الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فان الله تعالى لما ذكر قصة زكريا ويحيى وما فيها من العجائب حيث ولد يحيى مع كبر سن والده زكريا - 00:00:09
ومع كون امه عاقرا. فهذه اية عظيمة حينئذ ذكر الله جل وعلا قصة مريم التي جاء فيها عجب عظيم. الا وهو انها ولدت من غير ان يأتيها زوج ولا غيره - 00:01:11
فكانت قد احسنت فرجها فقدر الله جل وعلا ان يأتي لها الولد بدون ان يكون ذلك ناتجا من سبب معهود يعهده الناس ولذا قال تعالى واذكر في الكتاب اي ذكر الناس وعرفهم بقصة عظيمة - 00:01:34
وردت في كتاب الله عز وجل القرآن الكريم الا وهي قصة مريم عليها السلام حيث نوه الله جل وعلا بذكرها واثنى عليها وبين نزاهتها ورفع مكانتها حيث ذكر قصصها في عدد من ايات كتابه - 00:01:57
ومن ذلك ما ذكره الله جل وعلا في هذه السورة. حيث قال اذ انتبذت اي ابتعدت. و ابت الى مكان بعيد من اهلها في مكان شرقي اي في الجهة الشرقية وكان آآ وكان - 00:02:23
آآ وكانت هذه الجهة جهة معظمة عندهم. وذلك انهم يعظمون التوجه للشرق فاتخذت من دونهم حجابا. اي ارادت ان تتقرب لله بانواع العبادات فسترت نفسها بنوع من انواع الحجاب اما جدران او برواق او بشيء من - 00:02:43
اموري من الحواجز الطبيعية. قال تعالى فارسلنا اليها. اي امرنا جبريل الى ان يأتي اليها. فارسل الله جل وعلا جبريل كما قال فارسلنا اليها روحنا. وسمي جبريل جبريل بهذا الاسم لان الله قد وكل به انزال الوحي الذي به حياة القلوب. وروحها - 00:03:15
فتمثل لها اي جاءها بصورة رجل سوي من البشر. فقال فتمثلا اي تصور وتشكل بصورة بشر اي صورة رجل سوي اي كامل الخلقة لا يرى ولا يشاهد عليه اثر من اثار الفسق والمعصية. فحينئذ - 00:03:45
خشيت منه من جهة بينما حاله وظاهر شكله يدل على انه من اهل التقوى. ولذلك تعوذت بالله منه فقالت اني اعوذ بالرحمن منك اي التجئ الى الله واحتمي به سبحانه - 00:04:16
من الله ان تقربني خصوصا ان منظرك وهيئتك على هيئة الصلاح والتقوى. فما كان من الملك الا ان قال لها انما انا اي مهمتي محصورة في كوني قد ارسلت من عند الله جل وعلا - 00:04:36
فانا رسول ربك الهك الذي خلقك من اجل ان يهبك الله غلاما ذكيا فالله قد قدر لك ان تلدي بي الغلام طاهر الزكي فحينئذ تفاجأت بهذه المقالة فقالت انى يكون لي غلام؟ كيف يكون لي غلام؟ وكيف الد - 00:04:59
وانا لم يمسسني بشر لم يقربني رجل لا بزواج ولا بغيره. ولم اك بغي وليس من شأني اني من البغايا اللواتي يأتيهن الرجال الاجانب ومن ثم قد احمل مما ينزل من الرجل ولو نزل على فراش ونحوه - 00:05:28
فقال الملك كذلك. اي هذا الامر وهذا التقدير من عند رب العزة والجلال. فالله هو الذي امر بذلك بان يهب لك غلاما زكية فقال والله جل وعلا لا يصعب عليه ذلك. فهو كما خلق ادم من غير ابوين. وكما يسر - 00:05:55
قريت يانا يحيى والد كبير ووالدة عقيم فانك فانك لا تستغربين ان يقدر الله جل وعلا عليك الولد بدون ان يكون هناك زوج ولا يكون هناك بغي. ولذا قال قال ربك هو علي هين. وهناك حكم عظيمة - 00:06:25
من ذلك ولذا قال ولنجعله اية للناس. اي ان تقدير هذا الامر ليكون علامة فاضحة ودليلا وبرهانا على قدرة رب العزة والجلال. وفي نفس الوقت هو رحمة من عند الله جل وعلا فهو رحمة بنفسه اذ اصبح نبيا من انبياء الله من اولي العزم - 00:06:56
رحمة بوالدته التي نوه بذكرها. ولا زال الناس يعرفونها ويعرفون فضلها وهو رحمة للناس الذين في عهده ومن امن به من بعد عهده ما انار لهم من طريق الى الله جل وعلا. وكان امرا مقظيا. اي هذا التدبير بان تحملي بهذا الغلام من - 00:07:25
اوامر الله جل وعلا التي قدرها الله وقضاها. ومن ثم لا مناص من ذلك فحينئذ حملته مباشرة بمجرد ان بمجرد ان نفخ فيها من كلمة الله عز وجل. فانتبذت به. اي ابتعدت وحاولت الا - 00:07:55
احدا من قرابتها فانتبذت به مكانا قصيا. اي محلا بعيدا من اجل الا يشاهد ايدها احد وهي تحمل بهذا الغلام في بطنها فأجاها المخاض الفاء هنا للتعقيب. ولذا قال بعض المفسرين بان حملها لم يستمر وقتا طويلا. فاجاب - 00:08:22
اهل مخاض اي فاجأها واتاها على حين على حين لم تكن تستعد فيه قاض والمخاض هو الولادة فحينئذ الجأها ذلك الى ان تكون بجوار جذع نخلة. والنخلة شجر التمر وجذعها هو اصلها الذي يربط ما بين فروعها والارظ. وحينئذ جاء - 00:08:50
ان تحت جذع النخلة. ومن المعلوم ان جذع النخلة عسير صعب. لا يستطيع احد ان تريكة هو حينئذ لما شاهدت انها ستلد خشية على نفسها من قالت السوء وقدرت بماذا يجابهها قومها وقرابتها؟ وقد جاءت اليهم بمولود وحينئذ طرقها من - 00:09:24
من الحزن الخوف مما يأتي شيء كثير. ولذلك تمنت الموت لعدم معرفتها بعواقب الامور. ولعدم معرفتها بما سيقدره الله جل وعلا. فقالت يا ليتني اي تمنت ان تموت يا ليتني مت قبل هذا اي قبل ولادة هذا المولود ليستريح من كلام الناس - 00:09:56
ومن تعييرهم ومما قد يكون في مستقبل ايامي وكنت نسيا منسيا، اي كنت شيئا يسيرا، مثله ينسى، وقد نسي. فان الاشياء افهة اذا لا يلتفت اليها الناس ومتى تركوها نسيانا لها لم يأبهوا لها. فتمنت ان - 00:10:30
هنا كذلك ولم تعلم بان الخير فيما قدره الله لها. وبان ما كان من شأنها فانه سيكون سببا لتنويه للتنويه بذكرها وبقائه الى قيام الساعة. فناداها قيل ناداها الملك من تحتها لانها كانت في ربوة - 00:10:56
وكان في ارض منخفضة وقيل بان الذي ناداها هو ابنها حينما خرج من بطنها. فناداها الا تحزني اي لا تتألمي. لما كان من حالك ولا يلحقك شيء من التأسف بسبب هذه الولادة. فان الله جل وعلا قد قدر ذلك. ثم قال قد جعل ربك تحت - 00:11:24
اي ان الله جل وعلا اجرى نهرا تحتها تتمكن من الشرب منه بدون ان يكون عليها ادنى كلفة فهذا اية عجيبة قدرها الله لها من اجل ان يطمئن قلبها. ومن اجل الا تحزن - 00:11:57
ويلحقها شيء من الخوف والاسى وقال لها هزي اليك بجذع النخلة. اي حركي جذع النخلة. وجذع النخلة في الاصل صلب متين امرأة الوالد يلحقها من التعب والعجز ما يجعلها تعجز عن تحريك الشيء اليسير. فكيف - 00:12:21
جذع النخلة وما ذاك الا ان الله جل وعلا اراد ان يعلم الناس ان النتائج لا تكون الا الا باسباب ولو كانت باسباب ضعيفة ولذا قال لها هزي اي حركي اليك بجذع النخلة اي حركيه جهتك - 00:12:46
تساقط عليك رطبا جنيا اي يكثر ما يسقط منها من الرطب من ثمرها من التمر الذي جني حديثا وجنيا اما ان يكون كثيرا واما ان يكون مجموعا واما ان يكون - 00:13:09
رطبا جنيا اي الان قد جني وخريف من نخلته فقال لها كلي من ذلكم التمر واشربي من ذلكم النهر وقري عينا. اي اعلمي بان العاقبة ستكون حميدة واهنئي بحالك وحينئذ - 00:13:29
انت تخشين من البشر وكلامهم. فاذا رأيت من البشر احدا فاشيري اليه. وقولي اني نذرت الرحمن صوما وكان من شأنهم ان يصومون عن الكلام. ولذا قالت فلن اكلم اليوم انسيا - 00:13:57
بمعنى انها لن تحادث احدا من الخلق من البشر وفي هذا استدراك لانها قد تحدث احدا من الملائكة فاتت به قومها. اي حملت مريم عليها السلام عيسى فذهبت به الى قومها وقرابتها تحمله - 00:14:21
بيان انه لا زال في المهد وانه لم يجري بعد. وكونه تكلم لا يعني انه كان يمشي فلما رأوها وقد جاءت حاملة لهذا الطفل قالوا لها يا مريم لقد جئت شيئا فريا - 00:14:48
اي حصل منك فعلة شنيعة وامر عجيب. كيف تأتينا بولد وهذا من امور الفرية تفترين على نفسك بالاتيان بولد وتكونين سببا من اسباب حديث الناس عنك بهذا الولد وحينئذ قالوا يا اخت هارون - 00:15:12
ومعناه ان هناك من هو اخ لها اسمه هارون غير النبي الاول الذي هو اخو موسى فكان هارون اخا لها فقالوا لها ما كان ابوك امرأة سوء اي انه لا يعرف عن ابوك سيرة سيئة وانما هو - 00:15:37
هو مين الصالحين وهكذا امك لم يكن من شأنها الا السيرة الطيبة ولم يعرف انها بغي تتجلى تجاوزوا لان تمكن الرجال الاجانب من نفسها. فذلك لم يكن من شأنها فاذا كان امرهم كذلك وكنت ابنة - 00:16:04
عمران وابنة لزوجته اولئك الاطهار الذين ذكر الله قصتهم في سورة ال عمران كيف يأتي منك الولد وحينئذ اشارت اليه فلم تكلمهم وكانها اشارت الى انها قد صامت عن الكلام في ذلك اليوم. واشارت اليه من اجل ان يخاطبوه. وان يتكلموا معه. فقالوا لها كيف - 00:16:29
من كان في المهد صبيا كيف نراد الحديث مع الصبي الصغير الذي لا زال في المهد وهو مولود حديث فما كان من عيسى عليه السلام الا ان تكلم فقال اني عبد الله. لتكون اول لتكون - 00:17:01
ان اول كلمة قالها اقرار بتوحيد الله جل وعلا. وبعبوديته لله عز وجل يرد مقالة اولئك الذين يفترون عليه يغلون فيه وينسبونه الى الله جل وعلا فقال اني عبد الله اتاني الكتاب اي انه جعلني من الانبياء وجعلني نبيا - 00:17:29
فاعطاني وانزل علي كتابا الا وهو كتاب الانجيل. وجعلني مباركا. اي ان كل تصرفنا تصرفه يترتب عليه نتيجة خير لمن تصرفته معهم ولذا كان يبرئ الاكمه والابرص بل كان يحيي الموتى - 00:18:01
وجعلني مباركا اينما كنت اي في اي مكان اذهب اليه واوصاني. يعني ان الله جل وعلا قد امره بالصلاة والزكاة الى دفع جزء من المال وقيل طهارة النفس ما ادمت حيا اي ما دمت على هذه الارظ - 00:18:29
وامرني رب العزة والجلال بالبر بوالدتي. ولذا قال وبرا بوالدتي ايحسن اليها واقوم بحوايجيها ولم يجعلني جبارا شقيا. اي لم يجعلني متكبرا شقيا ابحث عن الشقاء لنفسي او لغيري. ولذا قال والسلام علي يوم ولدت. اي - 00:18:55
السلامة من الشياطين ومن الشرور ومن المنكرات عليه يوم ولد وكذلك سلام عليه يوم يموت بحيث لا تتمكن الشياطين من اغواءه وصده عن توحيد والسلام عليه يوم يبعث حيا. بحيث يسلم من عذاب الله ومن نار جهنم - 00:19:24
وقال هنا السلام بالتعريف بينما في يحيى قال سلام لان عيسى عليه السلام من اولي العزم ومن خواص الانبياء وله من المكانة ما ليس ليحيى اه ثم قال تعالى ذلك عيسى ابن مريم. اي من تكلمنا عنه وذكرنا سيرته هو ذلكم النبي عيسى - 00:19:54
عيسى ابن مريم وهذا القول الذي ذكرناه هو قول الحق فيه فهو عبد من عباد الله اتت به مريم عليها السلام في وحي من عند الله جل وعلا. فهذا هو عيسى الذي فيه يمترون. اي يشكون في حاله - 00:20:22
ويختلفون ويضطربون فانه ينبغي ان يتقرر لديكم ان الله لا يحتاج الى ان يكون له ولد فان الانسان يحتاج للولد من اجل ان يعينه. والله قادر قوي لا يحتاج الى من يعينه. والانسان يحتاج - 00:20:44
رجل الولد ليبقى ذكره لانه سيموت. بينما الله جل وعلا حي لا يموت ابد الاباد وبالتالي لا يحتاج الى ان يكون له ولد. ولذا قال سبحانه اي تنزه جل وعلا من مقالة اولئك - 00:21:05
الكافرين حينما نسبوا الى الله الولد فان الله جل وعلا لا يعجزه ان يجعل مريم تأتي بعيسى بدون ان يكون له اب فانه اذا قضى وقدر امرا اي تقديرا فانما يقول له كن - 00:21:25
فيكون فالله جل وعلا هو المدبر لهذا الكون وان الله ربي وربكم اما ان يكون ذلك على لسان عيسى قاله لقومه ليبين انه عبد من عباده لله وان الالوهية حق لله. واما ان يكون الخطاب لمحمد صلى الله عليه وسلم. ومن بعده - 00:21:46
لمن تلا هذا الكتاب ولذا قال وان الله ربي اي هو الذي خلقني وهو الذي يتولى جميع شؤوني وهو كذلك ربكم. ولذلك فاعبدوه اي اجعلوا العبودية له وحده فلا تعبد احدا سواها. وفي هذا دليل على انقسام التوحيد الى توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية - 00:22:12
فان قوله ربي وربكم هذا توحيد الربوبية وقوله فاعبدوا هذا توحيد الالوهية وفيه دليل على ان توحيد الربوبية دليل على توحيد الالوهية. ثم قال هذا صراط مستقيم. اي ان المنهج - 00:22:42
واضح لا اعوجاج فيه. يوصل الى الله والى رضاه ومن ذلك الاقرار لانبياء الله بانهم عباد من عباد الله كرمهم الله جل وعلا بالوحي فما كان من الناس الا ان اختلفوا في عيسى. فاختلف الاحزاب من بينهم - 00:23:02
فاليهود قالوا بانه ابن بغي وتكلموا عليه بالسوء والنصارى اختلفوا فيه. فمنهم من قال بانه الله ومنهم من قال هو ابن الله. ومنهم من قال ثالث ثلاثة فويل للذين كفروا - 00:23:27
من مشهد يوم عظيم اي من يوم القيامة الذي يشهدون فيه العذاب الشديد والاهوال المتتابعة وويلهم من ذلكم اليوم اسمع بهم وابصر. اي ليكن من شأنك كأنك تشاهدهم. وقد اضطربت احوالهم - 00:23:49
واختلفت امورهم ولحقهم العذاب الشديد او ان المراد انهم في ذلك اليوم يكونون على اعلى درجات البصر والسمع فيشاهدون عذاب الله ويجاوى يسمعونه وبالتالي يتحسرون على تفويتهم التذكر في الدنيا وعدم اشغال - 00:24:09
واعمال سمعهم وبصرهم. يوم يأتوننا اي في ذلكم اليوم العظيم يوم القيامة لكن الظالمون اليوم في ظلال مبين. الذين ظلموا انفسهم انما هم في ظلال بعيد اي ابتعدوا عن طريق الحق. وسلكوا طريق الظلالة ومن ثم تركوا عبودية - 00:24:40
الله جل وعلا. ولذا خاطبه الله جل وعلا. فقال له وانذرهم اي حذرهم من الاهوال الشديدة والعذاب العظيم في يوم الحسرة. وهو يوم القيامة سمي بهذا الاسم لان الناس اسرونا على ما فاتهم من الدنيا. فالمسيء يتحسر الا يكون قد احسن. والمحسن يتأسى - 00:25:07
لا يكون قد ازداد من الاحسان وفي ذلك اليوم اذ قضي الامر اي انتهت الامور امور الحساب وسيعرض الناس على حساب بهم وهم مستمرون في دنياهم في غفلة اي في اعراض عن الاستعداد ليوم - 00:25:36
القيامة وهم مستمرون على عدم الايمان. ولذا ذكر الله جل وعلا بان جميع من في الارض سيتركونها ولن يستمروا فيها. ولذا قال انا نحن نرث الارض ومن عليها. والينا فهذه الارض ملك لله وسيتركها من يملك اجزاء منها - 00:26:01
من الناس وسنرث جميع من فيها من المخلوقات. وحينئذ يرجعون الى الله ويعودون ليحاسبهم على اعمالهم ويعرفهم ما اقدموا عليه من فعل حسن او سيء فيعاقبهم او يثيبهم بناء على ذلك - 00:26:30
وفي هذه الايات فوائد وحكم كثيرة واحكام متتابعة. فمن ذلك فظل مريم عليه يا سلام حيث نوه الله جل وعلا بذكرها وفي هذه الايات ان الله جل وعلا قادر على ان يجعل عيسى من ام بدون اب - 00:27:00
بان ينفخ بالروح في روع والدته وفي هذه الايات ان الانسان اذا خشي من احد ينبغي به ان يتعوذ بالله منه ليكن كون قد لجأ الى الحصن الحصين عند رب العزة والجلال - 00:27:26
وفي هذه الايات ان الانسان اذا طلب الولد ينبغي به ان يطلب صلاحه كما يطلب وجوده وفي هذه الايات ان الولد في العادة لا يكون الا ماء الرجل. ولا يمكن ان يحدث ولادة بدون ان يكون هناك - 00:27:51
شيء من الرجل وفي هذه الايات قدرة رب العزة والجلال. حيث لا يعجزه شيء. ومن ذلك قدرته على خلق على خلق عيسى من غير اب وفي هذه الايات فظل الله على الخلق ببعثة الانبياء عليهم السلام ليكونوا نورا وهداية ومصباحا - 00:28:16
خير للخلق اجمعين وفي هذه الايات استدل بهذه الايات على ان المرأة الوالد اذا اكلت التمر فانها تنتفع به. ويكون ذلك من اسباب ارتفاع ما فيها من اثار الولادة وفي هذه الايات انه لا ان العبد لا ينبغي به ان يحزن او يكره ما قدره الله جل وعلا - 00:28:45
عليه اذ قد يكون فيه من الاسرار والحكم ما يخفى على الانسان وفي هذه الايات ما اتاه الله جل وعلا لمريم عليها السلام من العلامات الواضحة من جريان النهر تحت تحت - 00:29:22
ومن تساقط النخل من جذعها بالهز اليسير منها ومن الايات حديث ابنها عيسى عليه السلام وفي هذه الايات ان الاصل في المطاعم والمشارب الحل والجواز. ولذا قال فكلي واشربي وفي هذه الايات ان العبد ينبغي به ان يرضى بقضاء الله جل وعلا وقدره. والا يحزن او يتكدر - 00:29:41
من شيء من اقداره. وفي هذه الايات ان من انواع الصوم التي كان يتقرب بها من قبل ترك الكلام ولكن هذا قد نسخ في شريعتنا المباركة. فقد جاء ابو اسرائيل - 00:30:18
فقد وقف ابو اسرائيل في الشمس فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عنه فقالوا هذا ابو اسرائيل نذر ان يقوم فلا يجلس وان يستصبح فلا فلا يستظل وان يسكت وان لا يتكلم وان يصوم فلا - 00:30:39
فقال النبي صلى الله عليه وسلم مروه فليجلس وليستظل وليتكلم وليتم صومه فدل هذا على انه لا يصح للانسان ان يتقرب لله بهذه العبادات التي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التقرب لله بها - 00:31:04
وفي هذه الايات ان من كان من اهل الخير والصلاح فانه يؤمل في ابناءه ان يسيروا على طريقته. ولذلك اعترظوا على مريم بصلاح ابويه وفي هذه الايات انه لا ينبغي بالانسان الاستعجال في الحكم على الاشياء حتى يتعرف - 00:31:32
فحقيقتها ولذا لما استعجل قوم مريم فقالوا لها لقد جئت شيئا فريا كان ذلك من الامور التي تخالف ما ينبغي بهم حيث او تعجلوا في الحكم قبل ان يعرفوا حقيقة الامور - 00:32:02
وفي هذه الايات ان عيسى عليه السلام عبد من عباد الله وانما شرف بانزال الكتاب وشرف بالنبوة وفي هذا دليل على ان زمن بعثة الانبياء ليس واحدا. وانهم يتفاوتون في ذلك - 00:32:25
وفي هذه الايات ان بعض الناس قد يكون مباركا. فيكون الخير والنفع معه اينما كان وفي هذه الايات ان الصلاة والزكاة كانت مشروعة على الامم السابقة قبلنا وفي هذه الايات الترغيب في بر الوالدين والحث على الاحسان اليهما - 00:32:52
وفي هذه الايات نهي عن التجبر والتكبر والترفع على عباد الله. وفي هذه الايات النهي عن يكون الانسان سببا للشقاء لنفسه او لغيره وفي هذه الايات سلامة عيسى من كل مكدر له في يوم ولادته ويوم بعثته - 00:33:18
ويوم وفاته وعيسى لن يموت الا في اخر الزمان. اذ انه رفع وسينزل في اخر الزمان فيموت بعد ذلك وفي هذه الايات التعريف بحقيقة عيسى عليه السلام وبطلان قول من غلا فيه او تكلم - 00:33:44
بالسوء والبهتان عنه وفي هذه الايات ان الله جل وعلا واحد وليس له ولد ولا يحتاج الى ان يكون له ولد وقوله ما كان لله يعني ما كان ينبغي لكم ان تثبتوا لله انه يتخذ ولد - 00:34:11
وقوله من ولد ولد نكرة في سياق شرط او سياق نفي فكانت عامة وفي هذه الايات انه ينبغي بالعبد ان ينزه الله عن كل ما لا يليق به من الصفات - 00:34:36
وفي هذه الايات عموم قدرة الله جل وعلا. وانه اذا قظى بامر فلا بد ان يقع لا محالة وفي هذه الايات ان الرب المنعم هو الله جل وعلا. فهو الذي ينعم على البشر كلهم بصنوف النعم - 00:34:58
وفي هذه الايات وجوب افراد الله بالعبادة. فلا يعبد احد سواه وفي هذه الايات اثبات نوعي التوحيد توحيد الربوبية في قوله ربي وربكم وتوحيد الالوهية في قوله فاعبدوه وفيها ان توحيد الربوبية - 00:35:21
طريق ودليل لتوحيد الالوهية وفي هذه الايات ان طريق الحق والهداية طريق مستقيم يوصل الى الله والى رضاه والى جنته بدون ان يكون فيه اعوجاج وفي هذه الايات ان الامم يختلفون في عيسى فمنهم من يجفو عنه ومنهم من يغلو فيه والصواب في ذلك مقال - 00:35:42
الحق وهو انه عبد لله ونبي من انبيائه ورسول من اولي العزم وفي هذه الايات ان الكافرين يلحقهم العذاب الشديد يوم القيامة. فيشاهدون اهوال يوم القيامة ويكونون على اعلى درجات السمع والبصر ليكون ذلك من اسباب حسرة نفوسهم - 00:36:13
وفي هذه الايات تحريم الظلم وبيان انه من اسباب الضلال والابتعاد عن الحق وفي هذه الايات انه ينبغي تذكير الناس بيوم الحساب. ليكون ذلك من اسباب استعدادهم. لئلا حقهم الحسرة بسبب غفلتهم في الدنيا - 00:36:48
وفي هذه الايات ان المعاندين المعارضين يستمرون على غفلتهم بحيث لا يستجيبون لداعي الايمان ولا يدخلون في تحت لواء الاسلام فيكون ذلك من اسباب نزول العقاب الشديد بهم في الدنيا والاخرة - 00:37:11
وفي هذه الايات ان الخلق سيذهبون من هذه الدنيا ولن يبقى فيها احد ومن ثم يرثها الله جل وعلا واما العباد فانهم يعودون الى الله فيحاسبهم على اعمالهم وحينئذ يستعد الانسان لاخرته - 00:37:35
ولا تكن نظرته مقتصرة على الدنيا. فان الدنيا مزرعة الاخرة وانما يكتسبها الانسان ويسعى في لتكون معينة له على امر الاخرة بارك الله فيكم ووفقكم للاستعداد ليوم المعاد. وجعلكم من عباده الصالحين - 00:38:01
وحزبه المتقين واوليائه الناجحين كما اسأله جل وعلا صلاحا لاحوال المسلمين واستقامة لها وفهما للجميع لكتاب الله عز وجل وعملا بما فيه. كما اسأله جل وعلا لولاة المسلمين في كل مكان ان يكونوا من اسباب - 00:38:25
والخير والصلاح ونسأل ونسأل الله جل وعلا ان يبصر الناس بحقيقة عيسى عليه السلام قول الحق الذي فيه يمترون وان يعرفهم بانه عبد من عباد الله ونبي من انبياء الله - 00:38:50
اسأل الله جل وعلا للجميع توفيقا وصلاحا وسدادا. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين - 00:39:11
التفريغ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فان الله تعالى لما ذكر قصة زكريا ويحيى وما فيها من العجائب حيث ولد يحيى مع كبر سن والده زكريا - 00:00:09
ومع كون امه عاقرا. فهذه اية عظيمة حينئذ ذكر الله جل وعلا قصة مريم التي جاء فيها عجب عظيم. الا وهو انها ولدت من غير ان يأتيها زوج ولا غيره - 00:01:11
فكانت قد احسنت فرجها فقدر الله جل وعلا ان يأتي لها الولد بدون ان يكون ذلك ناتجا من سبب معهود يعهده الناس ولذا قال تعالى واذكر في الكتاب اي ذكر الناس وعرفهم بقصة عظيمة - 00:01:34
وردت في كتاب الله عز وجل القرآن الكريم الا وهي قصة مريم عليها السلام حيث نوه الله جل وعلا بذكرها واثنى عليها وبين نزاهتها ورفع مكانتها حيث ذكر قصصها في عدد من ايات كتابه - 00:01:57
ومن ذلك ما ذكره الله جل وعلا في هذه السورة. حيث قال اذ انتبذت اي ابتعدت. و ابت الى مكان بعيد من اهلها في مكان شرقي اي في الجهة الشرقية وكان آآ وكان - 00:02:23
آآ وكانت هذه الجهة جهة معظمة عندهم. وذلك انهم يعظمون التوجه للشرق فاتخذت من دونهم حجابا. اي ارادت ان تتقرب لله بانواع العبادات فسترت نفسها بنوع من انواع الحجاب اما جدران او برواق او بشيء من - 00:02:43
اموري من الحواجز الطبيعية. قال تعالى فارسلنا اليها. اي امرنا جبريل الى ان يأتي اليها. فارسل الله جل وعلا جبريل كما قال فارسلنا اليها روحنا. وسمي جبريل جبريل بهذا الاسم لان الله قد وكل به انزال الوحي الذي به حياة القلوب. وروحها - 00:03:15
فتمثل لها اي جاءها بصورة رجل سوي من البشر. فقال فتمثلا اي تصور وتشكل بصورة بشر اي صورة رجل سوي اي كامل الخلقة لا يرى ولا يشاهد عليه اثر من اثار الفسق والمعصية. فحينئذ - 00:03:45
خشيت منه من جهة بينما حاله وظاهر شكله يدل على انه من اهل التقوى. ولذلك تعوذت بالله منه فقالت اني اعوذ بالرحمن منك اي التجئ الى الله واحتمي به سبحانه - 00:04:16
من الله ان تقربني خصوصا ان منظرك وهيئتك على هيئة الصلاح والتقوى. فما كان من الملك الا ان قال لها انما انا اي مهمتي محصورة في كوني قد ارسلت من عند الله جل وعلا - 00:04:36
فانا رسول ربك الهك الذي خلقك من اجل ان يهبك الله غلاما ذكيا فالله قد قدر لك ان تلدي بي الغلام طاهر الزكي فحينئذ تفاجأت بهذه المقالة فقالت انى يكون لي غلام؟ كيف يكون لي غلام؟ وكيف الد - 00:04:59
وانا لم يمسسني بشر لم يقربني رجل لا بزواج ولا بغيره. ولم اك بغي وليس من شأني اني من البغايا اللواتي يأتيهن الرجال الاجانب ومن ثم قد احمل مما ينزل من الرجل ولو نزل على فراش ونحوه - 00:05:28
فقال الملك كذلك. اي هذا الامر وهذا التقدير من عند رب العزة والجلال. فالله هو الذي امر بذلك بان يهب لك غلاما زكية فقال والله جل وعلا لا يصعب عليه ذلك. فهو كما خلق ادم من غير ابوين. وكما يسر - 00:05:55
قريت يانا يحيى والد كبير ووالدة عقيم فانك فانك لا تستغربين ان يقدر الله جل وعلا عليك الولد بدون ان يكون هناك زوج ولا يكون هناك بغي. ولذا قال قال ربك هو علي هين. وهناك حكم عظيمة - 00:06:25
من ذلك ولذا قال ولنجعله اية للناس. اي ان تقدير هذا الامر ليكون علامة فاضحة ودليلا وبرهانا على قدرة رب العزة والجلال. وفي نفس الوقت هو رحمة من عند الله جل وعلا فهو رحمة بنفسه اذ اصبح نبيا من انبياء الله من اولي العزم - 00:06:56
رحمة بوالدته التي نوه بذكرها. ولا زال الناس يعرفونها ويعرفون فضلها وهو رحمة للناس الذين في عهده ومن امن به من بعد عهده ما انار لهم من طريق الى الله جل وعلا. وكان امرا مقظيا. اي هذا التدبير بان تحملي بهذا الغلام من - 00:07:25
اوامر الله جل وعلا التي قدرها الله وقضاها. ومن ثم لا مناص من ذلك فحينئذ حملته مباشرة بمجرد ان بمجرد ان نفخ فيها من كلمة الله عز وجل. فانتبذت به. اي ابتعدت وحاولت الا - 00:07:55
احدا من قرابتها فانتبذت به مكانا قصيا. اي محلا بعيدا من اجل الا يشاهد ايدها احد وهي تحمل بهذا الغلام في بطنها فأجاها المخاض الفاء هنا للتعقيب. ولذا قال بعض المفسرين بان حملها لم يستمر وقتا طويلا. فاجاب - 00:08:22
اهل مخاض اي فاجأها واتاها على حين على حين لم تكن تستعد فيه قاض والمخاض هو الولادة فحينئذ الجأها ذلك الى ان تكون بجوار جذع نخلة. والنخلة شجر التمر وجذعها هو اصلها الذي يربط ما بين فروعها والارظ. وحينئذ جاء - 00:08:50
ان تحت جذع النخلة. ومن المعلوم ان جذع النخلة عسير صعب. لا يستطيع احد ان تريكة هو حينئذ لما شاهدت انها ستلد خشية على نفسها من قالت السوء وقدرت بماذا يجابهها قومها وقرابتها؟ وقد جاءت اليهم بمولود وحينئذ طرقها من - 00:09:24
من الحزن الخوف مما يأتي شيء كثير. ولذلك تمنت الموت لعدم معرفتها بعواقب الامور. ولعدم معرفتها بما سيقدره الله جل وعلا. فقالت يا ليتني اي تمنت ان تموت يا ليتني مت قبل هذا اي قبل ولادة هذا المولود ليستريح من كلام الناس - 00:09:56
ومن تعييرهم ومما قد يكون في مستقبل ايامي وكنت نسيا منسيا، اي كنت شيئا يسيرا، مثله ينسى، وقد نسي. فان الاشياء افهة اذا لا يلتفت اليها الناس ومتى تركوها نسيانا لها لم يأبهوا لها. فتمنت ان - 00:10:30
هنا كذلك ولم تعلم بان الخير فيما قدره الله لها. وبان ما كان من شأنها فانه سيكون سببا لتنويه للتنويه بذكرها وبقائه الى قيام الساعة. فناداها قيل ناداها الملك من تحتها لانها كانت في ربوة - 00:10:56
وكان في ارض منخفضة وقيل بان الذي ناداها هو ابنها حينما خرج من بطنها. فناداها الا تحزني اي لا تتألمي. لما كان من حالك ولا يلحقك شيء من التأسف بسبب هذه الولادة. فان الله جل وعلا قد قدر ذلك. ثم قال قد جعل ربك تحت - 00:11:24
اي ان الله جل وعلا اجرى نهرا تحتها تتمكن من الشرب منه بدون ان يكون عليها ادنى كلفة فهذا اية عجيبة قدرها الله لها من اجل ان يطمئن قلبها. ومن اجل الا تحزن - 00:11:57
ويلحقها شيء من الخوف والاسى وقال لها هزي اليك بجذع النخلة. اي حركي جذع النخلة. وجذع النخلة في الاصل صلب متين امرأة الوالد يلحقها من التعب والعجز ما يجعلها تعجز عن تحريك الشيء اليسير. فكيف - 00:12:21
جذع النخلة وما ذاك الا ان الله جل وعلا اراد ان يعلم الناس ان النتائج لا تكون الا الا باسباب ولو كانت باسباب ضعيفة ولذا قال لها هزي اي حركي اليك بجذع النخلة اي حركيه جهتك - 00:12:46
تساقط عليك رطبا جنيا اي يكثر ما يسقط منها من الرطب من ثمرها من التمر الذي جني حديثا وجنيا اما ان يكون كثيرا واما ان يكون مجموعا واما ان يكون - 00:13:09
رطبا جنيا اي الان قد جني وخريف من نخلته فقال لها كلي من ذلكم التمر واشربي من ذلكم النهر وقري عينا. اي اعلمي بان العاقبة ستكون حميدة واهنئي بحالك وحينئذ - 00:13:29
انت تخشين من البشر وكلامهم. فاذا رأيت من البشر احدا فاشيري اليه. وقولي اني نذرت الرحمن صوما وكان من شأنهم ان يصومون عن الكلام. ولذا قالت فلن اكلم اليوم انسيا - 00:13:57
بمعنى انها لن تحادث احدا من الخلق من البشر وفي هذا استدراك لانها قد تحدث احدا من الملائكة فاتت به قومها. اي حملت مريم عليها السلام عيسى فذهبت به الى قومها وقرابتها تحمله - 00:14:21
بيان انه لا زال في المهد وانه لم يجري بعد. وكونه تكلم لا يعني انه كان يمشي فلما رأوها وقد جاءت حاملة لهذا الطفل قالوا لها يا مريم لقد جئت شيئا فريا - 00:14:48
اي حصل منك فعلة شنيعة وامر عجيب. كيف تأتينا بولد وهذا من امور الفرية تفترين على نفسك بالاتيان بولد وتكونين سببا من اسباب حديث الناس عنك بهذا الولد وحينئذ قالوا يا اخت هارون - 00:15:12
ومعناه ان هناك من هو اخ لها اسمه هارون غير النبي الاول الذي هو اخو موسى فكان هارون اخا لها فقالوا لها ما كان ابوك امرأة سوء اي انه لا يعرف عن ابوك سيرة سيئة وانما هو - 00:15:37
هو مين الصالحين وهكذا امك لم يكن من شأنها الا السيرة الطيبة ولم يعرف انها بغي تتجلى تجاوزوا لان تمكن الرجال الاجانب من نفسها. فذلك لم يكن من شأنها فاذا كان امرهم كذلك وكنت ابنة - 00:16:04
عمران وابنة لزوجته اولئك الاطهار الذين ذكر الله قصتهم في سورة ال عمران كيف يأتي منك الولد وحينئذ اشارت اليه فلم تكلمهم وكانها اشارت الى انها قد صامت عن الكلام في ذلك اليوم. واشارت اليه من اجل ان يخاطبوه. وان يتكلموا معه. فقالوا لها كيف - 00:16:29
من كان في المهد صبيا كيف نراد الحديث مع الصبي الصغير الذي لا زال في المهد وهو مولود حديث فما كان من عيسى عليه السلام الا ان تكلم فقال اني عبد الله. لتكون اول لتكون - 00:17:01
ان اول كلمة قالها اقرار بتوحيد الله جل وعلا. وبعبوديته لله عز وجل يرد مقالة اولئك الذين يفترون عليه يغلون فيه وينسبونه الى الله جل وعلا فقال اني عبد الله اتاني الكتاب اي انه جعلني من الانبياء وجعلني نبيا - 00:17:29
فاعطاني وانزل علي كتابا الا وهو كتاب الانجيل. وجعلني مباركا. اي ان كل تصرفنا تصرفه يترتب عليه نتيجة خير لمن تصرفته معهم ولذا كان يبرئ الاكمه والابرص بل كان يحيي الموتى - 00:18:01
وجعلني مباركا اينما كنت اي في اي مكان اذهب اليه واوصاني. يعني ان الله جل وعلا قد امره بالصلاة والزكاة الى دفع جزء من المال وقيل طهارة النفس ما ادمت حيا اي ما دمت على هذه الارظ - 00:18:29
وامرني رب العزة والجلال بالبر بوالدتي. ولذا قال وبرا بوالدتي ايحسن اليها واقوم بحوايجيها ولم يجعلني جبارا شقيا. اي لم يجعلني متكبرا شقيا ابحث عن الشقاء لنفسي او لغيري. ولذا قال والسلام علي يوم ولدت. اي - 00:18:55
السلامة من الشياطين ومن الشرور ومن المنكرات عليه يوم ولد وكذلك سلام عليه يوم يموت بحيث لا تتمكن الشياطين من اغواءه وصده عن توحيد والسلام عليه يوم يبعث حيا. بحيث يسلم من عذاب الله ومن نار جهنم - 00:19:24
وقال هنا السلام بالتعريف بينما في يحيى قال سلام لان عيسى عليه السلام من اولي العزم ومن خواص الانبياء وله من المكانة ما ليس ليحيى اه ثم قال تعالى ذلك عيسى ابن مريم. اي من تكلمنا عنه وذكرنا سيرته هو ذلكم النبي عيسى - 00:19:54
عيسى ابن مريم وهذا القول الذي ذكرناه هو قول الحق فيه فهو عبد من عباد الله اتت به مريم عليها السلام في وحي من عند الله جل وعلا. فهذا هو عيسى الذي فيه يمترون. اي يشكون في حاله - 00:20:22
ويختلفون ويضطربون فانه ينبغي ان يتقرر لديكم ان الله لا يحتاج الى ان يكون له ولد فان الانسان يحتاج للولد من اجل ان يعينه. والله قادر قوي لا يحتاج الى من يعينه. والانسان يحتاج - 00:20:44
رجل الولد ليبقى ذكره لانه سيموت. بينما الله جل وعلا حي لا يموت ابد الاباد وبالتالي لا يحتاج الى ان يكون له ولد. ولذا قال سبحانه اي تنزه جل وعلا من مقالة اولئك - 00:21:05
الكافرين حينما نسبوا الى الله الولد فان الله جل وعلا لا يعجزه ان يجعل مريم تأتي بعيسى بدون ان يكون له اب فانه اذا قضى وقدر امرا اي تقديرا فانما يقول له كن - 00:21:25
فيكون فالله جل وعلا هو المدبر لهذا الكون وان الله ربي وربكم اما ان يكون ذلك على لسان عيسى قاله لقومه ليبين انه عبد من عباده لله وان الالوهية حق لله. واما ان يكون الخطاب لمحمد صلى الله عليه وسلم. ومن بعده - 00:21:46
لمن تلا هذا الكتاب ولذا قال وان الله ربي اي هو الذي خلقني وهو الذي يتولى جميع شؤوني وهو كذلك ربكم. ولذلك فاعبدوه اي اجعلوا العبودية له وحده فلا تعبد احدا سواها. وفي هذا دليل على انقسام التوحيد الى توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية - 00:22:12
فان قوله ربي وربكم هذا توحيد الربوبية وقوله فاعبدوا هذا توحيد الالوهية وفيه دليل على ان توحيد الربوبية دليل على توحيد الالوهية. ثم قال هذا صراط مستقيم. اي ان المنهج - 00:22:42
واضح لا اعوجاج فيه. يوصل الى الله والى رضاه ومن ذلك الاقرار لانبياء الله بانهم عباد من عباد الله كرمهم الله جل وعلا بالوحي فما كان من الناس الا ان اختلفوا في عيسى. فاختلف الاحزاب من بينهم - 00:23:02
فاليهود قالوا بانه ابن بغي وتكلموا عليه بالسوء والنصارى اختلفوا فيه. فمنهم من قال بانه الله ومنهم من قال هو ابن الله. ومنهم من قال ثالث ثلاثة فويل للذين كفروا - 00:23:27
من مشهد يوم عظيم اي من يوم القيامة الذي يشهدون فيه العذاب الشديد والاهوال المتتابعة وويلهم من ذلكم اليوم اسمع بهم وابصر. اي ليكن من شأنك كأنك تشاهدهم. وقد اضطربت احوالهم - 00:23:49
واختلفت امورهم ولحقهم العذاب الشديد او ان المراد انهم في ذلك اليوم يكونون على اعلى درجات البصر والسمع فيشاهدون عذاب الله ويجاوى يسمعونه وبالتالي يتحسرون على تفويتهم التذكر في الدنيا وعدم اشغال - 00:24:09
واعمال سمعهم وبصرهم. يوم يأتوننا اي في ذلكم اليوم العظيم يوم القيامة لكن الظالمون اليوم في ظلال مبين. الذين ظلموا انفسهم انما هم في ظلال بعيد اي ابتعدوا عن طريق الحق. وسلكوا طريق الظلالة ومن ثم تركوا عبودية - 00:24:40
الله جل وعلا. ولذا خاطبه الله جل وعلا. فقال له وانذرهم اي حذرهم من الاهوال الشديدة والعذاب العظيم في يوم الحسرة. وهو يوم القيامة سمي بهذا الاسم لان الناس اسرونا على ما فاتهم من الدنيا. فالمسيء يتحسر الا يكون قد احسن. والمحسن يتأسى - 00:25:07
لا يكون قد ازداد من الاحسان وفي ذلك اليوم اذ قضي الامر اي انتهت الامور امور الحساب وسيعرض الناس على حساب بهم وهم مستمرون في دنياهم في غفلة اي في اعراض عن الاستعداد ليوم - 00:25:36
القيامة وهم مستمرون على عدم الايمان. ولذا ذكر الله جل وعلا بان جميع من في الارض سيتركونها ولن يستمروا فيها. ولذا قال انا نحن نرث الارض ومن عليها. والينا فهذه الارض ملك لله وسيتركها من يملك اجزاء منها - 00:26:01
من الناس وسنرث جميع من فيها من المخلوقات. وحينئذ يرجعون الى الله ويعودون ليحاسبهم على اعمالهم ويعرفهم ما اقدموا عليه من فعل حسن او سيء فيعاقبهم او يثيبهم بناء على ذلك - 00:26:30
وفي هذه الايات فوائد وحكم كثيرة واحكام متتابعة. فمن ذلك فظل مريم عليه يا سلام حيث نوه الله جل وعلا بذكرها وفي هذه الايات ان الله جل وعلا قادر على ان يجعل عيسى من ام بدون اب - 00:27:00
بان ينفخ بالروح في روع والدته وفي هذه الايات ان الانسان اذا خشي من احد ينبغي به ان يتعوذ بالله منه ليكن كون قد لجأ الى الحصن الحصين عند رب العزة والجلال - 00:27:26
وفي هذه الايات ان الانسان اذا طلب الولد ينبغي به ان يطلب صلاحه كما يطلب وجوده وفي هذه الايات ان الولد في العادة لا يكون الا ماء الرجل. ولا يمكن ان يحدث ولادة بدون ان يكون هناك - 00:27:51
شيء من الرجل وفي هذه الايات قدرة رب العزة والجلال. حيث لا يعجزه شيء. ومن ذلك قدرته على خلق على خلق عيسى من غير اب وفي هذه الايات فظل الله على الخلق ببعثة الانبياء عليهم السلام ليكونوا نورا وهداية ومصباحا - 00:28:16
خير للخلق اجمعين وفي هذه الايات استدل بهذه الايات على ان المرأة الوالد اذا اكلت التمر فانها تنتفع به. ويكون ذلك من اسباب ارتفاع ما فيها من اثار الولادة وفي هذه الايات انه لا ان العبد لا ينبغي به ان يحزن او يكره ما قدره الله جل وعلا - 00:28:45
عليه اذ قد يكون فيه من الاسرار والحكم ما يخفى على الانسان وفي هذه الايات ما اتاه الله جل وعلا لمريم عليها السلام من العلامات الواضحة من جريان النهر تحت تحت - 00:29:22
ومن تساقط النخل من جذعها بالهز اليسير منها ومن الايات حديث ابنها عيسى عليه السلام وفي هذه الايات ان الاصل في المطاعم والمشارب الحل والجواز. ولذا قال فكلي واشربي وفي هذه الايات ان العبد ينبغي به ان يرضى بقضاء الله جل وعلا وقدره. والا يحزن او يتكدر - 00:29:41
من شيء من اقداره. وفي هذه الايات ان من انواع الصوم التي كان يتقرب بها من قبل ترك الكلام ولكن هذا قد نسخ في شريعتنا المباركة. فقد جاء ابو اسرائيل - 00:30:18
فقد وقف ابو اسرائيل في الشمس فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عنه فقالوا هذا ابو اسرائيل نذر ان يقوم فلا يجلس وان يستصبح فلا فلا يستظل وان يسكت وان لا يتكلم وان يصوم فلا - 00:30:39
فقال النبي صلى الله عليه وسلم مروه فليجلس وليستظل وليتكلم وليتم صومه فدل هذا على انه لا يصح للانسان ان يتقرب لله بهذه العبادات التي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التقرب لله بها - 00:31:04
وفي هذه الايات ان من كان من اهل الخير والصلاح فانه يؤمل في ابناءه ان يسيروا على طريقته. ولذلك اعترظوا على مريم بصلاح ابويه وفي هذه الايات انه لا ينبغي بالانسان الاستعجال في الحكم على الاشياء حتى يتعرف - 00:31:32
فحقيقتها ولذا لما استعجل قوم مريم فقالوا لها لقد جئت شيئا فريا كان ذلك من الامور التي تخالف ما ينبغي بهم حيث او تعجلوا في الحكم قبل ان يعرفوا حقيقة الامور - 00:32:02
وفي هذه الايات ان عيسى عليه السلام عبد من عباد الله وانما شرف بانزال الكتاب وشرف بالنبوة وفي هذا دليل على ان زمن بعثة الانبياء ليس واحدا. وانهم يتفاوتون في ذلك - 00:32:25
وفي هذه الايات ان بعض الناس قد يكون مباركا. فيكون الخير والنفع معه اينما كان وفي هذه الايات ان الصلاة والزكاة كانت مشروعة على الامم السابقة قبلنا وفي هذه الايات الترغيب في بر الوالدين والحث على الاحسان اليهما - 00:32:52
وفي هذه الايات نهي عن التجبر والتكبر والترفع على عباد الله. وفي هذه الايات النهي عن يكون الانسان سببا للشقاء لنفسه او لغيره وفي هذه الايات سلامة عيسى من كل مكدر له في يوم ولادته ويوم بعثته - 00:33:18
ويوم وفاته وعيسى لن يموت الا في اخر الزمان. اذ انه رفع وسينزل في اخر الزمان فيموت بعد ذلك وفي هذه الايات التعريف بحقيقة عيسى عليه السلام وبطلان قول من غلا فيه او تكلم - 00:33:44
بالسوء والبهتان عنه وفي هذه الايات ان الله جل وعلا واحد وليس له ولد ولا يحتاج الى ان يكون له ولد وقوله ما كان لله يعني ما كان ينبغي لكم ان تثبتوا لله انه يتخذ ولد - 00:34:11
وقوله من ولد ولد نكرة في سياق شرط او سياق نفي فكانت عامة وفي هذه الايات انه ينبغي بالعبد ان ينزه الله عن كل ما لا يليق به من الصفات - 00:34:36
وفي هذه الايات عموم قدرة الله جل وعلا. وانه اذا قظى بامر فلا بد ان يقع لا محالة وفي هذه الايات ان الرب المنعم هو الله جل وعلا. فهو الذي ينعم على البشر كلهم بصنوف النعم - 00:34:58
وفي هذه الايات وجوب افراد الله بالعبادة. فلا يعبد احد سواه وفي هذه الايات اثبات نوعي التوحيد توحيد الربوبية في قوله ربي وربكم وتوحيد الالوهية في قوله فاعبدوه وفيها ان توحيد الربوبية - 00:35:21
طريق ودليل لتوحيد الالوهية وفي هذه الايات ان طريق الحق والهداية طريق مستقيم يوصل الى الله والى رضاه والى جنته بدون ان يكون فيه اعوجاج وفي هذه الايات ان الامم يختلفون في عيسى فمنهم من يجفو عنه ومنهم من يغلو فيه والصواب في ذلك مقال - 00:35:42
الحق وهو انه عبد لله ونبي من انبيائه ورسول من اولي العزم وفي هذه الايات ان الكافرين يلحقهم العذاب الشديد يوم القيامة. فيشاهدون اهوال يوم القيامة ويكونون على اعلى درجات السمع والبصر ليكون ذلك من اسباب حسرة نفوسهم - 00:36:13
وفي هذه الايات تحريم الظلم وبيان انه من اسباب الضلال والابتعاد عن الحق وفي هذه الايات انه ينبغي تذكير الناس بيوم الحساب. ليكون ذلك من اسباب استعدادهم. لئلا حقهم الحسرة بسبب غفلتهم في الدنيا - 00:36:48
وفي هذه الايات ان المعاندين المعارضين يستمرون على غفلتهم بحيث لا يستجيبون لداعي الايمان ولا يدخلون في تحت لواء الاسلام فيكون ذلك من اسباب نزول العقاب الشديد بهم في الدنيا والاخرة - 00:37:11
وفي هذه الايات ان الخلق سيذهبون من هذه الدنيا ولن يبقى فيها احد ومن ثم يرثها الله جل وعلا واما العباد فانهم يعودون الى الله فيحاسبهم على اعمالهم وحينئذ يستعد الانسان لاخرته - 00:37:35
ولا تكن نظرته مقتصرة على الدنيا. فان الدنيا مزرعة الاخرة وانما يكتسبها الانسان ويسعى في لتكون معينة له على امر الاخرة بارك الله فيكم ووفقكم للاستعداد ليوم المعاد. وجعلكم من عباده الصالحين - 00:38:01
وحزبه المتقين واوليائه الناجحين كما اسأله جل وعلا صلاحا لاحوال المسلمين واستقامة لها وفهما للجميع لكتاب الله عز وجل وعملا بما فيه. كما اسأله جل وعلا لولاة المسلمين في كل مكان ان يكونوا من اسباب - 00:38:25
والخير والصلاح ونسأل ونسأل الله جل وعلا ان يبصر الناس بحقيقة عيسى عليه السلام قول الحق الذي فيه يمترون وان يعرفهم بانه عبد من عباد الله ونبي من انبياء الله - 00:38:50
اسأل الله جل وعلا للجميع توفيقا وصلاحا وسدادا. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين - 00:39:11