اليوم من اجل ان يخرجوا معا موسى قال ان اسرب عبادي. اراد بذلك المؤمنين الذين امنوا بموسى عليه السلام - 00:04:15
وشرفهم بوصف العبودية لانه بذلك انقذهم من عبوديتي فرعون قال فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا اي اسلك الطريق الموصل الى جهة البحر وجاءه الوحي من الله بانك ستتمكن مع بني اسرائيل من شق البحر. وسينقلب - 00:04:49
البحر ليكون يابسة لا رطوبة فيها. فاضرب لان الضرب في الارض هو تنقل بالاسفار فيها. فاضرب لهم طريقا في البحر. اي اسلك جهة البحر. لانك ستقوم بتجاوز البحر بعد ان يجعله الله يابسة - 00:05:22
لا رطوبة فيها. ثم قال لا تخف دركا اي لا يكن من شأنك ان تخاف من ادراك فرعون ومتابعتهم لك ولبني اسرائيل. ولا تخشى ذلك وانظر كيف ردد الله جل وعلا نفي الخوف في قصة موسى في عدد من المواطن ابتداء - 00:05:48
من قصة امه لما القته والى ما جاء في شأنه مرارا مرة عند ورود الوحي اليه في الطور. ومرة عندما القى السحرة ما القوه فاتبعهم فرعون لما اصبح فرعون واصحابه - 00:06:18
وجدوا بيوت بني اسرائيل خاوية. ولم يجدوا فيها احدا وكانت زينة القوم قد اخذها بنو اسرائيل معهم وحينئذ صوت فرعون في الناس ان يخرجوا لتتبعوا بني اسرائيل ولتدركوهم فاتبعهم فرعون بجنوده. اي ان فرعون طلب من جيشه - 00:06:45
الجرار باعداده الهائلة ان يتبعوا بني اسرائيل وان يسيروا على طريقهم لما وصلوا الى البحر خاف اتباع موسى من فرعون ان يدركهم فقال لهم ان ربي معي سيهدين فامره الله جل وعلا بان يظرب بعصاه البحر فانفلق - 00:07:15
الى اثني عشرة فرقة طريقا يابسة في اثناء البحر كل قبيلة تسلك طريقا من الطرق فاتبعهم فرعون ولما شاهد انهم دخلوا في البحر تردد فقال له قومه الست الرب ان كنت الرب - 00:07:44
فلجأ في البحر كما دخل موسى وبنو اسرائيل. فدخل فكان ذلك من اسباب غرقه فغشيهم اي غطاهم البحر من كل جانب. ما غشيهم لان ذلك كان على جهة عظيمة تهتال النفوس منها واظل فرعون قومه وما هدى اضلهم بان ابعدهم عن طريق الحق - 00:08:10
الهداية فلم يجعلهم يؤمنون بموسى واظلهم حينما ادخلهم في ذلك البحر فكان هذا سببا من اسباب ابي غرقهم واظل فرعون قومه وما هدى مع انه كان يزعم انه يريهم ما يرى ويهديهم سواء صراط - 00:08:42
ثم انجى الله بني اسرائيل خاطبهم الله ممتنا عليهم بهذه النعمة. فقال يا بني اسرائيل واسرائيل هو يعقوب ابن اسحاق وهؤلاء ذريته حيث جاء من ذريته اولاد كل ولد من اولاده جاء منه قبيلة - 00:09:10
من قبائل بني اسرائيل. فامتن الله جل وعلا عليهم مرة بهدايتهم الى اتباع موسى. ومرة بانقاذهم من عدوهم فرعون ومرة بانزال ما يحتاجون اليه من المآكل والمشارب اذا قال قد انجيناكم من عدوكم اي سلمتم مما اراد عدوكم بكم من القتل - 00:09:34
وتعذيب وواعدناكم جانب الطور الايمن. اي جهة سيناء في الجبل الذي قد نبئ موسى حوله ونزلنا عليكم المن والسلوى. اي ان الله جل وعلا تفضل عليكم ما اتيتم الى صحراء سيناء بان جعل لكم - 00:10:04
ما تأكلون من اللحوم وهو طير السلوى. ينزل حتى تتمكنون من قبضة وما يشبه والنبات وهو المن حيث تجدونه في الارض فتتمكنون من اكله. فكان ذلك رزقا طيبا بدون اي كلفة - 00:10:30
تتكلفونها فامتن عليكم ربكم فقال كلوا من طيبات ما رزقناكم. فهذا رزق حلال طيب ولا تطغوا فيه اي لا تتجاوزوا الحد المأذون لكم فيه شرعا بان تأخذوا فوق حاجتكم او بان تستعملوه في محرم من المحرمات - 00:10:55
فانكم متى فعلتم ذلك حل اي نزل عليكم غضب رب العزة والجلال. وفي هذا نداء من الله مباشر الى بني اسرائيل ليكون ذلك من كرامتهم وقال ومن يحلل عليه غضبي اي ينزل عليه غضب رب العزة والجلال فقد هوى اي خسر الخسارة - 00:11:23
الشديدة كمن سقط من البئر سكمن سقط في البئر او من اعالي الجبال ولكن الله فتح للمذنبين العاصين باب التوبة. فقال واني لغفار. اي كثير المغفرة لمن تاب اي رجع واناب الى الله وامن وعمل صالحا ثم اهتدى اي استمر - 00:11:51
على سبيل العبادة والعبودية لله جل وعلا ثمان الله وعد موسى ان يأتي بسبعين رجل من قومه فما كان من موسى الا ان احظر السبعين فوضعهم في جانب الجبل وقد وعد الله - 00:12:23
على موسى اربعين ليلة. فقال لقومه ان الله وعدني ثلاثين. ثم زيدت عشرا. فقال لهم ان الله قد وعدني اربعين ليلة وحينئذ خرج بهؤلاء الى موعد رب العزة والجلال فلما - 00:12:48
وقرب من الموعد ترك قومه وقدم وحده فخاطبه الله جل وعلا فقال له ما اعجلك من قومك يا موسى اي ما الذي جعلك تتقدم وفد قومك الذين طلبنا منك احضارهم - 00:13:10
انزل التوراة عليك وهم عندك فاجاب موسى عليه السلام فقال هم اي هؤلاء قومي على اثري. اي سيأتون بعدي مباشرة جئت اليك ربي فهم كثير. وعدد وفير. فيحتاجون في التنقل الى وقت حتى يتمكنوا من التنقل - 00:13:30
لم ارد ان انتظرهم حتى يتجهزوا من اجل اني اردت ان احصل على رضاك سريعا ولذا عجلت وتقدمت قومي اليك ربي لترظى اي ليكون ذلك من اسباب رظاك عني فاني لم اتركه صحبتهم على الاطلاق وانما - 00:13:58
سعيت الى ان احصل على رضاك وهم سيتبعونني انزل الله جل وعلا بعد ذلك خطابا على موسى عليه السلام فقال له فانا قد فتنا قومك اي جعلناهم يرون الحق قباطلا والباطل - 00:14:30
حقا وذلك ان قومك لما تركتهم جاءهم رجل يقال له السامري فاضلهم وابعدهم عن الحق وجعلهم يبتعدون عن طريق الهدى والسامري رجل من بني اسرائيل كان له قصة الا وهي انهم لما غادرهم موسى عليه السلام - 00:14:56
قال لبني اسرائيل بانكم قد اخذتم ذهبا اهل مصر. وهذا الذهب ليس من اموالكم وانتم قد اقدمتم على فعل محرم واكتسبتم مالا محرما ولم يتأخر موسى عنكم الا بسبب ما لديكم من هذه الاموال المحرمة - 00:15:32
ولذا قاموا بجمع هذا الذهب فالقوه في النار التي اوقدها السامري فصنع من هذا الذهب جسدا يماثل جسد البقرة وكان عند تجاوزه للبحر قد شاهد فرعون على فرس له فاخذ من اثره - 00:15:59
الفرس قبضة فالقاها على ذلك العجل الذي صنعه من ذهب القوم فاصبح له خوار الى اصبح يصدر صوتا اما لكون الهواء يدخل عليه من جهة فعند خروجه من الجهة الاخرى يخرج صوت - 00:16:27
او لغير ذلك المقصود ان ان السامري قال لبني اسرائيل هذا اعبدكم ومعبود موسى وموسى ذهبا يبحث عن هذا المعبود ونسي انه عندكم. ولذلك ان تعبدوا هذا العجل فرجع موسى الى قومه - 00:16:51
وعاد اليهم بعد ان اخبره الله عز وجل بما كان من قومه. وكان عند رجوعه غظبان اي شديد الغضب قد امتلأ من الحنق على قومه اسفا اي تأسفا وتحسفا الا ما صنعه قومه من اتباع السامري في ترك عبودية الله الى عبادة العجل - 00:17:20
فلما وصل الى قومه خاطبهم فقال يا قومي ناداهم بالصلة التي بينه وبينهم. ليكون ذلك ادعى لاستجابتهم له. الم يعدكم ربكم وعدا حسنا فانه قد امرنا ان نذهب اربعين يوما. وبالتالي هو وعد حسن معلوم الحدود والمعالم - 00:17:50
وبالتالي كيف يكون من شأنكم ان تظنوا انني تأخرت وانني لماجد الهي وربي قال لهم الم يعدكم ربكم وعدا حسنا؟ افطال عليكم العهد؟ مع ان المدة قليلة لماذا عبدتم الصنم - 00:18:18
ما الذي فعل بكم ذلك؟ هل هو طول العهد؟ مع ان المدة قليلة؟ ام انكم اردتم ان ينزل بكم غضب من الله جل وعلا وحينئذ اخلفتم موعدي ولم تنفذوا ما طلبته منكم بالبقاء على طريقتكم - 00:18:47
حتى اذهب للقاء ربي ثم اعود بعد اربعين يوما فقال له قومه جوابا على اعتراضه ما اخلفنا موعدك بملكنا اي بسلطاننا فان هذا الموعد الذي وعدتنا اياه بعد اربعين انما جعلنا لا نلتفت اليه امور خارجة - 00:19:07
عن قدرتنا وارادتنا وسيطرتنا. فاننا اخذنا الحلي والزينة التي كانت عندنا وقد اخذناها وجلبناها من مصر من بني اسرائيل املنا اوزارا اي كان عندنا ذنوب ومعاصي بسبب ان بني اسرائيل اعطونا هذا الذهب - 00:19:34
اما لنصلحه واما على جهة العارية فخناهم فيه ولم نقم باعطائهم اياه واصطحبناه معنا عند ذهابنا معك وهذا الحلي قمنا باخذه فقذفناه اي القيناه في النار التي اوقدها السامري وكان السامري يشاركنا فالقى ذهبا معه. وبالتالي تمت صياغة ذلك الذهب - 00:20:01
ليكون عجلا اي ولدا بقرة على شكل ولد بقرة جسدا اي ان من له جسد ولا جسد العجل فكان له صوت يخرجه خوار ومن ثم اشتبه الامر علينا فظننا ان هذا هو الاله المعبود. ولذا قالوا هذا الهكم - 00:20:35
موسى لكن موسى نسي فذهب يبحث عن ربه بمن اختارهم من قومه فرد الله جل وعلا عليهم هذه المقالة وذلكم الاعتقاد الفاسد. فقال انظروا الى هذا العجل هل يتكلم معكم؟ وانظروا هل يرجع اليكم قولا - 00:21:10
ثم انظروا في حاله هل يتمكن من نفعكم باي نوع من انواع النفع وهل يتمكن من الحاق الظرر بكم وهل يتمكن من دفع الظرر عن نفسه فهو لا يملك لهم ظرا ولا نفعا - 00:21:39
وكان هارون قبل ذلك قد خاطب قومه يحذرهم من عبادة العجل. فقال لقومه يا قومي يخاطبهم العلاقة المشتركة بينه وبينهم بانتسابه الى بانتسابهم جميعا الى قوم وقبيل واحد انما فتنتم به. اي الشأن والحال انكم - 00:21:59
قد الحقت بكم الفتنة فاصبحتم ترون الباطل حقا. ومن ذلك عبودية هذا العجل فان من الباطل فاصبحتم ترونها حقا وحينئذ ليكن من شأنكم ان تعرفوا ان الرب الذي يعبد هو الله جل وعلا الذي خلق - 00:22:30
الخلق والذي يتصرف في العباد. ولذا عليكم ان تتبعوني. وان تسيروا على في عبادة الله عز وجل. وان تطيعوا امري فاذا امرتكم بشيء تمتثلونه فقال بنو اسرائيل سنستمر عاكفين عليه عابدين له حتى يأتينا موسى فيخبرنا بالحالي - 00:22:54
ولذا قالوا لن نبرح اي لن نترك مصاحبة هذا العجل وسنكون عاكفين اي لابثين مطيلين الالتزام عنده حتى يعود الينا موسى لما عاد موسى الى قومه خاطب اخاه هارون فقال يا هارون ما منعك اذ رأيتهم - 00:23:27
انت الا تتبعني قل ما السبب الذي جعلك لا تأتي الي فتخبرني بان بني اسرائيل قد وقع الظلال بينهم واصبحوا يعبدون العجل فما الذي منعك من اتباع؟ هل انت مخالف لامر عاص لما امرتك به - 00:23:56
وكان موسى قد اخذ بلحية فرعون بلحية هارون وبرأسه يجرهما فخاطب هارون اخاه موسى خطاب اعتذار. فقال يا ابن ام خاطبه بقرابته من جهة الام. والا فهو شقيق له من الاب والام. لا تأخذ بلحيتك ولا - 00:24:27
برأسي ما الذي يجعلك تأخذ بهذه الانواع من انواع شعر ان السبب الذي جعلني لاتيك ولا اتبعك اني خشيت ان يتفرق بنو اسرائيل اذ اذ لو لم يكن عندهم صاحب ولاية يتفرقوا واقتتلوا فخشيت ان تقول - 00:24:58
وحذرت من ان تقول فرقت بين بني اسرائيل وجعلتهم وجعلتهم قبائل يقاتل بعضها بعضا. وحينئذ اكون قد خالفت قولك وامرك عندما امرتني باللبس فيهم وحينئذ عذر موسى اخاه هارون. فالتفت موسى الى السامري - 00:25:26
فقال موسى له ما خطبك يا سامري؟ ما الذي لديك وما هو السبب الذي جعلك تفعل ذلك؟ ولماذا؟ او رتبني اسرائيل الى باب غير الله سبحانه وتعالى فكان السامري معجبا بنفسه فكان يقول بصرت بما لم يبصروا به فاني قد رأيت جبريل على فرس - 00:25:56
فشاهدت شيئا لم يشاهدوه. فاخذت شيئا من اثر ذلك الرسول الذي هو جبريل وجبريل قد كان موكلا بالحياة ومن ذلك حياة الارواح قال فقبضت يقول السامري بصرت بما لم يبصروا به فقبضت اي امسكت بيدي قبضة - 00:26:26
من اثر الرسول اي من اثر جبريل حينما مر علينا في يوم نجاتنا بالسير في ولذلك نبذتها اي القيتها وقذفتها على العجل ومن ثم وتكلم وكذلك سولت لي نفسي. اي هذا هو السبب الذي جعل نفسي تزين لي - 00:26:57
نفعل ذلكم الفعل فخاطبه موسى عليه السلام ببيان حاله. فقال له فاذهب اي اخرج من عندنا ولا تبقى في بني اسرائيل واخبره بالعقوبة التي ستناله فقال فان لك في الحياة ان تقول - 00:27:27
الا مساس اي بانك ستصبح تخشى من ملامسة الاخرين. وبالتالي تطلب منهم الا يمسوك وما ذاك الا انك ستترك سكنى القرى التي فيها الناس وتبقى وحيدا في الفراري. لا انيس معك - 00:27:51
قال موسى وان لك موعدا لن تخلفه. اي سيجعل الله لك عذابا شديدا في يوم المعاد يوم في محاسبة العباد ثم قال موسى للسامري بخطاب يفهمه بني اسرائيل وانظر اي شاهد الهك الذي هو العجل لانه قد عبده الذي ضلت عليه عاكفا - 00:28:22
اي بقيت عنده ملازما له لنحرقنه اي لنشعلن النار فيه. ثم لننسفنه في اليم اي نقوم بتذريته وجعله رمادا. ثم نقوم دفعه في البحر ثم قال تعالى مبينا الحق ان العبادة يجب ان تكون لله وحده. ولذا قال ان - 00:28:55
وهي للحصر الهكم الله فلا يوجد لكم اله غير الله والمعبود بحق هو الله جل وعلا الذي لا اله الا هو فلا معبود بحق الا هو جل وعلا وسع كل شيء علما. اي انه احاط علمه - 00:29:28
بجميع ما في الكون وبجميع ما لدى الخلق فهذه ايات عظيمات فيها احكام وحكم كثيرة فمن تلك الحكم والاحكام جواز الذهاب ليلا. وجواز الاسفار في الليل ان الله جل وعلا قد اوحى الى موسى ان اسري بعبادي - 00:29:53
والسرى مشي الليل وفي هذه الايات ان من اعظم الاوصاف التي تحصل النجاة بها العبودية. فمن عبد الله انجاه الله من انواع المصائب وفي هذه الايات معجزة عظيمة لموسى ومن معه - 00:30:21
حينما خرجوا من مصرفة اتبعهم فرعون بجنوده. فلقى الله لهم البحر فاصبحوا يمشون في اليابسة قد انتفى عنهم الخوف خوف ادراك عدوهم لهم وفي هذه الايات ان اهل الباطل لا زالوا يحاولون ان - 00:30:45
ينزل انواع العذاب واشده باهل الايمان وفي هذه الايات ان العبد المؤمن وداعية الحق والهدى وان كان له في اول دعوته شيء من الا ان العاقبة الحميدة تكون له في اخرته - 00:31:18
وفي هذه الايات فضل الله جل وعلا على بني اسرائيل بالنعمة الدينية حينما بعث موسى وهارون فامنوا بهما وبنعمة النجاة من العدو وبنعمة طيب الحياة وفي هذه الايات ان الله جل وعلا قد يجعل للعبد طريقا للخلاص من المصاعب - 00:31:41
بامور تخفى عليه ولا يستشعر ما فيها وفي هذه الايات ان الاصل فيما نبت من النبات وفيما نزل من السماء من انواع الخيرات والحل والاباحة والجواز بشرط ان يكون ذلك طيبا. وفي الايات تحريم تجاوز الحد فيما يتعلق بنعم الله جل - 00:32:12
وعلى فلا يسرف الانسان فيها ولا يجحد نعمة الله فيها. وانما ينسبها الى الله سبحانه وتعالى وفي هذه الايات اثبات صفة الغضب لله جل وعلا على ما يليق به سبحانه وتعالى - 00:32:44
اه وفي هذه الايات ان من طغى في نعم الله فيوشك ان تنزل عليه انواع العقوبات. وبالتالي اردى في الدنيا والاخرة وفي هذه الايات سعة رحمة الله جل وعلا ومغفرته للذنوب وفتحه باب التوبة لمن امن - 00:33:05
اذا استمر على طريق التوبة. وفي هذه الايات ان العبد لا ينبغي به ان يقدم الاعمال الصالحة قبل الوقت الذي وضع لها في الشرع لئلا يكون الانسان متعجلا في اموره - 00:33:32
وفي هذه الايات اعتذار الانسان مما حصل منه من تقصير او تجاوز. وفي هذه الايات ان الله جل وعلا يتصف بصفة الرضا فهو يرضى عن من شاء من عباده. ولذا ينبغي بالعباد ان يسعوا - 00:33:55
الى تحصيل رضا الله جل وعلا. وفي هذه الايات ان من ترك عبودية الله فهو مفتو فهو مفتون لانه ترك الحق للباطل واصبح يرى الباطل حقا اه وفي هذه الايات ان الظلال قد يكون من داعية ظلال واحد. ولذا لا يستهين لانسان بمن - 00:34:19
يردوا اليه من دعاة الضلال ويسألوا الله ان يكفيه شرهم وان يعينه على دعوتهم وفي هذه الايات جواز غضب الانسان اذا كان ذلك الغضب لسبب شرعي وفي هذه الايات جواز التحسر والتأسف على ما مضى - 00:34:53
وفي هذه الايات ان من كان عنده وعد من الله فينبغي به ان يحترم ذلك الوعد وان يعرف له قيمته وفي هذه الايات ان العبد لا يجوز لا يجوز له ان يتجاوز العهد الذي وضعه الله - 00:35:20
الله جل وعلا له وفي هذه الايات ان بعض العباد قد يساق الى المعصية والذنب سوقا. ولذلك عليه ان يعود الى الله كلما تذكر. وفي هذه الايات حرمة اخذ اموال الكافرين - 00:35:45
ولو كانوا محاربين بغير طريق شرعي ولذا سمى الله اخذ بني اسرائيل لزينة القوم او اوزارا وفي هذه الايات ان العبد المؤمن ينبغي به ان يتخلص من الاموال المحرمة التي دخلت عليه - 00:36:09
واستفاد بعض اهل العلم من هذه الايات المنع من تشكيل الذهب وغيره على اشكال الحيوانات وفي هذه الايات انه لا يصح ان ينسب لاحد امر او فعل او نسيان بخلاف ظاهر حاله الا لدليل - 00:36:38
وفي هذه الايات اثبات صفة التكلم لله جل وعلا. وانه الضار النافع سبحانه وتعالى وفي هذه الايات الاستدلال بكون المعبود لا يطعم الطعام على فسادي الوهيته فليس من عبودية الله في شيء بل قد خالف عبودية - 00:37:05
في ذلك في هذه الايات ان العبد ينبغي به ان يبادر الى انكار المنكر وعدم الرضا كما فعل هارون عليه السلام عندما حذر قومه من عبودية هذا العجل وفي هذه الايات ان - 00:37:39
داعية الضلال الواحد قد يضل الخلق متى كانوا جاهلين. وقد يوردهم المهالك وفي هذه الايات ان من لم يكن عارفا بالادلة قادرا على الاستنباط منها فانه ينبغي به ان بيداء من يثق فيه ولذلك كان من المستحسن على بني اسرائيل ان يسيروا على طريقة هارون - 00:38:08
عليه السلام وفي هذه الايات ان من الامور المستنكة استنكره العكوف عند الاصنام والبقاء عند وفي هذه الايات المعاتبة بين الاخوين ما يبصرهم بالحق ويرشدهم اليه. وفي هذه الايات ان الناس يحتاجون الى ولاية - 00:38:40
تنضبط امورهم وتتسق احوالهم وانه متى لم يكن عند الناس امام ولا ولاية فانهم يضطربون ويتفرقون وفي هذه الايات مخاطبة الظال المضل وسؤاله عن سبب فعله قبل انزال العقوبة به. ولذا قال موسى فما خطبك يا سامري - 00:39:18
وفي هذه الايات ان دعاة الضلالة يزعمون انهم وصلوا الى شيء من العلم لم يصل الى وفي هذه الايات ان احاديث النفس تظل صاحبها وتورده المهالك. ولذا ليحذر الانسان من نفسه وما يلقى فيها من - 00:39:48
الوساوس فليس كل فكرة تأتي في ذهنك تتكلم بها وتدعو اليها حتى تعرضها على ميزان الكتاب والسنة في هذه الايات ان الله جل وعلا قد يعاقب المعرضين عنه وعن عبوديته بعقوبات - 00:40:17
دنيوية ومن ذلك ما عاقب به السامري حيث اصبح يخشى من ان يمسه الاخرون اذا غادر قومه ولم يبق معهم. وفي هذه الايات التذكير بعذاب الاخرة هو اشد وان موعد ذلك اليوم - 00:40:42
حاصل لا محالة ولن يكون هناك اخلاف لذلك الموعد وفي هذه الايات بطلان عبودية كل من يعبد سوى الله جل وعلا. وفي هذه هي الايات حكمة الله التي انزلها لموسى حينما رأى تعلق بني اسرائيل بذلكم العجل كما قال - 00:41:09
اشربوا في قلوبهم العجل فامر باحراق ذلك العجل وهم يشاهدون. ثم امر بره في البحر من اجل ان يقطع كل تعلق من نفوسهم بهذا العجل ليكون ذلك سببا من اسباب عبوديتهم لله ورجوعهم له سبحانه وتعالى - 00:41:40
وفي هذه الايات ايضا التأكيد على عبودية الله وانه وحده المعبود كما قال انما الهكم الهه انما الهكم الله وانما للحصر فلا يوجد اله معبود سوى الله جل وعلا. ولذا قال لا اله الا - 00:42:10
الا هو اي لا معبود بحق الا الله سبحانه وتعالى. وكان من شأنه ان يعلم جميع ما يقع في هذا الكون. ولذا قال وسع كل شيء علما. ففيها سعة عموم سعة علم الله - 00:42:37
وعمومه بحيث لا يخفى شيء من امور خلقه ولا من اموري خلقي اجمعين. بارك الله فيكم. ووفقكم الله لكل خير. وجعلني الله واياكم من الهداة المهتدين. ونسأله جل وعلا ان يرزقنا اتباع نبيه صلى الله عليه وسلم والسير على طريقته. اللهم انا - 00:42:57
نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم يا حي يا قيوم اجعلنا ممن رأى الحق حقا اتباعه واجعلنا ممن رأى الباطل باطلا ورزقته اجتنابه برحمتك يا ارحم الراحمين. كما نسألك - 00:43:27
فيا ربنا ان تجعلنا من الشاكرين لنعمك المثنين بها عليك المعترفين بانها من عندك ونسأله جل وعلا توفيقا وصلاحا وسدادا. ونبارك في ولاة امورنا وان يجزيهم خير الجزاء. وان يجعلهم من اسباب - 00:43:47
الهدى والتقى والصلاح والسعادة للناس اجمعين. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين - 00:44:07