ان شاء الله بلاتي الحمد لله الذي انعم علينا بانزال القرآن العظيم به سعادتنا وخيرنا فيه الهدى وفيه العاقبة الحسنة لمن تمسك به وسار على نهجه احمده جل وعلا واشكره واثني عليه - 00:00:01
واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه. سلم تسليما كثيرا اما بعد فان الله جل وعلا قد امتن علينا بانزال هذا الكتاب. القرآن العظيم - 00:03:21
ليكون معجزة باقية الى قيام الساعة من جهة بيانه ومن جهة اخباره ومن جهة احكامه ومن جهة ما احتوى عليه من الحقائق العلمية ولذلك حاول بعض الناس ان يتكلم في هذا الكتاب وان - 00:03:52
يوهم الاخرين بان ايات القرآن مضطربة وانها ليست متوافقة بل بينها اختلاف وتضاد والناظر في ايات الكتاب لا يجد شيئا من هذا. بل يجد ايات القرآن متناسقة متفقة في المعنى لا تظاد بينها - 00:04:36
ويدل على هذا المعنى العديد من النصوص القرآنية كما في قول الله تعالى افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا فدل هذا على ان هذا الكتاب لا اختلاف فيه - 00:05:14
ولا اضطراب ويدل على هذا ما وصف الله عز وجل كتابه به بانه مثاني ومن معنى كونه مثاني انه يصدق بعضه بعضا وحينئذ لا يمكن ان يوجد فيه اختلاف او تظاد - 00:05:42
ومما يدل على هذا المعنى قول الله جل وعلا ومن اصدق من الله حديثا ومن اصدق من الله قيلا ومن مقتضى كونه صدقا الا يكون فيه تظاد او تناف لانه لا يوجد التضاد والاضطراب الا فيما يخالف الحقيقة وما يكون كذبا. اما ما كان صدقا - 00:06:13
فانه لا يوجد فيه اضطراب وقال تعالى وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته. وهو السميع العليم ويدل على هذا المعنى عدد من الامور منها ان الله جل وعلا لا يخفى عليه شيء - 00:06:48
وانه مطلع على ما مضى وما سيأتي ومن مقتضى تمام علمه الا يوجد اضطراب في اخباره ويدل على هذا المعنى ان الله عز وجل غني لا يحتاج الى احد من الخلق - 00:07:22
والغني لا يحتاج الى ان يضطرب في حديثه او ان يخبر بخلاف وقائع الامور ويدل على هذا المعنى انه سبحانه قادر وهو قادر على البيان هو قادر على فعل ما يريد - 00:07:56
كما قال سبحانه فعال لما يريد والمرادون الارادة الكونية وقال سبحانه انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون ومن مقتضى قدرته سبحانه وتعالى قدرته على البلاغ وعلى جهل - 00:08:24
كلامه متناسقا يصدق بعضه بعضا لكن قد يقع وهم في الاذهان بحيث يظن وجود ايات مضطربة متظادة فهذا ليس في حقائق الامور ولا الواقع منها وانما في الذهن اما بسبب عدم - 00:08:57
استشعار معاني الايات التي يظن انها متعارضة او بسبب سوء الفهم وعدم الادراك لمعاني ما يريد الله جل وعلا بايات كتابه العظيم ومن هنا فان العالم والفقيه يسعى الى بيان - 00:09:35
معاني كلام الله عز وجل من خلال ذكر المراد بكل نص من هذه النصوص بحيث يعلم انه لا يوجد تضاد ولا تعارض فيما بينها ما هي متى يقال عن الدليلين - 00:10:11
بانهما متعارظان يقال عن الدليلين بانهما متعارضان عند وجود ثلاثة امور الامر الاول صحة الدليلين فعند ضعف احد الدليلين لا يقال عنه بانه يعارض الدليل الاخر وكلامنا هنا في ايات القرآن ولا شك - 00:10:39
ان ايات القرآن ثابتة لكن قد يكون ما يظن انه مدلول لكلام الله عز وجل ليس كذلك فكم من فهم سقيم يطبق على ايات القرآن فيظن وجود التعارض بسبب ذلك الفهم السقيم - 00:11:11
ومن هذا الشرط الايات المنسوخة. فانه لا يصح ان نعارض اية المحكمة باقية باية منسوخة وان كان يمكن ادراج هذا الامر في الشرط الثاني. وهو اتحاد الدليلين في في الوقت - 00:11:37
ان اختلف وقت الدليلين فانه لا يعد تعارضا والمراد وقت تطبيق كل من الدليلين ومن امثلة هذا ما اذا كان احد الدليلين يأمر باداء صلاة الظهر والاخر ينهى عن الصلاة - 00:12:09
في اوقات النهي فلا يقال بانهما متعارضان لاختلاف وقتهما ويشترط في اثبات التعارض ان يكون الدليلان في محل واحد فاما اذا كان احد الدليلين في محل والاخر في محل مغاير فانه لا يقال عن - 00:12:32
دليلين بانهما متعارضان فاذا اخبرت بعض الايات بان الكفار في النار واخبرت ايات اخرى بان المؤمنين في الجنة فانه لا يقال بتعارضهما. لان محل الاية لولا مغاير لمحل الاية الثانية - 00:13:01
متى يقع التعارف؟ التعارض لا يقع بين الايات القرآنية وانما يوجد توهم للتعارف وليس تعارضا حقيقيا ومن هنا اعتنى العلماء بيان حقيقة الامر من خلال المؤلفات التي وضعت في هذا الباب ومن هذا كتاب الشيخ العلامة - 00:13:27
محمد الامين ابن محمد المختار الشنقيطي رحمه الله متوفى سنة ثلاث وتسعين وثلاث مئة وال في كتابه دفع ايهام الاضطراب عن ايات الكتاب دفع التعارض المتوهم له سبل وطرائق متعددة - 00:13:57
تنطلق من مراعاة الشروط السابقة. شروط التعارض. اما ببيان ان احد الدليلين ان لم يبقى على دلالته او ان الاستدلال به لا يصح لكوني تلك الدلالة لا يصح الاستدلال بها - 00:14:34
فما لو استدل احد الناس دليل مبني على دليل او دلالة الاقتران. فعارض بها دلالة دليل اخر. فحينئذ نقول دلالة الاقتران ضعيفة ولا يصح بناء الاحكام او التفسير عليها تأليف لا يكون هذا من - 00:14:55
التعارض الحقيقي لعلنا ان شاء الله في اواخر ما ندرسه نتكلم عن كيفية دفع التعارض المتوهم بين النصوص الشرعية ذكر العلامة الشنقيطي رحمه الله ان انه سيقوم ببيان عدم تعارض الادلة التي يتوهم التعارض فيها بحسب ترتيب السور - 00:15:27
بذكر الاية او عند ذكر الاية الاولى من الى ايات التي يظن وجود التعارف بينها ابتدأ المؤلف بسورة البقرة وذكر ان هناك ايات تشير الى القرآن بي اشارة البعيد كما في قوله في اوائل هذه السورة الف لام ميم ذلك الكتاب - 00:16:09
بينما هناك ايات اخر تشير الى هذا القرآن باشارة القريب كما في قوله تعالى ان هذا القرآن وهذا كتاب انزلناه مبارك. نصدق الذي بين يديه فما اوجه الجمع بين هذه الادلة - 00:16:54
وهل يوجد تعارض بينها؟ حيث يشار الى القرآن باشارة البعيد مرة باشارة القريب مرة اخرى فيقول هناك اوجه للعلماء متعددة في بيان عدم وجود التعارض بين هذه الادلة الوجه الاول - 00:17:22
ان الاعتبار والمعنى الذي في اشارة البعيد يخالف المعنى في اشارة القريب يشار الى هذا الكتاب باشارة البعيد ذلك لبيان انه لا يماثل كلام الناس وانه اعلى مرتبة ومنزلة بينما يشار اليه في مواطن اخر باشارة القريب لبيان انه قريب بين الناس - 00:17:47
حاضر فيما بينهم تمكنون من سماعه ومن قراءته ومن حفظه فكان فكانت الاشارة اليه باشارة البعيد باعتبار مغاير للاشارة اليه باشارة القريب والقول الثاني ان قوله ذلك الكتاب يراد به ان هذا القرآن قد انتهى. وقد - 00:18:30
وبالتالي استعملت فيه اشارة البعيد اما اشارة القريب فانها لبيان قرب انقضائه وانه انما انتهي منه وتكلم به في وقت قريب. والقول الثالث ان العرب استعمل الاشارة الاشارة البعيد للقريب واشارة القريب للبعيد - 00:19:05
وان هذا من اساليب العرب في كلامها ولذلك قالوا بان قوله تعالى ذلك الكتاب اي هذا الكتاب وهناك وجه اخر ان الاشارة بالبعيد في قوله ذلك الكتاب انما جاءت في اوائل هذا الكتاب - 00:19:48
لان اوائل الكتاب يقرأه من يؤمن به ومن يستفيد منه ومن يريد النظر المجرد اليه ومن يبتدأ بقراءته وان لم يكمله ولذلك قال ذلك الكتاب ومن هذا المنطلق ذكر الله عز وجل الصفات التي يفهم بها هذا الكتاب - 00:20:28
وقال ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين اي ان من يتصف بالصفات الاتية هم الذين يهتدون به ولذلك قال ذلك الكتاب واما الايات الاخر فانها في ثنايا القرآن وبالتالي سيصل اليها من كان القرآن قريبا عنده - 00:20:58
ويقدمه ويكثر من جراءته فلذلك استعمل معه اي اشارة القريب ولعل هذا القول اظهر الاقوال لانه هو الذي يتناسق مع موطن الاشارة للقرآن باشارة البعيد والقريب الموطن الثاني مما يتوهم فيه وجود التعارض - 00:21:28
في قوله تعالى ذلك الكتاب لا ريب فيه قال هذه الاية تشير الى ان القرآن لا يوجد فيه ريب والمراد بالريب الشك المراد بالريب الشك وهنا ريب نكرة في سياق النفي فتكون عامة. اي لا يوجد اي نوع من انواع الشك - 00:22:07
بينما وجدت ايات اخر تدل على ان بعض الناس سيوجد عنده ريب والشك في هذا القرآن كما في قوله تعالى وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا وفي قوله وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون - 00:22:43
وفي قوله بل هم في شك يلعبون فما هي اوجه الجمع بين هذه النصوص التي بعضها يثبت وجود الريب وبعضها ينفيه والجواب عن هذا اجاب الشيخ بان قوله هنا بجوابين. الجواب الاول ان قوله لا ريب فيه - 00:23:09
ايه لوظوح ادلته وقوله وان كنتم في ريب هذا لعمى بصائرهم والجواب الثاني بان قوله تعالى لا ريب فيه اي لا ترتابوا فيه ولا تشكوا فيه وبالتالي ليس نفيا لوجود الريب - 00:23:43
والجواب الثالث ان نفي الريب هو في ذات القرآن ولذا قال لا ريب فيه يعني في القرآن واما الريب المثبت في النصوص الاخرى فهذا في قلوب الكفار قد يكون الريب لعدم قراءتهم للقرآن واستفادتهم منه - 00:24:16
تعايت نفي الريب باعتبار القرآن واية اثبات الريب هي باعتبار صفات الكفار فهو في نفسه لا ريب فيه واظرب لكم مثلا ولله المثل الاعلى يأتي اثنان ويشاهدان الماء احدهما يتيقن انه ماء ويشاهد - 00:24:47
ذلك فليس عنده ريب والاخر يكون في عينيه شيء من الغبش فلا يرى الماء على صفاءه ويراه بلون اخر فيظنه مادة اخرى حينئذ نقول هذا ما لا شك فيه مع ان ذلك الراعي شك في الماء - 00:25:25
لوجود صفة في نفسه لان القرآن في نفسه لا ريب فيه. ولكن من وجد عنده ريب تجاه القرآن فهذا ناتج عنه صفات في نفسه الموطن الثالث في قوله تعالى هدى للمتقين - 00:25:54
فانه خص الهداية بكونها للمتقين مع كونه عز وجل قد ذكر ان القرآن هدى للناس اجمعين في مواطن او حرب. فما في قوله تعالى شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس - 00:26:24
ولم يقصره على المتقين وقد اجيب عن هذا بان قوله تعالى هدى للمتقين اي انهم يهتدون به اي يوفقون للطريق الصحيح والعلم الصواب والعمل الفاضل واما قوله هدى للناس اي فيه بيان للناس - 00:26:54
فان الهدى مرة والهداية مرة تطلق على التوفيق في الحق واصابته تطلق على توضيح الحق وبيانه فالهادي يبين الحق ويوضحه والمهتدي اخذ بالحق وعمل به ومثلا لهذا بقوله تعالى واما سمود فهديناهم - 00:27:32
اي وضحنا لهم السبيل بمثل قوله هدى للناس فاستحبوا العمى على الهدى ومنه قوله تعالى انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا. اي وضحنا له الهدى ووضحنا له سبيل الحق والشكر وسبيل الكفر - 00:28:12
اما الهدى المثبت في قوله هدى للمتقين فالمراد به التوفيق للحق والعمل به من مثل قوله تعالى فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام وبمثل هذا اجيب عمن ادعى وجود التعارض بين قوله انك لا تهدي - 00:28:39
الاحباب مع قوله وانك لتهدي الى صراط مستقيم المنفي هو هداية التوفيق للحق. والمثبت هو هداية البيان وتوضيح الاحكام الشرعية الموطن الرابع لقوله تعالى ان الذين كفروا سواء عليه ما انذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون - 00:29:19
فهذه الاية تتظمن ان الكفار لن يهتدوا ولن يؤمنوا بينما يوجد ايات اخر دعت الكفار الى الايمان وبينت ان بعضهم يؤمن كما في قوله تعالى ومن هؤلاء من يؤمن به - 00:29:59
وقد اجيب عن سياق هذا التعارض المتوهم بعدد من الاجوبة الجواب الاول ان قوله ان الذين كفروا سواء عليه ما انذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون هذا عام ثم ورد تخصيص له بعد ذلك - 00:30:27
بان بعض الكفار يهتدون والجواب الثاني ان قوله تعالى ان الذين كفروا اي من قدر الله عليهم ان يموتوا بالكفر وليس المراد به من كان كافرا في اول زمانه وقد اجيب بجواب اخر - 00:30:55
لان المراد بالكفر حال الانسان حال الموافاة بان يراد بقوله ان الذين كفروا اي ان الذين ماتوا على الكفر قالوا الكافر هو من مات على كفره فان من مات على الكفر نتبين انه كافر منذ ولادته - 00:31:33
ومن مات على الايمان لتبين انه مؤمن منذ ولدته امه وهذا القول يقول به بعض المرجية وهو قول خاطئ لا يصح ان يفسر به كلام الله ما الدليل؟ نقول بان الدليل ان الله عز وجل قد ذكر ان العباد يتنقلون من الكفريين - 00:32:04
والعكس قال تعالى ان الذين كفروا بعد ايمانهم ثم ازدادوا كفرا وقال ان الذين كفروا ما امنوا ثم كفروا قال ان الذين امنوا ثم كفروا ثم امنوا ثم فدل ذلك ذلك بانهم كفروا بعد ايمانهم - 00:32:36
فدل هذا على ان العبد قد يكون مسلما في وقت ثم بعد ذلك يسبق عليه الكتاب فيكفر والعكس قد يكون كافرا في وقت فيهتديه ويقال عنه بانه في الزمن الاول كان كافرا. في الزمن الثاني اهتدى واسلم - 00:33:07
وقال بعضهم ان قوله تعالى ان الذين كفروا اي وطبع على قلوبهم بطبع دائم هؤلاء لا يهتدون الموطن الاخر من المواطن التي يظن فيها حصول التعارض لقوله تعالى ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم - 00:33:34
ظاهر هذه الاية ان الضلال هو بفعل الله وخلقه وامره بينما ايات اخرى تدل على ان الضلالة فعل العبد كما في قوله تعالى اولئك الذين اشتروا صلالة بالهدى وقوله يستحب العمى على الهدى - 00:34:14
في قوله ولا الظالين. فوصف فعل الظلال لان فوصفهم بانهم ضلال. ما يشعر انهم هم الذين كان الضلال منهم واجيب عن هذا باجوبة الجواب الاول ان ختم الله على قلوبهم كان بسبب افعالهم - 00:34:43
فهو فعل فهو امر من الله وخلق لله لكنه بسبب فعلهم كما ان الله عز وجل يهب الانسان الولد الهبة من الله لكن هذه الهبة لها سبب هو النكاح والوقت - 00:35:28
ولذلك ليس كل وطأ ينتج الولد والانجاب ولذا قال تعالى بل طبع الله عليهم عليها بكفرهم. اي على قلوبهم فنسب الفعل والخلق لله وجعله بسبب الفعل في قوله بكفرهم قال ذلك بانهم امنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم - 00:35:54
وقال فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم موطن اخر في قوله تعالى مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فقال استوقت جاله على سبيل بجعل الظمير فيها على سبيل الافراد. ما قال استوقدوا - 00:36:29
وقال فلما اضاعت ما حوله هذا افراج ثم قال بعد ذلك ذهب بنوره ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون قد يقول قائل بان الظمير ظمير الفرات في الاول ثم بعد ذلك يأتي ظمير - 00:37:09
جمع واجيب عن هذا بعدد من الاجوبة. الجواب الاول ان قوله كمثل الذي استوقد ليس المراد به فرض واحد انما المراد به العموم لان الاسماء الموصولة من الفاظ العموم ومن ثم افرد الظمير في قوله استوقد التفاتا الى المعنى في قوله الذي - 00:37:31
واجيب بجواب اخر وهو ان قوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون لا يختص بمن ذكر في قوله الذي استوقد نارا وانما تشمل ايضا المنافقين الذين سيقت هذه الاعياد في الحديث عنهم - 00:38:13
ثم اورد المؤلف مثلا اخر بدفع هام الاضطراب عناية في الكتاب لقوله تعالى والذي جاء بالصدق في قوله تعالى صم بكم عمي صم بكم عمي فهذه الاية ظاهرها ان المنافقين يتصفون بهذه الصفات - 00:38:57
بينما ورد في نصوص اخرى تدل على ان المنافقين يسمعون يتكلمون ويبصرون لقوله تعالى ولو شاء الله لذهب بسمعهم وابصارهم لقوله وان يقولوا تسمع لقولهم واجيب عن هذا بان قوله تعالى صم بكم عمي - 00:39:40
ليس على عمومه انما المراد به انه يعاملون النصوص الشرعية بهذه الصفات ومع انهم يسمعون لانهم لا يلتفتون لسماع القرآن ومع انهم يبصرون لانهم لا يشتغلون بالنظر في حقائق القرآن - 00:40:09
مع انهم يتكلمون لانهم لا ينقلون القرآن ولذا عم بكم عن النطق بما في القرآن وما فيه من الحق. وان كانوا يتكلمون بغيره وهم صم بحيث لا يسمعون الهدى. وان كانوا يسمعون غيره - 00:40:36
ولذا قال تعالى وجعلنا لهم سمعا وابصارا وافيدا فما اغنى عنهم سمعهم ولا ابصارهم ولا افئدتهم من شيء وقد يجاب عنه بان ايات نفي بالسمع والكلام والبصر يراد به سمع ما ينتفعون به - 00:41:06
وبصر ما ينفعهم والكلام فيما ينفعهم وعلى كل فبالاتفاق ان اية البقرة اية خاصة بسماع خاص حديث خاص ورؤية خاصة وان ايات الاثبات فيما عدا ذلك نموذج اخر لما يظن وجود الاضطراب فيه في قوله تعالى فاتقوا النار التي وقودها الناس - 00:42:02
والحجارة يقول بان كلمة النار اوتي بها على سبيل التعريف فاتقوا النار مما يدل على انها معروفة عندهم اذ لا تجعل العهدية في شيء الا لما يكون معروفا عندهم بينما في سورة التحريم قال تعالى قوا انفسكم واهليكم نارا - 00:42:48
وقودها الناس والحجارة نارا بالتنكير ما يشعر بانهم لا يعرفون هذه النار واجيب عن هذا بثلاثة اجوبة او اربعة الجواب الاول ان العرب يعرفون اصل النار ولكنهم لا يعرفون ان النار يمكن ان توقد من الناس والحجارة - 00:43:30
فالتعريف باعتبار ما يعرفونه من صفات النار. والتنكيد لعدم معرفتهم بان وقود هذه النار من الناس والحجارة الجواب الثاني ان اية التحريم نزلت اولا بقوله قوا انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة - 00:44:14
لما كانوا لا يعرفون هذه النار فلما نزلت هذه الاية عرفوا النار فنزلت الاية الاخرى بالتعريف بالعهدية وهناك جواب اخر ان قوله تعالى فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة ان الهنا - 00:44:52
لتعظيم المعرف بها وحينئذ لا تنافي بينهما فالتعريفنا لم يؤتى به لكونه امرا معروفا وانما اوتي به تعظيم الامر بيان حقيقته اورد المؤلف تمثيلا اخر لما يتوهم وقوع التعارض فيه - 00:45:42
لقوله تعالى هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا ثم استوى الى السماء فظاهر هذه الاية ان الارض خلقت اولا ثم خلقت السماء مع انه في مواطن اخر ذكر ان السماء خلقت اولا - 00:46:31
ثم خلقت الاعظم وهناك عدد من الاجود؟ الجواب الاول ان السماء خلقت اولا ثم خلقت الارض ثم عمد الى السماء واستواء اليه وعمد الى السماء فدح قدر فيها ما قدر - 00:47:04
فحينئذ تجتمع هذه النصوص ولكن ظاهر قوله الذي خلق لكم ما في الارض جميعا ظاهره ان جميع ما على الارض مخلوق قبل الاستواء الى السماء واجيب عن هذا بجوابين جواب الاول ان قوله خلق لكم ما في الارض جميعا - 00:47:45
اي قدر والجواب الثاني ان قوله هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا اي ابتدأ خلق ما في الارض وهناك جواب ثالث ان قوله هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا - 00:48:37
اي مما كان موجودا في ذلك الزمان وهناك جواب اخر ان قوله والارض بعد ذلك اي مع ذلك وقوله هنا ثم استوى الى السماء فسواهن سبع سماوات السماء قال بعضهم هذا مفرد - 00:49:23
ثم اعيد عليه بضمير الجمع فسواهن اجيب عن هذا بان قوله السماء يراد به جنس السماء الذي يصدق على السماوات السبع فيكون هذا من الفاظ العموم والجواب الثاني انه اطلق المفرد هنا واراد به الجمع وهذا وارد في لغة العرب - 00:50:16
ومثل له المؤلف في عدد من الامثلة كما في قوله وتؤمنون بالكتاب كله اي تؤمنون بجميع الكتب السابقة كلها اه واورد المؤلف شواهد لهذا من القرآن ومن لسان العرب واجيب بجواب اخر - 00:51:01
ان المراد بلفظ السماء العلو انه يطلق عليه في لغة العرب سماء ومن هذا قوله تعالى امنتم من في السماء ان يخسف بكم الارض ليس المراد به السماوات السبع المبنية - 00:51:53
انما المراد به العلو المثال الاخر في قوله تعالى يا ادم اسكن انت وزوجك الجنة ظاهره انه حدد له مكان السكنة وهو الجنة بينما قال في موطن اخر حيث شئتما - 00:52:21
مثل اول خصه بالجنة والثاني علق الامر بمشيئتهما اجيب عن هذا لان قوله تعالى حيث شئتما اي من الجنة وقيل بان المراد بقوله اسكن انت وزوجك الجنة السكنى والاستقرار في الجنة - 00:53:10
وقوله حيث شئتما اي انهم يتنقلون بين الجنة بين الجنان الموطن الاخر التي يتوهم فيها وجود الاعتراض والاضطراب لقوله تعالى ولا كونوا اول كافر به لاحظ كافر مفرد ولا تشتروا باياتي ثمنا قليلا فتكون - 00:53:54
وتشتروا فيها ظمير جمع فليقول قائل بانه مرة بلفظ الجمع ومرة يؤتى بلفظ مفرد واجيب عن هذا بان قوله اول كافر اي اول فريق يكفر ولا تكونوا اول كافر به - 00:54:39
وقيل بان الجواب الثاني ان الخطاب العام يشمل كل فرد من افراده على سبيل الاستقلال فجمع في قوله لا تكونوا باعتباره خطابا عاما وافرد في قوله اول كافر به باعتبار تناول الخطاب العام لكل فرد من - 00:55:44
لافراده على سبيل الاستقلال نموذج اخر مما يتوهم فيه وجود الاضطراب والتعارض في قوله تعالى الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم فظاهر هذه الاية ان الظن يكفي انه لا حرج على الانسان - 00:56:20
التزامه المعتقد بناء على الظنون بينما جاءت ايات اخر تظن تذم الاعتماد على الظن كما في قوله تعالى ان الظن لا يغني من الحق شيئا وفي قوله تعالى انهم الا يظنون - 00:56:59
واجيب عن هذا بان لفظة الظن يطلق مرة ويراد بها اليقين ما في قولها الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم ولكن يراد به اليقين الذي لا يستند على حس على امر محسوس - 00:57:29
كما في قوله تعالى اني ظننت اني ملاق حسابية اي التزمت وايقنت حينئذ فهذا نوع من انواع الظنون محمود اما المذموم في قوله ان الظن لا يغني من الحق شيئا - 00:58:00
المراد به مجرد الاحتمال الشكوك الجواب الثاني ان الظن المحمود هو المأخوذ من الادلة بينما الظن المذموم هو المعارض للادلة والجواب الثالث ان الظن المحمود هو الموافق للحق والظن المذموم هو المخالف للحق - 00:58:38
والثاني الوجه الثاني والوجه الثالث قريب بعضهما من بعض نموذج اخر مما يظن فيه التعارض بين النصوص القرآنية جاءت ايات تخبر بان بني اسرائيل افضل الناس وجاءت ايات تخبر بان هذه الامة - 00:59:35
هي خير الامم انها فاضلة في قوله تعالى لبني اسرائيل واني فضلتكم على العالمين في تفضيل هذه الامة. قال تعالى كنتم خير امة اخرجت للناس فكيف الجمع بين هذه الادلة - 01:00:10
الجمع بين هذه الادلة له اوجه لعلنا نستكمل ابعد الاذان الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله اشهد ان لا اله الا الله اشهد لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول الله اشهد - 01:00:55
اشهد ان محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الله حي على الفلاح الله اكبر الله اكبر لا اله في قول الله جل وعلا واني فظلتكم على العالمين اي - 01:02:29
بني اسرائيل بينما في قوله تعالى كنتم خير امة اخرجت للناس يراد بها امة محمد صلى الله عليه وسلم فايهما الفاضلة فايهما الفاضلة؟ وكيف نجمع بين هذين الدليلين واجيب عن هذا بان قوله واني فظلتكم على العالمين اي في زمان موسى وزمان بقاء شرائع - 01:03:51
وقوله كنتم خير امة اخرجت للناس هذا بعد زمان بني اسرائيل والجواب الثاني ان قوله تعالى واني فظلتكم على العالمين اي باتباع موسى واتباع عيسى فلما حرفوه كتبهم لم يكونوا من اهل هذه الاية - 01:04:27
وهذا الجواب فيه شيء من الضعف. والوجه الثالث من اوجه الجمع ان قوله واني فظلتكم على العالمين اي بسبب اسلامكم كل من كان مسلما فانه يكون فاضلا على غيره ولكن هذه الامة تفضل - 01:05:20
بفظائل اخر كما ورد في النصوص ولذا وصف الله عز وجل هذه الامة بانها خير الامم واكرمها على الله عز وجل نذكر مثلا اخر لما يظن فيه وقوع التعارض على جهة التوهم دون الحقيقة - 01:05:50
لقوله تعالى واذ نجيناكم من ال فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون ابناءكم ويستحيون نساءكم وقول يسومونكم سوء العذاب ذكر بعد ذلك تفسير هذا المعنى بقوله يذبحون ابناءكم ويستحيون نساءكم ومعنى قوله يستحيون نسائكم ان يبكونهن - 01:06:31
يبكونهن احياء فاعتبر ابقاء النساء احياء عذابا بينما في موطن اخر ذكر ان وجود او حياة البنات نعمة من الله لقوله تعالى يهب لمن يشاء اناثا اجيب عن هذا بعدد من الاجوبة. الجواب الاول - 01:07:17
ان استحياء النساء بالنسبة لبني اسرائيل كان عذابا لان عدوهن يتمكن منهن ومن استخدامهن اما اذا لم تكن النساء كذلك فانه لا يعد وجود النساء عذابا واجيب بجواب اخر ان استحياء النساء وحدهن - 01:08:00
عذاب لهن من جهة عدم وجود العائل لهن الذي يقوم بشؤونهن بينما اذا كان مع النساء من يقوم بامورهن كنا هبة ونعمة من الله سبحانه وتعالى ولذا ذكر الله عز وجل ان - 01:08:49
فالانسان يأسف ويحزن عندما يترك ذرية ضعيفة قوله تعالى وليخشى الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم ويمكن ان يكون هناك جواب اخر لان ذبح الابناء اي الذكور - 01:09:26
مع ابقاء الاناث يسوء الاباء والامهات ويكون عذابا لهم ان هذا سيستدعي ان يضاعفوا الجهد في القيام بشؤونهن وتربيتهن وصيانتهن فكان عقوبة بهذا المعنى كما اجيب بجواب اخر الا وهو ان وجود النساء - 01:10:21
اللائي لا يتمكن من الزواج لعدم وجود الرجال هذا يعد نوعا من انواع العذاب خلاف ما اذا كان عند الناس ذكور واناث فانه يتزوج ذكورهم باناثهم ويكمل بعضهم بعضا ومن ثم لا يوجد تعارض بين هذين - 01:11:05
الدليلين اسأل الله سبحانه وتعالى ان يوفقنا واياكم لخيري الدنيا والاخرة ان يرزقنا واياكم علما نافعا وعملا صالحا ونية خالصة ما سله جل وعلا ان يوفق القائمين على هذه الدورة المباركة لكل خير - 01:11:39
وان ينيلهم الاجر العظيم والثواب الجزيل. هذا والله اعلم. صلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين تسعة الله - 01:12:03
التفريغ
ان شاء الله بلاتي الحمد لله الذي انعم علينا بانزال القرآن العظيم به سعادتنا وخيرنا فيه الهدى وفيه العاقبة الحسنة لمن تمسك به وسار على نهجه احمده جل وعلا واشكره واثني عليه - 00:00:01
واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه. سلم تسليما كثيرا اما بعد فان الله جل وعلا قد امتن علينا بانزال هذا الكتاب. القرآن العظيم - 00:03:21
ليكون معجزة باقية الى قيام الساعة من جهة بيانه ومن جهة اخباره ومن جهة احكامه ومن جهة ما احتوى عليه من الحقائق العلمية ولذلك حاول بعض الناس ان يتكلم في هذا الكتاب وان - 00:03:52
يوهم الاخرين بان ايات القرآن مضطربة وانها ليست متوافقة بل بينها اختلاف وتضاد والناظر في ايات الكتاب لا يجد شيئا من هذا. بل يجد ايات القرآن متناسقة متفقة في المعنى لا تظاد بينها - 00:04:36
ويدل على هذا المعنى العديد من النصوص القرآنية كما في قول الله تعالى افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا فدل هذا على ان هذا الكتاب لا اختلاف فيه - 00:05:14
ولا اضطراب ويدل على هذا ما وصف الله عز وجل كتابه به بانه مثاني ومن معنى كونه مثاني انه يصدق بعضه بعضا وحينئذ لا يمكن ان يوجد فيه اختلاف او تظاد - 00:05:42
ومما يدل على هذا المعنى قول الله جل وعلا ومن اصدق من الله حديثا ومن اصدق من الله قيلا ومن مقتضى كونه صدقا الا يكون فيه تظاد او تناف لانه لا يوجد التضاد والاضطراب الا فيما يخالف الحقيقة وما يكون كذبا. اما ما كان صدقا - 00:06:13
فانه لا يوجد فيه اضطراب وقال تعالى وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته. وهو السميع العليم ويدل على هذا المعنى عدد من الامور منها ان الله جل وعلا لا يخفى عليه شيء - 00:06:48
وانه مطلع على ما مضى وما سيأتي ومن مقتضى تمام علمه الا يوجد اضطراب في اخباره ويدل على هذا المعنى ان الله عز وجل غني لا يحتاج الى احد من الخلق - 00:07:22
والغني لا يحتاج الى ان يضطرب في حديثه او ان يخبر بخلاف وقائع الامور ويدل على هذا المعنى انه سبحانه قادر وهو قادر على البيان هو قادر على فعل ما يريد - 00:07:56
كما قال سبحانه فعال لما يريد والمرادون الارادة الكونية وقال سبحانه انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون ومن مقتضى قدرته سبحانه وتعالى قدرته على البلاغ وعلى جهل - 00:08:24
كلامه متناسقا يصدق بعضه بعضا لكن قد يقع وهم في الاذهان بحيث يظن وجود ايات مضطربة متظادة فهذا ليس في حقائق الامور ولا الواقع منها وانما في الذهن اما بسبب عدم - 00:08:57
استشعار معاني الايات التي يظن انها متعارضة او بسبب سوء الفهم وعدم الادراك لمعاني ما يريد الله جل وعلا بايات كتابه العظيم ومن هنا فان العالم والفقيه يسعى الى بيان - 00:09:35
معاني كلام الله عز وجل من خلال ذكر المراد بكل نص من هذه النصوص بحيث يعلم انه لا يوجد تضاد ولا تعارض فيما بينها ما هي متى يقال عن الدليلين - 00:10:11
بانهما متعارظان يقال عن الدليلين بانهما متعارضان عند وجود ثلاثة امور الامر الاول صحة الدليلين فعند ضعف احد الدليلين لا يقال عنه بانه يعارض الدليل الاخر وكلامنا هنا في ايات القرآن ولا شك - 00:10:39
ان ايات القرآن ثابتة لكن قد يكون ما يظن انه مدلول لكلام الله عز وجل ليس كذلك فكم من فهم سقيم يطبق على ايات القرآن فيظن وجود التعارض بسبب ذلك الفهم السقيم - 00:11:11
ومن هذا الشرط الايات المنسوخة. فانه لا يصح ان نعارض اية المحكمة باقية باية منسوخة وان كان يمكن ادراج هذا الامر في الشرط الثاني. وهو اتحاد الدليلين في في الوقت - 00:11:37
ان اختلف وقت الدليلين فانه لا يعد تعارضا والمراد وقت تطبيق كل من الدليلين ومن امثلة هذا ما اذا كان احد الدليلين يأمر باداء صلاة الظهر والاخر ينهى عن الصلاة - 00:12:09
في اوقات النهي فلا يقال بانهما متعارضان لاختلاف وقتهما ويشترط في اثبات التعارض ان يكون الدليلان في محل واحد فاما اذا كان احد الدليلين في محل والاخر في محل مغاير فانه لا يقال عن - 00:12:32
دليلين بانهما متعارضان فاذا اخبرت بعض الايات بان الكفار في النار واخبرت ايات اخرى بان المؤمنين في الجنة فانه لا يقال بتعارضهما. لان محل الاية لولا مغاير لمحل الاية الثانية - 00:13:01
متى يقع التعارف؟ التعارض لا يقع بين الايات القرآنية وانما يوجد توهم للتعارف وليس تعارضا حقيقيا ومن هنا اعتنى العلماء بيان حقيقة الامر من خلال المؤلفات التي وضعت في هذا الباب ومن هذا كتاب الشيخ العلامة - 00:13:27
محمد الامين ابن محمد المختار الشنقيطي رحمه الله متوفى سنة ثلاث وتسعين وثلاث مئة وال في كتابه دفع ايهام الاضطراب عن ايات الكتاب دفع التعارض المتوهم له سبل وطرائق متعددة - 00:13:57
تنطلق من مراعاة الشروط السابقة. شروط التعارض. اما ببيان ان احد الدليلين ان لم يبقى على دلالته او ان الاستدلال به لا يصح لكوني تلك الدلالة لا يصح الاستدلال بها - 00:14:34
فما لو استدل احد الناس دليل مبني على دليل او دلالة الاقتران. فعارض بها دلالة دليل اخر. فحينئذ نقول دلالة الاقتران ضعيفة ولا يصح بناء الاحكام او التفسير عليها تأليف لا يكون هذا من - 00:14:55
التعارض الحقيقي لعلنا ان شاء الله في اواخر ما ندرسه نتكلم عن كيفية دفع التعارض المتوهم بين النصوص الشرعية ذكر العلامة الشنقيطي رحمه الله ان انه سيقوم ببيان عدم تعارض الادلة التي يتوهم التعارض فيها بحسب ترتيب السور - 00:15:27
بذكر الاية او عند ذكر الاية الاولى من الى ايات التي يظن وجود التعارف بينها ابتدأ المؤلف بسورة البقرة وذكر ان هناك ايات تشير الى القرآن بي اشارة البعيد كما في قوله في اوائل هذه السورة الف لام ميم ذلك الكتاب - 00:16:09
بينما هناك ايات اخر تشير الى هذا القرآن باشارة القريب كما في قوله تعالى ان هذا القرآن وهذا كتاب انزلناه مبارك. نصدق الذي بين يديه فما اوجه الجمع بين هذه الادلة - 00:16:54
وهل يوجد تعارض بينها؟ حيث يشار الى القرآن باشارة البعيد مرة باشارة القريب مرة اخرى فيقول هناك اوجه للعلماء متعددة في بيان عدم وجود التعارض بين هذه الادلة الوجه الاول - 00:17:22
ان الاعتبار والمعنى الذي في اشارة البعيد يخالف المعنى في اشارة القريب يشار الى هذا الكتاب باشارة البعيد ذلك لبيان انه لا يماثل كلام الناس وانه اعلى مرتبة ومنزلة بينما يشار اليه في مواطن اخر باشارة القريب لبيان انه قريب بين الناس - 00:17:47
حاضر فيما بينهم تمكنون من سماعه ومن قراءته ومن حفظه فكان فكانت الاشارة اليه باشارة البعيد باعتبار مغاير للاشارة اليه باشارة القريب والقول الثاني ان قوله ذلك الكتاب يراد به ان هذا القرآن قد انتهى. وقد - 00:18:30
وبالتالي استعملت فيه اشارة البعيد اما اشارة القريب فانها لبيان قرب انقضائه وانه انما انتهي منه وتكلم به في وقت قريب. والقول الثالث ان العرب استعمل الاشارة الاشارة البعيد للقريب واشارة القريب للبعيد - 00:19:05
وان هذا من اساليب العرب في كلامها ولذلك قالوا بان قوله تعالى ذلك الكتاب اي هذا الكتاب وهناك وجه اخر ان الاشارة بالبعيد في قوله ذلك الكتاب انما جاءت في اوائل هذا الكتاب - 00:19:48
لان اوائل الكتاب يقرأه من يؤمن به ومن يستفيد منه ومن يريد النظر المجرد اليه ومن يبتدأ بقراءته وان لم يكمله ولذلك قال ذلك الكتاب ومن هذا المنطلق ذكر الله عز وجل الصفات التي يفهم بها هذا الكتاب - 00:20:28
وقال ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين اي ان من يتصف بالصفات الاتية هم الذين يهتدون به ولذلك قال ذلك الكتاب واما الايات الاخر فانها في ثنايا القرآن وبالتالي سيصل اليها من كان القرآن قريبا عنده - 00:20:58
ويقدمه ويكثر من جراءته فلذلك استعمل معه اي اشارة القريب ولعل هذا القول اظهر الاقوال لانه هو الذي يتناسق مع موطن الاشارة للقرآن باشارة البعيد والقريب الموطن الثاني مما يتوهم فيه وجود التعارض - 00:21:28
في قوله تعالى ذلك الكتاب لا ريب فيه قال هذه الاية تشير الى ان القرآن لا يوجد فيه ريب والمراد بالريب الشك المراد بالريب الشك وهنا ريب نكرة في سياق النفي فتكون عامة. اي لا يوجد اي نوع من انواع الشك - 00:22:07
بينما وجدت ايات اخر تدل على ان بعض الناس سيوجد عنده ريب والشك في هذا القرآن كما في قوله تعالى وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا وفي قوله وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون - 00:22:43
وفي قوله بل هم في شك يلعبون فما هي اوجه الجمع بين هذه النصوص التي بعضها يثبت وجود الريب وبعضها ينفيه والجواب عن هذا اجاب الشيخ بان قوله هنا بجوابين. الجواب الاول ان قوله لا ريب فيه - 00:23:09
ايه لوظوح ادلته وقوله وان كنتم في ريب هذا لعمى بصائرهم والجواب الثاني بان قوله تعالى لا ريب فيه اي لا ترتابوا فيه ولا تشكوا فيه وبالتالي ليس نفيا لوجود الريب - 00:23:43
والجواب الثالث ان نفي الريب هو في ذات القرآن ولذا قال لا ريب فيه يعني في القرآن واما الريب المثبت في النصوص الاخرى فهذا في قلوب الكفار قد يكون الريب لعدم قراءتهم للقرآن واستفادتهم منه - 00:24:16
تعايت نفي الريب باعتبار القرآن واية اثبات الريب هي باعتبار صفات الكفار فهو في نفسه لا ريب فيه واظرب لكم مثلا ولله المثل الاعلى يأتي اثنان ويشاهدان الماء احدهما يتيقن انه ماء ويشاهد - 00:24:47
ذلك فليس عنده ريب والاخر يكون في عينيه شيء من الغبش فلا يرى الماء على صفاءه ويراه بلون اخر فيظنه مادة اخرى حينئذ نقول هذا ما لا شك فيه مع ان ذلك الراعي شك في الماء - 00:25:25
لوجود صفة في نفسه لان القرآن في نفسه لا ريب فيه. ولكن من وجد عنده ريب تجاه القرآن فهذا ناتج عنه صفات في نفسه الموطن الثالث في قوله تعالى هدى للمتقين - 00:25:54
فانه خص الهداية بكونها للمتقين مع كونه عز وجل قد ذكر ان القرآن هدى للناس اجمعين في مواطن او حرب. فما في قوله تعالى شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس - 00:26:24
ولم يقصره على المتقين وقد اجيب عن هذا بان قوله تعالى هدى للمتقين اي انهم يهتدون به اي يوفقون للطريق الصحيح والعلم الصواب والعمل الفاضل واما قوله هدى للناس اي فيه بيان للناس - 00:26:54
فان الهدى مرة والهداية مرة تطلق على التوفيق في الحق واصابته تطلق على توضيح الحق وبيانه فالهادي يبين الحق ويوضحه والمهتدي اخذ بالحق وعمل به ومثلا لهذا بقوله تعالى واما سمود فهديناهم - 00:27:32
اي وضحنا لهم السبيل بمثل قوله هدى للناس فاستحبوا العمى على الهدى ومنه قوله تعالى انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا. اي وضحنا له الهدى ووضحنا له سبيل الحق والشكر وسبيل الكفر - 00:28:12
اما الهدى المثبت في قوله هدى للمتقين فالمراد به التوفيق للحق والعمل به من مثل قوله تعالى فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام وبمثل هذا اجيب عمن ادعى وجود التعارض بين قوله انك لا تهدي - 00:28:39
الاحباب مع قوله وانك لتهدي الى صراط مستقيم المنفي هو هداية التوفيق للحق. والمثبت هو هداية البيان وتوضيح الاحكام الشرعية الموطن الرابع لقوله تعالى ان الذين كفروا سواء عليه ما انذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون - 00:29:19
فهذه الاية تتظمن ان الكفار لن يهتدوا ولن يؤمنوا بينما يوجد ايات اخر دعت الكفار الى الايمان وبينت ان بعضهم يؤمن كما في قوله تعالى ومن هؤلاء من يؤمن به - 00:29:59
وقد اجيب عن سياق هذا التعارض المتوهم بعدد من الاجوبة الجواب الاول ان قوله ان الذين كفروا سواء عليه ما انذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون هذا عام ثم ورد تخصيص له بعد ذلك - 00:30:27
بان بعض الكفار يهتدون والجواب الثاني ان قوله تعالى ان الذين كفروا اي من قدر الله عليهم ان يموتوا بالكفر وليس المراد به من كان كافرا في اول زمانه وقد اجيب بجواب اخر - 00:30:55
لان المراد بالكفر حال الانسان حال الموافاة بان يراد بقوله ان الذين كفروا اي ان الذين ماتوا على الكفر قالوا الكافر هو من مات على كفره فان من مات على الكفر نتبين انه كافر منذ ولادته - 00:31:33
ومن مات على الايمان لتبين انه مؤمن منذ ولدته امه وهذا القول يقول به بعض المرجية وهو قول خاطئ لا يصح ان يفسر به كلام الله ما الدليل؟ نقول بان الدليل ان الله عز وجل قد ذكر ان العباد يتنقلون من الكفريين - 00:32:04
والعكس قال تعالى ان الذين كفروا بعد ايمانهم ثم ازدادوا كفرا وقال ان الذين كفروا ما امنوا ثم كفروا قال ان الذين امنوا ثم كفروا ثم امنوا ثم فدل ذلك ذلك بانهم كفروا بعد ايمانهم - 00:32:36
فدل هذا على ان العبد قد يكون مسلما في وقت ثم بعد ذلك يسبق عليه الكتاب فيكفر والعكس قد يكون كافرا في وقت فيهتديه ويقال عنه بانه في الزمن الاول كان كافرا. في الزمن الثاني اهتدى واسلم - 00:33:07
وقال بعضهم ان قوله تعالى ان الذين كفروا اي وطبع على قلوبهم بطبع دائم هؤلاء لا يهتدون الموطن الاخر من المواطن التي يظن فيها حصول التعارض لقوله تعالى ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم - 00:33:34
ظاهر هذه الاية ان الضلال هو بفعل الله وخلقه وامره بينما ايات اخرى تدل على ان الضلالة فعل العبد كما في قوله تعالى اولئك الذين اشتروا صلالة بالهدى وقوله يستحب العمى على الهدى - 00:34:14
في قوله ولا الظالين. فوصف فعل الظلال لان فوصفهم بانهم ضلال. ما يشعر انهم هم الذين كان الضلال منهم واجيب عن هذا باجوبة الجواب الاول ان ختم الله على قلوبهم كان بسبب افعالهم - 00:34:43
فهو فعل فهو امر من الله وخلق لله لكنه بسبب فعلهم كما ان الله عز وجل يهب الانسان الولد الهبة من الله لكن هذه الهبة لها سبب هو النكاح والوقت - 00:35:28
ولذلك ليس كل وطأ ينتج الولد والانجاب ولذا قال تعالى بل طبع الله عليهم عليها بكفرهم. اي على قلوبهم فنسب الفعل والخلق لله وجعله بسبب الفعل في قوله بكفرهم قال ذلك بانهم امنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم - 00:35:54
وقال فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم موطن اخر في قوله تعالى مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فقال استوقت جاله على سبيل بجعل الظمير فيها على سبيل الافراد. ما قال استوقدوا - 00:36:29
وقال فلما اضاعت ما حوله هذا افراج ثم قال بعد ذلك ذهب بنوره ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون قد يقول قائل بان الظمير ظمير الفرات في الاول ثم بعد ذلك يأتي ظمير - 00:37:09
جمع واجيب عن هذا بعدد من الاجوبة. الجواب الاول ان قوله كمثل الذي استوقد ليس المراد به فرض واحد انما المراد به العموم لان الاسماء الموصولة من الفاظ العموم ومن ثم افرد الظمير في قوله استوقد التفاتا الى المعنى في قوله الذي - 00:37:31
واجيب بجواب اخر وهو ان قوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون لا يختص بمن ذكر في قوله الذي استوقد نارا وانما تشمل ايضا المنافقين الذين سيقت هذه الاعياد في الحديث عنهم - 00:38:13
ثم اورد المؤلف مثلا اخر بدفع هام الاضطراب عناية في الكتاب لقوله تعالى والذي جاء بالصدق في قوله تعالى صم بكم عمي صم بكم عمي فهذه الاية ظاهرها ان المنافقين يتصفون بهذه الصفات - 00:38:57
بينما ورد في نصوص اخرى تدل على ان المنافقين يسمعون يتكلمون ويبصرون لقوله تعالى ولو شاء الله لذهب بسمعهم وابصارهم لقوله وان يقولوا تسمع لقولهم واجيب عن هذا بان قوله تعالى صم بكم عمي - 00:39:40
ليس على عمومه انما المراد به انه يعاملون النصوص الشرعية بهذه الصفات ومع انهم يسمعون لانهم لا يلتفتون لسماع القرآن ومع انهم يبصرون لانهم لا يشتغلون بالنظر في حقائق القرآن - 00:40:09
مع انهم يتكلمون لانهم لا ينقلون القرآن ولذا عم بكم عن النطق بما في القرآن وما فيه من الحق. وان كانوا يتكلمون بغيره وهم صم بحيث لا يسمعون الهدى. وان كانوا يسمعون غيره - 00:40:36
ولذا قال تعالى وجعلنا لهم سمعا وابصارا وافيدا فما اغنى عنهم سمعهم ولا ابصارهم ولا افئدتهم من شيء وقد يجاب عنه بان ايات نفي بالسمع والكلام والبصر يراد به سمع ما ينتفعون به - 00:41:06
وبصر ما ينفعهم والكلام فيما ينفعهم وعلى كل فبالاتفاق ان اية البقرة اية خاصة بسماع خاص حديث خاص ورؤية خاصة وان ايات الاثبات فيما عدا ذلك نموذج اخر لما يظن وجود الاضطراب فيه في قوله تعالى فاتقوا النار التي وقودها الناس - 00:42:02
والحجارة يقول بان كلمة النار اوتي بها على سبيل التعريف فاتقوا النار مما يدل على انها معروفة عندهم اذ لا تجعل العهدية في شيء الا لما يكون معروفا عندهم بينما في سورة التحريم قال تعالى قوا انفسكم واهليكم نارا - 00:42:48
وقودها الناس والحجارة نارا بالتنكير ما يشعر بانهم لا يعرفون هذه النار واجيب عن هذا بثلاثة اجوبة او اربعة الجواب الاول ان العرب يعرفون اصل النار ولكنهم لا يعرفون ان النار يمكن ان توقد من الناس والحجارة - 00:43:30
فالتعريف باعتبار ما يعرفونه من صفات النار. والتنكيد لعدم معرفتهم بان وقود هذه النار من الناس والحجارة الجواب الثاني ان اية التحريم نزلت اولا بقوله قوا انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة - 00:44:14
لما كانوا لا يعرفون هذه النار فلما نزلت هذه الاية عرفوا النار فنزلت الاية الاخرى بالتعريف بالعهدية وهناك جواب اخر ان قوله تعالى فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة ان الهنا - 00:44:52
لتعظيم المعرف بها وحينئذ لا تنافي بينهما فالتعريفنا لم يؤتى به لكونه امرا معروفا وانما اوتي به تعظيم الامر بيان حقيقته اورد المؤلف تمثيلا اخر لما يتوهم وقوع التعارض فيه - 00:45:42
لقوله تعالى هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا ثم استوى الى السماء فظاهر هذه الاية ان الارض خلقت اولا ثم خلقت السماء مع انه في مواطن اخر ذكر ان السماء خلقت اولا - 00:46:31
ثم خلقت الاعظم وهناك عدد من الاجود؟ الجواب الاول ان السماء خلقت اولا ثم خلقت الارض ثم عمد الى السماء واستواء اليه وعمد الى السماء فدح قدر فيها ما قدر - 00:47:04
فحينئذ تجتمع هذه النصوص ولكن ظاهر قوله الذي خلق لكم ما في الارض جميعا ظاهره ان جميع ما على الارض مخلوق قبل الاستواء الى السماء واجيب عن هذا بجوابين جواب الاول ان قوله خلق لكم ما في الارض جميعا - 00:47:45
اي قدر والجواب الثاني ان قوله هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا اي ابتدأ خلق ما في الارض وهناك جواب ثالث ان قوله هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا - 00:48:37
اي مما كان موجودا في ذلك الزمان وهناك جواب اخر ان قوله والارض بعد ذلك اي مع ذلك وقوله هنا ثم استوى الى السماء فسواهن سبع سماوات السماء قال بعضهم هذا مفرد - 00:49:23
ثم اعيد عليه بضمير الجمع فسواهن اجيب عن هذا بان قوله السماء يراد به جنس السماء الذي يصدق على السماوات السبع فيكون هذا من الفاظ العموم والجواب الثاني انه اطلق المفرد هنا واراد به الجمع وهذا وارد في لغة العرب - 00:50:16
ومثل له المؤلف في عدد من الامثلة كما في قوله وتؤمنون بالكتاب كله اي تؤمنون بجميع الكتب السابقة كلها اه واورد المؤلف شواهد لهذا من القرآن ومن لسان العرب واجيب بجواب اخر - 00:51:01
ان المراد بلفظ السماء العلو انه يطلق عليه في لغة العرب سماء ومن هذا قوله تعالى امنتم من في السماء ان يخسف بكم الارض ليس المراد به السماوات السبع المبنية - 00:51:53
انما المراد به العلو المثال الاخر في قوله تعالى يا ادم اسكن انت وزوجك الجنة ظاهره انه حدد له مكان السكنة وهو الجنة بينما قال في موطن اخر حيث شئتما - 00:52:21
مثل اول خصه بالجنة والثاني علق الامر بمشيئتهما اجيب عن هذا لان قوله تعالى حيث شئتما اي من الجنة وقيل بان المراد بقوله اسكن انت وزوجك الجنة السكنى والاستقرار في الجنة - 00:53:10
وقوله حيث شئتما اي انهم يتنقلون بين الجنة بين الجنان الموطن الاخر التي يتوهم فيها وجود الاعتراض والاضطراب لقوله تعالى ولا كونوا اول كافر به لاحظ كافر مفرد ولا تشتروا باياتي ثمنا قليلا فتكون - 00:53:54
وتشتروا فيها ظمير جمع فليقول قائل بانه مرة بلفظ الجمع ومرة يؤتى بلفظ مفرد واجيب عن هذا بان قوله اول كافر اي اول فريق يكفر ولا تكونوا اول كافر به - 00:54:39
وقيل بان الجواب الثاني ان الخطاب العام يشمل كل فرد من افراده على سبيل الاستقلال فجمع في قوله لا تكونوا باعتباره خطابا عاما وافرد في قوله اول كافر به باعتبار تناول الخطاب العام لكل فرد من - 00:55:44
لافراده على سبيل الاستقلال نموذج اخر مما يتوهم فيه وجود الاضطراب والتعارض في قوله تعالى الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم فظاهر هذه الاية ان الظن يكفي انه لا حرج على الانسان - 00:56:20
التزامه المعتقد بناء على الظنون بينما جاءت ايات اخر تظن تذم الاعتماد على الظن كما في قوله تعالى ان الظن لا يغني من الحق شيئا وفي قوله تعالى انهم الا يظنون - 00:56:59
واجيب عن هذا بان لفظة الظن يطلق مرة ويراد بها اليقين ما في قولها الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم ولكن يراد به اليقين الذي لا يستند على حس على امر محسوس - 00:57:29
كما في قوله تعالى اني ظننت اني ملاق حسابية اي التزمت وايقنت حينئذ فهذا نوع من انواع الظنون محمود اما المذموم في قوله ان الظن لا يغني من الحق شيئا - 00:58:00
المراد به مجرد الاحتمال الشكوك الجواب الثاني ان الظن المحمود هو المأخوذ من الادلة بينما الظن المذموم هو المعارض للادلة والجواب الثالث ان الظن المحمود هو الموافق للحق والظن المذموم هو المخالف للحق - 00:58:38
والثاني الوجه الثاني والوجه الثالث قريب بعضهما من بعض نموذج اخر مما يظن فيه التعارض بين النصوص القرآنية جاءت ايات تخبر بان بني اسرائيل افضل الناس وجاءت ايات تخبر بان هذه الامة - 00:59:35
هي خير الامم انها فاضلة في قوله تعالى لبني اسرائيل واني فضلتكم على العالمين في تفضيل هذه الامة. قال تعالى كنتم خير امة اخرجت للناس فكيف الجمع بين هذه الادلة - 01:00:10
الجمع بين هذه الادلة له اوجه لعلنا نستكمل ابعد الاذان الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله اشهد ان لا اله الا الله اشهد لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول الله اشهد - 01:00:55
اشهد ان محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الله حي على الفلاح الله اكبر الله اكبر لا اله في قول الله جل وعلا واني فظلتكم على العالمين اي - 01:02:29
بني اسرائيل بينما في قوله تعالى كنتم خير امة اخرجت للناس يراد بها امة محمد صلى الله عليه وسلم فايهما الفاضلة فايهما الفاضلة؟ وكيف نجمع بين هذين الدليلين واجيب عن هذا بان قوله واني فظلتكم على العالمين اي في زمان موسى وزمان بقاء شرائع - 01:03:51
وقوله كنتم خير امة اخرجت للناس هذا بعد زمان بني اسرائيل والجواب الثاني ان قوله تعالى واني فظلتكم على العالمين اي باتباع موسى واتباع عيسى فلما حرفوه كتبهم لم يكونوا من اهل هذه الاية - 01:04:27
وهذا الجواب فيه شيء من الضعف. والوجه الثالث من اوجه الجمع ان قوله واني فظلتكم على العالمين اي بسبب اسلامكم كل من كان مسلما فانه يكون فاضلا على غيره ولكن هذه الامة تفضل - 01:05:20
بفظائل اخر كما ورد في النصوص ولذا وصف الله عز وجل هذه الامة بانها خير الامم واكرمها على الله عز وجل نذكر مثلا اخر لما يظن فيه وقوع التعارض على جهة التوهم دون الحقيقة - 01:05:50
لقوله تعالى واذ نجيناكم من ال فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون ابناءكم ويستحيون نساءكم وقول يسومونكم سوء العذاب ذكر بعد ذلك تفسير هذا المعنى بقوله يذبحون ابناءكم ويستحيون نساءكم ومعنى قوله يستحيون نسائكم ان يبكونهن - 01:06:31
يبكونهن احياء فاعتبر ابقاء النساء احياء عذابا بينما في موطن اخر ذكر ان وجود او حياة البنات نعمة من الله لقوله تعالى يهب لمن يشاء اناثا اجيب عن هذا بعدد من الاجوبة. الجواب الاول - 01:07:17
ان استحياء النساء بالنسبة لبني اسرائيل كان عذابا لان عدوهن يتمكن منهن ومن استخدامهن اما اذا لم تكن النساء كذلك فانه لا يعد وجود النساء عذابا واجيب بجواب اخر ان استحياء النساء وحدهن - 01:08:00
عذاب لهن من جهة عدم وجود العائل لهن الذي يقوم بشؤونهن بينما اذا كان مع النساء من يقوم بامورهن كنا هبة ونعمة من الله سبحانه وتعالى ولذا ذكر الله عز وجل ان - 01:08:49
فالانسان يأسف ويحزن عندما يترك ذرية ضعيفة قوله تعالى وليخشى الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم ويمكن ان يكون هناك جواب اخر لان ذبح الابناء اي الذكور - 01:09:26
مع ابقاء الاناث يسوء الاباء والامهات ويكون عذابا لهم ان هذا سيستدعي ان يضاعفوا الجهد في القيام بشؤونهن وتربيتهن وصيانتهن فكان عقوبة بهذا المعنى كما اجيب بجواب اخر الا وهو ان وجود النساء - 01:10:21
اللائي لا يتمكن من الزواج لعدم وجود الرجال هذا يعد نوعا من انواع العذاب خلاف ما اذا كان عند الناس ذكور واناث فانه يتزوج ذكورهم باناثهم ويكمل بعضهم بعضا ومن ثم لا يوجد تعارض بين هذين - 01:11:05
الدليلين اسأل الله سبحانه وتعالى ان يوفقنا واياكم لخيري الدنيا والاخرة ان يرزقنا واياكم علما نافعا وعملا صالحا ونية خالصة ما سله جل وعلا ان يوفق القائمين على هذه الدورة المباركة لكل خير - 01:11:39
وان ينيلهم الاجر العظيم والثواب الجزيل. هذا والله اعلم. صلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين تسعة الله - 01:12:03