الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فهذا لقاء جديد من لقاءات تفسير سورة الانبياء حيث ذكر الله جل وعلا في هذه السورة سيرة الانبياء وطريقتهم في كون اقوامهم يستهزئون بهم - 00:00:00
ويعترضون عليهم فتكون العاقبة الحميدة لانبياء الله وتكون العاقبة السيئة لاعدائهم كما قال تعالى ولقد استهزأ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون وفي هذا اليوم - 00:00:31
نستعرض عددا من قصص انبياء الله عليهم السلام. حيث ارسلهم الله لهداية البشرية لنشر التوحيد بالدعوة الى سلوك الطريق الموصل الى رضا الله. والفوز بجنته فيجابههم اقوامهم بانواع من انواع التكذيب والاستهزاء والسخرية فتكون العاقبة الحميدة لانبياء الله - 00:00:54
اه ومن ذلكم ما نذكره في هذا اليوم من تفسير الايات من الاية الرابعة والسبعين الى الاية السادسة والثمانين من سورة الانبياء بعد ان ذكر الله جل وعلا قصة ابراهيم - 00:01:24
وان الله قد تفضل عليه فاتاه رشده. كما في قوله جل وعلا ولقد اتينا ابراهيم رشده من قبل اشار الى انه نجاه ولوطا الى الارض التي بارك فيها للعالمين ثم اشار الى قصة نوح الى قصة لوط عليه السلام. فقال سبحانه ولوطا اتيناه - 00:01:45
حكما وعلما. فكما اوتي ابراهيم رشده اوتي لوط الحكم والعلم والحكم قد يقصد به الفصل في القضاء بين الخصومات وقد يقصد به الحكمة التي هي النبوة واما العلم فمعرفة رب العزة والجلال والعلم بشرعه - 00:02:16
اوامره فالله جل وعلا يتفضل على من شاء من عباده بذلك وكان من فضل الله عليه نجاه من القرية التي كانت تعمل الخبائث قيل بان هناك قرى متعددة كان منها من يفعل الخبائث - 00:02:47
ابتداء بالشرك بالله عز وجل الى فعل فاحشة اللواط ولما دعاهم لوط الى التزام شرع الله والابتعاد عن الخبائث. لم يستجيبوا له. ولم ينقادوا لدعوته. بل كانوا قوما سوء فاسقين. اي ان فسقهم بخروجهم عن الطاعة الى المعصية - 00:03:09
جعلهم قوم سوء اي انهم يستمرون على هذا الخلق فكان ذلك طبعا لهم. ومن هنا فانهم لم يستجيبوا لنبي الله لوط عليه السلام فنزلت بهم العقوبة حيث قلب الله ديارهم عليهم. اما لوط فادخله الله في رحمته - 00:03:39
الرحمة الدنيوية بالنجاة من العذاب والسلامة من اذى المشركين والرحمة في الاخرة بدخول الجنان ورفعة الدرجة فيها. وعلل ذلك بانه من الصالحين. فان من حروف فمن كان صالحا مستجيبا لامر الله فان الله جل وعلا يرحمه. ويلتفت - 00:04:05
الى وصف الرحمة كما ذكرها هنا وذكرها في مواطن اخرى من هذه الايات. كما في ايوب وانت ارحم الراحمين ثم ذكر جل وعلا قصة اخرى الا وهي سيرة نوح عليه السلام. فقال ونوحى اي واذكر نوحا - 00:04:33
اذا اتاه الله الرشد والحكم والعلم ونأذ نادى من قبل اي انه دعا قومه الى التوحيد وترك الشرك وعبادة الاصنام. سنين متطاولة فلم يستجيبوا له في دعوته فما كان منه الا ان دعا الله جل وعلا ان يهلك قومه. وهذا معنى قوله اذ نادى من - 00:04:58
قبلوا اي انه قد نادى ربه بان يهلك المشركين الظالمين قبل انبياء الله الذين قبل من موسى وهارون وابراهيم ولوط عليهم السلام فاستجاب الله له دعاءه وحقق له مطلوبه فنجيناه اي انجاه الله عز وجل من الغرق العظيم والطوفان الكبير هو واهله - 00:05:26
من اتباعه الذين ساروا معه نوح ومن سار وامن معه اذ نجاهم من الكرب العظيم. والكرب المراد به ام النفسي الذي يملأ النفوس حنقا وكآبة سوءا حال العظيم. وهكذا الكرب يطلق على الضائقة الشديدة. فلما - 00:06:02
وغرقوا في البحر كان ذلك من اسباب نزول الكرب العظيم بهم. ثم قال ونصرناه من القوم الذين كذبوا باياتنا اعانه الله فنجاه فانتصر على اولئك القوم. وقال ونصرناه من القوم ولم يقل نصرناه - 00:06:36
على القوم لما في ذلك من بيان ان الله جل وعلا كما دافع عنه حماه ليشتمل المعنى جميعا هذه الافعال من القوم الذين كذبوا باياتنا حيث ان نوحا عليه السلام كان يذكرهم بايات الله ويخوفهم من شديد عذابه لكنهم كذبوا - 00:07:00
به ولذا اغرقهم الله اجمعين. انهم اي السبب في نزول هذه العقوبة بهم كانوا قوم وان اي ان الشر والسوء والظلال قد انطبع على نفوسهم فاصبحوا قوما سواء ولذا اغرقهم الله فاجأهم الطوفان واخذهم جميعا ولم يبقوا - 00:07:31
منهم احدا ومن القصص العجيب قصة قصة داوود وسليمان وهما نبيان من انبياء الله اتاهم الله رشدا اتاهم علما وحكما واتاهم الله من نعيم الدنيا. الملك العظيم الجرارة والاموال المتعددة - 00:08:02
والممالك المتسعة فقد اتاهم الله من الخيرات الدنيوية الشيء الكثير. فاستعملوها في طاعة الله. فكانوا من الزاهدين لان الزاهد من استعمل الدنيا في طاعة الله وليس معنى الزاهد من ترك الدنيا - 00:08:33
قال وداوود وسليمان يعني اذكرهما واذكر ان الله قد اتاهما رشدهما واذكر اذ يحكمان في الحرث لما تولى داود وسليمان الحكم كانوا يتولون القضاء بانفسهم. فكأن الله جل وعلا اراد ان يذكر بان هذين النبيين كان لهما - 00:09:00
من التصرف في امور الدنيا شيء كثير ومن ذلك ما يتعلق بالقضاء. فقد كانوا يقضون بين الناس ومن ذلك ما ذكره الله جل وعلا في هذه في هذه الايات. اذ يحكمان اي يقضيان - 00:09:25
في الحرث يعني في الزراعة اذ نفشت فيه غنم القوم اي رعت فيه بالليل وكنا لحكمهم شاهدين. اي ان داوود حكم فيها وسليمان حكم فيها. وخلاصة قصتي هذين النبيين في هذه المسألة - 00:09:48
ان اناسا كانوا يملكون مزارع وكان اخرون يملكون اغناما يرعونها وكان عند الاغنام رعاة هذه الاغنام قامت بدخول المزارع والحرث بالليل. فاهلكت تلك شارع في ليلها. فجاء اهل المزارع يشتكون عند داوود. فحكم داوود بان الاغنام - 00:10:13
تكون لاصحاب الحرث نظير ما تلف من اموالهم في الزروع فسمع سليمان بقضاء والده فقال فاستأذن من والده في ان يحكم فيها فحكم فيها سليمان بعد اذن والده بان اصحاب الحرث يأخذون تلك الاغنام. يستفيدون من البانها ومن - 00:10:51
اصوافها ومن اولادها لمدة عام كامل. في مقابل ان اصحاب الاغنام يأخذون الحرث فيقومون بي تنميته وزراعته وسقيه ليعود على حاله الاول وحينئذ سلم داوود لسليمان في هذه القضية فاعاد الحكم فيها على وفق ما - 00:11:20
حكم به سليمان قال الله وكنا لحكمهم اي لقضائهم في هذه المسألة وفي غيرها من القضايا شاهدين اي نطلع على قضائهم ونعرف حقيقة قضائهم. قال تعالى ففهمنا يا سليمان اي ان سليمان عرف المأخذ فيها وتمكن من الوصول الى حكم قضائي - 00:11:52
يعيد الامور الى نصابها. ويكون من اسباب وصول الحقوق لاصحابها. قال ففهمنا اها سليمان. وفي هذا دلالة على ان سليمان قد اصاب في هذه المسألة. قال الا وكلا يعني من داوود وسليمان او من الانبياء اتينا حكما اي نبوة - 00:12:22
وعلما اي معرفة بامر الله جل وعلا. ثم قال وسخرنا مع داوود الجبال يسبحن والطير. اي ان الله جل وعلا قد جعل الجبال تجيب داوود عند تسبيحه. فاذا سبح داوود سبحت الجبال - 00:12:52
كون هذا من اسباب امتلاء القلوب من هيبة سليمان عليه السلام وقد قيل بان داوود كان هاربا من ملك من الملوك كان في البراري فاذا سبح سبحت الجبال حتى غزا مع طالوتا ضد جالوت فقتل داود جالوتا - 00:13:16
اتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء فكان في وقت هروبه اذا سبح سبحت الجبال معه ليأنس بها. والجمهور على ان هذا كان بعد ملك داود وهكذا سخر الله جل وعلا الطير مع داوود - 00:13:47
قال وكنا فاعلين. اي ان جعل الطير مسخرة لسليمان وجعل الجبال مسخرة تسبح بتسبيحه هذا ليس بمعجز في قدرة الله جل وعلا ولذا قال وكنا فاعلين وتسخير الجبال بالتسبيح وتسخير الطير بالتسبيح وبغيره من انواع - 00:14:14
تسخير. قال تعالى وعلمناه اي ان الله جل وعلا قد تفضل على داوود بان جعله يتمكن من اذا بتي الحديد ولذا قال وعلمناه صنعة لبوس لكم اي تلبسونها آآ لتحسنكم من بأسكم. اي - 00:14:46
ان هذه الانواع من الحديد من الدروع ونحوها. اذا لبستموها تمكنتم بها من وقاية ابدانكم من اعدائكم في حال المقاتلة. ولذا قال لتحسنكم من بأسكم اي لتحجز عنكم ظربات اعدائكم فتسلم ابدانكم. فهل انتم شاكرون - 00:15:11
فهل انتم شاكرون؟ اي يحظهم الله جل وعلا على شكر هذه النعمة التي سخرها لهم وبعض اهل العلم قد قال بان هذا خاص بداود عليه السلام. وانه كان يتمكن من اذابة - 00:15:41
الحديد بدون ان يكون هناك اسباب تذيب الحديد ولعل الاظهر ان داوود عليه السلام تمكن من اذابة الحديد امور عرفها الناس بعد ولذا قال صنعة لبوس لكم في خطاب لكل قارئ للقرآن مما يدل على - 00:16:04
لان المهارة التي جاءت عند الناس في التعامل مع الحديد كانت منذ عهد داوود عليه السلام ثم ذكر جل وعلا مزية اخرى اتاه لسليمان. فقال ولسليمان الريح لما قدم الجار والمجرور في قوله لسليمان - 00:16:30
دل هذا على اختصاص سليمان بذلك وقد قال الطائفة بان المراد بالريح التي اوتي سليمان انه كان يركبها فيركب البساط على ويتمكن من الانتقال والاسفار في المسافات البعيدة في الاوقات اليسيرة - 00:16:53
كما قيل بان الرياح في البحار كان كانت تحت امر سليمان عليه السلام. ولذا ازدهرت التجارات في عهده وكثرت الاسفار في وقته. ولذا قال ولسليمان الريح عاصفة اي تجري بسرعة وبقوة - 00:17:19
تجري بامره اي هذه الريح العاصفة تسير بامر سليمان الى الارض التي باركنا فيها. اي ان الله جل وعلا قد سخر له ريحا موسمية وبالتالي تنقل السفن الى بلاده. وقد كان بالشام - 00:17:43
والشام ارض مباركة. ولذا قال الى الارض التي باركنا فيها. اي اكثرنا فيها من الخيرات واكثرنا فيها من انواع النبات والثمار. قال وكنا بكل شيء عالمين. اي ان الله جل - 00:18:04
وعلى يعلم اسرار الكون وخفاياه. وبالتالي مكن انبيائه من الانتفاع هذه الخصائص الكونية التي توجد في الكون قال تعالى ومن الشياطين اي سخرنا لسليمان طائفة من الشياطين من شياطين الجن - 00:18:24
من يغوصون له اي يدخلون في اعماق البحار فيستخرجون ما فيها من اللؤلؤ والمرجان كذا وقد يكون ان وقد يكون المراد انهم يغيصون في الارض فيستخرجون ما فيها من الكنوز. ويعملون - 00:18:50
عملا دون ذلك. اي اي للشياطين مهام واعمال سوى ذلك. دون دون الغوص في البحار. ومن ذلك انهم كانوا يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان الجواب وقدور راسيات ونحو ذلك. قال وكنا لهم حافظين. اي ان الله جل وعلا - 00:19:10
يحفظ هؤلاء الشياطين فيحفظهم فلا يعتدي بعضهم على بعض ويحفظهم فلا يعتدون على عباد الله اه ويحفظهم من ان يعودوا على سليمان بما لا يناسب ثم ذكر الله جل وعلا قصة اخرى الا وهي قصة ايوب عليه السلام حيث ذكر الله جل وعلا ان - 00:19:39
من صفة داود وسليمان انهم كانوا يشكرون الله على هذه النعم الدنيوية العظيمة تناسب ان يذكر من كانت حاله بضدهم ممن ابتلي بالبلاء العظيم. ومن ذلك ما يتعلق بايوبا عليه السلام وايوب نبي من انبياء الله اتاه الله مالا كثيرا وولدا وفيرا - 00:20:06
وصحة وعافية في بدنه فاذهب الله الجميع في لحظات فخسر ماله وذهب اولاده ومرض في بدنه حتى لا يستطيع ان يحرك شيئا من اعضاء بدنه حتى ان طعامه ليوضع في فيه - 00:20:36
قال تعالى وايوب اذ نادى ربه اي انه خاطب الله جل وعلا ودعا الهه الذي لا زال ينعم وعليه بصنوف النعم فقال في دعائه ومناجاته اني مسني الضر اي جاني - 00:21:00
من الامراض البدنية في بدن ما اعجزني عن الحركة وقال هنا مسني تأدبا مع الله جل وعلا كانه لم يصبه من الضر الا الشيء اليسير بمقدار مس اليد ده ثم ذكر بفضل الله جل وعلا فقال وانت ارحم الراحمين. فارحم صيغة مبالغة - 00:21:23
يعني بلغ درجة عالية في الرحمة قال فاستجبنا له اي ان الله جل وعلا اجاب له دعاءه فكشفنا ما به من ضر اي ان الله جل وعلا ازال ذلك الضر الذي كان قد اصاب بدنه فشفي عليه - 00:21:54
سلام فكشفنا ما به من ضر اي رفعناه وازلنا المرض الذي فيه فعادت الى بدنه قواها فاصبح ينتفع باعضاء بدنه. قال واتيناه اهله قال بان المراد ان الله جل وعلا هيأ له زوجه - 00:22:18
اعاد له اولاده فانهم بعد حادثته الاولى ضاعوا وتفرقوا في الارض فاعدهم الله جل الاله وهناك من قال بان الله قد رزقه اولادا لان الاولاد الاولين قد ماتوا. فرزقه الله جل وعلا - 00:22:44
اولادا يماثلون عدد اولاده الاولين يكونون ظعفا لهم ولذا قال واتيناه اهله ومثلهم معهم وبعضهم قال بان الله قد احياهم ثم قال رحمة من عندنا اي ان ذلك من فضل الله جل وعلا. ومن رحمته سبحانه وتعالى - 00:23:06
و في ذلك ايضا ذكرى للعابدين. فان العابدين الذين يعبدون الله وحده يتذكرون ذلك فضل الله جل وعلا ونعمته فيكون هذا من اسباب رجوعهم الى الله وصلاحهم ومن ثم يكون هذا من اسباب نزول رحمة الله بهم - 00:23:36
ثم قال تعالى واسماعيل اي لقد اتينا اسماعيل رشدا. واذكر اسماعيل في صبره فان اسماعيل قد قاسى امورا كثيرة فمنها معيشته في هذا الوادي حينما لم يكن فيه شجر ولا ماء ثم ابتلاه الله جل وعلا العيش في هذا الوادي مع اناس - 00:24:04
لا يمت بهم بصلة ثمان الله ابتلاه برؤيا ابراهيم عندما رأى انه يذبح ولده فاستسلم لذلك. وهكذا في ادريس عليه السلام. فان الله جل وعلا قد ابتلاه بانواع من الابتلاءات الدنيوية فصبر عليها - 00:24:34
وهكذا في قصة ذي الكفل والكفل هو الحمل الذي يتعب في رفعه وحمله ويصدق ويضع على نصيب الانسان. قال كل من الصابرين هؤلاء من انبياء الله قد لحق بهم من اقدار الله عز وجل ما جعلهم يصبرون - 00:25:00
ومن صبر كانت العاقبة له وكانت مالات الامور له. ولذا قال وادخلناهم في رحمتنا اي ان الله رحمهم في الدنيا وفي الاخرة. فابعد عنهم ما يؤذيها ما يؤذيهم. في الدارين ثم علل ذلك - 00:25:27
بكونهم من الصالحين اي الذين عبدوا الله جل وعلا عبادة صحيحة تامة على وفق ما يريد الله جل وعلا. ففي هذه الايات من الاحكام فضيلة نبي الله نوح ما اشاد الله به عليه في هذه الايات. وما اثنى به عليه - 00:25:47
وفي هذه الايات ان لوط النبي من انبياء الله قد اتاه الله الحكم والعلم وفي هذه الايات ان عمل الخبائث من اسباب نزول العقوبات الدنيوية مع ما ينتظر اصحابها من - 00:26:17
عقوبة اخروية و في هذه الايات ان من رحمه الله جل وعلا فقد فاز ورحمة الله لها اسباب من عند العبد كونوا بصلاحه واستقامته على الصراط المستقيم. وفي هذه الايات فظل نوح عليه السلام وعظم - 00:26:37
مكانته فهو اول رسل الله الى البشرية وفي هذه الايات فضيلة الدعاء والتغيب فيه وفيها تفضل الله جل وعلا على الداعين باجابة دعواتهم والاستجابة لهم وفي هذه الايات ان الله جل وعلا ينصر انبيائه واولياءه على من يضادونهم - 00:27:05
ويقابلونهم وفي هذه الايات ان من انطبعت نفسه على الشر والسوء فسيستمر على ذلك مهما ما حصل عليه من امور ومهما توجه اليه من الدعاة وفي هذه الايات فظل داوود وسليمان عليهما السلام. وبيان انهما كانا من ملوك زمانهما ومع - 00:27:37
ذلك لم ينقص ذلك من مكانتهما وفي هذه الايات ان صاحب الولاية الامام الاعظم يتولى امور دولته بنفسه فهذا هو الاصل لذا جاء في النصوص السمع والطاعة لصاحب الولاية ولا يكون له سمع وطاعة الا عندما يكون له - 00:28:07
امر ونهي وتنفيذ. وفي هذه الايات ان الامام الاعظم يجوز له ان يتولى القضاء بنفسه. وفي هذه الايات بيان ان مملكة داوود وسليمان قد حاجت على ترتيبات عظيمة. وكان لها لها انظمة متعددة - 00:28:34
ومن ذلك ما يتعلق بانظمة القضاء وفي هذه الايات بيان ان اهل الاغنام عليهم حفظ اغنامهم بالليل. وان على اهل الزروع ان يحفظوا زروعهم في النهار. وفي هذه الايات جواز ان يشترك جماعة في - 00:29:06
قطيع الغنم وانه لا حرج عليهم في ذلك. وفي هذه الايات تولي القاضي الحكم بين المتخاصمين وفي هذه الايات ان من قضى بقضاء فتبين له ان غيره هو الاصوب حكم بما - 00:29:32
ما هو اصوب وفي هذه الايات جواز الاجتهاد في المسائل العارضة. كما اجتهد داوود وسليمان وفيها ان المصيب من المجتهدين واحد وان ما عاداه مخطئ. ولذا قال ففهمناها سليمان وفي هذه الايات ان من استبان له الحق وجب عليه الاخذ به والرجوع اليه - 00:29:53
وفي هذه الايات فظل الله جل وعلا على داوود وسليمان بان اتاهم الحكمة وآآ الحكم والعلم وفي هذه الايات فضل الله جل وعلا على داوود عليه السلام بان سخر الجبال وذللها وصغرها - 00:30:24
اه لتكون في امرة سليمان اذا سبح رافعا صوته فانها تسبح كتسبيح وهكذا الطير اخذ من هذا ان داود عليه السلام كان له صوت جميل ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لقد اوتيت مزمارا من مزامير ال داود - 00:30:47
وفي هذه الايات ان تدبير الكون عند رب العزة والجلال. وانه كما يجري كما يجري الامور على سننه الكونية فانه قد يجري بعض الامور على خلاف السنن الكونية التي اعتادها الناس. وفي هذه الايات تفضل الله - 00:31:17
جل وعلا على داوود ومن بعده بان سخر لهم الحديد يتمكنون من امانته و صباغته على وفق حوائجهم. ومن ذلك ان يصنعوا منه الدروع التي تقيهم شر اعداء اي هم وفي هذه الايات - 00:31:39
ان ما يكون في المعارك من بأس وقوة فانما هو من فانما هو منة من الله جل وعلا. وفي هذه الايات الترغيب في شكر الله جل وعلا على نعمه بان يعترف بانها من عند الله. ويتحدث عن ذلك وتستعمل هذه اه هذه - 00:32:04
الامور في طاعة الله جل وعلا. وفي هذه الايات تخصيص الله لسليمان بخصائص لم تكن لاحد من بعده ومن ذلك ان الريح قد سخرت له فهي تجري بامره اذا قال اذهبي من هنا ذهبت واذا قالت يا ايها الريح من ها هنا اتت فهي تجري - 00:32:36
بامره وفي هذا معجزة لسليمان عليه السلام وفي هذه الايات ان ارض الشام ارض مباركة بمعنى ان الخيرات فيها مضاعفة وفي هذه الايات سعة علم الله جل وعلا. فهو لا يخفى عليه شيء من احوال الناس. بل هو مطلع - 00:33:03
على جميع افعالهم خفاياهم لا يخفى عليه شيء من شؤونهم وهكذا في هذه الايات ان الله جل وعلا قد مكن سليمان من تسخير الشياطين وقد جاء في اية الصاد قال وهب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي. فوهب الله له شياطينا الجن - 00:33:29
يعملون له وهذا خاص بسليمان عليه السلام. ولذا لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم شيطانا في الليل امسكه فلما تذكر دعوة سليمان اطلقه. قال ومن الشياطين من له في هذا جواز اخذ اللؤلؤ والمرجان من البحار واخذ المعادن من وسط - 00:34:03
الارض وقوله يغوصون له فيها اشارة الى اختصاص ذلك بسليمان عليه السلام. وفي هذه الايات الانتفاع بالحديد في كل امر يمكن الانتفاع به فيه وفي هذه الايات قدرة رب العزة والجلال على حفظ الشياطين - 00:34:33
وفي هذه الايات ان العبد اذا اصابه شيء من البلاء صبر فكان خيرا له وفيها فضل ايوب عليه السلام وفي هذه الايات دعاء ايوب لله جل وعلا. حينما قال اني مسني الضر - 00:35:00
وانت ارحم الراحمين وفي هذا التوسل الى الله جل وعلا بعرض الداعي حاجته واضطراره من يدعوه وفي هذه الحالة ايات التوسل الى الله جل وعلا باسمائه وصفاته المناسبة. ولذا قال ايوب هنا وانت ارحم - 00:35:25
الراحمين. وفي هذه الايات سرعة اجابة الله لدعاء الداعين. فان السنوات التي تمضي هي بمثابة اللحظات الى في حق رب العزة والجلال وفي هذه الايات تفضل الله على ايوب انكشف ما حصل به من ضر - 00:35:54
وفي هذا ان جزاء الاحسان هو الاحسان وفي هذه الايات تفضل الله على ايوب بان وهبه اولادا يماثلون اولاده السابقين. واعاد له زوجته لتكون شابة وفي هذه الايات ان نزول العذاب بالكافرين رحمة بالمؤمنين - 00:36:21
ولذا قال رحمة من عندنا. وفي هذه الايات ان العبد ينبغي به ان يتأمل في قصص الانبياء وان يأخذ من ذلك العبرة والعظة. ولذا قال وذكرى اي انهم يتذكرون ويتعظون - 00:36:50
للعابدين اي الذين يستمرون على العبادة ثم ذكر جل وعلا الانبياء الثلاثة. وفيها فضيلة الصبر وعظم اجر الصابرين. والصبر قد يكون على ما يلحق الانسان من الاذى خصوصا عند دعوته الى الله او ما يصيبه من المصائب او - 00:37:10
او الصبر يكون بالتزام تنفيذ الاوامر واجتناب المناهي بانواعها وفي هذا دلالة على انه ينبغي بالانسان ان يكون من اهل الصلاة حتى يكون هذا من اسباب نزول رحمة الله جل وعلا به - 00:37:38
فهذه ايات عظيمة فيها فوائد كثيرة. اسأل الله جل وعلا ان يوفقني واياكم لخيري الدنيا اخره وان يجعلني واياكم من الهداة المهتدين. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين - 00:38:05
- 00:38:35
التفريغ
الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فهذا لقاء جديد من لقاءات تفسير سورة الانبياء حيث ذكر الله جل وعلا في هذه السورة سيرة الانبياء وطريقتهم في كون اقوامهم يستهزئون بهم - 00:00:00
ويعترضون عليهم فتكون العاقبة الحميدة لانبياء الله وتكون العاقبة السيئة لاعدائهم كما قال تعالى ولقد استهزأ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون وفي هذا اليوم - 00:00:31
نستعرض عددا من قصص انبياء الله عليهم السلام. حيث ارسلهم الله لهداية البشرية لنشر التوحيد بالدعوة الى سلوك الطريق الموصل الى رضا الله. والفوز بجنته فيجابههم اقوامهم بانواع من انواع التكذيب والاستهزاء والسخرية فتكون العاقبة الحميدة لانبياء الله - 00:00:54
اه ومن ذلكم ما نذكره في هذا اليوم من تفسير الايات من الاية الرابعة والسبعين الى الاية السادسة والثمانين من سورة الانبياء بعد ان ذكر الله جل وعلا قصة ابراهيم - 00:01:24
وان الله قد تفضل عليه فاتاه رشده. كما في قوله جل وعلا ولقد اتينا ابراهيم رشده من قبل اشار الى انه نجاه ولوطا الى الارض التي بارك فيها للعالمين ثم اشار الى قصة نوح الى قصة لوط عليه السلام. فقال سبحانه ولوطا اتيناه - 00:01:45
حكما وعلما. فكما اوتي ابراهيم رشده اوتي لوط الحكم والعلم والحكم قد يقصد به الفصل في القضاء بين الخصومات وقد يقصد به الحكمة التي هي النبوة واما العلم فمعرفة رب العزة والجلال والعلم بشرعه - 00:02:16
اوامره فالله جل وعلا يتفضل على من شاء من عباده بذلك وكان من فضل الله عليه نجاه من القرية التي كانت تعمل الخبائث قيل بان هناك قرى متعددة كان منها من يفعل الخبائث - 00:02:47
ابتداء بالشرك بالله عز وجل الى فعل فاحشة اللواط ولما دعاهم لوط الى التزام شرع الله والابتعاد عن الخبائث. لم يستجيبوا له. ولم ينقادوا لدعوته. بل كانوا قوما سوء فاسقين. اي ان فسقهم بخروجهم عن الطاعة الى المعصية - 00:03:09
جعلهم قوم سوء اي انهم يستمرون على هذا الخلق فكان ذلك طبعا لهم. ومن هنا فانهم لم يستجيبوا لنبي الله لوط عليه السلام فنزلت بهم العقوبة حيث قلب الله ديارهم عليهم. اما لوط فادخله الله في رحمته - 00:03:39
الرحمة الدنيوية بالنجاة من العذاب والسلامة من اذى المشركين والرحمة في الاخرة بدخول الجنان ورفعة الدرجة فيها. وعلل ذلك بانه من الصالحين. فان من حروف فمن كان صالحا مستجيبا لامر الله فان الله جل وعلا يرحمه. ويلتفت - 00:04:05
الى وصف الرحمة كما ذكرها هنا وذكرها في مواطن اخرى من هذه الايات. كما في ايوب وانت ارحم الراحمين ثم ذكر جل وعلا قصة اخرى الا وهي سيرة نوح عليه السلام. فقال ونوحى اي واذكر نوحا - 00:04:33
اذا اتاه الله الرشد والحكم والعلم ونأذ نادى من قبل اي انه دعا قومه الى التوحيد وترك الشرك وعبادة الاصنام. سنين متطاولة فلم يستجيبوا له في دعوته فما كان منه الا ان دعا الله جل وعلا ان يهلك قومه. وهذا معنى قوله اذ نادى من - 00:04:58
قبلوا اي انه قد نادى ربه بان يهلك المشركين الظالمين قبل انبياء الله الذين قبل من موسى وهارون وابراهيم ولوط عليهم السلام فاستجاب الله له دعاءه وحقق له مطلوبه فنجيناه اي انجاه الله عز وجل من الغرق العظيم والطوفان الكبير هو واهله - 00:05:26
من اتباعه الذين ساروا معه نوح ومن سار وامن معه اذ نجاهم من الكرب العظيم. والكرب المراد به ام النفسي الذي يملأ النفوس حنقا وكآبة سوءا حال العظيم. وهكذا الكرب يطلق على الضائقة الشديدة. فلما - 00:06:02
وغرقوا في البحر كان ذلك من اسباب نزول الكرب العظيم بهم. ثم قال ونصرناه من القوم الذين كذبوا باياتنا اعانه الله فنجاه فانتصر على اولئك القوم. وقال ونصرناه من القوم ولم يقل نصرناه - 00:06:36
على القوم لما في ذلك من بيان ان الله جل وعلا كما دافع عنه حماه ليشتمل المعنى جميعا هذه الافعال من القوم الذين كذبوا باياتنا حيث ان نوحا عليه السلام كان يذكرهم بايات الله ويخوفهم من شديد عذابه لكنهم كذبوا - 00:07:00
به ولذا اغرقهم الله اجمعين. انهم اي السبب في نزول هذه العقوبة بهم كانوا قوم وان اي ان الشر والسوء والظلال قد انطبع على نفوسهم فاصبحوا قوما سواء ولذا اغرقهم الله فاجأهم الطوفان واخذهم جميعا ولم يبقوا - 00:07:31
منهم احدا ومن القصص العجيب قصة قصة داوود وسليمان وهما نبيان من انبياء الله اتاهم الله رشدا اتاهم علما وحكما واتاهم الله من نعيم الدنيا. الملك العظيم الجرارة والاموال المتعددة - 00:08:02
والممالك المتسعة فقد اتاهم الله من الخيرات الدنيوية الشيء الكثير. فاستعملوها في طاعة الله. فكانوا من الزاهدين لان الزاهد من استعمل الدنيا في طاعة الله وليس معنى الزاهد من ترك الدنيا - 00:08:33
قال وداوود وسليمان يعني اذكرهما واذكر ان الله قد اتاهما رشدهما واذكر اذ يحكمان في الحرث لما تولى داود وسليمان الحكم كانوا يتولون القضاء بانفسهم. فكأن الله جل وعلا اراد ان يذكر بان هذين النبيين كان لهما - 00:09:00
من التصرف في امور الدنيا شيء كثير ومن ذلك ما يتعلق بالقضاء. فقد كانوا يقضون بين الناس ومن ذلك ما ذكره الله جل وعلا في هذه في هذه الايات. اذ يحكمان اي يقضيان - 00:09:25
في الحرث يعني في الزراعة اذ نفشت فيه غنم القوم اي رعت فيه بالليل وكنا لحكمهم شاهدين. اي ان داوود حكم فيها وسليمان حكم فيها. وخلاصة قصتي هذين النبيين في هذه المسألة - 00:09:48
ان اناسا كانوا يملكون مزارع وكان اخرون يملكون اغناما يرعونها وكان عند الاغنام رعاة هذه الاغنام قامت بدخول المزارع والحرث بالليل. فاهلكت تلك شارع في ليلها. فجاء اهل المزارع يشتكون عند داوود. فحكم داوود بان الاغنام - 00:10:13
تكون لاصحاب الحرث نظير ما تلف من اموالهم في الزروع فسمع سليمان بقضاء والده فقال فاستأذن من والده في ان يحكم فيها فحكم فيها سليمان بعد اذن والده بان اصحاب الحرث يأخذون تلك الاغنام. يستفيدون من البانها ومن - 00:10:51
اصوافها ومن اولادها لمدة عام كامل. في مقابل ان اصحاب الاغنام يأخذون الحرث فيقومون بي تنميته وزراعته وسقيه ليعود على حاله الاول وحينئذ سلم داوود لسليمان في هذه القضية فاعاد الحكم فيها على وفق ما - 00:11:20
حكم به سليمان قال الله وكنا لحكمهم اي لقضائهم في هذه المسألة وفي غيرها من القضايا شاهدين اي نطلع على قضائهم ونعرف حقيقة قضائهم. قال تعالى ففهمنا يا سليمان اي ان سليمان عرف المأخذ فيها وتمكن من الوصول الى حكم قضائي - 00:11:52
يعيد الامور الى نصابها. ويكون من اسباب وصول الحقوق لاصحابها. قال ففهمنا اها سليمان. وفي هذا دلالة على ان سليمان قد اصاب في هذه المسألة. قال الا وكلا يعني من داوود وسليمان او من الانبياء اتينا حكما اي نبوة - 00:12:22
وعلما اي معرفة بامر الله جل وعلا. ثم قال وسخرنا مع داوود الجبال يسبحن والطير. اي ان الله جل وعلا قد جعل الجبال تجيب داوود عند تسبيحه. فاذا سبح داوود سبحت الجبال - 00:12:52
كون هذا من اسباب امتلاء القلوب من هيبة سليمان عليه السلام وقد قيل بان داوود كان هاربا من ملك من الملوك كان في البراري فاذا سبح سبحت الجبال حتى غزا مع طالوتا ضد جالوت فقتل داود جالوتا - 00:13:16
اتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء فكان في وقت هروبه اذا سبح سبحت الجبال معه ليأنس بها. والجمهور على ان هذا كان بعد ملك داود وهكذا سخر الله جل وعلا الطير مع داوود - 00:13:47
قال وكنا فاعلين. اي ان جعل الطير مسخرة لسليمان وجعل الجبال مسخرة تسبح بتسبيحه هذا ليس بمعجز في قدرة الله جل وعلا ولذا قال وكنا فاعلين وتسخير الجبال بالتسبيح وتسخير الطير بالتسبيح وبغيره من انواع - 00:14:14
تسخير. قال تعالى وعلمناه اي ان الله جل وعلا قد تفضل على داوود بان جعله يتمكن من اذا بتي الحديد ولذا قال وعلمناه صنعة لبوس لكم اي تلبسونها آآ لتحسنكم من بأسكم. اي - 00:14:46
ان هذه الانواع من الحديد من الدروع ونحوها. اذا لبستموها تمكنتم بها من وقاية ابدانكم من اعدائكم في حال المقاتلة. ولذا قال لتحسنكم من بأسكم اي لتحجز عنكم ظربات اعدائكم فتسلم ابدانكم. فهل انتم شاكرون - 00:15:11
فهل انتم شاكرون؟ اي يحظهم الله جل وعلا على شكر هذه النعمة التي سخرها لهم وبعض اهل العلم قد قال بان هذا خاص بداود عليه السلام. وانه كان يتمكن من اذابة - 00:15:41
الحديد بدون ان يكون هناك اسباب تذيب الحديد ولعل الاظهر ان داوود عليه السلام تمكن من اذابة الحديد امور عرفها الناس بعد ولذا قال صنعة لبوس لكم في خطاب لكل قارئ للقرآن مما يدل على - 00:16:04
لان المهارة التي جاءت عند الناس في التعامل مع الحديد كانت منذ عهد داوود عليه السلام ثم ذكر جل وعلا مزية اخرى اتاه لسليمان. فقال ولسليمان الريح لما قدم الجار والمجرور في قوله لسليمان - 00:16:30
دل هذا على اختصاص سليمان بذلك وقد قال الطائفة بان المراد بالريح التي اوتي سليمان انه كان يركبها فيركب البساط على ويتمكن من الانتقال والاسفار في المسافات البعيدة في الاوقات اليسيرة - 00:16:53
كما قيل بان الرياح في البحار كان كانت تحت امر سليمان عليه السلام. ولذا ازدهرت التجارات في عهده وكثرت الاسفار في وقته. ولذا قال ولسليمان الريح عاصفة اي تجري بسرعة وبقوة - 00:17:19
تجري بامره اي هذه الريح العاصفة تسير بامر سليمان الى الارض التي باركنا فيها. اي ان الله جل وعلا قد سخر له ريحا موسمية وبالتالي تنقل السفن الى بلاده. وقد كان بالشام - 00:17:43
والشام ارض مباركة. ولذا قال الى الارض التي باركنا فيها. اي اكثرنا فيها من الخيرات واكثرنا فيها من انواع النبات والثمار. قال وكنا بكل شيء عالمين. اي ان الله جل - 00:18:04
وعلى يعلم اسرار الكون وخفاياه. وبالتالي مكن انبيائه من الانتفاع هذه الخصائص الكونية التي توجد في الكون قال تعالى ومن الشياطين اي سخرنا لسليمان طائفة من الشياطين من شياطين الجن - 00:18:24
من يغوصون له اي يدخلون في اعماق البحار فيستخرجون ما فيها من اللؤلؤ والمرجان كذا وقد يكون ان وقد يكون المراد انهم يغيصون في الارض فيستخرجون ما فيها من الكنوز. ويعملون - 00:18:50
عملا دون ذلك. اي اي للشياطين مهام واعمال سوى ذلك. دون دون الغوص في البحار. ومن ذلك انهم كانوا يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان الجواب وقدور راسيات ونحو ذلك. قال وكنا لهم حافظين. اي ان الله جل وعلا - 00:19:10
يحفظ هؤلاء الشياطين فيحفظهم فلا يعتدي بعضهم على بعض ويحفظهم فلا يعتدون على عباد الله اه ويحفظهم من ان يعودوا على سليمان بما لا يناسب ثم ذكر الله جل وعلا قصة اخرى الا وهي قصة ايوب عليه السلام حيث ذكر الله جل وعلا ان - 00:19:39
من صفة داود وسليمان انهم كانوا يشكرون الله على هذه النعم الدنيوية العظيمة تناسب ان يذكر من كانت حاله بضدهم ممن ابتلي بالبلاء العظيم. ومن ذلك ما يتعلق بايوبا عليه السلام وايوب نبي من انبياء الله اتاه الله مالا كثيرا وولدا وفيرا - 00:20:06
وصحة وعافية في بدنه فاذهب الله الجميع في لحظات فخسر ماله وذهب اولاده ومرض في بدنه حتى لا يستطيع ان يحرك شيئا من اعضاء بدنه حتى ان طعامه ليوضع في فيه - 00:20:36
قال تعالى وايوب اذ نادى ربه اي انه خاطب الله جل وعلا ودعا الهه الذي لا زال ينعم وعليه بصنوف النعم فقال في دعائه ومناجاته اني مسني الضر اي جاني - 00:21:00
من الامراض البدنية في بدن ما اعجزني عن الحركة وقال هنا مسني تأدبا مع الله جل وعلا كانه لم يصبه من الضر الا الشيء اليسير بمقدار مس اليد ده ثم ذكر بفضل الله جل وعلا فقال وانت ارحم الراحمين. فارحم صيغة مبالغة - 00:21:23
يعني بلغ درجة عالية في الرحمة قال فاستجبنا له اي ان الله جل وعلا اجاب له دعاءه فكشفنا ما به من ضر اي ان الله جل وعلا ازال ذلك الضر الذي كان قد اصاب بدنه فشفي عليه - 00:21:54
سلام فكشفنا ما به من ضر اي رفعناه وازلنا المرض الذي فيه فعادت الى بدنه قواها فاصبح ينتفع باعضاء بدنه. قال واتيناه اهله قال بان المراد ان الله جل وعلا هيأ له زوجه - 00:22:18
اعاد له اولاده فانهم بعد حادثته الاولى ضاعوا وتفرقوا في الارض فاعدهم الله جل الاله وهناك من قال بان الله قد رزقه اولادا لان الاولاد الاولين قد ماتوا. فرزقه الله جل وعلا - 00:22:44
اولادا يماثلون عدد اولاده الاولين يكونون ظعفا لهم ولذا قال واتيناه اهله ومثلهم معهم وبعضهم قال بان الله قد احياهم ثم قال رحمة من عندنا اي ان ذلك من فضل الله جل وعلا. ومن رحمته سبحانه وتعالى - 00:23:06
و في ذلك ايضا ذكرى للعابدين. فان العابدين الذين يعبدون الله وحده يتذكرون ذلك فضل الله جل وعلا ونعمته فيكون هذا من اسباب رجوعهم الى الله وصلاحهم ومن ثم يكون هذا من اسباب نزول رحمة الله بهم - 00:23:36
ثم قال تعالى واسماعيل اي لقد اتينا اسماعيل رشدا. واذكر اسماعيل في صبره فان اسماعيل قد قاسى امورا كثيرة فمنها معيشته في هذا الوادي حينما لم يكن فيه شجر ولا ماء ثم ابتلاه الله جل وعلا العيش في هذا الوادي مع اناس - 00:24:04
لا يمت بهم بصلة ثمان الله ابتلاه برؤيا ابراهيم عندما رأى انه يذبح ولده فاستسلم لذلك. وهكذا في ادريس عليه السلام. فان الله جل وعلا قد ابتلاه بانواع من الابتلاءات الدنيوية فصبر عليها - 00:24:34
وهكذا في قصة ذي الكفل والكفل هو الحمل الذي يتعب في رفعه وحمله ويصدق ويضع على نصيب الانسان. قال كل من الصابرين هؤلاء من انبياء الله قد لحق بهم من اقدار الله عز وجل ما جعلهم يصبرون - 00:25:00
ومن صبر كانت العاقبة له وكانت مالات الامور له. ولذا قال وادخلناهم في رحمتنا اي ان الله رحمهم في الدنيا وفي الاخرة. فابعد عنهم ما يؤذيها ما يؤذيهم. في الدارين ثم علل ذلك - 00:25:27
بكونهم من الصالحين اي الذين عبدوا الله جل وعلا عبادة صحيحة تامة على وفق ما يريد الله جل وعلا. ففي هذه الايات من الاحكام فضيلة نبي الله نوح ما اشاد الله به عليه في هذه الايات. وما اثنى به عليه - 00:25:47
وفي هذه الايات ان لوط النبي من انبياء الله قد اتاه الله الحكم والعلم وفي هذه الايات ان عمل الخبائث من اسباب نزول العقوبات الدنيوية مع ما ينتظر اصحابها من - 00:26:17
عقوبة اخروية و في هذه الايات ان من رحمه الله جل وعلا فقد فاز ورحمة الله لها اسباب من عند العبد كونوا بصلاحه واستقامته على الصراط المستقيم. وفي هذه الايات فظل نوح عليه السلام وعظم - 00:26:37
مكانته فهو اول رسل الله الى البشرية وفي هذه الايات فضيلة الدعاء والتغيب فيه وفيها تفضل الله جل وعلا على الداعين باجابة دعواتهم والاستجابة لهم وفي هذه الايات ان الله جل وعلا ينصر انبيائه واولياءه على من يضادونهم - 00:27:05
ويقابلونهم وفي هذه الايات ان من انطبعت نفسه على الشر والسوء فسيستمر على ذلك مهما ما حصل عليه من امور ومهما توجه اليه من الدعاة وفي هذه الايات فظل داوود وسليمان عليهما السلام. وبيان انهما كانا من ملوك زمانهما ومع - 00:27:37
ذلك لم ينقص ذلك من مكانتهما وفي هذه الايات ان صاحب الولاية الامام الاعظم يتولى امور دولته بنفسه فهذا هو الاصل لذا جاء في النصوص السمع والطاعة لصاحب الولاية ولا يكون له سمع وطاعة الا عندما يكون له - 00:28:07
امر ونهي وتنفيذ. وفي هذه الايات ان الامام الاعظم يجوز له ان يتولى القضاء بنفسه. وفي هذه الايات بيان ان مملكة داوود وسليمان قد حاجت على ترتيبات عظيمة. وكان لها لها انظمة متعددة - 00:28:34
ومن ذلك ما يتعلق بانظمة القضاء وفي هذه الايات بيان ان اهل الاغنام عليهم حفظ اغنامهم بالليل. وان على اهل الزروع ان يحفظوا زروعهم في النهار. وفي هذه الايات جواز ان يشترك جماعة في - 00:29:06
قطيع الغنم وانه لا حرج عليهم في ذلك. وفي هذه الايات تولي القاضي الحكم بين المتخاصمين وفي هذه الايات ان من قضى بقضاء فتبين له ان غيره هو الاصوب حكم بما - 00:29:32
ما هو اصوب وفي هذه الايات جواز الاجتهاد في المسائل العارضة. كما اجتهد داوود وسليمان وفيها ان المصيب من المجتهدين واحد وان ما عاداه مخطئ. ولذا قال ففهمناها سليمان وفي هذه الايات ان من استبان له الحق وجب عليه الاخذ به والرجوع اليه - 00:29:53
وفي هذه الايات فظل الله جل وعلا على داوود وسليمان بان اتاهم الحكمة وآآ الحكم والعلم وفي هذه الايات فضل الله جل وعلا على داوود عليه السلام بان سخر الجبال وذللها وصغرها - 00:30:24
اه لتكون في امرة سليمان اذا سبح رافعا صوته فانها تسبح كتسبيح وهكذا الطير اخذ من هذا ان داود عليه السلام كان له صوت جميل ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لقد اوتيت مزمارا من مزامير ال داود - 00:30:47
وفي هذه الايات ان تدبير الكون عند رب العزة والجلال. وانه كما يجري كما يجري الامور على سننه الكونية فانه قد يجري بعض الامور على خلاف السنن الكونية التي اعتادها الناس. وفي هذه الايات تفضل الله - 00:31:17
جل وعلا على داوود ومن بعده بان سخر لهم الحديد يتمكنون من امانته و صباغته على وفق حوائجهم. ومن ذلك ان يصنعوا منه الدروع التي تقيهم شر اعداء اي هم وفي هذه الايات - 00:31:39
ان ما يكون في المعارك من بأس وقوة فانما هو من فانما هو منة من الله جل وعلا. وفي هذه الايات الترغيب في شكر الله جل وعلا على نعمه بان يعترف بانها من عند الله. ويتحدث عن ذلك وتستعمل هذه اه هذه - 00:32:04
الامور في طاعة الله جل وعلا. وفي هذه الايات تخصيص الله لسليمان بخصائص لم تكن لاحد من بعده ومن ذلك ان الريح قد سخرت له فهي تجري بامره اذا قال اذهبي من هنا ذهبت واذا قالت يا ايها الريح من ها هنا اتت فهي تجري - 00:32:36
بامره وفي هذا معجزة لسليمان عليه السلام وفي هذه الايات ان ارض الشام ارض مباركة بمعنى ان الخيرات فيها مضاعفة وفي هذه الايات سعة علم الله جل وعلا. فهو لا يخفى عليه شيء من احوال الناس. بل هو مطلع - 00:33:03
على جميع افعالهم خفاياهم لا يخفى عليه شيء من شؤونهم وهكذا في هذه الايات ان الله جل وعلا قد مكن سليمان من تسخير الشياطين وقد جاء في اية الصاد قال وهب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي. فوهب الله له شياطينا الجن - 00:33:29
يعملون له وهذا خاص بسليمان عليه السلام. ولذا لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم شيطانا في الليل امسكه فلما تذكر دعوة سليمان اطلقه. قال ومن الشياطين من له في هذا جواز اخذ اللؤلؤ والمرجان من البحار واخذ المعادن من وسط - 00:34:03
الارض وقوله يغوصون له فيها اشارة الى اختصاص ذلك بسليمان عليه السلام. وفي هذه الايات الانتفاع بالحديد في كل امر يمكن الانتفاع به فيه وفي هذه الايات قدرة رب العزة والجلال على حفظ الشياطين - 00:34:33
وفي هذه الايات ان العبد اذا اصابه شيء من البلاء صبر فكان خيرا له وفيها فضل ايوب عليه السلام وفي هذه الايات دعاء ايوب لله جل وعلا. حينما قال اني مسني الضر - 00:35:00
وانت ارحم الراحمين وفي هذا التوسل الى الله جل وعلا بعرض الداعي حاجته واضطراره من يدعوه وفي هذه الحالة ايات التوسل الى الله جل وعلا باسمائه وصفاته المناسبة. ولذا قال ايوب هنا وانت ارحم - 00:35:25
الراحمين. وفي هذه الايات سرعة اجابة الله لدعاء الداعين. فان السنوات التي تمضي هي بمثابة اللحظات الى في حق رب العزة والجلال وفي هذه الايات تفضل الله على ايوب انكشف ما حصل به من ضر - 00:35:54
وفي هذا ان جزاء الاحسان هو الاحسان وفي هذه الايات تفضل الله على ايوب بان وهبه اولادا يماثلون اولاده السابقين. واعاد له زوجته لتكون شابة وفي هذه الايات ان نزول العذاب بالكافرين رحمة بالمؤمنين - 00:36:21
ولذا قال رحمة من عندنا. وفي هذه الايات ان العبد ينبغي به ان يتأمل في قصص الانبياء وان يأخذ من ذلك العبرة والعظة. ولذا قال وذكرى اي انهم يتذكرون ويتعظون - 00:36:50
للعابدين اي الذين يستمرون على العبادة ثم ذكر جل وعلا الانبياء الثلاثة. وفيها فضيلة الصبر وعظم اجر الصابرين. والصبر قد يكون على ما يلحق الانسان من الاذى خصوصا عند دعوته الى الله او ما يصيبه من المصائب او - 00:37:10
او الصبر يكون بالتزام تنفيذ الاوامر واجتناب المناهي بانواعها وفي هذا دلالة على انه ينبغي بالانسان ان يكون من اهل الصلاة حتى يكون هذا من اسباب نزول رحمة الله جل وعلا به - 00:37:38
فهذه ايات عظيمة فيها فوائد كثيرة. اسأل الله جل وعلا ان يوفقني واياكم لخيري الدنيا اخره وان يجعلني واياكم من الهداة المهتدين. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين - 00:38:05
- 00:38:35