رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فهذا لقاء اخر من لقاءاتنا في تفسير سورة مريم حيث وقفنا عند قوله فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات - 00:00:24
فسوف يلقون غيا فقوله تعالى فخلف اي جاء من بعد اولئك الانبياء الذين شرفهم الله بالوحي وبالنبوة خلف اي جيل جديد استولت عليهم الشياطين وابعدتهم عن طريق الهدى فاضاعوا الصلاة. قيل لم - 00:01:03
عليها في اوقاتها وقيل تركوها بالكلية واتبعوا الشهوات اي ساروا على مقتضى اهوائهم ورغباتهم بما يسمونه حرية ويظنون انهم بذلك قد ساروا على احسن الامور وافضلها. وحينئذ توعدهم الله فقال فسوف يلقون غيا - 00:01:37
يلقون بمعنى انهم يواجهونه مواجهة والغي اسم لي واد في جهنم او اسم للعذاب او ان المراد بالغي الظلال فسميت عقوبة الضلال به ثم قال تعالى عارضا التوبة على هؤلاء الا من تاب - 00:02:05
فبين انه يوجد من اولئك الخلف الذين خلفوا الانبياء من يتوب الى الله جل وعلا. وامن اي سلم لامر الله واذعن وعمل صالحا. فعبد الله وحده وآآ عبده بما جاء به انبياؤه فاولئك اي هؤلاء الذين تابوا وامنوا وعملوا الصالحات يدخلون - 00:02:33
هنا الجنة ان يجعلهم الله من اهل الجنان لا يظلمون شيئا. اي لا ينقص الله من اجورهم اي كنسبة او اي عمل ثم وصفت تلك الجنة بعدد من الاوصاف فاولها انها جنة - 00:03:04
اي انها قد التف بعضها ببعض فاصبح فيها من الاشجار ما يغطي ما كان في اثناءها ثم هي عدن اي انهم يستقرون فيها استقرارا كاملا. ويبقون فيها ابد الاباد وثم وصفها بانها هي التي وعد الرحمن عباده بالغيب - 00:03:24
واتى باسم الرحمن لبيان ان دخول الناس في الجنان انما هو برحمة الرحمن وليس بعملهم مجرد وان كانت اعمالهم من اسباب رحمة الله بهم ثم قال عباده يعني ان من قام بعبودية الله فذلك الذي يدخله الله الجنان - 00:03:51
وها التي وعد الرحمن عباده بالغيب اما انهم عبدوه حال غيبتهم عن الناس واما ان يكون فعلهم بالغيب بحيث انهم ايقنوا وجزموا بوعد الله بالجنان مع انها لا غيب عليهم فانهم لم يكونوا يشاهدونها في الدنيا. انه كان وعده ماتيا. اي ان - 00:04:20
وعد الرحمن وما وعد به اولياءه لابد ان يأتي ولا يمكن ان يتخلف فالله لا يخلف الميعاد. ثم ذكر من صفات الجنة انهم لا يسمعون فيها لغوا. اي اللغو هو الحديث الباطل. فلا يوجد في تلك الجنان الا احاديث حق. احاديث هدى احاديث - 00:04:50
الا سلاما اي اقوالا يسلم بها بعضهم على بعضهم الاخر. ويسلم بعضهم من بعضهم الاخر بها. فلا يوجد في تلك الدار غيبة ولا نميمة ولا قذف ولا سباب ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا. اي ان الله جل وعلا ييسر لهم امورا الرزق في - 00:05:19
كلو المشارب بكرة في اول النهار وعشيا في اخره كانهم اذا طلبوا شيئا من المأكولات تيسر لهم ثم قال تعالى تلك الجنة. اي هذه الجنة. واشار اليها بضمير البعد لانهم لا زالوا في الدنيا التي نورث من عبادنا من كان تقيا. وقال نورث لانهم انما - 00:05:52
شيئا يسيرا في الدنيا. ومع ذلك اورثهم الله جل وعلا الثواب الجزيل. فكأنهم بمثابة الوارث يأتيه المال الكثير من غير تعب منه ولا مشقة. فهكذا عمل الناس في الدنيا سهل - 00:06:22
يسير في عبودية الله. فيورثهم الله خيري الدنيا والاخرة واشار الى صفتين من صفات هؤلاء الذين يدخلون الجنان اولاها انهم من اهل عبادة الرحمن وزانيها انهم من اهل التقوى. فانظر الى صفة التقوى وكيف اثرت على اصحابها - 00:06:42
بالنجاة من النار والفوز بالجنان ثم ذكر الله جل وعلا قولا على لسان الملائكة حيث قالوا وما نتنزل الا بامر ربك. اي ان الملائكة لا يأتون للنبي صلى الله عليه وسلم ولا ينزلون من السماء اليه الا بامر من الله - 00:07:12
الله جل وعلا فالملائكة يفعلون ما يؤمرون لا يعصون الله ولذا اقروا بانهم مربوبون مأمورون لله جل وعلا واقروا بان الله له ما بين ايديهم وما خلفهم. قيل ما بين ايديهم من الارض وما خلفهم من السماء. وقيل المراد بذلك اطلاق - 00:07:37
ما بين ايديهم وما خلفهم وما بين ذلك يعني من الجو الذي بين السماء والارض وما كان ربك نسي فالله لا يفوت عليه شيء من المخلوقات فهو يعلمها وهي في قدره وهي تسير على - 00:08:05
وفق امره القدري وقد شملها حكمه الشرعي فلم فلم يترك شيئا من الحوائج او الافعال الا وورد فيه حكم من الله جل وعلا. ثم وصف الله ثم وصف الله نفسه - 00:08:25
صفات تذكرنا بانواع التوحيد. فقال رب السماوات والارض وما بينهما. فالله خالق السماوات والاراضين وهو الذي يربي السماوات والاراضين بمعنى انه يرعاهما ويتولى شؤونهما وينفذ يؤمره فيهما وما بينهما. يعني ما بين السماء والارض. ثم ذكر فهذا توحيد الربوبية وهو - 00:08:47
وتوحيد الله بافعاله ثم ذكر توحيد الالوهية وهو توحيد الله بافعال العباد. ولذا قال فاعبده طبر لعبادته. اي قم بعبودية الله خاضعا له. ذليلا له راجيا ثوابه. مؤملا في فضله - 00:09:17
واصطبر اي ليكن من شأنك ان تتصف بصفة الصبر على اعلى درجاته لتقوم بعبودية الله جل وعلى فان العبد توجد عنده صوارف تصرفه عن عبادة الله فهذا عدوه الشيطان الرجيم - 00:09:37
هذه نفسه الامارة بالسوء. وهؤلاء دعاة الضلال حينئذ على العبد ان يستمر في عبودية الله وان يصبر في سلوك هذا الطريق فان من على طريق عبادة الله لابد ان ان يدركه شيء من المنغصات وبعض انواع الاذى ثم - 00:09:57
ثم قال هل تعلم له سميا؟ اي هل هناك من هو مماثل له في صفاته وفي الواجب له من عبودية الله عز وجل؟ وهل له من يماثله في اسمائه وصفاته؟ فهذا فيه اثبات - 00:10:24
وتوحيد الاسماء والصفات ثم ذكر الله جل وعلا وقد قيل بان اسباب نزول هذه الايات ان النبي صلى الله عليه وسلم تأخر عليه جبريل اما لوجود بعض الحيوان في بيته او نحو ذلك. فلما قال له النبي صلى الله عليه - 00:10:44
عليه وسلم الا تأتينا في كل وقت نزلت هذه الايات وما نتنزل الا بامر ربك ثم ذكر جل وعلا خطابا خاطب به بعض الكفار النبي صلى الله عليه وسلم فقد قال ابي بن كعب فقد قال ابي بن خلف - 00:11:08
من هل من المعقول بعد ان اموت واصبح ترابا ورمادا ان اعود للحياة مرة اخرى فنزلت الايات ويقول الانسان وما ذاك الا ان هذه المقالة ستستمر في بني ادم وسيوجد - 00:11:33
من يقولها الى قيام الساعة. ويقول لانسان ائذا ما مت اي لو قدر ان الموت اتاني فحينئذ هل يعقل بعد ان اصبح ترابا رميما ان اخرج حيا فيبعثني الله بعد مماتي هل هذا معقول - 00:11:56
فرد الله جل وعلا عليه بحجة عقلية بلفظ مختصر. فقال اولا يذكر الانسان انا خلقناه من نطفة ولم لم يكن شيئا فذكره بان اول مبدأه هو نطفة يسيرة ومع ذلك خلق الله جل وعلا هذا الانسان ابتداء من تلك النطفة - 00:12:20
فمن اوجد الانسان ابتداء؟ اليس بقادر على ان يحيي الانسان بعد موته وان يعيده مرة اخرى ثم اذا كان ثم اذا عاد الى ان يكون رمادا وترابا افلا يعقل ان يخلق الله من ذلك الرمادي - 00:12:52
البشر مرة اخرى كما خلقهم اول مرة من نطفة تمنى يسيرة مهينة مقتذرة وهذه حجة عقلية عظيمة قال ولم يك شيئا اي انه في اول ام ان الانسان في اول امره لم يكن شيئا بل كان - 00:13:17
امرا معدوما ثم قال تعالى فوربك اقسم الله جل وعلا بنفسه مع اضافة هذا القسم الى نبيه لنحشرنهم اي ان الله سيبعثهم بعد مماتهم وسيجمعهم ليوم المحشر وسنأتي بكل انسان معه الشيطان الذي اضله. وابعده - 00:13:42
ثم لنحظرنهم حول جهنم جثيا. اي سنأتي بالناس اجمعين ونجعلهم حول نار جهنم تلكم النار العظيمة جثيا اي قد جثوا ونزلوا على ركبهم من هول ذلك الموقف بهذا اليوم بذلك - 00:14:14
اليوم يجمع الله الخلائق حول نار جهنم ليشاهدوا ما فيها من الامور المفظعة ومن النار المحرقة ومن انواع العذاب ليكون هذا تبكيتا للكافرين فهذا مصيركم وهذه داركم التي تبقون فيها ابد الابد - 00:14:41
ويكون فيها فرح وسرور للمؤمنين حيث نجاهم الله من تلك النار ثم قال تعالى بعد ان ذكر ان الناس يكونون حول جهنم قال ثم ثم لننزعن من كل شيعة ايهم اشد على الرحمن عتيا اي سيأخذ اخذا - 00:15:06
قويا من كل طائفة اجتمعوا وايد بعضهم بعض ايهم اشد اي اعظم على الرحمن عتيا اي معصية ونفرة من عبادته جل وعلا وفي هذا والناس ينظرون يؤتى كل مجموعة فيؤخذ منهم اشدهم على الرحمن وهم ينظرون لا يستطيعون نصرته ولا درء - 00:15:32
عنه ثم لنحن اعلم بالذين هم اولى بها صليا. اي بعض هؤلاء الذين اجتمعوا على نار جهنم هم يقذفون فيها ولان الله اعلم بحالهم حيث كان من حالهم الكفر هم اولى بها صليا. اي هم اقرب الناس الذين يصلون نار جهنم بحيث تحرقهم - 00:16:07
ثم قال تعالى وان منكم اي لا يوجد احد منكم الا واردها اي سيرد نار جهنم فقال طائفة يدخلون فيها يسيرا ثم يخرجهم الله. وقال اخرون بل المراد به الجسر يظرب - 00:16:39
بين اجزاء جهنم فيمر الناس من المؤمنين فوق ذلك الجسر على حسب اعمالهم كان على ربك حتما مقضيا. اي دخول النار والورود عليها من الامور التي اوجبها الله عز وجل حتما اي امرا واجبا منتهيا مقضيا اي انتهى ايجابه - 00:17:00
ثم ننجي الذين اتقوا اي نمكن المتقين من الخروج من نار جهنم. ونذر الظالمين اي نترك المشركين فيها جثيا. ان يسقطون في نار جهنم على ركبهم ثم قال تعالى واذا تتلى عليهم اياتنا بينات اي انه اذا قرأ - 00:17:36
ما في القرآن من الايات التي فيها نجاة من ينجو وسلامة من يسلم والعاقبة الحميدة لاهل الايمان بحيث تكون تلك الايات مشتملة على الدعوة الى الى توحيد الله وافراده بالعبادة و - 00:18:08
اقامت الادلة والبراهين في ذلك حينئذ يقول الذين كفروا للذين امنوا اي فريقين خير مقاما واحسنوا نديا. اي ان الكافرين يغترون في الدنيا اه بما اتاهم الله عز وجل من نعيم الدنيا. ويظنون ان من حصل نعيم الدنيا فان الاخرة - 00:18:33
تكون له ولذلك اذا قرئت عليهم ايات القرآن المشتملة على الادلة الواضحة والبراهين البينة لم يكن من شأن الكافرين الا ان يفتخروا على المؤمنين بما اتاهم الله يقولون اي الفريقين اي من هو الافضل نحن او انتم اي الفريقين خير مقاما - 00:19:05
اي محلا يقيمون فيه واحسنوا نديا اي منظرا ومظهرا. فاغتروا بما هم فيه من المقام الجميل ومن المناظر الحسنة. فذكرهم الله جل وعلا بهلاك الامم السابقة التي لم تستجب لدعوات الانبياء. فقال وكم - 00:19:35
لتكثير ذلك. وكم اهلكنا اي ارسلنا العقوبة التي تهلكهم وتستأصلهم. وكمالكنا قبلهم من قرن. اي من جماعة مقترنين. يعيشون في زمان واحد وقد كانوا احسن اسأتا ورئيا. فمتاعهم وملابسهم ومساكنهم - 00:20:00
ومرأهم على احسن ما يكون من ذلك ومع ذلك ما شكروا الله على هذه النعمة وصرفوا شيئا من عبادته لغيره فقال الله تعالى قل من كان في الظلالة فليمدد له الرحمن مداه - 00:20:29
اي من كان مستمرا في ظلالة الشرك بحيث لا يقر لله بالتوحيد فحينئذ سيعطيه الله جل وعلا امدا في حياته. ليكون ذلك فرصة لعله يتدارك نفسه ليكون ذلك اعظم في قيام الحجة عليه. حتى اذا رأوا ما يوعدون اي اذا شاهدوا ما وعد - 00:20:51
لهم الله من انواع العذاب في الاخرة. حينئذ اما العذاب فيدخلون فيه واما قيام الساعة او ما يوعدون من العذاب ومن الساعة فحينئذ سيعلمون ويتيقنون اي الفريقين شر مكانا اي اعظم سوءا واضعف جندا اي اقل ناصرا - 00:21:23
ولا شك ان من كان مع الله فان الله جل وعلا يأويه ويرفع مكانته وينصره على اعدائه ومن فضل الله على الانسان انه متى اهتدى وكان راغبا فيه ان الله جل وعلا يتفضل عليه بان - 00:21:54
ليزيد من هدايته. ولذا قال ويزيد الله الذين اهتدوا هدى والباقيات الصالحات اي ما يبقى لتستفيد منه في الاخرة من الاجر والثواب ومن زكري وبقية الاعمال الصالحة. فهذا خير عند ربك - 00:22:14
خير عند ربك ثوابا. اي اجرا وخير مردا اي ستكون العاقبة له سيرد الى المواطن الحسنة والمحال للجميلة فهذه ايات عظيمة فيها فوائد وحكم واحكام كثيرة. فمن تلك الفوائد ان طول العهد - 00:22:37
بعد الانبياء ينسي الناس اثار النبوة ويصرفهم عن طريقة الانبياء حتى في اعز المطالب في توحيد الله جل وعلا وفي هذه الايات التحذير من اضاعة الصلوات بتركها او بتأخيرها عن وقتها - 00:23:06
وفي هذه الايات التحذير من اتباع الشهوات والمراد بالشهوات رغبات النفوس. فان اتباع الانسان للشهوة يورده المهام عليك وفي هذه الايات فضل الله جل وعلا على التائبين. حيث يمسح الله ذنوبهم ويدخلهم - 00:23:29
وفي هذه الايات ان العمل لا يكون مقبولا الا اذا كان صالحا بان يكون لله وعلى وفق ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي الايات رحمة الله بالعباد حيث لا يعرض لهم عن - 00:23:55
ذنب عظيم او مصيبة كبيرة الا وثنى بذكر التوبة بعدها كأنه يدعوهم الى الصادقة وفي هذه الايات فضل الله جل وعلا على المؤمنين بادخالهم الجنان وفي هذه الايات ان اهل الجنة لا يظلمون شيئا. فلا يؤخذ من حسناتهم بلا مقتض شرعي - 00:24:17
وفي هذه الايات ان عبودية الله وحده من اسباب دخول الجنان. وفي هذه الايات فضل الله جل وعلا على المؤمنين من اتباع الانبياء وممن تاب الى الله جل وعلا بالوعد الحسن بالجنان التي في عدن - 00:24:48
وفي هذه الايات ان اهل الجنة ينزهون عن سماع اللغو فيسمعون قولا غير اقوالي اللغو واللغو الحديث الذي لا ثمرة له ولا فائدة فيه وفي هذه الايات مشروعية تحية السلام. وكما تكون بين اهل الجنان تكون بين اهل الدنيا - 00:25:16
اه وفي هذه الايات فضل الله جل وعلا على اهل الجنة في مطاعمهم بحيث يورد لهم ما يحتاجون اليه وترغبه في نفوسهم في اول النهار وفي اخره وفي هذه الايات ان عمل ابن ادم في الدنيا الذي ادخله الله به الجنة لا يوازي الثواب - 00:25:43
عظيم الذي ناله بان يتم ادخاله في الجنان وفي هذه الايات فضيلة التقوى وعظم اجر اصحابها. وفي هذه الايات ان الملائكة ينزلون من السماء من عند الله جل وعلا مما يدل على اثبات صفة العلو له سبحانه وتعالى - 00:26:11
وفي هذه الايات انه لا يحدث شيء في الكون الا بامر رب العزة والجلال وفي هذه الايات ان العبد المؤمن يستشعر ما كان منه من خطأ ويحاول ان يتجنب مواطنه - 00:26:36
وفي هذه الايات اثبات توحيد الربوبية افراد الله بافعاله وتوحيد الالوهية باثبات الله بافعالنا وتوحيد الاسماء والصفات. ولذا قال رب السماوات والارض وما بينهما فاعبده واصطبر لعباده هل تعلم له سميا؟ - 00:26:59
وفي هذه الايات ان الله قد تكفل بالارض والسماوات ومن فيها فهو ربها. وفي هذه الايات في القيام بعبودية الله سبحانه والترغيب بالصبر في باب العبادة وفي هذه الايات اثبات الاسماء الحسنى لله جل وعلا. وفي هذه الايات - 00:27:23
ايظا ان العبد يتوسل الى الله باسمائه وصفاته في هذه الايات اثبات البعث والنشور بعد الموت وان العباد يجازون على اعمالهم وفي هذه الايات ان استبعاد بعض الناس لامر من الامور لا يعني عدم صحته حقيقة - 00:27:51
وفي هذه الايات تذكير الانسان بانه مخلوق لله جل وعلا. فهو الذي خلقه وهو الذي يسر امره وهو الذي زال عنه انواع الشرور والاذى وفي هذه الايات القسم من الله جل وعلا بما يؤكد - 00:28:30
القسم من الله جل وعلا بذاته بما يؤكد عظم المذكور معه وفي هذه الايات ان الله جل وعلا يحشر الظالمين والشياطين الذين ازاغوهم عن الحق وفي هذه الايات ان الله جل وعلا يجمع الخلائق - 00:29:00
حول جهنم ليشاهدوا شيئا من عذاب اهلها ليكون اهنأ لنفوسهم وفي هذه الايات ان الله جل وعلا يبتدأ بكبار القوم ممن كان لهم اثر في اظلال قومهم وفي هذه الايات ان الله جل وعلا يوم القيامة يجمع كل طائفة آآ اجتماعا واحدا - 00:29:25
ثم ينزع ايهم اشد على الرحمن عتيا وفي هذه الايات ان الله عليم باحوال العباد. يعلم من يصلح منهم للجنة. ومن يصلح منهم ايران وفي هذه الايات ان جميع الخلق يردون نار جهنم ولكن منهم من يردها على الصراط - 00:29:59
يمشي كالبرق وكالرعد وكاجاويد الخيل ومنهم من ليس كذلك وفي هذه الايات ايظا ان الله جل وعلا بشر بنجاة المتقين وسلامتهم من العقوبات. وفي هذه الايات في قوله ونذر الظالمين المراد بهم اهل الشرك - 00:30:28
وفي هذه الايات ان العبد لا يعجب بما اوتيه من نعيم وخير عميم في الدنيا ولو فخر بذلك اهل الشرك وفي هذه الايات ان المشركين يغترون بظواهر الامور ولا ينظرون الى بواطنها ولذا لم يكن من شأنهم - 00:31:01
الا ان ردوا شيئا مما يظن انه ينقص من مكانتهم وفي هذه الايات ان ايات القرآن بينة واضحة من نظر فيها عرفها وفي هذه الايات ان اهل الايمان يبكتون ان المشركين في الدنيا يستدلون بسعة نعم الله - 00:31:33
على تصحيح طريقتهم. ولم ينظروا في البينات ولا في الدلائل ولا في البراهين قوله واحسن نديا اي احسن مجتمعا يجتمع معهم وفي هذه الايات التذكير بعقوبة الله جل وعلا التي نزلت بالامم السابقة حينما كذبوا انبياء الله - 00:32:04
ولذا قال وكما اهلكنا قبلهم من قرن هم احسن اثاثا ورعيا فكانوا احسن في متاع الدنيا ومع ذلك هلكوا. فاذا هلكوا وهم بتلك ابى فقد تهلكون انتم وينزل الله عليكم العقوبة. ثم قال قل من كان في الضلالة اي من كان - 00:32:34
ان يبقى في الظلالة وعدم العلم فحينئذ سيمد الله له بعظ متاع الدنيا. فيطيل عمره وقد يعطيه من هل الدنيا حتى يستمر غافلا عن الاخرة غير مستعد لها. وحينئذ اذا رأوا ما يوعدون - 00:33:01
اما العذاب واما الساعة. اذا رأوا العقوبة النازلة بهم فحينئذ لينتظروا احد امرين اما اداب واما الساعة وفي ذلك اليوم سيعلمون من هو شر مكان واظعف جندا اي ليس عنده جيش يناصره ويقويه - 00:33:28
ثم قال تعالى ويزيد ان يرفع درجة الايمان والتقوى والهدى ويزيد الله الذين اهتدوا هدى. فمن اهتدى فان الله جل وعلا سيزيده من الهدى ثم قال تعالى والباقيات الصالحات اي الاعمال الصالحة التي يبقى اثرها ويبقى - 00:33:54
وثوابها خير عند ربك. فهي افضل من ذلك كله خير عند ربك ثوابا وخير مردا فهذه ايات عظيمة فيها حكم كثيرة واحكام متعددة فمن تلك الاحكام ان الله جل وعلا سيبعث الموت لا محالة - 00:34:20
وان الاستدلالات التي يتوهم انها عقلية لا ينبغي ان تصد الانسان عن الايمان بكتاب الله جل لو على وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وفي هذه الايات ان الناس يوم الحشر يحشرون في موطن - 00:34:48
طينين واحد وفي هذه الايات ان الله جل وعلا يبكت ان المجرمين يوم القيامة بان يريهم عقوبتهم قبل ان يدخلوا فيها. ويسلم الله جل وعلا المؤمنين وفي هذه الايات ان الانسان ينبغي به ان يتذكر وان يعيد النظر في احواله وفي اموره وفي عاقبة - 00:35:08
امره وفي هذه الايات ان اجتماع المجتمعين لا يغنيهم من قدر الله وامره شيئا وفي هذه الايات ان الرحمن مع رحمته بالعباد الا انهم يعصونه ويوجهون العبادة لمن سواه وفي هذه الايات ان دخول النار - 00:35:40
ليس على دفعة واحدة من اهلها وفي هذه الايات ان الله جل وعلا يقذف بالكافرين المشركين في نار جهنم اذ هم اولى بها صليا اي تصلى اهم نار جهنم وفي هذه الايات اثبات الجسر - 00:36:07
واثبات الشفاعة وبيان ان الناس يمرون على الجسر يتفاوتوا مقدار سرعة مشيهم في مشيهم على ما لدى الانسان من الايمان والتقوى وفي هذه الايات التحذير من الظلم واعظمه ظلم ايا ظلم الظلم في عبودية الله جل وعلا - 00:36:36
وفي هذه الايات ان مجادلة المشركين بالباطل ستستمر ولو كان الحق مع اتباع واضحا جليا وفي هذه الايات فضل الله على المؤمنين بان ينجيهم من اعدائهم وفي هذه الايات ان المشركين يغترون بنعيم الدنيا. ويظنون ان من حصل على نعيم الدنيا فانه سيحصل على - 00:37:12
اجر الاخرة وثوابها وفي هذه الايات ان الله جل وعلا قد اهلك امما كثيرة. وبالتالي ينبغي بالانسان ان يتفكر في احوالهم. ويخشى ان يصيبه مثل ما اصابهم وفي هذه الايات - 00:37:47
ان من كان ضالا فعليه ان يتوب الى الله فينظر في اعماله ويصحح مساره مم وفي هذه الايات ان الله جل وعلا قد يهدي السمعة الطيبة لبعض عباده. فلا ينقص ذلك من اجورهم شيئا - 00:38:15
وفي هذه الايات ان الله جل وعلا يجعل الكافرين والمشركين يستمرون في غيهم ويظنون انهم على شيء ولا يكون الامر كذا وفي هذه الايات ان مد مثل هذه الاشياء لا يغني عن الانسان شيئا - 00:38:41
وفي هذه الايات ان من اسباب الهداية ان يهتدي الانسان بشيء فاذا اهتديت في موضوع واحد يسر الله لك هداية في موضوعات كثيرة وفي هذه الايات ان الملائكة ينزلون من العلو من عند الله. مما يدل على اثبات صفة العلو لله جل - 00:39:08
جل وعلا وفي هذه الايات عموم ملك الله عز وجل فلا يحدث شيء في الكون الا بامره وتدبيره وفي هذه الايات ان الانسان ينبغي به ان يحفظ نفسه من ان تتسلط عليه الشياطين - 00:39:33
وفي هذه الايات ثناء الله على الباقيات الصالحات فاما ان يراد به جميع الاعمال الصالحة. واما ان يراد به ذكر الله جل وعلا. وفي هذه الايات اثبات المعاد واثبات ان اهل الجنان يكونون - 00:40:04
في مأمن من ان يلحق بهم شيء من العذاب ولذا قال والباقيات الصالحات خير عند رب بك ثوابا وخير مردا. اي عاقبة حميدة. بارك الله فيكم. ووفقكم الله لكل خير. وجعل - 00:40:25
الله واياكم من الهداة المهتدين. كما نسأله جل وعلا صلاحا لاحوالنا واستقامة لامورنا. وان يتولى جميع شأننا وان يوفق ولاة امرنا لكل خير. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد - 00:40:45
وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:41:05
التفريغ
رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فهذا لقاء اخر من لقاءاتنا في تفسير سورة مريم حيث وقفنا عند قوله فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات - 00:00:24
فسوف يلقون غيا فقوله تعالى فخلف اي جاء من بعد اولئك الانبياء الذين شرفهم الله بالوحي وبالنبوة خلف اي جيل جديد استولت عليهم الشياطين وابعدتهم عن طريق الهدى فاضاعوا الصلاة. قيل لم - 00:01:03
عليها في اوقاتها وقيل تركوها بالكلية واتبعوا الشهوات اي ساروا على مقتضى اهوائهم ورغباتهم بما يسمونه حرية ويظنون انهم بذلك قد ساروا على احسن الامور وافضلها. وحينئذ توعدهم الله فقال فسوف يلقون غيا - 00:01:37
يلقون بمعنى انهم يواجهونه مواجهة والغي اسم لي واد في جهنم او اسم للعذاب او ان المراد بالغي الظلال فسميت عقوبة الضلال به ثم قال تعالى عارضا التوبة على هؤلاء الا من تاب - 00:02:05
فبين انه يوجد من اولئك الخلف الذين خلفوا الانبياء من يتوب الى الله جل وعلا. وامن اي سلم لامر الله واذعن وعمل صالحا. فعبد الله وحده وآآ عبده بما جاء به انبياؤه فاولئك اي هؤلاء الذين تابوا وامنوا وعملوا الصالحات يدخلون - 00:02:33
هنا الجنة ان يجعلهم الله من اهل الجنان لا يظلمون شيئا. اي لا ينقص الله من اجورهم اي كنسبة او اي عمل ثم وصفت تلك الجنة بعدد من الاوصاف فاولها انها جنة - 00:03:04
اي انها قد التف بعضها ببعض فاصبح فيها من الاشجار ما يغطي ما كان في اثناءها ثم هي عدن اي انهم يستقرون فيها استقرارا كاملا. ويبقون فيها ابد الاباد وثم وصفها بانها هي التي وعد الرحمن عباده بالغيب - 00:03:24
واتى باسم الرحمن لبيان ان دخول الناس في الجنان انما هو برحمة الرحمن وليس بعملهم مجرد وان كانت اعمالهم من اسباب رحمة الله بهم ثم قال عباده يعني ان من قام بعبودية الله فذلك الذي يدخله الله الجنان - 00:03:51
وها التي وعد الرحمن عباده بالغيب اما انهم عبدوه حال غيبتهم عن الناس واما ان يكون فعلهم بالغيب بحيث انهم ايقنوا وجزموا بوعد الله بالجنان مع انها لا غيب عليهم فانهم لم يكونوا يشاهدونها في الدنيا. انه كان وعده ماتيا. اي ان - 00:04:20
وعد الرحمن وما وعد به اولياءه لابد ان يأتي ولا يمكن ان يتخلف فالله لا يخلف الميعاد. ثم ذكر من صفات الجنة انهم لا يسمعون فيها لغوا. اي اللغو هو الحديث الباطل. فلا يوجد في تلك الجنان الا احاديث حق. احاديث هدى احاديث - 00:04:50
الا سلاما اي اقوالا يسلم بها بعضهم على بعضهم الاخر. ويسلم بعضهم من بعضهم الاخر بها. فلا يوجد في تلك الدار غيبة ولا نميمة ولا قذف ولا سباب ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا. اي ان الله جل وعلا ييسر لهم امورا الرزق في - 00:05:19
كلو المشارب بكرة في اول النهار وعشيا في اخره كانهم اذا طلبوا شيئا من المأكولات تيسر لهم ثم قال تعالى تلك الجنة. اي هذه الجنة. واشار اليها بضمير البعد لانهم لا زالوا في الدنيا التي نورث من عبادنا من كان تقيا. وقال نورث لانهم انما - 00:05:52
شيئا يسيرا في الدنيا. ومع ذلك اورثهم الله جل وعلا الثواب الجزيل. فكأنهم بمثابة الوارث يأتيه المال الكثير من غير تعب منه ولا مشقة. فهكذا عمل الناس في الدنيا سهل - 00:06:22
يسير في عبودية الله. فيورثهم الله خيري الدنيا والاخرة واشار الى صفتين من صفات هؤلاء الذين يدخلون الجنان اولاها انهم من اهل عبادة الرحمن وزانيها انهم من اهل التقوى. فانظر الى صفة التقوى وكيف اثرت على اصحابها - 00:06:42
بالنجاة من النار والفوز بالجنان ثم ذكر الله جل وعلا قولا على لسان الملائكة حيث قالوا وما نتنزل الا بامر ربك. اي ان الملائكة لا يأتون للنبي صلى الله عليه وسلم ولا ينزلون من السماء اليه الا بامر من الله - 00:07:12
الله جل وعلا فالملائكة يفعلون ما يؤمرون لا يعصون الله ولذا اقروا بانهم مربوبون مأمورون لله جل وعلا واقروا بان الله له ما بين ايديهم وما خلفهم. قيل ما بين ايديهم من الارض وما خلفهم من السماء. وقيل المراد بذلك اطلاق - 00:07:37
ما بين ايديهم وما خلفهم وما بين ذلك يعني من الجو الذي بين السماء والارض وما كان ربك نسي فالله لا يفوت عليه شيء من المخلوقات فهو يعلمها وهي في قدره وهي تسير على - 00:08:05
وفق امره القدري وقد شملها حكمه الشرعي فلم فلم يترك شيئا من الحوائج او الافعال الا وورد فيه حكم من الله جل وعلا. ثم وصف الله ثم وصف الله نفسه - 00:08:25
صفات تذكرنا بانواع التوحيد. فقال رب السماوات والارض وما بينهما. فالله خالق السماوات والاراضين وهو الذي يربي السماوات والاراضين بمعنى انه يرعاهما ويتولى شؤونهما وينفذ يؤمره فيهما وما بينهما. يعني ما بين السماء والارض. ثم ذكر فهذا توحيد الربوبية وهو - 00:08:47
وتوحيد الله بافعاله ثم ذكر توحيد الالوهية وهو توحيد الله بافعال العباد. ولذا قال فاعبده طبر لعبادته. اي قم بعبودية الله خاضعا له. ذليلا له راجيا ثوابه. مؤملا في فضله - 00:09:17
واصطبر اي ليكن من شأنك ان تتصف بصفة الصبر على اعلى درجاته لتقوم بعبودية الله جل وعلى فان العبد توجد عنده صوارف تصرفه عن عبادة الله فهذا عدوه الشيطان الرجيم - 00:09:37
هذه نفسه الامارة بالسوء. وهؤلاء دعاة الضلال حينئذ على العبد ان يستمر في عبودية الله وان يصبر في سلوك هذا الطريق فان من على طريق عبادة الله لابد ان ان يدركه شيء من المنغصات وبعض انواع الاذى ثم - 00:09:57
ثم قال هل تعلم له سميا؟ اي هل هناك من هو مماثل له في صفاته وفي الواجب له من عبودية الله عز وجل؟ وهل له من يماثله في اسمائه وصفاته؟ فهذا فيه اثبات - 00:10:24
وتوحيد الاسماء والصفات ثم ذكر الله جل وعلا وقد قيل بان اسباب نزول هذه الايات ان النبي صلى الله عليه وسلم تأخر عليه جبريل اما لوجود بعض الحيوان في بيته او نحو ذلك. فلما قال له النبي صلى الله عليه - 00:10:44
عليه وسلم الا تأتينا في كل وقت نزلت هذه الايات وما نتنزل الا بامر ربك ثم ذكر جل وعلا خطابا خاطب به بعض الكفار النبي صلى الله عليه وسلم فقد قال ابي بن كعب فقد قال ابي بن خلف - 00:11:08
من هل من المعقول بعد ان اموت واصبح ترابا ورمادا ان اعود للحياة مرة اخرى فنزلت الايات ويقول الانسان وما ذاك الا ان هذه المقالة ستستمر في بني ادم وسيوجد - 00:11:33
من يقولها الى قيام الساعة. ويقول لانسان ائذا ما مت اي لو قدر ان الموت اتاني فحينئذ هل يعقل بعد ان اصبح ترابا رميما ان اخرج حيا فيبعثني الله بعد مماتي هل هذا معقول - 00:11:56
فرد الله جل وعلا عليه بحجة عقلية بلفظ مختصر. فقال اولا يذكر الانسان انا خلقناه من نطفة ولم لم يكن شيئا فذكره بان اول مبدأه هو نطفة يسيرة ومع ذلك خلق الله جل وعلا هذا الانسان ابتداء من تلك النطفة - 00:12:20
فمن اوجد الانسان ابتداء؟ اليس بقادر على ان يحيي الانسان بعد موته وان يعيده مرة اخرى ثم اذا كان ثم اذا عاد الى ان يكون رمادا وترابا افلا يعقل ان يخلق الله من ذلك الرمادي - 00:12:52
البشر مرة اخرى كما خلقهم اول مرة من نطفة تمنى يسيرة مهينة مقتذرة وهذه حجة عقلية عظيمة قال ولم يك شيئا اي انه في اول ام ان الانسان في اول امره لم يكن شيئا بل كان - 00:13:17
امرا معدوما ثم قال تعالى فوربك اقسم الله جل وعلا بنفسه مع اضافة هذا القسم الى نبيه لنحشرنهم اي ان الله سيبعثهم بعد مماتهم وسيجمعهم ليوم المحشر وسنأتي بكل انسان معه الشيطان الذي اضله. وابعده - 00:13:42
ثم لنحظرنهم حول جهنم جثيا. اي سنأتي بالناس اجمعين ونجعلهم حول نار جهنم تلكم النار العظيمة جثيا اي قد جثوا ونزلوا على ركبهم من هول ذلك الموقف بهذا اليوم بذلك - 00:14:14
اليوم يجمع الله الخلائق حول نار جهنم ليشاهدوا ما فيها من الامور المفظعة ومن النار المحرقة ومن انواع العذاب ليكون هذا تبكيتا للكافرين فهذا مصيركم وهذه داركم التي تبقون فيها ابد الابد - 00:14:41
ويكون فيها فرح وسرور للمؤمنين حيث نجاهم الله من تلك النار ثم قال تعالى بعد ان ذكر ان الناس يكونون حول جهنم قال ثم ثم لننزعن من كل شيعة ايهم اشد على الرحمن عتيا اي سيأخذ اخذا - 00:15:06
قويا من كل طائفة اجتمعوا وايد بعضهم بعض ايهم اشد اي اعظم على الرحمن عتيا اي معصية ونفرة من عبادته جل وعلا وفي هذا والناس ينظرون يؤتى كل مجموعة فيؤخذ منهم اشدهم على الرحمن وهم ينظرون لا يستطيعون نصرته ولا درء - 00:15:32
عنه ثم لنحن اعلم بالذين هم اولى بها صليا. اي بعض هؤلاء الذين اجتمعوا على نار جهنم هم يقذفون فيها ولان الله اعلم بحالهم حيث كان من حالهم الكفر هم اولى بها صليا. اي هم اقرب الناس الذين يصلون نار جهنم بحيث تحرقهم - 00:16:07
ثم قال تعالى وان منكم اي لا يوجد احد منكم الا واردها اي سيرد نار جهنم فقال طائفة يدخلون فيها يسيرا ثم يخرجهم الله. وقال اخرون بل المراد به الجسر يظرب - 00:16:39
بين اجزاء جهنم فيمر الناس من المؤمنين فوق ذلك الجسر على حسب اعمالهم كان على ربك حتما مقضيا. اي دخول النار والورود عليها من الامور التي اوجبها الله عز وجل حتما اي امرا واجبا منتهيا مقضيا اي انتهى ايجابه - 00:17:00
ثم ننجي الذين اتقوا اي نمكن المتقين من الخروج من نار جهنم. ونذر الظالمين اي نترك المشركين فيها جثيا. ان يسقطون في نار جهنم على ركبهم ثم قال تعالى واذا تتلى عليهم اياتنا بينات اي انه اذا قرأ - 00:17:36
ما في القرآن من الايات التي فيها نجاة من ينجو وسلامة من يسلم والعاقبة الحميدة لاهل الايمان بحيث تكون تلك الايات مشتملة على الدعوة الى الى توحيد الله وافراده بالعبادة و - 00:18:08
اقامت الادلة والبراهين في ذلك حينئذ يقول الذين كفروا للذين امنوا اي فريقين خير مقاما واحسنوا نديا. اي ان الكافرين يغترون في الدنيا اه بما اتاهم الله عز وجل من نعيم الدنيا. ويظنون ان من حصل نعيم الدنيا فان الاخرة - 00:18:33
تكون له ولذلك اذا قرئت عليهم ايات القرآن المشتملة على الادلة الواضحة والبراهين البينة لم يكن من شأن الكافرين الا ان يفتخروا على المؤمنين بما اتاهم الله يقولون اي الفريقين اي من هو الافضل نحن او انتم اي الفريقين خير مقاما - 00:19:05
اي محلا يقيمون فيه واحسنوا نديا اي منظرا ومظهرا. فاغتروا بما هم فيه من المقام الجميل ومن المناظر الحسنة. فذكرهم الله جل وعلا بهلاك الامم السابقة التي لم تستجب لدعوات الانبياء. فقال وكم - 00:19:35
لتكثير ذلك. وكم اهلكنا اي ارسلنا العقوبة التي تهلكهم وتستأصلهم. وكمالكنا قبلهم من قرن. اي من جماعة مقترنين. يعيشون في زمان واحد وقد كانوا احسن اسأتا ورئيا. فمتاعهم وملابسهم ومساكنهم - 00:20:00
ومرأهم على احسن ما يكون من ذلك ومع ذلك ما شكروا الله على هذه النعمة وصرفوا شيئا من عبادته لغيره فقال الله تعالى قل من كان في الظلالة فليمدد له الرحمن مداه - 00:20:29
اي من كان مستمرا في ظلالة الشرك بحيث لا يقر لله بالتوحيد فحينئذ سيعطيه الله جل وعلا امدا في حياته. ليكون ذلك فرصة لعله يتدارك نفسه ليكون ذلك اعظم في قيام الحجة عليه. حتى اذا رأوا ما يوعدون اي اذا شاهدوا ما وعد - 00:20:51
لهم الله من انواع العذاب في الاخرة. حينئذ اما العذاب فيدخلون فيه واما قيام الساعة او ما يوعدون من العذاب ومن الساعة فحينئذ سيعلمون ويتيقنون اي الفريقين شر مكانا اي اعظم سوءا واضعف جندا اي اقل ناصرا - 00:21:23
ولا شك ان من كان مع الله فان الله جل وعلا يأويه ويرفع مكانته وينصره على اعدائه ومن فضل الله على الانسان انه متى اهتدى وكان راغبا فيه ان الله جل وعلا يتفضل عليه بان - 00:21:54
ليزيد من هدايته. ولذا قال ويزيد الله الذين اهتدوا هدى والباقيات الصالحات اي ما يبقى لتستفيد منه في الاخرة من الاجر والثواب ومن زكري وبقية الاعمال الصالحة. فهذا خير عند ربك - 00:22:14
خير عند ربك ثوابا. اي اجرا وخير مردا اي ستكون العاقبة له سيرد الى المواطن الحسنة والمحال للجميلة فهذه ايات عظيمة فيها فوائد وحكم واحكام كثيرة. فمن تلك الفوائد ان طول العهد - 00:22:37
بعد الانبياء ينسي الناس اثار النبوة ويصرفهم عن طريقة الانبياء حتى في اعز المطالب في توحيد الله جل وعلا وفي هذه الايات التحذير من اضاعة الصلوات بتركها او بتأخيرها عن وقتها - 00:23:06
وفي هذه الايات التحذير من اتباع الشهوات والمراد بالشهوات رغبات النفوس. فان اتباع الانسان للشهوة يورده المهام عليك وفي هذه الايات فضل الله جل وعلا على التائبين. حيث يمسح الله ذنوبهم ويدخلهم - 00:23:29
وفي هذه الايات ان العمل لا يكون مقبولا الا اذا كان صالحا بان يكون لله وعلى وفق ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي الايات رحمة الله بالعباد حيث لا يعرض لهم عن - 00:23:55
ذنب عظيم او مصيبة كبيرة الا وثنى بذكر التوبة بعدها كأنه يدعوهم الى الصادقة وفي هذه الايات فضل الله جل وعلا على المؤمنين بادخالهم الجنان وفي هذه الايات ان اهل الجنة لا يظلمون شيئا. فلا يؤخذ من حسناتهم بلا مقتض شرعي - 00:24:17
وفي هذه الايات ان عبودية الله وحده من اسباب دخول الجنان. وفي هذه الايات فضل الله جل وعلا على المؤمنين من اتباع الانبياء وممن تاب الى الله جل وعلا بالوعد الحسن بالجنان التي في عدن - 00:24:48
وفي هذه الايات ان اهل الجنة ينزهون عن سماع اللغو فيسمعون قولا غير اقوالي اللغو واللغو الحديث الذي لا ثمرة له ولا فائدة فيه وفي هذه الايات مشروعية تحية السلام. وكما تكون بين اهل الجنان تكون بين اهل الدنيا - 00:25:16
اه وفي هذه الايات فضل الله جل وعلا على اهل الجنة في مطاعمهم بحيث يورد لهم ما يحتاجون اليه وترغبه في نفوسهم في اول النهار وفي اخره وفي هذه الايات ان عمل ابن ادم في الدنيا الذي ادخله الله به الجنة لا يوازي الثواب - 00:25:43
عظيم الذي ناله بان يتم ادخاله في الجنان وفي هذه الايات فضيلة التقوى وعظم اجر اصحابها. وفي هذه الايات ان الملائكة ينزلون من السماء من عند الله جل وعلا مما يدل على اثبات صفة العلو له سبحانه وتعالى - 00:26:11
وفي هذه الايات انه لا يحدث شيء في الكون الا بامر رب العزة والجلال وفي هذه الايات ان العبد المؤمن يستشعر ما كان منه من خطأ ويحاول ان يتجنب مواطنه - 00:26:36
وفي هذه الايات اثبات توحيد الربوبية افراد الله بافعاله وتوحيد الالوهية باثبات الله بافعالنا وتوحيد الاسماء والصفات. ولذا قال رب السماوات والارض وما بينهما فاعبده واصطبر لعباده هل تعلم له سميا؟ - 00:26:59
وفي هذه الايات ان الله قد تكفل بالارض والسماوات ومن فيها فهو ربها. وفي هذه الايات في القيام بعبودية الله سبحانه والترغيب بالصبر في باب العبادة وفي هذه الايات اثبات الاسماء الحسنى لله جل وعلا. وفي هذه الايات - 00:27:23
ايظا ان العبد يتوسل الى الله باسمائه وصفاته في هذه الايات اثبات البعث والنشور بعد الموت وان العباد يجازون على اعمالهم وفي هذه الايات ان استبعاد بعض الناس لامر من الامور لا يعني عدم صحته حقيقة - 00:27:51
وفي هذه الايات تذكير الانسان بانه مخلوق لله جل وعلا. فهو الذي خلقه وهو الذي يسر امره وهو الذي زال عنه انواع الشرور والاذى وفي هذه الايات القسم من الله جل وعلا بما يؤكد - 00:28:30
القسم من الله جل وعلا بذاته بما يؤكد عظم المذكور معه وفي هذه الايات ان الله جل وعلا يحشر الظالمين والشياطين الذين ازاغوهم عن الحق وفي هذه الايات ان الله جل وعلا يجمع الخلائق - 00:29:00
حول جهنم ليشاهدوا شيئا من عذاب اهلها ليكون اهنأ لنفوسهم وفي هذه الايات ان الله جل وعلا يبتدأ بكبار القوم ممن كان لهم اثر في اظلال قومهم وفي هذه الايات ان الله جل وعلا يوم القيامة يجمع كل طائفة آآ اجتماعا واحدا - 00:29:25
ثم ينزع ايهم اشد على الرحمن عتيا وفي هذه الايات ان الله عليم باحوال العباد. يعلم من يصلح منهم للجنة. ومن يصلح منهم ايران وفي هذه الايات ان جميع الخلق يردون نار جهنم ولكن منهم من يردها على الصراط - 00:29:59
يمشي كالبرق وكالرعد وكاجاويد الخيل ومنهم من ليس كذلك وفي هذه الايات ايظا ان الله جل وعلا بشر بنجاة المتقين وسلامتهم من العقوبات. وفي هذه الايات في قوله ونذر الظالمين المراد بهم اهل الشرك - 00:30:28
وفي هذه الايات ان العبد لا يعجب بما اوتيه من نعيم وخير عميم في الدنيا ولو فخر بذلك اهل الشرك وفي هذه الايات ان المشركين يغترون بظواهر الامور ولا ينظرون الى بواطنها ولذا لم يكن من شأنهم - 00:31:01
الا ان ردوا شيئا مما يظن انه ينقص من مكانتهم وفي هذه الايات ان ايات القرآن بينة واضحة من نظر فيها عرفها وفي هذه الايات ان اهل الايمان يبكتون ان المشركين في الدنيا يستدلون بسعة نعم الله - 00:31:33
على تصحيح طريقتهم. ولم ينظروا في البينات ولا في الدلائل ولا في البراهين قوله واحسن نديا اي احسن مجتمعا يجتمع معهم وفي هذه الايات التذكير بعقوبة الله جل وعلا التي نزلت بالامم السابقة حينما كذبوا انبياء الله - 00:32:04
ولذا قال وكما اهلكنا قبلهم من قرن هم احسن اثاثا ورعيا فكانوا احسن في متاع الدنيا ومع ذلك هلكوا. فاذا هلكوا وهم بتلك ابى فقد تهلكون انتم وينزل الله عليكم العقوبة. ثم قال قل من كان في الضلالة اي من كان - 00:32:34
ان يبقى في الظلالة وعدم العلم فحينئذ سيمد الله له بعظ متاع الدنيا. فيطيل عمره وقد يعطيه من هل الدنيا حتى يستمر غافلا عن الاخرة غير مستعد لها. وحينئذ اذا رأوا ما يوعدون - 00:33:01
اما العذاب واما الساعة. اذا رأوا العقوبة النازلة بهم فحينئذ لينتظروا احد امرين اما اداب واما الساعة وفي ذلك اليوم سيعلمون من هو شر مكان واظعف جندا اي ليس عنده جيش يناصره ويقويه - 00:33:28
ثم قال تعالى ويزيد ان يرفع درجة الايمان والتقوى والهدى ويزيد الله الذين اهتدوا هدى. فمن اهتدى فان الله جل وعلا سيزيده من الهدى ثم قال تعالى والباقيات الصالحات اي الاعمال الصالحة التي يبقى اثرها ويبقى - 00:33:54
وثوابها خير عند ربك. فهي افضل من ذلك كله خير عند ربك ثوابا وخير مردا فهذه ايات عظيمة فيها حكم كثيرة واحكام متعددة فمن تلك الاحكام ان الله جل وعلا سيبعث الموت لا محالة - 00:34:20
وان الاستدلالات التي يتوهم انها عقلية لا ينبغي ان تصد الانسان عن الايمان بكتاب الله جل لو على وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وفي هذه الايات ان الناس يوم الحشر يحشرون في موطن - 00:34:48
طينين واحد وفي هذه الايات ان الله جل وعلا يبكت ان المجرمين يوم القيامة بان يريهم عقوبتهم قبل ان يدخلوا فيها. ويسلم الله جل وعلا المؤمنين وفي هذه الايات ان الانسان ينبغي به ان يتذكر وان يعيد النظر في احواله وفي اموره وفي عاقبة - 00:35:08
امره وفي هذه الايات ان اجتماع المجتمعين لا يغنيهم من قدر الله وامره شيئا وفي هذه الايات ان الرحمن مع رحمته بالعباد الا انهم يعصونه ويوجهون العبادة لمن سواه وفي هذه الايات ان دخول النار - 00:35:40
ليس على دفعة واحدة من اهلها وفي هذه الايات ان الله جل وعلا يقذف بالكافرين المشركين في نار جهنم اذ هم اولى بها صليا اي تصلى اهم نار جهنم وفي هذه الايات اثبات الجسر - 00:36:07
واثبات الشفاعة وبيان ان الناس يمرون على الجسر يتفاوتوا مقدار سرعة مشيهم في مشيهم على ما لدى الانسان من الايمان والتقوى وفي هذه الايات التحذير من الظلم واعظمه ظلم ايا ظلم الظلم في عبودية الله جل وعلا - 00:36:36
وفي هذه الايات ان مجادلة المشركين بالباطل ستستمر ولو كان الحق مع اتباع واضحا جليا وفي هذه الايات فضل الله على المؤمنين بان ينجيهم من اعدائهم وفي هذه الايات ان المشركين يغترون بنعيم الدنيا. ويظنون ان من حصل على نعيم الدنيا فانه سيحصل على - 00:37:12
اجر الاخرة وثوابها وفي هذه الايات ان الله جل وعلا قد اهلك امما كثيرة. وبالتالي ينبغي بالانسان ان يتفكر في احوالهم. ويخشى ان يصيبه مثل ما اصابهم وفي هذه الايات - 00:37:47
ان من كان ضالا فعليه ان يتوب الى الله فينظر في اعماله ويصحح مساره مم وفي هذه الايات ان الله جل وعلا قد يهدي السمعة الطيبة لبعض عباده. فلا ينقص ذلك من اجورهم شيئا - 00:38:15
وفي هذه الايات ان الله جل وعلا يجعل الكافرين والمشركين يستمرون في غيهم ويظنون انهم على شيء ولا يكون الامر كذا وفي هذه الايات ان مد مثل هذه الاشياء لا يغني عن الانسان شيئا - 00:38:41
وفي هذه الايات ان من اسباب الهداية ان يهتدي الانسان بشيء فاذا اهتديت في موضوع واحد يسر الله لك هداية في موضوعات كثيرة وفي هذه الايات ان الملائكة ينزلون من العلو من عند الله. مما يدل على اثبات صفة العلو لله جل - 00:39:08
جل وعلا وفي هذه الايات عموم ملك الله عز وجل فلا يحدث شيء في الكون الا بامره وتدبيره وفي هذه الايات ان الانسان ينبغي به ان يحفظ نفسه من ان تتسلط عليه الشياطين - 00:39:33
وفي هذه الايات ثناء الله على الباقيات الصالحات فاما ان يراد به جميع الاعمال الصالحة. واما ان يراد به ذكر الله جل وعلا. وفي هذه الايات اثبات المعاد واثبات ان اهل الجنان يكونون - 00:40:04
في مأمن من ان يلحق بهم شيء من العذاب ولذا قال والباقيات الصالحات خير عند رب بك ثوابا وخير مردا. اي عاقبة حميدة. بارك الله فيكم. ووفقكم الله لكل خير. وجعل - 00:40:25
الله واياكم من الهداة المهتدين. كما نسأله جل وعلا صلاحا لاحوالنا واستقامة لامورنا. وان يتولى جميع شأننا وان يوفق ولاة امرنا لكل خير. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد - 00:40:45
وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:41:05