سلسلة رحلة اليقين - القناة الرسمية د. إياد قنيبي

رحلة اليقين ٦: (ندعوك للغداء) - أخلاق الإلحاد

إياد قنيبي

يقول عالم الفيزياء الملحد ستيفن هوكينغ "Stephen Hawking" - 00:00:09ضَ

الجنس البشريُّ هو مجرَّد وسخٍ كيميائيٍّ موجودٍ على كوكبٍ متوسِّط الحجم. - 00:00:11ضَ

والسُّؤال: هل هذا رأيٌ شخصيٌّ أو مبالغةٌ من هوكينغ؟ - 00:00:21ضَ

أم أنَّها النَّتيجة الحتميَّة للإلحاد؟ - 00:00:25ضَ

هل للإنسان قيمةٌ معنويَّةٌ بدون وجود الله؟ - 00:00:28ضَ

هل للأخلاق أيَّة قيمةٍ بدون وجود الله؟ - 00:00:31ضَ

سنُجيب عن هذه الأسئلة في حلقة اليوم - 00:00:34ضَ

ونرى نماذج مخيفةً من التَّردِّي الأخلاقيِّ الَّذي يقود إليه الإلحاد. - 00:00:36ضَ

الحمد لله والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، - 00:00:46ضَ

تصوَّر أنَّه جاءك على جهازك الخلويِّ رسالةٌ من أخيك تقول: "ندعوك للغداء" - 00:00:49ضَ

هل هذه الرِّسالة لها معنًى؟ طبعًا، - 00:00:54ضَ

هل هي حقٌّ أم وهمٌ؟ بل حقٌّ، - 00:00:56ضَ

هل لها قيمةٌ؟ نعم، - 00:00:59ضَ

هل تتصرَّف على أساسها؟ نعم، - 00:01:01ضَ

تقول لزوجتك وأولادك: نحن مدعوُّون على الغداء عند دار أخي، ثمَّ لن تُحضِّروا طعامًا، إلى آخره. - 00:01:03ضَ

تصوَّر في المقابل أنَّك نسيت جهازك الخلويَّ مفتوحًا في جيبك، مع مفاتيح البيت، - 00:01:10ضَ

فطَقْطَقَتْ المفاتيح على لوحة أحرف الجهاز، - 00:01:15ضَ

في ذهابك وإيابك وقيامك وجلوسك - 00:01:18ضَ

بعد ساعات، استخرجت جهازك لتجري مكالمة - 00:01:20ضَ

فرأيت آلاف الأحرف العشوائيَّة - 00:01:24ضَ

وفي وسطها جملة "ندعوك للغداء" - 00:01:26ضَ

هل هذه الجملة لها كاتبٌ يعلم ما يفعل؟ لا - 00:01:30ضَ

هل لها قيمة؟ لا - 00:01:34ضَ

هل تتصرَّف على أساسها؟ لا أيضًا؛ - 00:01:35ضَ

لأنَّه حتَّى لو ظهر شيءٌ له معنى في هذه الخربشات فإنَّه لن يكتسب قيمة. - 00:01:38ضَ

بالنِّسبة لمُنكر وجود الله، - 00:01:44ضَ

كلُّ القيم الأخلاقيَّة الَّتي يُحسُّ بها الإنسان - 00:01:46ضَ

الأصل فيها أن تكون مثل هذه الخربشات - 00:01:49ضَ

لا قيمة لها ولا معنًى لها - 00:01:52ضَ

فلا يَتصرَّف على أساسها - 00:01:54ضَ

فقد جاءت بها -حسب معتقده- العشوائيَّة - 00:01:56ضَ

الَّتي لا تدري ما تفعله - 00:01:59ضَ

ولا تعِد بشيءٍ، ولا تلتزم بشيءٍ - 00:02:00ضَ

في الإلحاد الَّذي يفسِّر الكون ووجودَه، تفسيرًا ماديًّا بحتًا - 00:02:04ضَ

لا مكان للقيم المعنويَّة أصلًا - 00:02:09ضَ

لا حقٌّ ولا باطل، لا خير ولا شرٌّ - 00:02:11ضَ

فهذه قيمٌ معنويَّة لا تُفسِّرها المادَّة - 00:02:14ضَ

وعندما يكون الإنسان ابن المادَّة - 00:02:17ضَ

لا شيء إلَّا المادَّة، - 00:02:19ضَ

فلا معنًى للرَّحمة ولا للصِّدق ولا للوفاء ولا لبرِّ الوالدين - 00:02:21ضَ

الإحساس بهذا كلِّه، إنمَّا هو نتيجة طَفَراتٍ جينيَّةٍ عشوائيَّةٍ، كخربشات الجهاز الخلويِّ. - 00:02:25ضَ

في الإسلام، يوجد خالقٌ كامل الصِّفات - 00:02:32ضَ

أمر عباده بأخلاقٍ تنسجم مع صفاته - 00:02:35ضَ

فهذا الخالق عدلٌ، حرَّم الظُّلم على نفسه - 00:02:38ضَ

فمفهومٌ أن يُحرِّمه على عباده فقال: - 00:02:41ضَ

«يا عبادي إنِّي حرَّمتُ الظلمَ على نفسيِ وجعلتُهُ بينَكُمُ محرمًا فلا تَظَالموا»(صحيح مسلم) - 00:02:44ضَ

رحيمٌ وأمرَ عباده أن يتراحموا - 00:02:50ضَ

وقد فطر الخالقُ الإنسان على محبَّة هذه القيم، وكراهية ما يُضادُّها: كالشَّرَّ والظُّلم - 00:02:52ضَ

قد يُغطِّي على الفطرة أهواءُ الإنسان في إشباع رغباته وحبُّ التَّسلُّط - 00:02:58ضَ

لكنَّ هذا لا يُعارض أنَّ الفطرةَ السَّويَّةَ هي الأصلُ فيه. - 00:03:02ضَ

إذن في الإسلام وجود هذه القيم مُفسَّر، - 00:03:06ضَ

كونها لها قيمةٌ مُفسَّر، - 00:03:09ضَ

حُبُّ الإنسان لها وكراهيَّتُه لضدِّها مُفسَّر - 00:03:11ضَ

والتَّفسير لهذا كلِّه هو وجود الله. - 00:03:14ضَ

عندما يُنكر الإنسان وجود الله تعالى - 00:03:17ضَ

فإنَّه يدخل في مسلسل التَّخبُّط الإلحاديِّ البائس - 00:03:20ضَ

كالَّذي رأيناهُ في الحلقة الماضية عن البدهيَّات العقليَّة - 00:03:23ضَ

لدى الملحد، لا خالقٌ ولا صفات كمالٍ، - 00:03:27ضَ

ليس إلَّا طبيعةٌ أوجدت الإنسان - 00:03:30ضَ

وهذه الطَّبيعة مادِّيَّة، ليس لها صفات كمالٍ معنويَّة - 00:03:33ضَ

فلا يمكن وصفها بالعدل أو الحكمة مثلًا - 00:03:36ضَ

وبالتَّالي، فلا مكان للقيم المعنويَّة في إنسانٍ مُتولِّدٍ عن هذه الطَّبيعة. - 00:03:39ضَ

لكن ماذا عن شعور الإنسان بمحبَّة الخير وكراهية الشَّرَّ؟ - 00:03:45ضَ

هي حسب الإلحاد طفراتٌ جينيةٌ عشوائيَّةٌ - 00:03:48ضَ

جعلته يتوهَّم أنَّ هناك خيرًا، ويحبُّ ذلك الخير الوهميَّ - 00:03:51ضَ

وأنَّ هناك شرًّا، ويكره ذلك الشَّرَّ الوهميَّ. - 00:03:55ضَ

قيل لأحد كِبار الملحدين ريتشارد دوكنز "Richard Dawkins" - 00:03:58ضَ

في النِّهاية، هل اعتقادك أنَّ الاغتصاب خطأ، أمرٌ اعتباطيٌّ تمامًا؟ - 00:04:01ضَ

كواقع أنَّنا تطوَّرنا بخمسة أصابع بدل ستَّة؟ - 00:04:06ضَ

فقال دوكنز: نعم، تستطيعُ قول ذلك. - 00:04:09ضَ

أيْ كان يمكن للصُّدفة العمياء الَّتي يدَّعونها - 00:04:12ضَ

أن تَسير مسارًا آخر، يَنتجُ عنه شعور الإنسان - 00:04:16ضَ

أن لا خطأ في الاغتصاب - 00:04:19ضَ

والأمر اعتباطيٌّ تمامًا - 00:04:20ضَ

فلا يمكن وصفُ أيٍّ من الشُّعورَيْن بأنَّ الاغتصاب خطأ أو مقبول - 00:04:22ضَ

لا يمكن وصفه بأنَّه حقٌّ أو باطل، - 00:04:26ضَ

فهذا الشُّعور إنَّما هو وليد الصُّدفة العشوائيَّة. - 00:04:29ضَ

إذن فالنَّزعة الأخلاقيَّة عند مُنكر وجود الله - 00:04:33ضَ

لا يُعرَف مصدرُها، ولا يمكن وصفها بحقٍّ أو باطل، - 00:04:36ضَ

ولا هي متوافقةٌ مع صفات موجودٍ أعلى، - 00:04:39ضَ

ولا حسابَ أُخرَويَّ عليها، - 00:04:43ضَ

فهي ليست مُطلقةً إذن، أي لا يمكن وصف أيِّ خُلقٍ بأنه ممدوحٌ بإطلاق أو مذمومٌ بإطلاق. - 00:04:45ضَ

إلى أين وصل الملحدون نتيجةً لذلك؟ - 00:04:52ضَ

تعالَوْا نرى نماذج من كلام مشاهيرهم ومُنظِّريهم - 00:04:55ضَ

في مناظرةٍ بعنوان: (الإسلام والإلحاد، أيُّهما أكثر منطقيَّةً؟)، - 00:04:59ضَ

سُئل البروفيسور لورانس كراوس "Lawrence Krauss" - 00:05:03ضَ

عن سبب كون زِنا المحارِم خطأً، بالنِّسبة له كملحد، - 00:05:06ضَ

أي يا كراوس - 00:05:09ضَ

ما لم تستند إلى قيمٍٍ مُطلقة على أساس وجود الله، - 00:05:10ضَ

فعلى أيِّ أساسٍ تُخطِّئ زِنا المحارِم مثلًا؟ - 00:05:14ضَ

فماذا كان جوابه؟ - 00:05:17ضَ

تعالوا نرَ: - 00:05:19ضَ

إذن يقول لك: ليس واضحًا لديَّ أنَّه خطأ - 00:05:33ضَ

علَّق دوكنز في تغريدةٍ له، على ما جرى للورانس كراوس في تلك المناظرة، بقولِه: - 00:05:36ضَ

"سأل أحدُ الإسلاميِّين: لماذا زنا المحارم خطأ؟ - 00:05:40ضَ

حاول لورانس كراوس أن يستعمل المنطق في جوابه، المنطق؟ الُّلؤلؤ ملقًى أمام خنزير" - 00:05:44ضَ

إذن أصبح منطقُ كراوس لؤلؤًا في نظر دوكنز - 00:05:51ضَ

لكنَّ مشكلته: أنَّ الَّذي يستهجنه خنزيرٌ - 00:05:54ضَ

لم يُقدِّر قيمة هذا المنطق. - 00:05:57ضَ

دوكنز هذا هو نفسه الَّذي قال في كتابه (وهم الإله، فصل: أخلاق روح العصر) - 00:06:00ضَ

"نحن لا نغشّ، لا نقتل، لا نرتكب زنا المحارم" - 00:06:04ضَ

فهو إذن يرى مسألة زنا المحارم نسبيَّةً - 00:06:07ضَ

اختياره الشَّخصيُّ: ألَّا يمارسَ هذا الزِّنا - 00:06:10ضَ

لكن يدافع عن وجهةِ نظرِ زميله كراوس، ويعتبرها منطقًا - 00:06:13ضَ

تعالوا نرى نماذج أخرى من التَّردِّي الأخلاقيِّ للملحدين - 00:06:18ضَ

جمَعها الأخ رشاد القرنيّ في برنامج (ارجع لأصلك) - 00:06:21ضَ

كخطوةٍ أكثر جرأةً ووقاحةً، يطالب البروفسور جريف "Greve" - 00:06:25ضَ

بعدم تجريم زنا المحارم - 00:06:29ضَ

بل، وحذف المادة اللي تعاقب على ذلك من القانون - 00:06:30ضَ

ولا تتعجَّب إن عرفت أنَّ أحد الدُّول الأوروبيَّة قد ذهبت إلى أبعد من ذلك - 00:06:33ضَ

لمناقشة تشريع زنا المحارم داخل البرلمان - 00:06:38ضَ

ضلال! - 00:06:41ضَ

وكيف أنَّ الأب سيستطيع أن ينجب من ابنته بطريقة ما يعاقب عليها القانون - 00:06:41ضَ

الحمد لله على نعمة الإسلام - 00:06:47ضَ

فالملاحدة حقيقةً يدفعون بالأخلاق نحو الهاوية - 00:06:48ضَ

فهذا الملحد الدكتور دان باركر "Dan Barker" - 00:06:52ضَ

يقول أنَّ الاغتصاب قد يكون أمرًا أخلاقيًّا إن دعت الحاجة إليه، - 00:06:54ضَ

أمّا الملحد البروفسور بيتر سينجر "Peter Singer"، - 00:06:59ضَ

فحكايةٌ ومهزلةٌ أخرى! - 00:07:00ضَ

لا يرى هذا الأخير بأسًا ولا مانعًا حقيقيًّا من البهيميّة "Bestiality"، فيقول: - 00:07:02ضَ

"يمكن أن يُقيم البشر والحيوان علاقةً جنسيَّةً مُرضِيةً للطرفين" - 00:07:09ضَ

هذا عدا عن دفاع سام هـاريس "Sam Harris" - 00:07:16ضَ

عن الاغتصاب واعتباره جزءًا من الاستراتيجيَّة التَّطوُّريَّة - 00:07:18ضَ

ودفاع دوكنز عن الخيانة الزَّوجيَّة - 00:07:21ضَ

ورفض تسميتها خيانةً أصلًا - 00:07:24ضَ

على اعتبار أنَّه ليس لأحد الزَّوجين أن يدَّعي ملكيَّةً خاصَّة في جسد الآخر - 00:07:26ضَ

كما يؤيِّد البروفسور بيتر سينجر قتل المواليد الجدد المصابين بإعاقة - 00:07:31ضَ

إذا كان هذا لصالحهم وصالح والديهم - 00:07:36ضَ

أيضًا ديفيد سيلفرمان "David Silverman" رئيس جمعيَّة الملحدين الأميركيِّين - 00:07:39ضَ

صرَّح في مناظرةٍ له بأنّ القيم الأخلاقيَّة كلَّها نسبيَّة، ولا وجود لقيمٍ أخلاقيَّةٍ مُطلَقةٍ - 00:07:43ضَ

قيل له: بناءً على ذلك - 00:07:50ضَ

فإنّ تعذيب الأطفال وأكلَهم مثلًا ليس خطأً بإطلاق - 00:07:52ضَ

وإنّما هو بالنِّسبة لشخصٍ معيَّنٍ، أليس كذلك؟ - 00:07:56ضَ

فأقرَّ سيلفرمان بذلك. - 00:07:58ضَ

يعني ممكن واحد يعذِّب طفلًا ويَشويه حيًّا ويأكله ولا يكون بذلك مخطئًا - 00:08:00ضَ

سيلفرمان يعلمُ أنَّه إن قال بأنَّ هذا خطأٌ بشكلٍ مُطلقٍ - 00:08:06ضَ

فإنَّ ذلك يتطلَّب منه التَّسليم بوجود معانٍ مُطلقةٍ - 00:08:09ضَ

وهي بدورها تستلزم وجود الله كما بيَنَّا. - 00:08:13ضَ

يَنتُج عن الإلحاد: أنَّ الطَّفَرات الجينيَّة العشوائيَّة قد تُنتج أُناسًا مختلفين جينيًّا - 00:08:18ضَ

وبالتَّالي، فمشاعرهم مختلفةٌ جدًّا تجاه سلوكٍ واحد: كالاغتصاب أو التَّعذيب - 00:08:24ضَ

والسَّببُ: مادِّيٌّ بحت - 00:08:29ضَ

ولا يمكن وصف أيٍّ من مواقفهم بأنَّه حقٌّ أو باطل - 00:08:30ضَ

وبالتَّالي، فلا يمكن تجريمُ أو تخطئة إنسانٍ، مهما كان فعله لا أخلاقيًّا - 00:08:34ضَ

لأنَّ بإمكانه أن يقول: - 00:08:40ضَ

هو لا أخلاقيٌّ بالنِّسبة لك - 00:08:41ضَ

لكنَّه أخلاقيٌّ بالنِّسبة لي. - 00:08:43ضَ

هناك أناسٌ في مجتمعاتنا المسلمة - 00:08:46ضَ

يستخدمون في مجال الأخلاق عباراتٍ نسبيَّة، وأنَّه لا مكان للحقيقة المُطلقة - 00:08:48ضَ

ويظنُّون أنَّه حتَّى النُّصوص الشَّرعيَّة الواضحة في مجال الأخلاق والقيم - 00:08:53ضَ

كلُّها محلُّ خلافٍ وليس فيها قطعيَّاتٍ. - 00:08:58ضَ

قد يكون من هؤلاء من يشمئزُّ من مقولات الملحدين الَّتي ذكرناها - 00:09:02ضَ

لكنَّه لا يُلاحظ أنَّها النَّتيجة الطَّبيعيَّة لفكرة النِّسبيَّة الأخلاقيَّة الَّتي يتكلَّم بها - 00:09:06ضَ

إن لم تكن القيم مستندةً إلى نور الوحي، - 00:09:13ضَ

فالضَّياع! - 00:09:16ضَ

﴿وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّـهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ﴾ [النّور:40] - 00:09:17ضَ

طرح الملحدون التَّساؤل التَّالي: - 00:09:21ضَ

كيف يمكن تحديد الخير والشَّرِّ والقيم الأخلاقيَّة الفاضلة دون الإيمان بإله؟ - 00:09:24ضَ

وسؤالهم هذا مغالطةٌ منطقيَّة - 00:09:29ضَ

لأنَّه بلا إله فليس هناك قيمٌ معنويَّة - 00:09:32ضَ

لا خيرٌ ولا شرٌّ ولا فضيلةٌ ولا رذيلةٌ - 00:09:35ضَ

لكنَّهم تهرَّبوا من هذه الحقيقة - 00:09:38ضَ

فهم يعلمون أنَّه لا الإنسان ولا المجتمعات، تستطيع العيش بلا أخلاقٍ - 00:09:40ضَ

ومع ذلك، بدؤوا بتأليف كتبٍ للإجابة عن سؤالهم الخاطئ أصلًا - 00:09:45ضَ

منها كتاب - 00:09:51ضَ

"The Moral Landscape: How Science - 00:09:52ضَ

Can Determine Human Values" - 00:09:53ضَ

"المنظور الأخلاقيُّ: كيف يمكن للعلم أن يحدِّدَ القيم الإنسانيَّة" - 00:09:55ضَ

وكتاب "The Science of Good and Evil" "علم الخير والشَّرِّ" - 00:10:00ضَ

وغيرها كتبٌ كثيرةٌ - 00:10:03ضَ

لكنَّها كلَّها محاولاتٌ بائسةٌ - 00:10:05ضَ

لأنَّها بمادِّيَّتها البحتة - 00:10:07ضَ

وبتهرُّبها من حقيقة أن لا مكان للقيم المعنويَّة بغير إله - 00:10:09ضَ

فكأنَّها تقول: - 00:10:14ضَ

ما هو التَّفاعل المخبريُّ المناسب لمعرفة الخير من الشَّرِّ والعدل من الظُّلم؟ - 00:10:16ضَ

لعلَّه أصبح واضحًا بعد هذا العرض - 00:10:21ضَ

أنَّ ستيفن هوكينغ حين قال: - 00:10:23ضَ

"الجنس البشريُّ هو مجرَّد وسخٍ كيميائيٍّ موجودٍ على كوكبٍ متوسِّط الحجم" - 00:10:25ضَ

أنَّه كان منسجمًا مع إلحاده - 00:10:31ضَ

وأراح نفسه من البحث عن أخلاقٍ لهذا الوسخ - 00:10:33ضَ

قارن ذلك بقول الله تعالى: - 00:10:37ضَ

﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾ [الإسراء:70] - 00:10:39ضَ

كرَّمهم ليكونوا لائقين بمقامِ العبودية لإلهٍ كامل الصِّفات - 00:10:41ضَ

في هذه الحلقة - 00:10:47ضَ

بيَّنَّا دلالة النَّزعة الأخلاقيَّة على وجود الله تعالى - 00:10:48ضَ

وأنَّه لا أساس للأخلاق في ظلِّ إنكار وجوده سبحانه - 00:10:51ضَ

لكن، ليس هذا فحسب - 00:10:55ضَ

بل في الحلقة القادمة سنُبيِّن أنَّ الإلحاد لا يترك أتباعَهُ محايدين تجاه الأخلاق - 00:10:56ضَ

بل يضعهم على مفترق طريق - 00:11:02ضَ

فإمّا أن يختاروا بعض الأخلاق الحميدة - 00:11:05ضَ

فيُناقضوا أنفسهم ويخونوا إلحادهم وداروِنيَّتهم - 00:11:08ضَ

أو أن ينسجموا مع إلحادهم وداروِنيَّتهم - 00:11:13ضَ

فيتحلَّوا بأسوأ الأخلاق وأشدِّها إجرامًا. - 00:11:16ضَ

حقائقُ مهمةٌ صادمةٌ، فتابعوا معنا، - 00:11:19ضَ

والسَّلام عليكم ورحمة الله. - 00:11:23ضَ