[البائعُ: سيَّدي، هذه سيَّارةٌ من نوعِ "جيب"، - 00:00:00
من إصدارِ هذا العامِ كما طلبْتَ، وسنُراعيكَ في ثَمَنِها - 00:00:02
تفضَّل، يُمكِنُك أن تجرِّبَها - 00:00:05
العَميلُ: صحيحٌ، تبدو مريحةً بالفعلِ - 00:00:13
ولكن، قبلَ أن أقودها، - 00:00:17
قل لي: ما هذه الدَّوَّاسة؟ تبدو دون فائدةٍ! - 00:00:19
البائعُ: لا سيِّدي، هذه دوَّاسةُ الوقودِ، هذه هي التي تسيِّر السيارةَ - 00:00:22
هل هذه المرةُ الأولى لكَ في قيادةِ السَّياراتِ؟ - 00:00:25
العميلُ: أوَّلُ مرَّةٍ أقودُ سيَّارةً؟! أنا لُعبتي السَّيَّاراتُ! - 00:00:27
ما لك يا رجل؟! - 00:00:31
لكنَّني أشعرُ بأنَّ هذهِ الدَّوَّاسةَ بلا فائدةٍ - 00:00:31
ما هذه أيضًا؟ هذه بلا فائدةٍ... - 00:00:36
هذه السَّيارةُ بلا فائدةٍ ولم تُصنَّع وإنَّما وُجدَتْ صُدفةً - 00:00:40
البائعُ: سيَّدي، هذه الدَّوَّاسةَ لتثبيت السرعة - 00:00:44
العميلُ: تثبيتُ السُّرعةِ؟! البائع: نعم - 00:00:47
العميلُ: حسنٌ، هذه القطعة لا فائدة لها قطعًا... - 00:00:54
هذه السَّيَّارةُ وُجدَتْ صُدفةً، وليست مُصنَّعةً ابدًا - 00:00:58
البائعُ: يا رجل! ألا تستحي من جهلك؟ - 00:01:02
كلُّ شيءٍ صُدفةٌ بصُدفةٍ، وليس له فائدةٌ! - 00:01:04
لو سمحت، انزِل من السَّيَّارة لن أبيعك السيارة، تفضَّل بالنُّزول - 00:01:07
العميل: لكنَّ هذا الزرَ صدفةٌ البائع: لو سمحت أنا لا أريد أن أبيعك السَّيَّارة - 00:01:11
العميل: حسنٌ، ما وظيفة هذا الزر؟ قبل أن تقول أي شيءٍ، قل لي ما وظيفته؟ - 00:01:14
البائع: لن أقول لك! تفضَّل انزل من السيارة - 00:01:17
العميل: فقط قل لي ما وظيفتها؟ أنت لا تعرف ما وظيفتها - 00:01:19
البائع: انتهى الأمر، لن أبيعك السيارة، تفضَّل - 00:01:21
العميل: ولكن ليس له وظيفةٌ، لقد أحرجتُك.. أترى، أفحمتُك!] - 00:01:23
هذا حالُنا معَ أتباعِ الخُرافةِ، - 00:01:28
فإنَّهم لمَّا فشلُوا في أن يجدوا بصماتٍ للصُّدفةِ من حولِهم؛ رجَعُوا إلى أنفُسِهم... - 00:01:30
هلْ ليقولُوا كما قالَ قومُ إبراهيمَ من قبلُ: - 00:01:35
﴿فَرَجَعُوا إِلَىٰ أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [القرآن 21: 64]؟ - 00:01:38
هل ليُراجعوا أنفُسَهم ويدْرِكوا زَيْفَ خُرافتِهم؟ - 00:01:41
بلْ رجَعوا إلى أنفُسِهم لِيبحثُوا فيها عنْ خطأٍ! - 00:01:46
(مؤثرات صوتيه) - 00:01:50
هذا حالُنا معَ أتباعِ الخُرافةِ - 00:01:57
فهمْ يتكلَّمونَ عن ما يسمُّونَهُ: أخطاءَ في تصميمِ الإنسانِ! - 00:01:58
كشَبَكِيَّةِ العينِ، وقناةِ السَّائلِ المَنَوِيِّ - 00:02:04
أو عمَّا يَعتَبِرونهُ أعضاءَ زائدةً: كالزَّائِدةِ الدُّوديةِ، وعِظامِ العُصْعُصِ، وغيرها - 00:02:06
كُلُّها أدلَّةٌ بديعةٌ على خلقِ اللهِ المُحكَمِ، - 00:02:12
يُحوِّلُها هؤلاءِ -بجهلٍ حينًا وبتجاهلٍ أحيانًا- إلى أدلَّةٍ على الصُّدَفِيَّةِ والعشوائيَّةِ - 00:02:15
هل سنُبَيِّنُ أنَّ هذهِ كلُّها أمثلةُ خَلْقٍ حكيمٍ بالفعلِ؟ - 00:02:22
نعم - 00:02:27
لكنْ قبلَ ذلكَ... - 00:02:28
ماذا أخِي وأختِي لو لمْ تَحضُر هذهِ الحلقةَ؟ - 00:02:30
وماذا لو لمْ تعرفِ الجوابَ عنِ الأمثلةِ الَّتي يَذْكرونَها؟ - 00:02:32
هل يكونُ أتباعُ الخرافةِ قدْ أحرجوكَ إلى أن تأتيَ بالجوابِ؟ - 00:02:36
هل أنتَ المُطالَبُ بالإجابةِ عن هذهِ الأمثلةِ؟ - 00:02:40
أم مُؤيِّدُ الخرافةِ هوَ المُطالَبُ بأن يفسِّرَ الإتْقانَ والإحْكامَ في الكونِ وكائناتِهِ - 00:02:43
تفسيرًا مُقنِعًا؟ - 00:02:48
طريقةُ أتباعِ الخرافةِ هذهِ تُسمَّى في علمِِِ المُغالطاتِ المنطقيَّةِ: (تحويلَ عبءِ الإثبات) - 00:02:50
الخصمُ يقولُ كلامًا سخيفًا فيَضعُهُ في وضعٍ مُحرِجٍ - 00:02:58
لأنَّهُ يُناقضُ الحقائقَ الواضحةَ لكلِّ أحدٍ - 00:03:04
فإذا بهِ يثيرُ معركةً جانبيَّةً، بمطالبتِكَ بالإجابةِ عن أمرٍ فرعيٍّ - 00:03:07
فيُحَوِّلُ الأضواءَ عنهُ وتتوجَّهُ الأنظارُ إليكَ بانتظارِ أن تَرُدَّ على سؤالِهِ! - 00:03:12
معَ أنَّ حقيقةَ الأمرِ - 00:03:17
أنَّكَ إنْ رددْتَ أمْ لمْ ترُدَّ، فإنَّ ذلكَ لا يغيِِّرُ شيئًا من حقيقةِ أنَّ كلامَهُ سخيفٌ - 00:03:19
وعدمُ امتلاكِكَ لجوابٍ عن سؤالِهِ لا يُعطي كلامَهُ هو أيَّةَ قيمةٍ - 00:03:25
لذلكَ أخي - 00:03:30
فليسَ صحيحًا عندما يُواجِهُكَ أتباعُ الخرافةِ بمثلِ هذهِ الأسئلةِ على سبيلِ التَّحدِّي - 00:03:31
أن تبحثَ حثيثًا عن وظيفةٍ لهذهِ الأعضاءِ، - 00:03:36
كأنَّكَ مُلزَمٌ بالجوابِ وإلَّا أفحمَكَ! - 00:03:39
بلْ، قُلْ لهم: اشْرَحوا لي بِدايةً عملَ الجهازِ الَّذي تتحدَّثونَ عن هذهِ الجزئيَّةِ فيهِ - 00:03:43
مثلًا: حينَ يقولُ لكَ عرَّابُو الخرافةِ: - 00:03:51
ترتيبُ خلايا شبكيَّةِ العينِ خطأٌ، الخلايا الحسَّاسةُ للضَّوءِ هيَ المخروطيَّةُ والعَصَوِيَّةُ - 00:03:54
فكانَ يجبُ أن تكونَ إلى الأمامِ ليقعَ الضَّوءُ عليها مباشرةً - 00:03:59
لكنَّها في الواقعِ إلى الخلفِ، وعلى الضَّوءِ أن يمُرَّ بخلايا لا علاقةَ لها باستقبالهِ - 00:04:03
وهذا يدلُّ على أنَّ العينَ جاءتْ بالعشوائيَّةِ والصُّدَفِ - 00:04:08
مُكرِّرينَ بذلكَ كالببَّغاواتِ - 00:04:12
ما قالَهُ ريتشارد دوكنز "Richard Dawkins" - 00:04:14
في كِتابهِ (صانعُ السَّاعاتِ الأعمى) طبعةُ عامِ 2015 - 00:04:15
والَّذي اسْتهزأَ فيهِ بهذا التَّركيبِ للشَّبكيَّةِ - 00:04:19
وقالَ: "إنَّ أيَّ مهندسٍ سيضحكُ، ويشعرُ بالاستفزازِ من هكذا تركيبٍ معكوسٍ" - 00:04:23
حينَ تسمعُ هذا الكلامَ أخي - 00:04:31
فقبلَ أنْ تضيعَ الصُّورةُ الكلِّيَّةُ في التَّفاصيلِ - 00:04:32
وقبلَ أن تكلِّفَ نفسكَ بالبحثِ عن جوابٍ - 00:04:36
قُلْ لهم: - 00:04:39
اشْرحوا لي بدايةً - 00:04:40
عملَ الجهازِ الإبصاريِّ الَّذي تعْترِضونَ على جزئيَّةٍ فيه - 00:04:42
(ترتيبِ شبكيَّتِهِ) - 00:04:46
فلا شكَّ أنَّكم لم تعْترِضوا إلَّا وأنتم تعلمونَ بتفاصيلِ هذا الجهازِ الإبصاريِّ - 00:04:47
ولذلكَ اعْتَبرتُم أنَّ هذهِ الجزئيَّةَ فيهِ زائدةٌ أو فيها خللٌ - 00:04:52
وأنَّ الصَّحيحَ أن تكونَ على نحوٍ آخرَ معيَّنٍ - 00:04:56
دعهم يشرحونَ إنْ كانوا يعلمونَ - 00:05:00
دعهم يحدِّثونكَ عنِ العينِ - 00:05:02
عضلاتِها الَّتي تتحكَّمُ بِعَدَسَتِها بما يناسِبُ المرئيَّاتِ القريبةِ والبعيدةِ - 00:05:04
والتَّغذيةِ العصبيَّةِ لهذهِ العضلاتِ - 00:05:09
نوْعَي السَّائلِ اللَّازمَيْن فيها - 00:05:11
خلايا الشبكيَّةِ المتنوِّعةِ (بالإنجليزية) العُصَيَّات والمخاريط - 00:05:14
الَّتي يوجدُ منها في كلِّ عينٍ أكثرُ من 100 مليونِ خليَّةٍ - 00:05:16
والَّتي عَلِقَ في ذاكِرتي من أيَّامِ دراسةِ الدُّكتوراه - 00:05:20
بحثٌ يقولُ: إنَّ تركيبَ أحدِها أعقدُ مِن أعقدِ مصنعٍ شيَّدهُ الإنسانُ! - 00:05:23
دعهم يفسِّرونَ لكَ - 00:05:29
كيفَ يمكنُ للعشوائيَّةِ أن تُجمِّعَ ذرَّاتِ مركَّبِ 11-سيس ريتينال "11-cis-retinal" - 00:05:30
بالشَّكلِ المناسبِ - 00:05:34
بحيثُ يتغيَّرُ شكلُ هذا المركَّبِ عندَ اصطدامِ فوتوناتِ الضَّوءِ بهِ؟ - 00:05:36
ثمَّ كيفَ وضَعَتِ العشوائيَّةُ هذا المُركَّبَ بالنِّسَبِ المناسبةِ في الرودوبسين "Rhodopsin" - 00:05:40
الصِّبغةِ الحسَّاسةِ للضَّوءِ في العينِ؟ - 00:05:46
دَعْهُم يحدِّثونكَ عن تهيئةِ العينِ لِتلتقِطَ المجالَ المرئيَّ تحديدًا منَ الطَّيفِ الكهرومغناطيسيِّ - 00:05:48
بما مَكَّنَها من رؤيةِ الكائناتِ - 00:05:55
دَعْهُم يُحدِّثونكَ عنِ: الُحزَمِ العصبيَّةِ المنبعثةِ منَ الشَّبكيَّةِ - 00:05:57
النَّقلِ العصبيِّ، مراكزِ تفسيرِ الصُّورةِ في الدِّماغِ، تخزينُ الصُّورةِ في الذَّاكرةِ، - 00:06:01
أداءِ الجهازِ الإبصاريِّ لوظيفتهِ الَّتي يحتاجُها الإنسانُ على أكملِ وجهٍ - 00:06:06
حتَّى بلغتِ العينُ منَ الحساسيةِ أنَّها تستطيعُ الاستجابةَ لفوتونٍ واحدٍ - 00:06:11
كما تذكرُ مجلَّةُ نيتشر "Nature" - 00:06:16
دعْهم يَشرحونَ إنْ كانوا يعلمونَ - 00:06:18
وانظر كيفَ يردُّونَ على أنفسِهم بأنفسِهم! - 00:06:21
فإنِ انتبهوا لجهلهم وإلَّا فذَرهُم في طُغيانهم يعمَهونَ - 00:06:24
ففي أدلَّةِ التَّصميمِ من نفسِ الأجهزةِ الَّتي ادَّعَوا فيها خللًا كفايةٌ لِمَن أرادَ الهِدايةَ - 00:06:28
لكن، من سُنَّةِ اللهِ تعالى أنَّهُ يجعلُ في ثنايا أدلَّةِ الحقِّ الواضحةِ مُتشابهاتٍ - 00:06:34
لِمَن أرادَ أن يتمسَّكَ بها ويَحرِمَ نَفْسَهُ بها من رحمةِ اللهِ - 00:06:40
﴿فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ - 00:06:45
فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ﴾ [القرآن 7:3] - 00:06:48
هيَ نفسُها النَّفسِيَّةُ التي تبحثُ عنِ متشابهاتٍ في الآياتِ المقروءةِ، - 00:06:53
تبحثُ عن متشابهاتٍ في الآياتِ الكونيَّةِ - 00:06:57
كما تركَ صاحبُنا السَّيارةَ بكلِّ ما فيها من أدلَّةِ التَّصميمِ والإتقانِ، وتمسَّكَ بزِرٍّ لا يعلمُ وظيفتهُ - 00:07:00
جَهِلَ سَببَ وجودِ زرٍّ مُعيَّنٍ، فجعلَ جَهلَهُ سببًا لإنكارِ تصميمِ السَّيَّارةِ! - 00:07:07
معَ أنَّهُ أمرٌ واضحٌ قطْعِيٌّ تدلُّ عليهِ كلُّ قطعةٍ في السَّيارةِ، ويدلُّ عليهِ تناسقُ عملِها، - 00:07:13
ثمَّ حوَّلَ عِبءَ الإثباتِ على بائعِ السَّيَّارةِ قائلًا لهُ متحدِّيًا: أخبرنِي بوظيفتِها؟ - 00:07:19
كان يكفيكَ أخي أن تقولَ هذا لِمَن يدَّعِي أنَّ شبكيَّةَ العينِ تدلُّ على العشوائيَّةِ - 00:07:26
فكيفَ إذا عَلِمتَ أنَّ ادِّعاءَهُم هذا نُكتةٌ قديمةٌ يضحكونَ بها على الجُهَّال - 00:07:31
وأنَّ العلمَ الصَّحيحَ -كالعادةِ- حوَّلَ هذهِ الشُّبهةَ إلى آيةٍ جديدةٍ على القدرةِ والحكمةِ - 00:07:36
وأنَّ أبحاثَ المجلَّاتِ التَّطوُّريَّةِ نفسِها - 00:07:43
تنصُّ -منذ سنواتٍ طويلةٍ- على ضرورةِ أن تكونَ خلايا الشَّبكيَّةِ بهذا التَّرتيبِ -الذي هيَ عليهِ- - 00:07:46
لأنَّ ذلكَ يُوفَّرُ حلًّا فائقًا "Superior Solution" - 00:07:52
لاستغلالِ مساحةِ العينِ كما في مجلَّةِ فيجن ريسيرش "Vision Research" - 00:07:56
ولأنَّ هذا التَّرتيبَ يسمحُ بمرورِ الضَّوءِ أوَّلًا بخلايا مولر "Muller cells" - 00:08:00
بحيثُ تزيدُ حساسيةُ الخلايا المخروطيَّةِ في الشَّبكيَّةِ - 00:08:04
كما في أبحاثِ بيناس "PNAS" ونيتشر كوميونيكيشن "Nature Communication" - 00:08:07
حتَّى أنَّ موقعَ فيز دوت أورغ "Phys.Org" -التطوُّريَّ أيضًا- - 00:08:10
ينصُّ على أنَّ وجودَ الخلايا الحسَّاسةِ في مؤخِّرةِ الشَّبكيَّةِ ليسَ عيبًا تصميميًّا، بل مِيزةٌ تصميميَّةٌ - 00:08:14
ديزاين فيتشر "Design feature" - 00:08:22
وأنَّ القولَ بأنَّ العينَ ستكونُ أفضلَ لو كانتِ الخلايا في مُقدِّمةِ الشَّبكيَّةِ، هو حماقةٌ! - 00:08:23
فهنيئًا لكم يا من يُعلِّمُكم عرَّابو الخُرافةِ العربُ - 00:08:29
ما صرَّحَ كثيرٌ من عرَّابيها الأجانبِ منذ سنواتٍ بأنَّهُ حماقةٌ - 00:08:32
وأنتم تحسبونَ أنَّكم تسمعونَ لأُناسٍ (بالإنجليزية) عقلاء يخاطبون عقولَكم! - 00:08:37
هذا في أحدِ أنواعِ الخلايا؛ خلايا مولر الَّتي يمرُّ بها الضَّوءُ بفضلِ هذا التَّرتيبِ للشَّبكيَّةِ - 00:08:43
اقرأ كذلكَ -إنْ شئتَ- في مجلَّةِ نيتشر "Nature" التَّطوُّريَّةِ أيضًا - 00:08:50
عن الـ (13) نوعًا من (بالإنجليزية) الخلايا ثنائية القطب - 00:08:53
الموجودةِ في هذهِ الطَّبقاتِ، ووظيفةِ كلٍّ منها - 00:08:57
كيفَ يساعدُ ترتيبُها في الشَّبكيةِ بهذا الشَّكلِ على الإبصارِ - 00:09:00
واقرأ عن خلايا أماكْرين "Amacrine cells" في هذهِ الطَّبقاتِ وغيرِها وغيرِها - 00:09:04
اقرأ أخي ثمَّ عُدْ واستمِعْ لعرَّابي الخرافةِ وهُم يقولونَ: "ترتيبُ الشَّبكيَّةِ خطأ! - 00:09:09
اسْألْ أيَّ خَلْقَوِيٍّ عن تفسيرٍ لهذهِ الظَّاهرةِ ولن يجدَ" - 00:09:15
استمعْ إليهم لِتَعلمَ معنى كوميديا الجهلِ والتَّجاهلِ - 00:09:19
وسبحانَ اللهِ - 00:09:24
كما أنَّ الشُّبهاتِ الَّتي يُثيرها السُّفهاءُ ضدَّ التَّشريعاتِ الإسلاميَّةِ - 00:09:26
تنقلبُ هيَ نفسُها بالعلمِ الصَّحيحِ آياتٍ جديدةً على علمِ اللهِ وحكمتهِ، - 00:09:30
فكذلكَ الشُّبهاتُ في خَلْقِ اللهِ؛ - 00:09:36
يَقلِبُها العلمُ الصَّحيحُ حُجَّةً جديدةً على علمِ اللهِ وحكمتهِ - 00:09:39
أراكَ تقولُ: لكن، أنتَ تستدلُّ بأبحاثِ مجلَّاتٍ تطوُّريَّةٍ! - 00:09:45
نعم؛ لأنَّني -أخي- كما بيَّنتُ في حلقةِ (أجِّرني عقلكَ) - 00:09:49
لم نؤجِّر عقولنا لِعُلماءِ الغربِ - 00:09:53
بل نستفيدُ من عُلومِهم، ولا نُقلِّدُهم في استنتاجاتِهم - 00:09:55
ولسنا من أتباعِ حكمةِ آغا أوغلي أحمد -أحدِ عَلمانيِّي تُركيا- القائلِ: - 00:09:59
"إنَّا عَزَمنا على أن نأخذَ كلَّ ما عندَ الغربيِّينَ - 00:10:04
حتى الالتهاباتِ في رئتِهم، والنَّجاساتِ الَّتي في أمعائِهم"! - 00:10:08
بل نحنُ نأخذُ ما صحَّ، ونتركُ النَّجاساتِ الفكريَّةَ لأصحابِها - 00:10:13
هذا الكلامُ الَّذي ذكرناهُ يقولُ بهِ أتباعُ الخرافةِ ورافِضوها من علماءِ الطَّبيعةِ، - 00:10:17
لكنَّنا نُلزِمُ أتباعَ الخرافةِ بكلامِ عُلمائِهمُ الَّذينَ يُقدِّسونَ، ليكونَ ذلكَ أقوى في الحجَّةِ، - 00:10:23
نأخذُ منهم العلمَ إذا صحَّتْ منهجيَّتهُ البحثيَّةُ، - 00:10:30
ولا نقلِّدُهم في الاستنتاجِ إذا فسدَتْ منهجيَّتهُ وامتلأَتْ بالمُغالطاتِ المنطقيَّةِ - 00:10:34
ولنا أن نتساءلَ: - 00:10:40
لو أنَّ شخصًا رأى طائرةَ السُّوخوي "Sukhoi Su47" - 00:10:41
بأجنحتِها المقلوبةِ تحلِّقُ في السَّماءِ بشكلٍ مُبهرٍ - 00:10:45
فضحكَ مِن أجنحتِها وقالَ: "هذا سوءُ تصميمٍ يدلُّ على أنَّ هذهِ الطَّائرةَ جاءَت بمجموعِ الصُّدَفِ" - 00:10:48
هل كان لمثلِ هذا الشَّخصِ مكانٌ مناسبٌ غيرُ المصحَّاتِ العقليَّةِ؟! - 00:10:56
حتَّى لو لم نطَّلِع على حقيقةِ أنَّ هذا التَّصميمَ المعكوسَ - 00:11:01
يُعزى إليهِ رشاقةُ الطَّائرةِ وسهولةُ مُناورتِها - 00:11:05
فكيفَ إذن يُصبحُ حديثُ أتباعِ الخرافةِ - 00:11:09
عن تركيبِ شبكيَّةِ العينِ وأنَّهُ دليلٌ على الصُّدَفيَّةِ وانعدامِ التَّصميمِ؛ عِلمًا مُحترمًا في نظرِ البعضِ؟ - 00:11:12
معَ أنَّنا نَراهم وهُم يقولونَ هذا الهُراءَ بأعيُنِنا تلكَ الَّتي يَعيبونَ تصميمَها، - 00:11:20
والَّتي تعملُ على أتمِّ وجهٍ وبأدقِّ وأكفأِ ما يكونُ - 00:11:26
حتَّى لو لم نطَّلع على حقيقةِ أنَّ هذا التَّّرتيبَ للشَّبكيَّةِ لهُ الفضلُ في هذهِ الرَّؤيةِ الدَّقيقةِ - 00:11:30
عندما يقولُ لكَ متَّّبعُ الخرافةِ: "الزَّائدةُ الدُّوديَّةُ زائدةٌ؛ - 00:11:37
بقايا من حيواناتٍ لم يتخلص منها التَّطوُّرُ - 00:11:41
فَلَو كان خلقًا بتصميمٍ، فلماذا يضعُ الخالقُ زائدةً بلا فائدةٍ؟" - 00:11:44
كما يقولُ جيري كوين "Jerry Coyne" وغيرهُ من علماءِ الخرافةِ - 00:11:49
إذا قالَ لكَ ذلكَ - 00:11:52
فافترض أخي أنَّكَ لم تطَّلعْ على هذا البحثِ المنشورِ قبلَ شهرينِ - 00:11:53
لدكاترةٍ مِن أتباعِ الخرافةِ أيضًا - 00:11:58
والَّذي يَذكُرُ أهميَّةَ الزَّائدةِ الدُّوديَّةِ، وأنَّها ليست زائدةً كما كانَ يُظَنُّ، - 00:12:01
بل وأنَّ فيها كلَّ أنواعِ البكتيريا النَّافعةِ الموجودةِ في الجهازِِ الهضميِّ - 00:12:08
بحيثُ إذا تعرَّضْتَ لمَرضٍ يُتلِفُ بكتيريا الأمعاءِ، فإنَّ الزَّائدةَ تقومُ بتعويضِها - 00:12:12
وأنَّها تُنتجُ الغلُوبولين المَناعِيَّ أ - 00:12:18
الأساسيَّ لتنظيمِ البكتيريا النَّافعةِ في الجهازِ الهضميِّ - 00:12:20
وأنَّ استِئْصالها يزيدُ الإصابةَ بالعديدِ منَ الأمراضِ - 00:12:25
وللعلمِ، فبعضُ هذهِ المعلوماتِ معروفةٌ منذ سنواتٍ طويلةٍ - 00:12:28
افترض أنَّكَ لم تطَّلعْ على مقالاتِ المواقعِ العلميَّةِ - 00:12:33
الَّتي تنصُّ على أنَّ الزَّائدةَ الدُّوديَّةَ قد تُنقذُ حياتَكَ - 00:12:36
حتَّى لو لم تطَّلعْ على هذا كلِّهِ أخي - 00:12:42
فلا تَدَع مُتَّبِعَ الخرافةِ يُحوِّلُ عِبءَ الإثباتِ عليكَ - 00:12:44
فلستَ أنتَ المكلَّفَ بالتَّفسيرِ - 00:12:49
وليسَ عدمُ العلمِ بوظيفةِ جزءٍ منَ الجهازِ الهضميِّ دليلًا على أنَّهُ كلُّه بلا تصميمٍ - 00:12:51
بل دَعهُم يُحدِّثونكَ كيفَ يمكنُ للعشوائيةِ والصُّدفِ العمياءِ أن تأتيَ بالجهازِ الهضميِّ، - 00:12:57
ترتيبِ أسنانِكَ، - 00:13:03
أنواعِ الحُليماتِ الذَّوقيةِ، - 00:13:05
أنواعِ الأنزيماتِ المُفرَزَةِ في كلِّ محطَّةٍ، - 00:13:06
العضلاتِ المحيطةِ بهِ لتحريكِ الطَّعامِ، - 00:13:09
الصَّمَّاماتِ الَّتي تعملُ بتناسقٍ، - 00:13:12
الأهدابِ والهُدَيْباتِ في الأمعاءِ والَّتي تعطي مساحةً مُسطَّحةً تُعادِلُ شُقَّةً سكنيَّةً على أقلِّ تقديرٍ - 00:13:14
لتزيدَ قدرةَ الأمعاءِ على الامتصاصِ! - 00:13:21
دَعهُم يُحدِّثونكَ عن تريليوناتِ البكتيريا النافعةِ بأشكالِها المتنوِّعةِ في أمعائِكَ - 00:13:23
وعن وظائفِها - 00:13:29
عن الجهازِ العصبيِّ المعويِّ وتعقيداتهِ - 00:13:30
كلُّ ما ذَكرْنا من بدائعِ الخلقِ لا يراها أعمى البصيرةِ ولا تعني له شيئًا - 00:13:34
بل يترُكُها ويتمسَّكُ بما يُسَمُّونَهُ: الزَّائدةَ الدُّوديَّةَ - 00:13:39
جَهِلَ أو تجاهلَ وظيفتَها، فجعل جَهْلَهُ حُجَّةً - 00:13:44
إذا كرَّرَ لكَ ببَّغاواتُ العَربِ ما يقولهُ ريتشارد دوكنز في كتابهِ: - 00:13:49
(أعظمُ استعراضٍ على الأرضِ: أدلةَ التَّطوُّرِ) - 00:13:53
مِن أنَّ قناةَ السَّائلِ المنويِّ لدى الرَّجُلِ كانَ يجبُ أن تكونَ أقصرَ، - 00:13:55
وأنَّ هذا عيبٌ ينفي التَّصميمَ، ويدلُّ على الصُّدَفيَّةِ - 00:13:59
فافترِض أخي أنَّكَ لم تطَّلعْ على مَراجعَ مُفصَّلةٍ تُبيِّنُ ضرورةَ هذا الطُّولِ - 00:14:04
للحفاظِ على الفروقاتِ الحراريَّةِ بينَ الخصيتينِ وباقي الجسمِ، وغيرهِ منَ الفوائدِ - 00:14:09
لستَ مُلزَمًا بالاطِّلاعِ أخي ولا بالبحثِ - 00:14:15
بل، لا تسمحْ بتحويلِ عبءِ التَّفسيرِ عليكَ - 00:14:18
وإنَّما دعهم يُفَسِّرون لكَ: - 00:14:21
كيفَ يمكنُ لعشوائيَّتِهم المُضحِكةِ - 00:14:24
أن تأتيَ بالذَّكرِ والأنثى من أكثرَ من 8 ملايينِ نوعٍ منَ الكائناتِ بتزامنٍ؟ - 00:14:26
دَعهُم يحدِّثونكَ عنِ الميلِ الجنسيِّ الفِطريِّ بينَ الأزواجِ - 00:14:33
وعن إلهامِ الكائناتِ الصَّغيرةِ -الَّتي لا عقلَ لها- كالحشراتِ لتتزاوجَ - 00:14:37
دَعهُم يُحدِّثونكَ عن حقيقةِ الزَّوجيةِ الَّتي يُباهي بها اللهُ تعالى - 00:14:43
لأنَّها دالَّةٌ على خالقٍ عليمٍ حكيمٍ - 00:14:47
﴿وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ - 00:14:50
فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ ۖ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ﴾ [القرآن 51 :50،49] - 00:14:54
لكنَّ هؤلاءِ بدلَ أن يفرُّوا إلى اللهِ، تراهُم يفِرُّونَ إلى الجهلِ والتَّجاهُلِ - 00:14:58
فيترُكُ متَّبِعُ الخرافةِ كلَّ ما ذكرْنا من دلائلِ الحكمةِ في الزَّوجيَّةِ ليقولَ بغرورٍ: - 00:15:03
"قناةُ السَّائلِ المنويِّ كانَ يجبُ أن تكونَ أقصرَ! - 00:15:09
ولو كانَ مُصمَّمًا بعلمٍ وإرادةٍ ما وُجِدَتْ فيه هذهِ العُيوبُ!" - 00:15:12
فيقترحُ تعديلاتٍ على تصميمِ الإنسانِ وكأنَّه إلهٌ أحاطَ بكلِّ شيءٍ عِلمًا، - 00:15:17
يعلمُ ما كانَ وما سيكونُ وما لم يَكُنْ، لو كانَ كيفَ كانَ يكونُ - 00:15:22
﴿بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ﴾ [القرآن 10: 39] - 00:15:27
أليسَ عيبًا عليك أن تُكذِّبَ بشيءٍ لمجرَّدِ أنَّكَ تجهلهُ، أو لم تطَّلِع على تأويلهِ وتفسيرِهِ بعدُ؟ - 00:15:31
نحن ُهنا -إخواني- لا نتعاملُ معَ مُغالطاتٍ منطقيَّةٍ فحسبُ - 00:15:39
بل معَ مشكلةٍ أخلاقيَّةٍ تتمثَّلُ في عنجهيَّةٍ مفرطةٍ، - 00:15:43
اجتمعت معَ جهلٍ مدقعٍ أو تجاهلٍ مُتعمَّدٍ، - 00:15:47
قادتِ الملحدينَ إلى سوءِ أدبٍ معَ الظَّواهرِ الكونيَّةِ - 00:15:50
التي كانَ عليهم -من بابِ احترامِ العلمِ- أن يحترموها، - 00:15:54
وقادتِ المنبهرينَ بهم -منَ المنتسبينَ إلى الإسلامِ- إلى سوءِ أدبٍ شديدٍ معَ اللهِ - 00:15:58
بأن يعِيبوا خَلقَهُ وهم يحاولونَ عبثًا أن يُوَفِّقوا بينَ الخرافةِ والإسلامِ - 00:16:03
الجرَّاحُ مهما كانَ مقدِّسًا لخرافةِ التَّطوُّرِ - 00:16:08
ومهما تكلَّمَ عن بصماتِ الصُّدفةِ المزعومةِ في جسمِ الإنسانِ - 00:16:11
فإنَّه يدخلُ العمليَّةَ الَّتي سيُجريها وأكبرُ حرصِهِ على أن لا يُخِلَّ بالنِّظامِ الموجودِ في الجسمِ - 00:16:16
لعِلمِهِ الضِّمنيِّ بأنَّهُ أفضلُ نظامٍ - 00:16:22
وختامًا، لعلَّ البعضَ يظنُّ أنَّ المقطعَ التَّمثيليَّ فيهِ مبالغةٌ - 00:16:26
إذ جَهِلَ صاحِبُنا وظيفةَ دوَّاسة الوقود الَّتي تُسَيِّرُ السيَّارةَ - 00:16:30
فنقولُ: بل أتباعُ الخرافةِ فعلوا مِثلها كثيرًا - 00:16:35
مثلما فعلَ وايدرزهايم "Wiedersheim" - 00:16:38
حينَ وضعَ ضمنَ قائمةِ الأعضاءِ الَّتي لا فائدةَ منها: الغُدَّةَ النُّخاميَّةَ! - 00:16:40
والَّتي لم يكونوا يعرفونَ وقتَها أنَّها بمثابةِ زرِّ التَّشغيلِ لكلِّ هرموناتِ الجسمِ - 00:16:45
كانت هذهِ نماذجَ -إخواني- بإيجازٍ شديدٍ - 00:16:51
عندما يريدُ تابعُ الخرافةِ أن ينتقلَ بكَ بعدَها إلى شُبهةٍ جديدةٍ يُلقي عليكَ فيها عبءَ الإثباتِ، - 00:16:54
فقُل لهُ: ألا تستحي مِن تَتابُعِ دلائلِ جهلِكَ وخيباتِ أملِكَ؟! - 00:17:00
أتتوقَّعُ أَن أُمضيَ حياتِي في الرَّدِّ عليكَ؟ - 00:17:05
بل، فيما مضى كِفايةٌ لِمَن أرادَ الهِدايةَ - 00:17:07
ونُعيدُ ونؤكِّدُ مرَّةً أُخرى على شُكرِ إخواننا في موقعِ: (الباحثون المسلمونَ) - 00:17:11
والَّذينَ استفدنا مِن أبحاثِهم في هذا الموقعِ كثيرًا - 00:17:16
والسَّلامُ عليكم. - 00:17:20
التفريغ
[البائعُ: سيَّدي، هذه سيَّارةٌ من نوعِ "جيب"، - 00:00:00
من إصدارِ هذا العامِ كما طلبْتَ، وسنُراعيكَ في ثَمَنِها - 00:00:02
تفضَّل، يُمكِنُك أن تجرِّبَها - 00:00:05
العَميلُ: صحيحٌ، تبدو مريحةً بالفعلِ - 00:00:13
ولكن، قبلَ أن أقودها، - 00:00:17
قل لي: ما هذه الدَّوَّاسة؟ تبدو دون فائدةٍ! - 00:00:19
البائعُ: لا سيِّدي، هذه دوَّاسةُ الوقودِ، هذه هي التي تسيِّر السيارةَ - 00:00:22
هل هذه المرةُ الأولى لكَ في قيادةِ السَّياراتِ؟ - 00:00:25
العميلُ: أوَّلُ مرَّةٍ أقودُ سيَّارةً؟! أنا لُعبتي السَّيَّاراتُ! - 00:00:27
ما لك يا رجل؟! - 00:00:31
لكنَّني أشعرُ بأنَّ هذهِ الدَّوَّاسةَ بلا فائدةٍ - 00:00:31
ما هذه أيضًا؟ هذه بلا فائدةٍ... - 00:00:36
هذه السَّيارةُ بلا فائدةٍ ولم تُصنَّع وإنَّما وُجدَتْ صُدفةً - 00:00:40
البائعُ: سيَّدي، هذه الدَّوَّاسةَ لتثبيت السرعة - 00:00:44
العميلُ: تثبيتُ السُّرعةِ؟! البائع: نعم - 00:00:47
العميلُ: حسنٌ، هذه القطعة لا فائدة لها قطعًا... - 00:00:54
هذه السَّيَّارةُ وُجدَتْ صُدفةً، وليست مُصنَّعةً ابدًا - 00:00:58
البائعُ: يا رجل! ألا تستحي من جهلك؟ - 00:01:02
كلُّ شيءٍ صُدفةٌ بصُدفةٍ، وليس له فائدةٌ! - 00:01:04
لو سمحت، انزِل من السَّيَّارة لن أبيعك السيارة، تفضَّل بالنُّزول - 00:01:07
العميل: لكنَّ هذا الزرَ صدفةٌ البائع: لو سمحت أنا لا أريد أن أبيعك السَّيَّارة - 00:01:11
العميل: حسنٌ، ما وظيفة هذا الزر؟ قبل أن تقول أي شيءٍ، قل لي ما وظيفته؟ - 00:01:14
البائع: لن أقول لك! تفضَّل انزل من السيارة - 00:01:17
العميل: فقط قل لي ما وظيفتها؟ أنت لا تعرف ما وظيفتها - 00:01:19
البائع: انتهى الأمر، لن أبيعك السيارة، تفضَّل - 00:01:21
العميل: ولكن ليس له وظيفةٌ، لقد أحرجتُك.. أترى، أفحمتُك!] - 00:01:23
هذا حالُنا معَ أتباعِ الخُرافةِ، - 00:01:28
فإنَّهم لمَّا فشلُوا في أن يجدوا بصماتٍ للصُّدفةِ من حولِهم؛ رجَعُوا إلى أنفُسِهم... - 00:01:30
هلْ ليقولُوا كما قالَ قومُ إبراهيمَ من قبلُ: - 00:01:35
﴿فَرَجَعُوا إِلَىٰ أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [القرآن 21: 64]؟ - 00:01:38
هل ليُراجعوا أنفُسَهم ويدْرِكوا زَيْفَ خُرافتِهم؟ - 00:01:41
بلْ رجَعوا إلى أنفُسِهم لِيبحثُوا فيها عنْ خطأٍ! - 00:01:46
(مؤثرات صوتيه) - 00:01:50
هذا حالُنا معَ أتباعِ الخُرافةِ - 00:01:57
فهمْ يتكلَّمونَ عن ما يسمُّونَهُ: أخطاءَ في تصميمِ الإنسانِ! - 00:01:58
كشَبَكِيَّةِ العينِ، وقناةِ السَّائلِ المَنَوِيِّ - 00:02:04
أو عمَّا يَعتَبِرونهُ أعضاءَ زائدةً: كالزَّائِدةِ الدُّوديةِ، وعِظامِ العُصْعُصِ، وغيرها - 00:02:06
كُلُّها أدلَّةٌ بديعةٌ على خلقِ اللهِ المُحكَمِ، - 00:02:12
يُحوِّلُها هؤلاءِ -بجهلٍ حينًا وبتجاهلٍ أحيانًا- إلى أدلَّةٍ على الصُّدَفِيَّةِ والعشوائيَّةِ - 00:02:15
هل سنُبَيِّنُ أنَّ هذهِ كلُّها أمثلةُ خَلْقٍ حكيمٍ بالفعلِ؟ - 00:02:22
نعم - 00:02:27
لكنْ قبلَ ذلكَ... - 00:02:28
ماذا أخِي وأختِي لو لمْ تَحضُر هذهِ الحلقةَ؟ - 00:02:30
وماذا لو لمْ تعرفِ الجوابَ عنِ الأمثلةِ الَّتي يَذْكرونَها؟ - 00:02:32
هل يكونُ أتباعُ الخرافةِ قدْ أحرجوكَ إلى أن تأتيَ بالجوابِ؟ - 00:02:36
هل أنتَ المُطالَبُ بالإجابةِ عن هذهِ الأمثلةِ؟ - 00:02:40
أم مُؤيِّدُ الخرافةِ هوَ المُطالَبُ بأن يفسِّرَ الإتْقانَ والإحْكامَ في الكونِ وكائناتِهِ - 00:02:43
تفسيرًا مُقنِعًا؟ - 00:02:48
طريقةُ أتباعِ الخرافةِ هذهِ تُسمَّى في علمِِِ المُغالطاتِ المنطقيَّةِ: (تحويلَ عبءِ الإثبات) - 00:02:50
الخصمُ يقولُ كلامًا سخيفًا فيَضعُهُ في وضعٍ مُحرِجٍ - 00:02:58
لأنَّهُ يُناقضُ الحقائقَ الواضحةَ لكلِّ أحدٍ - 00:03:04
فإذا بهِ يثيرُ معركةً جانبيَّةً، بمطالبتِكَ بالإجابةِ عن أمرٍ فرعيٍّ - 00:03:07
فيُحَوِّلُ الأضواءَ عنهُ وتتوجَّهُ الأنظارُ إليكَ بانتظارِ أن تَرُدَّ على سؤالِهِ! - 00:03:12
معَ أنَّ حقيقةَ الأمرِ - 00:03:17
أنَّكَ إنْ رددْتَ أمْ لمْ ترُدَّ، فإنَّ ذلكَ لا يغيِِّرُ شيئًا من حقيقةِ أنَّ كلامَهُ سخيفٌ - 00:03:19
وعدمُ امتلاكِكَ لجوابٍ عن سؤالِهِ لا يُعطي كلامَهُ هو أيَّةَ قيمةٍ - 00:03:25
لذلكَ أخي - 00:03:30
فليسَ صحيحًا عندما يُواجِهُكَ أتباعُ الخرافةِ بمثلِ هذهِ الأسئلةِ على سبيلِ التَّحدِّي - 00:03:31
أن تبحثَ حثيثًا عن وظيفةٍ لهذهِ الأعضاءِ، - 00:03:36
كأنَّكَ مُلزَمٌ بالجوابِ وإلَّا أفحمَكَ! - 00:03:39
بلْ، قُلْ لهم: اشْرَحوا لي بِدايةً عملَ الجهازِ الَّذي تتحدَّثونَ عن هذهِ الجزئيَّةِ فيهِ - 00:03:43
مثلًا: حينَ يقولُ لكَ عرَّابُو الخرافةِ: - 00:03:51
ترتيبُ خلايا شبكيَّةِ العينِ خطأٌ، الخلايا الحسَّاسةُ للضَّوءِ هيَ المخروطيَّةُ والعَصَوِيَّةُ - 00:03:54
فكانَ يجبُ أن تكونَ إلى الأمامِ ليقعَ الضَّوءُ عليها مباشرةً - 00:03:59
لكنَّها في الواقعِ إلى الخلفِ، وعلى الضَّوءِ أن يمُرَّ بخلايا لا علاقةَ لها باستقبالهِ - 00:04:03
وهذا يدلُّ على أنَّ العينَ جاءتْ بالعشوائيَّةِ والصُّدَفِ - 00:04:08
مُكرِّرينَ بذلكَ كالببَّغاواتِ - 00:04:12
ما قالَهُ ريتشارد دوكنز "Richard Dawkins" - 00:04:14
في كِتابهِ (صانعُ السَّاعاتِ الأعمى) طبعةُ عامِ 2015 - 00:04:15
والَّذي اسْتهزأَ فيهِ بهذا التَّركيبِ للشَّبكيَّةِ - 00:04:19
وقالَ: "إنَّ أيَّ مهندسٍ سيضحكُ، ويشعرُ بالاستفزازِ من هكذا تركيبٍ معكوسٍ" - 00:04:23
حينَ تسمعُ هذا الكلامَ أخي - 00:04:31
فقبلَ أنْ تضيعَ الصُّورةُ الكلِّيَّةُ في التَّفاصيلِ - 00:04:32
وقبلَ أن تكلِّفَ نفسكَ بالبحثِ عن جوابٍ - 00:04:36
قُلْ لهم: - 00:04:39
اشْرحوا لي بدايةً - 00:04:40
عملَ الجهازِ الإبصاريِّ الَّذي تعْترِضونَ على جزئيَّةٍ فيه - 00:04:42
(ترتيبِ شبكيَّتِهِ) - 00:04:46
فلا شكَّ أنَّكم لم تعْترِضوا إلَّا وأنتم تعلمونَ بتفاصيلِ هذا الجهازِ الإبصاريِّ - 00:04:47
ولذلكَ اعْتَبرتُم أنَّ هذهِ الجزئيَّةَ فيهِ زائدةٌ أو فيها خللٌ - 00:04:52
وأنَّ الصَّحيحَ أن تكونَ على نحوٍ آخرَ معيَّنٍ - 00:04:56
دعهم يشرحونَ إنْ كانوا يعلمونَ - 00:05:00
دعهم يحدِّثونكَ عنِ العينِ - 00:05:02
عضلاتِها الَّتي تتحكَّمُ بِعَدَسَتِها بما يناسِبُ المرئيَّاتِ القريبةِ والبعيدةِ - 00:05:04
والتَّغذيةِ العصبيَّةِ لهذهِ العضلاتِ - 00:05:09
نوْعَي السَّائلِ اللَّازمَيْن فيها - 00:05:11
خلايا الشبكيَّةِ المتنوِّعةِ (بالإنجليزية) العُصَيَّات والمخاريط - 00:05:14
الَّتي يوجدُ منها في كلِّ عينٍ أكثرُ من 100 مليونِ خليَّةٍ - 00:05:16
والَّتي عَلِقَ في ذاكِرتي من أيَّامِ دراسةِ الدُّكتوراه - 00:05:20
بحثٌ يقولُ: إنَّ تركيبَ أحدِها أعقدُ مِن أعقدِ مصنعٍ شيَّدهُ الإنسانُ! - 00:05:23
دعهم يفسِّرونَ لكَ - 00:05:29
كيفَ يمكنُ للعشوائيَّةِ أن تُجمِّعَ ذرَّاتِ مركَّبِ 11-سيس ريتينال "11-cis-retinal" - 00:05:30
بالشَّكلِ المناسبِ - 00:05:34
بحيثُ يتغيَّرُ شكلُ هذا المركَّبِ عندَ اصطدامِ فوتوناتِ الضَّوءِ بهِ؟ - 00:05:36
ثمَّ كيفَ وضَعَتِ العشوائيَّةُ هذا المُركَّبَ بالنِّسَبِ المناسبةِ في الرودوبسين "Rhodopsin" - 00:05:40
الصِّبغةِ الحسَّاسةِ للضَّوءِ في العينِ؟ - 00:05:46
دَعْهُم يحدِّثونكَ عن تهيئةِ العينِ لِتلتقِطَ المجالَ المرئيَّ تحديدًا منَ الطَّيفِ الكهرومغناطيسيِّ - 00:05:48
بما مَكَّنَها من رؤيةِ الكائناتِ - 00:05:55
دَعْهُم يُحدِّثونكَ عنِ: الُحزَمِ العصبيَّةِ المنبعثةِ منَ الشَّبكيَّةِ - 00:05:57
النَّقلِ العصبيِّ، مراكزِ تفسيرِ الصُّورةِ في الدِّماغِ، تخزينُ الصُّورةِ في الذَّاكرةِ، - 00:06:01
أداءِ الجهازِ الإبصاريِّ لوظيفتهِ الَّتي يحتاجُها الإنسانُ على أكملِ وجهٍ - 00:06:06
حتَّى بلغتِ العينُ منَ الحساسيةِ أنَّها تستطيعُ الاستجابةَ لفوتونٍ واحدٍ - 00:06:11
كما تذكرُ مجلَّةُ نيتشر "Nature" - 00:06:16
دعْهم يَشرحونَ إنْ كانوا يعلمونَ - 00:06:18
وانظر كيفَ يردُّونَ على أنفسِهم بأنفسِهم! - 00:06:21
فإنِ انتبهوا لجهلهم وإلَّا فذَرهُم في طُغيانهم يعمَهونَ - 00:06:24
ففي أدلَّةِ التَّصميمِ من نفسِ الأجهزةِ الَّتي ادَّعَوا فيها خللًا كفايةٌ لِمَن أرادَ الهِدايةَ - 00:06:28
لكن، من سُنَّةِ اللهِ تعالى أنَّهُ يجعلُ في ثنايا أدلَّةِ الحقِّ الواضحةِ مُتشابهاتٍ - 00:06:34
لِمَن أرادَ أن يتمسَّكَ بها ويَحرِمَ نَفْسَهُ بها من رحمةِ اللهِ - 00:06:40
﴿فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ - 00:06:45
فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ﴾ [القرآن 7:3] - 00:06:48
هيَ نفسُها النَّفسِيَّةُ التي تبحثُ عنِ متشابهاتٍ في الآياتِ المقروءةِ، - 00:06:53
تبحثُ عن متشابهاتٍ في الآياتِ الكونيَّةِ - 00:06:57
كما تركَ صاحبُنا السَّيارةَ بكلِّ ما فيها من أدلَّةِ التَّصميمِ والإتقانِ، وتمسَّكَ بزِرٍّ لا يعلمُ وظيفتهُ - 00:07:00
جَهِلَ سَببَ وجودِ زرٍّ مُعيَّنٍ، فجعلَ جَهلَهُ سببًا لإنكارِ تصميمِ السَّيَّارةِ! - 00:07:07
معَ أنَّهُ أمرٌ واضحٌ قطْعِيٌّ تدلُّ عليهِ كلُّ قطعةٍ في السَّيارةِ، ويدلُّ عليهِ تناسقُ عملِها، - 00:07:13
ثمَّ حوَّلَ عِبءَ الإثباتِ على بائعِ السَّيَّارةِ قائلًا لهُ متحدِّيًا: أخبرنِي بوظيفتِها؟ - 00:07:19
كان يكفيكَ أخي أن تقولَ هذا لِمَن يدَّعِي أنَّ شبكيَّةَ العينِ تدلُّ على العشوائيَّةِ - 00:07:26
فكيفَ إذا عَلِمتَ أنَّ ادِّعاءَهُم هذا نُكتةٌ قديمةٌ يضحكونَ بها على الجُهَّال - 00:07:31
وأنَّ العلمَ الصَّحيحَ -كالعادةِ- حوَّلَ هذهِ الشُّبهةَ إلى آيةٍ جديدةٍ على القدرةِ والحكمةِ - 00:07:36
وأنَّ أبحاثَ المجلَّاتِ التَّطوُّريَّةِ نفسِها - 00:07:43
تنصُّ -منذ سنواتٍ طويلةٍ- على ضرورةِ أن تكونَ خلايا الشَّبكيَّةِ بهذا التَّرتيبِ -الذي هيَ عليهِ- - 00:07:46
لأنَّ ذلكَ يُوفَّرُ حلًّا فائقًا "Superior Solution" - 00:07:52
لاستغلالِ مساحةِ العينِ كما في مجلَّةِ فيجن ريسيرش "Vision Research" - 00:07:56
ولأنَّ هذا التَّرتيبَ يسمحُ بمرورِ الضَّوءِ أوَّلًا بخلايا مولر "Muller cells" - 00:08:00
بحيثُ تزيدُ حساسيةُ الخلايا المخروطيَّةِ في الشَّبكيَّةِ - 00:08:04
كما في أبحاثِ بيناس "PNAS" ونيتشر كوميونيكيشن "Nature Communication" - 00:08:07
حتَّى أنَّ موقعَ فيز دوت أورغ "Phys.Org" -التطوُّريَّ أيضًا- - 00:08:10
ينصُّ على أنَّ وجودَ الخلايا الحسَّاسةِ في مؤخِّرةِ الشَّبكيَّةِ ليسَ عيبًا تصميميًّا، بل مِيزةٌ تصميميَّةٌ - 00:08:14
ديزاين فيتشر "Design feature" - 00:08:22
وأنَّ القولَ بأنَّ العينَ ستكونُ أفضلَ لو كانتِ الخلايا في مُقدِّمةِ الشَّبكيَّةِ، هو حماقةٌ! - 00:08:23
فهنيئًا لكم يا من يُعلِّمُكم عرَّابو الخُرافةِ العربُ - 00:08:29
ما صرَّحَ كثيرٌ من عرَّابيها الأجانبِ منذ سنواتٍ بأنَّهُ حماقةٌ - 00:08:32
وأنتم تحسبونَ أنَّكم تسمعونَ لأُناسٍ (بالإنجليزية) عقلاء يخاطبون عقولَكم! - 00:08:37
هذا في أحدِ أنواعِ الخلايا؛ خلايا مولر الَّتي يمرُّ بها الضَّوءُ بفضلِ هذا التَّرتيبِ للشَّبكيَّةِ - 00:08:43
اقرأ كذلكَ -إنْ شئتَ- في مجلَّةِ نيتشر "Nature" التَّطوُّريَّةِ أيضًا - 00:08:50
عن الـ (13) نوعًا من (بالإنجليزية) الخلايا ثنائية القطب - 00:08:53
الموجودةِ في هذهِ الطَّبقاتِ، ووظيفةِ كلٍّ منها - 00:08:57
كيفَ يساعدُ ترتيبُها في الشَّبكيةِ بهذا الشَّكلِ على الإبصارِ - 00:09:00
واقرأ عن خلايا أماكْرين "Amacrine cells" في هذهِ الطَّبقاتِ وغيرِها وغيرِها - 00:09:04
اقرأ أخي ثمَّ عُدْ واستمِعْ لعرَّابي الخرافةِ وهُم يقولونَ: "ترتيبُ الشَّبكيَّةِ خطأ! - 00:09:09
اسْألْ أيَّ خَلْقَوِيٍّ عن تفسيرٍ لهذهِ الظَّاهرةِ ولن يجدَ" - 00:09:15
استمعْ إليهم لِتَعلمَ معنى كوميديا الجهلِ والتَّجاهلِ - 00:09:19
وسبحانَ اللهِ - 00:09:24
كما أنَّ الشُّبهاتِ الَّتي يُثيرها السُّفهاءُ ضدَّ التَّشريعاتِ الإسلاميَّةِ - 00:09:26
تنقلبُ هيَ نفسُها بالعلمِ الصَّحيحِ آياتٍ جديدةً على علمِ اللهِ وحكمتهِ، - 00:09:30
فكذلكَ الشُّبهاتُ في خَلْقِ اللهِ؛ - 00:09:36
يَقلِبُها العلمُ الصَّحيحُ حُجَّةً جديدةً على علمِ اللهِ وحكمتهِ - 00:09:39
أراكَ تقولُ: لكن، أنتَ تستدلُّ بأبحاثِ مجلَّاتٍ تطوُّريَّةٍ! - 00:09:45
نعم؛ لأنَّني -أخي- كما بيَّنتُ في حلقةِ (أجِّرني عقلكَ) - 00:09:49
لم نؤجِّر عقولنا لِعُلماءِ الغربِ - 00:09:53
بل نستفيدُ من عُلومِهم، ولا نُقلِّدُهم في استنتاجاتِهم - 00:09:55
ولسنا من أتباعِ حكمةِ آغا أوغلي أحمد -أحدِ عَلمانيِّي تُركيا- القائلِ: - 00:09:59
"إنَّا عَزَمنا على أن نأخذَ كلَّ ما عندَ الغربيِّينَ - 00:10:04
حتى الالتهاباتِ في رئتِهم، والنَّجاساتِ الَّتي في أمعائِهم"! - 00:10:08
بل نحنُ نأخذُ ما صحَّ، ونتركُ النَّجاساتِ الفكريَّةَ لأصحابِها - 00:10:13
هذا الكلامُ الَّذي ذكرناهُ يقولُ بهِ أتباعُ الخرافةِ ورافِضوها من علماءِ الطَّبيعةِ، - 00:10:17
لكنَّنا نُلزِمُ أتباعَ الخرافةِ بكلامِ عُلمائِهمُ الَّذينَ يُقدِّسونَ، ليكونَ ذلكَ أقوى في الحجَّةِ، - 00:10:23
نأخذُ منهم العلمَ إذا صحَّتْ منهجيَّتهُ البحثيَّةُ، - 00:10:30
ولا نقلِّدُهم في الاستنتاجِ إذا فسدَتْ منهجيَّتهُ وامتلأَتْ بالمُغالطاتِ المنطقيَّةِ - 00:10:34
ولنا أن نتساءلَ: - 00:10:40
لو أنَّ شخصًا رأى طائرةَ السُّوخوي "Sukhoi Su47" - 00:10:41
بأجنحتِها المقلوبةِ تحلِّقُ في السَّماءِ بشكلٍ مُبهرٍ - 00:10:45
فضحكَ مِن أجنحتِها وقالَ: "هذا سوءُ تصميمٍ يدلُّ على أنَّ هذهِ الطَّائرةَ جاءَت بمجموعِ الصُّدَفِ" - 00:10:48
هل كان لمثلِ هذا الشَّخصِ مكانٌ مناسبٌ غيرُ المصحَّاتِ العقليَّةِ؟! - 00:10:56
حتَّى لو لم نطَّلِع على حقيقةِ أنَّ هذا التَّصميمَ المعكوسَ - 00:11:01
يُعزى إليهِ رشاقةُ الطَّائرةِ وسهولةُ مُناورتِها - 00:11:05
فكيفَ إذن يُصبحُ حديثُ أتباعِ الخرافةِ - 00:11:09
عن تركيبِ شبكيَّةِ العينِ وأنَّهُ دليلٌ على الصُّدَفيَّةِ وانعدامِ التَّصميمِ؛ عِلمًا مُحترمًا في نظرِ البعضِ؟ - 00:11:12
معَ أنَّنا نَراهم وهُم يقولونَ هذا الهُراءَ بأعيُنِنا تلكَ الَّتي يَعيبونَ تصميمَها، - 00:11:20
والَّتي تعملُ على أتمِّ وجهٍ وبأدقِّ وأكفأِ ما يكونُ - 00:11:26
حتَّى لو لم نطَّلع على حقيقةِ أنَّ هذا التَّّرتيبَ للشَّبكيَّةِ لهُ الفضلُ في هذهِ الرَّؤيةِ الدَّقيقةِ - 00:11:30
عندما يقولُ لكَ متَّّبعُ الخرافةِ: "الزَّائدةُ الدُّوديَّةُ زائدةٌ؛ - 00:11:37
بقايا من حيواناتٍ لم يتخلص منها التَّطوُّرُ - 00:11:41
فَلَو كان خلقًا بتصميمٍ، فلماذا يضعُ الخالقُ زائدةً بلا فائدةٍ؟" - 00:11:44
كما يقولُ جيري كوين "Jerry Coyne" وغيرهُ من علماءِ الخرافةِ - 00:11:49
إذا قالَ لكَ ذلكَ - 00:11:52
فافترض أخي أنَّكَ لم تطَّلعْ على هذا البحثِ المنشورِ قبلَ شهرينِ - 00:11:53
لدكاترةٍ مِن أتباعِ الخرافةِ أيضًا - 00:11:58
والَّذي يَذكُرُ أهميَّةَ الزَّائدةِ الدُّوديَّةِ، وأنَّها ليست زائدةً كما كانَ يُظَنُّ، - 00:12:01
بل وأنَّ فيها كلَّ أنواعِ البكتيريا النَّافعةِ الموجودةِ في الجهازِِ الهضميِّ - 00:12:08
بحيثُ إذا تعرَّضْتَ لمَرضٍ يُتلِفُ بكتيريا الأمعاءِ، فإنَّ الزَّائدةَ تقومُ بتعويضِها - 00:12:12
وأنَّها تُنتجُ الغلُوبولين المَناعِيَّ أ - 00:12:18
الأساسيَّ لتنظيمِ البكتيريا النَّافعةِ في الجهازِ الهضميِّ - 00:12:20
وأنَّ استِئْصالها يزيدُ الإصابةَ بالعديدِ منَ الأمراضِ - 00:12:25
وللعلمِ، فبعضُ هذهِ المعلوماتِ معروفةٌ منذ سنواتٍ طويلةٍ - 00:12:28
افترض أنَّكَ لم تطَّلعْ على مقالاتِ المواقعِ العلميَّةِ - 00:12:33
الَّتي تنصُّ على أنَّ الزَّائدةَ الدُّوديَّةَ قد تُنقذُ حياتَكَ - 00:12:36
حتَّى لو لم تطَّلعْ على هذا كلِّهِ أخي - 00:12:42
فلا تَدَع مُتَّبِعَ الخرافةِ يُحوِّلُ عِبءَ الإثباتِ عليكَ - 00:12:44
فلستَ أنتَ المكلَّفَ بالتَّفسيرِ - 00:12:49
وليسَ عدمُ العلمِ بوظيفةِ جزءٍ منَ الجهازِ الهضميِّ دليلًا على أنَّهُ كلُّه بلا تصميمٍ - 00:12:51
بل دَعهُم يُحدِّثونكَ كيفَ يمكنُ للعشوائيةِ والصُّدفِ العمياءِ أن تأتيَ بالجهازِ الهضميِّ، - 00:12:57
ترتيبِ أسنانِكَ، - 00:13:03
أنواعِ الحُليماتِ الذَّوقيةِ، - 00:13:05
أنواعِ الأنزيماتِ المُفرَزَةِ في كلِّ محطَّةٍ، - 00:13:06
العضلاتِ المحيطةِ بهِ لتحريكِ الطَّعامِ، - 00:13:09
الصَّمَّاماتِ الَّتي تعملُ بتناسقٍ، - 00:13:12
الأهدابِ والهُدَيْباتِ في الأمعاءِ والَّتي تعطي مساحةً مُسطَّحةً تُعادِلُ شُقَّةً سكنيَّةً على أقلِّ تقديرٍ - 00:13:14
لتزيدَ قدرةَ الأمعاءِ على الامتصاصِ! - 00:13:21
دَعهُم يُحدِّثونكَ عن تريليوناتِ البكتيريا النافعةِ بأشكالِها المتنوِّعةِ في أمعائِكَ - 00:13:23
وعن وظائفِها - 00:13:29
عن الجهازِ العصبيِّ المعويِّ وتعقيداتهِ - 00:13:30
كلُّ ما ذَكرْنا من بدائعِ الخلقِ لا يراها أعمى البصيرةِ ولا تعني له شيئًا - 00:13:34
بل يترُكُها ويتمسَّكُ بما يُسَمُّونَهُ: الزَّائدةَ الدُّوديَّةَ - 00:13:39
جَهِلَ أو تجاهلَ وظيفتَها، فجعل جَهْلَهُ حُجَّةً - 00:13:44
إذا كرَّرَ لكَ ببَّغاواتُ العَربِ ما يقولهُ ريتشارد دوكنز في كتابهِ: - 00:13:49
(أعظمُ استعراضٍ على الأرضِ: أدلةَ التَّطوُّرِ) - 00:13:53
مِن أنَّ قناةَ السَّائلِ المنويِّ لدى الرَّجُلِ كانَ يجبُ أن تكونَ أقصرَ، - 00:13:55
وأنَّ هذا عيبٌ ينفي التَّصميمَ، ويدلُّ على الصُّدَفيَّةِ - 00:13:59
فافترِض أخي أنَّكَ لم تطَّلعْ على مَراجعَ مُفصَّلةٍ تُبيِّنُ ضرورةَ هذا الطُّولِ - 00:14:04
للحفاظِ على الفروقاتِ الحراريَّةِ بينَ الخصيتينِ وباقي الجسمِ، وغيرهِ منَ الفوائدِ - 00:14:09
لستَ مُلزَمًا بالاطِّلاعِ أخي ولا بالبحثِ - 00:14:15
بل، لا تسمحْ بتحويلِ عبءِ التَّفسيرِ عليكَ - 00:14:18
وإنَّما دعهم يُفَسِّرون لكَ: - 00:14:21
كيفَ يمكنُ لعشوائيَّتِهم المُضحِكةِ - 00:14:24
أن تأتيَ بالذَّكرِ والأنثى من أكثرَ من 8 ملايينِ نوعٍ منَ الكائناتِ بتزامنٍ؟ - 00:14:26
دَعهُم يحدِّثونكَ عنِ الميلِ الجنسيِّ الفِطريِّ بينَ الأزواجِ - 00:14:33
وعن إلهامِ الكائناتِ الصَّغيرةِ -الَّتي لا عقلَ لها- كالحشراتِ لتتزاوجَ - 00:14:37
دَعهُم يُحدِّثونكَ عن حقيقةِ الزَّوجيةِ الَّتي يُباهي بها اللهُ تعالى - 00:14:43
لأنَّها دالَّةٌ على خالقٍ عليمٍ حكيمٍ - 00:14:47
﴿وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ - 00:14:50
فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ ۖ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ﴾ [القرآن 51 :50،49] - 00:14:54
لكنَّ هؤلاءِ بدلَ أن يفرُّوا إلى اللهِ، تراهُم يفِرُّونَ إلى الجهلِ والتَّجاهُلِ - 00:14:58
فيترُكُ متَّبِعُ الخرافةِ كلَّ ما ذكرْنا من دلائلِ الحكمةِ في الزَّوجيَّةِ ليقولَ بغرورٍ: - 00:15:03
"قناةُ السَّائلِ المنويِّ كانَ يجبُ أن تكونَ أقصرَ! - 00:15:09
ولو كانَ مُصمَّمًا بعلمٍ وإرادةٍ ما وُجِدَتْ فيه هذهِ العُيوبُ!" - 00:15:12
فيقترحُ تعديلاتٍ على تصميمِ الإنسانِ وكأنَّه إلهٌ أحاطَ بكلِّ شيءٍ عِلمًا، - 00:15:17
يعلمُ ما كانَ وما سيكونُ وما لم يَكُنْ، لو كانَ كيفَ كانَ يكونُ - 00:15:22
﴿بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ﴾ [القرآن 10: 39] - 00:15:27
أليسَ عيبًا عليك أن تُكذِّبَ بشيءٍ لمجرَّدِ أنَّكَ تجهلهُ، أو لم تطَّلِع على تأويلهِ وتفسيرِهِ بعدُ؟ - 00:15:31
نحن ُهنا -إخواني- لا نتعاملُ معَ مُغالطاتٍ منطقيَّةٍ فحسبُ - 00:15:39
بل معَ مشكلةٍ أخلاقيَّةٍ تتمثَّلُ في عنجهيَّةٍ مفرطةٍ، - 00:15:43
اجتمعت معَ جهلٍ مدقعٍ أو تجاهلٍ مُتعمَّدٍ، - 00:15:47
قادتِ الملحدينَ إلى سوءِ أدبٍ معَ الظَّواهرِ الكونيَّةِ - 00:15:50
التي كانَ عليهم -من بابِ احترامِ العلمِ- أن يحترموها، - 00:15:54
وقادتِ المنبهرينَ بهم -منَ المنتسبينَ إلى الإسلامِ- إلى سوءِ أدبٍ شديدٍ معَ اللهِ - 00:15:58
بأن يعِيبوا خَلقَهُ وهم يحاولونَ عبثًا أن يُوَفِّقوا بينَ الخرافةِ والإسلامِ - 00:16:03
الجرَّاحُ مهما كانَ مقدِّسًا لخرافةِ التَّطوُّرِ - 00:16:08
ومهما تكلَّمَ عن بصماتِ الصُّدفةِ المزعومةِ في جسمِ الإنسانِ - 00:16:11
فإنَّه يدخلُ العمليَّةَ الَّتي سيُجريها وأكبرُ حرصِهِ على أن لا يُخِلَّ بالنِّظامِ الموجودِ في الجسمِ - 00:16:16
لعِلمِهِ الضِّمنيِّ بأنَّهُ أفضلُ نظامٍ - 00:16:22
وختامًا، لعلَّ البعضَ يظنُّ أنَّ المقطعَ التَّمثيليَّ فيهِ مبالغةٌ - 00:16:26
إذ جَهِلَ صاحِبُنا وظيفةَ دوَّاسة الوقود الَّتي تُسَيِّرُ السيَّارةَ - 00:16:30
فنقولُ: بل أتباعُ الخرافةِ فعلوا مِثلها كثيرًا - 00:16:35
مثلما فعلَ وايدرزهايم "Wiedersheim" - 00:16:38
حينَ وضعَ ضمنَ قائمةِ الأعضاءِ الَّتي لا فائدةَ منها: الغُدَّةَ النُّخاميَّةَ! - 00:16:40
والَّتي لم يكونوا يعرفونَ وقتَها أنَّها بمثابةِ زرِّ التَّشغيلِ لكلِّ هرموناتِ الجسمِ - 00:16:45
كانت هذهِ نماذجَ -إخواني- بإيجازٍ شديدٍ - 00:16:51
عندما يريدُ تابعُ الخرافةِ أن ينتقلَ بكَ بعدَها إلى شُبهةٍ جديدةٍ يُلقي عليكَ فيها عبءَ الإثباتِ، - 00:16:54
فقُل لهُ: ألا تستحي مِن تَتابُعِ دلائلِ جهلِكَ وخيباتِ أملِكَ؟! - 00:17:00
أتتوقَّعُ أَن أُمضيَ حياتِي في الرَّدِّ عليكَ؟ - 00:17:05
بل، فيما مضى كِفايةٌ لِمَن أرادَ الهِدايةَ - 00:17:07
ونُعيدُ ونؤكِّدُ مرَّةً أُخرى على شُكرِ إخواننا في موقعِ: (الباحثون المسلمونَ) - 00:17:11
والَّذينَ استفدنا مِن أبحاثِهم في هذا الموقعِ كثيرًا - 00:17:16
والسَّلامُ عليكم. - 00:17:20