بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اتبع هداه واقتفى اثره واستن بسنته الى يوم الدين اما بعد ففي هذا اليوم السابع والعشرين من شهر جمادى الاخرة - 00:00:00
لعام ثمانية وثلاثين واربعمائة والف ينعقد هذا المجلس في شرح رسالة العبودية لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى بمعالي شيخنا الشيخ الدكتور يوسف بن محمد الغفيص عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للافتاء سابقا - 00:00:17
بجامع عثمان بن عفان رضي الله عنه بحي الوادي بالرياض قال رحمه الله تعالى وفي الدعاء الذي دعا به النبي صلى الله عليه وسلم لما فعل به اهل الطائف ما فعلوا - 00:00:36
اللهم اليك اشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس انت رب المستضعفين وانت ربي. اللهم الى من تكلني الى بعيد يتجهمني ام الى عدو ملكته امري ان لم يكن بك غضب علي فلا ابالي غير ان عافيتك اوسع لي - 00:00:50
اعوذ بنور وجهك الذي اشرقت به الظلمات وصلح عليه امر الدنيا والاخرة ان ينزل بي سخطك او يحل علي غضبك لك العتبى حتى ترضى فلا حول ولا قوة الا بك. وفي بعض الروايات ولا حول ولا قوة الا بك - 00:01:09
وكلما قوي طمع العبد في فضل الله ورحمته ورجائه لقضاء حاجته ودفع ضرورته قويت عبوديته له وحريته مما سواه فكما ان طمعهم في المخلوق يوجب عبوديته له فيأسه منه يوجب غنى قلبه عنه. كما قيل استغني عن من شئت تكن نظيرا - 00:01:26
وافضل على من شئت تكن اميره واحتج الى من شئت تكن اسيره فكذلك طمع العبد في ربه ورجائه له يوجب عبوديته له واعراض قلبه عن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله - 00:01:48
نبينا محمد واله واصحابه اجمعين ذكر المصنف رحمه الله هذا المعنى وهو من شريف المعاني بطمع العبد وتعلقه بالله سبحانه وتعالى ان العبد كلما تعلق بالله سبحانه وتعالى وطمع قلبه - 00:02:07
بامر الله وفي فضل الله وفي عطاء الله سبحانه وتعالى كان تحقق في قلب العبد فقره الى ربه سبحانه وتعالى وهذا التعلق لا تزاحمه الاسباب بل هو واجب ومن مقامات العبادة ومقامات الايمان - 00:02:31
النفوس القاصرة في علمها وفقهها وعبوديتها لا تشهدوا هذا المقام مع قيام الاسباب وانما تجمله مع قيام الاسباب وهذا من قلة العلم وقلة فقه العبادة فان هذا المقام ينبغي ان يكون لازما - 00:02:59
للعابد في عبادته وللعارف في معرفته وللناسك في سيره الى الله سبحانه وتعالى وجود الاسباب لا يقصره واما الذي لا يحرك مقام التعلق بالله الا ظعف الاسباب بين يديه فهذه ليست حالا فاضلة - 00:03:27
انما حال الفاضلة والتي كان عليها الرسل عليهم الصلاة والسلام انهم يدعون الله رغبا ورهبا ويدعونه بسائر احوالهم ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم من الليل حتى قالت له عائشة رضي الله عنها - 00:03:55
اتكلف هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقال افلا اكون عبدا شكورا نفوس القاصرة في علمها ومعرفتها بحقيقة مقام العبودية تقوى عندها هذا المقام في حال - 00:04:25
اضعف الاسباب وان كان تعلقها بالله في حال ضعف الاسباب هو تعلق ممدوح لكن القصور هنا او النقص فيه وفي المقام هنا وانه اذا كانت الاسباب قائمة ضعف تعلقه بالله سبحانه وتعالى - 00:04:48
هذا الضعف الظعف الذي دخل عليه هذا من التوهم ومن اعطاء الاسباب ما ليس من صفتها على كل حال هذا معنى يعرض للنفوس وفيه تفاوت كثير ولكن الجهل فيه كثير ايضا - 00:05:12
وانت ترى حال المشركين انهم اذا سقطت الاسباب عندهم دعوا الله مخلصين له دين سقطت الاسباب اذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين لان الاسباب هنا تكون اسبابا ضعيفة او ساقطة - 00:05:36
ولكنهم اذا نجوا فلما نجاهم الى البر اذاهم مشركون ما يقع لبعض النفوس ليس هي الحالة التي للمشركين ما يقع لبعض نفوس المسلمين ليست هي الحالة التي تكون للمشركين ولكن تنكر حال المشركين ليميز المقال - 00:05:58
الذي يقع من بعض المسلمين هو التقصير ولا يشهد تحقيق هذا المقام مع قيام الاسباب. توهم منه ان السبب يكون ايش يكون مرجحا لمقامه ومن عرف الله فاوجبه الله من مقامات عبوديته عرف ان هذا المقام - 00:06:17
وهو مقام الاستعانة بالله جل وعلا التعلق به سبحانه وتعالى لا تعطله الاسباب ولا تنقصه الاسباب وان كان هذا اي تأثر هذا المقام بالاسباب واستدعاؤه اذا ضعف السبب استدعاؤه اذا ضعف السبب - 00:06:42
هذا حيث هو صحيح لكن الذي ليس صحيحا هو التقصير فيه اذا قام السبب التقصير فيه اذا قام السبب والا استدعاؤه اذا ضعف السبب هذا استدعاء صحيح والانبياء في حال الضر دعوا ربهم سبحانه وتعالى - 00:07:11
لذلك قال الله عن عبده يونس عليه الصلاة والسلام ونادى في الظلمات ان لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين لكن ما الفرق بين حال يونس عليه الصلاة والسلام - 00:07:34
وبين الحالة التي ذم الله اهلها اذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم من البر اذا هم يشركون. ان اولئك مع قيام الاسباب معرضين عن هذا التعلق - 00:07:49
ان هذا الاخلاص بخلاف يونس عليه الصلاة والسلام فانه في حال قيام الاسباب كان متعلقا بهذا المقام وكان لازما له ومحققا له والدليل على انه كان لازما له ما هو - 00:08:04
دليل على انه كان لازما له والدليل على انه كان لازما له ما هو الدليل على انه كان لازما له ان الله جل وعلا قال في كتابه فلولا انه كان - 00:08:27
من المسبحين. اليس قوله سبحانه عن فيما ذكره عن عبده ورسوله يونس عليه الصلاة والسلام ونادى في الظلمات ان لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين. هذا الذكر من التسبيح - 00:08:46
ليس داخلا في عموم التسبيح قوله لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين هذا من مقام التسبيح اليس كذلك لكن هل هذا المقام عرض ليونس فعله في هذا المقام العارض ام كان حالا - 00:09:04
لازمة له كانت حالا لازمة له. ما الدليل عليه ولولا انه كان من المسبحين اسم فاعل فهي حال قائمة بخلاف اولئك المشركين فهم ليسوا كذلك بل كان المشركون اذا قامت الاسباب ونجاهم الله كانوا على نقيض ذلك - 00:09:26
فان نقيض الاخلاص هو الشرك المسلم الذي دون ذلك دون مقام التحقيق لا يقع منه النقيض لكن يقع منه ايش التقصير وصارت المقامات ثلاث مقام استعمال النقيض مع قيام الاسباب - 00:09:51
وهذه ابطلوا المقامات وهي مقامات المشركين مقامات المشركين والنقيض هنا يراد به ماذا الشرك اذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين. فلما نجاهم الى البر اذا هم يشركون - 00:10:12
توحيد والاخلاص نقيضه الشرك فهذه الحال من التناقض هي الحال الباطلة التي عليها المشركون والحال الاولى الرتبة والشرف والتحقيق هي حال الانبياء عليهم الصلاة والسلام التي قال فيها رسول الله - 00:10:34
افلا اكون عبدا شكورا وقال الله فيها عن عبده يونس عليه الصلاة والسلام فلولا انه كان من المسبحين كانت حالا لازمة له واتى بهذه الحال في مقامه هذا بقوله لا اله الا انت سبحانك - 00:10:56
اني كنت من الظالمين وبين هذين المقامين من المقام الفاضل الواجب والمقام الباطل المتروك بينهما يقع لبعض المسلمين مقام ليس هو بحال المشركين لكنه قد فاته طريقة المحققين من العابدين - 00:11:15
وهم انبياء الله عليهم الصلاة والسلام وهذه الحال كثيرة في الناس انهم لا يتعلقون بحق الله جل وعلا وبدعائه وبالاستعانة وبالتسليم فتجد ان مقام التسليم ومقام الدعاء ومقام الاستعانة ضعيف عنده - 00:11:36
لما بما لانه جعل هذا المقام انما يستدعى بحسب الاسباب. فكلما قويت الاسباب لم توهم انه لا يستدعي هذا المقام او كانت حاله كذلك ويتوهم ان هذا التعلق انما يكون في حال الظرورة فحسب - 00:12:01
صحيح ان حال الظرورة لها اختصاص اليس كذلك للضرورة لها اختصاص من التعلق لكن هذا الاختصاص من التعلق لا يعني النقص والتقصير في الحالة الاخرى لم لانه في الحقيقة العبادية - 00:12:24
والحقيقة الكونية الانسان لا يزال في حالة ضرورة لا يزال في حالة لا يزال في حالة ظرورة ولا يزال في حاجة ولا يزال في حالة فقر الى الله بمعنى ان الاستغناء - 00:12:44
توهم ان حال الانسان في كل امره ايش فقير الى الله فقال الله جل وعلا يا ايها الناس انتم الفقراء فهذه حال لازمة للانسان يقول قائل ويجادل مجادل فيقول اليس اذا كان - 00:13:04
في حال الفقر وفي حال الحاجة وفي حال الظرورة قل وهل الانسان تأتي عليه احوال لا يكون في حال الحال هذي الحاجة او في حال الظرورة ولكن قد تكون بعظ اثار الظرورة - 00:13:27
ومشاهدة بعظ اثار الظرورة توهم ان هذا هو الظرورة ومع لم يكن كذلك ليس ظرورة كالمرظ مثلا او كالفقر مثلا المال فهذه اثار الضرورة هذه اثار الضرورة لكن هل الانسان الذي هو صحيح في جسده - 00:13:44
غني في ماله هل يستطيع ان يحفظ نفسه اللي يستطيع ان يحفظ نفسه لا ولذلك قال الله تعالى فاتاهم الله من حيث لم يحتسبوا انسان ليس لديه ملكة الغنى الغنى هو غنى شكلي اضافي - 00:14:09
الذي والا الحال الفقر بحق الخالق على عبده الخالق هو الغني والعبد هو الفقير الانسان يمكن ان يكون غنيا عن غيره قد يكون فقيرا يأخذ زكاة صاحبه او قريبه ثم يصيبه غنى وربما صار اغنى من ذاك الذي كان يعطيه الزكاة - 00:14:32
اليس كذلك هذه في الاحوال البشرية والعلاقة البشرية لكن لكن في حال العبد مع الله جل وعلا هو لا يتصور اصلا الذي يقول اليس في حال الظرورة يكون كذا وكذا هذا تصور وهمي لانه ما في حالة الا وهي حالة ايش - 00:14:59
فقر ما يمر بالانسان مع الله حالة يكون مستغريا فيها عن الله فهو في كل امره منذ ولادته الى وفاته هو فقير الى الله التوهم هذا توهم كاذب تواهم كاذب - 00:15:19
لكن اذا ظهرت الاثار فلا شك ان ظهور الاثار يستدعي مقاما من العبودية بحسب هذا المناسب تليف وما الكلام فهما مضاد كما ان عدم ظهور الاثار يستدعي مقاما من العبودية مناسبا - 00:15:38
يعني كنتيجة اصبحت تقصير في مقام التحقيق ليس واردا اصبحت تقصير ليس واردا ولكنه اذا ظهرت الاثار اثار الظرورة صار يناسب هذه الاثار من مقام العبادة مناسب واذا لم تظهر اثار الظرورة - 00:16:00
صار يناسب هذا المقام من مقام العبادة مناسب ووالذي ذكره الرسول بقوله ماذا افلا اكون عبدا شكورا فهذا المقام يناسب مقام عدم قيام الاثار وذاك المقام الذي ليونس عليه الصلاة والسلام - 00:16:24
هو المناسب لمقام الاثار ولهذا ما حفظ ان النبي صلى الله عليه وسلم في ايام مرضه كانت عبادته ابلغ صحيح انه في مرض عليه الصلاة والسلام رقاه جبريل ورقته عائشة - 00:16:46
والانسان في مرضه يسأل ربه كما قال ابراهيم واذا مرضت فهو يشفين ودعا الانبياء ربهم بما عرظ لهم من الاسباب ربي اني مسني الضر زكريا اذ نادى ربه هذه احوال - 00:17:04
من الدعاء صحيحة لكن هل كان الانبياء في الاحوال الاخرى يقع عندهم التقصير في هذا المتعلق من مقامات العبودية كلا عاشاهم عن ذلك انما هذا يقع للنفوس الجاهلة التي تجعل المقام الاول هو مقام الاسباب - 00:17:20
وان كانت كثير من هذه النفوس او اكثرها لا تسمي ذلك مقالا وانما هي احوال ففي حقيقة العبادة ومقامها الشريف يكون العابد على درجة من التعلق بالله جل وعلا بحسب المقامات - 00:17:44
فان لكل مقام ما يناسبه. ولهذا صارت مقامات العارفين والعابدين متنوعة كما ذكر الله جل وعلا تنوعها بالقرآن في مواضع من كتابه فما سميت مقاماتهم بمقام واحد بل كل مقام يدل على صفة - 00:18:07
وعلى معنى ومن المقامات المسماة في القرآن ما جاء في قوله سبحانه وتعالى التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الامرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين بقوله ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا - 00:18:28
ولم يكن من المشركين في مثل قوله انه كان صادق الوعد في مثل قوله ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات الى اخره فهذه المقامات اما من جعل معياره الاسباب - 00:18:56
وبقدر قوة الاسباب تضعف مقامات العبودية والاستعانة والتعلق بالله باوجه مقامات العبادة واذا ضعفت الاسباب استدعى مقامات العبودية ويظن انه على حال من الكمال فهذه حال ناقصة ظاهرة النقص وليست هي حال - 00:19:16
الانبياء. وان كانت الحال الباطلة ان كانت الحال الباطلة هي حال المشركين الذين اذا سقطت الاسباب او نقصت ماذا استدعوا مقام الاخلاص ولكن اذا استقامت الاسباب ولو ظاهرا لهم وقعوا في ايش - 00:19:39
في نقيض ذلك اذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين. فصار المحرك للدين هو الاسباب فلما نجاهم الى البر فظهر لهم استقامة السبب اذا هم ايش اذا هم يشركون فهذه حال - 00:20:03
المشركين ولكن يعرض لبعض المسلمين ما ليس من حال المشركين ولكنها من حال التقصير وهذا التقصير من اخص اسبابه الجهل بمقامات العبودية حقيقة العبادة لله سبحانه وتعالى ولهذا يعرض ما هو من هذا المقام لبعض - 00:20:23
بل له علم بالامة له علم يعني ان العلم المجرد ليس هو علم الاستجابة علموا الاستجابة العلم الذي يوجب العمل نعم قال فكذلك طمع العبد في ربه ورجائه له يوجب عبوديته له واعراض قلبه عن هو الاشكال في هذه المسائل - 00:20:46
ان الناس صاروا يتعلمون الفقه وقصروا الفقه في الدين على فقه الاحكام وما كان هكذا الامر في كتاب الله ثم نزل على رسول الله ولا نزال نقرأه الى هذا اليوم بحمد - 00:21:15
هاه لا ترى ان هذا هو الفقه في كتاب الله ولا كان الفقه في هدي رسول الله ولا كان الفقه في هدي الصحابة صحيح انه مقام من الفقه ومن اخص مقامات الفقه - 00:21:32
لكن الفقه مقامات وكما تفقه الاحكام فيعرف الحلال والحرام وهذا من علم الشريعة والديانة المعروف كذلك فقه تحقيق العبودية لله سبحانه وتعالى هذا لابد ايضا للمسلم ولطالب العلم خاصة ان يكون على معرفة وفقه فيه - 00:21:46
ويتوهم بالغ التوهم فيتوهم بالغ التوهم من يظن ان هذه المسائل مسائل ظاهرة او مسائل مدركة حق انها ليست كذلك هي ظاهرة باعتبار ادلتها وهذا الوصف تقول في جميع الدين ان الدين باعتبار دليله ظاهر - 00:22:10
لكن باعتبار التحقيق ومعرفة المناطات المؤثرة والمفصحة باحوال العابدين والسالكين الى الله سبحانه وتعالى هذا مقام يقع فيه تقصير ويقع فيه جهل ويقع فيه اضطراب من جنس التقصير والجهل والاضطراب في فهم الاراء - 00:22:34
الفقهية في مسائل فروع الشريعة وكما انه في فقه الشريعة هنالك العلماء المحققون في مسائل الفقه ففي هذا المقام من فقه العبودية كذلك نعم قال فكذلك طمع العبد في ربه ورجاؤه له يوجب عبوديته له - 00:22:58
واعراض قلبه عن الطلب من غير الله والرجاء له يوجب انصراف قلبه عن العبودية لله لا سيما من كان يرجو المخلوق ولا يرجو الخالق فحيث يكون قلبه معتمدا اما على رئاسته وجنوده واتباعه - 00:23:21
قال فكذا لا سيما من كان يرجو المخلوق ولا يرجو الخالق بحيث يكون قلبه معتمدا اما على رئاسته وجنوده واتباعه ومماليكه واما على اهله واصدقائه واما على امواله وذخائره واما على ساداته وكبرائه كمالكه وهو - 00:23:39
ملكه وشيخه ومخدومه وغيرهم هذي كلها داخلة باسم الاسباب وهي الاسباب المنفصلة الاسباب المنفصلة ومهما اجتمعت الاسباب مهما اجتمعت الاسباب فانها ماذا مهما اجتمعت الاسباب فانها لا ترفع الصفة التي خلق الانسان عليها من فقره الى ربه - 00:24:02
ولذلك لما افصح قارون اثر السبب وان السبب عنده رفع الصفة التي خلق الخلق عليها من الفقر الى الله وقال انما اوتيته على علم عندي فرفع صفة الفقر عنه لم يخسف الله به لانه ذو مال - 00:24:31
لم يخسف الله به لانه ذو مال فقد يكون ذو المال بالاخص المؤمنين قد اتى الله عبده ورسوله ونبيه داود المال اليس كذلك وصار ملكا ولقد اتينا داوود منا فضلا - 00:24:57
وفي سادات المؤمنين وكبار الصحابة منهم من الاغنياء فما خسر بقارون لانه ذو مال قد يكون العبد كافرا فاجرا مكذبا بدين المرسلين وهو من اقل الناس مالا وادناهم فقرا قارون ما خسف به لانه ذو مان - 00:25:15
وانما خسف به لانه جعل السبب رافعا للصفة على السبب رافعا بالصفة فلما جعل السبب رافعا للصفة وهي صفة الفقر فتكبر على الله وعلى دين الله سبحانه وتعالى وفقر العبد الى الله في التكوين وفي التشريع - 00:25:37
انتم الفقراء الى الله في التكوين وفي ايش وبالتشريع ولهذا الانسان لا يستطيع ان يضع شرعا له واذا كان هذا بديهيا في عبادته مع ربه فهو حتى في معاملته مع غيره من بني ادم - 00:26:04
ما يقدر من تشريع هنا الا ويقع فيه من النقص المخاطرة القصور الى غير ذلك ولذلك قال الله جل وعلا قال انما اوتيته على علم عندي وكان جزاؤه عند الله جل وعلا ما ذكره الله بقوله فخسفنا به - 00:26:24
وبداره الارض وصفة العذاب التي اصابته هي مبينة لبطلان قصاص السبب لبطلان اختصاص السبب بمعنى انه لم يأتيه السبب من عدو ربما يقال انه لما قال هذا القول مس الصحباء - 00:26:55
في عقله بعض الابعاد منازع للسبب فما قدر الله ان هلاكه يكون بعدو يجساح امره وانما بمحض امر الله المقطوع عن السبب المقطوعة ليش السبب من جهة فعل فاعل من جهة ايش - 00:27:23
فعل فاعل يسلطه الله عليه انما قال الله وخسفنا به وبداره الارض وهذا كذا كل من رفع الصفة واوجب السبب جاءه عذاب من الله سبحانه وتعالى كل من رفع الصفة - 00:27:52
واوجب السبب وجاءه عذاب من الله سبحانه وتعالى اي قدر الله ان يعذبه وقد يرفع الصفة ويجعل السبب موجبا ويملي له الله سبحانه وتعالى فان ربنا جل وعلا حكيم عليم - 00:28:19
عذب قوما واملى لاخرين. وقال سبحانه انما نملي لهم ليزدادوا اثما ولكن من ذكر الله عذابه كقارون او كفرعون هم رفعوا صفة السبب في حق الله سبحانه وتعالى عليهم وتركهم الايمان بالله - 00:28:41
والاخلاص له سبحانه وتعالى الاقرار بحقه في التدبير والملك والتأثير ورفع هذه الصفة التي تنازع مقام التوحيد في اصله وترفع مقام التوحيد عند من استحكم عنده رفع هذه الصفة كما كان من امر كورونا - 00:29:07
وفرعون الذي اغرقه الله هو وجنوده نعم الله اليك. قال واما على ساداته وكبرائه كمالكه وملكه وشيخه ومخدومه وغيرهم. ممن هو قد مات او يموت. قال قال تعالى وتوكل على - 00:29:36
الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب بذنوب عباده خبيرا وكل من من علق قلبه بالمخلوقات ان ينصروه او يرزقوه او ان يهدموا خطأ. هذا قف على قوله رحمه الله وكل من - 00:29:56
بالله التوفيق - 00:30:13
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اتبع هداه واقتفى اثره واستن بسنته الى يوم الدين اما بعد ففي هذا اليوم السابع والعشرين من شهر جمادى الاخرة - 00:00:00
لعام ثمانية وثلاثين واربعمائة والف ينعقد هذا المجلس في شرح رسالة العبودية لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى بمعالي شيخنا الشيخ الدكتور يوسف بن محمد الغفيص عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للافتاء سابقا - 00:00:17
بجامع عثمان بن عفان رضي الله عنه بحي الوادي بالرياض قال رحمه الله تعالى وفي الدعاء الذي دعا به النبي صلى الله عليه وسلم لما فعل به اهل الطائف ما فعلوا - 00:00:36
اللهم اليك اشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس انت رب المستضعفين وانت ربي. اللهم الى من تكلني الى بعيد يتجهمني ام الى عدو ملكته امري ان لم يكن بك غضب علي فلا ابالي غير ان عافيتك اوسع لي - 00:00:50
اعوذ بنور وجهك الذي اشرقت به الظلمات وصلح عليه امر الدنيا والاخرة ان ينزل بي سخطك او يحل علي غضبك لك العتبى حتى ترضى فلا حول ولا قوة الا بك. وفي بعض الروايات ولا حول ولا قوة الا بك - 00:01:09
وكلما قوي طمع العبد في فضل الله ورحمته ورجائه لقضاء حاجته ودفع ضرورته قويت عبوديته له وحريته مما سواه فكما ان طمعهم في المخلوق يوجب عبوديته له فيأسه منه يوجب غنى قلبه عنه. كما قيل استغني عن من شئت تكن نظيرا - 00:01:26
وافضل على من شئت تكن اميره واحتج الى من شئت تكن اسيره فكذلك طمع العبد في ربه ورجائه له يوجب عبوديته له واعراض قلبه عن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله - 00:01:48
نبينا محمد واله واصحابه اجمعين ذكر المصنف رحمه الله هذا المعنى وهو من شريف المعاني بطمع العبد وتعلقه بالله سبحانه وتعالى ان العبد كلما تعلق بالله سبحانه وتعالى وطمع قلبه - 00:02:07
بامر الله وفي فضل الله وفي عطاء الله سبحانه وتعالى كان تحقق في قلب العبد فقره الى ربه سبحانه وتعالى وهذا التعلق لا تزاحمه الاسباب بل هو واجب ومن مقامات العبادة ومقامات الايمان - 00:02:31
النفوس القاصرة في علمها وفقهها وعبوديتها لا تشهدوا هذا المقام مع قيام الاسباب وانما تجمله مع قيام الاسباب وهذا من قلة العلم وقلة فقه العبادة فان هذا المقام ينبغي ان يكون لازما - 00:02:59
للعابد في عبادته وللعارف في معرفته وللناسك في سيره الى الله سبحانه وتعالى وجود الاسباب لا يقصره واما الذي لا يحرك مقام التعلق بالله الا ظعف الاسباب بين يديه فهذه ليست حالا فاضلة - 00:03:27
انما حال الفاضلة والتي كان عليها الرسل عليهم الصلاة والسلام انهم يدعون الله رغبا ورهبا ويدعونه بسائر احوالهم ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم من الليل حتى قالت له عائشة رضي الله عنها - 00:03:55
اتكلف هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقال افلا اكون عبدا شكورا نفوس القاصرة في علمها ومعرفتها بحقيقة مقام العبودية تقوى عندها هذا المقام في حال - 00:04:25
اضعف الاسباب وان كان تعلقها بالله في حال ضعف الاسباب هو تعلق ممدوح لكن القصور هنا او النقص فيه وفي المقام هنا وانه اذا كانت الاسباب قائمة ضعف تعلقه بالله سبحانه وتعالى - 00:04:48
هذا الضعف الظعف الذي دخل عليه هذا من التوهم ومن اعطاء الاسباب ما ليس من صفتها على كل حال هذا معنى يعرض للنفوس وفيه تفاوت كثير ولكن الجهل فيه كثير ايضا - 00:05:12
وانت ترى حال المشركين انهم اذا سقطت الاسباب عندهم دعوا الله مخلصين له دين سقطت الاسباب اذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين لان الاسباب هنا تكون اسبابا ضعيفة او ساقطة - 00:05:36
ولكنهم اذا نجوا فلما نجاهم الى البر اذاهم مشركون ما يقع لبعض النفوس ليس هي الحالة التي للمشركين ما يقع لبعض نفوس المسلمين ليست هي الحالة التي تكون للمشركين ولكن تنكر حال المشركين ليميز المقال - 00:05:58
الذي يقع من بعض المسلمين هو التقصير ولا يشهد تحقيق هذا المقام مع قيام الاسباب. توهم منه ان السبب يكون ايش يكون مرجحا لمقامه ومن عرف الله فاوجبه الله من مقامات عبوديته عرف ان هذا المقام - 00:06:17
وهو مقام الاستعانة بالله جل وعلا التعلق به سبحانه وتعالى لا تعطله الاسباب ولا تنقصه الاسباب وان كان هذا اي تأثر هذا المقام بالاسباب واستدعاؤه اذا ضعف السبب استدعاؤه اذا ضعف السبب - 00:06:42
هذا حيث هو صحيح لكن الذي ليس صحيحا هو التقصير فيه اذا قام السبب التقصير فيه اذا قام السبب والا استدعاؤه اذا ضعف السبب هذا استدعاء صحيح والانبياء في حال الضر دعوا ربهم سبحانه وتعالى - 00:07:11
لذلك قال الله عن عبده يونس عليه الصلاة والسلام ونادى في الظلمات ان لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين لكن ما الفرق بين حال يونس عليه الصلاة والسلام - 00:07:34
وبين الحالة التي ذم الله اهلها اذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم من البر اذا هم يشركون. ان اولئك مع قيام الاسباب معرضين عن هذا التعلق - 00:07:49
ان هذا الاخلاص بخلاف يونس عليه الصلاة والسلام فانه في حال قيام الاسباب كان متعلقا بهذا المقام وكان لازما له ومحققا له والدليل على انه كان لازما له ما هو - 00:08:04
دليل على انه كان لازما له والدليل على انه كان لازما له ما هو الدليل على انه كان لازما له ان الله جل وعلا قال في كتابه فلولا انه كان - 00:08:27
من المسبحين. اليس قوله سبحانه عن فيما ذكره عن عبده ورسوله يونس عليه الصلاة والسلام ونادى في الظلمات ان لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين. هذا الذكر من التسبيح - 00:08:46
ليس داخلا في عموم التسبيح قوله لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين هذا من مقام التسبيح اليس كذلك لكن هل هذا المقام عرض ليونس فعله في هذا المقام العارض ام كان حالا - 00:09:04
لازمة له كانت حالا لازمة له. ما الدليل عليه ولولا انه كان من المسبحين اسم فاعل فهي حال قائمة بخلاف اولئك المشركين فهم ليسوا كذلك بل كان المشركون اذا قامت الاسباب ونجاهم الله كانوا على نقيض ذلك - 00:09:26
فان نقيض الاخلاص هو الشرك المسلم الذي دون ذلك دون مقام التحقيق لا يقع منه النقيض لكن يقع منه ايش التقصير وصارت المقامات ثلاث مقام استعمال النقيض مع قيام الاسباب - 00:09:51
وهذه ابطلوا المقامات وهي مقامات المشركين مقامات المشركين والنقيض هنا يراد به ماذا الشرك اذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين. فلما نجاهم الى البر اذا هم يشركون - 00:10:12
توحيد والاخلاص نقيضه الشرك فهذه الحال من التناقض هي الحال الباطلة التي عليها المشركون والحال الاولى الرتبة والشرف والتحقيق هي حال الانبياء عليهم الصلاة والسلام التي قال فيها رسول الله - 00:10:34
افلا اكون عبدا شكورا وقال الله فيها عن عبده يونس عليه الصلاة والسلام فلولا انه كان من المسبحين كانت حالا لازمة له واتى بهذه الحال في مقامه هذا بقوله لا اله الا انت سبحانك - 00:10:56
اني كنت من الظالمين وبين هذين المقامين من المقام الفاضل الواجب والمقام الباطل المتروك بينهما يقع لبعض المسلمين مقام ليس هو بحال المشركين لكنه قد فاته طريقة المحققين من العابدين - 00:11:15
وهم انبياء الله عليهم الصلاة والسلام وهذه الحال كثيرة في الناس انهم لا يتعلقون بحق الله جل وعلا وبدعائه وبالاستعانة وبالتسليم فتجد ان مقام التسليم ومقام الدعاء ومقام الاستعانة ضعيف عنده - 00:11:36
لما بما لانه جعل هذا المقام انما يستدعى بحسب الاسباب. فكلما قويت الاسباب لم توهم انه لا يستدعي هذا المقام او كانت حاله كذلك ويتوهم ان هذا التعلق انما يكون في حال الظرورة فحسب - 00:12:01
صحيح ان حال الظرورة لها اختصاص اليس كذلك للضرورة لها اختصاص من التعلق لكن هذا الاختصاص من التعلق لا يعني النقص والتقصير في الحالة الاخرى لم لانه في الحقيقة العبادية - 00:12:24
والحقيقة الكونية الانسان لا يزال في حالة ضرورة لا يزال في حالة لا يزال في حالة ظرورة ولا يزال في حاجة ولا يزال في حالة فقر الى الله بمعنى ان الاستغناء - 00:12:44
توهم ان حال الانسان في كل امره ايش فقير الى الله فقال الله جل وعلا يا ايها الناس انتم الفقراء فهذه حال لازمة للانسان يقول قائل ويجادل مجادل فيقول اليس اذا كان - 00:13:04
في حال الفقر وفي حال الحاجة وفي حال الظرورة قل وهل الانسان تأتي عليه احوال لا يكون في حال الحال هذي الحاجة او في حال الظرورة ولكن قد تكون بعظ اثار الظرورة - 00:13:27
ومشاهدة بعظ اثار الظرورة توهم ان هذا هو الظرورة ومع لم يكن كذلك ليس ظرورة كالمرظ مثلا او كالفقر مثلا المال فهذه اثار الضرورة هذه اثار الضرورة لكن هل الانسان الذي هو صحيح في جسده - 00:13:44
غني في ماله هل يستطيع ان يحفظ نفسه اللي يستطيع ان يحفظ نفسه لا ولذلك قال الله تعالى فاتاهم الله من حيث لم يحتسبوا انسان ليس لديه ملكة الغنى الغنى هو غنى شكلي اضافي - 00:14:09
الذي والا الحال الفقر بحق الخالق على عبده الخالق هو الغني والعبد هو الفقير الانسان يمكن ان يكون غنيا عن غيره قد يكون فقيرا يأخذ زكاة صاحبه او قريبه ثم يصيبه غنى وربما صار اغنى من ذاك الذي كان يعطيه الزكاة - 00:14:32
اليس كذلك هذه في الاحوال البشرية والعلاقة البشرية لكن لكن في حال العبد مع الله جل وعلا هو لا يتصور اصلا الذي يقول اليس في حال الظرورة يكون كذا وكذا هذا تصور وهمي لانه ما في حالة الا وهي حالة ايش - 00:14:59
فقر ما يمر بالانسان مع الله حالة يكون مستغريا فيها عن الله فهو في كل امره منذ ولادته الى وفاته هو فقير الى الله التوهم هذا توهم كاذب تواهم كاذب - 00:15:19
لكن اذا ظهرت الاثار فلا شك ان ظهور الاثار يستدعي مقاما من العبودية بحسب هذا المناسب تليف وما الكلام فهما مضاد كما ان عدم ظهور الاثار يستدعي مقاما من العبودية مناسبا - 00:15:38
يعني كنتيجة اصبحت تقصير في مقام التحقيق ليس واردا اصبحت تقصير ليس واردا ولكنه اذا ظهرت الاثار اثار الظرورة صار يناسب هذه الاثار من مقام العبادة مناسب واذا لم تظهر اثار الظرورة - 00:16:00
صار يناسب هذا المقام من مقام العبادة مناسب ووالذي ذكره الرسول بقوله ماذا افلا اكون عبدا شكورا فهذا المقام يناسب مقام عدم قيام الاثار وذاك المقام الذي ليونس عليه الصلاة والسلام - 00:16:24
هو المناسب لمقام الاثار ولهذا ما حفظ ان النبي صلى الله عليه وسلم في ايام مرضه كانت عبادته ابلغ صحيح انه في مرض عليه الصلاة والسلام رقاه جبريل ورقته عائشة - 00:16:46
والانسان في مرضه يسأل ربه كما قال ابراهيم واذا مرضت فهو يشفين ودعا الانبياء ربهم بما عرظ لهم من الاسباب ربي اني مسني الضر زكريا اذ نادى ربه هذه احوال - 00:17:04
من الدعاء صحيحة لكن هل كان الانبياء في الاحوال الاخرى يقع عندهم التقصير في هذا المتعلق من مقامات العبودية كلا عاشاهم عن ذلك انما هذا يقع للنفوس الجاهلة التي تجعل المقام الاول هو مقام الاسباب - 00:17:20
وان كانت كثير من هذه النفوس او اكثرها لا تسمي ذلك مقالا وانما هي احوال ففي حقيقة العبادة ومقامها الشريف يكون العابد على درجة من التعلق بالله جل وعلا بحسب المقامات - 00:17:44
فان لكل مقام ما يناسبه. ولهذا صارت مقامات العارفين والعابدين متنوعة كما ذكر الله جل وعلا تنوعها بالقرآن في مواضع من كتابه فما سميت مقاماتهم بمقام واحد بل كل مقام يدل على صفة - 00:18:07
وعلى معنى ومن المقامات المسماة في القرآن ما جاء في قوله سبحانه وتعالى التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الامرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين بقوله ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا - 00:18:28
ولم يكن من المشركين في مثل قوله انه كان صادق الوعد في مثل قوله ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات الى اخره فهذه المقامات اما من جعل معياره الاسباب - 00:18:56
وبقدر قوة الاسباب تضعف مقامات العبودية والاستعانة والتعلق بالله باوجه مقامات العبادة واذا ضعفت الاسباب استدعى مقامات العبودية ويظن انه على حال من الكمال فهذه حال ناقصة ظاهرة النقص وليست هي حال - 00:19:16
الانبياء. وان كانت الحال الباطلة ان كانت الحال الباطلة هي حال المشركين الذين اذا سقطت الاسباب او نقصت ماذا استدعوا مقام الاخلاص ولكن اذا استقامت الاسباب ولو ظاهرا لهم وقعوا في ايش - 00:19:39
في نقيض ذلك اذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين. فصار المحرك للدين هو الاسباب فلما نجاهم الى البر فظهر لهم استقامة السبب اذا هم ايش اذا هم يشركون فهذه حال - 00:20:03
المشركين ولكن يعرض لبعض المسلمين ما ليس من حال المشركين ولكنها من حال التقصير وهذا التقصير من اخص اسبابه الجهل بمقامات العبودية حقيقة العبادة لله سبحانه وتعالى ولهذا يعرض ما هو من هذا المقام لبعض - 00:20:23
بل له علم بالامة له علم يعني ان العلم المجرد ليس هو علم الاستجابة علموا الاستجابة العلم الذي يوجب العمل نعم قال فكذلك طمع العبد في ربه ورجائه له يوجب عبوديته له واعراض قلبه عن هو الاشكال في هذه المسائل - 00:20:46
ان الناس صاروا يتعلمون الفقه وقصروا الفقه في الدين على فقه الاحكام وما كان هكذا الامر في كتاب الله ثم نزل على رسول الله ولا نزال نقرأه الى هذا اليوم بحمد - 00:21:15
هاه لا ترى ان هذا هو الفقه في كتاب الله ولا كان الفقه في هدي رسول الله ولا كان الفقه في هدي الصحابة صحيح انه مقام من الفقه ومن اخص مقامات الفقه - 00:21:32
لكن الفقه مقامات وكما تفقه الاحكام فيعرف الحلال والحرام وهذا من علم الشريعة والديانة المعروف كذلك فقه تحقيق العبودية لله سبحانه وتعالى هذا لابد ايضا للمسلم ولطالب العلم خاصة ان يكون على معرفة وفقه فيه - 00:21:46
ويتوهم بالغ التوهم فيتوهم بالغ التوهم من يظن ان هذه المسائل مسائل ظاهرة او مسائل مدركة حق انها ليست كذلك هي ظاهرة باعتبار ادلتها وهذا الوصف تقول في جميع الدين ان الدين باعتبار دليله ظاهر - 00:22:10
لكن باعتبار التحقيق ومعرفة المناطات المؤثرة والمفصحة باحوال العابدين والسالكين الى الله سبحانه وتعالى هذا مقام يقع فيه تقصير ويقع فيه جهل ويقع فيه اضطراب من جنس التقصير والجهل والاضطراب في فهم الاراء - 00:22:34
الفقهية في مسائل فروع الشريعة وكما انه في فقه الشريعة هنالك العلماء المحققون في مسائل الفقه ففي هذا المقام من فقه العبودية كذلك نعم قال فكذلك طمع العبد في ربه ورجاؤه له يوجب عبوديته له - 00:22:58
واعراض قلبه عن الطلب من غير الله والرجاء له يوجب انصراف قلبه عن العبودية لله لا سيما من كان يرجو المخلوق ولا يرجو الخالق فحيث يكون قلبه معتمدا اما على رئاسته وجنوده واتباعه - 00:23:21
قال فكذا لا سيما من كان يرجو المخلوق ولا يرجو الخالق بحيث يكون قلبه معتمدا اما على رئاسته وجنوده واتباعه ومماليكه واما على اهله واصدقائه واما على امواله وذخائره واما على ساداته وكبرائه كمالكه وهو - 00:23:39
ملكه وشيخه ومخدومه وغيرهم هذي كلها داخلة باسم الاسباب وهي الاسباب المنفصلة الاسباب المنفصلة ومهما اجتمعت الاسباب مهما اجتمعت الاسباب فانها ماذا مهما اجتمعت الاسباب فانها لا ترفع الصفة التي خلق الانسان عليها من فقره الى ربه - 00:24:02
ولذلك لما افصح قارون اثر السبب وان السبب عنده رفع الصفة التي خلق الخلق عليها من الفقر الى الله وقال انما اوتيته على علم عندي فرفع صفة الفقر عنه لم يخسف الله به لانه ذو مال - 00:24:31
لم يخسف الله به لانه ذو مال فقد يكون ذو المال بالاخص المؤمنين قد اتى الله عبده ورسوله ونبيه داود المال اليس كذلك وصار ملكا ولقد اتينا داوود منا فضلا - 00:24:57
وفي سادات المؤمنين وكبار الصحابة منهم من الاغنياء فما خسر بقارون لانه ذو مال قد يكون العبد كافرا فاجرا مكذبا بدين المرسلين وهو من اقل الناس مالا وادناهم فقرا قارون ما خسف به لانه ذو مان - 00:25:15
وانما خسف به لانه جعل السبب رافعا للصفة على السبب رافعا بالصفة فلما جعل السبب رافعا للصفة وهي صفة الفقر فتكبر على الله وعلى دين الله سبحانه وتعالى وفقر العبد الى الله في التكوين وفي التشريع - 00:25:37
انتم الفقراء الى الله في التكوين وفي ايش وبالتشريع ولهذا الانسان لا يستطيع ان يضع شرعا له واذا كان هذا بديهيا في عبادته مع ربه فهو حتى في معاملته مع غيره من بني ادم - 00:26:04
ما يقدر من تشريع هنا الا ويقع فيه من النقص المخاطرة القصور الى غير ذلك ولذلك قال الله جل وعلا قال انما اوتيته على علم عندي وكان جزاؤه عند الله جل وعلا ما ذكره الله بقوله فخسفنا به - 00:26:24
وبداره الارض وصفة العذاب التي اصابته هي مبينة لبطلان قصاص السبب لبطلان اختصاص السبب بمعنى انه لم يأتيه السبب من عدو ربما يقال انه لما قال هذا القول مس الصحباء - 00:26:55
في عقله بعض الابعاد منازع للسبب فما قدر الله ان هلاكه يكون بعدو يجساح امره وانما بمحض امر الله المقطوع عن السبب المقطوعة ليش السبب من جهة فعل فاعل من جهة ايش - 00:27:23
فعل فاعل يسلطه الله عليه انما قال الله وخسفنا به وبداره الارض وهذا كذا كل من رفع الصفة واوجب السبب جاءه عذاب من الله سبحانه وتعالى كل من رفع الصفة - 00:27:52
واوجب السبب وجاءه عذاب من الله سبحانه وتعالى اي قدر الله ان يعذبه وقد يرفع الصفة ويجعل السبب موجبا ويملي له الله سبحانه وتعالى فان ربنا جل وعلا حكيم عليم - 00:28:19
عذب قوما واملى لاخرين. وقال سبحانه انما نملي لهم ليزدادوا اثما ولكن من ذكر الله عذابه كقارون او كفرعون هم رفعوا صفة السبب في حق الله سبحانه وتعالى عليهم وتركهم الايمان بالله - 00:28:41
والاخلاص له سبحانه وتعالى الاقرار بحقه في التدبير والملك والتأثير ورفع هذه الصفة التي تنازع مقام التوحيد في اصله وترفع مقام التوحيد عند من استحكم عنده رفع هذه الصفة كما كان من امر كورونا - 00:29:07
وفرعون الذي اغرقه الله هو وجنوده نعم الله اليك. قال واما على ساداته وكبرائه كمالكه وملكه وشيخه ومخدومه وغيرهم. ممن هو قد مات او يموت. قال قال تعالى وتوكل على - 00:29:36
الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب بذنوب عباده خبيرا وكل من من علق قلبه بالمخلوقات ان ينصروه او يرزقوه او ان يهدموا خطأ. هذا قف على قوله رحمه الله وكل من - 00:29:56
بالله التوفيق - 00:30:13