بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اتبع هداهم واقتفى اثره واستن بسنته الى يوم الدين اما بعد ففي هذا اليوم - 00:00:00
الثالث عشر الثالث عشر من شهر جمادى الاخرة لعام ثمانية وثلاثين واربعمائة والف عقدوا هذا المجلس بشرح رسالة العبودية لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى لمعالي شيخنا الشيخ الدكتور يوسف بن محمد الغفيص - 00:00:16
عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للافتاء سابقا في جامع عثمان بن عفان رضي الله عنه بحي الوادي بالرياض قال رحمه الله تعالى وقد دلت النصوص على الامر بمسألة الخالق - 00:00:34
والنهي عن مسألة المخلوق في غير موضع. اعد قال وقد دلت النصوص على الامر بمسألة الخالق والنهي عن مسألة المخلوق في غير موضع كقوله تعالى فاذا فرغت فانصب والى ربك فارغب - 00:00:49
قال رحمه الله تعالى وقد دلت النصوص على الامر بمسألة الخالق والنهي عن مسألة المخلوق في غير موضع كقوله تعالى فاذا فرغت فانصب والى ربك فارغب. وقول النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس - 00:01:06
اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله ومنه قول الخليل فابتغوا عند الله الرزق ولم يقل فابتغوا الرزق عند الله لان تقديم الظرف يشعر بالاختصاص والحصر كانه قال لا تبتغوا الرزق الا عند الله. وقد قال تعالى واسألوا من واسألوا الله من فضله - 00:01:24
والانسان لا بد له من حصول ما يحتاج اليه من الرزق ونحوه ودفع ما يضر ودفع ما يضره وكلا الامرين شرع له ان يكون دعاؤه لله. فله ان يسأل الله واليه يشتكي. كما قال يعقوب عليه السلام. قال انما - 00:01:44
وبثي وحزني الى الله والله تعالى ذكر في القرآن الهجر الجميل والصفح الجميل والصبر الجميل وقد قيل ان الهجر الجميل هو هجر بلا اذى والصفحة الجميلة صفح بلا معاتبة والصبر الجميل صبر بغير شكوى الى المخلوق - 00:02:02
ولهذا نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله واصحابه اجمعين هذا المعنى الذي ذكره شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله بتغرير هذه الرسالة رسالة العبودية - 00:02:20
وقوله رحمه الله وقد دلت النصوص على الامر بمسألة الخالق وذم مسألة المخلوق الامر بمسألة الخالق هذا قد استقرت دلالة النصوص عليه وهو من المحكمات وقال ربكم ادعوني استجب لكم. والله امر بدعائه وامر بمسألته - 00:02:40
واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان الاجازب سبحانه وتعالى دعوة من دعاه من المشركين اذا دعوا ربهم مخلصين له الدين فانجاهم سبحانه وتعالى ابتلاء منه له - 00:03:06
واية منه سبحانه وتعالى وبرهانا على ربوبيته جل وعلا والله سبحانه وتعالى امر بدعائه ومسألته واما مسألة المخلوق فهي من حيث الجملة والجنس الاصل فيها الدم اصل فيها الذنب لكنك تعلم - 00:03:26
انه لابد للمخلوق لقصوره من ان يسأل مخلوقا ولكن المقصود بالمسألة هنا التي هي من موارد المباحات فالمسألة التي تكون بها الحركة وتمام الحركة وما الى ذلك اه كأن يطلب هذا او يحمل هذا او ما الى ذلك او - 00:03:52
هذه ليست من المقصود الامر في الاصل بمعنى ليست مما يتعلق به الذم ان هذا مما لا تصلح احوال الناس واحوال بني ادم الا به وان كانت لا يتوسع فيها وعن هذا جاء عن جماعة من السلف - 00:04:14
الله انهم كانوا ربما سقط سوط احدهم ولا يطلب من يأخذ له هذا السوط او ان يعطيه هذا السوط. لم؟ لان السوط من اليسير الذي يحمله بنفسه لكن ما كان - 00:04:36
لابد له من مساعدة غيره فهذا كانوا يبذلونه لان تحقق المصالح لا تكون الا بمثله فليس بالشريعة تشريع ينهى عن المسألة بكل تقديراتها واما المثال الذي روي عن السلف او عن بعض السلف في مسألة السوط يسقط من احدهم - 00:04:52
هذا نقل عن بعض الصحابة وبعض التابعين فهذا لا يقصد به الاغلاق المطلق وانما لان هذا المثال هو كذلك بمعنى انه من خاصة الانسان. ولذلك موسى عليه الصلاة والسلام لما سأله الله ما تلك بيمينك يا موسى؟ ما قال هي عصا - 00:05:12
وانما قال هي الصايم انما قال هي عصاي فهذه من خاصة الانسان. ولذلك لا ينبغي للانسان ان يحمل عصاه او او نعله الا هو لكن فيما يتعلق بمسألة الانسان في - 00:05:33
تحقيق المعنى الذي تقوم به مصالحهم في البناء وفي العلم وفي الاعانة فهذا لابد للناس منه والا لتعطلت مصالح العباد. هذا لا يدخل في هذا القدر هذا وجه حتى لا يعمم - 00:05:51
ويظن انه لما ذكر عن بعظ السلف مسألة الصوت دل على ان غيره من باب اولى على كل تقدير لا هو السوط لانه من خاصة الانسان لكن اذا اراد الانسان ان يحمل هذه - 00:06:11
الخشبة مثلا بثقلها لابد ان يطلب من غيره ايش ان يعينه هل هذا داخل في مادة الذم الجواب هذا ليس داخلا في مادة لانه اما ان الانسان ليحملها وحده وهذا ممتنع حسا - 00:06:28
واما انه لا يحمل ما لا يستطيع وهذا معناه عجز تأخر عن العمل واما انه يستعين بغيره وهذا هو الذي تتحقق به المصلحة له ولغيره هذا وجه. الوجه الثاني وهو ابلغ في الدلالة والمعنى - 00:06:47
ماذا يقصد بالمسألة؟ الباعث على المسألة وما هو المعنى الذي يقوم في نفس الانسان اذا سأل غيره اذا سأل ايش غيره هل هو على المعنى الذي يكونوا على قدر السبب البشري - 00:07:09
القاصر ام انه يفرط في نظره الى هذا الغير او الى سبب هذا الغير وكما ان الانسان يغلو في الاسباب انت تعلم ان الشريعة اقرت الاسباب؟ اليس كذلك؟ والاخذ بالاسباب - 00:07:30
ولكن اذا غلا الانسان في السبب او في اثر السبب صار مخالفا للشريعة وهنا كذلك يقال اذا سأل انسان انسان انسانا اخر نظر الى هذه المسألة من وجهين هل هي مما يحتمله السؤال - 00:07:51
او مما يختص به الانسان فان كان مما يحتمله السؤال كما سبق الابانة لبعض انواعه وليس لجميع انواعه وقد اتى على وجه مناسب لكن بقي ان يتحقق من الوجه الاخر - 00:08:08
حتى لو صح له الاول ما هو الوجه الاخر انه اذا سأل الانسان انسانا اخر ولو فيما يصح به السؤال ينبغي الا يكون هذا السؤال متجاوزا في قدر السبب الذي جعل له - 00:08:24
بقدر السبب الذي جعل له وهذا متفق وظاهر في مسألة الاسباب اذ يقع فيها افراط ويقع فيها تفريط. وكما ان الشريعة ذمت اغلاق السبب وتركه توكلا على القدر لان هذا - 00:08:41
الاغلاق للسبب توكلا على القدر هو فهم نتجاهلن لمسألة القدر لان السبب من حيث هو مقدر ومن حيث هو فعل للانسان هو من قدر الله و من قدر الله فالله هو الذي قدر الاسباب وقدر المسببات. فكل سبب اتاه الانسان فهو بقضاء الله - 00:09:06
اذا المقصود ان مسألة المخلوق الاصل فيها الذنب ولكن اذا قيل الاصل فيها الذنب ليس معنى هذا ان ثمة ان ان ثمة مراد في الشريعة لاغلاقها على كل تقدير. لان من رام اغلاقها على كل تقدير - 00:09:36
وقع في العجز ولو تواطأ الناس على اغلاقها على كل تقدير لا ما قامت حالهم وصلحت دنياهم وشؤونهم فهي لابد فيها من هذا المقام لابد فيها من هذا المقام ومن تعالى عن هذه الدرجة - 00:09:58
العادية التي هي محل اباحة في الشريعة من تعالى عنها على زعم التوكل والا يسأل الا الله فقد اخطأ في فهم مسألة الله وانما الانسان لا يسأل الا الله بما هو من امر الله سبحانه وتعالى والامر كله لله له الامر من قبل ومن بعد لكن ما كان في شأن بني ادم المحض - 00:10:18
بحمل المتاع انسان اذا كان متاعا ثقيلا لا يستطيع ان يحمله فاذا استعان باخر من الناس ليحمله على رحله او ليحمله معه على ظهره او على دابته او نحو ذلك - 00:10:48
لم يقل ان هذه الاستعانة من الاستعانة المذمومة او هذه المسألة من المسألة المذمومة وانما المذموم الالتفات للمخلوقين في اي مسألة حتى لو هذه حتى لو هذه الالتفات للمخلوق لان المخلوق سبب والالتفات للاسباب منافي لتحقيق التوحيد - 00:11:08
وكذلك ما كان اختصاصا للانسان فهذا من مروءته ومن صدق تحقيقه لتعبده لله الا يلتفت فيه الى الناس حتى لا يقع في هذه في هذا المولد اما هو من اغلاق الاسباب - 00:11:36
ان اغلاق الاسباب ليس مشروعا المخالف للشريعة والالتفات للاسباب مخالف للشريعة ومسألة الناس في هذا السياق اذا وقعت في محلها المناسب وعلى المقصود المناسب صارت مسألة ايش خارجة عن الدم اذا وقعت - 00:12:01
في المحل المناسب وعلى مقصود مناسب. اما اذا اختل المحل او اختل المقصود طارت داخلة في مادة الدم التي قال فيها المصنف وذم مسألة المخلوقين. نعم احسن الله اليك. قال ولهذا قرأ على احمد بن حنبل بن حنبل في مرضه ان طاووسا كان شرعت الشريعة - 00:12:25
طلب الرزق من الله فابتغوا عند الله الرزق. وكما اشار المصنف قدم الظرف ليدل على ان الرزق من عند الله وحده الله هو الرزاق وحتى الاموال التي بيد الكفار هي من رزق الله - 00:12:54
خلافا لبعض اهل البدع اه طوائف من المعتزلة وغيرهم الذين قالوا رزق الله وما يكون للمؤمنين لا هذا من الامر القدري وهو رزق من الله لان الامر كله لله سبحانه وتعالى - 00:13:12
ومع ان الله قال فابتغوا عند الله الرزق الا ان الله سبحانه اباح لعباده البيع والشراء اليس كذلك مع انهم يبتغون في بيعهم وشرائهم وتجارتهم يبتغون الرزق فهل هذا منافي ويبتغونه فيما بينهم - 00:13:35
لكن هذا الابتغاء فيما بينهم ليس هو الابتغاء الذي امر الله به وهو حقه سبحانه في قوله فابتغوا عند الله الرزق فهذا ابتغاء وذاك ابتغاء لكن هذا الابتغاء ومن حق الله وهذا الابتغاء الثاني ان جاز تسميته او - 00:13:57
التعاطي معاطاة او البيع او الشراء او المبادلة التجارية او التجارة كل هذه الاسماء هي من مناسب المخلوق من مناسب المخلوق ولهذا هي ليست مبنية على الجزم لا قدرا يعلمه الانسان - 00:14:17
الانسان لا يعلم القدر لا قدرا يعلمه الانسان لان القدر لا يعلمه الا الله لا يعلم ما سيكون الا الله سبحانه وتعالى ولو كان الانسان يعلم بعلمه بالقدر النتائج ما باع انسان الا وهو يعلم انه رابح الى غير ذلك. لكن هذا لا يكون - 00:14:43
فالقدر بان هذا ربح او خسارة هذا في علم الله ليس في علم البشر لا شك انه في علم الله وفي قضاء الله وفي قدر الله ان هذا رابح وهذا خاسر - 00:15:11
معلوم لكن هذا من القدر الذي لا يعلمه الناس انما يتبين لهم الامور فيما بعد والله سبحانه وتعالى شرع لهم هذه الاعمال او اباح لهم هذه الاعمال وهي من شرع الله لان المباح - 00:15:25
ومن شرع الله ومن احكام الله التي اباهها وشرعها لعباده فاذا كان كذلك علمنا ان ابتغاء الرزق عند الله لا يتنافى مع بذل الاسباب لان هذه الاسباب اسباب قاصرة لا يلزم بوقوع الرزق بموجبها. ولهذا تقع في التجارة الخسارة - 00:15:46
وهي قائمة على ذلك بل لو لم تقم على ذلك فدخلت في اوجه من الظلم لبعض الناس ولذلك نهت الشريعة عن ظمان الربح في بعض الصور التي تكون مبنية على الاجتهاد وبذل الجهد - 00:16:13
كعقد المضاربة مثلا فلو ان المضارب آآ ضمن لرب المال الربح قال اعطني مئة الف واضمن لك ربحا اظارب بها في تجارة ما واضمن لك ربحا في السنة قدره كذا وكذا - 00:16:34
لقيل بان هذا العقد عقد ايش عقد باطل هذا عقد باطل بل قد يكون رابحا في تمام سنته وقد يكون قاصرا وقد يكون لا رابحا ولا خاسرا مثلا. نعم قلت لها الله يهنيك - 00:16:55
قال ولهذا قرئ على احمد بن حنبل حنبل في مرضه ان طاووسا كان يكره انين المريض ويقول انه شكوى فما ان احمد حتى مات واما الشكوى الى الخالق فلا تنافي الصبر الجميل. فان يعقوب قال فصبر جميل. وقال انما اشكو بثي وحزني الى الله. وكان عمر ابن الخطاب - 00:17:15
يقرأ في الفجر بسورة يونس ويوسف والنحل فمر بهذه هي كما اشرنا فرق بين مقامات يعني مسائل القصور والبواعث هي المؤثرة رسول الله عليه الصلاة والسلام قال في حديث ابن مسعود اني اوعك - 00:17:36
قال اني اوعك لكن لما قال اني اوعك ونظرنا الى السياق وقال له ابن مسعود يا رسول الله انك لتوعك كما يوعك رجلان منا فقال نعم ذلك بان لي الاجر مرتين. فهنا النبي لا يقول ذلك على سبيل الشكوى - 00:17:55
وانما على بيان او على سبيل بيان امر شرعي في احكام الشريعة وما الى ذلك فاذا العبرة في مثل هذه الاخبار التي تقع من ما يعرض في امر الناس اما في مرض او في بيع او في شراء او في حصول مصلحة او وقوع مفسدة - 00:18:18
هذا ليس كله من باب الشكوى لغير الله ولذلك يعقوب عليه الصلاة والسلام قال لبنيه ما قال وراجعه في امرهم وعاتبه في بعض فعلهم ولم يكن هذا من باب الشكوى لغير الله - 00:18:39
فهذا كما قلت هو معتبر بامرين معرفة المحل المناسب وفوقه واجل منه فقها وعلما ما يتعلق بالقصد والباعث اذا تحقق هذا وهذا وقع على الوجه الشرعي المناسب. نعم احسن الله اليك. قال - 00:18:56
وكان عمر بن الخطاب يقرأ في الفجر بسورة يونس ويوسف والنحل. فمر بهذه الاية الاية في قراءته فبكى حتى سمع نشيدنا نسيجه من اخر الصفوف ومن دعاء موسى اللهم لك الحمد ومن دعاء موسى اللهم لك الحمد واليك المشتكى وانت المستعان وبك المستغاث - 00:19:21
وعليك التكلان ولا حول ولا قوة الا بك وفي الدعاء الذي دعا به النبي صلى الله عليه وسلم لما فعل به اهل الطائف ما فعلوا. اللهم اشكو اليك ضعفي وقلة حيلتي وهواني - 00:19:42
على الناس لا شك ان من اعظم مقامات العبودية هو تعلق العبد بربه سبحانه وتعالى وبمسألته وبالفقر اليه وبالتذلل بين يديه وبان يجعل امره كله لله والى الله سبحانه وتعالى - 00:19:55
ويجعل عبادته لله ويجعل امره لله وحتى الامر العادي اجعله لله سبحانه وتعالى لان الله بيده ملكوت كل شيء وهذا قول الخليل ابراهيم عليه الصلاة والسلام حين ذكر الله جل وعلا الذي خلقني فهو يهدين والذي هو يطعمني ويسقين - 00:20:20
اذا مرضت فهو يشفين والذي يميتني ثم يحيين والذي اطمع ان يغفر لي خطيئتي يوم الدين. هنا ترى في سياق ذكر الخليل عليه الصلاة والسلام ذكر المعاني العبادية المحضة وذكر المعاني الايش - 00:20:47
العادية وكل ذلك وكله وجعله الى الله سبحانه وتعالى جعل هدايته من الله وجعل عبادته لله كما جعل رزقه وطعامه وشرابه ومرضه وشفاءه بامر الله وقضائه قال واذا مرضت فهو يشفين والمرض بقدر الله - 00:21:05
لكن لما كان اه ضعفا في الانسان لم يضف ذلك الى الله سبحانه وتعالى. قال واذا مرضت فهو يشفين لكن لما كان الخلق كمالا وفضلا من الله على عبده المرظ فهو نقص في العبد وان كان بقدر الله - 00:21:32
وبامر الله الكوني واما الخلق فقال الذي خلقني وهو يديه والطعام والذي هو يطعمني ويسقيني لما كان المرض هو عارض من النقص ينتاب البشر ما اضيف الى الله سبحانه وتعالى - 00:21:53
مع انه بامر الله جل وعلا نعم الله ان قال واما الشكوى الى الخالق فلا تنافي الصبر آآ قال وفي الدعاء الذي دعا به النبي صلى الله عليه وسلم لما فعل من شهد هذه الحقيقة - 00:22:11
شهد العبودية في كل شأنه حتى في اكله وشربه ولذلك كان رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول ان الله ليرضى عن العبد ان يأكل الاكلة فيحمده عليها لماء ويشرب الشربة فيحمده عليه لان هذا امر عادي - 00:22:29
هذا امر ايش عادي فمن حقق هذا المقام العادي فهو احرى بتحقيق ما فوقه ولذلك صار موجبا لرظا الله ورظا الله اكبر من المقامات واشرفها وانت ترى انه جعل هنا في فعل من فعل الانسان - 00:22:48
هو طعامه وشرابه ولكن الموجب لرضا الله هو مقام الحمد له سبحانه ومقام الشكر له سبحانه. فمن استتم مقام الشكر ومقام الحمد حمد الله في شأنه كله وهذا هو مقتضى الايمان بالشرع - 00:23:09
من جهة كهذا الحديث ان الله ليرضى عن العبد وهو مقتضى الايمان بالقدر من جهة كقول النبي عليه الصلاة والسلام عجبا للصحيح وغيره عجبا لامر المؤمن ان امره كله له خير ان اصابته سراء شكر - 00:23:29
وكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له ولهذا مقام الحمد ومن اخص مقامات العبودية وافتتحت اجل السور واعظم السور في كتاب الله وهي السبع المثاني سورة الفاتحة ابتدأت بحمد الله - 00:23:51
ابتدأت بحمد الله سبحانه. الحمد لله رب العالمين بعد البسملة بدأت الحمد لله رب العالمين وكان النبي يفتتح كلامه وخطبه عليه الصلاة والسلام في هذا المقام الحمد لله رب العالمين ان الحمد لله - 00:24:11
الحمد من اخص مقامات العبودية وسمى الله سبحانه قوما من اصحاب التحقيق لهذا المقام به وقال التائبون العابدون الحامدون وجعل المقام الاول مقام التوبة لان التوبة هي مقدمة وهي تسليم النفس من - 00:24:35
جرائرها وموبقاتها واثامها وسخائمها ونقصها ولهذا شرعها الله لجميع المؤمنين ولما خوطبوا بها خوطبوا بها بصيغة العموم المؤكدة والا الخطاب كثير العموم في القرآن بل هو الاصل في خطاب الايمان - 00:25:02
لكن هنا جاء العموم مؤكدا وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون فجاء التأكيد بذكر جميعا قوله جميعا وهذا ولذلك اجتمع في هذه الاية وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون اجتمع فيها عدد من مقتضيات العموم - 00:25:28
العموم فذكر الله مقام التائبين التائبون وبعده العابدون وانما قدمت التوبة باعتبارها مصححة للحال ليدخل العبد على طهارة ولهذا كثرت كثر مشروعية الاستغفار بين يدي العبادة وبعدها تعبون العابدون بعد هذا المقام المجمل العام المطلق وهو مقام العبادة - 00:25:53
لانه مقام جامع لكل ما شرع الله ورسوله من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة العبادة ما هو معروفة بالشريعة ذكر المقام او الوصف بقوله العابدون الحامدون فهذا الثالث فيه ذكر لاخص مقامات العبودية - 00:26:27
وان اخص مقامات العبودية هو مقام الحمد فقه وعلم ونور وبصيرة في قلب العبد والصلاة من حمد الله والصيام من حمد الله والحج من حمد الله فمن وجد في هذه العبادات مقام الحمد - 00:26:56
وقد حقق هذه العبادات على وجهها المنيف وعن هذا كان اخص ما يتفاضل به الاولياء ليس هي كثرة النوافل كما يتوهم ليس اخص ما يتفاضل به في ولاية الله كثرة النوافل - 00:27:24
وان كان مقامها معتبرا للشريعة لكن اخص ما يتفاضل به الاولياء في ولايتهم هو تحقيقهم لمقام العبودية على وجهه الاكمل والاتم الذي يرضي الله وهذا فقه كلمة الحسن البصري وهو من سادات الفقهاء والعلماء - 00:27:47
كما انه من البصراء العبادة وفي فقه العبادة وسلوكها لان العبادة لها فقه وكما يتفاضل الفقهاء في معرفة الاحكام وفقهها وتحريرها واوجهها يتفاضل العباد في فقه العبادة وليست العبادة كثرة محضة. وان كان - 00:28:17
العمل محمودا لكثرته اذا كان صالحا بمعنى تكراره عن هذا اثني على التكرار الجمعة الى الجمعة ورمضان الى رمضان كفارة لما بينهما. التكرار الذي يلاقي ويوافق الشريعة محمود لكن فوق هذا المعنى - 00:28:47
معنى يخفى على بعض الناس فيظن ان المفاضلة او التحقيق هو في العدد فحسب وهذا ليس كذلك ولكنه في المقام الاخص وعن هذا كما قلت هذا هو فقه كلمة الحسن البصري رحمه الله - 00:29:15
لما قال ما سبقهم ابو بكر بكثرة صيام ولا صلاة انك تعلم ان ابا بكر الصديق هو افضل هذه الامة بصريح الادلة دالة على ذلك من الكتاب والسنة على فضل ابي بكر رضي الله عنه - 00:29:35
وهذا متواتر في السنة للرسول عليه الصلاة والسلام وفي كلام الرسول من الاوجه الكثيرة الدالة على فضل ابي بكر وهذا متفق عليه بين الصحابة رضي الله عنهم وتعلم ان ابا بكر - 00:29:57
لم يكن السبب المقدم هو مسألة الكثرة وان كان هذا لا يعني ان ابا بكر رظي الله عنه لم يكن كثير التبتل فهو من ائمة التبتل والعبادة ومن ائمة تبتل العبادة - 00:30:14
ولا يجوز لانسان اصلا ان يقول كان يصلي كذا او لا يصلي كذا لان صلاته فيما بينه وبين الله وما كان الصحابة يظهرون اعمالهم او يسمون للناس اعمالهم وانما كانوا - 00:30:40
يستخفون فيما شرع فيه الاستخفاء من العبادة الشاهد هنا ان ابا بكر الصديق رضي الله عنه حقق مقام الفعل وحقق مقام العلم والعمل القلبي وهذا هو فقه الايمان فلسنا نقول بان الايمان عند اهل السنة والجماعة قول وعمل واعتقاد - 00:30:59
او يقولون هو قول وعمل قول القلب وقول اللسان وعمل القلب وعمل الجوارح كما هي الجملة التي جاءت عن اكثر ائمة السلف قول وعمل. وقال بعضهم قول وعمل واعتقاد لكن جمهور السلف - 00:31:28
الذين نقل عنهم بالايمان كلام لما ظهرت البدع قالوا الايمان قول وعمل قد يقول قائل اين الاعتقاد والقول ارادوا قول القلب وقول اللسان وعمل ارادوا عمل القلب وعمل الجوارح فمن غلب عليه مقام العمل في الجوارح - 00:31:44
ولم يدرك عمل القلب فاته من الايمان ما فاته. وهذا الذي يعرض لكثير من العامة وبعض المتعبدة انهم يس يعتبرون مقام الولاية او العبودية بكثرة الاعمال وهذا مقام في اصله شريف لكنه احد المقامات - 00:32:09
ولا يصيب التحقيق صاحبه الا لا يصيب التحقيق صاحبه الا اذا عرف المقصود من هذه الاعمال فوجد مقام او حقق مقام الحمد بصلاته ومقام الحمد في صيامه ومقام الحمد في صدقته - 00:32:34
وفي بذله ولذلك تجد ان الشريعة اذا شرعت امرا حتى في باب النفقات تغلق هذا الباب عما ينافي مقام الحمد لله ثم لا يتبعون ما انفقوا من ولا اذى لانه ان خالطه من او خالطه اذى - 00:33:00
ولو بحركة او تصرف ولو بحركة او تصرف فان هذا ينافي مقام الحمد لله سبحانه وانما المتصدق حقا هو الذي يتصدق وهو يعلم ويرى ويجد ان هذه الصدقة هي من فضل الله عليه - 00:33:24
من فضل الله عليه. فمن عرف لهذه العبادات حقها وجد اثارها الشرعية وقامت فيه اثارها الشرعية التي قال فيها الله ورسوله عليه الصلاة والسلام كقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابي مالك - 00:33:51
الاشعري الصلاة نور الصلاة نور لكن هل هذا النور درجته في كل الناس في كل المصلين سواء؟ الجواب ليس كذلك الصلاة نور والصدقة برهان. هل هذا البرهان يكون لسائر المتصدقين بدرجة واحدة؟ الجواب لا - 00:34:11
وهكذا بمقامات العبادات فالعبودية لها فقه ولها علم ولها قواعد والشريعة جاءت بهذا العلم وبقواعد العبادة ومحبة الله والتعلق بالله والاستعانة بالله فليست الشريعة احكاما فيها الواجب وفيها المستحب فقط الشريعة فيها التشريعات لكن فيها مقام العبودية - 00:34:39
كما فيها الاحكام التي تخاطب العقول فيها الاحكام التي تخاطب النفوس ولهذا هذا من ركن الشريعة ومقامها ولهذا العمل اذا خلا منه لم يكن عملا صالحا اذا خلا من امل القلب في عمل الجوارح المحض ليس عملا صالحا اذا لم يصاحبه تصديق - 00:35:08
ولا عمل في القلب لم يكن هذا من الاعمال الصالحة ولذلك الذي يفعل الفعل العبادي على وجه عادي لا يسمى فعله عبادة اليس كذلك والذي يبحث عن مفقود له او عن صاحب له - 00:35:34
بين الطائفين وهو لا يريد بذلك الطواف بالبيت وانما يريد ان يجد صاحبه لا يسمى فعله هذا ايش طوافا ولا يسقط به ركن في حج او عمرة وكذلك الذي يفعله لغير وجه الله - 00:35:55
انت تعلم ان المنافقين يصلون ما يصلون ولكن صلاتهم هذه ليست عبادة مع انها في ظاهرها يأتون بظاهر الصلاة مع الرسول عليه الصلاة والسلام والمسلمين لكن الله سبحانه سماهم منافقين لانهم ظاهر لا باطن لهم - 00:36:14
لا باطن له في الايمان وانما باطنهم الظلال وعدم الايمان بالله سبحانه وتعالى المقصود ان هذا علم منيف شريف وقد اعتنى به جملة من علماء المسلمين ولكن كما نعلم ان علم الفقه مثلا فيه محققون - 00:36:36
وفيه مقلدون فكذلك هذا العلم فيه محققون وفيه مقلدون وفيه متوهمون كبعض من خاض في هذا العلم بطرق مبتدعة او متكلفة ويقابلهم في ذلك من اراد وهذا هو الذي يخاف على بعض القاصدين للسنة - 00:36:59
ويحسن ان يتقوه فان بعض القاصدين للسنة والاتباع يريد ان يغلق بعض الطرق كطرق التصوف مثلا او ما هو منها فيقع في مادة من الجفاء في فقه العبادة لجهله وقلة علمه وقلة علمه وفقهه - 00:37:23
بفقه العبودية يتوهم ان مثل هذه المعاني هي من معاني التصوف او معاني التصوف وهي ليست كذلك ومن وتأمل في سياق الدلالات اذا كان الان في باب الامر والنهي نأخذ من الامر والنهي في تشريع الاحكام - 00:37:46
بحسب دلالات الخطاب التي رتبت في علم اصول الفقه لمعرفة احكام الشريعة اليس كذلك فهناك هنالك دلالة النص وهنالك دلالة الظاهر وما دون ذلك والمنطوق والمفهوم ومفهوم الموافقة والمخالفة الى اخره من انواع الدلالات - 00:38:09
او العامة والخاص او المطلق المقيد الى اخره كذلك في الفقه العبادي المعني هنا بهذه الرسالة آآ دلالات الاسماء والافعال التي التي ذكرت في القرآن مثل الخاشعين كلمة الخاشعين هذا الذي جاء اسمه فاعل - 00:38:31
او يأتي بصيغة الفعل مثل الم يأن للذين امنوا ما قال هنا ان تستجيب او او اعطاهم الامر الذي يقع في الامر التشريعي المحض هنا جاء الفعل فعلا قلبيا له فقهه وله معناه الخاص. الم يأن للذين امنوا - 00:38:55
لم يقل ان يسمعوا وانما قال ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق تمام هناك الخشوع الاخبات ما معنى الاخبات؟ وما الفرق بين الاخبات وبين ايش وبين الخشوع - 00:39:19
الحمد الحامدون ما معنى الحمد مقام الحامدين ما هو وما هو لان هذي ذكرها الله مقامات هذه ذكرها الله مقامات حتى للرسل. ان ابراهيم كان امة قانتا ما معنى مقام القنوت لله - 00:39:42
وكما نتفقه ونتدبر القرآن في معرفة احكام الامر والنهي يجب من باب اولى ان نتدبر القرآن في فهم مقامات العبودية ما هو المعنى الذي ذكره او ما فقه هذه الاية - 00:40:01
اذا كنت تقف عند قوله جل ذكره فمن كان منكم مريظا او على سفر فعدة من ايام اخرى لنفقه منها حكم الفطر في السفر ولا في المحال المريض وانه يقضي الى غير ذلك - 00:40:21
وهذا من علم القرآن وشريعة الاسلام والعلم في ركن من اركان الاسلام لكن كذلك الايات التي فيها مقام العبودية لله لها فقه لا فقه ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين شاكرا - 00:40:37
لانعمه ما معنى او ما هو مقام القنوت الذي وصف به ابراهيم وما هو مقام الشكر الذي وصف به ابراهيم صادق الوعد صفة الانبياء انه كان بذكر اسماعيل عليه الصلاة والسلام انه كان صادق الوعد - 00:41:02
وكانوا لنا عابدين وبمثل قول الله انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا. اياتك العبودية مع الاسف هنالك تقصير كثير في فقهها وهذا من الجهل الذي مر بالقرون المتأخرة حتى استطار - 00:41:26
قد تستتار لما كان كذلك اصبحت المراجعة فيه صعبة وقد يفوت اقناعها حتى على بعض من لهم مقام في العلم ولهذا اذا اقبل الطالب على طلب العلم اول ما يتبادر اليه في طلب العلم - 00:41:51
ان يعرف الاحكام الحلال وان هذه المسألة فيها خلاف بين ابي حنيفة ومالك وهذا البيع صحيح في مذهب احمد باطل في مذهب الشافعي وان بيع الحربون من مفردات المذهب وهذا لا شك انه من علم الشريعة - 00:42:18
لكن تجد انه في الجانب الاخر في علم العبودية وفقهها ما هو من العلم الذي يتبصر فيه ما هو من العلم الذي يتبصر فيه؟ واذا اقبل الانسان فيه على مقام اقبل على مقام العدد - 00:42:37
اذا اقبل فيه على مقام اقبل على مقام العدد ما معنى اقبل على مقام العدد اقبل على مقام العدد بانه يحافظ على عدد من الركعات وعدد من الصيام النوافل فيجد ان نفسه قد حققت هذا المقام لانه لا يكتفي بصوم رمضان وانما يصوم من النافلة ما يصوم - 00:42:58
كايام كثلاثة ايام من كل شهر او الاثنين او ما الى ذلك مما ورد فيه فضل اما مجمعا عليها او على رأي طائفة كايام البيظ وتخصيصها الى غير ذلك او يحافظ على سنن من الصلاة او قدر من ذلك - 00:43:22
لا شك ان هذه عبودية ولا شك هذه لا شك انها عبودية لله ولا شك لكن هل تحقيق مقام العبودية بها وحدها او هذا المقام له علم وله فقه فكما تقبل على مقام العدد - 00:43:40
فيجب ان تقبل على مقام العلم وعلى مقام الخشوع وعلى مقام الاخبات لله وعلى مقام الاستعانة بالله ولا سيما ان الاستعانة يتوهم احيانا انها في الامر الكوني وليست في الامر العبادي - 00:44:03
كقضاء الحاجات وهذا ليس صحيحا بل الاستعانة بالله تكون في الامر الكوني وتكون في الامر العبادي وتكون في الامر العبادي فان الذي هداك للصلاة وفعلها وللصيام وفعله هو الذي رزقك وهو الذي نجاك وهو الذي حفظك الى غير ذلك - 00:44:27
ولهذا قال الله في اعظم سورة في كتابه ومهما نظر الناظرون والعلماء والفقهاء والبصراء والمكاشفون في فقه هذه السورة الشريفة سورة الفاتحة فانهم لن يأتوا على تمام مقتضياتها ودلالاتها واشاراتها الشريفة - 00:44:55
بالعلم والعبودية وما الى ذلك فانت ترى ان الله يقول اياك نعبد واياك نستعين فهنالك اقتران بين مقام العبودية ومقام الاستعانة هذا مقام الكثرة او مقام العدد قد يفوت معهم - 00:45:20
بمعنى قد بعض الناس يقبل على مسألة العدد ولكنه لا يشهد مقام الاستعانة ويكون عبدا او عبد ويكون عبد من عباد الله دونه في العدد ولكنه اعظم مقام عند الله سبحانه وتعالى - 00:45:41
لما؟ لانه على مقام من تحقيق الاستعانة بالله سبحانه وتعالى ولهذا كما تعلم في الشريعة ان العمل مقصود حتى عند علماء السنة العمل ركن في الايمان لانه اصلا لا يوجد عمل مجرد ويكون ايمانا - 00:46:04
العمل اذا تجرد لم يمكن ان يكون ايش؟ ايمانا ولهذا قول المرجعة خطأ في العقل والنقل لما يقولون الايمان هو التصديق ثم يقول والعمل ليس من الايمان هذا خطأ في العقل - 00:46:27
مخالف لدليل العقل قبل ان يكون مخالفا لدليل الشرع وهذا مخالف للعقل والنقل لانه لا يوجد في نفس الامر عمل مجرد وماهية مجردة مستقلة تسمى شريعة وعبادة يقبلها الله سبحانه وتعالى - 00:46:42
والشاهد ان هذا العلم علم كثير وبالغ ودقيق وقد خاض فيه اه خلق من الباحثين والبصراء والمكاشفين وكلهم من علماء الاسلام يرمون تحقيق هذا المقام لكن فاته او فات طائفة منهم - 00:47:06
قدرا من تحقيقه وهذا الفوات من اخص اسبابه عدم العلم بالسنة وهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعدم العلم بفقه القرآن في هذا المقام هذا يعرض وهذا يعرض الاول يعرض - 00:47:34
لبعض المتصوفة والثاني يعرض لبعض المنتسبين للسنة ممن لم يفقه هذا المقام على وجهه ولا سيما اذا كان قليل المادة العلمية في فقه هذا الباب ومحاذرا للبدعة وربما صارت محاضرته هذه تباعده عن موارد - 00:48:01
من المعاني الصحيحة توهما انها قد تقوده الى وجه من ايش من التصوف تصوف منهج ظل فيه من ظل وزل فيه من زل واخطأ فيه من اخطأ ونسب لبعض العباد والصالحين - 00:48:26
وهم منه براء لم ينتسبوا اليه وقال به بعض الصالحين والعباد وتسموا به فيكون هذا القدر مراجعا في وان كان الغالب على حالهم انها حال صحيحة وعبادة مستقيمة وهؤلاء من يسميهم مصنف يعني شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله صوفية اهل الحديث او يسميهم في بعض - 00:48:44
المقامات مقتصدة الصوفية او فضلاء الصوفية وفيهم من زاد عن ذلك وفيهم من غلى وظل ضلالا مبينا كغلاة الصوفية اهل وحدة الوجود ونحوها صاحب الفصوص والعفيف التلمساني وابن الفارظ وابن سبعين وامثال هؤلاء. فهؤلاء غلاة معروفون وفلسفتهم وتصوفهم فلسفة ليس - 00:49:12
عبدا مجتهدا في تحصيله بالطرق الشرعية والطرق النفسية البسيطة وانما هي طرق نفسية مركبة ومبنية على فلسفة فوحدة الوجود نظرية فلسفية قديمة وتكلم عنها كثير من الفلاسفة المعارضين لها تعرست طوطاليس من الفلاسفة العقليين المناوئين لهذه الفلسفة - 00:49:43
لما صار بعض اهل الاقاليم في غير اليونان يقولون بهذه الفلسفة وصار السائد الذاك في اليونان هي الفلسفة العقلية ولا سيما لما تيممت بارست علي صاحب التعاليم المعروفة وكان قبله جانب من الروحانيات والميل اليها في الفلسفة التي كان عليها افلاطون من قبله - 00:50:11
ولم تكن الفلسفة عند افلاطون بمثل المعنى التي تقول فلسفة وحدة الوجود التي لم تكن من صنع اليونان اصلا وانما من صنع اقاليم بعيدة عن بلادهم ولكن كان فلاسفتهم ذات من هم من اهل الاقيسة العقلية كارسطو - 00:50:42
لهم رد معروف عليها والمقصود هنا ان علم العبادة علم له قواعد وبعض العلماء الفضلاء رحمهم الله عنوا بهذا العلم ومن اخص من عني به المصنف رحمه الله يعني شيخ الاسلام ابن تيمية فهو من المحققين في ترتيب هذا العلم وله فيه جملة رسائل - 00:51:03
منها هذه الرسالة رسالة العبودية ومنها رسالة في مجموع فتاواه موجودة تسمى التحفة العراقية وله رسائل اخرى وله رسائل اخرى وهو من اخص المحققين لفقه هذا العلم ولغيره من العلماء من قبله ومن بعده لا شك - 00:51:31
ولابن القيم رحمه الله كذلك ارض اوسع في هذا العلم وان كان فقهه له ليس بدرجة فقه شيخ الاسلام له وهذا كما قلت كما يتفاضل الفقهاء في معرفة الاحكام الفقهية يتفاضلون في هذا العلم كذلك - 00:51:56
وليس التفاضل بعض الناس من سذاجته يظن ان التفاضل في التطبيق وانه علم ايش علم بديهي وانما التفاضل في الاقبال عليه او عدم الاقبال عليه. هذا جهل لا هو علم بالله - 00:52:20
هو علم بالله سبحانه وتعالى وكيف ان العلم يورث الخشية لله كما قال الله انما يخشى الله من عباده العلماء. وكيف ترى نور الشريعة كما قال النبي الصلاة نور. وكيف ترى البرهان - 00:52:38
الصدقة كيف تكون الصدقة برهانا ولذلك حفظتها الشريعة عن مقامات الرياء وجعلت الاصل فيها الاخفاء ولان حاجة البشر تقتضي او مصلحة الفقراء او اوجه الخير قد تقتضي اظهارا والشريعة من كمالها ما جعلت المعيار للنفاق هو الاظهار - 00:52:56
فانت ترى ان الصلاة وهي اخص العبادات بعد التوحيد تصلى فروظها ظاهرة ويجتمع الناس عليها في المساجد يرى بعضهم او يرى بعضهم صلاة صلاة بعض الجماعة مشروعة باجماع العلماء وان اختلفوا في حكمها التكليفي من حيث الدرجة - 00:53:24
فهذه مقامات واسعة في العبودية وفي الحقائق الالهية وكذا فشرع النسك كما قال الله ولكل امة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله فكيف يتحقق هذا المقام في المناسك التي هي شعائر الله - 00:53:48
ولذلك حتى فيما يفعلونه ويأكلونه في سياق نسكهم وهو الهدي هم انما يفعلونه تقوى لله قبل ان يكون طعاما لهم ولذلك امر الله باطعام الجائع القانع والمعتر وقد قال سبحانه لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله - 00:54:11
التقوى منكم هذه مقامات الاخلاص ومقامات العبودية مقامات شريفة وقد خاض فيها من سلف الاشارة اليهم من انواع العلماء وان كان بعض الخائضين قد يعرض له شيء من المخالفة لكن اذا عرظ له شيء من المخالفة لا يلزم ان تكون جميع حاله - 00:54:37
مخالفة كالحارث بن اسد المحاسبي رحمه الله فهو من اهل العلم بهذا الفقه وان كان له كلام يترك وقد كان الامام احمد رحمه الله يتقي من كلامه واحواله شيئا ولكنه يستحسن له بعض الاحوال وهذا من علم الامام احمد - 00:55:00
وانصافه وورعه وفقهه وان كان الحارث ابن اسد له كلام في موارد الالهيات والصفات تابع فيه طريقة ابن كلاب هذا المقام مختلف اي لا يوافق عليه لكنه في مادة او في باب اخر - 00:55:26
وكالجنيد بن محمد مثلا الجنيد ابن محمد ومن المتأخرين كابي حامد الغزالي ان ابا حامد ممن عني بهذا العلم حتى اقبل عليه كثيرا وان كان اعني ابا حامد قد اضطربت حاله فيه - 00:55:46
وقد اشار الى اضطراب حاله رحمه الله بكتابه الذي سماه المنقذ من الضلال المنقذ من الضلال والمفصح بالاحوال. وهي رسالة معروفة لابي حامد ذكر فيها احواله التي مر بها ولما كان لم يجد - 00:56:08
في طريقة المتكلمين الذي نشأ فيها ما هو من الموصل للحقائق العبادية ولحقائق هذا العلم الشريف الذي نشير اليه. لان علم الكلام علم محدث اه انصرف الى ما سماه بهذه الطريقة - 00:56:32
وان كان تصوفه ليس طارئا عليه لكنه تقلب في اوجه التصوف كثيرا وصار مرة يقول من كلام الصوفية ما يوافق مقتصديهم صار تارة يقول من كلام الصوفية ما يوافق متوسطيهم وصار تارة يقولون من كلام الصوفية ما يوافق - 00:56:53
كلام من شذ منهم ولذلك صار في كتبه مقامات ودرجات وبعض رسائل ابي حامد بالغة الخطأ بعض الرسائل التي كتبها في التصوف كبشكاة الانوار وجواهر القرآن وهذه فيها تصوف بعيد - 00:57:15
عن اثر السنة وفي كلام ابي حامد ولا سيما في كتابه احياء علوم الدين كلام حسن مقتصد في السلوك. وان كان فيه اغلاط ولكن الغالب على هذا الكتاب ان المادة فيه مادة مناسبة - 00:57:40
اكثره مادة مناسبة لكن فيه اغلاط بل اغلاط شديدة الاغلاط شديدة ولذلك قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله لما سئل عن كتاب احياء علوم الدين قال ابن تيمية اما الاحياء فغالبه جيد - 00:58:05
لكن فيه ثلاث مواد فاسدة مادة من ترهات الصوفية ومادة من الاحاديث الموضوعة ومادة فلسفية هذه ثلاث مواد خالطت كتاب الاحياء لابي حامد فله فيه مقامات حسنة وفيه مقامات لا يتابع عليها بل غلط فيها غلطا بينا - 00:58:29
اما الاحاديث الموضوعة فلانه لم يكن مقبلا اقبالا واسعا على دراسة علم الحديث ولا سيما من جهة الرواية وقد ذكر هو عادة عن نفسه في بعض كلامه وان كان هذا لا يعني جهل ابي حامد بالسنة لكنه ليس من المقبلين على علم الرواية - 00:58:58
كالحفاظ الذين لهم عناية واسعة بعلم الرواية والا هو فقيه كبير من كبار الفقهاء ولا سيما في مذهب الامام الشافعي اصولي متين ولا سيما في مذهب الشافعية وفي نظام علم الاصول ونظرياته - 00:59:20
كتب فيه كتبا من اخصها كتاب المستصفى وله علوم اخرى وكذلك مادة من ترهات الصوفية لانه اتى على بعض كلام الصوفية المنحرف وعلى طائفة من اوهامهم فدرج عليها ابو حامد وتأول لها - 00:59:39
وصح عنها مشارع وهو بديع في صناعة المشارع للطرق التي يتكلم عنها وله مادة ثالثة كما يشير شيخ الاسلام وشيخ الاسلام ابن تيمية قال ومادة فلسفية مع انك تعلم ان ابا حامد من اخص من رد على الفلسفة - 01:00:04
وله في ذلك كتب ومن اخصها كتاب التهافت ولكن ابا حامد لما درس الفلسفة واقبل عليها وقرأ كتب الحسين ابن عبد الله ابن سينا بالذات تأثر بفلسفة ابن سينا مع انه يطعن عليه كثيرا - 01:00:28
ويختلف معه كثيرا ولكن لما كان ابن سينا اشراقيا في فلسفته قيظيا في فلسفته حرفانيا في فلسفته وهذه تناسب مزاج ابي حامد من حيث الطريقة تأثر بفلسفة ابن سينا ولا سيما في كتابه المطول كتاب الشفاء كتاب الشفاء - 01:00:51
ولهذا قيل بان ابا حامد مرضه الشفاء اي كتاب اشتغال ابن سينا ولكن لا يعني هذا انه موافق لابن سينا او انه قريب من مذهبه في التصوف او في الفلسفة وليس كذلك وابن نسينا مسافة بعيدة - 01:01:21
عن ابي حامد ابو حامد له علم بالشريعة واجلال لها وله مقامات في التحقيق معروفة وغير ذلك اما ابن سينا فهو فيلسوف كما يعرف بعيد عن هذا المناط وعن هذه الرتبة وله ضلالات بالغة - 01:01:42
بمسائل العبادة والالهيات كتبها في كتبه الفلسفية التي اه عرف طائفة منها وفقد طائفة منها ومنها كتاب الاشارات والتنبيهات وكتاب التعليقات وغيرها ما في مقارنة بين الرجلين البتة ولكن المقصود ان كتاب احياء علوم الدين فيه مقامات حسنة وفيه ضلالات - 01:02:00
اخطأ فيها ابو حامد عفا الله عنا وعنه النتيجة من هذا ان هذا العلم خاض فيه خلق قضى فيه خلق ولا كم من حسن ما يوصى به من الرسائل العلمية هي رسائل شيخ الاسلام رسائل شيخ الاسلام - 01:02:25
ابن تيمية رحمه الله ولا سيما التحفة العراقية رسالة العبودية آآ ابن القيم كذلك له بعض المقامات وان كان درجة التحقيق عند شيخ الاسلام ابلغ ايضا من العارفين في هذا المقام - 01:02:49
والفضلاء فيه الحافظ ابن رجب الحنبلي وهو محقق بالغ التحقيق في مثل هذه المسائل لابن الجوزي كلام ولكن ان تاب كلام ابن الجوزي ما ينتابه ولابي حامد كلام ولكن ينتاب كلام ابي حامد ما ينتابه ولكن حينما يقال ينتابه فمن كان على درجة من العلم والتحقيق استفاد - 01:03:07
استفاد من ذلك كما انك تقول اه كتاب المحلل ابن حزم في الفقه ينتابه ما ينتابه لانه سلك فيه المسلك الظاهري المعروف الذي خالف في قواعده الجماهير ولكن في كتاب المحلى - 01:03:31
اه جملة واسعة من التحقيقات العلمية والاشارات في الاستدلال حتى ولو لم تأخذ القول كاملا فانك تستفيد منه اوجه من طرق الاستدلال او الاثار التي يعنى ابن حزم بجمعها او بتوجيهها او ما الى ذلك - 01:03:48
فهذا لا يغلق لكن لا لا يحسن للمبتدئ ان يبتدأ بكلام ابي محمد ابن حزم فكذلك في السلوك لا يحسن بالمبتدئ ان يبتدئ بكلام قد دخله ما دخله لكن اذا صار الانسان على مقام من رفيع العلم - 01:04:07
وفهم السنة وقواعد الاتباع لمنهج وهدي الرسول عليه الصلاة والسلام اصاب من كلام هؤلاء العلماء الذين هم مقتصدون بخلاف الغلاة الغلاة شأنهم بعيد ولا حاجة للنظر في كتبهم البتة ولاة الصوفية او ما الى ذلك لانهم لا يختصون بشيء من المعاني - 01:04:29
الحسنة بل ما عندهم معنى حسنة اختصوا به. المعاني الحسنة قد ذكرت بكتب اهل العلم من قبلهم وحققت على درجة ارفع مما يذكرونها فضلا عما في كتبهم من الاخطاء المخالفة للاجماع - 01:04:57
الاخطاء المخالفة للاجماع فهذا من التوسط لاخذ الامور وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 01:05:17
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اتبع هداهم واقتفى اثره واستن بسنته الى يوم الدين اما بعد ففي هذا اليوم - 00:00:00
الثالث عشر الثالث عشر من شهر جمادى الاخرة لعام ثمانية وثلاثين واربعمائة والف عقدوا هذا المجلس بشرح رسالة العبودية لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى لمعالي شيخنا الشيخ الدكتور يوسف بن محمد الغفيص - 00:00:16
عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للافتاء سابقا في جامع عثمان بن عفان رضي الله عنه بحي الوادي بالرياض قال رحمه الله تعالى وقد دلت النصوص على الامر بمسألة الخالق - 00:00:34
والنهي عن مسألة المخلوق في غير موضع. اعد قال وقد دلت النصوص على الامر بمسألة الخالق والنهي عن مسألة المخلوق في غير موضع كقوله تعالى فاذا فرغت فانصب والى ربك فارغب - 00:00:49
قال رحمه الله تعالى وقد دلت النصوص على الامر بمسألة الخالق والنهي عن مسألة المخلوق في غير موضع كقوله تعالى فاذا فرغت فانصب والى ربك فارغب. وقول النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس - 00:01:06
اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله ومنه قول الخليل فابتغوا عند الله الرزق ولم يقل فابتغوا الرزق عند الله لان تقديم الظرف يشعر بالاختصاص والحصر كانه قال لا تبتغوا الرزق الا عند الله. وقد قال تعالى واسألوا من واسألوا الله من فضله - 00:01:24
والانسان لا بد له من حصول ما يحتاج اليه من الرزق ونحوه ودفع ما يضر ودفع ما يضره وكلا الامرين شرع له ان يكون دعاؤه لله. فله ان يسأل الله واليه يشتكي. كما قال يعقوب عليه السلام. قال انما - 00:01:44
وبثي وحزني الى الله والله تعالى ذكر في القرآن الهجر الجميل والصفح الجميل والصبر الجميل وقد قيل ان الهجر الجميل هو هجر بلا اذى والصفحة الجميلة صفح بلا معاتبة والصبر الجميل صبر بغير شكوى الى المخلوق - 00:02:02
ولهذا نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله واصحابه اجمعين هذا المعنى الذي ذكره شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله بتغرير هذه الرسالة رسالة العبودية - 00:02:20
وقوله رحمه الله وقد دلت النصوص على الامر بمسألة الخالق وذم مسألة المخلوق الامر بمسألة الخالق هذا قد استقرت دلالة النصوص عليه وهو من المحكمات وقال ربكم ادعوني استجب لكم. والله امر بدعائه وامر بمسألته - 00:02:40
واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان الاجازب سبحانه وتعالى دعوة من دعاه من المشركين اذا دعوا ربهم مخلصين له الدين فانجاهم سبحانه وتعالى ابتلاء منه له - 00:03:06
واية منه سبحانه وتعالى وبرهانا على ربوبيته جل وعلا والله سبحانه وتعالى امر بدعائه ومسألته واما مسألة المخلوق فهي من حيث الجملة والجنس الاصل فيها الدم اصل فيها الذنب لكنك تعلم - 00:03:26
انه لابد للمخلوق لقصوره من ان يسأل مخلوقا ولكن المقصود بالمسألة هنا التي هي من موارد المباحات فالمسألة التي تكون بها الحركة وتمام الحركة وما الى ذلك اه كأن يطلب هذا او يحمل هذا او ما الى ذلك او - 00:03:52
هذه ليست من المقصود الامر في الاصل بمعنى ليست مما يتعلق به الذم ان هذا مما لا تصلح احوال الناس واحوال بني ادم الا به وان كانت لا يتوسع فيها وعن هذا جاء عن جماعة من السلف - 00:04:14
الله انهم كانوا ربما سقط سوط احدهم ولا يطلب من يأخذ له هذا السوط او ان يعطيه هذا السوط. لم؟ لان السوط من اليسير الذي يحمله بنفسه لكن ما كان - 00:04:36
لابد له من مساعدة غيره فهذا كانوا يبذلونه لان تحقق المصالح لا تكون الا بمثله فليس بالشريعة تشريع ينهى عن المسألة بكل تقديراتها واما المثال الذي روي عن السلف او عن بعض السلف في مسألة السوط يسقط من احدهم - 00:04:52
هذا نقل عن بعض الصحابة وبعض التابعين فهذا لا يقصد به الاغلاق المطلق وانما لان هذا المثال هو كذلك بمعنى انه من خاصة الانسان. ولذلك موسى عليه الصلاة والسلام لما سأله الله ما تلك بيمينك يا موسى؟ ما قال هي عصا - 00:05:12
وانما قال هي الصايم انما قال هي عصاي فهذه من خاصة الانسان. ولذلك لا ينبغي للانسان ان يحمل عصاه او او نعله الا هو لكن فيما يتعلق بمسألة الانسان في - 00:05:33
تحقيق المعنى الذي تقوم به مصالحهم في البناء وفي العلم وفي الاعانة فهذا لابد للناس منه والا لتعطلت مصالح العباد. هذا لا يدخل في هذا القدر هذا وجه حتى لا يعمم - 00:05:51
ويظن انه لما ذكر عن بعظ السلف مسألة الصوت دل على ان غيره من باب اولى على كل تقدير لا هو السوط لانه من خاصة الانسان لكن اذا اراد الانسان ان يحمل هذه - 00:06:11
الخشبة مثلا بثقلها لابد ان يطلب من غيره ايش ان يعينه هل هذا داخل في مادة الذم الجواب هذا ليس داخلا في مادة لانه اما ان الانسان ليحملها وحده وهذا ممتنع حسا - 00:06:28
واما انه لا يحمل ما لا يستطيع وهذا معناه عجز تأخر عن العمل واما انه يستعين بغيره وهذا هو الذي تتحقق به المصلحة له ولغيره هذا وجه. الوجه الثاني وهو ابلغ في الدلالة والمعنى - 00:06:47
ماذا يقصد بالمسألة؟ الباعث على المسألة وما هو المعنى الذي يقوم في نفس الانسان اذا سأل غيره اذا سأل ايش غيره هل هو على المعنى الذي يكونوا على قدر السبب البشري - 00:07:09
القاصر ام انه يفرط في نظره الى هذا الغير او الى سبب هذا الغير وكما ان الانسان يغلو في الاسباب انت تعلم ان الشريعة اقرت الاسباب؟ اليس كذلك؟ والاخذ بالاسباب - 00:07:30
ولكن اذا غلا الانسان في السبب او في اثر السبب صار مخالفا للشريعة وهنا كذلك يقال اذا سأل انسان انسان انسانا اخر نظر الى هذه المسألة من وجهين هل هي مما يحتمله السؤال - 00:07:51
او مما يختص به الانسان فان كان مما يحتمله السؤال كما سبق الابانة لبعض انواعه وليس لجميع انواعه وقد اتى على وجه مناسب لكن بقي ان يتحقق من الوجه الاخر - 00:08:08
حتى لو صح له الاول ما هو الوجه الاخر انه اذا سأل الانسان انسانا اخر ولو فيما يصح به السؤال ينبغي الا يكون هذا السؤال متجاوزا في قدر السبب الذي جعل له - 00:08:24
بقدر السبب الذي جعل له وهذا متفق وظاهر في مسألة الاسباب اذ يقع فيها افراط ويقع فيها تفريط. وكما ان الشريعة ذمت اغلاق السبب وتركه توكلا على القدر لان هذا - 00:08:41
الاغلاق للسبب توكلا على القدر هو فهم نتجاهلن لمسألة القدر لان السبب من حيث هو مقدر ومن حيث هو فعل للانسان هو من قدر الله و من قدر الله فالله هو الذي قدر الاسباب وقدر المسببات. فكل سبب اتاه الانسان فهو بقضاء الله - 00:09:06
اذا المقصود ان مسألة المخلوق الاصل فيها الذنب ولكن اذا قيل الاصل فيها الذنب ليس معنى هذا ان ثمة ان ان ثمة مراد في الشريعة لاغلاقها على كل تقدير. لان من رام اغلاقها على كل تقدير - 00:09:36
وقع في العجز ولو تواطأ الناس على اغلاقها على كل تقدير لا ما قامت حالهم وصلحت دنياهم وشؤونهم فهي لابد فيها من هذا المقام لابد فيها من هذا المقام ومن تعالى عن هذه الدرجة - 00:09:58
العادية التي هي محل اباحة في الشريعة من تعالى عنها على زعم التوكل والا يسأل الا الله فقد اخطأ في فهم مسألة الله وانما الانسان لا يسأل الا الله بما هو من امر الله سبحانه وتعالى والامر كله لله له الامر من قبل ومن بعد لكن ما كان في شأن بني ادم المحض - 00:10:18
بحمل المتاع انسان اذا كان متاعا ثقيلا لا يستطيع ان يحمله فاذا استعان باخر من الناس ليحمله على رحله او ليحمله معه على ظهره او على دابته او نحو ذلك - 00:10:48
لم يقل ان هذه الاستعانة من الاستعانة المذمومة او هذه المسألة من المسألة المذمومة وانما المذموم الالتفات للمخلوقين في اي مسألة حتى لو هذه حتى لو هذه الالتفات للمخلوق لان المخلوق سبب والالتفات للاسباب منافي لتحقيق التوحيد - 00:11:08
وكذلك ما كان اختصاصا للانسان فهذا من مروءته ومن صدق تحقيقه لتعبده لله الا يلتفت فيه الى الناس حتى لا يقع في هذه في هذا المولد اما هو من اغلاق الاسباب - 00:11:36
ان اغلاق الاسباب ليس مشروعا المخالف للشريعة والالتفات للاسباب مخالف للشريعة ومسألة الناس في هذا السياق اذا وقعت في محلها المناسب وعلى المقصود المناسب صارت مسألة ايش خارجة عن الدم اذا وقعت - 00:12:01
في المحل المناسب وعلى مقصود مناسب. اما اذا اختل المحل او اختل المقصود طارت داخلة في مادة الدم التي قال فيها المصنف وذم مسألة المخلوقين. نعم احسن الله اليك. قال ولهذا قرأ على احمد بن حنبل بن حنبل في مرضه ان طاووسا كان شرعت الشريعة - 00:12:25
طلب الرزق من الله فابتغوا عند الله الرزق. وكما اشار المصنف قدم الظرف ليدل على ان الرزق من عند الله وحده الله هو الرزاق وحتى الاموال التي بيد الكفار هي من رزق الله - 00:12:54
خلافا لبعض اهل البدع اه طوائف من المعتزلة وغيرهم الذين قالوا رزق الله وما يكون للمؤمنين لا هذا من الامر القدري وهو رزق من الله لان الامر كله لله سبحانه وتعالى - 00:13:12
ومع ان الله قال فابتغوا عند الله الرزق الا ان الله سبحانه اباح لعباده البيع والشراء اليس كذلك مع انهم يبتغون في بيعهم وشرائهم وتجارتهم يبتغون الرزق فهل هذا منافي ويبتغونه فيما بينهم - 00:13:35
لكن هذا الابتغاء فيما بينهم ليس هو الابتغاء الذي امر الله به وهو حقه سبحانه في قوله فابتغوا عند الله الرزق فهذا ابتغاء وذاك ابتغاء لكن هذا الابتغاء ومن حق الله وهذا الابتغاء الثاني ان جاز تسميته او - 00:13:57
التعاطي معاطاة او البيع او الشراء او المبادلة التجارية او التجارة كل هذه الاسماء هي من مناسب المخلوق من مناسب المخلوق ولهذا هي ليست مبنية على الجزم لا قدرا يعلمه الانسان - 00:14:17
الانسان لا يعلم القدر لا قدرا يعلمه الانسان لان القدر لا يعلمه الا الله لا يعلم ما سيكون الا الله سبحانه وتعالى ولو كان الانسان يعلم بعلمه بالقدر النتائج ما باع انسان الا وهو يعلم انه رابح الى غير ذلك. لكن هذا لا يكون - 00:14:43
فالقدر بان هذا ربح او خسارة هذا في علم الله ليس في علم البشر لا شك انه في علم الله وفي قضاء الله وفي قدر الله ان هذا رابح وهذا خاسر - 00:15:11
معلوم لكن هذا من القدر الذي لا يعلمه الناس انما يتبين لهم الامور فيما بعد والله سبحانه وتعالى شرع لهم هذه الاعمال او اباح لهم هذه الاعمال وهي من شرع الله لان المباح - 00:15:25
ومن شرع الله ومن احكام الله التي اباهها وشرعها لعباده فاذا كان كذلك علمنا ان ابتغاء الرزق عند الله لا يتنافى مع بذل الاسباب لان هذه الاسباب اسباب قاصرة لا يلزم بوقوع الرزق بموجبها. ولهذا تقع في التجارة الخسارة - 00:15:46
وهي قائمة على ذلك بل لو لم تقم على ذلك فدخلت في اوجه من الظلم لبعض الناس ولذلك نهت الشريعة عن ظمان الربح في بعض الصور التي تكون مبنية على الاجتهاد وبذل الجهد - 00:16:13
كعقد المضاربة مثلا فلو ان المضارب آآ ضمن لرب المال الربح قال اعطني مئة الف واضمن لك ربحا اظارب بها في تجارة ما واضمن لك ربحا في السنة قدره كذا وكذا - 00:16:34
لقيل بان هذا العقد عقد ايش عقد باطل هذا عقد باطل بل قد يكون رابحا في تمام سنته وقد يكون قاصرا وقد يكون لا رابحا ولا خاسرا مثلا. نعم قلت لها الله يهنيك - 00:16:55
قال ولهذا قرئ على احمد بن حنبل حنبل في مرضه ان طاووسا كان يكره انين المريض ويقول انه شكوى فما ان احمد حتى مات واما الشكوى الى الخالق فلا تنافي الصبر الجميل. فان يعقوب قال فصبر جميل. وقال انما اشكو بثي وحزني الى الله. وكان عمر ابن الخطاب - 00:17:15
يقرأ في الفجر بسورة يونس ويوسف والنحل فمر بهذه هي كما اشرنا فرق بين مقامات يعني مسائل القصور والبواعث هي المؤثرة رسول الله عليه الصلاة والسلام قال في حديث ابن مسعود اني اوعك - 00:17:36
قال اني اوعك لكن لما قال اني اوعك ونظرنا الى السياق وقال له ابن مسعود يا رسول الله انك لتوعك كما يوعك رجلان منا فقال نعم ذلك بان لي الاجر مرتين. فهنا النبي لا يقول ذلك على سبيل الشكوى - 00:17:55
وانما على بيان او على سبيل بيان امر شرعي في احكام الشريعة وما الى ذلك فاذا العبرة في مثل هذه الاخبار التي تقع من ما يعرض في امر الناس اما في مرض او في بيع او في شراء او في حصول مصلحة او وقوع مفسدة - 00:18:18
هذا ليس كله من باب الشكوى لغير الله ولذلك يعقوب عليه الصلاة والسلام قال لبنيه ما قال وراجعه في امرهم وعاتبه في بعض فعلهم ولم يكن هذا من باب الشكوى لغير الله - 00:18:39
فهذا كما قلت هو معتبر بامرين معرفة المحل المناسب وفوقه واجل منه فقها وعلما ما يتعلق بالقصد والباعث اذا تحقق هذا وهذا وقع على الوجه الشرعي المناسب. نعم احسن الله اليك. قال - 00:18:56
وكان عمر بن الخطاب يقرأ في الفجر بسورة يونس ويوسف والنحل. فمر بهذه الاية الاية في قراءته فبكى حتى سمع نشيدنا نسيجه من اخر الصفوف ومن دعاء موسى اللهم لك الحمد ومن دعاء موسى اللهم لك الحمد واليك المشتكى وانت المستعان وبك المستغاث - 00:19:21
وعليك التكلان ولا حول ولا قوة الا بك وفي الدعاء الذي دعا به النبي صلى الله عليه وسلم لما فعل به اهل الطائف ما فعلوا. اللهم اشكو اليك ضعفي وقلة حيلتي وهواني - 00:19:42
على الناس لا شك ان من اعظم مقامات العبودية هو تعلق العبد بربه سبحانه وتعالى وبمسألته وبالفقر اليه وبالتذلل بين يديه وبان يجعل امره كله لله والى الله سبحانه وتعالى - 00:19:55
ويجعل عبادته لله ويجعل امره لله وحتى الامر العادي اجعله لله سبحانه وتعالى لان الله بيده ملكوت كل شيء وهذا قول الخليل ابراهيم عليه الصلاة والسلام حين ذكر الله جل وعلا الذي خلقني فهو يهدين والذي هو يطعمني ويسقين - 00:20:20
اذا مرضت فهو يشفين والذي يميتني ثم يحيين والذي اطمع ان يغفر لي خطيئتي يوم الدين. هنا ترى في سياق ذكر الخليل عليه الصلاة والسلام ذكر المعاني العبادية المحضة وذكر المعاني الايش - 00:20:47
العادية وكل ذلك وكله وجعله الى الله سبحانه وتعالى جعل هدايته من الله وجعل عبادته لله كما جعل رزقه وطعامه وشرابه ومرضه وشفاءه بامر الله وقضائه قال واذا مرضت فهو يشفين والمرض بقدر الله - 00:21:05
لكن لما كان اه ضعفا في الانسان لم يضف ذلك الى الله سبحانه وتعالى. قال واذا مرضت فهو يشفين لكن لما كان الخلق كمالا وفضلا من الله على عبده المرظ فهو نقص في العبد وان كان بقدر الله - 00:21:32
وبامر الله الكوني واما الخلق فقال الذي خلقني وهو يديه والطعام والذي هو يطعمني ويسقيني لما كان المرض هو عارض من النقص ينتاب البشر ما اضيف الى الله سبحانه وتعالى - 00:21:53
مع انه بامر الله جل وعلا نعم الله ان قال واما الشكوى الى الخالق فلا تنافي الصبر آآ قال وفي الدعاء الذي دعا به النبي صلى الله عليه وسلم لما فعل من شهد هذه الحقيقة - 00:22:11
شهد العبودية في كل شأنه حتى في اكله وشربه ولذلك كان رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول ان الله ليرضى عن العبد ان يأكل الاكلة فيحمده عليها لماء ويشرب الشربة فيحمده عليه لان هذا امر عادي - 00:22:29
هذا امر ايش عادي فمن حقق هذا المقام العادي فهو احرى بتحقيق ما فوقه ولذلك صار موجبا لرظا الله ورظا الله اكبر من المقامات واشرفها وانت ترى انه جعل هنا في فعل من فعل الانسان - 00:22:48
هو طعامه وشرابه ولكن الموجب لرضا الله هو مقام الحمد له سبحانه ومقام الشكر له سبحانه. فمن استتم مقام الشكر ومقام الحمد حمد الله في شأنه كله وهذا هو مقتضى الايمان بالشرع - 00:23:09
من جهة كهذا الحديث ان الله ليرضى عن العبد وهو مقتضى الايمان بالقدر من جهة كقول النبي عليه الصلاة والسلام عجبا للصحيح وغيره عجبا لامر المؤمن ان امره كله له خير ان اصابته سراء شكر - 00:23:29
وكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له ولهذا مقام الحمد ومن اخص مقامات العبودية وافتتحت اجل السور واعظم السور في كتاب الله وهي السبع المثاني سورة الفاتحة ابتدأت بحمد الله - 00:23:51
ابتدأت بحمد الله سبحانه. الحمد لله رب العالمين بعد البسملة بدأت الحمد لله رب العالمين وكان النبي يفتتح كلامه وخطبه عليه الصلاة والسلام في هذا المقام الحمد لله رب العالمين ان الحمد لله - 00:24:11
الحمد من اخص مقامات العبودية وسمى الله سبحانه قوما من اصحاب التحقيق لهذا المقام به وقال التائبون العابدون الحامدون وجعل المقام الاول مقام التوبة لان التوبة هي مقدمة وهي تسليم النفس من - 00:24:35
جرائرها وموبقاتها واثامها وسخائمها ونقصها ولهذا شرعها الله لجميع المؤمنين ولما خوطبوا بها خوطبوا بها بصيغة العموم المؤكدة والا الخطاب كثير العموم في القرآن بل هو الاصل في خطاب الايمان - 00:25:02
لكن هنا جاء العموم مؤكدا وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون فجاء التأكيد بذكر جميعا قوله جميعا وهذا ولذلك اجتمع في هذه الاية وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون اجتمع فيها عدد من مقتضيات العموم - 00:25:28
العموم فذكر الله مقام التائبين التائبون وبعده العابدون وانما قدمت التوبة باعتبارها مصححة للحال ليدخل العبد على طهارة ولهذا كثرت كثر مشروعية الاستغفار بين يدي العبادة وبعدها تعبون العابدون بعد هذا المقام المجمل العام المطلق وهو مقام العبادة - 00:25:53
لانه مقام جامع لكل ما شرع الله ورسوله من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة العبادة ما هو معروفة بالشريعة ذكر المقام او الوصف بقوله العابدون الحامدون فهذا الثالث فيه ذكر لاخص مقامات العبودية - 00:26:27
وان اخص مقامات العبودية هو مقام الحمد فقه وعلم ونور وبصيرة في قلب العبد والصلاة من حمد الله والصيام من حمد الله والحج من حمد الله فمن وجد في هذه العبادات مقام الحمد - 00:26:56
وقد حقق هذه العبادات على وجهها المنيف وعن هذا كان اخص ما يتفاضل به الاولياء ليس هي كثرة النوافل كما يتوهم ليس اخص ما يتفاضل به في ولاية الله كثرة النوافل - 00:27:24
وان كان مقامها معتبرا للشريعة لكن اخص ما يتفاضل به الاولياء في ولايتهم هو تحقيقهم لمقام العبودية على وجهه الاكمل والاتم الذي يرضي الله وهذا فقه كلمة الحسن البصري وهو من سادات الفقهاء والعلماء - 00:27:47
كما انه من البصراء العبادة وفي فقه العبادة وسلوكها لان العبادة لها فقه وكما يتفاضل الفقهاء في معرفة الاحكام وفقهها وتحريرها واوجهها يتفاضل العباد في فقه العبادة وليست العبادة كثرة محضة. وان كان - 00:28:17
العمل محمودا لكثرته اذا كان صالحا بمعنى تكراره عن هذا اثني على التكرار الجمعة الى الجمعة ورمضان الى رمضان كفارة لما بينهما. التكرار الذي يلاقي ويوافق الشريعة محمود لكن فوق هذا المعنى - 00:28:47
معنى يخفى على بعض الناس فيظن ان المفاضلة او التحقيق هو في العدد فحسب وهذا ليس كذلك ولكنه في المقام الاخص وعن هذا كما قلت هذا هو فقه كلمة الحسن البصري رحمه الله - 00:29:15
لما قال ما سبقهم ابو بكر بكثرة صيام ولا صلاة انك تعلم ان ابا بكر الصديق هو افضل هذه الامة بصريح الادلة دالة على ذلك من الكتاب والسنة على فضل ابي بكر رضي الله عنه - 00:29:35
وهذا متواتر في السنة للرسول عليه الصلاة والسلام وفي كلام الرسول من الاوجه الكثيرة الدالة على فضل ابي بكر وهذا متفق عليه بين الصحابة رضي الله عنهم وتعلم ان ابا بكر - 00:29:57
لم يكن السبب المقدم هو مسألة الكثرة وان كان هذا لا يعني ان ابا بكر رظي الله عنه لم يكن كثير التبتل فهو من ائمة التبتل والعبادة ومن ائمة تبتل العبادة - 00:30:14
ولا يجوز لانسان اصلا ان يقول كان يصلي كذا او لا يصلي كذا لان صلاته فيما بينه وبين الله وما كان الصحابة يظهرون اعمالهم او يسمون للناس اعمالهم وانما كانوا - 00:30:40
يستخفون فيما شرع فيه الاستخفاء من العبادة الشاهد هنا ان ابا بكر الصديق رضي الله عنه حقق مقام الفعل وحقق مقام العلم والعمل القلبي وهذا هو فقه الايمان فلسنا نقول بان الايمان عند اهل السنة والجماعة قول وعمل واعتقاد - 00:30:59
او يقولون هو قول وعمل قول القلب وقول اللسان وعمل القلب وعمل الجوارح كما هي الجملة التي جاءت عن اكثر ائمة السلف قول وعمل. وقال بعضهم قول وعمل واعتقاد لكن جمهور السلف - 00:31:28
الذين نقل عنهم بالايمان كلام لما ظهرت البدع قالوا الايمان قول وعمل قد يقول قائل اين الاعتقاد والقول ارادوا قول القلب وقول اللسان وعمل ارادوا عمل القلب وعمل الجوارح فمن غلب عليه مقام العمل في الجوارح - 00:31:44
ولم يدرك عمل القلب فاته من الايمان ما فاته. وهذا الذي يعرض لكثير من العامة وبعض المتعبدة انهم يس يعتبرون مقام الولاية او العبودية بكثرة الاعمال وهذا مقام في اصله شريف لكنه احد المقامات - 00:32:09
ولا يصيب التحقيق صاحبه الا لا يصيب التحقيق صاحبه الا اذا عرف المقصود من هذه الاعمال فوجد مقام او حقق مقام الحمد بصلاته ومقام الحمد في صيامه ومقام الحمد في صدقته - 00:32:34
وفي بذله ولذلك تجد ان الشريعة اذا شرعت امرا حتى في باب النفقات تغلق هذا الباب عما ينافي مقام الحمد لله ثم لا يتبعون ما انفقوا من ولا اذى لانه ان خالطه من او خالطه اذى - 00:33:00
ولو بحركة او تصرف ولو بحركة او تصرف فان هذا ينافي مقام الحمد لله سبحانه وانما المتصدق حقا هو الذي يتصدق وهو يعلم ويرى ويجد ان هذه الصدقة هي من فضل الله عليه - 00:33:24
من فضل الله عليه. فمن عرف لهذه العبادات حقها وجد اثارها الشرعية وقامت فيه اثارها الشرعية التي قال فيها الله ورسوله عليه الصلاة والسلام كقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابي مالك - 00:33:51
الاشعري الصلاة نور الصلاة نور لكن هل هذا النور درجته في كل الناس في كل المصلين سواء؟ الجواب ليس كذلك الصلاة نور والصدقة برهان. هل هذا البرهان يكون لسائر المتصدقين بدرجة واحدة؟ الجواب لا - 00:34:11
وهكذا بمقامات العبادات فالعبودية لها فقه ولها علم ولها قواعد والشريعة جاءت بهذا العلم وبقواعد العبادة ومحبة الله والتعلق بالله والاستعانة بالله فليست الشريعة احكاما فيها الواجب وفيها المستحب فقط الشريعة فيها التشريعات لكن فيها مقام العبودية - 00:34:39
كما فيها الاحكام التي تخاطب العقول فيها الاحكام التي تخاطب النفوس ولهذا هذا من ركن الشريعة ومقامها ولهذا العمل اذا خلا منه لم يكن عملا صالحا اذا خلا من امل القلب في عمل الجوارح المحض ليس عملا صالحا اذا لم يصاحبه تصديق - 00:35:08
ولا عمل في القلب لم يكن هذا من الاعمال الصالحة ولذلك الذي يفعل الفعل العبادي على وجه عادي لا يسمى فعله عبادة اليس كذلك والذي يبحث عن مفقود له او عن صاحب له - 00:35:34
بين الطائفين وهو لا يريد بذلك الطواف بالبيت وانما يريد ان يجد صاحبه لا يسمى فعله هذا ايش طوافا ولا يسقط به ركن في حج او عمرة وكذلك الذي يفعله لغير وجه الله - 00:35:55
انت تعلم ان المنافقين يصلون ما يصلون ولكن صلاتهم هذه ليست عبادة مع انها في ظاهرها يأتون بظاهر الصلاة مع الرسول عليه الصلاة والسلام والمسلمين لكن الله سبحانه سماهم منافقين لانهم ظاهر لا باطن لهم - 00:36:14
لا باطن له في الايمان وانما باطنهم الظلال وعدم الايمان بالله سبحانه وتعالى المقصود ان هذا علم منيف شريف وقد اعتنى به جملة من علماء المسلمين ولكن كما نعلم ان علم الفقه مثلا فيه محققون - 00:36:36
وفيه مقلدون فكذلك هذا العلم فيه محققون وفيه مقلدون وفيه متوهمون كبعض من خاض في هذا العلم بطرق مبتدعة او متكلفة ويقابلهم في ذلك من اراد وهذا هو الذي يخاف على بعض القاصدين للسنة - 00:36:59
ويحسن ان يتقوه فان بعض القاصدين للسنة والاتباع يريد ان يغلق بعض الطرق كطرق التصوف مثلا او ما هو منها فيقع في مادة من الجفاء في فقه العبادة لجهله وقلة علمه وقلة علمه وفقهه - 00:37:23
بفقه العبودية يتوهم ان مثل هذه المعاني هي من معاني التصوف او معاني التصوف وهي ليست كذلك ومن وتأمل في سياق الدلالات اذا كان الان في باب الامر والنهي نأخذ من الامر والنهي في تشريع الاحكام - 00:37:46
بحسب دلالات الخطاب التي رتبت في علم اصول الفقه لمعرفة احكام الشريعة اليس كذلك فهناك هنالك دلالة النص وهنالك دلالة الظاهر وما دون ذلك والمنطوق والمفهوم ومفهوم الموافقة والمخالفة الى اخره من انواع الدلالات - 00:38:09
او العامة والخاص او المطلق المقيد الى اخره كذلك في الفقه العبادي المعني هنا بهذه الرسالة آآ دلالات الاسماء والافعال التي التي ذكرت في القرآن مثل الخاشعين كلمة الخاشعين هذا الذي جاء اسمه فاعل - 00:38:31
او يأتي بصيغة الفعل مثل الم يأن للذين امنوا ما قال هنا ان تستجيب او او اعطاهم الامر الذي يقع في الامر التشريعي المحض هنا جاء الفعل فعلا قلبيا له فقهه وله معناه الخاص. الم يأن للذين امنوا - 00:38:55
لم يقل ان يسمعوا وانما قال ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق تمام هناك الخشوع الاخبات ما معنى الاخبات؟ وما الفرق بين الاخبات وبين ايش وبين الخشوع - 00:39:19
الحمد الحامدون ما معنى الحمد مقام الحامدين ما هو وما هو لان هذي ذكرها الله مقامات هذه ذكرها الله مقامات حتى للرسل. ان ابراهيم كان امة قانتا ما معنى مقام القنوت لله - 00:39:42
وكما نتفقه ونتدبر القرآن في معرفة احكام الامر والنهي يجب من باب اولى ان نتدبر القرآن في فهم مقامات العبودية ما هو المعنى الذي ذكره او ما فقه هذه الاية - 00:40:01
اذا كنت تقف عند قوله جل ذكره فمن كان منكم مريظا او على سفر فعدة من ايام اخرى لنفقه منها حكم الفطر في السفر ولا في المحال المريض وانه يقضي الى غير ذلك - 00:40:21
وهذا من علم القرآن وشريعة الاسلام والعلم في ركن من اركان الاسلام لكن كذلك الايات التي فيها مقام العبودية لله لها فقه لا فقه ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين شاكرا - 00:40:37
لانعمه ما معنى او ما هو مقام القنوت الذي وصف به ابراهيم وما هو مقام الشكر الذي وصف به ابراهيم صادق الوعد صفة الانبياء انه كان بذكر اسماعيل عليه الصلاة والسلام انه كان صادق الوعد - 00:41:02
وكانوا لنا عابدين وبمثل قول الله انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا. اياتك العبودية مع الاسف هنالك تقصير كثير في فقهها وهذا من الجهل الذي مر بالقرون المتأخرة حتى استطار - 00:41:26
قد تستتار لما كان كذلك اصبحت المراجعة فيه صعبة وقد يفوت اقناعها حتى على بعض من لهم مقام في العلم ولهذا اذا اقبل الطالب على طلب العلم اول ما يتبادر اليه في طلب العلم - 00:41:51
ان يعرف الاحكام الحلال وان هذه المسألة فيها خلاف بين ابي حنيفة ومالك وهذا البيع صحيح في مذهب احمد باطل في مذهب الشافعي وان بيع الحربون من مفردات المذهب وهذا لا شك انه من علم الشريعة - 00:42:18
لكن تجد انه في الجانب الاخر في علم العبودية وفقهها ما هو من العلم الذي يتبصر فيه ما هو من العلم الذي يتبصر فيه؟ واذا اقبل الانسان فيه على مقام اقبل على مقام العدد - 00:42:37
اذا اقبل فيه على مقام اقبل على مقام العدد ما معنى اقبل على مقام العدد اقبل على مقام العدد بانه يحافظ على عدد من الركعات وعدد من الصيام النوافل فيجد ان نفسه قد حققت هذا المقام لانه لا يكتفي بصوم رمضان وانما يصوم من النافلة ما يصوم - 00:42:58
كايام كثلاثة ايام من كل شهر او الاثنين او ما الى ذلك مما ورد فيه فضل اما مجمعا عليها او على رأي طائفة كايام البيظ وتخصيصها الى غير ذلك او يحافظ على سنن من الصلاة او قدر من ذلك - 00:43:22
لا شك ان هذه عبودية ولا شك هذه لا شك انها عبودية لله ولا شك لكن هل تحقيق مقام العبودية بها وحدها او هذا المقام له علم وله فقه فكما تقبل على مقام العدد - 00:43:40
فيجب ان تقبل على مقام العلم وعلى مقام الخشوع وعلى مقام الاخبات لله وعلى مقام الاستعانة بالله ولا سيما ان الاستعانة يتوهم احيانا انها في الامر الكوني وليست في الامر العبادي - 00:44:03
كقضاء الحاجات وهذا ليس صحيحا بل الاستعانة بالله تكون في الامر الكوني وتكون في الامر العبادي وتكون في الامر العبادي فان الذي هداك للصلاة وفعلها وللصيام وفعله هو الذي رزقك وهو الذي نجاك وهو الذي حفظك الى غير ذلك - 00:44:27
ولهذا قال الله في اعظم سورة في كتابه ومهما نظر الناظرون والعلماء والفقهاء والبصراء والمكاشفون في فقه هذه السورة الشريفة سورة الفاتحة فانهم لن يأتوا على تمام مقتضياتها ودلالاتها واشاراتها الشريفة - 00:44:55
بالعلم والعبودية وما الى ذلك فانت ترى ان الله يقول اياك نعبد واياك نستعين فهنالك اقتران بين مقام العبودية ومقام الاستعانة هذا مقام الكثرة او مقام العدد قد يفوت معهم - 00:45:20
بمعنى قد بعض الناس يقبل على مسألة العدد ولكنه لا يشهد مقام الاستعانة ويكون عبدا او عبد ويكون عبد من عباد الله دونه في العدد ولكنه اعظم مقام عند الله سبحانه وتعالى - 00:45:41
لما؟ لانه على مقام من تحقيق الاستعانة بالله سبحانه وتعالى ولهذا كما تعلم في الشريعة ان العمل مقصود حتى عند علماء السنة العمل ركن في الايمان لانه اصلا لا يوجد عمل مجرد ويكون ايمانا - 00:46:04
العمل اذا تجرد لم يمكن ان يكون ايش؟ ايمانا ولهذا قول المرجعة خطأ في العقل والنقل لما يقولون الايمان هو التصديق ثم يقول والعمل ليس من الايمان هذا خطأ في العقل - 00:46:27
مخالف لدليل العقل قبل ان يكون مخالفا لدليل الشرع وهذا مخالف للعقل والنقل لانه لا يوجد في نفس الامر عمل مجرد وماهية مجردة مستقلة تسمى شريعة وعبادة يقبلها الله سبحانه وتعالى - 00:46:42
والشاهد ان هذا العلم علم كثير وبالغ ودقيق وقد خاض فيه اه خلق من الباحثين والبصراء والمكاشفين وكلهم من علماء الاسلام يرمون تحقيق هذا المقام لكن فاته او فات طائفة منهم - 00:47:06
قدرا من تحقيقه وهذا الفوات من اخص اسبابه عدم العلم بالسنة وهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعدم العلم بفقه القرآن في هذا المقام هذا يعرض وهذا يعرض الاول يعرض - 00:47:34
لبعض المتصوفة والثاني يعرض لبعض المنتسبين للسنة ممن لم يفقه هذا المقام على وجهه ولا سيما اذا كان قليل المادة العلمية في فقه هذا الباب ومحاذرا للبدعة وربما صارت محاضرته هذه تباعده عن موارد - 00:48:01
من المعاني الصحيحة توهما انها قد تقوده الى وجه من ايش من التصوف تصوف منهج ظل فيه من ظل وزل فيه من زل واخطأ فيه من اخطأ ونسب لبعض العباد والصالحين - 00:48:26
وهم منه براء لم ينتسبوا اليه وقال به بعض الصالحين والعباد وتسموا به فيكون هذا القدر مراجعا في وان كان الغالب على حالهم انها حال صحيحة وعبادة مستقيمة وهؤلاء من يسميهم مصنف يعني شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله صوفية اهل الحديث او يسميهم في بعض - 00:48:44
المقامات مقتصدة الصوفية او فضلاء الصوفية وفيهم من زاد عن ذلك وفيهم من غلى وظل ضلالا مبينا كغلاة الصوفية اهل وحدة الوجود ونحوها صاحب الفصوص والعفيف التلمساني وابن الفارظ وابن سبعين وامثال هؤلاء. فهؤلاء غلاة معروفون وفلسفتهم وتصوفهم فلسفة ليس - 00:49:12
عبدا مجتهدا في تحصيله بالطرق الشرعية والطرق النفسية البسيطة وانما هي طرق نفسية مركبة ومبنية على فلسفة فوحدة الوجود نظرية فلسفية قديمة وتكلم عنها كثير من الفلاسفة المعارضين لها تعرست طوطاليس من الفلاسفة العقليين المناوئين لهذه الفلسفة - 00:49:43
لما صار بعض اهل الاقاليم في غير اليونان يقولون بهذه الفلسفة وصار السائد الذاك في اليونان هي الفلسفة العقلية ولا سيما لما تيممت بارست علي صاحب التعاليم المعروفة وكان قبله جانب من الروحانيات والميل اليها في الفلسفة التي كان عليها افلاطون من قبله - 00:50:11
ولم تكن الفلسفة عند افلاطون بمثل المعنى التي تقول فلسفة وحدة الوجود التي لم تكن من صنع اليونان اصلا وانما من صنع اقاليم بعيدة عن بلادهم ولكن كان فلاسفتهم ذات من هم من اهل الاقيسة العقلية كارسطو - 00:50:42
لهم رد معروف عليها والمقصود هنا ان علم العبادة علم له قواعد وبعض العلماء الفضلاء رحمهم الله عنوا بهذا العلم ومن اخص من عني به المصنف رحمه الله يعني شيخ الاسلام ابن تيمية فهو من المحققين في ترتيب هذا العلم وله فيه جملة رسائل - 00:51:03
منها هذه الرسالة رسالة العبودية ومنها رسالة في مجموع فتاواه موجودة تسمى التحفة العراقية وله رسائل اخرى وله رسائل اخرى وهو من اخص المحققين لفقه هذا العلم ولغيره من العلماء من قبله ومن بعده لا شك - 00:51:31
ولابن القيم رحمه الله كذلك ارض اوسع في هذا العلم وان كان فقهه له ليس بدرجة فقه شيخ الاسلام له وهذا كما قلت كما يتفاضل الفقهاء في معرفة الاحكام الفقهية يتفاضلون في هذا العلم كذلك - 00:51:56
وليس التفاضل بعض الناس من سذاجته يظن ان التفاضل في التطبيق وانه علم ايش علم بديهي وانما التفاضل في الاقبال عليه او عدم الاقبال عليه. هذا جهل لا هو علم بالله - 00:52:20
هو علم بالله سبحانه وتعالى وكيف ان العلم يورث الخشية لله كما قال الله انما يخشى الله من عباده العلماء. وكيف ترى نور الشريعة كما قال النبي الصلاة نور. وكيف ترى البرهان - 00:52:38
الصدقة كيف تكون الصدقة برهانا ولذلك حفظتها الشريعة عن مقامات الرياء وجعلت الاصل فيها الاخفاء ولان حاجة البشر تقتضي او مصلحة الفقراء او اوجه الخير قد تقتضي اظهارا والشريعة من كمالها ما جعلت المعيار للنفاق هو الاظهار - 00:52:56
فانت ترى ان الصلاة وهي اخص العبادات بعد التوحيد تصلى فروظها ظاهرة ويجتمع الناس عليها في المساجد يرى بعضهم او يرى بعضهم صلاة صلاة بعض الجماعة مشروعة باجماع العلماء وان اختلفوا في حكمها التكليفي من حيث الدرجة - 00:53:24
فهذه مقامات واسعة في العبودية وفي الحقائق الالهية وكذا فشرع النسك كما قال الله ولكل امة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله فكيف يتحقق هذا المقام في المناسك التي هي شعائر الله - 00:53:48
ولذلك حتى فيما يفعلونه ويأكلونه في سياق نسكهم وهو الهدي هم انما يفعلونه تقوى لله قبل ان يكون طعاما لهم ولذلك امر الله باطعام الجائع القانع والمعتر وقد قال سبحانه لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله - 00:54:11
التقوى منكم هذه مقامات الاخلاص ومقامات العبودية مقامات شريفة وقد خاض فيها من سلف الاشارة اليهم من انواع العلماء وان كان بعض الخائضين قد يعرض له شيء من المخالفة لكن اذا عرظ له شيء من المخالفة لا يلزم ان تكون جميع حاله - 00:54:37
مخالفة كالحارث بن اسد المحاسبي رحمه الله فهو من اهل العلم بهذا الفقه وان كان له كلام يترك وقد كان الامام احمد رحمه الله يتقي من كلامه واحواله شيئا ولكنه يستحسن له بعض الاحوال وهذا من علم الامام احمد - 00:55:00
وانصافه وورعه وفقهه وان كان الحارث ابن اسد له كلام في موارد الالهيات والصفات تابع فيه طريقة ابن كلاب هذا المقام مختلف اي لا يوافق عليه لكنه في مادة او في باب اخر - 00:55:26
وكالجنيد بن محمد مثلا الجنيد ابن محمد ومن المتأخرين كابي حامد الغزالي ان ابا حامد ممن عني بهذا العلم حتى اقبل عليه كثيرا وان كان اعني ابا حامد قد اضطربت حاله فيه - 00:55:46
وقد اشار الى اضطراب حاله رحمه الله بكتابه الذي سماه المنقذ من الضلال المنقذ من الضلال والمفصح بالاحوال. وهي رسالة معروفة لابي حامد ذكر فيها احواله التي مر بها ولما كان لم يجد - 00:56:08
في طريقة المتكلمين الذي نشأ فيها ما هو من الموصل للحقائق العبادية ولحقائق هذا العلم الشريف الذي نشير اليه. لان علم الكلام علم محدث اه انصرف الى ما سماه بهذه الطريقة - 00:56:32
وان كان تصوفه ليس طارئا عليه لكنه تقلب في اوجه التصوف كثيرا وصار مرة يقول من كلام الصوفية ما يوافق مقتصديهم صار تارة يقول من كلام الصوفية ما يوافق متوسطيهم وصار تارة يقولون من كلام الصوفية ما يوافق - 00:56:53
كلام من شذ منهم ولذلك صار في كتبه مقامات ودرجات وبعض رسائل ابي حامد بالغة الخطأ بعض الرسائل التي كتبها في التصوف كبشكاة الانوار وجواهر القرآن وهذه فيها تصوف بعيد - 00:57:15
عن اثر السنة وفي كلام ابي حامد ولا سيما في كتابه احياء علوم الدين كلام حسن مقتصد في السلوك. وان كان فيه اغلاط ولكن الغالب على هذا الكتاب ان المادة فيه مادة مناسبة - 00:57:40
اكثره مادة مناسبة لكن فيه اغلاط بل اغلاط شديدة الاغلاط شديدة ولذلك قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله لما سئل عن كتاب احياء علوم الدين قال ابن تيمية اما الاحياء فغالبه جيد - 00:58:05
لكن فيه ثلاث مواد فاسدة مادة من ترهات الصوفية ومادة من الاحاديث الموضوعة ومادة فلسفية هذه ثلاث مواد خالطت كتاب الاحياء لابي حامد فله فيه مقامات حسنة وفيه مقامات لا يتابع عليها بل غلط فيها غلطا بينا - 00:58:29
اما الاحاديث الموضوعة فلانه لم يكن مقبلا اقبالا واسعا على دراسة علم الحديث ولا سيما من جهة الرواية وقد ذكر هو عادة عن نفسه في بعض كلامه وان كان هذا لا يعني جهل ابي حامد بالسنة لكنه ليس من المقبلين على علم الرواية - 00:58:58
كالحفاظ الذين لهم عناية واسعة بعلم الرواية والا هو فقيه كبير من كبار الفقهاء ولا سيما في مذهب الامام الشافعي اصولي متين ولا سيما في مذهب الشافعية وفي نظام علم الاصول ونظرياته - 00:59:20
كتب فيه كتبا من اخصها كتاب المستصفى وله علوم اخرى وكذلك مادة من ترهات الصوفية لانه اتى على بعض كلام الصوفية المنحرف وعلى طائفة من اوهامهم فدرج عليها ابو حامد وتأول لها - 00:59:39
وصح عنها مشارع وهو بديع في صناعة المشارع للطرق التي يتكلم عنها وله مادة ثالثة كما يشير شيخ الاسلام وشيخ الاسلام ابن تيمية قال ومادة فلسفية مع انك تعلم ان ابا حامد من اخص من رد على الفلسفة - 01:00:04
وله في ذلك كتب ومن اخصها كتاب التهافت ولكن ابا حامد لما درس الفلسفة واقبل عليها وقرأ كتب الحسين ابن عبد الله ابن سينا بالذات تأثر بفلسفة ابن سينا مع انه يطعن عليه كثيرا - 01:00:28
ويختلف معه كثيرا ولكن لما كان ابن سينا اشراقيا في فلسفته قيظيا في فلسفته حرفانيا في فلسفته وهذه تناسب مزاج ابي حامد من حيث الطريقة تأثر بفلسفة ابن سينا ولا سيما في كتابه المطول كتاب الشفاء كتاب الشفاء - 01:00:51
ولهذا قيل بان ابا حامد مرضه الشفاء اي كتاب اشتغال ابن سينا ولكن لا يعني هذا انه موافق لابن سينا او انه قريب من مذهبه في التصوف او في الفلسفة وليس كذلك وابن نسينا مسافة بعيدة - 01:01:21
عن ابي حامد ابو حامد له علم بالشريعة واجلال لها وله مقامات في التحقيق معروفة وغير ذلك اما ابن سينا فهو فيلسوف كما يعرف بعيد عن هذا المناط وعن هذه الرتبة وله ضلالات بالغة - 01:01:42
بمسائل العبادة والالهيات كتبها في كتبه الفلسفية التي اه عرف طائفة منها وفقد طائفة منها ومنها كتاب الاشارات والتنبيهات وكتاب التعليقات وغيرها ما في مقارنة بين الرجلين البتة ولكن المقصود ان كتاب احياء علوم الدين فيه مقامات حسنة وفيه ضلالات - 01:02:00
اخطأ فيها ابو حامد عفا الله عنا وعنه النتيجة من هذا ان هذا العلم خاض فيه خلق قضى فيه خلق ولا كم من حسن ما يوصى به من الرسائل العلمية هي رسائل شيخ الاسلام رسائل شيخ الاسلام - 01:02:25
ابن تيمية رحمه الله ولا سيما التحفة العراقية رسالة العبودية آآ ابن القيم كذلك له بعض المقامات وان كان درجة التحقيق عند شيخ الاسلام ابلغ ايضا من العارفين في هذا المقام - 01:02:49
والفضلاء فيه الحافظ ابن رجب الحنبلي وهو محقق بالغ التحقيق في مثل هذه المسائل لابن الجوزي كلام ولكن ان تاب كلام ابن الجوزي ما ينتابه ولابي حامد كلام ولكن ينتاب كلام ابي حامد ما ينتابه ولكن حينما يقال ينتابه فمن كان على درجة من العلم والتحقيق استفاد - 01:03:07
استفاد من ذلك كما انك تقول اه كتاب المحلل ابن حزم في الفقه ينتابه ما ينتابه لانه سلك فيه المسلك الظاهري المعروف الذي خالف في قواعده الجماهير ولكن في كتاب المحلى - 01:03:31
اه جملة واسعة من التحقيقات العلمية والاشارات في الاستدلال حتى ولو لم تأخذ القول كاملا فانك تستفيد منه اوجه من طرق الاستدلال او الاثار التي يعنى ابن حزم بجمعها او بتوجيهها او ما الى ذلك - 01:03:48
فهذا لا يغلق لكن لا لا يحسن للمبتدئ ان يبتدأ بكلام ابي محمد ابن حزم فكذلك في السلوك لا يحسن بالمبتدئ ان يبتدئ بكلام قد دخله ما دخله لكن اذا صار الانسان على مقام من رفيع العلم - 01:04:07
وفهم السنة وقواعد الاتباع لمنهج وهدي الرسول عليه الصلاة والسلام اصاب من كلام هؤلاء العلماء الذين هم مقتصدون بخلاف الغلاة الغلاة شأنهم بعيد ولا حاجة للنظر في كتبهم البتة ولاة الصوفية او ما الى ذلك لانهم لا يختصون بشيء من المعاني - 01:04:29
الحسنة بل ما عندهم معنى حسنة اختصوا به. المعاني الحسنة قد ذكرت بكتب اهل العلم من قبلهم وحققت على درجة ارفع مما يذكرونها فضلا عما في كتبهم من الاخطاء المخالفة للاجماع - 01:04:57
الاخطاء المخالفة للاجماع فهذا من التوسط لاخذ الامور وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 01:05:17