سلسلة رحلة اليقين - القناة الرسمية د. إياد قنيبي

رحلة اليقين ٤٢: هل بالفعل "نظرية التطور" مفيدة للبشر؟

إياد قنيبي

السَّلامُ عليكم - 00:00:00ضَ

من عادةِ الإعلامِ المطبِّلِ للزُّعماء أنْ يَنسِبَ كلَّ فضلٍ في البلادِ إليهم، - 00:00:01ضَ

فإذا أَنبتتْ الأرضُ وشُقَّتْ الطُّرقات، فالفضلُ لفخامةِ الرَّئيس، - 00:00:05ضَ

وإذا شُيِّد بناءٌ وقامَ مشروع، فالفضلُ لفخامة الرَّئيس، - 00:00:10ضَ

ولا بدَّ أن يأتيَ بعدَ انتهاءِ كلِّّ شيء؛ لِيقُصَّ الشَّريط ويفتتحَ المشروع، - 00:00:14ضَ

هذا كلُّه حتى لو كان فخامةُ الرَّئيس لم يُسْهِمْ في تقدُّمِ بلادِهِ مليمترًا واحدًا. - 00:00:20ضَ

بلْ حتَّى لو كان فسادُه، وفسادُ حاشيتِه قدْ عرقلَا الكثيرَ من التَّقدُّم، - 00:00:26ضَ

وَوَأَدَ الكثيرَ مِن المشاريعِ في مهدِها. - 00:00:30ضَ

ومع ذَلك، فلأنَّ هناك خيراتٍ حصَلت في عهدِ فخامة الرَّئيس، - 00:00:33ضَ

فلا شكَّ أنَّ الفضلَ لهُ فيها حَسْبَ الإعلامِ المُطبِّل، - 00:00:38ضَ

وَلَيْسَ لِأَحدٍ الحق في أنْ يتساءل: أتُرَى البلادُ والعبادُ أكثرَ تقدما - 00:00:41ضَ

مما هي عليه لو لمْ يكُن فخامةُ الرئيس موجودًا؟ - 00:00:47ضَ

أليسَتْ هذه الإنجازات متوقَّعة من تقدُّم الزمن وتراكُم الخبرات البشريَّة؟ - 00:00:53ضَ

يَعتمِد الإعلامُ في هذا كلِّه على ما يُسمَّى في (علم المغالطات المنطقيَّة): معهُ إِذن بِسَبَبِه - 00:00:58ضَ

"With this, therefore because of this" - 00:01:04ضَ

ومغالطة أنَّ (التَّزامُن يعني التسبُّب)، - 00:01:07ضَ

أي: ادِّعاءِ أنَّ حصول حدثَيْن معًا يدلُّ على أنَّ أحدَهما سببٌ للآخر. - 00:01:11ضَ

وهذه المغالطة في أسخفِ أشكالها مضحكة، - 00:01:17ضَ

كأنْ يقول أحدهم: لاحظتُ أنَّني كلَّما شربتُ كأس حليب أشرقَتْ الشَّمس، - 00:01:20ضَ

وهو ما يدلُّ على أنَّ شُربيَ الحليب يُسبِّبُ شروقَ الشَّمس. - 00:01:25ضَ

ولهذا يُؤكَّد دائمًا على أن التَّزامُن ووجودَ علاقة ما لا يعني التَّسبُّب؛ - 00:01:29ضَ

"Correlation doesn't imply causation"، - 00:01:34ضَ

ما علاقةُ هذا كلِّه بخرافة التَّطوُّر؟ - 00:01:37ضَ

بنفس الطَّريقة تمامًا، - 00:01:40ضَ

يؤكِّدُ أتباعُ الخرافة على أهميَّةِ خرافتهم، - 00:01:42ضَ

ويَنْسِبون إليها الفضل في الاكتشافات، - 00:01:45ضَ

ويَحشرون اسمَها بطريقةٍ مضحكة مع أنَّها عديمةُ القيمةِ تمامًا، - 00:01:48ضَ

بل، وأضرَّت البحث العلميّ، كما سنرى. - 00:01:53ضَ

تعالَوا نرَ (6) نماذج بارزة، يُدَّعى أنَّ لخرافة التَّطور فضلًا عظيمًا فيها، - 00:01:56ضَ

وسنأخذُها من أبرز المواقعِ العلميَّة: - 00:02:02ضَ

الأكاديميَّة الوطنيَّة الأمريكيَّة للعلوم، - 00:02:06ضَ

موقع "Scientific American"، - 00:02:09ضَ

وموقع جائزة نوبل. - 00:02:11ضَ

هذه النَّماذجُ السِّتةُ هي: - 00:02:13ضَ

1. المطاعيم ضدَّ فيروس سارس، - 00:02:15ضَ

2. البغال والقمح، - 00:02:18ضَ

3. مقاومة البكتيريا للمضادات، - 00:02:20ضَ

4. سعر السَّمك، - 00:02:26ضَ

5. وجبات "Fettuccine"، - 00:02:28ضَ

6. وجائزة نوبل للكيمياء عام (2018) - 00:02:30ضَ

مؤثرات صوتية - 00:02:34ضَ

في موقع الأكاديميَّات الوطنيَّة للعلوم والهندسة والطِّب بأمريكا - 00:02:41ضَ

تجدُ هذا الكتاب بعنوان: (العلم، التطور، والخلق). - 00:02:45ضَ

والذي يؤكِّد أنَّ نظريَّة التطوُّر أصبحتْ حقيقة، وأنَّ الخَلْق ليس عِلمًا، - 00:02:49ضَ

ثُمَّ يَشْرَعُ يبين أهمِّيَّة نظريَّة التطوُّر للعلوم: - 00:02:55ضَ

ذَكرَ الكِتابُ إنجازيْنِ للنظريَّة، - 00:02:59ضَ

والنُّسخةُ الملخَّصةُ منه أضافت -باختصار- إنجازًا ثالثًا، - 00:03:01ضَ

تعالوا نرَ هذه الإنجازات، وصحَّةَ نِسبتها إلى فخامة الرَّئيس. - 00:03:05ضَ

تحت عنوان (التَّطوُّر في الطِّب: مقاومةُ الأمراض المُعدية الجديدة): - 00:03:10ضَ

يروي الكِتاب قصَّة فيروس سارس"SARS" الذي ظهر في الصِّين وانتشر لغيرها وقتل المئات، - 00:03:15ضَ

ثُمَّ قال الكتاب: "باستخدام تقنيةٍ جديدةٍ - 00:03:21ضَ

معروفةٍ بمصفوفة الحمض النووي الدقيقة "DNA Microarray" - 00:03:24ضَ

استطاع الباحثون خلال (24) ساعة - 00:03:26ضَ

أن يتعرَّفوا الفيروس - 00:03:29ضَ

على أنه عضوٌ لم يكن معروفًا قبل ذلك من عائلةٍ معيَّنة من الفيروسات، - 00:03:31ضَ

وهي نتيجةٌ أَثبتَها أيضًا باحثون آخرون باستخدام تقنياتٍ أخرى. - 00:03:35ضَ

وعلى الفور، بدأ العمل على إنتاجِ فحصِ دمٍ - 00:03:40ضَ

يُمكِّن من التعرُّف على الأشخاص المصابين بالمرض ليُحجروا صحيًّا، - 00:03:43ضَ

وعلى علاجاتٍ للمرض، وعلى مطاعيم لمنعِ الإصابةِ بالمرض."، - 00:03:48ضَ

نعم، إلى هنا كلامٌ جميل، وإنجازٌ علميٌّ ممتازٌ حقًّا. - 00:03:52ضَ

هنا لا بدَّ أنْ يُؤتَى بفخامة الخرافة لِتأخذَ صورةً مع المكتشفين. - 00:03:57ضَ

يتابعُ الكتاب: "لقد كان فهمُ التطوُّر أساسيًّا للتعرُّف على فيروس سارس، - 00:04:03ضَ

المادَّة الوراثيَّة في الفيروس كانت شبيهة بتلك التي في فيروسات أخرى؛ - 00:04:10ضَ

لأنَّها تطوَّرت من نفس الفيروس المشترك." - 00:04:15ضَ

لنا أنْ نسألَ هنا: - 00:04:20ضَ

ما علاقةُ فخامتِهِ بالاكتشاف؟ - 00:04:22ضَ

فيروس سارس يشبهُ فيروساتٍ أخرى؛ - 00:04:24ضَ

وهذا مكَّن المكتشفين من إنتاج علاجاتٍ ومطاعيم معدَّلة بناءً على فهم هذا التَّشابُه. - 00:04:27ضَ

ما علاقةُ هذا كلِّه باعتقادك عمَّا كان في الزَّمان الماضي؟ - 00:04:34ضَ

سواءً اعتقدت أنَّ هذه الكائنات - 00:04:39ضَ

تطوَّر بعضُها عن بعض بِعشوائيَّة وَصُدَفيَّة كما تقول الخرافة، - 00:04:41ضَ

أم أنَّ هناك خالقًا أخرج بعضها من بعضٍ بعلمٍ وتقدير، - 00:04:46ضَ

أم أنَّ الخالق خلَقَ كُلًّا منها خلقًا مستقلًّا؟ - 00:04:51ضَ

أنتَ الآن أمام كائناتٍ فيها أشياء متشابهةٌ، - 00:04:55ضَ

وتستطيع استغلالَ هذا التَّشابه لصالح الإنسان، - 00:04:58ضَ

ما علاقة سبب التَّشابه بالموضوع؟! - 00:05:01ضَ

ولا تنسَوا إخواني أنَّه في الحلقات الماضية - 00:05:04ضَ

قد نُسِفَتْ تمامًا -بفضل الله- دَعْوَى أنَّ التَّشابُه يعني وَحدة الأصل، - 00:05:07ضَ

التي يذكرها الكتاب على أنها حقيقةٌ مُسلَّمةٍ بقوله: - 00:05:12ضَ

"المادَّة الوراثيَّة في الفيروس كانت شبيهةً بتلك التي في فيروساتٍ أخرى؛ - 00:05:16ضَ

لأنَّها تطوَّرت من نفس الفيروس المشترك"، - 00:05:20ضَ

بيَّنَّا سخافة مِثْلِ هذه الدَّعاوى - 00:05:24ضَ

في حلقة (ذَيلُكَ الذي لا تعرفُ عنه الكثير)، - 00:05:27ضَ

أم لَعَلَّ أتباعَ فخامتِه يظنُّون أنَّ لهُ الفضلَ في مفهوم المطاعيم من أصله؟ - 00:05:31ضَ

التَّاريخ لا يُسعفهم؛ - 00:05:36ضَ

فأولُّ مطعومٍ معروفٍ (مطعوم الجدري). - 00:05:38ضَ

كان على يد إدوارد جينر "Edward Jenner" - 00:05:40ضَ

عام (1796)، يعني قبل خرافة داروين بـ(60) عامًا. - 00:05:42ضَ

بعد ذلك، ينتقل الكتاب إلى الإنجاز الثَّاني لفخامته، - 00:05:47ضَ

تحت عنوان: التطور في الزراعة: استئناس القمح - 00:05:51ضَ

أي استزراعُه وتحسينُ خصائصه، بدلَ الاكتفاء بالنَّابت منه في البرِّيَّة. - 00:05:54ضَ

شرَحَ الكتاب كيف عمِل المزارعون منذ زمنٍ قديمٍ - 00:06:00ضَ

على تحسين خصائص القمح والمحاصيل الأخرى، - 00:06:04ضَ

وعلى المزاوجة بين الأصناف المتقاربة من الحيوانات، - 00:06:08ضَ

ثُمَّ كيف حدَّد الباحثون جيناتٍ مسؤولة عن الخصائص المرغوب فيها. - 00:06:11ضَ

جميلٌ! ما علاقة هذا بفخامته؟ - 00:06:15ضَ

يقول لك الكتاب: - 00:06:18ضَ

"إنَّ النَّاس كانوا بذلك يستخدمون تغيُّراتٍ تطوُّرية Evolutionary change" - 00:06:19ضَ

ثم يختم بقوله: "هذه التَّقدُّمات تعتمد على فهم التطوُّر لتحليل العلاقات بين النَّباتات، - 00:06:26ضَ

والبحثِ عن خصائص يمكن استخدامها لتحسين المحاصيل". - 00:06:32ضَ

لحظة! يعني عندما كان أجدادنا وأجداد أجدادنا -قبل أن يولد داروين- - 00:06:37ضَ

عندما كانوا يُطَعِّمون أشجار التفاح بالإجاص، - 00:06:43ضَ

وعندما كانوا يزاوجون أصنافًا متشابهةً من الحيوانات؛ ليحصلوا على نسلٍ مُحسَّن، - 00:06:46ضَ

هل كانوا في ذلك ينطلقون من قناعاتٍ دارونيَّةٍ عن تغيُّراتٍ عشوائيَّةٍ وانتخابٍ أعْمى؟! - 00:06:51ضَ

ألم يولد أوَّل بَغْلٍ من تزاوج حمار مع فرس، - 00:06:58ضَ

قبل ميلاد خرافة داروين؟! - 00:07:02ضَ

ثُمَّ ما علاقة فخامته بتحديد الجينات المسؤولة عن صفاتٍ مرغوبة في القمح والمحاصيل؟ - 00:07:04ضَ

ما الخدمة التي قدَّمها فخامته -تحديدًا- في هذا الإنجاز؟ - 00:07:09ضَ

ما علاقة قناعتي عن مَنشأ الجينات باستغلالي لها وتوظيفها لصالح الإنسان؟ - 00:07:14ضَ

لا علاقة. - 00:07:19ضَ

لكنْ، لا بدَّ أنْ تُلتقَطَ صورةٌ لفخامته مع هذا الإنجاز أيضًا. - 00:07:20ضَ

ثالثًا: مقاومة البكتيريا للمُضادَّات: - 00:07:26ضَ

هناك أنواعٌ كثيرةٌ من البكتيريا حصل فيها تغيُّرات جينية، - 00:07:29ضَ

جعلتْها أكثر مقاومةً للمضادَّات الحيويَّة؛ ومن ثم أكثرَ فتكًا بالإنسان. - 00:07:33ضَ

صحيح، ما علاقة ذلك بفخامته؟ - 00:07:39ضَ

قالوا: "إنَّ معرفةَ كيف يؤدِّي التَّطور - 00:07:42ضَ

إلى زيادةِ المقاومةِ البَكتيريَّة مهمٌ في الحدِّ من انتشار الأمراض المعدية" - 00:07:45ضَ

التَّطوُّر؟! ما علاقةُ التَّطورِ بالموضوع؟! ما علاقته بالمقاومة البكتيريَّة؟ - 00:07:51ضَ

ما علاقة الطَّفرات العشوائيَّة والانتخاب الأعمى بالآليَّات التي بهرتكم، أنتم أنفسَكم، - 00:07:57ضَ

وجعلتكم تصفون البكتيريا بالذكاء، - 00:08:03ضَ

وتُطْلقون على البكتيريا أوصافًا إلهيَّة كالعِلم والإرادة؟!! - 00:08:06ضَ

كما بيَّنا في حلقة (عَبَدة الميكروبات). - 00:08:10ضَ

لو أخذنا -مثلًا- قدرةَ البكتيريا على مقاومة أوَّل مضادٍ معروف، وهو البنسلين "Penicillin" - 00:08:13ضَ

كيف استطاعت البكتيريا عملَ ذلك؟ - 00:08:18ضَ

بوسائل عديدةٍ كلٌّ منها في غاية التَّعقيد والإحكام، - 00:08:21ضَ

منها -مثلًا- إنتاج إنزيم بيتالاكتاميز "Beta-lactamase"، - 00:08:25ضَ

هذا الإنزيم مكوَّنٌ مِن مئات الأحماضِ الأمينيَّة - 00:08:27ضَ

المصفوفة بترتيبٍ دقيق، لا مكان فيه للعشوائيَّة، - 00:08:30ضَ

التي تتعرَّض في المراحل الأخيرة من إنتاجها لتعديلاتٍ على أماكن محدَّدة جدًا منها؛ - 00:08:35ضَ

لِتتخذَ شكلًا ثلاثيَّ الأبعاد؛ - 00:08:41ضَ

ليقومَ هذا الإنزيم بمهمَّةٍ محدَّدة - 00:08:44ضَ

وهي استهداف أضعف نقطةٍ في المضادِّ الحيويِّ؛ لإبطال مفعوله. - 00:08:47ضَ

أين العشوائيَّة والصُّدَفيَّة في هذا كلِّه؟! - 00:08:52ضَ

هذه الورقة العلميَّة -مثلًا- تتكلَّم عن أحد أنواع البيتالاكتاميز "Beta-lactamase" - 00:08:55ضَ

يتألَّف من (263) حمضًا أمينيًّا. - 00:08:59ضَ

هل رأيتم في البكتيريا محاولاتٍ عشوائيَّة فاشلة - 00:09:03ضَ

لتصنيع سلاسل بأطوال أكثر وأقل من هذا الطول؟ - 00:09:06ضَ

(50)، (100)، (200)، (300) - 00:09:09ضَ

وبترتيبات عشوائيَّة للأحماض الأمينيَّة قبل أنْ تصلَ البكتيريا -بالصُّدفة- إلى هذا الإنزيم؟ - 00:09:11ضَ

لو تُرِكَتْ المسألة للعشوائيَّة -كما تقولون- - 00:09:18ضَ

فإنَّ البرَّ والبحر، والأرضَ والجوّ ستمتلئ بهذه المحاولات الفاشلة، - 00:09:21ضَ

قبل أن تَصِل البكتيريا إلى إنتاج هذا الإنزيم. - 00:09:26ضَ

فهل بالتطوُّر العشوائي وَصلَتْ البكتيريا لإنتاج هذا الإنزيم تحديدًا؟ - 00:09:29ضَ

وبتكرار، دون أن نرى معهُ ما لا يُحصى من المحاولات العشوائيَّة؟ - 00:09:35ضَ

ثمَّ إنَّ الباحثين يُنتجون مضادًّا حيويًا جديدًا يُقاوِم هذا الإنزيم؛ - 00:09:40ضَ

فتقوم البكتيريا بإنتاج نوعٍ آخر من البيتالاكتاميز، - 00:09:45ضَ

يُنتجون مضادًا آخر فتُنتِج هي أيضًا نوعًا ثالثًا ورابعًا وخامسًا مِن البيتالاكتاميز، - 00:09:49ضَ

حتَّى تُحسَّ أنَّك تتعاملُ مع كائنٍ لديه مراكز دراسات، وأبحاث عملاقة، - 00:09:55ضَ

لا مع كائنات مجهريَّة تتجمَّع الملايين منها على رأس دبوس. - 00:10:01ضَ

هذا كلُّه في آليَّةٍ واحدةٍ فقط من آليَّات المقاومة البكتيريَّة الكثيرة. - 00:10:05ضَ

ما علاقة هذا بالعشوائيَّة أو الصُّدَفيَّة؟! - 00:10:11ضَ

وبالمناسبة، عددٌ من كبار العاملين في مجال المضادَّات الحيويَّة - 00:10:14ضَ

أَبدَى انزعاجه من زجِّ صاحبِ الفخامة نفسَه في صورة الاكتشافات في هذا المجال. - 00:10:19ضَ

الدكتور إرنست تشن "Ernst Chain" - 00:10:26ضَ

هو أحدُ الثَّلاثةِ الذين أَنتجوا البنسلين، - 00:10:29ضَ

وحازَ لذلك على جائزة نوبل - 00:10:31ضَ

مع ألكسندر فليمينغ "Alexander Fleming" وهوارد فلوري"Howard Florey"، - 00:10:34ضَ

تجده يصِف خرافة الطَّفرات العشوائيَّة بأنَّها فرضيَّةٌ غير مستندةٍ إلى أيِّ دليل، - 00:10:37ضَ

ولا يُمْكن التَّوفيق بينها وبين الحقائق، - 00:10:44ضَ

ويستغرب من ابتلاع علماء لها دون نقد. - 00:10:46ضَ

وكذلك دكتور سِيلمان واكسمان "Selman Waksman" - 00:10:50ضَ

مكتشف الستربتومايسين "Streptomycin" - 00:10:52ضَ

أولِ مضادٍّ حيويٍّ فعَّالٍ على السِّل، - 00:10:53ضَ

والحائزُ -أيضًا- على جائزة نوبل. - 00:10:56ضَ

وصف تطبيقَ المبادئ الدارونية في الصِّراع على البقاء - 00:10:59ضَ

على عالم المضادَّات الحيويَّة - 00:11:02ضَ

بأنه تلفيقُ خيالات - 00:11:04ضَ

"Figment of the imagination"، - 00:11:06ضَ

وكذلك البروفيسور فيليب سكل "Philip Skell" - 00:11:09ضَ

الذي ساهمَ في إنتاجِ مضادَّاتٍ حيويَّةٍ أيضًا، - 00:11:11ضَ

الذي يوصَف بأنه أبو كيمياء الكاربين، - 00:11:14ضَ

كتب عام (2005) في مجلة "The Scientist" - 00:11:17ضَ

مقالًا بعنوان (لماذا نحشر داروين؟!) لماذا نحشر داروين؟! - 00:11:20ضَ

قال فيه: "لا شكَّ أنَّ بحثيَ الخاصَّ في المضادَّات الحيويَّة خلال الحرب العالميَّة الثَّانية - 00:11:24ضَ

لم يتلقَّ توجيهًا من التطوُّر الدارويني، - 00:11:29ضَ

ولا ألكسندر فليمنج أيضًا عندما اكتشف تثبيط البنسلين للبكتيريا". - 00:11:33ضَ

ويقول سكل: "سألتُ مؤخَّرًا أكثر من سبعين عالِمًا بارزًا؛ - 00:11:38ضَ

هل كانوا سيقومون بأعمالهم بشكلٍ مختلف لو كانوا يرون نظريَّة داروين خاطئة؟ - 00:11:43ضَ

وأجوبتهم كانت كلُّها نفسَ الشيء: لا." - 00:11:49ضَ

ويقول إنه تفحَّص الاكتشافات المتميِّزة في علم الأحياء خلال القرن الماضي، - 00:11:54ضَ

فوجد أنَّه -كما الحالُ دومًا- - 00:12:01ضَ

فإنَّ نظريَّة داروين لم تُوفِّر توجيهًا محسوسًا، - 00:12:03ضَ

بل أُحضِرت بعد الاكتشافات كبريقٍ أدبيٍّ مثيرٍ للانتباه؛ - 00:12:06ضَ

أي: تمامًا كما يُحضر فخامة الرَّئيس ليقصَّ شريط المشروع. - 00:12:12ضَ

ويقول سكل: "من حواراتي مع باحثين مرموقين - 00:12:18ضَ

أصبح من الواضح أنَّ البيولوجيا التجريبيَّةَ الحديثة - 00:12:21ضَ

تكتسبُ قوَّتها مِن تَوفُّر أدواتٍ وطرقٍ جديدة، - 00:12:24ضَ

وَليس الانغماس في البيولوجيا التاريخيَّة." - 00:12:28ضَ

بروفيسور سكل كان جريئًا في نقد الداروينيَّة، - 00:12:31ضَ

وعندما أصدرت (الأكاديميَّات الوطنيَّة للعلوم) الكتاب الذي نناقشه، - 00:12:33ضَ

ردَّ عليهم سكل -الذي كان أحدَ أعضاءِ الأكاديميَّة بالمناسبة- - 00:12:38ضَ

ردَّ عليهم بمقالٍ في مجلَّة (السِّياسة وعلوم الحياة) - 00:12:43ضَ

-ولاحِظوا العنوان!- - 00:12:46ضَ

وكان ممَّا قاله فيها: - 00:12:47ضَ

"إنَّ على النَّاس أنْ ينظروا باستنفارٍ شديد في الحشرِ غير الضروريِّ والمضلِّل - 00:12:49ضَ

لأفكارٍ تخمينيَّةٍ تاريخيَّةٍ، وفلسفيَّةٍ، ودينيَّةٍ في عوالم العلم التجريبيِّ، - 00:12:54ضَ

والآتية من مصادرَ شتَّى؛ - 00:13:00ضَ

وفيها هذا الإصدارُ الحديث للأكاديميَّة الوطنيَّة للعلوم". - 00:13:02ضَ

مع التذكير -إخواني- بأنَّنا وضَّحنا - 00:13:07ضَ

علاقة الدين بالعلم التَّجريبيِّ في حلقة (المخطوف). - 00:13:10ضَ

وبدهًا لمْ يَسْلم سكِل بعد هذا النَّقد الجريء - 00:13:13ضَ

من تهجُّماتِ سفاحي الخرافة، - 00:13:16ضَ

الذين وصفوه بأنه خَلْقَوِيٌّ جبان، وبأنه كاذبٌ أو جاهل. - 00:13:18ضَ

هذا -باختصار- فيما يتعلَّقُ بنسبة الإنجازات - 00:13:24ضَ

في مجال المقاومة البكتيريَّة إلى فخامته. - 00:13:27ضَ

ثالث الإنجازات الَّتي ذكرها كتابُ منظمَّةٍ كبرى أمريكيَّة: "NAS" - 00:13:30ضَ

مذكرًا إيَّانا بمقولة: تمخَّض الجبل فوَلدَ فأرًا. - 00:13:36ضَ

تعالَوا بنا إلى موقعٍ آخر، - 00:13:43ضَ

"Scientific American" المعنيّ بتثقيف الأمريكان في القضايا العلميَّة، - 00:13:44ضَ

تجدُ فيه هذا المقال بعنوان: - 00:13:49ضَ

(لماذا يجبُ على الجميع أنْ يتعلَّموا نظريَّة التطوُّر؟) - 00:13:51ضَ

نعم، فهِّمونا لماذا، لو سمحتم! - 00:13:57ضَ

قال لك: "التَّطوُّر يجب أن يُدَرَّس كوسيلةٍ - 00:13:59ضَ

عمليَّةٍ لفهم المقاومةِ للدواء، وسعر السَّمك..." - 00:14:02ضَ

يتابع: "الأكثر أهميَّةً هو أنَّ - 00:14:07ضَ

ميراث داروين له علاقةٌ مباشرة - 00:14:10ضَ

بصياغةِ المجتمع للسِّياسات العامَّة، - 00:14:12ضَ

وفي بعضِ الأوقات بالطَّريقة التي نختار أن نُدير فيها حياتنا. - 00:14:15ضَ

فالاصْطياد الزائد للأسماك الكبيرة البالغة سيقلِّلُها ويؤدِّي إلى تكاثر الصَّغيرة بدلًا منها، - 00:14:19ضَ

ومن ثم إلى زيادة سعر السَّمك في السُّوق." - 00:14:25ضَ

ياه! ما هذا الإنجاز العظيم؟! - 00:14:29ضَ

ما هذا الإنجاز العظيم لفخامته؟! - 00:14:32ضَ

إذا بقينا نصطاد السَّمك الكبير فسيَقلُّ عددُه، وتكثر الأسماك الصغيرة، - 00:14:34ضَ

هذه الحقيقة لم نكُن لنعرفها - 00:14:39ضَ

إلا إذا آمنَّا بالتطور؛ - 00:14:41ضَ

وإلا إذا سمَّينا هذه العمليَّة (بالإنجليزية): بالانتخاب [Selection]، - 00:14:43ضَ

هذه الحقيقة لا يعرفها سكَّانُ أطرافِ الإسكيمو وأدغال إفريقيا ممَّن لم يسمعوا يومًا بفخامته. - 00:14:46ضَ

بدهًا -إخواني- الانتقاء البشريُّ في التَّعامل مع الغذائيَّات مدوَّنٌ تاريخيًا - 00:14:59ضَ

قبل ميلاد الخرافة بأكثر من (800) سنة، - 00:15:03ضَ

كما في كتاب العالم المسلم (البيروني) عن الهند، - 00:15:07ضَ

الذي رصد سلوك المزارعين في انتقاء الحبوب والأغصان الأفضل، واستثناء الأضعف. - 00:15:10ضَ

ينتقل مقال (الساينتفِك أمريكان) إلى الإنجاز الثَّاني لفخامته، - 00:15:16ضَ

الذي يتعلَّق بمقاومة البكتيريا للمضادَّات، - 00:15:20ضَ

وهذه رددْنا عليها. - 00:15:23ضَ

ثم يذكر الإنجازَ الثَّالث والأخير في المقال. - 00:15:25ضَ

تعالوا -يا إخواننا-، اسمعوا معنا! - 00:15:28ضَ

تقول لك (الساينتفِك أمريكان): - 00:15:31ضَ

"كثيرٌ من الأمراض الحديثة كالسَمانة والسُّكريِّ - 00:15:32ضَ

تَنْتجُ جزئيًا من عدم التَّناسُق بين جِيناتنا - 00:15:35ضَ

والبيئَةِ الَّتي تتغيَّر بسرعةٍ أكبرَ من قدرة المادَّة الوراثيَّة على التَّطوُّر، - 00:15:39ضَ

فَهْمُ عدمِ التَّناسُق هذا قد يُسَاعِد في إقناع المريض بأن يُجْرِيَ تَغْيِيراتٍ في غِذائِهِ، - 00:15:45ضَ

تَتَنَاسبُ مع عَدَمِ قدرة جِيناتِهِ على التَّأقْلم مع الكميَّات الكبيرة من الكربوهيدرات المعدَّلة، - 00:15:50ضَ

والدُّهونِ المُشبَعة من التَّناول المستمر للنجوين ألفريدو "linguine alfredo" - 00:15:56ضَ

وشبيهاتها. - 00:16:00ضَ

لنجوين ألفريدو لمن لا يعرفه هو وجبة شبيهة بالفتوتشيني "Fettuccine"، - 00:16:01ضَ

والفتوتشيني لمن لا يعرفه هو وجبة شبيهة بلنجوين ألفريدو... - 00:16:05ضَ

على كلٍّ - 00:16:10ضَ

إذن، حسْب مقال (ساينتفِك أمريكان) - 00:16:11ضَ

المريض البدين المصاب بالسُّكريِّ إذا جئتَه، وقلتَ له: أتعرف ما سبب مشكلتك؟ - 00:16:14ضَ

وجبات الأفريدو والدوناتس، أو الكنافة والمنسف إن كنت عربيًّا، - 00:16:19ضَ

هذه كلُّها اسُمها: تغيُّرات بيئيَّة، - 00:16:24ضَ

والطَّفَرات العشوائيَّة في مادَّتك الوراثيَّة -وإن كانت أخرجَتْكَ من نسل حيوان- - 00:16:26ضَ

لكنَّها -للأسف- ليسَتْ بالسُّرعةِ الكافية؛ - 00:16:31ضَ

لتُنتج لك آليَّاتٍ مناسبة للتَّعامل مع هذه التَّغيُّرات البيئيَّة، - 00:16:33ضَ

فالحلّ هو في أن تُعدِّل غذاءك بما يتناسب مع مادَّتك الوراثيَّة. - 00:16:38ضَ

إذا قلتَ له هذا الكلام فإنَّه سيقتنع؛ - 00:16:42ضَ

وَيُعدِّل في غذائه، وتنحلُّ مشكلة البدانة والسُّكريِّ، - 00:16:45ضَ

ويأتي فخامته ليلتقط معهم الصُّور بعد أن تمتَّعوا بالصِّحة والعافية؛ - 00:16:48ضَ

ونعيش في عالمٍِ سعيد. - 00:16:54ضَ

هل عرفتم Why everyone should learn" "؟the theory of Evolution - 00:16:56ضَ

(لماذا يجب على الجميع أنْ يتعلَّم نظريَّة التَّطوُّر؟) - 00:17:01ضَ

أنا -بصراحة- إخواني، - 00:17:04ضَ

لو جئتُ أكتبُ مقالًا رمزيًّا ساخرًا على لسان أنصار الخرافة - 00:17:05ضَ

ما كنتُ لآتيَ بشيءٍ أكثرَ سخافة من هذا. - 00:17:10ضَ

بقي معنا الإنجاز السَّادس المنسوب إلى فخامته: - 00:17:14ضَ

جائزة نوبل للكيمياء لعام (2018)، - 00:17:19ضَ

التي مُنحت قبل حوالي شهرٍ ونصف لثلاثةٍ من الباحثين. - 00:17:23ضَ

ما الذي فعلوه تحديدًا؟ - 00:17:28ضَ

تعالَوا نشرحْ بدايةً ما قامتْ به فرانسيس آرنولد "Frances Arnold" - 00:17:30ضَ

كانت آرنولد تُريد تحسين صفات إنزيماتٍ موجودةٍ في الطَّبيعة، - 00:17:32ضَ

الإنزيمات هي بروتيناتٌ تُنتجها الخلايا الحيَّة لتسرِّعَ حصولَ تفاعلاتٍ حيويَّةٍ محدَّدة، - 00:17:37ضَ

أشهَرُ بحثٍ لآرنولد في المجال هو الذي قامتْ به علَى إنزيم سبتالسن "subtilisin"، - 00:17:43ضَ

الذي يُصَنِّعُهُ نوعٌ من البكتيريا، - 00:17:48ضَ

هذا الإنزيم نريد أنْ نُغيِّرَ في تركيبِه؛ - 00:17:50ضَ

بما يمكِّنُه من العمل علَى درجاتِ حرارةٍ أعلى وفي مذيباتٍ عضوية؛ - 00:17:52ضَ

وهو ما يمكِّنُ من استخدامِه في التَّنظيفِ وفي عمليَّاتٍ كثيرةٍ أُخرى. - 00:17:58ضَ

حسنًا، ماذا فعلتْ آرنولد؟ - 00:18:02ضَ

هيَ لا تستطيعُ إنتاجَ إنزيمٍ مُحَسَّنٍ من عناصرِهِ الأوَّليَّةِ، - 00:18:05ضَ

ولذلك، استخرجَتْ مِن البكتيريا المنتِجَة للسبتالسن - 00:18:09ضَ

المادةَ الوراثيَّةَ التي تُترجم إلى هذا الإنزيم، - 00:18:13ضَ

وعرَّضتْ المادةَ الوراثيَّةَ لعواملَ محدَّدة بمقاديرَ ومُدَدٍ محدَّدة؛ - 00:18:17ضَ

لِتُحْدِثَ في هذه المادَّةِ طفَرات؛ أي تغييرات في عناصرِها الأوليَّةِ، - 00:18:23ضَ

ثمَّ وضعَتْ هذه المادةَ الوراثيَّةَ المُغيَّرةَ - 00:18:27ضَ

في خلايا بكتيريَّةٍ حيَّة لديها آليَّاتٌ جاهزة لقراءةِ المادَّةِ الوراثيَّة؛ - 00:18:30ضَ

لتقومَ هذه الخلايا بإنتاج إنزيماتٍ جديدةٍ مِنْ هذه المادة الوراثيَّة، - 00:18:36ضَ

ثمَّ قارنتْ الإنزيماتِ الناتجة من حيثُ قدرتِها على عملِ المهمَّةِ المطلوبةِ المحدَّدة، - 00:18:42ضَ

فانتقتْ آرنولد الإنزيماتِ التي تعمل في المذيبِ العضويِّ وعلى حرارةٍ عالية، - 00:18:49ضَ

واسْتَثْنَتْ الإنزيماتِ التي لم تستطعْ ذلك، - 00:18:53ضَ

كما تخلَّصَتْ من الإنزيماتِ التي أتلفتْها التغييرات؛ - 00:18:56ضَ

فما عادَتْ تقومُ بأيَّةِ مهمَّةٍ. - 00:18:59ضَ

ثمَّ أجرتْ آرنولد تحسيناتٍ على الإنزيماتِ النَّاجحة، وهكذا. - 00:19:02ضَ

إنجازٌ جميلٌ من إنجازاتِ الهندسةِ الوراثيَّة. - 00:19:06ضَ

وما فعله الباحثان الآخران هو بنفسِ المبادئِ الرئيسة: - 00:19:09ضَ

إجراءُ تغييرات لتحسينِ كفاءةِ بروتينات - 00:19:13ضَ

-وهي في هذه الحالة الأجسام المضادة "Antibodies"- - 00:19:15ضَ

وانتقاؤها حسْب معايير محددة لتحسين ارتباطها بأهدافها. - 00:19:19ضَ

أتعلمون -إخواني- ماذا فعل الباحثون بهذه التَّجارب؟ - 00:19:23ضَ

كأنَّهم جاءوا بفخامة الخرافة، وقالوا له: ما لك حزين؟ - 00:19:27ضَ

قال: الناس يسخرون مني، لا يصدقون - 00:19:31ضَ

أنَّ كلَّ ما في الكون من كائناتٍ حيَّةٍ هو من إنجازاتي. - 00:19:35ضَ

حسنٌ إذن، أثبِتْ لهم بالدَّليل العمليِّ. - 00:19:39ضَ

- محتاج وقت. - وقت؟ كم تقريبًا؟ - 00:19:41ضَ

- أعتقد ...كم ألفِ مليون سنة. - 00:19:44ضَ

- هذا القدر فقط؟ ليست مشكلة، نحن سنساعدك. - 00:19:47ضَ

ألستَ -يا فخامتك- طفراتٍ عشوائيَّة، - 00:19:50ضَ

وانتخابًا أعمى بلا غايات عبر ملياراتِ السنين؟ - 00:19:52ضَ

حسنًا، سنساعدك في نقاط عجْزِك هذه كلِّها؛ - 00:19:56ضَ

لن نتركك للعشوائيَّة، - 00:20:00ضَ

لن ندَعَك تنتظر طفرةً عشوائية في المادة الوراثيَّة من أشعةٍ فوقَ بنفسجيَّة، - 00:20:02ضَ

ثمَّ طفرةً بعدها بسنوات من مادة كيميائية، - 00:20:07ضَ

لا، لا، نحن سنُعرِّضُ أماكنَ محددة من المادَّة الوراثيَّة - 00:20:10ضَ

لمجموعاتٍ من الطَّفرات المتزامنة بكثافةٍ عاليةٍ جدًا، - 00:20:15ضَ

تصل إلى مليون ضعف المُعدَّلِ المتوقَّع من الطبيعة، - 00:20:18ضَ

ولن نترُك انتخابَك أعمى، لا! - 00:20:22ضَ

سنأخذ بيدك ونَقُودُكَ بعينينا. - 00:20:24ضَ

لن نترك بروتيناتٍ عديمةَ القيمة، تتراكم في الخلايا من الطَّفرات، - 00:20:27ضَ

بل سنتخلص -نحن- من البروتينات عديمة القيمة، - 00:20:31ضَ

ولن نتركك بلا غاية؛ بل سنُحدِّد -نحنُ- الغاية - 00:20:34ضَ

ونصمِّمُ التَّجارب على أساسها، - 00:20:39ضَ

أي يا فخامتك، أفْرَغناك من محتواك تمامًا، - 00:20:41ضَ

وحللْنا مشاكلَك كلَّها تمامًا، - 00:20:45ضَ

فلا الطفراتُ عشوائية، ولا الانتخابُ أعمى، ولا الغايةُ مجهولة، - 00:20:47ضَ

وبهذا كلِّه لن تحتاجَ ملياراتِ السِّنين، - 00:20:51ضَ

بل ما تمَّ في مليارات السِّنين -حسب كلام فخامتك- - 00:20:54ضَ

أصبح بالإمكانِ إتمامُه في أسابيعَ قليلة أو سنة بالكثير، - 00:20:58ضَ

كما قالت البروفيسورة سارة لينس "Sara Linse" - 00:21:02ضَ

عُضو اللَّجنة المسلِّمة لجائزة نوبل للكيمياء لهذا العام - 00:21:05ضَ

أثناء فاعليَّات التَّسليم. - 00:21:09ضَ

(بالإنجليزية): "ما فعلوه هو تسريع التطور، - 00:21:11ضَ

فالطبيعة كان لديها مليارات السنوات، - 00:21:16ضَ

لكن الآن نريد أن تصبح العملية ممكنة في أسابيع قليلة أو سنة في المختبر". - 00:21:19ضَ

أرِنا قدرات فخامتك! - 00:21:26ضَ

أيمكن لوْ سمحت، تُنتِج لنا ملياراتِ الأشكال من الكائنات الحيَّة كالموجودةِ حاليًا، - 00:21:27ضَ

كي تُسكِت الذين يسخرون منك؟ - 00:21:33ضَ

حاوَلَ فخامته فلم يستطعْ. - 00:21:35ضَ

حسنًأ، أيمكنك أن تخلُق لنا ذبابة واحدة؟ - 00:21:38ضَ

حاوَلَ فخامته ولم يستطع. - 00:21:41ضَ

حسنًا، أيمكنك أن تُحوِّل نوعًا من الكائناتِ لنوعٍ آخر؟ - 00:21:44ضَ

حاوَلَ فخامته فلم يستطع. - 00:21:48ضَ

حسنًا، أيمكنك أن تخلق لنا خلية واحدة؟ - 00:21:51ضَ

حاوَلَ فخامته ولم يستطع. - 00:21:54ضَ

حسنًا، أيمكنك أن تُنتِج لنا إنزيمًا واحدًا؟ - 00:21:57ضَ

علمًا بأنَّ الخليَّة الواحدة الحيَّة فيها ملايين الإنزيمات؟ - 00:21:59ضَ

حاوَلَ فخامته فلم يستطع. - 00:22:04ضَ

خابت مساعيك يا فخامتك. - 00:22:09ضَ

حسنًا، أيمكننا أن نجرب نحن -كونَنا باحثين- نيابةً عن فخامتك؟ - 00:22:11ضَ

لم يستطيعوا. - 00:22:16ضَ

لذلك عندما سُئِلَتْ البروفيسورة سارة: - 00:22:17ضَ

لماذا لم يُصنِّع الباحثون الإنزيمَ بأنفسِهم، - 00:22:19ضَ

بدلًا من التعديلِ على الإنزيمات الموجودة في الطَّبيعة؟ - 00:22:22ضَ

قالت (بالإنجليزية): - 00:22:25ضَ

"حتى الآن لا يمكننا بمعارفنا إنتاج إنزيم من البداية" - 00:22:26ضَ

إذن تقول لك: - 00:22:32ضَ

"حتَّى الآن لا يمكِنُنا -بمعارفنا- إنتاجُ إنزيمٍ من البداية"؛ - 00:22:33ضَ

أي من وحداته الأوليَّة. - 00:22:38ضَ

قُصَارَى ما فعَله الباحثون كان تغييرَ خصائص البروتينات الموجودة في الطَّبيعة؛ - 00:22:40ضَ

إنزيمُ السَّابتِلسِن بَقِيَ إنزيم السَّابتِلسن لكن بخصائصَ مختلفةٍ، - 00:22:45ضَ

والأجسام المضادَّة بقيت أجسامًا مضادةً ولكن بخصائص مختلفة، - 00:22:50ضَ

وهذا ما أمكن فعْلُه في وقتٍ يختصر - 00:22:55ضَ

-حسب بروفيسور سارة لينس- مليارات السَّنوات من التَّطوُّر. - 00:22:57ضَ

لذلك، فنتوقع أن يكون عنوان جائزة نوبل للكيمياء لهذا العام: - 00:23:02ضَ

جائزة إظهار خيبة نظريَّة التُّطوَّر - 00:23:07ضَ

وإغلاقِ ملفِّها تمامًا بعد مهزلتها الطَّويلة، - 00:23:10ضَ

وخاصةً أنَّه -كما وضَّحت بروفيسور سارة لينس أيضًا- - 00:23:13ضَ

الفروقات بين ما تمَّ والتطوُّر؛ - 00:23:18ضَ

(بالإنجليزية): "في الطبيعة هي عمليَّة عشوائيَّة - 00:23:21ضَ

لأنَّ الطَّفرات تحدث بالصُّدفة - 00:23:23ضَ

من أشعَّة UV أو شيءٍ ما، - 00:23:25ضَ

لكن في المختبر كانت العمليَّة - 00:23:28ضَ

مبنيَّة على المعرفة، يجب أن تكون لديك فكرةٌ - 00:23:29ضَ

أيَّ المواضيع تغيُّرها في المادة الوراثيَّة، - 00:23:34ضَ

ثمَّ نضيف على ذلك شيئًا من العشوائيَّة". - 00:23:36ضَ

وكذلك وضَّحت الفرق من حيث وجود غاية: - 00:23:39ضَ

"في الطَّبيعة ليس هناك هدف لكن في التَّطوُّر الموجَّه فإنَّ العالِم يحدِّدُ الهدف" - 00:23:42ضَ

وهذا كلُّه في إجاباتها عن الأسئلة التي كانت تُثيرها الصحفيَّة. - 00:23:53ضَ

ومع هذا كلِّه، فقُصارى ما حَصَل هو تغيير خصائص البروتينات، - 00:23:57ضَ

لا تحويلُ أنواعٍ إلى أخرى، ولا خلقُ شيءٍ من عدم، - 00:24:00ضَ

فكيف لو تُرِكَ الأمرُ لفخامته؟! - 00:24:04ضَ

لذلك كلِّه نتوقَّع -بلا شك- أنْ يكونَ جزءٌ من الجائزة هو لإثبات الباحثين عجزَ فخامته. - 00:24:07ضَ

تعالَوا نرَ كيف أُعلِن عن جائزةِ نوبل! - 00:24:14ضَ

عَنْوَنَ له موقعُ جائزةِ نوبل بعنوان: - 00:24:18ضَ

(هم تحكَّموا في قوَّة التَّطوُّر). - 00:24:20ضَ

واستخدم موقعُ جائزةِ نوبل هذه الصورةَ للتَّعبير عن جائزة هذا العام. - 00:24:23ضَ

وهكذا، أخرجَتْ مواقعُ ناطقة بالعربيَّة الخبرَ، - 00:24:28ضَ

كموقِع (ميدان) التَّابع للجزيرة؛ - 00:24:32ضَ

أخرجَ الخبرَ بعنوان: (نوبل للكيمياء 2018: نظريَّة التَّطوُّر تعالِج البشر). - 00:24:34ضَ

وهكذا، تتحوَّل التَّجارب الَّتي تُثْبِتُ عَجْزَ فخامته إلى أحدِ إنجازاتِه. - 00:24:42ضَ

وهكذا، يجعلون إنجازاتِ تجارب مشحونةٍ بالتصميمِ، والاختيارِ الواعي، وتحديدِ الأهداف، - 00:24:48ضَ

يجعلونها إنجازاتٍ عشوائيَّة، وصُدَفيَّة، وانتخابٍ أعمى بلا غايةٍ، ولا فعلِ فاعلٍ. - 00:24:55ضَ

ليست مشكلة! المهمُّ أن يظهر فخامتُه في الصورة. - 00:25:02ضَ

حشْرٌ مبتذَلٌ مضحكٌ لفخامة الخرافة، - 00:25:15ضَ

نفرَ منه ثُلَّةٌ من كبار الباحثين وانتقدوه، - 00:25:17ضَ

ومنهم دكاترة في مناصب مرموقةٍ بأمريكا - 00:25:20ضَ

كالدكتور ماتي لسولا "Matti Leisola"، - 00:25:22ضَ

والدكتور دوغلاس أكس "Douglas Axe"، - 00:25:24ضَ

والدكتورة آن كوجر "Anne Gauger"، - 00:25:25ضَ

وتجد لهم نُقولاتٍ علْميَّةً قويَّة، - 00:25:27ضَ

غير التي ذكرناها في هذا المقال لإخواننا في (الباحثون المسلمون). - 00:25:30ضَ

فهل قدَّم فخامته أيَّ إسهامٍ لهذا البحث؟ - 00:25:34ضَ

هل احتاجه الباحثون بأيِّ شكل؟ - 00:25:37ضَ

سُئِلَتْ الباحثة -إحدى الفائزات بجائزة نوبل- - 00:25:40ضَ

آرنولد "Arnold" من صحيفة (الجارديان) البريطانية: - 00:25:43ضَ

"جائزة نوبل مُنِحتْ لكِ على التطوُّر الموجَّه للإنزيمات، ما هذا المفهوم؟" - 00:25:46ضَ

فأجابت: "إنَّه ببساطةٍ التَّهجين؛ شبيهٌ بالمزاوجة بين القطط - 00:25:51ضَ

-أي الأنواع المختلفة منها- أو الكلاب، - 00:25:56ضَ

لإنتاج الصِّفات المرغوبة، لكنَّنا فعلنا هذا على مستوى الجزيئات". - 00:25:58ضَ

إذن، فآرنولد استوحتْ ممَّا يحدث أمامها من تهجين، - 00:26:03ضَ

ولا علاقة للموضوع بما كان في الزمان الأوَّل، - 00:26:08ضَ

ولا بفخامة الخرافة. - 00:26:11ضَ

هكذا يُزَجُّ بالخرافة، - 00:26:13ضَ

وهكذا يحاولون إقناع الناس - 00:26:15ضَ

أنَّ حياتهم ما كانت لتكون لولا فخامة الخرافة. - 00:26:17ضَ

كما في هذا المثال المضحك لمحاضرةٍ بعنوان: (طبٌّ بلا تطوّرٍ هو كهندسةٍ بلا فيزياء) - 00:26:21ضَ

يكرِّر فيها المحاضر المغالطات المنطقيَّة، - 00:26:28ضَ

ويجترُّ فيها أكاذيب قديمة - 00:26:30ضَ

عن أعضاء بلا فائدة، وأخطاء في التصميم، - 00:26:32ضَ

التي كنَّا فنَّدنا مبدأها في حلقات: (أحرجتك)، و (صحِّ النوم)، و(الكوكتيل). - 00:26:35ضَ

ويقترح أنَّه لو كانت الكائنات مخلوقةً بعلم لكان لدى النِّساء سحَّاب يفتحْنَهُ أثناءَ الولادة - 00:26:40ضَ

بدلًا من المعاناة التي يعانينها. - 00:26:47ضَ

(بالأنجليزية): "ما الذي يحتاجه النساء - 00:26:50ضَ

حقيقةً؟ سحَّابًا... أعني...هذه الفكرة كلُّها - 00:26:52ضَ

من دفع رأس الطِّفل، عبر العظام...هذا جنون!". - 00:26:56ضَ

أَرَأَيْتم عِلمَ أتباعِ فخامته؟! - 00:27:00ضَ

بَعد هذا، هل يستطيع أتباع الخرافة أنْ يأتوا ببحثٍ علميٍّ واحد نافع، - 00:27:03ضَ

ارتكز على القناعة بأنَّ الكائنات جاءت بالعشوائيَّة والصُدَفيَّة؟ - 00:27:08ضَ

هل حصَلَ يومًا أنْ ضمَّ فخامتُه أحدَ الباحثين إليه وقال له: - 00:27:12ضَ

"يا بنيَّ، هذا العالم الذي تراه هو صنيع العشوائيَّة والصُّدَفيَّة - 00:27:15ضَ

لا بفِعْل فاعل، ولا إرادة مريد"؛ - 00:27:19ضَ

فانطلق هذا الباحث بهذه الأفكار الملهِمة لفخامته، - 00:27:22ضَ

واستطاع بها ومن خلالها أن يأتي لنا باكتشافٍ فيه نفْعٌ للبشريَّة؟ - 00:27:25ضَ

ليست الطَّريقة العلميَّة أنْ تَحشِد لي أسماءَ علماءٍ يُدَّعى أنَّهم يؤمنون بالتَّطوُّر، - 00:27:31ضَ

بل السُّؤال الذي يُطرَحُ هنا: - 00:27:36ضَ

هل كان للخرافة الفضلُ في أيٍّ من الاكتشافات النَّافعة؟ - 00:27:38ضَ

بل قد بيَّنَّا في حلقة (المخطوف) أنَّ أيَّ عالِمٍ جاء بأيِّ علمٍ نافع - 00:27:42ضَ

فإنَّه ما فعل ذلك إلَّا بعدما تَنكَّر لغباء المادية، ودعاوى العشوائيَّة، والصُّدَفيَّة، - 00:27:48ضَ

بممارساته العلميَّة العمليَّة. - 00:27:54ضَ

ولو كانوا مقتنعين حقًّا بأنَّ هناك ظواهرَ جاءت بالعشوائيَّة، - 00:27:56ضَ

وأعضاءً بلا فائدة، ومادَّة وراثيَّة خردة، - 00:27:59ضَ

فسيتوقَّف البحث عند هذا الحدِّ ولا داعيَ للاستكشاف، - 00:28:03ضَ

كما بيَّنَّا في حلقة (إلهُ فجوات الملحدين). - 00:28:06ضَ

ومع ذلك، فأتباع الخرافة يمارسون -كالعادة- استغفالَ الناس وتسخيفَ أفكارهم؛ - 00:28:10ضَ

ليُمرِّروا عليهم مغالطة (في عهد فخامة الرئيس). - 00:28:15ضَ

نعم، ليس للخرافة أيَّةُ فائدة من أيِّ نوع؛ - 00:28:18ضَ

بل على العكس تمامًا؛ فخرافة التَّطور أضرَّتْ بالبحث العلميِّ، - 00:28:22ضَ

وتسبَّبت في هدر أموالٍ كثيرةٍ جدًا، - 00:28:27ضَ

وأوقاتٍ، وجهودٍ في محاولاتٍ عبثية - 00:28:30ضَ

للإجابة عن أسئلةٍ مثل: - 00:28:32ضَ

متى تطور الإنسان والشمبازي عن أصلهما المشترك؟ - 00:28:34ضَ

ما أنواع الطَّفرات العشوائيَّة التي تسبَّبت في تطوُّر الإنسان عن الكائنات البدائيَّة؟ - 00:28:38ضَ

اذهبْ واستعرضْ قواعدَ بياناتِ الأبحاث، - 00:28:43ضَ

مثل: (بب مد) "PubMed"؛ واكتبْ عباراتٍ، - 00:28:45ضَ

مثل: (بالإنجليزية) إنسان "Human"، شمبانزي "Chimpanzee" - 00:28:48ضَ

التطور "Evolution"، المحتوى الوراثي "Genome" - 00:28:49ضَ

وانظر إلى الآلاف من الأبحاثِ المعمولةِ في ذلك، - 00:28:52ضَ

ثم هات لي فائدةً واحدةً من الأبحاث المبنيَّةِ على وهم الخرافة. - 00:28:56ضَ

عندما تنظر في أدلَّة الخرافة فلا ترى سوى الكذب والمغالطات المنطقيَّة، - 00:29:02ضَ

التي فصَّلناها في الحلقات الماضيَّة، - 00:29:07ضَ

ثم ترى فخامتَه يتسكَّع في شوارع العلم، - 00:29:10ضَ

باحثًا عن أيِّ اكتشافٍ جديدٍ ليهرول نحوه، - 00:29:13ضَ

ويزُجَّ نفسَه وتُلتقطَ له صورةٌ مع هذا الاكتشاف الذي لا ناقةَ له فيه ولا جَمَل، - 00:29:16ضَ

فإنَّك تدرك حجمَ مأساتِه وبؤسِه. - 00:29:23ضَ

وترى مع ذلك من بني جِلدتنا من يقول: - 00:29:26ضَ

[للتأثيرِ الهائلِ والممتدِّ الَّذي مارسَتْهُ -ولا تزال- النظريَّة - 00:29:29ضَ

في حقول ونُطُق علميَّة مختلفة ومتباينة جدًا - 00:29:36ضَ

من التَّشريحِ، والنُّسُج، ووظائفِ الأعضاء، - 00:29:42ضَ

وعلم الأعصاب والدماغ، - 00:29:47ضَ

وحتى علم الصَّيدلة وتحضير الأدوية، - 00:29:48ضَ

فضلًا عن علم الأحياء والتَّاريخ الطَّبيعي -وهو ميدانها العتيد الأصيل- - 00:29:53ضَ

إلى علْم النَّفس؛ بالذات علْم النَّفس التَّطوُّريِّ، - 00:29:58ضَ

وعلْم الاجتماع، وعلْم التَّاريخ، - 00:30:02ضَ

وفلسفة الأخلاق؛ وفلسفة الأخلاق، - 00:30:05ضَ

والفلسفة السِّياسيَّة - 00:30:08ضَ

إلى غير هذه النُّطُق والميادين من العلوم، والفنون]. - 00:30:10ضَ

حقًّا! يَظهَر أثرُها في كلِّ هذه العلوم، لكن ما هذا الأثر؟ - 00:30:17ضَ

[هي نظريَّةٌ مهمَّةٌ، - 00:30:21ضَ

لا يمكن للإنسان في هذا العصر أن يتعاطى مع هذه العلوم والفنون - 00:30:23ضَ

بجدِّيَّة وفهم وإدراك واسع ومرن دون أن يفهم هذه النَّظريَّة.] - 00:30:29ضَ

وأظنُّكم أدرَكْتم -إخواني- بعد هذه الحلقة - 00:30:35ضَ

أنَّ واقع التَّأثير في هذه العلوم هو ببساطة: (تمَّ في عهد فخامة الخرافة) - 00:30:37ضَ

لا أنَّك تحتاجها -كما يقول- لفهم هذه العلوم. - 00:30:43ضَ

نعم، تركت الخرافة بصمتها في مجالاتٍ كثيرةٍ بالفعل، - 00:30:47ضَ

لكنَّه أثرٌ مفسدٌ مدمِّر، - 00:30:50ضَ

كما فصَّلنا في حلقة (رصاصة داروين على الإنسانيَّة)، - 00:30:53ضَ

حين أدَّت إلى اعتقاد أُناسٍ - 00:30:56ضَ

أنَّهم أكثر تطوُّرًا من غيرهم، - 00:30:58ضَ

وحرَّضتهم على إفناء واستعباد أجناسٍ أُخرى أقلِّ تطورًا في نظرهم، - 00:31:00ضَ

ووضعتهم في حدائق لاستعراضهم كالحيوانات! - 00:31:04ضَ

وحين أدَّت إلى تبرير الجرائم بدعوى - 00:31:07ضَ

أنَّها نتيجة عودة صفاتٍ حيوانيَّةٍ في الإنسان الذي تطوَّر عن هذه الحيوانات المتوحِّشة، - 00:31:10ضَ

وحين برَّرت كلَّ فسادٍ أخلاقي، - 00:31:16ضَ

كما بيَّنَّا في حلقة (تزييف العلم: الشُّذوذ مثالًا)، - 00:31:18ضَ

وَلمْ تأتِ الخرافةُ مقابل ذلك بأيَّة فائدة من أيِّ نوع، - 00:31:22ضَ

اللَّهُمَّ إلَّا فائدةً واحدة، - 00:31:27ضَ

هي أنَّها حين أَوقعت الشَّكَّ في قلوب أُناس، - 00:31:29ضَ

كانت مدعاةً لمحبي العلم - 00:31:32ضَ

أن يقتلعوها من القلوب، وينقِّحوا العلمَ من زيفها؛ - 00:31:35ضَ

فنحن إذْ نستخرجها، نَستخرج معها خَبَثًا عَلِقَ بها ما كان ليظهر؛ - 00:31:38ضَ

فيَعْظُمُ في قلوبنا اليقينُ بآياتِ الله المنظورة والمسطورة، - 00:31:44ضَ

وتبيَضُّ صفحاتُ العلم - 00:31:49ضَ

مصداقًا لقول الله -تعالى-: - 00:31:51ضَ

﴿فيَنْسَخُ اللهُ ما يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آياتِه﴾ [القرآن 22: 52] - 00:31:53ضَ

﴿فيَنْسَخُ اللهُ ما يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آياتِهِ وَاللهُ عَلِيْمٌ حَكِيمٌ﴾ [القرآن 22: 52] - 00:31:58ضَ

وقوله تعالى بعدها: - 00:32:04ضَ

﴿وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُم - 00:32:06ضَ

وَإِنَّ اللهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾ [القرآن 22: 54] - 00:32:14ضَ

بهذا نكون قد تكلَّمنا -إخواني- - 00:32:19ضَ

عن المغالطة الرابعة عشرة من مغالطات ترويج الخرافة، - 00:32:21ضَ

وهي مغالطة: (معَه إذًا بسببه... تمَّ في عهد فخامة الخرافة). - 00:32:24ضَ

يبقى السُّؤال الَّذي يتكرَّر كثيرًا: - 00:32:31ضَ

إذا كانت الخرافة بهذا الفشل، - 00:32:33ضَ

فلماذا يُظهر كلُّ هؤلاء العلماء الاقتناع بها؟ - 00:32:35ضَ

لماذا يَرْضَوْن أن يُنْسَب إليها الفضل في اكتشافاتهم؟ - 00:32:39ضَ

هل صحيحٌّ أنَّ (99%) من العلماء يؤمنون بنظريَّة التَّطوُّر؟ - 00:32:42ضَ

أسئلة سنجيب عنها في الحلقة القادمة بإذن الله، - 00:32:48ضَ

فتابعوا معنا. - 00:32:51ضَ