03 برنامج أساس العلم 1434 (جدة)

شرح الأربعين النووية (1) | برنامج أساس العلم - جدة | الشيخ صالح العصيمي

صالح العصيمي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل العلم للخير اساس. والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد المبعوث رحمة للناس. وعلى اله وصحبه البررة الاكياس. اما بعد فهذا المجلس الاول - 00:00:00ضَ

في شرح الكتاب الثالث من برنامج اساس العلم في سنته الثالثة اربع وثلاثين بعد والالف بمدينته الثالثة مدينة جدة. وهو كتاب الاربعين في مباني الاسلام وقواعد الاحكام للعلامة يحيى بن شرف النووي رحمه الله المتوفى سنة ست وسبعين - 00:00:20ضَ

وست مئة. نعم الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه لجميع المسلمين قال المصنف رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. قيوم السماوات والارض - 00:00:50ضَ

الخلائق اجمعين. باعث الرسل صلواته وسلامه عليهم. الى المكلفين لهدايتهم وبيان شرائع الدين بالدلائل القطعية وواضحات البراهين. احمده على جميع نعمه. واسأله المزيد من فضله وكرمه. واشهد اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له الواحد القهار. الكريم الغفار. واشهد ان محمدا عبده ورسوله - 00:01:16ضَ

وحبيبه وخليله افضل المخلوقين. المكرم بالقرآن العزيز المعجزة المستمرة على تعاقب وبالسنن المستنيرة للمستفسدين. المخصوص بجوامع الكلم وسماحة الدين. صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر النبيين والمرسلين والكل وسائر الصالحين. قوله رحمه الله بجوامع الكلم - 00:01:46ضَ

الجامع من الكلم ما قل مبناه وعظم معناه. الجامع من الكلم ما قل مبنى انه وعظم معناه. والجوامع التي اوتيها النبي صلى الله عليه وسلم من الكلم نوعان احدهما القرآن العظيم. احدهما القرآن العظيم - 00:02:16ضَ

والاخر ما صدق عليه الوصف المتقدم من كلامه صلى الله عليه وسلم ما صدق عليه الوصف المتقدم من كلامه صلى الله عليه وسلم مما يكون قليلا في مبناه. كثيرا في معناه كقوله صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة. رواه مسلم ويأتي - 00:02:47ضَ

سيكون في قليل كلمه صلى الله عليه وسلم ما يشتمل على جليل المعاني. نعم اما بعد فقد روينا عن علي بن ابي طالب وعبدالله بن مسعود. ومعاذ بن جبل وابي الدرداء وابن عمر وابن عباس وانس - 00:03:17ضَ

ايمانك وابي هريرة وابي سعيد الخدري رضي الله عنهم اجمعين من طرق كثيرات. روايات متنوعات يا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من حفظ على امتي اربعين حديثا من امر دينها بعثه الله يوم القيامة - 00:03:36ضَ

في زمرة الفقهاء والعلماء. وفي رواية بعثه الله فقيها عالما. وفي رواية ابي الدرداء. وكنت له يوم القيامة وفي رواية ابن مسعود قيل له ادخل من اي ابواب الجنة شئت. وفي رواية ابن عمر كتب في زمرة - 00:03:56ضَ

وحشر في زمرة الشهداء. واتفق الحفاظ على انه حديث ضعيف. وان كثرت طرقه وقد صنف العلماء رضي الله عنهم في هذا الباب ما لا يحصى من المصنفات فاول من علمته صنف فيه. عبدالله بن المبارك ثم محمد - 00:04:16ضَ

العالم الرباني ثم الحسن بن سفيان النسوي وابو بكر الاجري وابو بكر محمد بن الاصفهاني والدار قطنه والحاكم ابو نعيم. وابو عبدالرحمن السلمي وابو سعد الماليني. وابو كان الصابوني وعبدالله بن محمد الانصاري وابو بكر البيهقي وخلائق لا يحصون من المتقدمين - 00:04:36ضَ

المتأخرين. وقد استخرت الله تعالى في جمع اربعين حديثا اقتداء بهؤلاء الائمة الاعلام وحفاظ الاسلام وقد اتفق العلماء على جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الاعمال. ومع هذا فليس اعتمادي على هذا الحديث - 00:05:06ضَ

بل على قوله صلى الله عليه وسلم في الاحاديث الصحيحة ليبلغ الشاهد منكم الغائب. وقوله صلى الله عليه وسلم روينا في فيه ضبطان مشهوران احدهما ضم اوله وتشديد ثانيه مكسورا. اي - 00:05:26ضَ

روى لنا مشائخنا اي روى لنا مشايخنا والاخر روينا بفتح اوله وثانيه. اي اخذنا عن مشايخنا اي اخذنا عن مشايخنا وكل واحد منهما له مقامه. فان كان الاخذ عن شيوخه مبتدأ بالاخذ عنهم - 00:05:56ضَ

قال روينا وان حصلت له الرواية بتفضل شيوخه عليه قال روينا وذكر بعض المتأخرين ضبطا ثالثا غير مشهور. وهو روينا بضم اوله وكسر ثانيه مخففا. وهو بمعنى الاول. والحديث المقدم في كلام المصنف وهو - 00:06:26ضَ

من حفظ على امتي اربعين حديثا معتمد جماعة ممن صنفوا الاربعينيات. الا انه حديث ضعيف وقد نقل المصنف اتفاق الحفاظ على ضعفه مع كثرة طرقه وفي كلام الحافظ ابي طاهر السلفي في مقدمة الاربعين البلدانية له. ما يشعر - 00:06:56ضَ

بثبوته عنده. وكأن الاجماع الذي نقله النووي اجماع قديم قبله. فلا تضر مخالفة احد بعده. فقدماء الحفاظ من الاوائل كالبخاري واحمد. وابي زرعة وابي حاتم الرازيين في اخرين هم ممن يرون ضعف هذا الحديث ولا يصححونه فالاجماع قديم - 00:07:26ضَ

وتقوية من قواه ممن تأخر خلاف الصواب. ثم ذكر المصنف رحمه الله جماعة ممن تقدمه فيها هذا الشأن ممن صنفوا اربعين حديثا في ابواب متعددة من الدين. ثم ذكر الباعث له على جمع هذه - 00:07:56ضَ

الاربعين وهو شيئان. احدهما الاقتداء بمن تقدمه من حفاظ الاسلام والعلماء الاعلام والاخر بدل الجهد في بث العلم عملا بقوله صلى الله عليه وسلم ليبر بلغ الشاهد منكم الغائب وقوله نظر الله امرأ سمع مني مقالتي فوعاها. الحديث وكلاهما - 00:08:16ضَ

حديث صحيح. فالاول متفق عليه من حديث ابي بكرة. والثاني رواه ابو داوود والترمذي. من حديث زيد ابن ثابت رضي الله عنه وما ذكره رحمه الله من اتفاق اهل العلم على جواز - 00:08:46ضَ

العمل بالحديث الضعيف في فضائل الاعمال متعقب بامرين. احدهما ان حكاية الاتفاق مخدوش فيها بخلاف من خالف في ذلك كمسلم ابن الحجاج وغيره والاوفق ما ذكره المصنف نفسه في كتاب الاذكار انه قول الجمهور. والاوفق - 00:09:06ضَ

ما ذكره المصنف نفسه انه قول الجمهور ولم يحكه اتفاقا. والاخر ان الصحيح عدم جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الاعمال. ان الصحيح عدم جواز العمل بالحديث في فضائل اعمال الا بقرينة خارجية كانعقاد الاجماع عليه او كونه معروفا - 00:09:36ضَ

صحابي او اكثر او غير ذلك من الوجوه الداعية الى العمل به فوق المروي حديثا ضعيفا. واكثر من اعتنى بتبيان هذا الاصل الحافظ ابو عيسى الترمذي رحمه الله تعالى. فان - 00:10:06ضَ

ان من مقاصده في كتابه بيان ما عليه العمل فانه يجتهد في بيان ما عليه العمل في الاحاديث الصحاح والضعيفة. وكم من حديث اشار ابو عيسى الى ضعفه ثم ارشد الى وقوع العمل عليه - 00:10:26ضَ

وهذا من الوجوه التي عز بها جامع الترمذي وفاق غيره من السنن فانه اعتنى بهذا اعتناء بالغا. وكم من مسألة المفزع فيها اذا ما حكاه ابو عيسى الترمذي رحمه الله من جريان العمل بذلك عن الصحابة والتابعين - 00:10:46ضَ

فهو كتاب حافل بتبيين هذا الاصل. نعم ثم من العلماء من جمع الاربعين في اصول الدين. وبعضهم في الفروع وبعضهم في الجهاد وبعضهم في الزهد. وبعضهم في الاداب وبعضهم في الخطب وكلها مقاصد صالحة رضي الله عن قاصديها - 00:11:06ضَ

وقد رأيت جمع اربعين اهم من هذا كله وهي اربعون حديثا مشتملة على جميع ذلك. وكل حديث منها قاعدة من قواعد الدين قد وصفه العلماء بان مدار الاسلام عليه او هو نصف الاسلام او ثلثه او نحوه - 00:11:28ضَ

ثم التزم في هذه الاربعين ان تكون صحيحة ومعظمها في صحيح البخاري ومسلم واذكرها محذوفة الاسانيد ليسهل حفظها ويعم الانتفاع بها ان شاء الله تعالى. ثم اتبعها بباب في ضبط - 00:11:48ضَ

في الفاظها وينبغي لكل راغب في الاخرة ان يعرف هذه الاحاديث لما اشتملت عليه من المهمات احتوت عليه من التنبيه على جميع الطاعات وذلك ظاهر لمن تدبره. وعلى الله الكريم اعتماده. واليه - 00:12:08ضَ

واستنادي له الحمد والنعمة وبه التوفيق والعصمة. ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة شرط كتابه وانه يرجع الى سبعة امور. الاول انه مشتمل على اربعين حديثا. وهو ذلك بالغاء الكسر. فان عدة تراجمه اثنان واربعون ترجمة - 00:12:28ضَ

وكل ترجمة فيها حديث واحد. سوى ترجمة ذكر فيها حديثين. فتصير احاديث كتاب الاربعين باعتبار التفصيل ثلاثة واربعين حديثا لاشتمال ترجمة منها على حديثين والثاني ان هذه الاربعين شاملة لابواب الدين اصولا وفروعا. وقارب - 00:12:58ضَ

رحمه الله وترك شيئا يسيرا للمتعقب بعده. استدركه عليه الطوفي والحافظ ابن وجمع ابن رجب ثمانية احاديث تمم بها تراجم الاربعين النووية خمسين ترجمة. ومجموع تلك الاحاديث هو واحد وخمسون حديثا نبويا. وقوله رحمه الله تعالى اصولا وفروعا - 00:13:28ضَ

اشارة الى كون هذه الاحاديث تتعلق تارة باصول الدين وتارة بفروعه. واصول الدين وفروعه جملة لها معنيان. احدهما ان اصول الدين هي مسائل الاعتقاد علمية وفروع الدين هي مسائل الاحكام العملية والاخر ان اصول الدين - 00:13:58ضَ

هي ما لا يقبل الاجتهاد في ابواب الاعتقاد او الاحكام وفروع الدين ما يقبل الاجتهاد. في ابواب الاعتقاد او الاحكام والمعنى الثاني صحيح وهو الذي دلت عليه دلائل الشرع. اما المعنى الاول فانه معنى باطل - 00:14:28ضَ

عليه القائلون به من المعتزلة وغيرهم احكاما تخالف الدلائل الشرعية. وزيفه واظهر غلطه ابو العباس ابن تيمية وتلميذه ابو عبد الله ابن القيم رحمهما الله تعالى. والثالث ان كل حديث منها قاعدة - 00:14:53ضَ

من قواعد الدين وصفه العلماء بان مدار الاسلام عليه او هو نصف الاسلام او ثلثه او ربعه او غير ذلك. والرابع ان كل هذه الاحاديث صحيحة. واسم الصحيح عنده واقع بمعنى - 00:15:13ضَ

المقبول واسم الصحيح عنده واقع بمعنى المقبول فيندرج فيه الصحيح والحسن على حد سواء. فيندرج فيه الصحيح والحسن على حد سواء. وهذه عادة جماعة من المحدثين يوقعون اسم الصحيح على ما يشمل الحسن - 00:15:33ضَ

ابي بكر ابن خزيمة وابي حاتم ابن حبان وابي عبدالله ابن البيع الحاكم وابن الجارود في اخرين يريدون بالصحيح فيما كان مقبولا ويندرج في ذلك الحسن. وحكمه على تلك الاحاديث بانها صحاح باعتبار ما اداه اليه - 00:15:53ضَ

اجتهاده فاداه اجتهاده الى القول بثبوت هذه الاحاديث. وفي بعضها خلف يأتي ذكره في مواضعه وخامسها ان معظمها في صحيحي البخاري ومسلم ان معظمها في صحيح البخاري ومسلم. وعدة ما فيها من احاديث الكتابين اتفاقا وانفرادا. تسعة وعشرون - 00:16:13ضَ

حديث وعدة ما فيها من احاديث الصحيحين اتفاقا وانفرادا تسعة وعشرون حديثا. والسادس انه يذكرها محذوفة الاسانيد. انه يذكرها محذوفة الاسانيد. وعلله بقوله ليسهل حفظ ويعم الانتفاع بها. لان الاسناد مرقاة توصل الى المتن. فاذا استغني عن هذه - 00:16:43ضَ

المرقاة بكون الحديث معروفا في كتاب مسند رواه باسناده جعل عظم الاجتهاد في حفظ المتون فحفظ المتون المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم اكمل من العناية بحفظ الاسانيد معها. ومن هنا تواطؤ - 00:17:13ضَ

واهل العلم على البداءة بحفظ المختصرات المجردة. فيحفظون الاربعين النووية. ثم عمدة الاحكام ثم بلوغ المرام ثم رياض الصالحين. وعلى هذه الكتب الاربعة تدور الاحاديث التي يحتاج اليها. في ابواب الدين. فان كان للمرء فظل قوة ومزيد حفظ فان له ان يحفظ بعد ذلك بالاسانيد وهي زينة - 00:17:33ضَ

للرواية وليست اصلا فيها وعظم العلم في السنة ان تحفظ المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم في متونه فان فتح لك حفظ الاسانيد فهذا شيء مستحسن. لكنه من ملح العلم لا من صلبه - 00:18:03ضَ

طلب العلم في حفظ المتون. واما الاسانيد فانها زينة للمروي كما قال الخطيب البغدادي وغيره. وهذه الزينة انما يحتاج اليها على وجه الفضل والزيادة. لا على وجه الاصل لانها موجودة في تأليف محفوظة مروية - 00:18:23ضَ

والسابع انه يتبعها بباب في ضبط خفي الفاظها. انه يتبعها بباب في ضبط خفي الفرض وهذا الباب ساقط من اكثر نشرات الكتاب. وهو من المنزلة بمكان عظيم. والدأب على هذه العادة يورث المتلقي سعة في علم العربية. فلو ان كل متن اعتني في - 00:18:43ضَ

فيه بضبط خفي الفاظه وبيان معانيها صار ثروة عظيمة في معرفة لسان العرب يتلقاها العلم شيئا فشيئا. وللنووي رحمه الله تعالى عناية بينة بهذا. فكم ختم كتابا له بمثل هذه الصنيعة - 00:19:13ضَ

كختمه الاربعين النووية بهذا الباب. وختمه بستان العارفين بهذا الباب. وافرد كتابا نافعا في ذلك هو تهذيب الاسماء واللغات. فانه كتاب قصد فيه ظبط الاسماء واللغات دائرتي في كتاب من كتب فقه الشافعية خاصة. وهو نافع في العلم كله. نعم - 00:19:33ضَ

الحديث الاول عن امير المؤمنين ابي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى. فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته - 00:20:02ضَ

الى الله ورسوله ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها او ينكحها فهيرته الى ما هاجر اليه رواه امام وابو الحسين مسلم ابن الحجاج ابن مسلم القشيري النيسابوري. في صحيحهما صحيحيهما. في - 00:20:22ضَ

في صحيح في في صحيحهما الذين هما اصح الكتب المصنفة. هذا الحديث لا يوجد بهذا السياق التام عند البخاري ولا مسلم. وهو ملفق من روايتين منفصلتين عندهما متفقا على روايته من حديث يحيى بن سعيد للانصاري عن محمد بن ابراهيم عن علقمة - 00:20:52ضَ

ابني وقاص عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انما الاعمال بالنية الحديث ولفظ النيات عند البخاري وحده. وقوله صلى الله عليه وسلم انما الاعمال - 00:21:29ضَ

النيات وانما لكل امرئ ما نوى جملتان تتظمنان خبرين احدهما بيان حكم الشريعة على العمل. بيان حكم الشريعة على العمل. في قوله انما الاعمال بالنيات. اي معلقة بالنيات. والاخر حكم الشريعة على - 00:21:49ضَ

عامل حكم الشريعة على العامل في قوله وانما لكل امرئ ما نوى والنية شرعا هي ارادة القلب العمل تقربا الى الله. والنية شرعا هي ارادة القلب العمل تقربا الى الله. وهذا الحد يبين - 00:22:20ضَ

نورا اولها ان متعلق النية هو الارادة. ان متعلق النية هو الارادة وثانيها ان محل النية هو القلب. ان محل النية هو القلب وثالثها ان المميز للنية المطلوبة شرعا هو وقوع التقرب ان المميز - 00:22:53ضَ

للنية المطلوبة شرعا هو وقوع التقرب. فبوقوع التقرب تتميز النية الشرعية عن مطلق النية. فان كل ارادة قلبية على شيء تسمى نية باعتبار اصلها اللغوي لكن النية المطلوبة منا شرعا هو ان تنضم القلوب على ارادة التقرب الى الله سبحانه وتعالى - 00:23:23ضَ

ولما قرر النبي صلى الله عليه وسلم هاتين المقدمتين ضرب مثلا يتبين به في المقال فذكر عملا واحدا هو الهجرة. يختلف باختلاف النية فيه فذكر ان من هاجر الى الله ورسوله نية وقصدا. فقد هاجر - 00:23:53ضَ

الى الله ورسوله جزاء وثوابا ان من هاجر الى الله ورسوله نية وقصدا فقد هاجر الى الله رسوله ثوابا واجرا. ثم ذكر ان من هاجر لدنيا يصيبها او امرأة يتزوجها فليس له من نيته الا ما نوى. فالاول تاجر والاخر نكح - 00:24:23ضَ

وتقدم ان الهجرة شرعا هي ايش عبد الرحمن هي ترك ما يكرهه الله ويأباه الى ما يحبه ويرضاه. واختار النبي صلى الله عليه وسلم من انواع العمل فرضا اختص بمعنى وهو الهجرة - 00:24:53ضَ

فلماذا لماذا خص الهجرة بالذكر احسنت ضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثلا بالهجرة لان العرب لم تكن تعرف هذا العمل في احوالها ان العربي شديد الولع بارضه عظيم المحبة لها. فلا يخرج منها الا في طلب كلأ ثم يرجع - 00:25:20ضَ

اليها او اذا غلب عليها فاخرج منها قهرا. اما الخروج منها اختيارا فلا تكاد تعرفه العرب هذا شهرت منازل القبائل فيها. فيعرف ان قريشا هي في مكة وان ثقيفا هي في الطائف. وان - 00:25:53ضَ

الخزرج والاوس هما في المدينة. ولا يعرف لهم موضع الا هذا الموضع. فلا يتحولون عنه الا لامر طارئ طلب كلأ فيخرجون في مرابع شيء من الارض ثم يرجعون الى بلادهم او اذا غلبوا على ذلك وقهروا خرجوا - 00:26:13ضَ

منها مكرهين. اما فعل ذلك بالاختيار فلا تعرفه العرب. فلما جاءت الشريعة بالامر بالهجرة كان من تعظيم هذا العمل بيان ما فيه من الثواب العظيم لمن حسنت نيته. وبيان ما يفوت العبد فيه اذا لم تحسن نيته - 00:26:33ضَ

نعم الحديث الثاني عن عمر رضي الله عنه ايضا قال بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم اطلع علينا رجل شديد بياض الثياب. شديد سواد الشعر لا يرى عليه اثر السفر. ولا يعرفه منا احد - 00:26:53ضَ

حتى جلس الى النبي صلى الله عليه وسلم فاسند ركبتيه الى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال يا محمد اخبرني عن الاسلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الاسلام ان تشهد ان لا - 00:27:16ضَ

لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج ان استطعت اليه سبيلا قال صدقت فعجبنا له يسأله ويصدقه قال فاخبرني عن الايمان. قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر. وتؤمن بالقدر خيره - 00:27:36ضَ

وشره. قال صدقت. قال فاخبرني عن الاحسان. قال ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه قال فاخبرني عن الساعة. قال ما المسئول عنها باعلم من السائل؟ قال فاخبرني عن اماراتها. قال انت لذا - 00:28:03ضَ

هكذا اماراتية ولا اماراتية عندك بعد الراء الف لا نعم. فاخبرني عن امارتها. هم. هكذا في نسخة خطية مقروءة على تلميذ المصنف ابن العطار وهذه المتون يعني وقع فيها كثير من التحريف - 00:28:24ضَ

سواء هذا الكتاب او غيره من المتون والحمد لله اننا مع البحث وجدنا نسخا نفيسة فان موضعا من الواسطية كان مشكلا على مشايخنا حتى ان الشيخ محمد ابراهيم جوابا فيه - 00:28:50ضَ

تبين انه خلاف الصواب. لاننا وجدنا نسخة من الواسطية مقروءة على ابن تيمية. فتكون عمدة. ولهذا ذكر ابن المواق في سنن المهتدين وغيره ان اول مقاصد ايضاح المتون تصحيحها اول مقاصد ايضاح المتون تصحيحها اذا اردت ان تعلم الناس متنا ما فلا ينبغي لك ان تعلمه قبل ان تصححه لانك اذا - 00:29:03ضَ

لم تصححه ربما وقعت في شرحه على خلاف الصواب كالواقع في نسخة من الواسطية عند ذكر الكرامات وهي واقعة في جميع فرق الامة. فان من الشراح من شرحها على هذا المعنى - 00:29:31ضَ

والصواب وهي واقعة في جميع قرون الامة وبين المعنيين بون شاسع فلا بد ان يحرص طالب العلم على تصحيح المتن. واذا حفظ الانسان دون تصحيح وقع فيما لا يستطيع ان ينزعه من نفسه - 00:29:50ضَ

مثلنا ومثل الاخ فؤاد يعني النسخ القديمة تجد اماراتها اماراتها. لكن النسخة التي قرأت على ابن العطار تلميذ المصنف فانها امارتها. ومن الاربعين النووية نسخة شريفة القدر عليها خط المصنف النووي رحمه الله تعالى. محفوظة في مكتبة خاصة عند بيت علم في دمشق لم يمكنوا احدا - 00:30:08ضَ

بالنظر فيها والاستفادة منها الا رجلا توفي قبل ستين سنة شرح الاربعين واعاروه هذه النسخة اثبتها واثبت صورتها وهو الشيخ صالح الفرفور فهذه النسخة عند ال عابدين وهم بيت علم في دمشق حررها الله عز وجل من - 00:30:36ضَ

النصيريين. نعم. احسن الله اليكم قال انت لذا الامة ربتها وان ترى الحفاة العراة عالة رعاع الشاة يتطاولون في البنيان قال ثم انطلق فلبثت مليا ثم قال يا عمر اتدري من السائل؟ قلت الله ورسوله اعلم. قال - 00:30:56ضَ

فانه جبريل اتاكم يعلمكم دينكم. رواه مسلم. هذا الحديث اخرجه مسلم في صحيحه وليس في النسخ التي بايدينا منه قوله جلوس ووقع في اخره ثم قال لي يا عمر رواه من حديث عبدالله ابن بريدة عن يحيى ابن - 00:31:20ضَ

يعمر عن ابن عمر رضي الله عنه عن ابيه عمر ابن الخطاب رضي الله عنه فذكر الحديث وقوله فاسند ركبتيه الى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه اي اسند ركبتيه الى ركبتي النبي صلى الله عليه وسلم ووضع كفيه على ايش - 00:31:48ضَ

على فخذي النبي صلى الله عليه وسلم ها على فقدي النبي صلى الله عليه وسلم طيب من اين احسنت على فخذي النبي صلى الله عليه وسلم وقع التصريح بذلك لا تقل في رواية النسائي عند النسائي من حديث ابي ذر - 00:32:16ضَ

وابي هريرة مقرونين واسناده صحيح. وانما يقال في رواية النسائي اذا كانت رواية من حديث عمر نفسه اما اذا كانت رواية منفصلة فلا يقال فيها في رواية بل يقال في حديثي. فعند النسائي من حديث ابي هريرة وابي ذر - 00:32:41ضَ

من غفار في ذكر هذا الخبر ان الواضع اليدين على الفخذين هو الداخل على النبي صلى الله عليه وسلم وضع كفيه على فخذي النبي صلى الله عليه وسلم طيب لماذا فعل ذلك - 00:32:59ضَ

احسنت والباعث على ذلك اظهار شدة حاجته وافتقاره الى جواب سؤاله. وهذا امر تعرفه العرب الى يومنا هذا في طلبها حاجة تريدها فان الواحد منهم يلقي بنفسه على غيره اما بوضع يديه على ركبتيه او - 00:33:18ضَ

بتقبيل رأسه او بالقاء شيء من لباسه عليه كل ذلك تحقيقا لاظهار الحاجة والفاقة الى ما عنده وقوله اخبرني عن الاسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله الحديث - 00:33:42ضَ

فيه بيان حقيقة الاسلام واركانه. وستأتي في الحديث التالت. وقوله فاخبرني عن الايمان. قال ان تؤمن الله وملائكته وكتبه ورسله. الحديث فيه بيان حقيقة الايمان واركانه. وتقدم ان الايمان يقع شرعا على معنيين. وتقدم ان الايمان يقع شرعا على معنيين احدهما عام - 00:34:02ضَ

وهو التصديق الجازم بالله باطنا وظاهرا. التصديق الجازم بالله باطنا وظاهرا تعبدا له بالشرع المنزل تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام ومن المشاهدة والمراقبة. وهذا المعنى يكون به الايمان اسما للدين كله. والاخر خاص وهو - 00:34:32ضَ

الاعتقادات الباطنة والاخر خاص وهو الاعتقادات الباطنة فانها تسمى ايمانا. وهذا المعنى هو المقصود اذا قرن الايمان بالاسلام والاحسان. فاذا انتظم في جملة ذكر هذه المراتب الثلاث فان ان المراد بالايمان حينئذ هو الاعتقادات الباطنة. وذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث اركان الايمان الستة - 00:35:02ضَ

وتقدمت في شرح ثلاثة الاصول. وقوله فاخبرني عن الاحسان. قال ان تعبد الله كانك تراه الحديث فيه بيان حقيقة الاحسان واركانه فيه بيان حقيقة الاحسان واركانه وتقدم ان الاحسان يتصرف في الوضع العربي على معنيين يتبين بهما حقيقته الشرعية - 00:35:32ضَ

ايش احدهما الاتقان واجادة الشيء. ومحله الخالق والمخلوق وهو المراد فيها هذا الحديث وهو المراد في هذا الحديث. والمذكور منه الاحسان مع الخالق والمذكور منه الاحسان مع الخالق والاخر ايصال النفع والاخر ايصال النفع ومحله المخلوق دون الخالق وليس مرادا - 00:36:02ضَ

في هذا الحديث والاحسان مع الخالق سبحانه وتعالى يجيء على معنيين مع الخالق سبحانه وتعالى يجيء على نوعين احدهما احسان معه في حكمه القدري كيف بالصبر الاقدار احدهما احسان معه في حكمه القدري بالصبر على الاقدار والاخر احسان - 00:36:40ضَ

معه في حكمه الشرعي احسان معه في حكمه الشرعي بتصديق الخبر الطلب بتصديق الخبر وامتثال الطلب. فعلا للمأمورات وتركا للمنهيات قادا لحل الحلال فعلا للمأمورات وتركا للمنهيات واعتقادا لحل الحلال. وذكرنا - 00:37:12ضَ

فيما سلف ان الحقيقة الشرعية للاحسان هو اتقان الباطن والظاهر لله تقربا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم. اتقان الباطن والظاهر لله تعبدا له بالشرع المنزل على محمد - 00:37:42ضَ

صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة. وذكرنا فيما سلف انه بهذا المعنى يكون الاحسان اسما للدين كله وهذه المعاني تقدم بيانها في شرح ثلاثة الاصول. اما ركن الاحسان فتقدم انهما ايش - 00:38:02ضَ

ركن الاحسان احدهما على عهد قريب يا اخوان ها الاحسان ركن واحد. اذا كان ركن واحد معناه شيء واحد. ما يصير له اركان الان اذا قلنا هذه الطاولة داخل الطاولة - 00:38:22ضَ

هذا الشيء لو قلنا هذا له ركن واحد وهو هذه الصنعة صار شيئا واحدا. فالشيء الواحد هو الذي يكون ركنه واحد. ولا يطلق الركن فيه لكن هذا اجيب به عن قول امام الدعوة في ذلك الاصول والاحسان ركن واحد يعني شيء واحد. اما الركن فلا بد من تعدد - 00:38:39ضَ

لان الركن عندهم ما تتألف منه الماهية. هذا هو الركن. ما تتألف منه الماهية. وشرطه تعدد ان يكون اثنين فاكثر فان لم يكن الا واحدا كان هو الشيء نفسه فلا يقال فيه الركن وركن الاحسان احدهما - 00:38:59ضَ

ان تعبد الله يعني عبادة الله والاخر ان يكون ايقاع تلك العبادة على مقام المشاهدة او المراقبة ان يكون ايقاع تلك العبادة على مقام المشاهدة او المراقبة. وقوله فاخبرني عن امارتها. بالافراج - 00:39:19ضَ

مفتوحة الهمزة اي علامتها. وذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث علامتين للساعة. الاولى لا ان تلد الامة ربتها. الاولى ان تلد الامة ربتها. والامة هي الجارية المملوكة - 00:39:39ضَ

والربة مؤنث الرب. والربة مؤنث الرب. وتقدم ان الرب يدور في لسان العرب على ثلاثة معاني هي احدها السيد وثانيها المالك وثالثها المصلح للشيء القائم عليه احدها السيد وثانيها المالك وثالثها المصلح للشيء القائم عليه. فعلى هذه المعاني الثلاثة يدور معنى الربع - 00:39:59ضَ

العرب ذكره ابن الانباري وغيره. واما ما زاده المتأخرون حتى بلغها الشجاع احمد بن احمد الازهري. ثلاث ان معنى في نظم له فان تلك المعاني كلها ترجع الى تلك الثلاثة. ومن كمال المعرفة بالعربية - 00:40:36ضَ

ردها الى اصولها لا تشقيقها. وهذا هو الذي كان عليه علماء العربية القدامى. فان الانتفاع بكلامهم في معرفة معاني الكلام اعظم من الانتفاع بتأليف المتأخرين. ومن اعظم تأليف الاوائل كتاب مقاييس اللغة - 00:40:56ضَ

لابن فارس فانه كتاب يعتني فيه مصنفه برد الكلام الى اصوله الجامعة فاذا ثبتت هذه الاصول في النفس امكن لمن تعاطى علم التصريف خاصة ان يعرف معاني الكلام دون حاجة الى نظر في - 00:41:16ضَ

المعاجم لان كلام العرب يرد الى اصل واحد وهذا معنى خلاف النحات في اصل المشتقات هل هو المصدر ام الفعل على قولين فالبصريون يقولون هو المصدر والكوفيون يقولون هو الفعل واصح القولين ان مصدر الاشتقاق عند العرب هو - 00:41:36ضَ

المصدر قال الحريري في ملحة الاعرابي والمصدر الاصل واي اصل ومنه يا صاح اشتقاق الفعل. فاذا عرف العبد اصول معاني الكلام عند العرب امكنه ان يرد تلك المشتقات ولو لم تطرق سمعه من قبل الى تلك الاصول. قيل - 00:41:56ضَ

للمازني لما سميت الخيل خيلا. فقال الا ترى الى ما في مشيتها من الخيلاء؟ يعني انها سميت بهذا الاسم للخيلاء التي فيها وقال له رجل لما سميت من منى؟ قال لما يمنى فيها من الدماء يعني يراق فيها من - 00:42:16ضَ

الدماء وقال الزبيدي في تاج العروس سمعت شيخنا عبدالخالق بن ابي بكر المزجادي يقول انما سمي رئيس القوم رئيسا لانه يأخذ برأس الرجل. انما سمي الرئيس رئيسا لانه يأخذ برأس الرجل. يعني يحكم فيه ويمضي - 00:42:36ضَ

فيه حكمه فاذا فقه المرء اصول الكلام في العربية مع اتقان علم التصريف لم يحتج الى كثير من معاجم متأخرين وهذا هو فقه اللغة على الحقيقة والذي يكون فقه اللغة مطبوعا في نفسه يرد حتى كلام العامة الى - 00:42:59ضَ

اصول عربية العامة في البلاد العربية خاصة في جزيرة العرب والشام والعراق وما قاربها كلامهم العامي اصوله العربية تعرفون شيئا عندنا في هذه البلاد يسمى الروب. اللي هو الزبادي يسمونه باللغة العامية ايش - 00:43:19ضَ

يسمونه الروب وربما في غير هذه البلاد. لماذا سمي الرو؟ لان اصله من الريب وهو التحرك والاضطراب. هذا النوع من اللبن لا يكون سائلا ولا يكون كذلك جامدا ولكن يكون فيه اضطراب فهو يرجع الى هذا المعنى وهذا كثير في كلام العرب والمقصود - 00:43:37ضَ

ان تعتني بمعرفة اصول كلام العرب وترد هذا الكلام الذي في كلامهم الفصيح او كلام العامة منهم الى تلك الاصول فيحصل لك معرفة واسعة باللسان ولو لم تطالع كتب المتأخرين كالقاموس وغيره. والثانية ان يتطاول الحفاة - 00:43:57ضَ

العراة العالة ان يتطاول الحفاة العراة العالة رعاء الشاي في البنيان. والحفاة هم الذين الذين لا ينتعلون والعراة هم الذين لا يسترون ابدانهم بشيء من الثياب. والعالة هم الفقراء وقوله مليا اي زمنا طويلا. وقوله مليا اي زمنا طويلا. بفتح الميم - 00:44:17ضَ

وكسر اللام وتشديد الياء. ووقع في رواية هذا الحديث عند اصحاب السنن تقدير تلك المدة بقوله ثلاثا فلبثت ثلاثا ثلاثة ايام ولا ليالي ها ايام ام ليال لماذا اذا كان العدد مذكر يصير المعدود مؤنث. وهذا خلاف قاعدة اهل العربية. فان قاعدة اهل العربية انه اذا - 00:44:50ضَ

حذف المعدود جاز التذكير والتأنيث. اذا حذف المعدود جاز التذكير والتأنيث ومنه حديث ابي ايوب عند مسلم من صام رمضان ثم اتبعه ستا من شوال. وكانت القاعدة ان يكون ستة ولكنه لما حذف - 00:45:27ضَ

في المعدود جاز التذكير والتأنيث. فيحتمل ان يكون ثلاثة ايام ويحتمل ان يكون ثلاثة ليال. ووقع تقييدها في بعض الروايات من وجه لا يثبت. فالاظهر اطلاق ذلك وانه لبث ثلاثا اما ثلاثة ايام او ثلاث ليال. ثم اخبره النبي - 00:45:47ضَ

صلى الله عليه وسلم الخبر. نعم الحديث الثالث عن ابي عبد الرحمن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله واقام الصلاة وايتاء الزكاة - 00:46:07ضَ

وحج البيت وصوم رمضان. رواه البخاري ومسلم هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم. فهو من المتفق عليه واللفظ لمسلم. رواياه من حديث حنظلة بن ابي سفيان عن عكرمة بن خالد عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما. وقوله بني الاسلام - 00:46:32ضَ

المراد به الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم وتقدم تحقيق معنى الاسلام في الشر ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم اركان الاسلام ممثلا له ببنيان له - 00:46:58ضَ

خمس دعائم هي اركانه التي يدور عليها. وما عداها من شرائع الاسلام فهي ليست اركانا فشرائع الاسلام نوعان. فشرائع الاسلام نوعان. احدهما شرائع هي اركان. وهي هذه الخمسة ليس غير احدها شرائع هي اركان وهي هذه الخمسة ليس غير ولا تقل لا غير - 00:47:18ضَ

والاخر شرائع ليست اركانا. شرائع ليست اركانا. وهي ما هذه الخمسة فكل شيء من شرائع الاسلام فرضا كان او نفلا سوى هذه الخمسة فانه ليس من جملة الركن وتقدم فيما سلف بيان حقائق الاركان الخمسة فذكرنا ان الشهادة - 00:47:48ضَ

التي هي ركن من اركان الاسلام هي ايش هذا ما يؤدي المعنى ها نعم احسنت هي الشهادة لله بالتوحيد ولمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة. والصلاة التي هي ركن من اركان - 00:48:18ضَ

الاسلام هي هي الصلوات الخمس المفروضة. الصباح وش قلت الصبح قلت الصلوات المفروضة. والان قلت الصلوات الخمس المفروضة وهو الصواب. الصلوات الخمس المفروضة في اليوم والليلة. و الزكاة التي هي ركن من اركان الاسلام ايش - 00:48:40ضَ

ابو عبد الرحمن هي الزكاة المعينة في الاموال هي الزكاة المعينة في الاموال والصوم الذي هو ركن من اركان الاسلام هو صيام شهر رمضان. هو صيام شهر رمضان. صحيح العبارة ولا ناقصة - 00:49:08ضَ

عبد الرحمن هناك قصة وش الصواب احسنت هو صيام شهر رمضان في كل سنة هو صيام شهر رمضان في كل سنة. والحج الذي هو ركن من اركان الاسلام هو حج بيت الله الحرام ايش - 00:49:30ضَ

مرة لا في العمر وليس في العام هو حج بيت الله الحرام مرة في العمر فهذه هي الاقدار المبينة حقائق اركان الاسلام. وما زاد عن هذه الحقائق ولو كان واجبا فانه لا يدخل في - 00:49:49ضَ

الركن كزكاة الفطر فانها واجبة لكنها ليست مما يشمله اسم الزكاة التي هي ركن وكحج النذر في حق من نذر ان يحج الى بيت الله الحرام فانه يكون فرضا عليه لكنه لا يكون من جملة - 00:50:09ضَ

الركن الذي هو ركن من اركان الاسلام. فلو قدر ان انسانا نذر ان يحج لله عز وجل هذه السنة. ثم جحد هذا النذر وانكره. فانه يكون كافرا ام لا يكون كافرا - 00:50:29ضَ

لا يكون كافرا لكن لو انه جحد الحج الذي هو فرض عليه من اركان الاسلام فانه يكون فانه يكون كافرا فمعرفة ما يبين حقائق اركان الاسلام تتبين به كثير من الاحكام. نعم - 00:50:49ضَ

الحديث الرابع عن ابي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوما. ثم يكون علقة مثل ذلك. ثم يكون - 00:51:12ضَ

مضغة مثل ذلك ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر باربع كلمات لكاتب رزقه واجله وعمله وشقي ام سعيد هو الذي لا اله غيره ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه - 00:51:32ضَ

الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها. وان احدكم ليعمل بعمل اهل النار حتى ما يكون بينه وبينها الا نادرا فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل الجنة فيدخلا. رواه البخاري ومسلم. هذا الحديث مخرج - 00:51:54ضَ

في الصحيحين كما ذكر المصنف فهو من المتفق عليه. الا انه ليس بهذا اللفظ عند احدهما سياقات المخرجة في كتابيهما تقاربه. وهو عندهما من حديث سليمان ابن مهران الاعمش عن زيد ابن وهب - 00:52:14ضَ

عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا. وقوله ان احدكم يجمع خلقه المراد بالجمع الض ومحله الرحم. المراد بالجمع الضم. ومحله الرحم. وحقيقته ان الله يجمع خلقه في الاربعين الاولى جمعا خفيا. فتتميز صورة الجنين اجمالا لا تفصيلا - 00:52:34ضَ

فتتميز صورة الجنين اجمالا لا تفصيلا. ارتضاه ابو عبد الله ابن القيم في كتاب التبيان والنطفة هي ماء الرجل وماء المرأة ومبتدأ الخلق من اجتماعهما ووقع التصريح بتعلق الجمع بالنطفة في بعض الروايات. لكنها ليست في الصحيح فليس في الصحيح ان احدكم - 00:53:04ضَ

يجمع خلقه نطفة في بطن امه فذكر النطفة خارج الصحيحين الا انها حقيقة الجمع المذكور. وقوله ثم كونوا علقة اي بعد كونه نطفة. والعلقة هي القطعة من الدم. هي القطعة من - 00:53:34ضَ

وفيها يبدأ تفصيل الاجمال وفيها يبدأ تفصيل الاجمال في الخلق. وقوله ثم يكون مضغة اي بعد العلقة والمضغة هي القطعة الصغيرة من اللحم هي القطعة الصغيرة من اللحم وقوله ثم يرسل اليه الملك ثم ينفخ فيه الروح ويؤمر باربع كلمات وقع - 00:53:54ضَ

في صحيح البخاري التصريح بان الامر بالكلمات الاربع قبل نفخ الروح يؤمر بهذه الكلمات الاربع ثم تنفخ فيه الروح. وكتابة المقادير تقع في الرحم مرتين وكتابة المقادير تقع في الرحم مرتين الاولى بعد الاربعين الاولى في اول - 00:54:24ضَ

الثانية بعد الاربعين الاولى في اول الثانية جاء ذكرها في حديث حذيفة عند مسلم والثانية كتابتها بعد الاربعين الثالثة كتابتها بعد الاربعين الثالثة اي بعد اربعة اشهر وجاء ذكرها في حديث عبد الله ابن مسعود عند البخاري ومسلم وهو حديث الباب. والقول - 00:54:54ضَ

بتكرار كتابة المقادير هو الذي تجتمع به الادلة. وانتصر له ابو عبد الله ابن القيم في التبيان وشفاء وتهذيب سنن ابي داود فذكر ان هذا هو القول الذي ينتهي اليه النظر التام جمعا بين الادلة وتأليف - 00:55:27ضَ

لها وهو احسن الاقوال في هذه المسألة. وهذه المسألة احدى المسائل التي حطم فيها ابن القيم وقام وقعد وكررها وفي اكثر من كتاب وذكر فيها كلام اهل الطب وغيرهم في تصوير الجنين ومراحل تمييزه فيه. ورد كثيرا من المقالات - 00:55:47ضَ

مشهورة عند جماعة من العلماء مما هو خلاف الصواب شرعا وقدرا اذا تقرر هذا فلماذا تكررت كتابة المقادير؟ ما الجواب لماذا طيب تتكرر ايش تأكيدا لوقوعها ونفوذها تأكيدا لوقوعها ونفوذها فان الشيء اذا اعيدت كتابته ثبت اكثر من كتبه مرة - 00:56:07ضَ

واحدة ككتابتك عند لشيء بقلمك فاذا اعدت عليه رسم القلم مرة ثانية اكدته وقررته وهذا هو المعنى المراد في كتابة المقال وقت الاذان لاني كأني سمعت المؤذن. كنت حنا مؤخرين. المقصود ان تكرار المقادير المقصود منه تأكيد نفوذها وجريان القدر بها - 00:56:47ضَ

وقوله ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة الحديث اي فيما يظهر للناس. اي فيما يظهر للناس. وقع التصريح بذلك في حديث سهل ابن سعد في الصحيحين فليس الحديث مأخوذا بظاهره المتبادر دون تقييد بل يقيد - 00:57:12ضَ

بحديث سهل بن سعد وان العبد يكون له في خبيئة امره ما يخالف ظاهره فهو يعمل بعمل اهل في الظاهر للناس وفي باطنه خبيئة من عمل اهل النار. ومقابله من يعمل بعمل اهل النار فيما يظهر للناس - 00:57:32ضَ

وفي باطنه خبيئة يعمل فيها بعمل اهل الجنة. فيكون من اثار ظهور عدل الله سبحانه وتعالى وفضله ان يظهر خبيئة كل فيسبق الكتاب على العامل بعمل اهل الجنة في الظاهر ويظهر عليه عمل اهل النار - 00:57:52ضَ

يكون من اهلها ويقع مقابله في مقابله. وهذا معنى قول سعيد ابن جبير ان الرجل ليعمل الحسن متى يدخل بها النار؟ وان الرجل ليعمل السيئة يدخل بها الجنة. اي ان عامل الحسنة بقي ناظرا اليها - 00:58:12ضَ

معظما لها ممتنا بها على الله عز وجل متجرأا في خلاف امره في غيرها. فيوجب ذلك له دخول النار. واما عامل السيئة فانه بقي خائفا اثر ذنبه مرتجيا من الله عز وجل رحمته مع وقوع اعمال له على خلاف طريقة اهل الجنة - 00:58:32ضَ

فيؤاخذ الله عز وجل الاول بعدله ويعامل الثاني بفضله نعم الحديث الخامس عن ام المؤمنين ام عبدالله عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. رواه البخاري ومسلم. وفي رواية لمسلم من عمل - 00:58:52ضَ

عملا ليس عليه امرنا فهو رد. وقد علقها البخاري هذا الحديث مخرج في الصحيحين ايضا فهو من المتفق عليه. واللفظ المذكور ثانيا هو عند مسلم من وحده موصولا. اما البخاري فعلقه. وتقدم ان المعلق من الحديث ايش - 00:59:24ضَ

احسنت من سقط من مبتدأ اسناده فوق المصنف راو او اكثر ما سقط من مبتدأ الاسناد فوق المصنف راو او اكثر. وفي الحديث مسألتان عظيمتان. وفي الحديث مسألتان عظيمتان الاولى بيان حد المحدثة في الدين بيان حد المحدثة في الدين التي سمتها الشريعة - 00:59:51ضَ

بدعة. ففي حديث العرباض عند اصحاب السنن الا النسائي قوله صلى الله عليه وسلم فان كل محدثة بدعة فالمحدثات في الدين تسمى شرعا بدعا. وفي هذا الحديث بيان حد المحدثة في الدين. والتعريف بحقيقة - 01:00:23ضَ

البدعة باربعة امور. والتعريف بحقيقة البدعة باربعة امور. اولها انها احداث انها احداث فلا تكون احياء لما تقرر في الشرع. فلا تكون احياء لما تقرر في الشرع وثانيها ان هذا الاحداث في الدين ان هذا الاحداث في الدين لا في الدنيا ان هذا الاحداث في الدين - 01:00:43ضَ

لا في الدنيا وثالثها ان هذا الاحداث في الدين مما ليس منه ان هذا الاحداث في الدين مما ليس منه اي لا يرجع الى اصوله ومقاصده. اي لا يرجع الى اصوله ومقاصده. ولا يقوم على قواعده ومعاقده - 01:01:16ضَ

ولا يقوم على قواعده ومعاقده. ورابعها ان هذا الاحداث في الدين بما ليس منه يقصد منه التعبد ان هذا الاحداث في الدين مما ليس منه يقصد به التعبد. وله درجتان - 01:01:40ضَ

وله درجتان. الاولى ان يفعله تقربا. ان يفعله تقربا. فيتدين به تقربا الى الله فيتدين به تقربا الى الله. والاخرى ان يلتزم كونه دينا ولو لم يفعله ان يلتزم كونه دينا ولو لم يفعله. يعني لو ان انسانا احدث في الدين مما ليس منه بقصد - 01:02:00ضَ

التعبد ورآه دينا لكن لم يفعله. يكون بدعة او ما يكون بدعة؟ يكون يكون بدعة. يكون بدعة لان مرتكب البدعة قصده بذلك حصول التقرب اما بفعله او باعتقاده. فتكون البدعة شرعا - 01:02:30ضَ

عن ما احدث في الدين مما ليس منه بقصد التعبد. ما احدث في الدين مما ليس منه التعبد وهذا الحج مستفاد من اين من حديث عائشة نفسه من حديث عائشة نفسه - 01:02:51ضَ

ومما ينبه اليه ان الحقائق الشرعية يستغنى بما جاء من بيانها في القرآن والسنة. يستغنى بما جاء في بيانها في القرآن والسنة. فاذا ابين عن تلك الحقيقة في القرآن او السنة قدم ما فيهما - 01:03:17ضَ

على غيرهما مثلا لو اراد احد ان يعرف التواضع كيف يعرفه احسنت اجلال الناس اجلال الخلق واعظامهم. يعني هذا هذا هو التواضع كما بينه الشرع. ولا حاجة الى كبير كلام. يعني النبي صلى الله عليه وسلم لما - 01:03:37ضَ

ذكر الكبر قال بطر الحق وغمض الناس يعني دفع الحق ورده واحتقار الناس. فيكون التواضع هو قبول الحق واعظام خلقي قبول الحق واعظام الخلق. فاذا اردت ان تطلب بيان حقيقة شرعية فاطلبها اول ما تطلب في القرآن - 01:04:08ضَ

والسنة ومن فتح له هذا الباب رأى كثيرا من الخلل في بيان الحقائق الشرعية عند المتأخرين. فتترك الحقيقة الشرعية مبينة ويفزع الى بيان اخر لتلك الحقيقة بكلام لا يخلو من اعتراضات كالكلام المذكور في حج البدعة عن جماعة من - 01:04:28ضَ

مصنفين فانه لا يخلو من اعتراضاته لكن الحد سالم من الاعتراض لانه هو مضمن حديث عائشة رضي الله عنها الخبر الذي اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم عن البدعة. اما المسألة الثانية في الحديث فهي بيان حكم البدعة - 01:04:48ضَ

فهي بيان حكم البدعة. في قوله صلى الله عليه وسلم فهو رد. في قوله صلى الله عليه فهو رد اي مردود اي مردود. فحكم البدعة ردها وابطالها. ورواية مسلم الاخرى - 01:05:08ضَ

من عمل عملا ليس عليه امرنا اعم من اللفظ المتفق عليه. لانها تبين رد نوعين من العمل. لانها رد نوعين من العمل احدهما عمل ليس عليه امرنا وقع زيادة على حكم الشريعة عمل - 01:05:28ضَ

ليس عليه امرنا وقع زيادة على حكم الشريعة والاخر عمل ليس عليه امرنا وقع على خلاف حكم الشريعة. عمل ليس عليه امرنا وقع على خلاف حكم الشريعة الاول في رد المحدثات. فالاول في رد المحدثات. والثاني في ابطال المنكرات - 01:05:48ضَ

فالاول في رد المحدثات. والثاني في ابطال المنكرات. فيكون الحديث المذكور اصلا في التشنيع على المحدثات الواقعة والمنكرات الظاهرة. فيبادر المرء الى رد هذا وهذا على حد سواء فهو اصل في البابين لا واحدة دون الاخر. وهذا الحديث ميزان للاعمال - 01:06:18ضَ

ظاهرة وقد نعتت الشريعة ميزان الاعمال. فجعلت ميزان الاعمال يدور على امرين. فجعلت ميزان الاعمال يدور على امرين احدهما ميزان للاعمال الظاهرة ميزان للاعمال الظاهرة وهو المذكور في حديث عائشة والاخر ميزان للاعمال الباطنة ميزان للاعمال الباطنة وهو المذكور - 01:06:48ضَ

في حديث عمر انما الاعمال بالنيات. وهو المذكور في حديث عمر انما الاعمال بالنيات. فعلى هذين الحديثين يدور ميزان الشريعة ذكره ابو العباس ابن تيمية الحفيد وعبدالرحمن ابن سعدي في مجموع الفوائد ومن لطائف - 01:07:18ضَ

العلم ان هذا الحديث وذاك لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم الا من رواية صحابي واحد. فميزان الاعمال الظاهرة لم يصح الا من حديث عائشة. وميزان الاعمال الباطنة لم يصح الا من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنهما - 01:07:38ضَ

وفي صحته عن واحد فقط من الصحابة لطيفة شريفة وهي ان الميزان لا يزن بالحق الا اذا كان الوزان واحدا فاتفقا اتقان هذا الميزان وحفظه بان لا يرويه الا واحد. فتكون الفاظه مضبوطة - 01:07:58ضَ

متقنة فالاحاديث التي تكثر الرواياتها عن النبي صلى الله عليه وسلم يقع فيها اختلاف كحديث الاسراء فانه رواه غفير من الصحابة ووقع الاختلاف بين تلك الروايات ولجلالة هذين الحديثين وتعلق ميزان الباطن والظاهر بهما - 01:08:18ضَ

اتفق وقوعه على هذه الصفة. والشريعة في خبرها اشارة الى احكامها من كمال الشريعة فان الشريعة تخبر اخبارا تشير ولو في ظاهر الحال او في ظاهر المقال الى امر يتضمنه - 01:08:38ضَ

هذا كان واقعا منه صلى الله عليه وسلم مع اصحابه في تفسير الرؤى والمنامات او فيما يكون من احوال الخلق التي عليها فمن امتلأ قلبه بعلم الشريعة استدل بالظاهر على الباطن كالمروي في صحيح البخاري ان عمر - 01:08:58ضَ

رضي الله عنه رأى رجلا فقال ان هذا كاهن فعجب من قوله جماعة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فدعاه وسأله بالله ان يصدقه خبره. فقال اني كنت كاهنا اتكهن في الجاهلية. فسأله عن اعجب ما رأى. فهو استدل بالحال الظاهر على الحال الباطنة - 01:09:18ضَ

لكن هذه الحال لا تكمن للمرء الا اذا امتلأ بعلم الشريعة حتى يرى فيما ينعته النبي صلى الله عليه وسلم من الاحوال والاقوال ما يدل على المعاني. كالذي وقع في حديث استراق الجن السمع. فان سفيان لما وصفه حرف يده - 01:09:38ضَ

يعني امالها. جعلها مائلة ثم فرق بينها. فالجن يسترقون السمع على هذه الصفة. يكون بانحراف حتى يصلوا الى السماء كالدرج. ولم يقع هذا بان يكونوا على حال استقامة. بان يركب بعضهم فوق بعض حتى يصل الى السماء - 01:09:58ضَ

مع ان الخط المستقيم هو اقرب. لكن الباطل لا يكون مستقيما. لكن الباطل لا يكون مستقيما. فارشد بهذه الحال القاهرة الى بطلان ما هم عليه. وفي كلام الائمة المهديين في العلم كابن عباس ابن تيمية وابي عبدالله ابن القيم وابي الفرج ابن - 01:10:18ضَ

وامام الدعوة محمد بن عبد الوهاب كلام عجيب اذا امعن المرء النظر فيه حار وطاش عقله من اين اتى هؤلاء بتلك المقالات كقول ابن ابو الفرج ابن رجب رحمه الله تعالى لما ذكر قطع السفر في الليل وان الارض تطوى فيه قال رحمه الله - 01:10:38ضَ

الله. وكما ان سفر الاقدام يطوى بالليل فان سفر القلوب الى الله يطوى بالليل. فان سفر القلوب الى الله يطوى بالليل يعني ما يكون من الاعمال الصالحة في الليل. وهذا المقام اذا لم تكن النفس زكية طاهرة مقبلة على الله عز وجل - 01:10:58ضَ

رأت ان مثل هذه المقالات لا نصيب لها من الحظ. ولكن المتكلم بذلك هو والله الذي لا نصيب له من الحظ. الذي حيل بين وبين كمال المعرفة والاقبال على الله سبحانه وتعالى والنظر بعين البصيرة لا بعين البصر الى حقائق الشرع فان هذا هو العلم - 01:11:18ضَ

كامل الذي يورث الانسان كمالا ومعرفة بالله عز وجل. فان المرء اذا ازداد علما ازداد جهلا بحاله. فان الذي يعرف العلم حق معرفته. اذا فتح له في العلم عظم قدر العلم. واذا كان يرى من نفسه علما كثيرا ثم يحتقر نفسه - 01:11:38ضَ

فانه يعرف قدر علم الله سبحانه وتعالى. فاذا كان هذا شيء من علمنا نحن وكل ما في الارض هو من علم الخلق ليس شيئا من علم ربنا سبحانه وتعالى. بل علم العلماء كله ليس شيئا من علم النبي صلى الله عليه وسلم. انظر كم في - 01:11:58ضَ

مكتبتك الحديثية من كتاب كم فيها من الكتب المسندة؟ كم فيها من شروح الحديث؟ كم فيها من غريب الحديث؟ كل هذا في علم رجل واحد هو النبي صلى الله عليه وسلم - 01:12:18ضَ

فاذا رأى المرء هذه الحقائق عرف حقيقة العلم وان الانسان لا لذة له في هذه الدنيا كلذة العلم والمعرفة بالله سبحانه وتعالى نسأله سبحانه وتعالى ان يفتح علينا وعليكم فتوح عباده المخلصين. وان يتولانا في الصالحين. نعم. الحديث السادس - 01:12:28ضَ

عن ابي عبدالله النعمان ابن بشير رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الحلال بين وان الحرام بين وبينهما امور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس. فمن اتقى - 01:12:48ضَ

فقد استبرأ لدينه وعرضه. ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام. كالراعي يرعى حول الحمى يوشك. ان الاوان لكل ملك حمى. الاوان حمى الله محارمه. الاوان في الجسد مضغة. اذا صلحت - 01:13:08ضَ

صلح الجسد كله. واذا فسدت فسد الجسد كله. الا وهي القلب. رواه البخاري ومسلم. هذا الحديث اخرجه البخاري ايها مسلمون كما ذكر المصنف فهو من المتفق عليه. رواياه من حديث زكريا ابن ابي زائدة عن عامد ابن شراحيل الشعبي - 01:13:28ضَ

عن النعمان ابن بشير رضي الله عنهما. وفي الحديث اخبار ان الاحكام الشرعية الطلبية من جهة ظهورها نوعان ان الاحكام الشرعية الطلبية من جهة ظهورها نوعان. النوع الاول بين جلي. النوع - 01:13:48ضَ

الاول بين جلي. فالحلال بين والحرام بين. فالحلال بين والحرام بين. كحل الانعام وحرمة الزنا. كحل بهيمة الانعام وحرمة الزنا. والنوع الثاني مشتبه متشابه النوع الثاني مشتبه متشابه. والتشابه في الشرع له اطلاقان. والتشابه في الشرع له اطلاقان - 01:14:08ضَ

احدهما اطلاق عام اطلاق عام وهو ان الشريعة يشبه بعضها بعضا اي يصدق بعضها بعضا ان الشريعة يشبه بعضها بعضا ان يصدق بعضها بعضا. قال الله تعالى كتابا متشابها. اي يشهد بعضه - 01:14:38ضَ

بصدق بعضه. والسنة مثله في ذلك. والثاني اطلاق خاص. والثاني اطلاق خاص هذا له معنيان. احدهما ما استأثر الله بعلمه. ومحله الحكم الخبري. احدهما ما اثر الله بعلمه ومحله الحكم الشرعي الخبري. كحقائق الصفات الالهية وما يكون في - 01:14:58ضَ

من الجزاء وما يكون في الاخرة من الجزاء. والاخر ما خفيت دلالته ولم يتضح معناه ما خفيت دلالته ولم يتضح معناه. ومحله الحكم الشرعي الطلبي فان يختلفون فيه. فمنهم من يتبينه ومنهم من لا يتبينه. وهو المذكور في هذا الحديث - 01:15:28ضَ

في قوله صلى الله عليه وسلم لا يعلمهن كثير من الناس. فيكون في الناس من يعلمها دون غيرهم ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ان الواجب على من لم يتبين المشتبه ان يتقيه - 01:15:58ضَ

ان الواجب على من لم يتبين المشتبه ان يتقيه لامرين لامرين احدهما الاستبراء لدينه وعلمه الاستبراء لدينه وعرضه اي طلب البراءة. اي طلب البراءة وهي النزاهة والسلامة. لدينه وعرضه والاخر ان من وقع في الشبهات جرته الى الحرام ان من وقع في الشبهات جرته الى الحق - 01:16:18ضَ

حرام فجعل بين العبد وبين الحرام حجب منها حجاب الشبهات. والواجب على العبد لا يهتك ستر هذا الحجاب بل يتجنبه ويبعد عنه. فكون الشيء شبهة لا يسوغ طاعتها بل يوجب مباعدتها. فكون الشيء شبهة لا يسوغ مواقعتها بل يوجب مباعدتها. فاذا قيل ان هذا - 01:16:48ضَ

الامر مشتبه فليس المقصود ان يكون مرتعا خصبا للدخول فيه. لانه ليس من المقطوع بحكمه. ولكن يكون الواجب على العبد ان يباعده فالواجب عند بيان المشتبهات تحذير الناس من الجراءة عليها. لا تهوينها فيهم. فان من الناس من - 01:17:18ضَ

فذكر حكما قال اختلف فيه العلماء بين محل ومحرم فهو من الامور المشتبهة وارجو الا يكون في مواقعته وفعله فيه شيء فان هذا على خلاف امر الشريعة. فان امر الشريعة في المشتبهات ان يباعدها العبد ولا يواقعها. فليحذر منها لان - 01:17:38ضَ

لا تجره الى الحرام فان الامر كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في حال الراعي الذي يرعى حول الحمى والحمى اسم لما يحميه الملوك من ارض اسم لما يحميه الملوك من ارض لمنفعة خاصة او عامة فان من رعى غنمه حول - 01:17:58ضَ

ذلك الحمى اوشكت الغنم ان تدخل فيه فترتع فيعاقب على ذلك فكذلك اذا قرب المرء من المشتبهات ربما جره ذلك الى مواقعة المحرمات البينة. وقوله في اخر الحديث وان في الجسد مضغة - 01:18:18ضَ

تقدم ان المضغة هي القطعة من اللحم. والمضغة المرادة في هذا الحديث هي القلب كما اخبر النبي صلى الله الله عليه وسلم وعليها مدار الصلاح والفساد. فمن صلح قلبه صلحت اعماله. ومن فسد قلبه فسد - 01:18:38ضَ

اعماله قال ابو العباس ابن تيمية الحفيد في الفتاوى المصرية القلب ملك البدن والاعضاء جنوده فاذا طاب الملك طابت جنوده واذا خبث الملك خبثت جنوده. ويروى قريبا من معناه عن ابي هريرة موقوفا عند البيهقي في شعب الايمان. وفي اسناده - 01:18:58ضَ

الا ان معناه صحيح. فان القلب هو مبدأ الارادة. فاذا صلحت ارادة الانسان صلحت اعماله. واذا فسدت ارادة الانسان فسدت اعماله. والعناية بامر القلب ينبغي ان تكون اعظم من العناية بامر الظاهر. لان مدار - 01:19:18ضَ

امريكا في صلاحك وفسادك هو على قلبك فاذا كان قلبك صحيحا نجوت. واذا لم يكن صحيحا هلكت. قال الله تعالى يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم. والقلب السليم هو اجساد من كل شبهة وشهوة - 01:19:38ضَ

ذكره ابو العباس ابن تيمية وتلميذه ابو عبد الله ابن القيم في اغاثة اللهفان. وفقه القلب واعماله من اعظم الفقه التي قصر فيها طلاب العلم في هذا الزمان فان ابوابا من فقه الدين قد طوي بساطها وانقظت خيامها الا عند قليل - 01:19:58ضَ

من الناس كفقه القلب او فقه الدعوة وتجد ان الكلام فيها يكون مبنيا على اراء وخواطر والجسات اما بناؤها على حقائق الشرع فضعيف في الناس. فينبغي ان يعتني طالب العلم بهذه الانواع من الفقه مما سمينا او كفقه الادب - 01:20:18ضَ

والادعية او فقه القرآن الكريم فان ظهور النقص فيه بين عند المشتغلين بالعلم وهو من اعظم الدين الذي ينبغي ان يكون عند المرء وكان هذا من جملة ما يشمله اسم الفقه. فان اسم الفقه عند الاولين كان اسما للدين كله. ومن ذلك احوال القلوب - 01:20:38ضَ

واعمالها وعللها وافاتها. ثم لما قصر حظ الناس من العلم جعلوا اسم الفقه للاحكام الظاهرة. ذكره ابن الجوزي في القاصدين ثم عبدالرحمن بن قدامة في كتابه مختصر منهاج القاصدين. نسأل الله العلي العظيم ان يصلح فساد قلوبنا وان - 01:20:58ضَ

واياكم قلبا سليما الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين - 01:21:18ضَ