يقول عالم الفيزياء الملحد ستيفن هوكينغ "Stephen Hawking" - 00:00:09
الجنس البشريُّ هو مجرَّد وسخٍ كيميائيٍّ موجودٍ على كوكبٍ متوسِّط الحجم. - 00:00:11
والسُّؤال: هل هذا رأيٌ شخصيٌّ أو مبالغةٌ من هوكينغ؟ - 00:00:21
أم أنَّها النَّتيجة الحتميَّة للإلحاد؟ - 00:00:25
هل للإنسان قيمةٌ معنويَّةٌ بدون وجود الله؟ - 00:00:28
هل للأخلاق أيَّة قيمةٍ بدون وجود الله؟ - 00:00:31
سنُجيب عن هذه الأسئلة في حلقة اليوم - 00:00:34
ونرى نماذج مخيفةً من التَّردِّي الأخلاقيِّ الَّذي يقود إليه الإلحاد. - 00:00:36
الحمد لله والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، - 00:00:46
تصوَّر أنَّه جاءك على جهازك الخلويِّ رسالةٌ من أخيك تقول: "ندعوك للغداء" - 00:00:49
هل هذه الرِّسالة لها معنًى؟ طبعًا، - 00:00:54
هل هي حقٌّ أم وهمٌ؟ بل حقٌّ، - 00:00:56
هل لها قيمةٌ؟ نعم، - 00:00:59
هل تتصرَّف على أساسها؟ نعم، - 00:01:01
تقول لزوجتك وأولادك: نحن مدعوُّون على الغداء عند دار أخي، ثمَّ لن تُحضِّروا طعامًا، إلى آخره. - 00:01:03
تصوَّر في المقابل أنَّك نسيت جهازك الخلويَّ مفتوحًا في جيبك، مع مفاتيح البيت، - 00:01:10
فطَقْطَقَتْ المفاتيح على لوحة أحرف الجهاز، - 00:01:15
في ذهابك وإيابك وقيامك وجلوسك - 00:01:18
بعد ساعات، استخرجت جهازك لتجري مكالمة - 00:01:20
فرأيت آلاف الأحرف العشوائيَّة - 00:01:24
وفي وسطها جملة "ندعوك للغداء" - 00:01:26
هل هذه الجملة لها كاتبٌ يعلم ما يفعل؟ لا - 00:01:30
هل لها قيمة؟ لا - 00:01:34
هل تتصرَّف على أساسها؟ لا أيضًا؛ - 00:01:35
لأنَّه حتَّى لو ظهر شيءٌ له معنى في هذه الخربشات فإنَّه لن يكتسب قيمة. - 00:01:38
بالنِّسبة لمُنكر وجود الله، - 00:01:44
كلُّ القيم الأخلاقيَّة الَّتي يُحسُّ بها الإنسان - 00:01:46
الأصل فيها أن تكون مثل هذه الخربشات - 00:01:49
لا قيمة لها ولا معنًى لها - 00:01:52
فلا يَتصرَّف على أساسها - 00:01:54
فقد جاءت بها -حسب معتقده- العشوائيَّة - 00:01:56
الَّتي لا تدري ما تفعله - 00:01:59
ولا تعِد بشيءٍ، ولا تلتزم بشيءٍ - 00:02:00
في الإلحاد الَّذي يفسِّر الكون ووجودَه، تفسيرًا ماديًّا بحتًا - 00:02:04
لا مكان للقيم المعنويَّة أصلًا - 00:02:09
لا حقٌّ ولا باطل، لا خير ولا شرٌّ - 00:02:11
فهذه قيمٌ معنويَّة لا تُفسِّرها المادَّة - 00:02:14
وعندما يكون الإنسان ابن المادَّة - 00:02:17
لا شيء إلَّا المادَّة، - 00:02:19
فلا معنًى للرَّحمة ولا للصِّدق ولا للوفاء ولا لبرِّ الوالدين - 00:02:21
الإحساس بهذا كلِّه، إنمَّا هو نتيجة طَفَراتٍ جينيَّةٍ عشوائيَّةٍ، كخربشات الجهاز الخلويِّ. - 00:02:25
في الإسلام، يوجد خالقٌ كامل الصِّفات - 00:02:32
أمر عباده بأخلاقٍ تنسجم مع صفاته - 00:02:35
فهذا الخالق عدلٌ، حرَّم الظُّلم على نفسه - 00:02:38
فمفهومٌ أن يُحرِّمه على عباده فقال: - 00:02:41
«يا عبادي إنِّي حرَّمتُ الظلمَ على نفسيِ وجعلتُهُ بينَكُمُ محرمًا فلا تَظَالموا»(صحيح مسلم) - 00:02:44
رحيمٌ وأمرَ عباده أن يتراحموا - 00:02:50
وقد فطر الخالقُ الإنسان على محبَّة هذه القيم، وكراهية ما يُضادُّها: كالشَّرَّ والظُّلم - 00:02:52
قد يُغطِّي على الفطرة أهواءُ الإنسان في إشباع رغباته وحبُّ التَّسلُّط - 00:02:58
لكنَّ هذا لا يُعارض أنَّ الفطرةَ السَّويَّةَ هي الأصلُ فيه. - 00:03:02
إذن في الإسلام وجود هذه القيم مُفسَّر، - 00:03:06
كونها لها قيمةٌ مُفسَّر، - 00:03:09
حُبُّ الإنسان لها وكراهيَّتُه لضدِّها مُفسَّر - 00:03:11
والتَّفسير لهذا كلِّه هو وجود الله. - 00:03:14
عندما يُنكر الإنسان وجود الله تعالى - 00:03:17
فإنَّه يدخل في مسلسل التَّخبُّط الإلحاديِّ البائس - 00:03:20
كالَّذي رأيناهُ في الحلقة الماضية عن البدهيَّات العقليَّة - 00:03:23
لدى الملحد، لا خالقٌ ولا صفات كمالٍ، - 00:03:27
ليس إلَّا طبيعةٌ أوجدت الإنسان - 00:03:30
وهذه الطَّبيعة مادِّيَّة، ليس لها صفات كمالٍ معنويَّة - 00:03:33
فلا يمكن وصفها بالعدل أو الحكمة مثلًا - 00:03:36
وبالتَّالي، فلا مكان للقيم المعنويَّة في إنسانٍ مُتولِّدٍ عن هذه الطَّبيعة. - 00:03:39
لكن ماذا عن شعور الإنسان بمحبَّة الخير وكراهية الشَّرَّ؟ - 00:03:45
هي حسب الإلحاد طفراتٌ جينيةٌ عشوائيَّةٌ - 00:03:48
جعلته يتوهَّم أنَّ هناك خيرًا، ويحبُّ ذلك الخير الوهميَّ - 00:03:51
وأنَّ هناك شرًّا، ويكره ذلك الشَّرَّ الوهميَّ. - 00:03:55
قيل لأحد كِبار الملحدين ريتشارد دوكنز "Richard Dawkins" - 00:03:58
في النِّهاية، هل اعتقادك أنَّ الاغتصاب خطأ، أمرٌ اعتباطيٌّ تمامًا؟ - 00:04:01
كواقع أنَّنا تطوَّرنا بخمسة أصابع بدل ستَّة؟ - 00:04:06
فقال دوكنز: نعم، تستطيعُ قول ذلك. - 00:04:09
أيْ كان يمكن للصُّدفة العمياء الَّتي يدَّعونها - 00:04:12
أن تَسير مسارًا آخر، يَنتجُ عنه شعور الإنسان - 00:04:16
أن لا خطأ في الاغتصاب - 00:04:19
والأمر اعتباطيٌّ تمامًا - 00:04:20
فلا يمكن وصفُ أيٍّ من الشُّعورَيْن بأنَّ الاغتصاب خطأ أو مقبول - 00:04:22
لا يمكن وصفه بأنَّه حقٌّ أو باطل، - 00:04:26
فهذا الشُّعور إنَّما هو وليد الصُّدفة العشوائيَّة. - 00:04:29
إذن فالنَّزعة الأخلاقيَّة عند مُنكر وجود الله - 00:04:33
لا يُعرَف مصدرُها، ولا يمكن وصفها بحقٍّ أو باطل، - 00:04:36
ولا هي متوافقةٌ مع صفات موجودٍ أعلى، - 00:04:39
ولا حسابَ أُخرَويَّ عليها، - 00:04:43
فهي ليست مُطلقةً إذن، أي لا يمكن وصف أيِّ خُلقٍ بأنه ممدوحٌ بإطلاق أو مذمومٌ بإطلاق. - 00:04:45
إلى أين وصل الملحدون نتيجةً لذلك؟ - 00:04:52
تعالَوْا نرى نماذج من كلام مشاهيرهم ومُنظِّريهم - 00:04:55
في مناظرةٍ بعنوان: (الإسلام والإلحاد، أيُّهما أكثر منطقيَّةً؟)، - 00:04:59
سُئل البروفيسور لورانس كراوس "Lawrence Krauss" - 00:05:03
عن سبب كون زِنا المحارِم خطأً، بالنِّسبة له كملحد، - 00:05:06
أي يا كراوس - 00:05:09
ما لم تستند إلى قيمٍٍ مُطلقة على أساس وجود الله، - 00:05:10
فعلى أيِّ أساسٍ تُخطِّئ زِنا المحارِم مثلًا؟ - 00:05:14
فماذا كان جوابه؟ - 00:05:17
تعالوا نرَ: - 00:05:19
إذن يقول لك: ليس واضحًا لديَّ أنَّه خطأ - 00:05:33
علَّق دوكنز في تغريدةٍ له، على ما جرى للورانس كراوس في تلك المناظرة، بقولِه: - 00:05:36
"سأل أحدُ الإسلاميِّين: لماذا زنا المحارم خطأ؟ - 00:05:40
حاول لورانس كراوس أن يستعمل المنطق في جوابه، المنطق؟ الُّلؤلؤ ملقًى أمام خنزير" - 00:05:44
إذن أصبح منطقُ كراوس لؤلؤًا في نظر دوكنز - 00:05:51
لكنَّ مشكلته: أنَّ الَّذي يستهجنه خنزيرٌ - 00:05:54
لم يُقدِّر قيمة هذا المنطق. - 00:05:57
دوكنز هذا هو نفسه الَّذي قال في كتابه (وهم الإله، فصل: أخلاق روح العصر) - 00:06:00
"نحن لا نغشّ، لا نقتل، لا نرتكب زنا المحارم" - 00:06:04
فهو إذن يرى مسألة زنا المحارم نسبيَّةً - 00:06:07
اختياره الشَّخصيُّ: ألَّا يمارسَ هذا الزِّنا - 00:06:10
لكن يدافع عن وجهةِ نظرِ زميله كراوس، ويعتبرها منطقًا - 00:06:13
تعالوا نرى نماذج أخرى من التَّردِّي الأخلاقيِّ للملحدين - 00:06:18
جمَعها الأخ رشاد القرنيّ في برنامج (ارجع لأصلك) - 00:06:21
كخطوةٍ أكثر جرأةً ووقاحةً، يطالب البروفسور جريف "Greve" - 00:06:25
بعدم تجريم زنا المحارم - 00:06:29
بل، وحذف المادة اللي تعاقب على ذلك من القانون - 00:06:30
ولا تتعجَّب إن عرفت أنَّ أحد الدُّول الأوروبيَّة قد ذهبت إلى أبعد من ذلك - 00:06:33
لمناقشة تشريع زنا المحارم داخل البرلمان - 00:06:38
ضلال! - 00:06:41
وكيف أنَّ الأب سيستطيع أن ينجب من ابنته بطريقة ما يعاقب عليها القانون - 00:06:41
الحمد لله على نعمة الإسلام - 00:06:47
فالملاحدة حقيقةً يدفعون بالأخلاق نحو الهاوية - 00:06:48
فهذا الملحد الدكتور دان باركر "Dan Barker" - 00:06:52
يقول أنَّ الاغتصاب قد يكون أمرًا أخلاقيًّا إن دعت الحاجة إليه، - 00:06:54
أمّا الملحد البروفسور بيتر سينجر "Peter Singer"، - 00:06:59
فحكايةٌ ومهزلةٌ أخرى! - 00:07:00
لا يرى هذا الأخير بأسًا ولا مانعًا حقيقيًّا من البهيميّة "Bestiality"، فيقول: - 00:07:02
"يمكن أن يُقيم البشر والحيوان علاقةً جنسيَّةً مُرضِيةً للطرفين" - 00:07:09
هذا عدا عن دفاع سام هـاريس "Sam Harris" - 00:07:16
عن الاغتصاب واعتباره جزءًا من الاستراتيجيَّة التَّطوُّريَّة - 00:07:18
ودفاع دوكنز عن الخيانة الزَّوجيَّة - 00:07:21
ورفض تسميتها خيانةً أصلًا - 00:07:24
على اعتبار أنَّه ليس لأحد الزَّوجين أن يدَّعي ملكيَّةً خاصَّة في جسد الآخر - 00:07:26
كما يؤيِّد البروفسور بيتر سينجر قتل المواليد الجدد المصابين بإعاقة - 00:07:31
إذا كان هذا لصالحهم وصالح والديهم - 00:07:36
أيضًا ديفيد سيلفرمان "David Silverman" رئيس جمعيَّة الملحدين الأميركيِّين - 00:07:39
صرَّح في مناظرةٍ له بأنّ القيم الأخلاقيَّة كلَّها نسبيَّة، ولا وجود لقيمٍ أخلاقيَّةٍ مُطلَقةٍ - 00:07:43
قيل له: بناءً على ذلك - 00:07:50
فإنّ تعذيب الأطفال وأكلَهم مثلًا ليس خطأً بإطلاق - 00:07:52
وإنّما هو بالنِّسبة لشخصٍ معيَّنٍ، أليس كذلك؟ - 00:07:56
فأقرَّ سيلفرمان بذلك. - 00:07:58
يعني ممكن واحد يعذِّب طفلًا ويَشويه حيًّا ويأكله ولا يكون بذلك مخطئًا - 00:08:00
سيلفرمان يعلمُ أنَّه إن قال بأنَّ هذا خطأٌ بشكلٍ مُطلقٍ - 00:08:06
فإنَّ ذلك يتطلَّب منه التَّسليم بوجود معانٍ مُطلقةٍ - 00:08:09
وهي بدورها تستلزم وجود الله كما بيَنَّا. - 00:08:13
يَنتُج عن الإلحاد: أنَّ الطَّفَرات الجينيَّة العشوائيَّة قد تُنتج أُناسًا مختلفين جينيًّا - 00:08:18
وبالتَّالي، فمشاعرهم مختلفةٌ جدًّا تجاه سلوكٍ واحد: كالاغتصاب أو التَّعذيب - 00:08:24
والسَّببُ: مادِّيٌّ بحت - 00:08:29
ولا يمكن وصف أيٍّ من مواقفهم بأنَّه حقٌّ أو باطل - 00:08:30
وبالتَّالي، فلا يمكن تجريمُ أو تخطئة إنسانٍ، مهما كان فعله لا أخلاقيًّا - 00:08:34
لأنَّ بإمكانه أن يقول: - 00:08:40
هو لا أخلاقيٌّ بالنِّسبة لك - 00:08:41
لكنَّه أخلاقيٌّ بالنِّسبة لي. - 00:08:43
هناك أناسٌ في مجتمعاتنا المسلمة - 00:08:46
يستخدمون في مجال الأخلاق عباراتٍ نسبيَّة، وأنَّه لا مكان للحقيقة المُطلقة - 00:08:48
ويظنُّون أنَّه حتَّى النُّصوص الشَّرعيَّة الواضحة في مجال الأخلاق والقيم - 00:08:53
كلُّها محلُّ خلافٍ وليس فيها قطعيَّاتٍ. - 00:08:58
قد يكون من هؤلاء من يشمئزُّ من مقولات الملحدين الَّتي ذكرناها - 00:09:02
لكنَّه لا يُلاحظ أنَّها النَّتيجة الطَّبيعيَّة لفكرة النِّسبيَّة الأخلاقيَّة الَّتي يتكلَّم بها - 00:09:06
إن لم تكن القيم مستندةً إلى نور الوحي، - 00:09:13
فالضَّياع! - 00:09:16
﴿وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّـهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ﴾ [النّور:40] - 00:09:17
طرح الملحدون التَّساؤل التَّالي: - 00:09:21
كيف يمكن تحديد الخير والشَّرِّ والقيم الأخلاقيَّة الفاضلة دون الإيمان بإله؟ - 00:09:24
وسؤالهم هذا مغالطةٌ منطقيَّة - 00:09:29
لأنَّه بلا إله فليس هناك قيمٌ معنويَّة - 00:09:32
لا خيرٌ ولا شرٌّ ولا فضيلةٌ ولا رذيلةٌ - 00:09:35
لكنَّهم تهرَّبوا من هذه الحقيقة - 00:09:38
فهم يعلمون أنَّه لا الإنسان ولا المجتمعات، تستطيع العيش بلا أخلاقٍ - 00:09:40
ومع ذلك، بدؤوا بتأليف كتبٍ للإجابة عن سؤالهم الخاطئ أصلًا - 00:09:45
منها كتاب - 00:09:51
"The Moral Landscape: How Science - 00:09:52
Can Determine Human Values" - 00:09:53
"المنظور الأخلاقيُّ: كيف يمكن للعلم أن يحدِّدَ القيم الإنسانيَّة" - 00:09:55
وكتاب "The Science of Good and Evil" "علم الخير والشَّرِّ" - 00:10:00
وغيرها كتبٌ كثيرةٌ - 00:10:03
لكنَّها كلَّها محاولاتٌ بائسةٌ - 00:10:05
لأنَّها بمادِّيَّتها البحتة - 00:10:07
وبتهرُّبها من حقيقة أن لا مكان للقيم المعنويَّة بغير إله - 00:10:09
فكأنَّها تقول: - 00:10:14
ما هو التَّفاعل المخبريُّ المناسب لمعرفة الخير من الشَّرِّ والعدل من الظُّلم؟ - 00:10:16
لعلَّه أصبح واضحًا بعد هذا العرض - 00:10:21
أنَّ ستيفن هوكينغ حين قال: - 00:10:23
"الجنس البشريُّ هو مجرَّد وسخٍ كيميائيٍّ موجودٍ على كوكبٍ متوسِّط الحجم" - 00:10:25
أنَّه كان منسجمًا مع إلحاده - 00:10:31
وأراح نفسه من البحث عن أخلاقٍ لهذا الوسخ - 00:10:33
قارن ذلك بقول الله تعالى: - 00:10:37
﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾ [الإسراء:70] - 00:10:39
كرَّمهم ليكونوا لائقين بمقامِ العبودية لإلهٍ كامل الصِّفات - 00:10:41
في هذه الحلقة - 00:10:47
بيَّنَّا دلالة النَّزعة الأخلاقيَّة على وجود الله تعالى - 00:10:48
وأنَّه لا أساس للأخلاق في ظلِّ إنكار وجوده سبحانه - 00:10:51
لكن، ليس هذا فحسب - 00:10:55
بل في الحلقة القادمة سنُبيِّن أنَّ الإلحاد لا يترك أتباعَهُ محايدين تجاه الأخلاق - 00:10:56
بل يضعهم على مفترق طريق - 00:11:02
فإمّا أن يختاروا بعض الأخلاق الحميدة - 00:11:05
فيُناقضوا أنفسهم ويخونوا إلحادهم وداروِنيَّتهم - 00:11:08
أو أن ينسجموا مع إلحادهم وداروِنيَّتهم - 00:11:13
فيتحلَّوا بأسوأ الأخلاق وأشدِّها إجرامًا. - 00:11:16
حقائقُ مهمةٌ صادمةٌ، فتابعوا معنا، - 00:11:19
والسَّلام عليكم ورحمة الله. - 00:11:23
التفريغ
يقول عالم الفيزياء الملحد ستيفن هوكينغ "Stephen Hawking" - 00:00:09
الجنس البشريُّ هو مجرَّد وسخٍ كيميائيٍّ موجودٍ على كوكبٍ متوسِّط الحجم. - 00:00:11
والسُّؤال: هل هذا رأيٌ شخصيٌّ أو مبالغةٌ من هوكينغ؟ - 00:00:21
أم أنَّها النَّتيجة الحتميَّة للإلحاد؟ - 00:00:25
هل للإنسان قيمةٌ معنويَّةٌ بدون وجود الله؟ - 00:00:28
هل للأخلاق أيَّة قيمةٍ بدون وجود الله؟ - 00:00:31
سنُجيب عن هذه الأسئلة في حلقة اليوم - 00:00:34
ونرى نماذج مخيفةً من التَّردِّي الأخلاقيِّ الَّذي يقود إليه الإلحاد. - 00:00:36
الحمد لله والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، - 00:00:46
تصوَّر أنَّه جاءك على جهازك الخلويِّ رسالةٌ من أخيك تقول: "ندعوك للغداء" - 00:00:49
هل هذه الرِّسالة لها معنًى؟ طبعًا، - 00:00:54
هل هي حقٌّ أم وهمٌ؟ بل حقٌّ، - 00:00:56
هل لها قيمةٌ؟ نعم، - 00:00:59
هل تتصرَّف على أساسها؟ نعم، - 00:01:01
تقول لزوجتك وأولادك: نحن مدعوُّون على الغداء عند دار أخي، ثمَّ لن تُحضِّروا طعامًا، إلى آخره. - 00:01:03
تصوَّر في المقابل أنَّك نسيت جهازك الخلويَّ مفتوحًا في جيبك، مع مفاتيح البيت، - 00:01:10
فطَقْطَقَتْ المفاتيح على لوحة أحرف الجهاز، - 00:01:15
في ذهابك وإيابك وقيامك وجلوسك - 00:01:18
بعد ساعات، استخرجت جهازك لتجري مكالمة - 00:01:20
فرأيت آلاف الأحرف العشوائيَّة - 00:01:24
وفي وسطها جملة "ندعوك للغداء" - 00:01:26
هل هذه الجملة لها كاتبٌ يعلم ما يفعل؟ لا - 00:01:30
هل لها قيمة؟ لا - 00:01:34
هل تتصرَّف على أساسها؟ لا أيضًا؛ - 00:01:35
لأنَّه حتَّى لو ظهر شيءٌ له معنى في هذه الخربشات فإنَّه لن يكتسب قيمة. - 00:01:38
بالنِّسبة لمُنكر وجود الله، - 00:01:44
كلُّ القيم الأخلاقيَّة الَّتي يُحسُّ بها الإنسان - 00:01:46
الأصل فيها أن تكون مثل هذه الخربشات - 00:01:49
لا قيمة لها ولا معنًى لها - 00:01:52
فلا يَتصرَّف على أساسها - 00:01:54
فقد جاءت بها -حسب معتقده- العشوائيَّة - 00:01:56
الَّتي لا تدري ما تفعله - 00:01:59
ولا تعِد بشيءٍ، ولا تلتزم بشيءٍ - 00:02:00
في الإلحاد الَّذي يفسِّر الكون ووجودَه، تفسيرًا ماديًّا بحتًا - 00:02:04
لا مكان للقيم المعنويَّة أصلًا - 00:02:09
لا حقٌّ ولا باطل، لا خير ولا شرٌّ - 00:02:11
فهذه قيمٌ معنويَّة لا تُفسِّرها المادَّة - 00:02:14
وعندما يكون الإنسان ابن المادَّة - 00:02:17
لا شيء إلَّا المادَّة، - 00:02:19
فلا معنًى للرَّحمة ولا للصِّدق ولا للوفاء ولا لبرِّ الوالدين - 00:02:21
الإحساس بهذا كلِّه، إنمَّا هو نتيجة طَفَراتٍ جينيَّةٍ عشوائيَّةٍ، كخربشات الجهاز الخلويِّ. - 00:02:25
في الإسلام، يوجد خالقٌ كامل الصِّفات - 00:02:32
أمر عباده بأخلاقٍ تنسجم مع صفاته - 00:02:35
فهذا الخالق عدلٌ، حرَّم الظُّلم على نفسه - 00:02:38
فمفهومٌ أن يُحرِّمه على عباده فقال: - 00:02:41
«يا عبادي إنِّي حرَّمتُ الظلمَ على نفسيِ وجعلتُهُ بينَكُمُ محرمًا فلا تَظَالموا»(صحيح مسلم) - 00:02:44
رحيمٌ وأمرَ عباده أن يتراحموا - 00:02:50
وقد فطر الخالقُ الإنسان على محبَّة هذه القيم، وكراهية ما يُضادُّها: كالشَّرَّ والظُّلم - 00:02:52
قد يُغطِّي على الفطرة أهواءُ الإنسان في إشباع رغباته وحبُّ التَّسلُّط - 00:02:58
لكنَّ هذا لا يُعارض أنَّ الفطرةَ السَّويَّةَ هي الأصلُ فيه. - 00:03:02
إذن في الإسلام وجود هذه القيم مُفسَّر، - 00:03:06
كونها لها قيمةٌ مُفسَّر، - 00:03:09
حُبُّ الإنسان لها وكراهيَّتُه لضدِّها مُفسَّر - 00:03:11
والتَّفسير لهذا كلِّه هو وجود الله. - 00:03:14
عندما يُنكر الإنسان وجود الله تعالى - 00:03:17
فإنَّه يدخل في مسلسل التَّخبُّط الإلحاديِّ البائس - 00:03:20
كالَّذي رأيناهُ في الحلقة الماضية عن البدهيَّات العقليَّة - 00:03:23
لدى الملحد، لا خالقٌ ولا صفات كمالٍ، - 00:03:27
ليس إلَّا طبيعةٌ أوجدت الإنسان - 00:03:30
وهذه الطَّبيعة مادِّيَّة، ليس لها صفات كمالٍ معنويَّة - 00:03:33
فلا يمكن وصفها بالعدل أو الحكمة مثلًا - 00:03:36
وبالتَّالي، فلا مكان للقيم المعنويَّة في إنسانٍ مُتولِّدٍ عن هذه الطَّبيعة. - 00:03:39
لكن ماذا عن شعور الإنسان بمحبَّة الخير وكراهية الشَّرَّ؟ - 00:03:45
هي حسب الإلحاد طفراتٌ جينيةٌ عشوائيَّةٌ - 00:03:48
جعلته يتوهَّم أنَّ هناك خيرًا، ويحبُّ ذلك الخير الوهميَّ - 00:03:51
وأنَّ هناك شرًّا، ويكره ذلك الشَّرَّ الوهميَّ. - 00:03:55
قيل لأحد كِبار الملحدين ريتشارد دوكنز "Richard Dawkins" - 00:03:58
في النِّهاية، هل اعتقادك أنَّ الاغتصاب خطأ، أمرٌ اعتباطيٌّ تمامًا؟ - 00:04:01
كواقع أنَّنا تطوَّرنا بخمسة أصابع بدل ستَّة؟ - 00:04:06
فقال دوكنز: نعم، تستطيعُ قول ذلك. - 00:04:09
أيْ كان يمكن للصُّدفة العمياء الَّتي يدَّعونها - 00:04:12
أن تَسير مسارًا آخر، يَنتجُ عنه شعور الإنسان - 00:04:16
أن لا خطأ في الاغتصاب - 00:04:19
والأمر اعتباطيٌّ تمامًا - 00:04:20
فلا يمكن وصفُ أيٍّ من الشُّعورَيْن بأنَّ الاغتصاب خطأ أو مقبول - 00:04:22
لا يمكن وصفه بأنَّه حقٌّ أو باطل، - 00:04:26
فهذا الشُّعور إنَّما هو وليد الصُّدفة العشوائيَّة. - 00:04:29
إذن فالنَّزعة الأخلاقيَّة عند مُنكر وجود الله - 00:04:33
لا يُعرَف مصدرُها، ولا يمكن وصفها بحقٍّ أو باطل، - 00:04:36
ولا هي متوافقةٌ مع صفات موجودٍ أعلى، - 00:04:39
ولا حسابَ أُخرَويَّ عليها، - 00:04:43
فهي ليست مُطلقةً إذن، أي لا يمكن وصف أيِّ خُلقٍ بأنه ممدوحٌ بإطلاق أو مذمومٌ بإطلاق. - 00:04:45
إلى أين وصل الملحدون نتيجةً لذلك؟ - 00:04:52
تعالَوْا نرى نماذج من كلام مشاهيرهم ومُنظِّريهم - 00:04:55
في مناظرةٍ بعنوان: (الإسلام والإلحاد، أيُّهما أكثر منطقيَّةً؟)، - 00:04:59
سُئل البروفيسور لورانس كراوس "Lawrence Krauss" - 00:05:03
عن سبب كون زِنا المحارِم خطأً، بالنِّسبة له كملحد، - 00:05:06
أي يا كراوس - 00:05:09
ما لم تستند إلى قيمٍٍ مُطلقة على أساس وجود الله، - 00:05:10
فعلى أيِّ أساسٍ تُخطِّئ زِنا المحارِم مثلًا؟ - 00:05:14
فماذا كان جوابه؟ - 00:05:17
تعالوا نرَ: - 00:05:19
إذن يقول لك: ليس واضحًا لديَّ أنَّه خطأ - 00:05:33
علَّق دوكنز في تغريدةٍ له، على ما جرى للورانس كراوس في تلك المناظرة، بقولِه: - 00:05:36
"سأل أحدُ الإسلاميِّين: لماذا زنا المحارم خطأ؟ - 00:05:40
حاول لورانس كراوس أن يستعمل المنطق في جوابه، المنطق؟ الُّلؤلؤ ملقًى أمام خنزير" - 00:05:44
إذن أصبح منطقُ كراوس لؤلؤًا في نظر دوكنز - 00:05:51
لكنَّ مشكلته: أنَّ الَّذي يستهجنه خنزيرٌ - 00:05:54
لم يُقدِّر قيمة هذا المنطق. - 00:05:57
دوكنز هذا هو نفسه الَّذي قال في كتابه (وهم الإله، فصل: أخلاق روح العصر) - 00:06:00
"نحن لا نغشّ، لا نقتل، لا نرتكب زنا المحارم" - 00:06:04
فهو إذن يرى مسألة زنا المحارم نسبيَّةً - 00:06:07
اختياره الشَّخصيُّ: ألَّا يمارسَ هذا الزِّنا - 00:06:10
لكن يدافع عن وجهةِ نظرِ زميله كراوس، ويعتبرها منطقًا - 00:06:13
تعالوا نرى نماذج أخرى من التَّردِّي الأخلاقيِّ للملحدين - 00:06:18
جمَعها الأخ رشاد القرنيّ في برنامج (ارجع لأصلك) - 00:06:21
كخطوةٍ أكثر جرأةً ووقاحةً، يطالب البروفسور جريف "Greve" - 00:06:25
بعدم تجريم زنا المحارم - 00:06:29
بل، وحذف المادة اللي تعاقب على ذلك من القانون - 00:06:30
ولا تتعجَّب إن عرفت أنَّ أحد الدُّول الأوروبيَّة قد ذهبت إلى أبعد من ذلك - 00:06:33
لمناقشة تشريع زنا المحارم داخل البرلمان - 00:06:38
ضلال! - 00:06:41
وكيف أنَّ الأب سيستطيع أن ينجب من ابنته بطريقة ما يعاقب عليها القانون - 00:06:41
الحمد لله على نعمة الإسلام - 00:06:47
فالملاحدة حقيقةً يدفعون بالأخلاق نحو الهاوية - 00:06:48
فهذا الملحد الدكتور دان باركر "Dan Barker" - 00:06:52
يقول أنَّ الاغتصاب قد يكون أمرًا أخلاقيًّا إن دعت الحاجة إليه، - 00:06:54
أمّا الملحد البروفسور بيتر سينجر "Peter Singer"، - 00:06:59
فحكايةٌ ومهزلةٌ أخرى! - 00:07:00
لا يرى هذا الأخير بأسًا ولا مانعًا حقيقيًّا من البهيميّة "Bestiality"، فيقول: - 00:07:02
"يمكن أن يُقيم البشر والحيوان علاقةً جنسيَّةً مُرضِيةً للطرفين" - 00:07:09
هذا عدا عن دفاع سام هـاريس "Sam Harris" - 00:07:16
عن الاغتصاب واعتباره جزءًا من الاستراتيجيَّة التَّطوُّريَّة - 00:07:18
ودفاع دوكنز عن الخيانة الزَّوجيَّة - 00:07:21
ورفض تسميتها خيانةً أصلًا - 00:07:24
على اعتبار أنَّه ليس لأحد الزَّوجين أن يدَّعي ملكيَّةً خاصَّة في جسد الآخر - 00:07:26
كما يؤيِّد البروفسور بيتر سينجر قتل المواليد الجدد المصابين بإعاقة - 00:07:31
إذا كان هذا لصالحهم وصالح والديهم - 00:07:36
أيضًا ديفيد سيلفرمان "David Silverman" رئيس جمعيَّة الملحدين الأميركيِّين - 00:07:39
صرَّح في مناظرةٍ له بأنّ القيم الأخلاقيَّة كلَّها نسبيَّة، ولا وجود لقيمٍ أخلاقيَّةٍ مُطلَقةٍ - 00:07:43
قيل له: بناءً على ذلك - 00:07:50
فإنّ تعذيب الأطفال وأكلَهم مثلًا ليس خطأً بإطلاق - 00:07:52
وإنّما هو بالنِّسبة لشخصٍ معيَّنٍ، أليس كذلك؟ - 00:07:56
فأقرَّ سيلفرمان بذلك. - 00:07:58
يعني ممكن واحد يعذِّب طفلًا ويَشويه حيًّا ويأكله ولا يكون بذلك مخطئًا - 00:08:00
سيلفرمان يعلمُ أنَّه إن قال بأنَّ هذا خطأٌ بشكلٍ مُطلقٍ - 00:08:06
فإنَّ ذلك يتطلَّب منه التَّسليم بوجود معانٍ مُطلقةٍ - 00:08:09
وهي بدورها تستلزم وجود الله كما بيَنَّا. - 00:08:13
يَنتُج عن الإلحاد: أنَّ الطَّفَرات الجينيَّة العشوائيَّة قد تُنتج أُناسًا مختلفين جينيًّا - 00:08:18
وبالتَّالي، فمشاعرهم مختلفةٌ جدًّا تجاه سلوكٍ واحد: كالاغتصاب أو التَّعذيب - 00:08:24
والسَّببُ: مادِّيٌّ بحت - 00:08:29
ولا يمكن وصف أيٍّ من مواقفهم بأنَّه حقٌّ أو باطل - 00:08:30
وبالتَّالي، فلا يمكن تجريمُ أو تخطئة إنسانٍ، مهما كان فعله لا أخلاقيًّا - 00:08:34
لأنَّ بإمكانه أن يقول: - 00:08:40
هو لا أخلاقيٌّ بالنِّسبة لك - 00:08:41
لكنَّه أخلاقيٌّ بالنِّسبة لي. - 00:08:43
هناك أناسٌ في مجتمعاتنا المسلمة - 00:08:46
يستخدمون في مجال الأخلاق عباراتٍ نسبيَّة، وأنَّه لا مكان للحقيقة المُطلقة - 00:08:48
ويظنُّون أنَّه حتَّى النُّصوص الشَّرعيَّة الواضحة في مجال الأخلاق والقيم - 00:08:53
كلُّها محلُّ خلافٍ وليس فيها قطعيَّاتٍ. - 00:08:58
قد يكون من هؤلاء من يشمئزُّ من مقولات الملحدين الَّتي ذكرناها - 00:09:02
لكنَّه لا يُلاحظ أنَّها النَّتيجة الطَّبيعيَّة لفكرة النِّسبيَّة الأخلاقيَّة الَّتي يتكلَّم بها - 00:09:06
إن لم تكن القيم مستندةً إلى نور الوحي، - 00:09:13
فالضَّياع! - 00:09:16
﴿وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّـهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ﴾ [النّور:40] - 00:09:17
طرح الملحدون التَّساؤل التَّالي: - 00:09:21
كيف يمكن تحديد الخير والشَّرِّ والقيم الأخلاقيَّة الفاضلة دون الإيمان بإله؟ - 00:09:24
وسؤالهم هذا مغالطةٌ منطقيَّة - 00:09:29
لأنَّه بلا إله فليس هناك قيمٌ معنويَّة - 00:09:32
لا خيرٌ ولا شرٌّ ولا فضيلةٌ ولا رذيلةٌ - 00:09:35
لكنَّهم تهرَّبوا من هذه الحقيقة - 00:09:38
فهم يعلمون أنَّه لا الإنسان ولا المجتمعات، تستطيع العيش بلا أخلاقٍ - 00:09:40
ومع ذلك، بدؤوا بتأليف كتبٍ للإجابة عن سؤالهم الخاطئ أصلًا - 00:09:45
منها كتاب - 00:09:51
"The Moral Landscape: How Science - 00:09:52
Can Determine Human Values" - 00:09:53
"المنظور الأخلاقيُّ: كيف يمكن للعلم أن يحدِّدَ القيم الإنسانيَّة" - 00:09:55
وكتاب "The Science of Good and Evil" "علم الخير والشَّرِّ" - 00:10:00
وغيرها كتبٌ كثيرةٌ - 00:10:03
لكنَّها كلَّها محاولاتٌ بائسةٌ - 00:10:05
لأنَّها بمادِّيَّتها البحتة - 00:10:07
وبتهرُّبها من حقيقة أن لا مكان للقيم المعنويَّة بغير إله - 00:10:09
فكأنَّها تقول: - 00:10:14
ما هو التَّفاعل المخبريُّ المناسب لمعرفة الخير من الشَّرِّ والعدل من الظُّلم؟ - 00:10:16
لعلَّه أصبح واضحًا بعد هذا العرض - 00:10:21
أنَّ ستيفن هوكينغ حين قال: - 00:10:23
"الجنس البشريُّ هو مجرَّد وسخٍ كيميائيٍّ موجودٍ على كوكبٍ متوسِّط الحجم" - 00:10:25
أنَّه كان منسجمًا مع إلحاده - 00:10:31
وأراح نفسه من البحث عن أخلاقٍ لهذا الوسخ - 00:10:33
قارن ذلك بقول الله تعالى: - 00:10:37
﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾ [الإسراء:70] - 00:10:39
كرَّمهم ليكونوا لائقين بمقامِ العبودية لإلهٍ كامل الصِّفات - 00:10:41
في هذه الحلقة - 00:10:47
بيَّنَّا دلالة النَّزعة الأخلاقيَّة على وجود الله تعالى - 00:10:48
وأنَّه لا أساس للأخلاق في ظلِّ إنكار وجوده سبحانه - 00:10:51
لكن، ليس هذا فحسب - 00:10:55
بل في الحلقة القادمة سنُبيِّن أنَّ الإلحاد لا يترك أتباعَهُ محايدين تجاه الأخلاق - 00:10:56
بل يضعهم على مفترق طريق - 00:11:02
فإمّا أن يختاروا بعض الأخلاق الحميدة - 00:11:05
فيُناقضوا أنفسهم ويخونوا إلحادهم وداروِنيَّتهم - 00:11:08
أو أن ينسجموا مع إلحادهم وداروِنيَّتهم - 00:11:13
فيتحلَّوا بأسوأ الأخلاق وأشدِّها إجرامًا. - 00:11:16
حقائقُ مهمةٌ صادمةٌ، فتابعوا معنا، - 00:11:19
والسَّلام عليكم ورحمة الله. - 00:11:23