رحيم الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه واقتفى اثره الى يوم الدين اما بعد ففي هذا اليوم الحادي عشر من شهر محرم لعام تسعة وثلاثين واربعمائة والف - 00:00:00
ينعقد هذا المجلس في شرح رسالة العبودية لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى لمعالي شيخنا الشيخ الدكتور يوسف بن محمد الغفيص عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للافتاء سابقا في جامع عثمان بن عفان رضي الله عنه بحي الوادي بالرياض - 00:00:20
قال رحمه الله تعالى وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الايمان من كان الله ورسوله احب اليه مما سواهما. ومن كان يحب المرء لا يحبه الا لله - 00:00:41
ومن كان يكره ان يرجع في الكفر بعد اذ انقذه الله منه كما يكره ان يلقى في النار فهذا وافق ربه بما يحبه وما يكرهه فكان الله ورسوله احب اليه مما سواهما. نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده - 00:00:57
ورسوله نبينا محمد واله واصحابه اجمعين وهذا استئناف واستتمام لدرس شرح رسالة العبودية لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وينعقد استئناف هذا الدرس في الحادي عشر من شهر المحرم من سنة تسع وثلاثين واربع مئة والف من الهجرة - 00:01:13
النبوية الشريفة على صاحبها رسول الله الصلاة والسلام في جامع ذي النورين بمدينة الرياض حفظها الله وادام الله اه عزها وامنها قال المصنف رحمه الله وفي الصحيح الحديث متفق على صحته ولكن تعلم ان العلماء رحمهم الله - 00:01:42
يقصدون بمثل هذا التنبيه على ان الحديث من المخرج في الصحيح وليس هذا من الفوات على المصنف فهو من اهل العلم بسنة النبي صلى الله عليه وسلم علما مستفيظا واسعا عرف به رحمه الله - 00:02:06
قال ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان وهذا حديث انس قال فيه رسول الله عليه الصلاة والسلام جاء بهذا اللفظ الذي ذكره المصنف وجاء بلفظ تلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان ان يكون الله ورسوله - 00:02:24
احب اليه مما سواهما وان يحب المرء لا يحبه الا لله وان يكره ان يعود في الكفر بعد ان انقذه الله منه كما يكره ان يقذف في النار فهذا حديث عظيم وهو من جوامع - 00:02:42
احاديث النبي صلى الله عليه وسلم وقد اوتي عليه الصلاة والسلام كما في الصحيح وغيره قد اوتي جوامع الكلم فهذا حديث عظيم القدر وفيه بين النبي صلى الله عليه وسلم - 00:02:59
اسباب الاسباب الشرعية التي يحصل بها تحقيق الايمان بها تحقيق الايمان واعظمها واجلها محبة الله سبحانه وتعالى فان قيل فالاخلاص قيل ما من محبة لله سبحانه الا ويصاحبها الاخلاص ومن - 00:03:15
تحققت محبته تحقق اخلاصه كما قال الله جل وعلا قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله فهذا مما ينبغي الا يلتبس على الناظر بآيات الكتاب واحاديث النبي صلى الله عليه وسلم - 00:03:37
فاذا ذكر الله في مقام وجها من مقامات العبودية او سمى مقاما من مقاماتها لم يدل هذا السياق في القرآن او في كلام النبي صلى الله عليه وسلم على عدم دخول غيره - 00:03:57
بل ان غيره من المقامات اما ان يدخل فيه تضمنا واما ان يدخل فيه لزوما فان محبة الله سبحانه وتعالى كذلك محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم هي متضمنة ومستلزمة لسائر اوجه العبادة - 00:04:12
والطاعة ولسائر اوجه الايمان من الاعمال والاقوال الظاهرة والباطنة ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما ولهذا عرف بهذا الحديث ان محبة الله من اخص مقامات العبودية له ولهذا يعبد الله جل وعلا محبة له - 00:04:34
وهذا هو التحقيق لمقام العبودية وليست العبادة على سبيل المعاوضة والنظر في ما سمي من الثواب والجزاء في الاخرة فتنقطع نفس المكلف عند هذه الدرجة فان هذا النظر وان كان استصحابه - 00:04:59
صحيحا وشرعيا لكنه لا يصح ان يكون هو منتهى مقصود العابدين ونظر العارفين وانما عبادة الله هي حق لله سبحانه وتعالى تجب له ويعبد ربنا سبحانه وتعالى من عابديه ومن حامديه ومن مسبحيه ومن ذاكريه ومن المصلين - 00:05:18
ومن الساجدين ومن القائمين المؤمنين بالله يعبدون ربهم بهذا الدين العظيم يعبدون الله انه جل وعلا مستحق للعبادة وما اتاهم من النعم او وعدهم به من الثواب فهذا فضل من الله ورحمة - 00:05:42
هذا فضل من الله ورحمة قال وان يحب المرء لا يحبه الا لله وهو تحقيق المحبة بين المؤمنين بان يحب المرء لاخيه ما يحب لنفسه وجاء في الحديث الاخر وهو حديث انس ايضا قال فيه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم - 00:06:01
لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه وهذا من جهة جملة المقصودات فيما يحب المرء لنفسه ولهذا فان دين الاسلام دين عظيم من جهة مقاصد النفوس من جهة - 00:06:22
مقاصد النفوس واصلها الامانة التي ذكرها الله بقوله انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملن واشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا وينازع هذه الامانة مقامان مقام الظلم تارة ومقام الجهل - 00:06:41
ولهذا الظلم والجهل هي جماع الشر وما من خطأ يقع في بني ادم الا وهو متفرع عن احدهما او مركب منهما ما من خطأ يقع في بني ادم الا وهو متفرع عن احدهما - 00:07:03
اي عن الجهل او الظلم او مركب او مركب منهما والاخطاء الكلية الكبرى هي مركبة منهما ولابد هي مركبة منهما ولابد كالشرك بالله ولهذا سماه الله سبحانه وتعالى سمى اهله - 00:07:23
سقوط هذا المقام مقام العلم مو مقام العدل وسمي الشرك في كتاب الله ظلما كما قال الله تعالى يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم ان الشرك لظلم عظيم في قصة لقمان - 00:07:41
رضي الله تعالى عنه قال الله قال يا رسول الله عليه الصلاة والسلام وان يكره ان يعود في الكفر بعد ان انقذه الله منه كما يكره ان يغلق في النار وهو البراءة - 00:08:00
من الكفر في حق من كان كافرا فهداه الله الى الاسلام لثبوته في الايمان ولتثبيت الله له في ايمانه فانه يكره مادة الكفر كما يكره ان يقذف في النار وهذا دليل على تحقق ايمانه وصدق ايمانه - 00:08:15
وانه دخل هذا وانه دخل هذا الدين ايمانا واستجابة وليس طمعا في الدنيا او نحو ذلك من الاسباب التي قد تحرك بعض النفوس الى ذلك نعم قال فهذا قال شيخ الاسلام - 00:08:35
قال فهذا وافق ربه فيما يحبه وما يكرهه اي احب ما يحبه الله وكره ما كرهه الله سبحانه وتعالى واؤتمر بما امره الله وانتهى عما نهاه الله عنه. نعم قال فكان الله ورسوله احب اليه مما سواهما واحب المخلوق لله لا لغرض اخر. فكان هذا من تمام حبه لله - 00:08:53
فان محبة محبوب المحبوب من تمام محبة المحبوب فاذا احب انبياء الله واولياء الله لاجل قيامهم بمحبوبات الحق لا لشيء اخر فقد احبهم لله لا لغيره وقد قال الله تعالى فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين. ولهذا قال تعالى قل ان - 00:09:19
كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله. فان الرسول يأمر بما يحب الله وينهى عما يبغضه الله. ويفعل ما يحبه الله ويخبر بما يحب الله ويخبر بما يحب الله التصديق به. نعم وهذا بين في قول الله قل ان كنتم تحبون الله - 00:09:44
فاتبعوني يحببكم الله فبين رسول الله فبين الله في كتابه ان طاعة رسول الله عليه الصلاة والسلام هي من محبة الله فضلا عن محبة النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا شعائر الايمان بينها تلازم - 00:10:05
وهي اصول وكل اصل منها له فروعه ولذلك من اعتنى بمقام الاصول من اعتنى بمقام الاصول من جهة حقها وحفظها والعناية بها وتعظيمها ولزومها تحقق له في الجملة مقام الفروع - 00:10:25
وكان ذلك في المقام العلمي او المقام العبادي المقام العلمي او المقام العبادي او المقام السلوكي والاخلاقي ومن الجهل الالتفات الى الفروع والاقبال عليها مع عدم مع عدم ايش الحظ الوافر الذي يناسب مقام الاصول - 00:10:46
فان من سلك هذه الطريقة ضعف حاله والتبست حاله بمقام من الجهل ومقام من الظلم يدريه تارة ولا يدريه تارة اخرى لذلك تجد ان كتاب الله سبحانه وتعالى عظمت فيه اصول الشريعة - 00:11:13
وعظمت فيه اصول العلم وبينت في قصص الانبياء وفي قصص الرسل عليهم الصلاة والسلام وذكرت مقاماتها تترى في كتاب الله سبحانه وبعض المفصل من التشريع ذكر في القرآن اما مجملا - 00:11:34
تارة او لم يذكر وذكر في السنة او هو من المستنبط من الكتاب والسنة وان كان يقع ما هو من مفصل التشريع صريح المسمى في الكتاب والسنة لكن فيما يتعلق بالاصول الاصول ليست مستنبطة - 00:11:53
طول الشريعة واصول الديانة اصول العدل واصول الاخلاق واصول العلم هذه ليست قائمة في اصلها على الاستنباط بل اصلها محكم فان المستنبط يدخله الاختلاف والاجتهاد ولذلك انما سبق الصحابة رضي الله تعالى عنهم - 00:12:11
بما هم عليه من العناية بالاصول العلم اصول العمل واصول الاخلاق طول العبادة واصول السلوك والاحوال الى غير ذلك ونقص كثير ممن جاء بعدهم تارة او بجملة اسباب ولكن قد يكون منها - 00:12:34
هذا الخلل في المنهج وهو العناية ببعض الفروع والاقبال عليها مع ترك لكثير من الاصول من جهة العناية بمقامها فيكتفي بما هو اصل بجملته ويقبل على مفصل فراغ وهذا اذا دخل اي طريقة او اي باب - 00:12:56
لم يصب صاحبه التحقيق واعتبر ذلك واعتبر ذلك بمقام العلم ان من لم يتقن اصول العلم باي باب من ابواب الشريعة او علم من علومها التي سماها العلماء بعد ذلك - 00:13:19
فانه لا يكون عالما بالفروض. فمن جاء الى الفقه مثلا واراد ان يأخذ الفقه كمسائل منفكة كل مسألة عن اختها وعن بابها وعن سياقها وصار ينظر الى المسائل باعتبارها احكاما مختصة - 00:13:37
كل حكم يختص بحاله وحده فان هذا مهما جمع من الاقوال ومهما ساق من الاستدلال فانه لا يكون على مقام الفقه الصحيح بل يكون فقهه في غاية مرامه وفي اوسع نظامه يكون من باب الجمع - 00:13:55
وان علت فيه بعض الالفاظ او زادت فيه بعض اه الجمع من جهة كثرة التحصيل فانه لا يأتي على مقام الفقه الا من وفقه الله للفقه اولا ثم ابتغى السبب من جهة الكسب - 00:14:17
باعتبار مقام الاصول وهي اصول الفقه التي يبنى عليها فقه الشريعة واصول الفقه في هذا المقام ما تختص بعلم اصول الفقه وحده وان كان علم اصول الفقه من هذا المقام - 00:14:38
لكن العلم باصول الفقه في كتاب الله وكيف رتبت الاحكام؟ وكيف رتبت الشريعة وكيف ضمنت احكامها المستنبطة بالامر والنهي وفي الخبر تارة اخرى وما هي القواعد الحاكمة لهذا الامر والنهي؟ ولهذا التشريع - 00:14:58
وهذا المعنى المستفيظ تترى في كلام الله ورسوله عليه الصلاة والسلام هو الذي ابتغى العلماء والبصراء والفاحشون من علماء الشريعة ان يقربوه وان يصنفوه وصنفوا لذلك ونتيجة عن ذلك ما سموه بعلم اصول - 00:15:19
الفقه وما سموه بعلم القواعد الفقهية وعلم مقاصد الشريعة ونحو ذلك فعلم الشريعة علم قائم على الفقه والفقه منحة ومنة ونعمة من الله يؤتيها الله من يشاء كما قال النبي صلى الله عليه واله وسلم - 00:15:44
من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ولما دعا لابن عباس رضي الله عنهما قال اللهم فقهه بالدين في الفقه في الشريعة والفقهاء هم العارفون بقواعد الشريعة واصولها المبينة في كلام الله ورسوله عليه الصلاة والسلام - 00:16:07
التي كربها العلماء بهذه العلوم المسماة سواء كانت مسائل الفروع فيما سموه بعلم الفقه وعلم اصول الفقه في الاستدلال والدلالات والادلة او علم القواعد الفقهية او علم مقاصد الشريعة ثم اذا ابتغى هذا المقام العلمي - 00:16:31
ليحصل له الفقه في الدين لم يكفه ذلك وحده حتى يلتفت الى مقام المعرفة والنفس ويصير على مقام من تحقيق الاخلاق الصحيحة التي كان عليها الانبياء والمرسلون عليهم الصلاة والسلام لانها من مقصود نبوتهم - 00:16:53
بل من اعظم مقاصد نبوتهم وتزكية النفوس العالم والفقيه لابد ان تكون نفسه على مقام من التزكية في العناية بعلمه وباخلاقه وعلم الاخلاق هنا وعلم السلوك والاحوال منهج واسع ويتحقق بذلك العلم بقواعده العلمية - 00:17:16
وتطبيقاته الفرعية ومن قواعده العلمية ان يدرب طالب الفقه نفسه وملكته على الاعتدال فان البعض قد يشهد ملكته ونفسه على البحث وكثرة التتبع ولكنه لم يدرب نفسه على فقه الاعتدال وفقه الوسطية - 00:17:41
التي جاءت بها الشريعة بنظره الى المسائل وفي نظره الى اقوال الفقهاء حتى يكون فقهه فقها عدلا وفقها منتظما مع حرمة الشريعة ومنيف امرها ومنيف مقامها فلا يقع في افراط - 00:18:07
ولا يقع في ولا يقع في تفريط بل يقع فقها وسطا عدلا لان القول في الدين هو من الشهادة والله جل وعلا يقول في كتابه وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء - 00:18:28
على الناس فمن يقول في الشريعة وطالب العلم لا بد ان يربي نفسه ان العلم ليس تقحما وهذا قانون مطرد في الاشياء فانك لو جئت اهل التجارات فقالوا لك ان التجارة ليست تقهما. اليس كذلك - 00:18:47
ومن تقحم التجارة على درجة من الاندفاع وعدم الاخذ بقواعد الاستثمار وقواعد التجارات وقع في كثير من الخلل والسقط وربما ارهقته الديون او اغرقته الديون باسباب تسرعه وتقحمه ونحو ذلك - 00:19:07
فاذا كان هذا شأنا مشهودا وعلما مشهودا يدرسه البشر باختلاف دينهم يدرسون علوم الاستثمار وعلوم التجارة وعلوم المال وما الى ذلك فمن باب اولى ان يعتبر هذا المقام لمن اراد ان يتعلم علم - 00:19:29
الشريعة وان يعرف ان علم الشريعة علم رفيع منيف له قواعد وله اخلاق وله ادب وله حرمة ومن حقه ان يحفظ وان يصان عما لا يليق به ان يصان اما لا يليق به واخص ذلك القواعد المسماة في الكتاب والسنة - 00:19:50
هذا اخصه وهذا اعظم اصله والعناية بمقام النفس وتزكيتها بالعبادة والصدق والامانة والبر والخير والعناية بقواعده العلمية الاخلاقية العامة العدل والوسطية وسعة الفقه ومعرفة كليات الشريعة من يسرها وسماحتها ورفعة مقامها وحفظها لحقوق الناس - 00:20:14
وما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من التيسير في الدين وان الدين وضع الاثار والاغلال عن الناس فحتى يكون دين الله سبحانه وتعالى كما اراده الله جل وعلا صراطا مستقيما - 00:20:45
يهتدي به الناس ويستنيرون به لانه نور لهم في حياتهم ونور لهم بعد مماتهم ونور لهم بين يدي لقاء ربهم سبحانه وتعالى. وهو العمل الصالح العلم الشرعي من اخص الاعمال الصالحة - 00:21:04
التي يتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى ولكنه علم منيف رفيع يحتاج الى هذه الدرجة من الصبر ومن العقل ومن الحكمة ومن التؤدة وقبل ذلك من الاخلاص لله. وان يقبل الانسان بدعاء الله سبحانه وتعالى - 00:21:22
وسؤاله ان يرزقه الفقه في الدين ان الفقه في الدين اصله فضل من الله يصطفي به من يشاء. وتمامه نعمة من الله يهدي اليه من يشاء اصله فضل من الله - 00:21:44
فضل لدني من الله سبحانه وتمامه نعمة من الله وفضل منه يهدي اليه من يشاء فالعبد في توفيق الله له هو قاصر وحتى فيما كسبه بتعلمه انما كسبه بماذا؟ انما كسبه بما اتاه الله - 00:22:02
وخلقه الله عليه من قبوله لهذا العلم وما هداه له وبصره فيه وهو الذي خلق الانسان وقدر له ما قدر سبحانه وتعالى. فالعبد لا يزال في نعمة الله ولهذا دعا رسول الله عليه الصلاة والسلام لابن عباس - 00:22:26
لقوله عليه الصلاة والسلام اللهم في الدين. علم الفقه ليس هو ان ينتسب الانسان الى هذا العلم فيكون من اهله ولابد صحيح ان من بذل نفسه فيه ودراسته اتاه الله منه حظا والله لطيف بعباده - 00:22:46
لكن من اراد ان يكون من اهل التحقيق فيه والمعرفة بقواعده فليعلم في الفقه على اصل الشريعة وقاعدتها ونظامها الذي جاء ليكون برهانا مبينا الى قيام الساعة. نعم الله اليهم. قال فمن كان محبا لله - 00:23:08
لازم ان يتبع الرسول فيصدقه فيما اخبر ويطيعه فيما امر ويتأسى به فيما فعل ومن فعل هذا فقد فعل ما يحبه الله فيحبه الله فجعل الله لاهل محبته علامتين اتباع الرسول والجهاد والجهاد في سبيله - 00:23:31
اتباع الرسول والجهاد في سبيله وذلك لان الجهاد حقيقته الاجتهاد في حصول ما يحبه الله من الايمان والعمل الصالح ومن ومن دفع ومن يحبه الله ومن دفع ما يحب ما يبغضه الله من الكفر والفسوق والعصيان. وقد قال الله تعالى قل ان كان اباؤكم وابناؤكم - 00:23:51
واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم الى قوله حتى يأتي الله بامره. فتوعد من كان اهله وماله احب اليهم من الله ورسوله والجهاد في سبيله بهذا الوعيد بل بل قد ثبت عنه في الصحيح انه قال والذي نفسي بيده لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من ولده ووالده والناس اجمعين - 00:24:15
وفي الصحيح ان عمر ابن الخطاب ابن الخطاب قال له يا رسول الله والله لانت احب الي من كل شيء الا من نفسي فقال لا يا عمر حتى اكون احب اليك من نفسك. فقال والله لانت احب الي من نفسي. فقال الان يا عمر. نعم. فان محبة الله اعظم محبة - 00:24:40
ثم محبة الرسول عليه الصلاة والسلام فاعظم الحق هو حق الله جل وعلا بالايمان به وتوحيده وتعظيمه والايمان بما انزل سبحانه وتعالى باصول الايمان التي سميت بالكتاب والسنة وهي الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر - 00:25:00
وبالقدر خيره وشره والايمان بالنبي صلى الله عليه وسلم ومحبة رسول الله عليه الصلاة والسلام ثم بعد ذلك اصناف المحبات التي شرعها الله جل وعلا نعم فقال فحقيقة المحبة لا تتم الا بموالاة المحبوب وهو موافقته في حب ما يحب - 00:25:29
وبغض ما يبغض والله يحب الايمان والتقوى ويبغض الكفر والفسوق والعصيان ومعلوم ان الحب يحرك ارادة القلب. فكلما قويت قويت المحبة في القلب طلب القلب فعل المحبوبات فاذا كانت المحبة تامة استلزمت ارادة جازمة في حصول المحبوبات - 00:25:55
فاذا كان العبد قادرا عليها حصلها. وان كان عاجزا عنها ففعل ما يقدر عليه من ذلك كان له كاجر الفاعل. نعم ان مقام في النفس اوسع من مقام الفعل فان الانسان قد يكون مريدا - 00:26:19
ولكنه ليس مستطيعا كالمريض يريد الحج المريض يريد الحج ولكنه لا يستطيع وكالشيخ الكبير في السن يريد الحج ولكنه لا يستطيع ان يحج بكبر سنه فهذا ارادته يثاب عليها ولهذا جاء كما في الصحيح وغيره - 00:26:37
بالحديث المشهور عن النبي صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات انما الاعمال بالنيات واصله في كتاب الله قال الله جل وعلا ربكم اعلم بما في نفوسكم ان تكونوا صالحين - 00:27:01
فانه كان للاوابين غفورا. فالارادة هي عبادة لله ولهذا العبد يبتغي بارادته وجه الله ويكون محبا للخير ولفعل الخير ولفعل الطاعة وللانتهاء عن المعصية ولهذا من فضل الله على المؤمنين كما جاء في الصحيح وغيره اذا هم العبد بحسنة - 00:27:21
فلم يعملها كتبت له حسنة فان عملها كتبت له عشرة ارادة هي ارادة الايمان وارادة الصدق وارادة العدل التي يحملها المؤمن في نفسه التي يحملها المؤمن في نفسه ان هنا - 00:27:47
مريدا لما يرضي الله سبحانه وتعالى الله سبحانه وتعالى فضله واسع على العباد فمن اراد واحب ما يحبه الله اثابه الله على هذا المقام من الارادة ومن المحبة نعم احسن الله اليك. قال كما من يقول بان من اراد ولم يعمل فارادته كاذبة - 00:28:08
هذا كلام من سقط الكلام المتأخر قد يكون العبد لم يفعل لعجزه عن الفعل وقد يكون ما في نفسه من الارادة دون ما وقع منه من الفعل لعارض من الاسباب المنازعة - 00:28:35
فلا شك ان درجة الكمال ان تكون الافعال ملاقية لمقام الارادة وهذا حال الانبياء عليهم الصلاة والسلام ولهذا نبينا صلى الله عليه وسلم قال افلا اكون عبدا ذكورا لكن التأويل من مقام الارادة - 00:28:52
وان الارادة لا حقيقة لها الا ان يقع الفعل فان لم يقع الفعل فهي ارادة كاذبة هذا ليس صحيحا هذا ليس هذا ليس صحيحا وينافيه كثير من النصوص الدالة على خطأه. وهو من حيث - 00:29:12
اه منطق السلوك وعلم السلوك وقواعد اه هذا العلم ليس صحيحا من حيث الوجود والكره وانما تارة تأتي بعض النظرات العلمية لبعض المتأخرين رحمهم الله اه فيريدون ان يحققوا مقام العمل - 00:29:30
ويجعلون كل ارادة لم تطابق عملا فهي ارادة مقول فيها ما يقال من جهة عدم الصدق او نحو ذلك. وهذا ليس لازما فمقام الارادة بطبيعته اعلى من مقام اعلى من مقام الفعل - 00:29:52
الارادة ولذلك المؤمن ارادته لوجه الله وان كانت افعاله قد تتأخر عن مطابقة هذا المقام لكنها لا تنافيه لكنها ايش لكنها لا تنافيه ولهذا من الدليل على ذلك ان الشريعة جعلت ان الارادة توجد ولا يوجد العمل - 00:30:10
سواء كان بعذر كقول النبي ان بالمدينة رجالا ما سرتم مسيرا ولا هبطتم واديا الا كانوا معكم حبسهم المرض هذا في حق لاهل الاعذار لكن في غير اهل الاعذار قال رسول الله عليه الصلاة والسلام - 00:30:34
اذا هم العبد بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فان عملها كتبت له عشرا لما يقول فان عملها كتبت عشرا اذا هو مستطيع او ليس مستطيعا ها هو مستطيع والا كيف يعملها لو كان عاجزا - 00:30:52
فمعناه انه قد يقع منه الارادة ويقصر عن مقام ام مقام الفعل فتكون حاله ليست الحالة التامة ليست الحالة التامة التي يطابق فيها الفعل الارادة ولكنها حال محمودة في جملتها - 00:31:13
وارادته ارادة صادقة في جملتها وان كانت ليست الارادة الكاملة لكن لا يصح ان يقال انه ان لم يفعل فلا ارادة له او فارادته كاذبة او ارادته باطلة والدليل على صدق ارادته - 00:31:35
ان الشريعة اذابته على هذه الارادة واذابة الشريعة للمكلف دليل حمد الفعل ودليل حمد الوقوع حتى ولو كان فيما يعرف عند العلماء ويسمونه اعمال القلوب ثم انه مما يمتنع كما اسلفت هذا على ترتيب الشريعة - 00:31:57
كما تراه في هذا سواء في حق اهل الاعذار او في غير اهل الاعذار وان كان اهل الاعذار اعلى حالا من غير اهل الاعذار ولهذا النعمة عليهم انهم يكتب لهم مقام الارادة - 00:32:21
ويكتب لهم مقام الفعل وان لم يعملوه وهذا امتياز اهل الاعذار. اما غير اهل الاعذار وهم على قول النبي عليه الصلاة والسلام اذا هم العبد بحسنة فلم يعملها كتبت له - 00:32:36
حسنة فان عملها كتبت له كتبت له عشر حسنات فهذا في حق او من جهة النصوص ومن جهة مقامات السلوك فكما ان الاعمال الجوارح تقدر وقوع بعضها عن البعض الاخر منفكا عنه - 00:32:53
وكذلك اعمال القلوب هي على هذه الدرجة اعمال القلوب هي على هذه الدرجة ولهذا قال الحسن البصري رحمه الله لابي بكر الصديق ما سبقهم ابو بكر بكثرة صيام ولا صلاة ولكن بشيء وقر في قلبه - 00:33:18
من جهة العناية بمقام الاصل من جهة الاخلاص والمحبة وما الى ذلك والاعمال تتفرع عن هذا والاعمال تتفرع عن هذا نعم الله اليك قال كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من دعا الى هدى - 00:33:41
كان له من الاجر مثل اجور من اتبعه من غير ان ينقص من اجورهم شيئا ومن دعا لما نقول الاعمال تتفرغ عن هذا بمعنى ان الاعمال الشرعية على مراتبها سواء كانت من اصول الاعمال او من فروع الاعمال - 00:34:01
لابد ان يصاحبها ماذا؟ لابد ان يصاحبها الاصل الارادي. لابد ان يصاحبها الاصل الارادي ولهذا الصلاة مثلا وهي اصل اذا خلت عن مقام الارادة والاخلاص لله هذه صلاة هذه صلاة المنافقين المنافقون - 00:34:19
الذين صلوا في بعض الحال مع النبي عليه الصلاة والسلام ولكنه في قلوبهم لم يؤمنوا به نبيا ورسولا ولم يذعنوا لدين الاسلام هذا شكل وظاهر لكن المسلم انما تكون ارادته يبتغي بها وجه الله. ولكن كما ان الاعمال - 00:34:43
فيها تفاضل بين المسلمين والمؤمنين فكذلك مقام الارادة ومقام الاخلاص هم متفاضلون في درجات اخلاصهم لله سبحانه وتعالى ولا احد يقول بان اخلاص ابراهيم وموسى وعيسى ونبينا عليه الصلاة والسلام لله رب العالمين - 00:35:04
كاخلاص سائر الناس من المسلمين. اليس كذلك فكما انهم متفاضلون في صلاتهم وفي صيامهم وكما يقع التفاضل بين المسلمين في الصيام فهذا اكثر صياما من هذا وهذا اكثر صلاة من هذا - 00:35:27
وهذا اكثر صدقة من هذا فهم كذلك متفاضلون في اخلاصهم وفي ارادتهم وفي محبتهم الى غير ذلك وبالله التوفيق - 00:35:43
التفريغ
رحيم الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه واقتفى اثره الى يوم الدين اما بعد ففي هذا اليوم الحادي عشر من شهر محرم لعام تسعة وثلاثين واربعمائة والف - 00:00:00
ينعقد هذا المجلس في شرح رسالة العبودية لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى لمعالي شيخنا الشيخ الدكتور يوسف بن محمد الغفيص عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للافتاء سابقا في جامع عثمان بن عفان رضي الله عنه بحي الوادي بالرياض - 00:00:20
قال رحمه الله تعالى وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الايمان من كان الله ورسوله احب اليه مما سواهما. ومن كان يحب المرء لا يحبه الا لله - 00:00:41
ومن كان يكره ان يرجع في الكفر بعد اذ انقذه الله منه كما يكره ان يلقى في النار فهذا وافق ربه بما يحبه وما يكرهه فكان الله ورسوله احب اليه مما سواهما. نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده - 00:00:57
ورسوله نبينا محمد واله واصحابه اجمعين وهذا استئناف واستتمام لدرس شرح رسالة العبودية لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وينعقد استئناف هذا الدرس في الحادي عشر من شهر المحرم من سنة تسع وثلاثين واربع مئة والف من الهجرة - 00:01:13
النبوية الشريفة على صاحبها رسول الله الصلاة والسلام في جامع ذي النورين بمدينة الرياض حفظها الله وادام الله اه عزها وامنها قال المصنف رحمه الله وفي الصحيح الحديث متفق على صحته ولكن تعلم ان العلماء رحمهم الله - 00:01:42
يقصدون بمثل هذا التنبيه على ان الحديث من المخرج في الصحيح وليس هذا من الفوات على المصنف فهو من اهل العلم بسنة النبي صلى الله عليه وسلم علما مستفيظا واسعا عرف به رحمه الله - 00:02:06
قال ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان وهذا حديث انس قال فيه رسول الله عليه الصلاة والسلام جاء بهذا اللفظ الذي ذكره المصنف وجاء بلفظ تلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان ان يكون الله ورسوله - 00:02:24
احب اليه مما سواهما وان يحب المرء لا يحبه الا لله وان يكره ان يعود في الكفر بعد ان انقذه الله منه كما يكره ان يقذف في النار فهذا حديث عظيم وهو من جوامع - 00:02:42
احاديث النبي صلى الله عليه وسلم وقد اوتي عليه الصلاة والسلام كما في الصحيح وغيره قد اوتي جوامع الكلم فهذا حديث عظيم القدر وفيه بين النبي صلى الله عليه وسلم - 00:02:59
اسباب الاسباب الشرعية التي يحصل بها تحقيق الايمان بها تحقيق الايمان واعظمها واجلها محبة الله سبحانه وتعالى فان قيل فالاخلاص قيل ما من محبة لله سبحانه الا ويصاحبها الاخلاص ومن - 00:03:15
تحققت محبته تحقق اخلاصه كما قال الله جل وعلا قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله فهذا مما ينبغي الا يلتبس على الناظر بآيات الكتاب واحاديث النبي صلى الله عليه وسلم - 00:03:37
فاذا ذكر الله في مقام وجها من مقامات العبودية او سمى مقاما من مقاماتها لم يدل هذا السياق في القرآن او في كلام النبي صلى الله عليه وسلم على عدم دخول غيره - 00:03:57
بل ان غيره من المقامات اما ان يدخل فيه تضمنا واما ان يدخل فيه لزوما فان محبة الله سبحانه وتعالى كذلك محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم هي متضمنة ومستلزمة لسائر اوجه العبادة - 00:04:12
والطاعة ولسائر اوجه الايمان من الاعمال والاقوال الظاهرة والباطنة ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما ولهذا عرف بهذا الحديث ان محبة الله من اخص مقامات العبودية له ولهذا يعبد الله جل وعلا محبة له - 00:04:34
وهذا هو التحقيق لمقام العبودية وليست العبادة على سبيل المعاوضة والنظر في ما سمي من الثواب والجزاء في الاخرة فتنقطع نفس المكلف عند هذه الدرجة فان هذا النظر وان كان استصحابه - 00:04:59
صحيحا وشرعيا لكنه لا يصح ان يكون هو منتهى مقصود العابدين ونظر العارفين وانما عبادة الله هي حق لله سبحانه وتعالى تجب له ويعبد ربنا سبحانه وتعالى من عابديه ومن حامديه ومن مسبحيه ومن ذاكريه ومن المصلين - 00:05:18
ومن الساجدين ومن القائمين المؤمنين بالله يعبدون ربهم بهذا الدين العظيم يعبدون الله انه جل وعلا مستحق للعبادة وما اتاهم من النعم او وعدهم به من الثواب فهذا فضل من الله ورحمة - 00:05:42
هذا فضل من الله ورحمة قال وان يحب المرء لا يحبه الا لله وهو تحقيق المحبة بين المؤمنين بان يحب المرء لاخيه ما يحب لنفسه وجاء في الحديث الاخر وهو حديث انس ايضا قال فيه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم - 00:06:01
لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه وهذا من جهة جملة المقصودات فيما يحب المرء لنفسه ولهذا فان دين الاسلام دين عظيم من جهة مقاصد النفوس من جهة - 00:06:22
مقاصد النفوس واصلها الامانة التي ذكرها الله بقوله انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملن واشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا وينازع هذه الامانة مقامان مقام الظلم تارة ومقام الجهل - 00:06:41
ولهذا الظلم والجهل هي جماع الشر وما من خطأ يقع في بني ادم الا وهو متفرع عن احدهما او مركب منهما ما من خطأ يقع في بني ادم الا وهو متفرع عن احدهما - 00:07:03
اي عن الجهل او الظلم او مركب او مركب منهما والاخطاء الكلية الكبرى هي مركبة منهما ولابد هي مركبة منهما ولابد كالشرك بالله ولهذا سماه الله سبحانه وتعالى سمى اهله - 00:07:23
سقوط هذا المقام مقام العلم مو مقام العدل وسمي الشرك في كتاب الله ظلما كما قال الله تعالى يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم ان الشرك لظلم عظيم في قصة لقمان - 00:07:41
رضي الله تعالى عنه قال الله قال يا رسول الله عليه الصلاة والسلام وان يكره ان يعود في الكفر بعد ان انقذه الله منه كما يكره ان يغلق في النار وهو البراءة - 00:08:00
من الكفر في حق من كان كافرا فهداه الله الى الاسلام لثبوته في الايمان ولتثبيت الله له في ايمانه فانه يكره مادة الكفر كما يكره ان يقذف في النار وهذا دليل على تحقق ايمانه وصدق ايمانه - 00:08:15
وانه دخل هذا وانه دخل هذا الدين ايمانا واستجابة وليس طمعا في الدنيا او نحو ذلك من الاسباب التي قد تحرك بعض النفوس الى ذلك نعم قال فهذا قال شيخ الاسلام - 00:08:35
قال فهذا وافق ربه فيما يحبه وما يكرهه اي احب ما يحبه الله وكره ما كرهه الله سبحانه وتعالى واؤتمر بما امره الله وانتهى عما نهاه الله عنه. نعم قال فكان الله ورسوله احب اليه مما سواهما واحب المخلوق لله لا لغرض اخر. فكان هذا من تمام حبه لله - 00:08:53
فان محبة محبوب المحبوب من تمام محبة المحبوب فاذا احب انبياء الله واولياء الله لاجل قيامهم بمحبوبات الحق لا لشيء اخر فقد احبهم لله لا لغيره وقد قال الله تعالى فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين. ولهذا قال تعالى قل ان - 00:09:19
كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله. فان الرسول يأمر بما يحب الله وينهى عما يبغضه الله. ويفعل ما يحبه الله ويخبر بما يحب الله ويخبر بما يحب الله التصديق به. نعم وهذا بين في قول الله قل ان كنتم تحبون الله - 00:09:44
فاتبعوني يحببكم الله فبين رسول الله فبين الله في كتابه ان طاعة رسول الله عليه الصلاة والسلام هي من محبة الله فضلا عن محبة النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا شعائر الايمان بينها تلازم - 00:10:05
وهي اصول وكل اصل منها له فروعه ولذلك من اعتنى بمقام الاصول من اعتنى بمقام الاصول من جهة حقها وحفظها والعناية بها وتعظيمها ولزومها تحقق له في الجملة مقام الفروع - 00:10:25
وكان ذلك في المقام العلمي او المقام العبادي المقام العلمي او المقام العبادي او المقام السلوكي والاخلاقي ومن الجهل الالتفات الى الفروع والاقبال عليها مع عدم مع عدم ايش الحظ الوافر الذي يناسب مقام الاصول - 00:10:46
فان من سلك هذه الطريقة ضعف حاله والتبست حاله بمقام من الجهل ومقام من الظلم يدريه تارة ولا يدريه تارة اخرى لذلك تجد ان كتاب الله سبحانه وتعالى عظمت فيه اصول الشريعة - 00:11:13
وعظمت فيه اصول العلم وبينت في قصص الانبياء وفي قصص الرسل عليهم الصلاة والسلام وذكرت مقاماتها تترى في كتاب الله سبحانه وبعض المفصل من التشريع ذكر في القرآن اما مجملا - 00:11:34
تارة او لم يذكر وذكر في السنة او هو من المستنبط من الكتاب والسنة وان كان يقع ما هو من مفصل التشريع صريح المسمى في الكتاب والسنة لكن فيما يتعلق بالاصول الاصول ليست مستنبطة - 00:11:53
طول الشريعة واصول الديانة اصول العدل واصول الاخلاق واصول العلم هذه ليست قائمة في اصلها على الاستنباط بل اصلها محكم فان المستنبط يدخله الاختلاف والاجتهاد ولذلك انما سبق الصحابة رضي الله تعالى عنهم - 00:12:11
بما هم عليه من العناية بالاصول العلم اصول العمل واصول الاخلاق طول العبادة واصول السلوك والاحوال الى غير ذلك ونقص كثير ممن جاء بعدهم تارة او بجملة اسباب ولكن قد يكون منها - 00:12:34
هذا الخلل في المنهج وهو العناية ببعض الفروع والاقبال عليها مع ترك لكثير من الاصول من جهة العناية بمقامها فيكتفي بما هو اصل بجملته ويقبل على مفصل فراغ وهذا اذا دخل اي طريقة او اي باب - 00:12:56
لم يصب صاحبه التحقيق واعتبر ذلك واعتبر ذلك بمقام العلم ان من لم يتقن اصول العلم باي باب من ابواب الشريعة او علم من علومها التي سماها العلماء بعد ذلك - 00:13:19
فانه لا يكون عالما بالفروض. فمن جاء الى الفقه مثلا واراد ان يأخذ الفقه كمسائل منفكة كل مسألة عن اختها وعن بابها وعن سياقها وصار ينظر الى المسائل باعتبارها احكاما مختصة - 00:13:37
كل حكم يختص بحاله وحده فان هذا مهما جمع من الاقوال ومهما ساق من الاستدلال فانه لا يكون على مقام الفقه الصحيح بل يكون فقهه في غاية مرامه وفي اوسع نظامه يكون من باب الجمع - 00:13:55
وان علت فيه بعض الالفاظ او زادت فيه بعض اه الجمع من جهة كثرة التحصيل فانه لا يأتي على مقام الفقه الا من وفقه الله للفقه اولا ثم ابتغى السبب من جهة الكسب - 00:14:17
باعتبار مقام الاصول وهي اصول الفقه التي يبنى عليها فقه الشريعة واصول الفقه في هذا المقام ما تختص بعلم اصول الفقه وحده وان كان علم اصول الفقه من هذا المقام - 00:14:38
لكن العلم باصول الفقه في كتاب الله وكيف رتبت الاحكام؟ وكيف رتبت الشريعة وكيف ضمنت احكامها المستنبطة بالامر والنهي وفي الخبر تارة اخرى وما هي القواعد الحاكمة لهذا الامر والنهي؟ ولهذا التشريع - 00:14:58
وهذا المعنى المستفيظ تترى في كلام الله ورسوله عليه الصلاة والسلام هو الذي ابتغى العلماء والبصراء والفاحشون من علماء الشريعة ان يقربوه وان يصنفوه وصنفوا لذلك ونتيجة عن ذلك ما سموه بعلم اصول - 00:15:19
الفقه وما سموه بعلم القواعد الفقهية وعلم مقاصد الشريعة ونحو ذلك فعلم الشريعة علم قائم على الفقه والفقه منحة ومنة ونعمة من الله يؤتيها الله من يشاء كما قال النبي صلى الله عليه واله وسلم - 00:15:44
من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ولما دعا لابن عباس رضي الله عنهما قال اللهم فقهه بالدين في الفقه في الشريعة والفقهاء هم العارفون بقواعد الشريعة واصولها المبينة في كلام الله ورسوله عليه الصلاة والسلام - 00:16:07
التي كربها العلماء بهذه العلوم المسماة سواء كانت مسائل الفروع فيما سموه بعلم الفقه وعلم اصول الفقه في الاستدلال والدلالات والادلة او علم القواعد الفقهية او علم مقاصد الشريعة ثم اذا ابتغى هذا المقام العلمي - 00:16:31
ليحصل له الفقه في الدين لم يكفه ذلك وحده حتى يلتفت الى مقام المعرفة والنفس ويصير على مقام من تحقيق الاخلاق الصحيحة التي كان عليها الانبياء والمرسلون عليهم الصلاة والسلام لانها من مقصود نبوتهم - 00:16:53
بل من اعظم مقاصد نبوتهم وتزكية النفوس العالم والفقيه لابد ان تكون نفسه على مقام من التزكية في العناية بعلمه وباخلاقه وعلم الاخلاق هنا وعلم السلوك والاحوال منهج واسع ويتحقق بذلك العلم بقواعده العلمية - 00:17:16
وتطبيقاته الفرعية ومن قواعده العلمية ان يدرب طالب الفقه نفسه وملكته على الاعتدال فان البعض قد يشهد ملكته ونفسه على البحث وكثرة التتبع ولكنه لم يدرب نفسه على فقه الاعتدال وفقه الوسطية - 00:17:41
التي جاءت بها الشريعة بنظره الى المسائل وفي نظره الى اقوال الفقهاء حتى يكون فقهه فقها عدلا وفقها منتظما مع حرمة الشريعة ومنيف امرها ومنيف مقامها فلا يقع في افراط - 00:18:07
ولا يقع في ولا يقع في تفريط بل يقع فقها وسطا عدلا لان القول في الدين هو من الشهادة والله جل وعلا يقول في كتابه وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء - 00:18:28
على الناس فمن يقول في الشريعة وطالب العلم لا بد ان يربي نفسه ان العلم ليس تقحما وهذا قانون مطرد في الاشياء فانك لو جئت اهل التجارات فقالوا لك ان التجارة ليست تقهما. اليس كذلك - 00:18:47
ومن تقحم التجارة على درجة من الاندفاع وعدم الاخذ بقواعد الاستثمار وقواعد التجارات وقع في كثير من الخلل والسقط وربما ارهقته الديون او اغرقته الديون باسباب تسرعه وتقحمه ونحو ذلك - 00:19:07
فاذا كان هذا شأنا مشهودا وعلما مشهودا يدرسه البشر باختلاف دينهم يدرسون علوم الاستثمار وعلوم التجارة وعلوم المال وما الى ذلك فمن باب اولى ان يعتبر هذا المقام لمن اراد ان يتعلم علم - 00:19:29
الشريعة وان يعرف ان علم الشريعة علم رفيع منيف له قواعد وله اخلاق وله ادب وله حرمة ومن حقه ان يحفظ وان يصان عما لا يليق به ان يصان اما لا يليق به واخص ذلك القواعد المسماة في الكتاب والسنة - 00:19:50
هذا اخصه وهذا اعظم اصله والعناية بمقام النفس وتزكيتها بالعبادة والصدق والامانة والبر والخير والعناية بقواعده العلمية الاخلاقية العامة العدل والوسطية وسعة الفقه ومعرفة كليات الشريعة من يسرها وسماحتها ورفعة مقامها وحفظها لحقوق الناس - 00:20:14
وما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من التيسير في الدين وان الدين وضع الاثار والاغلال عن الناس فحتى يكون دين الله سبحانه وتعالى كما اراده الله جل وعلا صراطا مستقيما - 00:20:45
يهتدي به الناس ويستنيرون به لانه نور لهم في حياتهم ونور لهم بعد مماتهم ونور لهم بين يدي لقاء ربهم سبحانه وتعالى. وهو العمل الصالح العلم الشرعي من اخص الاعمال الصالحة - 00:21:04
التي يتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى ولكنه علم منيف رفيع يحتاج الى هذه الدرجة من الصبر ومن العقل ومن الحكمة ومن التؤدة وقبل ذلك من الاخلاص لله. وان يقبل الانسان بدعاء الله سبحانه وتعالى - 00:21:22
وسؤاله ان يرزقه الفقه في الدين ان الفقه في الدين اصله فضل من الله يصطفي به من يشاء. وتمامه نعمة من الله يهدي اليه من يشاء اصله فضل من الله - 00:21:44
فضل لدني من الله سبحانه وتمامه نعمة من الله وفضل منه يهدي اليه من يشاء فالعبد في توفيق الله له هو قاصر وحتى فيما كسبه بتعلمه انما كسبه بماذا؟ انما كسبه بما اتاه الله - 00:22:02
وخلقه الله عليه من قبوله لهذا العلم وما هداه له وبصره فيه وهو الذي خلق الانسان وقدر له ما قدر سبحانه وتعالى. فالعبد لا يزال في نعمة الله ولهذا دعا رسول الله عليه الصلاة والسلام لابن عباس - 00:22:26
لقوله عليه الصلاة والسلام اللهم في الدين. علم الفقه ليس هو ان ينتسب الانسان الى هذا العلم فيكون من اهله ولابد صحيح ان من بذل نفسه فيه ودراسته اتاه الله منه حظا والله لطيف بعباده - 00:22:46
لكن من اراد ان يكون من اهل التحقيق فيه والمعرفة بقواعده فليعلم في الفقه على اصل الشريعة وقاعدتها ونظامها الذي جاء ليكون برهانا مبينا الى قيام الساعة. نعم الله اليهم. قال فمن كان محبا لله - 00:23:08
لازم ان يتبع الرسول فيصدقه فيما اخبر ويطيعه فيما امر ويتأسى به فيما فعل ومن فعل هذا فقد فعل ما يحبه الله فيحبه الله فجعل الله لاهل محبته علامتين اتباع الرسول والجهاد والجهاد في سبيله - 00:23:31
اتباع الرسول والجهاد في سبيله وذلك لان الجهاد حقيقته الاجتهاد في حصول ما يحبه الله من الايمان والعمل الصالح ومن ومن دفع ومن يحبه الله ومن دفع ما يحب ما يبغضه الله من الكفر والفسوق والعصيان. وقد قال الله تعالى قل ان كان اباؤكم وابناؤكم - 00:23:51
واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم الى قوله حتى يأتي الله بامره. فتوعد من كان اهله وماله احب اليهم من الله ورسوله والجهاد في سبيله بهذا الوعيد بل بل قد ثبت عنه في الصحيح انه قال والذي نفسي بيده لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من ولده ووالده والناس اجمعين - 00:24:15
وفي الصحيح ان عمر ابن الخطاب ابن الخطاب قال له يا رسول الله والله لانت احب الي من كل شيء الا من نفسي فقال لا يا عمر حتى اكون احب اليك من نفسك. فقال والله لانت احب الي من نفسي. فقال الان يا عمر. نعم. فان محبة الله اعظم محبة - 00:24:40
ثم محبة الرسول عليه الصلاة والسلام فاعظم الحق هو حق الله جل وعلا بالايمان به وتوحيده وتعظيمه والايمان بما انزل سبحانه وتعالى باصول الايمان التي سميت بالكتاب والسنة وهي الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر - 00:25:00
وبالقدر خيره وشره والايمان بالنبي صلى الله عليه وسلم ومحبة رسول الله عليه الصلاة والسلام ثم بعد ذلك اصناف المحبات التي شرعها الله جل وعلا نعم فقال فحقيقة المحبة لا تتم الا بموالاة المحبوب وهو موافقته في حب ما يحب - 00:25:29
وبغض ما يبغض والله يحب الايمان والتقوى ويبغض الكفر والفسوق والعصيان ومعلوم ان الحب يحرك ارادة القلب. فكلما قويت قويت المحبة في القلب طلب القلب فعل المحبوبات فاذا كانت المحبة تامة استلزمت ارادة جازمة في حصول المحبوبات - 00:25:55
فاذا كان العبد قادرا عليها حصلها. وان كان عاجزا عنها ففعل ما يقدر عليه من ذلك كان له كاجر الفاعل. نعم ان مقام في النفس اوسع من مقام الفعل فان الانسان قد يكون مريدا - 00:26:19
ولكنه ليس مستطيعا كالمريض يريد الحج المريض يريد الحج ولكنه لا يستطيع وكالشيخ الكبير في السن يريد الحج ولكنه لا يستطيع ان يحج بكبر سنه فهذا ارادته يثاب عليها ولهذا جاء كما في الصحيح وغيره - 00:26:37
بالحديث المشهور عن النبي صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات انما الاعمال بالنيات واصله في كتاب الله قال الله جل وعلا ربكم اعلم بما في نفوسكم ان تكونوا صالحين - 00:27:01
فانه كان للاوابين غفورا. فالارادة هي عبادة لله ولهذا العبد يبتغي بارادته وجه الله ويكون محبا للخير ولفعل الخير ولفعل الطاعة وللانتهاء عن المعصية ولهذا من فضل الله على المؤمنين كما جاء في الصحيح وغيره اذا هم العبد بحسنة - 00:27:21
فلم يعملها كتبت له حسنة فان عملها كتبت له عشرة ارادة هي ارادة الايمان وارادة الصدق وارادة العدل التي يحملها المؤمن في نفسه التي يحملها المؤمن في نفسه ان هنا - 00:27:47
مريدا لما يرضي الله سبحانه وتعالى الله سبحانه وتعالى فضله واسع على العباد فمن اراد واحب ما يحبه الله اثابه الله على هذا المقام من الارادة ومن المحبة نعم احسن الله اليك. قال كما من يقول بان من اراد ولم يعمل فارادته كاذبة - 00:28:08
هذا كلام من سقط الكلام المتأخر قد يكون العبد لم يفعل لعجزه عن الفعل وقد يكون ما في نفسه من الارادة دون ما وقع منه من الفعل لعارض من الاسباب المنازعة - 00:28:35
فلا شك ان درجة الكمال ان تكون الافعال ملاقية لمقام الارادة وهذا حال الانبياء عليهم الصلاة والسلام ولهذا نبينا صلى الله عليه وسلم قال افلا اكون عبدا ذكورا لكن التأويل من مقام الارادة - 00:28:52
وان الارادة لا حقيقة لها الا ان يقع الفعل فان لم يقع الفعل فهي ارادة كاذبة هذا ليس صحيحا هذا ليس هذا ليس صحيحا وينافيه كثير من النصوص الدالة على خطأه. وهو من حيث - 00:29:12
اه منطق السلوك وعلم السلوك وقواعد اه هذا العلم ليس صحيحا من حيث الوجود والكره وانما تارة تأتي بعض النظرات العلمية لبعض المتأخرين رحمهم الله اه فيريدون ان يحققوا مقام العمل - 00:29:30
ويجعلون كل ارادة لم تطابق عملا فهي ارادة مقول فيها ما يقال من جهة عدم الصدق او نحو ذلك. وهذا ليس لازما فمقام الارادة بطبيعته اعلى من مقام اعلى من مقام الفعل - 00:29:52
الارادة ولذلك المؤمن ارادته لوجه الله وان كانت افعاله قد تتأخر عن مطابقة هذا المقام لكنها لا تنافيه لكنها ايش لكنها لا تنافيه ولهذا من الدليل على ذلك ان الشريعة جعلت ان الارادة توجد ولا يوجد العمل - 00:30:10
سواء كان بعذر كقول النبي ان بالمدينة رجالا ما سرتم مسيرا ولا هبطتم واديا الا كانوا معكم حبسهم المرض هذا في حق لاهل الاعذار لكن في غير اهل الاعذار قال رسول الله عليه الصلاة والسلام - 00:30:34
اذا هم العبد بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فان عملها كتبت له عشرا لما يقول فان عملها كتبت عشرا اذا هو مستطيع او ليس مستطيعا ها هو مستطيع والا كيف يعملها لو كان عاجزا - 00:30:52
فمعناه انه قد يقع منه الارادة ويقصر عن مقام ام مقام الفعل فتكون حاله ليست الحالة التامة ليست الحالة التامة التي يطابق فيها الفعل الارادة ولكنها حال محمودة في جملتها - 00:31:13
وارادته ارادة صادقة في جملتها وان كانت ليست الارادة الكاملة لكن لا يصح ان يقال انه ان لم يفعل فلا ارادة له او فارادته كاذبة او ارادته باطلة والدليل على صدق ارادته - 00:31:35
ان الشريعة اذابته على هذه الارادة واذابة الشريعة للمكلف دليل حمد الفعل ودليل حمد الوقوع حتى ولو كان فيما يعرف عند العلماء ويسمونه اعمال القلوب ثم انه مما يمتنع كما اسلفت هذا على ترتيب الشريعة - 00:31:57
كما تراه في هذا سواء في حق اهل الاعذار او في غير اهل الاعذار وان كان اهل الاعذار اعلى حالا من غير اهل الاعذار ولهذا النعمة عليهم انهم يكتب لهم مقام الارادة - 00:32:21
ويكتب لهم مقام الفعل وان لم يعملوه وهذا امتياز اهل الاعذار. اما غير اهل الاعذار وهم على قول النبي عليه الصلاة والسلام اذا هم العبد بحسنة فلم يعملها كتبت له - 00:32:36
حسنة فان عملها كتبت له كتبت له عشر حسنات فهذا في حق او من جهة النصوص ومن جهة مقامات السلوك فكما ان الاعمال الجوارح تقدر وقوع بعضها عن البعض الاخر منفكا عنه - 00:32:53
وكذلك اعمال القلوب هي على هذه الدرجة اعمال القلوب هي على هذه الدرجة ولهذا قال الحسن البصري رحمه الله لابي بكر الصديق ما سبقهم ابو بكر بكثرة صيام ولا صلاة ولكن بشيء وقر في قلبه - 00:33:18
من جهة العناية بمقام الاصل من جهة الاخلاص والمحبة وما الى ذلك والاعمال تتفرع عن هذا والاعمال تتفرع عن هذا نعم الله اليك قال كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من دعا الى هدى - 00:33:41
كان له من الاجر مثل اجور من اتبعه من غير ان ينقص من اجورهم شيئا ومن دعا لما نقول الاعمال تتفرغ عن هذا بمعنى ان الاعمال الشرعية على مراتبها سواء كانت من اصول الاعمال او من فروع الاعمال - 00:34:01
لابد ان يصاحبها ماذا؟ لابد ان يصاحبها الاصل الارادي. لابد ان يصاحبها الاصل الارادي ولهذا الصلاة مثلا وهي اصل اذا خلت عن مقام الارادة والاخلاص لله هذه صلاة هذه صلاة المنافقين المنافقون - 00:34:19
الذين صلوا في بعض الحال مع النبي عليه الصلاة والسلام ولكنه في قلوبهم لم يؤمنوا به نبيا ورسولا ولم يذعنوا لدين الاسلام هذا شكل وظاهر لكن المسلم انما تكون ارادته يبتغي بها وجه الله. ولكن كما ان الاعمال - 00:34:43
فيها تفاضل بين المسلمين والمؤمنين فكذلك مقام الارادة ومقام الاخلاص هم متفاضلون في درجات اخلاصهم لله سبحانه وتعالى ولا احد يقول بان اخلاص ابراهيم وموسى وعيسى ونبينا عليه الصلاة والسلام لله رب العالمين - 00:35:04
كاخلاص سائر الناس من المسلمين. اليس كذلك فكما انهم متفاضلون في صلاتهم وفي صيامهم وكما يقع التفاضل بين المسلمين في الصيام فهذا اكثر صياما من هذا وهذا اكثر صلاة من هذا - 00:35:27
وهذا اكثر صدقة من هذا فهم كذلك متفاضلون في اخلاصهم وفي ارادتهم وفي محبتهم الى غير ذلك وبالله التوفيق - 00:35:43