سلسلة رحلة اليقين - القناة الرسمية د. إياد قنيبي
التفريغ
(مؤثرات صوتية) - 00:00:00ضَ
السَّلام عليكم - 00:00:09ضَ
أيُّها الإخوة الكرام، في الحلقة الماضية وضَّحنا حُزمةَ المكوِّّنات الفطريَّة، - 00:00:10ضَ
والَّتي تُشكِّل مأزقًا للملحد يتهرَّب منه بإنكار وجود هذه المكوِّنات، - 00:00:14ضَ
أو بتفسيرها تفسيرًا ماديًّا - 00:00:20ضَ
سنرى اليوم هذا السُّلوك الإلحاديَّ مع أوَّل مُكوِّنٍ، ألا وهو: نزعة التَّدين - 00:00:22ضَ
ونقصد بالتَّدين: إدراك الإنسان أنَّ له ولهذا الكون خالقًا مدبِّرًا، - 00:00:28ضَ
والرَّغبة في عبادة هذا الخالق والتَّقرُّب منه، والشُّعور بالحاجة إليه، - 00:00:33ضَ
وكذلك الُّلجوء إليه عند الشَّدائد - 00:00:38ضَ
المنظور الإسلاميُّ يذكر وجود هذه النَّزعة كحقيقةٍ مسلَّمةٍ، وذلك في آياتٍ كثيرةٍ، - 00:00:41ضَ
كقول الله تعالى: - 00:00:46ضَ
﴿وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ الضُّرُّدَعَانَا﴾ [القرآن 10: 12] - 00:00:47ضَ
الإنسانُ عمومًا؛ لأنَّها فطرةٌ مزروعةٌ في كلِّ إنسانٍ، وقولنا بفطريَّة التَّديُّن - 00:00:50ضَ
يعني: أنَّه مُكوِّنٌ صميميٌّ راسخٌ في النَّفس البشريَّة، وجزءٌ أصيلٌ مِن تكوينها، - 00:00:57ضَ
توجَد جذوره منذ ولادة الإنسان، بغضِّ النَّظر عن المؤثِّرات الخارجيَّة - 00:01:02ضَ
في البداية، أنكر الملحد فطريَّة التَّديُّن، وقال: - 00:01:08ضَ
"بل إيمان النَّاس بِوجود خالقٍ أمرٌ مكتَسَبٌ بتأثير التَّربية، - 00:01:12ضَ
وتناقُل الأجيال لهذه الدَّعوة، - 00:01:16ضَ
ولو تُرِك الإنسان ونفسَه، فليس هناك ما يدعوه للإيمان بوجود خالقٍ" - 00:01:18ضَ
ويقول لك الملحد: "هناك معتقداتٌ كثيرةٌ يؤمن بها أصحابها مع أنَّها مجرَّد خرافاتٍ، - 00:01:23ضَ
كـ(بابا نويل) الَّذي يأتي على عربةٍ من السَّماء ليلة العيد -عيد الميلاد-، - 00:01:30ضَ
والتِّنِّين الَّذي ينفث النَّار..." - 00:01:35ضَ
فنقول: حتَّى لو تجاوزنا حقيقةَ أنَّ المعتقدات الخرافيَّة لا دليل عليها، - 00:01:37ضَ
بينما وجود الخالِق يدلُّ كلُّ شيءٍ عليه، كما سنبيِّن في هذه السِّلسلة -بإذن الله- - 00:01:42ضَ
فإنَّه فرقٌ -كلَّ الفرق- من النَّاحية الشُّعوريَّة، بين معتقداتٍ خرافيَّةٍ يغذَّى بها الأطفال، - 00:01:47ضَ
ويكتشفون عندما ينضُجون زيفها، - 00:01:53ضَ
وأنَّها لا تمتلك أيَّ أساسٍ ولا برهان، ويضحكون من أنفسهم أن آمنوا بها يومًا ما، - 00:01:55ضَ
-كالتِّنِّين وبابا نويل- - 00:02:01ضَ
أو خرافاتٍ يعتقدها قومٌ في بيئةٍ جغرافيَّةٍ محدَّدةٍ، - 00:02:03ضَ
توارثوها عبر الأجيال - 00:02:07ضَ
وفي المقابل: نزعة التَّديُّن؛ هذا الشُّعور العميق الَّذي يجده النَّاس من أنفسهم، - 00:02:09ضَ
حتَّى الَّذي ينكره يُغالبُ نفسه مغالبةً لإنكاره، - 00:02:15ضَ
ويبقى سؤاله يهجُم عليه ويفرض نفسه عليه - 00:02:20ضَ
مرَّةً بعد مرَّة، حتَّى يضَّطر إلى البحث عن تفسيراتٍ ماديَّةٍ لوجودِه، - 00:02:23ضَ
فأصالةُ التَّديُّن في النَّفس البشريَّة - 00:02:29ضَ
أمرٌ تؤكِّده دراسات الأنثروبولوجي (علم الإنسان)، - 00:02:31ضَ
والسُّوسيولوجي (علم الاجتماع)، - 00:02:34ضَ
وبات من المألوف في العديد من الدِّراسات التَّعبير عن فطريَّة التَّديُّن - 00:02:36ضَ
بأنَّ الدِّين أشبَهُ ما يكونَ بشيءٍ قد تمَّ تسليكه في الإنسان - 00:02:42ضَ
"religion is hardwired in humans" - 00:02:46ضَ
يعني: هو مُكوِّنٌ صميميٌّ في الإنسان، مختلِطٌ بلحمه ودمه كالشَّرايين والأعصاب، - 00:02:50ضَ
وهي حقيقةٌ ضاربةٌ في عمق التَّاريخ، - 00:02:56ضَ
حتَّى قالَ المؤرِّخ الإغريقيُّ بلوتارك "Plutarch": - 00:03:00ضَ
"إذا سافرتَ عبر العالم فمِن الممكن أن تجد مدنًا بلا أسوارٍ، بلا آداب، - 00:03:02ضَ
بلا ملوكٍ، بلا ثروةٍ، بلا مسارحَ، ولكنْ، لم يكن هناك يومًا - 00:03:07ضَ
-ولا يمكن أن يكون في يومٍ من الأيامِ- مدينةٌ بلا معبدٍ يمارس فيه الإنسانُ العبادةَ" - 00:03:12ضَ
والأمر -إخواني- لا يحتاج دراساتٍ ولا النَّظر في التّاريخِ؛ بل الإنسان يجده مِن نفسه؛ - 00:03:19ضَ
أنَّه إذا وقع في الشَّدائد تحرَّك في نفسه معنًى، لا يستطيع دفعه - 00:03:24ضَ
بأنَّه ثمَّة قوَّةٌ عُليا بمقدورها إنقاذه، ووجدَ مِن حالِه طلبًا، - 00:03:28ضَ
والتجاءً لربِّه أن يخلِّصه من هذا المأزقِ، لذلك فمن أمثلة الغرب: - 00:03:34ضَ
"There are no atheists in foxholes" - 00:03:39ضَ
أي: "لا يوجد ملحدون في الخنادق" - 00:03:41ضَ
يعني: خنادق الحرب، عندما يتعرَّضون لأخطارٍ تهدِّد حياتهم - 00:03:43ضَ
قد يُكابر الملحدُ، وقد تجد مجموعةً من الجنود الجبناء، - 00:03:49ضَ
الَّذين يتسلَّون بقتل المدنيِّين، واغتصاب أعراضهم، وليسوا في خطرٍ حقيقيٍّ، - 00:03:53ضَ
ومع ذلك يكتبون لوحةً عليها: - 00:03:59ضَ
"atheists in foxholes" أي: ملحدون في الخنادق - 00:04:01ضَ
وقد تجد الملحدين يُكثِرون مِن التبجُّح بأنَّهم ليسوا بحاجةٍ إلى الله، - 00:04:07ضَ
بل وكثيرًا ما يشتمون الله، مع أنَّ الأصل أنَّهم لا يؤمنون بوجوده - 00:04:12ضَ
فكيف يشتمون شيئًا غير موجودٍ؟! - 00:04:17ضَ
لكنَّ ترديدهم المَرَضيَّ لمثل هذه العبارات -بمناسبةٍ أو بدون مناسبةٍ- - 00:04:20ضَ
يدلُّ على نفسيَّاتٍ مُتصارِعةٍ، تُغالِب صوتًا عميقًا فيها وتحاول كَبْتَه، - 00:04:25ضَ
وإلَّا لَمَا احتاجوا إلى هذه الضَّوضاء، خاصَّةً وأنَّ الملحد لا ينتظر جزاءً أخرويًا - 00:04:32ضَ
على الاستعلانِ بمعتَقَدِه، ولا لديه دوافع أخلاقيَّةٌ مطلقةٌ تدفعُه إلى استنقاذ النَّاس - 00:04:37ضَ
مِن ضلال الإيمان بالله -حَسْبَ معتقده- - 00:04:42ضَ
ولفراغٍ يعصف بكثيرٍ من الملاحدة، بعد أن أنكروا هذا المكوِّن الِفطريَّ - 00:04:46ضَ
الَّذي يفرِض نفسه عليهم، - 00:04:51ضَ
بدأوا بتأسيس لونٍ من التَّجمُّعات الإلحاديَّة على نحوٍ طُقوسيٍّ مشابهٍ -إلى حدٍّ بعيد- - 00:04:53ضَ
التَّجمُّعاتِ الدِّينيَّة، مثل: ما يعرف بكنائسِ الملاحدة (كنائس الملحدين) - 00:05:00ضَ
"atheist churches" - 00:05:06ضَ
والَّتي بدأت بالانتشار في دولٍ متعدِّدةٍ، كأمريكا وكندا وبريطانيا - 00:05:08ضَ
في تعبير واعٍ أو غير واعٍ عن مكنُونٍ فطريٍّ، يبحث عن شكلٍ مِن أشكال التَّنفيس - 00:05:12ضَ
وصَدَق ابن القيِّم إذ قال: - 00:05:20ضَ
"إنَّ في القلب فاقةً -أي حاجةً- لا يسدُّها شيءٌ سوى الله تعالى أبدًا، - 00:05:21ضَ
وفيه شعثٌ -يعني تفرُّق- لا يلمُّه غير الإقبال عليه، - 00:05:27ضَ
وفيه مرضٌ لا يشفيه غير الإخلاص له وعبادته وحده" - 00:05:31ضَ
فنحن لا نتكلَّم عن التِّنِّين، ولا عن بابا نويل، - 00:05:36ضَ
بل عن شعورٍ عميقٍ يجده عامة النَّاس من أنفسهم عبْر القرون، - 00:05:39ضَ
ويهجم سؤاله على مُنكرِه، ويفرض نفسه عليه مرةً بعد مرةٍ، ويبحث عن متنفَّسٍ له - 00:05:43ضَ
نتكلَّم عن معتقدٍ تتكامل الحزمة الفطريَّة لخدمته والتَّوجيه إليه، - 00:05:50ضَ
-كما وضَّحنا في الحلقة الماضية- - 00:05:56ضَ
وليس عن معتقداتٍ خرافيَّةٍ، لا علاقة لها بهذه الحزمة ولا تكاملها ولا توجيهها - 00:05:58ضَ
يقول لك الملحد: الإنسان قد يشعر بحُبِّ التَّسَلُّط، - 00:06:04ضَ
والذَّكر قد يشعر بالرَّغبة في الاعتداءِ الجنسيِّ على الأنثى، - 00:06:08ضَ
وأنتم مع ذلك -أيُّها المؤمنون بالله- تعتبرون هذه نزعاتٍ سيِّئةً - 00:06:11ضَ
فنقول لهم: ميل النَّفس لطباِئع الهوى والشَّهوات ليس مُعكِّرًا على ما نحن فيه، - 00:06:16ضَ
فمَعَ ما في بعض النَّاس من ميلٍ للرَّذائل إلَّا أنَّهم لا يصحِّحون هذا المَيل، - 00:06:22ضَ
ولا يرونه حسنًا ولا حقًّا، بل يعتقدون فساده؛ فالمكوِّن الفطريُّ هنا -وهو النَّزعة الأخلاقيَّة- - 00:06:28ضَ
متضمِّنٌ للاعتراف بفساد الميل للشَّهوات الرَّديئة، - 00:06:35ضَ
والإنسان يعلم أنَّ ميوله هذه باطلةٌ بتأثير الفطرة الَّتي نتكلَّم عنها - 00:06:39ضَ
فهذه حجَّةٌ لنا لا علينا. - 00:06:45ضَ
أقرَّ كثيرٌ من الملحدين بأنَّ نزعة التَّديُّن والتَّصديق بوجود الله، - 00:06:47ضَ
يتجاوز التَّأثير الخارجيَّ والبيئيَّ، وأنَّه مكوِّنٌ مركزيٌّ في الإنسان - 00:06:51ضَ
ماذا فعلوا؟ هل آمنوا؟ لا؛ فالإلحاد لا يبحث عن الحقيقة، - 00:06:57ضَ
بل إذا بانَ بُطلانُ ما كان يعتقده بَحَثَ عن أيَّ متعلَّقٍ آخر، غيرَ الإيمانِ بالله - 00:07:01ضَ
قالوا: نزعة الإيمان بالخالق ليست بالضَّرورة أن تكون مطابقةً للحقيقة، - 00:07:07ضَ
بل قد تكون مجرَّد توهُّم أنتجته العشوائيَّة، - 00:07:12ضَ
قد تكون صفةً انتخبتها الطَّبيعة لتساعد الإنسانَ على البقاء، - 00:07:15ضَ
وسنبحث عن سببٍ ماديٍّ لنزعة التَّديُّن، - 00:07:21ضَ
وبدأتْ بالفعل تتشكَّل مجالاتٌ معرفيَّةٌ خاصَّةٌ لدراسة هذه الظَّاهرة - 00:07:23ضَ
فقد تفرَّع عن علم الأعصاب الـ"Neuroscience"، - 00:07:28ضَ
ما بات يعرف بـ "neurotheology"، أي: علم اللَّاهوت العصبيّ؛ - 00:07:31ضَ
وهو مجالٌ بحثيٌّ يسعى للكشف عن طبيعة الصِّلة بين الجهاز العصبيّ وظاهرة التَّديُّن - 00:07:37ضَ
بل بلغ الأمر إلى التَّفتيش عن جينٍ مسؤولٍ عن نزعة التَّديُّن هذه - 00:07:43ضَ
فقد نشر عالم الجينات الأمريكي (دين هامر) "Dean Hamer" - 00:07:48ضَ
كتابًا سنة (2005) بعنوان: - 00:07:52ضَ
The God Gene: How Faith Is) (Hardwired into Our Genes - 00:07:55ضَ
يعني: (الجين الإلهي: كيف ضُمِّن الإيمانُ في جيناتنا)، - 00:07:59ضَ
وتجد مؤلَّفاتٍ في البحث عن الجزء من الدِّماغ المسؤول عن الإيمان بوجود خالقٍ، - 00:08:05ضَ
ككتاب Matthew Alper: (The God Part of the Brain) - 00:08:10ضَ
يعني: (الجزء المتعلِّق بوجود خالقٍ في الدِّماغ) - 00:08:15ضَ
بدايةً، لاحِظ أنَّ هؤلاء الملحدين - 00:08:18ضَ
لم يبحثوا عن تفسيراتٍ ماديَّةٍ لقناعة بعض النَّاس بوجود التِّنِّين، - 00:08:20ضَ
ولا لأمثلة الملحدين السَّخيفة الَّتي يضربونها ليقولوا أنتم تفترضون وجود إلهٍ، - 00:08:24ضَ
وأيُّ إنسانٍ قد يفترض شيئًا آخر، - 00:08:30ضَ
كـ(وحش الإسباغيتي الطَّائر)، أو (الإبريق الدَّائر في الفضاء) - 00:08:32ضَ
لأنّه فرقٌ -كلَّ الفرق- بين هذه المعتقدات والأمثلة السَّخيفة، - 00:08:36ضَ
وفي المقابل نزعة التَّديُّن الأصيلة شديدة العمق في الجنس البشريِّ - 00:08:40ضَ
لكن لحظة، أنتم أيُّها الملحدون ماذا تفعلون؟ - 00:08:46ضَ
"نبحث عن تفسيرٍ ماديٍّ للتَّديُّن" - 00:08:49ضَ
حسنًا... - 00:08:51ضَ
وعلى فرض أنَّكم وجدتُم تفسيرًا ماديًا لنزعة التَّديُّن، - 00:08:53ضَ
عليكم أن تجدوا تفسيراتٍ ماديَّةً للمكوِّنات الفطريَّة الأخرى، - 00:08:57ضَ
الَّتي تكلَّمنا عنها في الحلقة الماضية - 00:09:01ضَ
سنرى في حلقةِ (الشُّعور بالإرادة الحرَّة) - 00:09:05ضَ
بُطلان محاولة تقديم تفسيرٍ ماديٍّ جينيٍّ لكلِّ شيءٍ - 00:09:07ضَ
وتحوُّله إلى سخافةٍ مُبتَذَلةٍ - 00:09:12ضَ
ومع ذلك نقول: فلنفترِض جدلًا أنَّكم وجدتم جيناتٍ لنزعةِ التَّديُّن، - 00:09:15ضَ
وأخرى للضَّروراتِ العقليَّة، ومجموعةً ثالثةً للأخلاق، ورابعةً للغرائز، - 00:09:20ضَ
وخامسةً للشُّعور بالغائيَّة، ومجموعةً سادسةً من الجينات للإرادة الحرَّة، - 00:09:26ضَ
وهو ما يبدو متناقضًا طبعًا، كأنَّنا نقولُ: جيناتٌ تجبرك على أن تكونَ حرًا! - 00:09:31ضَ
لكن، فلنفترض.. فلنفترض أنَّكم وجدتُم هذا كلَّه، - 00:09:37ضَ
ما هذه الحُزمة المتناسَقة الموجَّهة الَّتي تجعل النَّاس مؤمنين بوجود خالقٍ، - 00:09:41ضَ
محبِّين لعبادته، مُلتجِئين إليه، مالكين لضروراتٍ عقليَّةٍ يفهمون بها مُرادَه، - 00:09:46ضَ
ونزعةٍ أخلاقيِّةٍ منسجمةٍ مع أوامِره، - 00:09:53ضَ
وشعورٍ بالغائيَّة يدفعهم للبحث عن مراده والالتزام به، - 00:09:56ضَ
وإرادةٍ حرَّةٍ يختارون بها طاعته أو معصيته، - 00:10:00ضَ
وغرائز تضمَن استمرار جنسهم في هذه الأرض خلال فترة اختبارهم...؟ - 00:10:03ضَ
حتَّى.. لكأنَّ عشوائيَّتكم تعبُّد ربَّنا! - 00:10:08ضَ
إن وجدتم هذه الحزمة، فما هو إلَّّا دليلٌ آخرٌ على عِظم هذا الخالق، - 00:10:12ضَ
الَّذي أودَعَها في البشر، وكامَلَ بينها وجعلها منسجمةً مع أوامره الشَّرعيَّة - 00:10:17ضَ
يُجيبك كِبْرُ الإلحاد فيقول: - 00:10:23ضَ
"بل كلُّ هذه النَّزعات لا تعني بالضَّرورةِ شيئًا، ووجودها لا يعني صحَّتها" - 00:10:25ضَ
وحقيقةً -إخواني- وإن كان فيما تقدَّم كفايةً لمن أراد الهداية، - 00:10:30ضَ
لكنَّنا سنستمرُّ في مناقشة الملحد، لما في هذه المناقشة من فوائد - 00:10:35ضَ
سنرى في الحلقات القادمة.. - 00:10:40ضَ
ما نتائج قول الملحد: أنَّ ما يجدُه الإنسانُ مِن نَفْسه ضرورةً مِن هذه المكونات - 00:10:42ضَ
لا يلزم أن يكون حقًّا في حقيقةِ الأمرِ؟ - 00:10:48ضَ
فمحطَّتنا التَّالية هي مع (الضَّرورات العقليَّة) - 00:10:51ضَ
وهي حلقةٌ مهمَّةٌ غزيرةُ النَّفعِ -بإذن الله- - 00:10:54ضَ
فتابعونا... - 00:10:57ضَ
والسلام عليكم ورحمة الله - 00:10:58ضَ