بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فانه قد تم الكلام بحمد الله تعالى على ما يتعلق باصول الايمان الستة. وكان اخرها الحديث عن الايمان بالقدر - 00:00:00ضَ

وها نحن نستفتح مجلس مجلسا في مسألة شريفة مهمة يذكرها العلماء عادة بعد ذكر مسائل آآ اصول الايمان. الا وهي مسألة حقيقة الايمان فان الحديث عن الايمان يكون على دربين - 00:00:29ضَ

اما عن الايمان باعتبار مفرداته والمؤمن به واما في الحديث عن حقيقته وماهيته ما تقدم من ذكر اصول الايمان الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره. هذا حديث عن الايمان باعتبار المؤمن به - 00:00:50ضَ

التي هي مسائل الايمان ومفرداته واصوله واركانه اه لكننا في هذا الدرس وما يتبعه سنتحدث عن حقيقة الايمان من حيث هو ما ما الايمان مما يتركب فان الناس قد اختلفوا في هذا اختلافا كثيرا - 00:01:16ضَ

وذلك ان الايمان اهله جانب علمي معرفي خبري بان يؤمن الانسان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره هذا الجانب هو هو الجانب العلمي الذي هو اركان الايمان - 00:01:38ضَ

ولكن له جانب اخر وهو حقيقة الايمان وما يعبر عنه بحلاوة الايمان وبشاشة الايمان. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث من كن فيه بهن حلاوة الايمان وقال هرقل حينما - 00:02:02ضَ

سأل آآ وفد قريش عن كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من ضمن اسئلته هل يرتد احد بعد ان يدخل في دينه سخطة له فقالوا لا قال بعد ذلك - 00:02:23ضَ

وكذلك الايمان اذا خالطت بشاشته القلوب للايمان حلاوة وللايمان بشاشة. فاذا حل في القلب فانه يصبغ الحياة باكملها بصبغته ويكون المتحلي به المتزي به له هذه الصفة الايمانية التي قال عنها الله تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم - 00:02:42ضَ

واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا. وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما ينفقون اولئك هم المؤمنون حقا اذا هذا هو تحقيق الايمان وقال في الاية الاخرى انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا باموالهم وانفسهم في سبيل الله - 00:03:11ضَ

اولئك هم الصادقون. قال ذلك تعقيبا على مقالة الاعراب. قالت الاعراب امنا. قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولم يكونوا منافقين بل قد كانوا مسلمين وكانوا مقرين باركان الايمان لكن بشاشة الايمان بعد لم تدخل في قلوبهم ولم يحصل - 00:03:38ضَ

تحقق من ذلك لهذا قال الله تعالى ولما يدخل الايمان في قلوبكم فلنستمع الى ما قال الامام ابو جعفر الطحاوي في هذه المسألة بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبدالله - 00:03:58ضَ

وعلى اله وصحبه ومن والاه وسلم تسليما كثيرا مزيدا مباركا الى يوم الدين اللهم اغفر لشيخنا وبارك له في علمه واغفر لنا ولجميع المسلمين المصنف رحمه الله تعالى والايمان هو الاقرار باللسان - 00:04:18ضَ

والتصديق بالجنان وجميع ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. صلى الله عليه وعلى اله وسلم. من الشرع والبيان كله حق والايمان واحد واهله في اصله سواء والتفاضل بينهم بالخشية والتقى ومخالفة الهوى وملازمة الاولى - 00:04:38ضَ

والمؤمنون كلهم اولياء الرحمن. واكرمهم عند الله اطمعهم واتبعهم للقرآن واهل الكبائر من امة محمد صلى الله عليه وعلى اله حسنك الحديث عن الايمان عبر عدة امور اولها تعريف الايمان - 00:05:01ضَ

الايمان في اللغة قال كثير من الشراح انه بمعنى التصديق واستدلوا بقول الله تعالى وما انت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين. بل ان بعض الشراح حكى الاتفاق على هذا ولكن هذا هذه الدعوة محل نظر فانه ليس محل اتفاق ان الايمان معناه في اللغة التصديق - 00:05:29ضَ

بل هو نوع خاص من انواع التصديق اذ الايمان مضمن معنى الائتمان وفرق بين امن وصدق من حيث التصريف ومن حيث الاثر فانه لا يقال امن الا في الامور التي تتطلب اه ثقة وقبولا من المخبر - 00:05:59ضَ

بما لا يمكن العلم به. فيقال في حقه امن اما اذا كان من الامور المدركة التي يمكن الوقوف عليها والتحقق فيقال صدقه ولا يقال امن به اذا قال قائل جاء محمد او سافر زيد او غير ذلك فان لقائل ان يقول صدقة او كذب - 00:06:21ضَ

لكن حينما يخبر بامر اه لا سبيل للتحقق منه ولا للعلم به فيقبل ذلك منه فان هذا يعد اذا الواقع ان الايمان ليس مرادفا تماما للتصديق. بل هو نوع خاص من انواع من انواع التصديق - 00:06:44ضَ

اللغة ولهذا نجد ان صدق يتعدى بنفسه فيقال صدقه صدق فلانا اما الايمان فلا يقال امنه وانما يقال امن به او امن له ومن يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وقال تعالى فامن له لوط - 00:07:05ضَ

امن لا يتعدى بنفسه وانما يتعدى بحرف الجر اما باللام واما بالباء. واما صدق فانه يتعدى بنفسه. فالصحيح ان اقرب التعريفات للايمان من حيث اللغة الاقرار الايمان في اللغة هو الاقرار - 00:07:30ضَ

لان الاقرار يتضمن قبولا ورضا. وهذه حقيقة الايمان فهذا من حيث اللغة. واما من حيث الاصطلاح فقد اختلف الناس في حقيقة الايمان اختلافا واسعا انقسموا في هذا الى طرفين ووسط - 00:07:53ضَ

واحد هذين الطرفين هم المرجئة. الذين تساهلوا في بيان حقيقة الايمان. والطرف الاخر هم الوعيدية الذين شددوا في تحقيق وصف الايمان وتوسط اهل السنة والجماعة بين الفريقين نستعرض اقوال هؤلاء اقوال هؤلاء - 00:08:15ضَ

فاشد المرجئة ارجاء هم الجهمية المنسوبون الى جهم ابن صفوان السمرقندي والجهم بن صفوان السمرقندي اه جمع الجيمات الخبيثة الثلاثة جيم الارجاء التجهم وجيم الجبر وفي اسمه ايضا حرف الجيم - 00:08:37ضَ

الجهم ابن صفوان السمرقندي في باب الصفات جهمي ينكر الصفات والاسماء وفي باب القدر جبري يقر بفعل العبد ومشيئته وفي باب الايمان مرجئ يخرج العمل عن مسمى الايمان مذهب هؤلاء المرجئة ان الايمان هو معرفة القلب - 00:09:01ضَ

مذهبهم اي غلاف المرجئة ان الايمان هو معرفة القلب وحسب فعندهم ان من عرف بقلبه فقد حقق الايمان واستحق دخول الجنان وان فعل ما فعل وجنى ما جنى ولا ريب ان هذا القول - 00:09:30ضَ

قول ساقط متهافت لانه يلزم عليه لوازم باطلة. فلو كان الايمان مجرد معرفة القلب لكان اليهود والنصارى مؤمنين. لان الله تعالى قال عنهم يعرفونه كما يعرفون ابناءهم وقد اكثرهم الله تعالى في اخر ما انزل في كتابه في سورة المائدة لقد كفر الذين قالوا ان ان الله هو المسيح ابن مريم لقد كفر الذين قالوا - 00:09:50ضَ

ان الله ثالث ثلاثة ولو كان الايمان مجرد المعرفة لكان مشرك العرب مؤمنين ايضا فان الله تعالى قد قال عنهم ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله. ليقولن خلقهن العزيز العليم. فهم - 00:10:20ضَ

هنا مقرون بالله ويعتقدون ان الله تعالى يطعم ولا يطعم ويجير ولا يجار عليه ويثبتون له آآ آآ بعض الاسماء الحسنى الى اخره. ومع ذلك ما كانوا مؤمنين ولكان لو كان الايمان هو مجرد المعرفة كما ادعى الجهمية لكان ابو طالب مؤمنا لان ابا طالب امتدح النبي - 00:10:38ضَ

الله عليه وسلم بقصائد عدة حتى انه قال فيما قال ولقد علمت بان دين محمد من خير اديان البرية دينا لولا الملامة او مخافة سبة لرأيتني سمحا بذاك فقد عرف بل وترجح عنده - 00:11:05ضَ

واستيقظ صحة ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم لكن منعه آآ منعته نخوة الجاهلية من ان يؤمن ويشهد ان لا اله الا الله بسبب خوف الملامة من قومه او سبتهم - 00:11:27ضَ

فانه ابى ان يقول لا اله الا الله وهو على فراش الموت اذ كان عنده بعض قومه يقولون له اترغب عن ملة عبد المطلب؟ فكان اخر قال انه على ملة عبدالمطلب - 00:11:43ضَ

فلم تسعفه هذه المعرفة في الدخول في عقد الايمان ولما سأل العباس ابن عبد المطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عمه ابي طالب وقال انه كان يحوطك في الجاهلية - 00:11:56ضَ

يدفع عنك فهل نفعته بشيء قال النبي صلى الله عليه وسلم نعم وجدته في الدرك الاسفل من النار فاخرجته الى دحضاح من نار تحت قدميه نعلان يغلي منه وما دماغه - 00:12:12ضَ

عياذا بالله لان المشركين كما قال الله فما تنفعهم شفاعة الشافعي. لكن هذه الشفاعة جزئية اخرجته من الدرك الاسفل من النار الى منا ولو كان الايمان كما ادعى الجهمية هو مجرد معرفة القلب - 00:12:27ضَ

كان فرعون مؤمنا فان فرعون وملأه قال الله عنهم وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا فقد كانوا عارفين مستيقظين بل فرعون بشكل خاص قال له موسى عليه السلام لقد علمت ما انزل هؤلاء الا رب السماوات والارض بصائر فلم - 00:12:47ضَ

ذلك ولو كان الايمان هو مجرد المعرفة لكان ابليس مؤمنا. لماذا؟ لان ابليس يعرف ربه ويحلف به فيقول فبعزتك لاغوينهم اجمعين ويثبت له الخلق خلقتني منا وخلقته من طين ويثبت له التدبير فانظرني الى يوم - 00:13:09ضَ

يبعثون الى غير ذلك فبهذا يتبين اه تهافت مقالة الجهمية في باب الايمان الذين هم غلاة المرجئة زعموا ان الايمان هو مجرد معرفة القلب ترتب على مقالتهم هذه ان قالوا لا يضر مع الايمان ذنب. كما لا ينفع مع الكفر طاعة - 00:13:31ضَ

فزعموا ان من تحقق من المعرفة وقام في قلبه معرفة الله وما اخبر به ان هذا كاف في النجاة وانه لا يضر مع ذلك ذنب هذا قول آآ ساقط متهافت - 00:13:57ضَ

من طبقات المرجئة قوم يقال لهم الكرامية وهم المنسوبون الى محمد بن كرام السجستاني وله عدة مؤاخذات من ابينها تعريفه للايمان. فانه زعم ان الايمان هو قول اللسان فقط فمن قال بلسانه فهو مؤمن حقا - 00:14:13ضَ

وهذا عجيب جدا لان الله تعالى نقض ذلك نقضا مبرما فقال سبحانه وتعالى اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك رسول الله والله يعلم انك لرسوله. والله يشهد ان المنافقين لكاذبون - 00:14:35ضَ

بمجرد قالت اللسان لا تثبت الايمان بل قد ظن بعض الناس وهذا غلط عليهم غلط على الكرامية انهم يقولون بان المنافقين يدخلون الجنة لكنهم لا لم ذلك ولم يلتزموا بل يقولوا يقولون نعم المنافقون مؤمنون لكنهم في النار. وهذا تناقض فظيع - 00:14:55ضَ

اه لا يعني يصدر ممن يعرف ما يقول. فتبين ايضا ان مقالة تلك الرامية مقالة متهافتة ساقطة مناقضة لصريح القرآن اما الطبقة الثالثة من طبقات المرجئة وهم مرجئة الفقهاء مرجئة الفقهاء ويراد بهم فقهاء الكوفة - 00:15:18ضَ

حماد بن سليمان شيخ ابي حنيفة رحمه الله ثم من بعده ابو حنيفة وعامة فقهاء الكوفة فيسميهم اهل السنة يسمونهم مرجئة الفقهاء لانه وقع منهم ارجاء خفيف يحتمل ولا وليس شديدا كارجاء الغولات. الا انه - 00:15:43ضَ

مناف لما عليه اهل السنة والجماعة في هذا الباب وعلى هذا سار ابو جعفر الطحاوي رحمه الله وهذا من اعظم المؤاخذات على هذا على هذه العقيدة العقيدة الطحاوية وهو قصورها في تعريف الايمان - 00:16:07ضَ

فقد جرى ابو جعفر الطحاوي على طريقة آآ اسلافه من الاحناف في هذه المسألة وقال والايمان هو الاقرار باللسان والتصفيق بالجمع جعله يقوم على ركنين الاقرار الاقرار باللسان والتصديق بالجنان. الجنان هو القلب - 00:16:24ضَ

ما الذي بقي؟ العمل بالاركان فان مرجئة الفقهاء رحمهم الله لا يدخلون العمل في مسمى الايمان ولذلك يعني استحقوا ان يطلق عليهم مرجعة لفظ الارجاء ينطبق على كل من اخرج العمل عن مسمى الايمان - 00:16:51ضَ

كل من اخرج العمل عن مسمى الايمان ولم يقل الامام قول وعمل فانه مرجع لكنهم طبقات فاشدهم كما سمعتم المرجئة والكرامية. اما مرجئة الفقهاء رحمهم الله فانهم يختلفون عن غلاة المرجئة - 00:17:12ضَ

فانهم يقولون ان حقيقة الايمان وماهيته وحده وتعريفه انه قول باللسان واعتقاد بالجناب واما العمل فهو عندهم من لوازمه ومن ثمراته وهم يرون ان لله على عباده ان يمتثلوا امره وان يجتنبوا نهيه - 00:17:30ضَ

وان المطيع محمود في الدنيا مثاب في الاخرة وان العاصي مذموم في الدنيا مستحق للعقوبة في الاخرة ويرون اقامة الحدود والتعزيرات ويوافقون جمهور اهل السنة والجماعة في ان مرتكب الكبيرة لا يخرج عن حد الايمان - 00:17:54ضَ

وانه يسمى مؤمنا وهم من حيث الاحكام آآ يبدو انهم لا فرق بينهم وبين جمهور اهل السنة والجماعة. وانما جاء الفرق في في الالفاظ لهذا قال من قال من العلماء ان الخلاف بين اهل السنة وبين مرجئة الفقهاء خلاف لفظي صوري شكلي - 00:18:15ضَ

وقال اخرون كلا بل الخلاف بين جمهور اهل السنة من الشافعية والمالكية والحنفية وبين مرجئة الفقهاء اه من اصحاب ابي حنيفة انه خلاف حقيقي معنوي موضوعي والتحقيق في هذا ان منهما هو خلاف حقيقي ومنه ما هو خلاف صوري - 00:18:41ضَ

لكن الخطب سهل بان كلا الفريقين يتفقان في الاحكام كلا الفريقين يتفقان في الاحكام التطبيقية الاجرائية العملية كل منهم آآ يأمر بامتثال اوامر الله واجتناب مناهيه وكل من الفريقين يعتقد ان - 00:19:10ضَ

اه الذنب يضر صاحبه في الدنيا وفي الاخرة يعتقدون ان من ارتكب ذنبا وخطيئة فانه مذموم في الدنيا مستحق للتعزير والحد ان كان يترتب عليه حدا وانه يوم القيامة تحت المشيئة والارادة - 00:19:34ضَ

ان ارتكب كبيرة فان شاء عفا الله عنه مجانا وان شاء عذبه بقدر ذنبه فهذا القدر من الاتفاق وعدم اخراج مرتكب الكبيرة عن مسمى الايمان يرفع الخطب والخلاف الكبير مع مرجعة الفقهاء لكن يبقى ان جمهور اهل السنة هم اسعد بالنص لفظا ومعنى - 00:19:54ضَ

فانهم وافقوا النصوص لفظا ومعنى. واما مرجئة الفقهاء فقد وافقوا النصوص معنى وخالفوها لفظا اه اه هذا هو آآ الذي وقع فيه مرجئة الفقهاء ثم في الجانب المقابل الوعيدية وهم صنفان - 00:20:22ضَ

الخوارج والمعتزلة اما الخوارج فانهم يعني فاما الخوارج هو المعتزلة كلهم فاقروا بان الايمان قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالاركان لكنهم افسدوا ذلك اي ما افساد ابطالهم واهدارهم ايمان مرتكب الكبيرة - 00:20:45ضَ

فعندهم انه لابد ان يأتي الانسان بالايمان كاملا. فان اخل بشيء منه بطل ايمانه لهذا كانوا وعيدية اهل تشدد وافراط. والاخرون اهل تساهل وتفريط اما اهل السنة والجماعة فان معتقدهم في هذا الباب ان الايمان قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالاركان - 00:21:13ضَ

سيرون ان للايمان حقيقة مركبة من القول والعمل. فليس الايمان هو مجرد القول دون العمل ولا العمل دون آآ اصلهم العظيم الذين الذي لم يزالوا آآ يعني يقولونه ويقررونه في متونهم - 00:21:42ضَ

ويرثه اللاحق عن السابق ان الايمان قول وعمل وقد قال الامام البخاري لقيت اكثر من الف ممن يحملون العلم في خراسان والعراق والشام ومصر واليمن والحجاز كلهم يقول الايمان قول وعمل ويزيد وينقص - 00:22:01ضَ

فهذه عقيدة اهل السنة قاطبة هذه عقيدة اهل السنة قاطبة ان الايمان له حقيقة مركبة من القول والعمل معا ان القول ينقسم الى قول القلب وقول اللسان. وان العمل ينقسم الى - 00:22:23ضَ

عمل القلب وعمل اللسان وعمل الجوارح من هذه الجملة الايمان قول وعمل خمسة بنود الايمان قول وعمل. قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح ونبين هذا على سبيل التفصيل اما قول القلب فالمقصود به اعتقاده - 00:22:43ضَ

وتصديقه هذا هو قول القلب المقصود بقول القلب اعتقاده وتصديقه. بان ينعقد القلب على ان الله واحد في ربوبيته والوهيته واسمائه وصفاته ينعقد القلب على الايمان بالملائكة والكتب والرسل واليوم الاخر والقدر خيره وشره. هذا اعتقاد قلبي - 00:23:05ضَ

قول اللسان يعني الاستعلان بالشهادتين. فلا يصح ايمان امرئ الا بان ينطق بلا اله الا الله. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله - 00:23:35ضَ

وفي بعضها حتى يشهدوا ان لا اله الا الله واني رسول الله. فلابد من الاستعلان بذلك كما قال ربنا قولوا امنا بالله وما انزل الينا. قل امنا بالله وما انزل الى ابراهيم اه الى اخر الايات. فلابد من القول - 00:23:52ضَ

باللسان والجهر به الا ان يكون ثم مانع من ذلك اما اذا كان متمكنا من القول وابى فانه يحكم بكفره ظاهرا وباطنا تأملوا وهذا موضع اتفاق واجماع عند اهل السنة - 00:24:12ضَ

لو امتنع انسان عن الشهادتين مع قدرته وتمكنه ولم يقع عليه اكراه ولا مانع من الموانع لكن ابى فانه يعد كافرا ظاهرا وباطنا لا لا كما يعني يظن بعضهم انه يكون كافرا ظاهرا اما باطنا فهو مؤمن كلا فان هذا الكبر الذي - 00:24:30ضَ

من الامتثال وقول اللسان هذا مخرج له من الملة طيب اه ماذا يعني عمل القلب فرق بين قول القلب وعمل القلب عمل القلب هو ما يتحرك به القلب من النيات والايرادات كالمحبة والخوف والرجاء والتوكل هذه اعمال - 00:24:56ضَ

قلبية وليست اعتقادات هذا العمل القلبي لابد من من حصوله ولا يمكن ان يتصور ايمان من هذه المعاني بحيث لا يقوم في القلب محبة ولا خوف ولا رجاء ولا توكل ولا استعانة ولا ولا - 00:25:21ضَ

لا يمكن لا يمكن ان ان يكون ايمان بلا عمل قلب لهذا قال الله تعالى ونذكر الادلة لاحقا اه اما عمل اللسان فانه قدر زائد على مجرد التلفظ بالشهادتين ونقصد به تحديدا - 00:25:42ضَ

العبادات اللسانية التي ينطق بها الانسان كالتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير وتلاوة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة الى الله وجميع انواع الكلم الطيب فان هذا من عمل اللسان ومن خصال الايمان وعليكم السلام - 00:26:02ضَ

واما عمل الجوارح فالمراد به ما تقوم به اعضاء البدن ما تقوم به اركان البدن الاربعة اليدين والرجلين والبدن باكمله من عبادات القيام والقعود والركوع والسجود واماطة الاذى عن الطريق والطواف بالبيت ورمي الجمار والسعي بين الصفا والمروة - 00:26:26ضَ

الملهوف والى غير ذلك من الاعمال البدنية. نقل الخطى الى المساجد الى اخره فهذه تسمى اعمال جوارح هذه هذا هو مفهوم الايمان وحقيقة الايمان عند اهل السنة والجماعة. فيقولون الايمان قول وعمل - 00:26:51ضَ

قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح. وقد تبين لنا الفرق بين كل نوع من هذه الانواع فما الدليل على ما ذكرناه وان هذا داخل في مسمى الايمان من ادلة ذلك - 00:27:11ضَ

قول الله عز وجل انما المؤمنون وانما اداة حصر. انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم. اذا وجل القلب يدخل في اي البنود - 00:27:29ضَ

في عمل القلب واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا. هذه تتعلق بقضية نذكرها لاحقا وهي زيادة الايمان ونقصانه وعلى ربهم يتوكلون والتوكل عمل قلب الذين يقيمون الصلاة هذا من عمل الجوارح - 00:27:48ضَ

ومما رزقناهم ينفقون. اذا تناولت الايات بعض اصناف اه اه اركان الايمان من ادلة ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم الايمان بضع وسبعون شعبة وفي بعضها بضع وستون. فاعلاها قول لا اله الا الله - 00:28:08ضَ

وادناها اماطة الاذى عن الطريق. والحياء شعبة من الايمان فقوله فاعلاها قول لا اله الا الله يتضمن قول القلب واعتقاده بان لا اله الا الله وقول اللسان بالنطق بالشهادتين وادناها اماطة الاذى عن الطريق هذا يدل على ان عمل الجوارح من الايمان - 00:28:30ضَ

والحياء شعبة من الايمان يدل على ان عمل القلب من الايمان اذ الحياء عمل قلبي ومن ادلة اهل السنة وهي كثيرة على ان اعمال الجوارح من الايمان لان هذا هو فيصل التفرقة بينهم وبين المرجئة - 00:28:58ضَ

اه ان الله تعالى سمى الصلاة ايمانا فحينما صرفت القبلة من بيت المقدسي الى الكعبة قال بعض الصحابة ما بال اخوان لنا ماتوا على القبلة الاولى ضاعت صلاتهم فانزل الله تعالى وما كان الله ليضيع - 00:29:15ضَ

صلاتكم او ايمانكم ايمانكم فسمى الصلاة ايمانا وقد عقد الامام البخاري رحمه الله في مستهل صحيحه ابوابا متعددة باب من الايمان كذا وكذا باب من الايمان كذا وكذا باب كذا وكذا من الايمان - 00:29:37ضَ

مما يدل على اطباق اهل السنة والجماعة على دخول العمل في مسمى الايمان اما اه اصحاب محمد بن سليمان وابي حنيفة رحمهم الله فانهم جعلوا الاعمال اعمال الجوارح من لوازمه وثمراته - 00:29:56ضَ

وجعلوها خارجة عن حده وتعريفه وحقيقته لهذا كان المتعين الصيرورة الى ما عليه اه اهل السنة والجماعة في هذا الباب وان يقال الايمان يقوم على هذه الاركان على اعتقاد القلب وقول اللسان وعمل الجوارح - 00:30:16ضَ

الايمان يتعلق بكل هذه الشعب الثلاث سواء بسواء. وان كان الاصل في القلب لكن لابد منها فالاخلال باي ركن منها اخلال بالايمان ولذلك اخطأ بعض المنتسبين الى آآ السنة والسلفية - 00:30:38ضَ

حينما قالوا وهذا جرى في العصر الاخير آآ في في السنوات الاخيرة وآآ جرى بسببه شغب وخلاف ما كان ينبغي ان يقع بين المنتسبين الى السنة اذ قال بعضهم ان شرط العمل انما هو شرط - 00:30:58ضَ

لا شرط صحة وهذا قول لم يسبقوا اليه ولم يقل به احد من ائمة السنة ولعل الذي حملهم على ذلك الرد على الغلاة الرد على الغولات التكفيريين ولكن لا يجوز ان تعالج البدعة ببدعة - 00:31:16ضَ

وانما تعالج البدعة بالسنة ان نقول بباطل الحق ان اعتقاد القلب وقول اللسان وعمل الاركان كلها اركان على حد سواء ولا يصح ان يقال ان عمل الاركان انه شرط كمال لا شرط صحة - 00:31:35ضَ

اذ هذه العبارة وهي قول شرط كمال عبارة متناقضة في في ذاتها اذ كيف تكون شرطا وتكون كمالا الشرط يلزم من عدمه يلزم من عدمه العدم. كما نقول مثلا من شرط الصلاة - 00:31:59ضَ

الطهارة فاذا عدمت الطهارة مع القدرة عليها فانه لا صلاة ومن شرط الصلاة مثلا دخول الوقت فاذا لم يدخلوا الوقت لن تصح الصلاة. فالشرط يلزم من عدمه الادب فكيف يقال شرط كمال - 00:32:18ضَ

الكمال امر تكفيني زائد ولهذا كانت هذه العبارة عبارة دخيلة على عبارات اهل السنة والجماعة ومن راجع اصول اهل السنة قاطبة وجد ان مقالتهم في هذا لا تختلف في ان الايمان قول وعمل ولم يفر احد من اهل السنة بان العمل شرط - 00:32:37ضَ

كمال هذه اذا حقيقة الايمان وبيان اختلاف الناس فيه ما بين اهل تفريط وتساهل وهم المرجئة واهل افراط وتشدد وهم الوعيدية وان الله تعالى هدى اهل السنة والجماعة الى الوسط - 00:33:01ضَ

في هذا الباب اثبتوا الايمان على حقيقته ولم يقعوا فيما وقعت فيه الخوارج فان الخوارج والمعتزلة نزعوا وصف الايمان عن مرتكبي الكبيرة. اما اهل السنة والجماعة فرأوا ان مرتكب لا يخرج عن وصف الايمان - 00:33:21ضَ

بل يكون قد نقص اما عن درجة الايمان الكامل او عن درجة الايمان الواجب بل يكون قد نقص عن درجة الايمان الواجب لكن بقي على اصل الايمان والدليل على ذلك يا كرام - 00:33:42ضَ

ان الله سبحانه وتعالى حد حدوده ارتكب الكبائر ولو كان مرتكب الكبيرة يكفر لما اكتفينا بقطع يد السارق ولا بجلد الزاني البكر لكان حقه ان يقتل وبهذا نرد على استدلال - 00:34:00ضَ

الخوارج والمعتزلة بقول النبي صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس اليه فيها ابصارهم حين ينتهي - 00:34:21ضَ

وهو مؤمن وقد ظنت الخوارج والمعتزلة ان هذا الدليل يسعفهم على نفي الايمان عن مرتكب الكبيرة لكن مراد النبي صلى الله عليه وسلم بذلك نفي الايمان الواجب. لا نفي اصل الايمان - 00:34:41ضَ

يعني انه لا يقع هذا من مؤمن محقق للايمان. كمن قال الله تعالى فيه اولئك هم المؤمنون حقا ولو كان مراد النبي صلى الله عليه وسلم ان من ارتكب هذه الخصال - 00:34:58ضَ

يكون كافرا كفرا مخرجا عن الملة انما رتب على السرقة قطع اليد لكان يقطع رأسه ولا رتب على شرب الخمر مجرد الجلد لكان يقطع رأسه فعلم من هذا انه لم يخرج عن حد الايمان - 00:35:13ضَ

ثمان لاهل السنة والجماعة ادلة اخرى على بقاء ايمان مرتكب الكبيرة. فمن ذلك قول الله عز وجل وان طائفتان من المؤمنين فاصلحوا بينهما اذا تأملوا سماهم ماذا تمت طائفتين مؤمنين - 00:35:31ضَ

ورغم انهما اقتتلتا والاقتتال بين المؤمنين من الكبائر سابقى لهم وصف الايمان. فقال وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما. فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى الى امر الله الى ان قال انما المؤمنون اخوة. فاثبت الله تعالى الاخوة الايمانية - 00:35:52ضَ

الطائفتين المقتتلتين مع ان اقتتالهما محرم وكبيرة بل قد قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا التقى المسلم ان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار طبعا هذا لا يعني الخلود فيها. لكن المقصود انه مستحق للنار. معنى ذلك ان هذا من الكبائر. ومع ذلك سماهما مسلمين - 00:36:17ضَ

اذا التقى المسلم ان بسيفيهما ما ابقى لهما اه عقد الاسلام ولم يخرجهما الى حد الكفر. وهذا واضح من الادلة ايضا اه قول الله تعالى في شأن القاتل فمن عفي له من اخيه شيء - 00:36:40ضَ

اتباع بالمعروف واداء اليه باحسان لاحظوا فمن عفي له من اخيه فسمى الله القاتل اخا للمقتول. مع ان القتل من اعظم الكبائر ومع ذلك فانه لم ينزع عنه وصف الايمان بل ابقاه له - 00:37:00ضَ

مما يدل على ان الايمان لا يزول بالكلية بسبب الكبيرة ومن ادلة اهل السنة ايضا وهذا هو الدليل الرابع الذي نذكره اه قوله تعالى في الكفارات فتحرير رقبة مؤمنة ومن لزمته - 00:37:20ضَ

كفارة بعتق رقبة سواء مثلا بقتل خطأ او ظهار او بكفارة يمين فلم يجد الا عبدا تاجرا سارقا متابا نماما زانيا فاعتقه فانه تبرأ ذمته باتفاق لانها رقبة مؤمنة لا يختلف المسلمون انه لو لزمته كفارة بعتق رقبة فلم يجد الا عبدا متلطخا بالكبائر - 00:37:40ضَ

لكنه يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فانه تبرأ ذمته بذلك وينطبق عليه آآ وصف رقبة مؤمنة وا ادلة كثيرة على اه هذا المعنى ومن اعظمها من اعظمها ايضا دلالة اه الاحاديث الدالة - 00:38:15ضَ

على اخراج العصاة من النار فانه قد تواترت احاديث الشفاعة وانه يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من ايمان ادنى ذرة مثقال برة شعيرة اه اه الى اخره ادنى ادنى شيء من ذلك وانهم يخرجون من النار ولو كانوا يكفرون ما خرج - 00:38:37ضَ

من النار فان الكفار الحقيقيين مخلدون فيها ابدا كما ذكر الله التأبيد في نحو ثلاث ايات بل في ثلاث ايات في كتابه اما مرتكبي الكبائر الذين يعذبون في النار ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر بانهم - 00:39:02ضَ

يعذبون ما شاء الله حتى ينتحش يعني حتى يتفهموا ثم يخرجون من النار ضبائر ضبائر. يعني جماعات جماعات فيلقون في نهر في الجنة. يقال له نهر الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل. ويعودون خلقا جديدا ويدخلون الجنة - 00:39:22ضَ

فلو كانوا يكفرون بارتكاب الكبيرة ما خرجوا من النار ابدا وكل هذه الادلة من الكتاب والسنة تبطل مذهب آآ الوعيدية من الخوارج والمعتزلة على ان الفريقين اعني الخوارج والمعتزلة اختلف في تكييف حال هذا المرتكب للكبيرة - 00:39:42ضَ

تعم الخوارج فقالت عنه انه اه كافر خرج من الامام ودخل في الكفر وهذا هو الوضع الطبيعي انه من نزع عنه وصف الايمان فانه يحل عليه وصف الكفر. لان الله تعالى قال هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن - 00:40:08ضَ

واما المعتزلة فانهم قالوا قولا لم يسبقوا اليه قالوا خرج من الايمان ولم يدخل في الكفر. فاين ذهب اذا قالوا هو في منزلة بين منزلتين. فاتوا بقول لم يسبقوا اليه وهو القول بالمنزلة بين المنزلتين - 00:40:32ضَ

اذا تبين لنا ان وقد دخلنا في الحديث عن حكم المرتكب الكبيرة ان الناس في حكمهم على مرتكب الكبيرة انقسموا الى ثلاثة اقسام المرجئة يقولون انه مؤمن كامل الايمان عند المرجئة الذين هم اهل التفريط والتساهل ان ايمان افجر الناس كايمان اتقى الناس. لماذا؟ ترى نقصد المرجئة الغلاة - 00:40:51ضَ

بالعامة المرجئة في اصلهم يرون ان ايمان افشل الناس كايماني اتقى الناس لان الايمان عندهم المعرفة. والمعرفة شيء واحد لا يزيد ولا ينقص وان ايمان افشل الناس كايمان ابي بكر وعمر وجبريل وميكائيل - 00:41:19ضَ

نقيضهم تماما وانه في الاخرة يكون في الجنة لكن الذين يقولون هو في الجنة هم غلاة مرجعة واما مرجعة الفقهاء فانهم وان كانوا يقولون كما ذكر الشيخ انه في اصله سواء - 00:41:41ضَ

لكنهم في الحكم الاخروي يقولون هو تحت المشيئة والارادة واما الخوارج والمعتزلة فقد اتفقت كلمتهم على انه يوم القيامة مخلد في النار لكنهم في الدنيا يحكمون تحكم عليه الخوارج بانه كافر وتحكم عليه المعتزلة بانه في منزلة بين منزلتين - 00:41:58ضَ

ثم تعجب انهم يتفقون ان المعتزلة توافق الخوارج على انه مخلد في النار. فلم يعني ينتفع بهذه المرتبة الوسطية التي جعلوها له في الدنيا في الاخرة اما اهل السنة والجماعة فقالوا عن مرتكبي الكبيرة انه مؤمن ناقص الايمان - 00:42:23ضَ

انه مؤمن ناقص الايمان يعني مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته. او يقولون مؤمن فاسق هذه عبارات اهل السنة في توصيف مرتكبي الكبيرة انه مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته او مؤمن ناقص الايمان - 00:42:46ضَ

فاسق ويسمونه الفاسق الملي. لكنهم لا يخرجونه عن مسمى الايمان واما حكمهم عليه في الاخرة فانهم يقولون هو تحت المشيئة والارادة لان الله تعالى قال ان الله لا يغفر ان يشرك به - 00:43:06ضَ

ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء اذا الكبائر من مما هي دون الشرك الكبيرة تعريفها المختار انه ما ترتب عليه حد في الدنيا او وعيد في الاخرة او اقترن بلعن او غضب او براءة - 00:43:26ضَ

هذه هي الكبيرة ما ترتب عليه حد في الدنيا كالزنا والسرقة والقذف وما اشبه اه او وعيد في الاخرة وما اكثر الوعيد على كثير من الاعمال ويل لكذا وكذا اه او اقترن به - 00:43:45ضَ

براءة انا بريء من كذا او لعن لعن الله من فعل كذا وكذا او غضب غضب الله على كذا وكذا هذا هو حد الكبيرة فاهل السنة والجماعة يرون ان من ارتكب كبيرة ولم يتب منها فانه يوم القيامة تحت المشيئة والارادة ان شاء الله - 00:44:04ضَ

عفا عنه مجانا وادخله الجنة وان شاء عذبه بقدر ذنبه ومآله في النهاية الى الجنة بعد ان ينال قسطه من العذاب هكذا هي حقيقة الايمان عند مختلف الفرقاء ويتصل بهذه القضية قضية مهمة وهي مسألة زيادة الايمان ونقصانه - 00:44:25ضَ

الى الطرفين المرجئة والوعيدية كلاهما على اختلافهما وتناقضهما وتطرفهما ينطلقان من مبدأ واحد وهو ان الايمان شيء واحد اما ان يوجد كله او يعدم كله. يعني كما يكون عند الانسان هوية وطنية. اما ان تمتلك هذه الهوية فتكون من اه - 00:44:51ضَ

اهل هذا البلد المعين او لا تمتلكها فلا تكون هكذا عندهم يقولون الايمان شيء واحد اما ان يوجد كله واما ان يعدم كله. فاما المرجئة فتساهلوا في اثباته. واما الوعيدية فتساهلوا في نفيه - 00:45:20ضَ

اخراج اه مرتكبي الكبيرة عن مسمى الايمان اما اهل السنة والجماعة فقالوا بل الايمان يزيد وينقص. فعندهم ان الايمان ثلاث مراتب اصل الايمان والايمان الواجب والايمان الكامل اصل الايمان يتحقق بان يشهد الانسان ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله موقنا من قلبه - 00:45:36ضَ

فاذا قال ذلك انعقد ايمانه ما لم يأتي بما يناقض ذلك الايمان. فلو قدر ان انسانا مثلا شهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله في لسانه وقلبه ثم مات لساعته فاننا نغسله ونكفنه ونصلي عليه وندفنه في مقابر المسلمين - 00:46:05ضَ

فلو قال قائل طيب هو لم يعمل بعد. وقال نعم لانه لم يتح له ان يعمل لم يتح له ان يعمل. وكان عازما على العمل. وعنده عمل القلب. فلو حتى لم يتاح له عمل الجوارح - 00:46:29ضَ

قام عنده عمل القلب تحقق عنده الايمان فاصل الايمان هو الشهادتان ان يأتي الانسان بالشهادتين موقنا بقلبه اه معترفا بلسانه مستعدا لوازمهما اما الايمان الواجب وهو ان يأتي الانسان اضافة الى ما سبق - 00:46:44ضَ

الواجبات ويدع المحرمات فاذا فعل الواجبات وترك المحرمات فقد اتى بالايمان الواجب الذي يدخله الجنة وقد جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله ارأيت ان صليت المكتوبات وصمت رمضان وذكر آآ خصال الواجب - 00:47:09ضَ

ادخل الجنة؟ قال نعم تولى الرجل وهو يقول والله لا ازيد على هذا ولا انقص قال النبي صلى الله عليه وسلم افلح وابيه ان صدق ان صدق اما الايمان الكامل فهو ان يضم الى ما تقدم من اصل الايمان وفعل الواجبات - 00:47:30ضَ

فعل المستحبات والمروءات وان يضم الى ترك المحرمات ترك المكروهات وخوارم المروءات فاذا فعل ذلك فقد نال الاعلى الدرجات وهو الايمان الكامل ويدل ايها الكرام ومن بلغ على هذا التفاضل في الايمان قول الله تعالى ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا - 00:47:54ضَ

فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله هكذا هذا هذا القسطاس المستقيم. هذا ميزان الاعتدال. هذا الذي يحفظ الحقوق هؤلاء كلهم من المصطفين. ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا. فمنهم ظالم لنفسه. من الظالم لنفسه؟ هو الذي - 00:48:21ضَ

حقق اصل الايمان لكن اخل بفعل بعض الواجبات او وقع في بعض المحرمات ومنهم مقتصد من هو الذي اتى بالايمان الواجب فاكتفى بفعل الواجبات ولم يزد وترك المحرمات ولم يترك المكروهات - 00:48:48ضَ

مقتصد وهو يصلي مثلا الفرائض الخمس ولا يصلي السنن الرواتب مثلا ويدع المحرمات لكنه لا يدع المكروهات ومنهم سابق بالخيرات باذن الله وهو الذي لا يسمع بفضيلة ولا خصلة من خصال الايمان الا اتاها - 00:49:09ضَ

ولا بسيئة آآ او مكروه الا تخلى منه فهذا يدل على تفاوت الايمان ولا ريب يا كرام ان الايمان يزيد وينقص بنص كتاب الله في كتاب الله نحو ستة مواضع او سبعة كلها تدل على لفظ الزيادة - 00:49:32ضَ

يقول الله تعالى في سورة براءة واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا الذين امنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون ويقول في سورة الانفال واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا - 00:49:54ضَ

ويقول في سورة الاحزاب وما زادهم الا ايمانا وتسليما ويقول في سورة الفتح هو الذي انزل السكينة في قلوب المؤمنين يزداد ايمانا مع ايمانهم ويقول في سورة المدثر وما جعلنا اصحاب النار الا ملائكة وما جعلنا عدتهم الا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين اوتوا الكتاب - 00:50:15ضَ

ويزداد الذين امنوا ايمانا فهذه كلها دليل على زيادة الايمان. فاين يذهبون؟ الذين ينكرون زيادة الايمان ونقصانه ويقولون الايمان قطعة واحدة اما ان توجد واما ان لا توجد. اين يذهبون؟ هذه الايات صريحة في زيادة الايمان. كما انه - 00:50:40ضَ

الحس يدل عليها فانه يمر بك الساعات تشعر بزيادة الايمان ويمر بك الساعات تشعر بنضوب الايمان ووجود قسوة او وجود ران او غان على القلب هذا موجود امر وجدي يحسه كل احد. كما - 00:51:05ضَ

اه شكى بعض الصحابة الى النبي صلى الله عليه وسلم انهم اذا كانوا عنده يعني وجدوا بشاشة الايمان فاذا عافسوا الاهل والضياع والاعمال يعني ذهب عنهم ذلك الوجد فقال لو انكم تكونون كما تبقون كما تكونون عندي لصافحتكم الملائكة في الطرقات - 00:51:26ضَ

فهذا دليل على ان الايمان يزيد وينقص. اذا هذه هي مسألة الايمان ومسألة زيادته ونقصانه. اختم بان السلف رحمهم الله كما نقل ذلك عنهم البخاري وحكى اكثر من الف شيخ لقيهم - 00:51:49ضَ

انهم كلهم يقولون يزيد وينقص. لكن قد نقل عن الامام ما لك انه قال اقول يزيد ولا اقول ينقص ونقل عنهم موافقة الجماعة واجيب عن ذلك بجوابين احدهما ان الامام مالك - 00:52:11ضَ

اراد موافقة لفظ القرآن فان لفظ القرآن جاء بالزيادة ولم يأتي بالنقصان لكن من المعلوم ان اي شيء يزيد انه ينقص. اي شيء قابل للزيادة فانه قابل للنقصان لانه قبل ان يزيد كان انقص منه بعد ان زاد. هذا شيء معروف - 00:52:28ضَ

وجواب اخر ولعله اقرب ان ان الامام مالك خشي ان يعبر بالنقصان فيستغل الخوارج هذا ويزعمون انه اذا نقص فقد ذهبت حقيقته فيتوصلون الى القول بكفر مرتكب الكبيرة. لذلك تحفظ في هذا - 00:52:48ضَ

الرواية الثانية عنه رحمه الله هو موافقة الجمهور هذا وللحديث صلة ان شاء الله وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:53:08ضَ