الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد ففي هذا اليوم الخامس عشر من شهر جمادى الاولى لعام ثمانية وثلاثين واربعمائة - 00:00:00
الف ينعقد هذا المجلس في شرح كتاب العبودية لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى لمعالي شيخنا الشيخ الدكتور يوسف ابن محمد الغفيص عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للافتاء سابقا في جامع عثمان بن عفان رضي الله عنه بحي الوادي بالرياض - 00:00:15
قال رحمه الله تعالى ومن هؤلاء طائفة هم اعلم قدرا وهم مستمسكون بالدين في اداء الفرائض المشهورة واجتناب المحرمات المشهورة لكن يغلطون في ترك ما امروا به من الاسباب التي هي عبادة - 00:00:35
ظانين ان العارف اذا شهد القدر اعرض عن ذلك. مثل من مثل من يجعل التوكل منهم او الدعاء ونحوه وذلك من مقامات العامة دون الخاصة بناء على ان من شهد القدر علم ان ما قدر سيكون فلا حاجة الى ذلك. وهذا غلط عظيم. فان الله قدر الاشياء - 00:00:51
اسبابها كما قدر السعادة والشقاوة باسبابها. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله خلق للجنة اهلا خلقها وهم في اصلاب ابائهم وبعمل اهل الجنة يعملون وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما اخبرهم بان الله كتب المقادير فقالوا يا رسول الله - 00:01:15
يا رسول الله افلا ندع العمل ونتكل على الكتاب فقال لا اعملوا فكل ميسر لما خلق له. اما من كان من اهل السعادة فسييسر لعمل اهل السعادة. واما من كان - 00:01:38
من اهل الشقاوة فسييسر لعمل اهل الشقاوة كما امر الله به عباده من الاسباب فهو عبادة والتوكل مقرون بالعبادة. كما في قوله فاعبده وتوكل عليه وفي قوله قل هو ربي لا اله الا هو عليه توكلت واليه منام. واليه ما تاب - 00:01:53
وقول شعيب عليه الصلاة والسلام عليه توكلت واليه منيب. وقال الفضيل بن عياض في قوله ليبلوكم ايكم احسن عملا قال اخلصه واصوبه قالوا يا ابا علي ما اخلصه واصوبه؟ قال ان العمل اذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل - 00:02:13
اذا كان صوابا ولم واذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل. حتى يكون خالصا صوابا. والخالص ان يكون لله صواب ان يكون على السنة. فان قيل فان فاذا كان جميع ما يحبه الله داخلا في اسم العبادة. فلماذا عطف عليها غيرها - 00:02:33
بقوله اياك نعبد واياك نستعين وقوله فاعبده وتوكل عليه وقوله وقول نوح اعبدوا الله واتقوه واطيعوه وكذلك قول غيره من الرسل قيل هذا له نظائر كما في قوله ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر والفحشاء من المنكر - 00:02:53
وكذلك قوله ان الله يأمر بالعدل والاحسان بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى. وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي وايتاء ذي القربى هو من العدل والاحسان. كما ان الفحشاء والبغي من المنكر. وكذلك قوله والذين يمسكون بالكتاب واقاموا - 00:03:13
الصلاة واقامة الصلاة من اعظم التمسك بالكتاب. وكذلك قوله انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رهبا ورهبا ودعاؤهم رغبا ورهبا من الخيرات وامثال ذلك في القرآن كثير وهذا الباب يكون تارة مع كون احدهما بعض الاخر فيعطف عليه تخصيصا له بالذكر لكونه مطلوبا بالمعنى العام - 00:03:33
والمعنى الخاص وتارة تكون دلالة الاسم تتنوع بحال الانفراد والاقتران. فاذا افرد عم واذا قرن بغيره واذا قرن بغيره خص. تسمي الفقير والمسكين لما افرد احدهما في مثل قوله للفقراء الذين احصروا في - 00:04:00
سبيل الله وقوله اطعام عشرات مساكين دخل فيه الاخر. ولما قرن بينهما في قوله انما الصدقات للفقراء والمساكين صارا نوعين. نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على رسول الله - 00:04:20
واله وصحبه. قال المصنف شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في سياق رسالته العبودية وقال الفضيل بن عياض في قوله سبحان ليبلوكم ايكم احسن عملا قال اخلصه واصومه هذا الاثر الذي قاله الفضيل ابن عياض رحمه الله وهو من - 00:04:38
اه العباد والصالحين واهل العلم المعتبرين وله كلمات مأثورة وان كان قد زيد عليه في النقل كثيرا بكتب الصوفية فنسب اليه مقالات ليست من قوله وفي الجملة سواء كانت هذه المقالات له - 00:05:03
والا فانه يعلم من حاله رحمه الله انه امام على السنة والهدي الذي عليه الصحابة رضي الله تعالى عنهم ولكن كقاعدة شرعية تسبق مسألة الاثبات وثبوت هذا النقل عن فلانة وعن فلان من العلماء او العباد او غيرهم - 00:05:22
فانه يقال بان العبرة بما جاء به دليل الشريعة العبرة والمستند الذي يحتج به هو ما جاء به دليل الشريعة من كلام الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه واله وسلم - 00:05:44
وكلام العلماء والعباد والصالحين يوزنوا بالكتاب والسنة وهذا لا يقصد به الاشارة الى ان له كلمات ليست على وفق ما جاء في الكتاب والسنة ولكن قد نسب اليه والى غيره من العباد واهل الاحوال والسلوك مقالات في بعض كتب الصوفية مخالفة - 00:06:04
للسنة ومخالفة لما جاء في كتاب الله وهذه لا تثبت ولكن لو ان احدا تكلف اثباتها او ادعى انها ثابتة او ما الى ذلك فان لدينا قاعدة سابقة لهذه القاعدة العلمية - 00:06:27
التي تتحدث عن الاثبات والنفي والاسناد والانقطاع والاتصال. وهي قاعدة ميزان الشريعة وان ميزان الشريعة هو الكتاب والسنة وكل احد فانه محكوم بالكتاب والسنة وعليه فالعبرة بما جاء في كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم - 00:06:44
وهذا يعطي طالب العلم والمتبع للسنة يعطيه منهجا وهو ان باب السلوك والاحوال والتعبد لله سبحانه وتعالى يعتبر اه بكلمات الكتاب والسنة ففي كتاب الله من الوعظ وبيان الحق ومنهج الحق والشريعة التامة - 00:07:04
والهدي التام في عبادة الله سبحانه وتعالى والنسك له جل وعلا ما لا يقدر قدره في الباحثين والبصراء واهل الاحوال واهل السلوك ولا يحيط به احد منهم ولذلك فان كل من حقق وجها صحيحا من فاضل القول في باب السلوك والاحوال من العباد والصالحين وارباب السلوك - 00:07:30
والاحوال فهؤلاء انما اصابهم هذا النور من نور القرآن من نور القرآن اي بما اهتدوا به من ايات كتاب الله التي فيها ذكر العبودية وفيها ذكر اوجه العبادة والتحقيق العبادة لله والاستعانة به والتوكل عليه - 00:07:57
والاخبات لوجهه الكريم والخشوع له الى غير ذلك وهذه السعة المتضمنة في كتاب الله مقصر في تحقيقها وانت ترى ان علماء الفقه رحمهم الله وان الفقهاء التمسوا الاحكام وفقهوا الاحكام مما سماه بعض اهل العلم بايات الاحكام - 00:08:19
مما سماه بعض المتأخرين من اهل العلم بايات الاحكام مع انه هذي التسمية فيها نظر ولا يوجد في القرآن ايات تخص بانها هي ايات الاحكام وحدها بمعنى ان غيرها ليس داخلا في ايات الاحكام - 00:08:47
لان طريقة دلالة القرآن على الاحكام طريقة واسعة ولكن من قصر نظره صار لا يرى في ايات الاحكام الا ما صرح بذكر الحكم المعين الا ما سرها بذكر الحكم المعين مثل قول الله تعالى فاذا حللتم فاصطادوا مثل قول الله تعالى يا ايها الذين امنوا اذا - 00:09:05
الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وايديكم الى المرافق الاية. فهذه لا شك انها ايات واحكام ولكن البحث ليس في هذا البحث في قصر الاحكام على نوع من الايات تسمى هي ايات الاحكام - 00:09:30
ومثله في الاحاديث فيقال احاديث الاحكام وهذا اذا استعمل على معنى الصريح في الحكم آآ ولا يقصد به الاغلاق ولا يؤول الى حال من الاغلاق فان القصد ينتفي ولكن الحال لا تنتفي - 00:09:47
فاتقاء القصد سهل ولكن اتقاء الحال في العلم هذا ليس كذلك ولذلك لم يعرف عند الصحابة رضي الله عنهم هذا التخصيص وترى ان سياق القرآن ينافي هذا التخصيص ولهذا ليس هنالك سور جمعت فقط الاحكام وسورا اخرى جمعت - 00:10:12
القول في اليوم الاخر وسورا اخرى جمعت قصص الرسل وسورا اخرى جمعت المعاملات ووجود صورا جمعت عبادات على اوجه من الاختصاص بل ترى في سياق كتاب الله من ذكر الاحكام - 00:10:38
على وجه هو من كمال كتاب الله وبلاغته واعجازه لانه من عند رب العالمين سبحانه وتعالى فهذا التمام الذي تراه بكتاب الله ينبغي ان يقدر قدره وان تميز الايات المصرحة بالحكم - 00:10:55
على قدر من ترتيب العلم فقط لا على جهة التخصيص لان هذا يؤول الى قطع بعض الاوجه من الاستدلال الصحيح من القرآن عن مقتضى الاحكام ولذلك الفقيه يرى في كثير بل في عامة ايات القرآن يرى فيها اوجه من الحكم - 00:11:14
يرى فيها اوجها من الحكم وهذا يختلف باختلاف نفس المجتهدين وعارظة العلم التي لديهم في فقه القرآن وعلمهم باللغة وقواعد الشريعة الى غير ذلك فالمقصود ان هذا التخصيص الذي قال به بعض العلماء ثم صارت البحوث المعاصرة - 00:11:36
تتجه له وتقيده اكثر وصار بعضهم يقول هذه ايات الاحكام ويخصصون ايات معينة لم لما رأوا بعض الحفاظ في السنة قد جمعوا احاديث كبلوغ المرام وغيرها فهذه في جملة من الاحكام - 00:11:59
لكن ليست على سبيل جمع الاحكام اجمع ليست على سبيل جمع الاحكام اجمع. ولذلك من فقه السالفين كالامام البخاري رحمه الله. انه ربما اورد في صريح كالزكاة او الصيام او الحج او المعاملات - 00:12:17
التي هي في ابواب الفقه المعروفة عند الفقهاء تجد انه يرد فيها من الروايات المخرجة عنده في الصحيح ما اصله وفي اه السير او المغازي او ما الى ذلك لان الاحكام هنا لها نظام واسع من الفقه - 00:12:35
لا نظام واسع من الفك وانت تعرف في ادلة الشريعة الاصولية سعة الطرق الاستدلال وسعت الادلة ولاسيما في هذا الباب وهو باب الفروع باب فروع الشريعة والاحكام العملية وعليه فمثل هذا التخصيص وان آآ استحسن لدى البعض شكله من حيث الترتيب - 00:12:54
لكنه لا ينتظر وفوق ذلك من بالغ وصار يسمي لايات الاحكام بكل باب عددا من الايات. فيقول الايات المتعلقة بالعبادات باحكام مباني الاسلام الاربعة كالصلاة وهي الصلاة والصيام والحج والزكاة فيقول ايات العبادات الاربع كذا ويسمي عددا - 00:13:20
وايات المعاملات المالية كذا ويسمي عددا وايات الحقوق او الاحكام السلطانية هي كذا ويسمي عددا. وايات ذاك الباب من الابواب الذي يصفه ويسمي عددا هذه طريقة وهمية لا تصح ولا تليق بنبوة نبي فضلا عن كتاب الله ونبوية نبينا صلى الله عليه وسلم - 00:13:47
لان رسول الله عليه الصلاة والسلام اوتي جوامع الكلم وقوله عليه الصلاة والسلام فيه من النور والهدى وسعة الدلالة على الاحكام ما لا يمكن ضبطه بتقدير باحث ونحو ذلك. ولهذا تفاوت العلماء في فقه هذه الشريعة كتابا وسنة - 00:14:16
وفوق ذلك يقال في كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. وهو كلام الله سبحانه وتعالى المقصود ان كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وهو لا ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام يصان عن مثل هذه التصانيف - 00:14:38
والتراتيب الضيقة التي تضيق الفقه في القرآن ولذلك صار بعضهم يقول ويعلم المجتهد ايات الاحكام ما هيئة الاحكام من قال ان هذه الاية تدل على الحكم وهذه لا تدل على الحكم - 00:14:58
الست ترى ان الاحكام ترتبط بالقواعد وبالمقاصد وبالاصول اه علوم شتى ترتبط باحكام المعاملات والعبادات ولذلك علم التشريع لما كتبه علماء المسلمين ارتبط بعدة علوم ما ارتبط بالفقه وحده ارتبط بالفقه - 00:15:13
وارتبط بعلم اصول الفقه وعلم مقاصد الشريعة وعلم القواعد الفقهية وعلم التخريج الفقهي. وله اتصال بعلوم اخرى. مراعاة في احوال المجتهد او يراعيها المجتهد بالاجتهاد في احوال المكلفين فاذا كان كذلك فكتاب الله واسع من جهة الاستدلال وانما العبرة بان يكون هذا الاستدلال على وفق القواعد المعتبرة - 00:15:37
في العلم التي حفظت عن سلف هذه الامة وكتبت فيما صنف في علوم الشريعة وقواعد الاستدلال فيها المقصود هنا في باب الاحوال ان هذا الباب من علم الشريعة توسع فيه - 00:16:02
وفي تحقيقه وحسن تحقيقه في الجملة بكثرة ما كتب في علم الفقه وفي علوم الشريعة المتصلة بعلم الفقه كعلم الاصول الذي هو مقدمته. وكذلك علم القواعد الى اخره ولكن اذا جئت في باب التعبد - 00:16:21
والسلوك والاحوال وجدت في هذه الكتب المعنية بذلك كثرة الكلمات المروية عن العلماء او عن احات العباد وللحسد والاستئناس بهذه الكلمات الصالحة من كلمات الصالحين والاستشهاد بها حسن في ذاته - 00:16:40
ولكن اذا زادت وصار اكثر ما يسمعه السالك في هذا الباب هي تلك الكلمات وكانها معيار التعبد ويكون فقهه وعلمه بما تضمنه كتاب الله سبحانه وتعالى قاصرا وناقصا فهذا من فوائد - 00:17:02
الفقه الصحيح ولهذا لما غلب على كثير من الناظرين في السلوك والتعبد تلك الكلمات وصارت اشبه ما تكون بالمعيار عندهم ضعوا فضاء نظام وتعبدهم وطريقة تعبدهم وقصرت عن طريقة التحقيق البالغة الشرعية التي كان - 00:17:23
عليها الصحابة رضي الله تعالى عنهم الذين فقهوا عبادتهم لربهم سبحانه وتعالى من كتاب الله فخير ما يؤخذ منه التعبد منهجا وسلوكا وطريقة وتصفية للنفس وتزكية لها وترتيبا مدارك النفس وما الى ذلك - 00:17:45
خير ذلك واصدقه كما هو بداهي هو القرآن ولذلك ينبغي للمسلم ان يلزم كتاب الله في حال سيره الى الله وسلوكه الى الله سبحانه وتعالى ان متعبدا ربه باخلاص الدين وبمحبة الله وبتحقيق الخشوع له وباتقاء غضبه وسخطه - 00:18:08
سبحانه وتعالى والاقبال على ما يرضي وجهه الكريم جل وعلا ويستأنس بكلمات الصالحين والعباد التعبد فان لهم كلمات فيها من النور والخير الشيء الكثير. ولكن لا ينبغي ان يغلب ذلك - 00:18:33
لا ينبغي ان يغلب ذلك بل غالب حال المسلم يكون مستنيرا بالنص ويكون ما يتبعه من ذلك هو من بيانه وتفسيره ومما يسبق به اولئك البصراء والعباد والصالحون من نور القرآن. والا فكتاب الله فيه الكفاية - 00:18:52
وفيه التمام ولكن المسلم يحتاج الى اهل الاقتداء من اولئك الصالحين والعباد الصادقين الذين استفاضوا في الامة ويحسبونها هكذا والله حسيب عباده لكن لهم من مقامات الديانة والعلم والتحقيق كلمات - 00:19:15
نافعة واشارات بالغة في التعبد فهذه يستأنس بها وهي من شواهد الايمان الذي يلقيه الله سبحانه وتعالى في قلوبهم عباده الصالحين فالمقصود ان هذه الكلمة للفضيل من فاضل الكلمات. لكن بينوا في كتاب الله هذا المعنى ان العمل يراد ان يكون خالصا - 00:19:33
وان يكون صوابا والاخلاص هو مقام الارادة الاول والصواب هو مقام الاتباع الاول. نعم ثم اورد المصنف رحمه الله ما يقع من العطف كقوله اياك نعبد واياك نستعين مع ان الاستعانة من عبادة الله - 00:19:57
وبين ان هذا معروف في القرآن وهو كذلك وهو معروف في لغة العرب وهو ما يعرف بعطف الخاص على العام وقد يقع ذلك على سبيل التنور كما في الوجه الاخر الذي اشار اليه فاذا اجتمع الاسمان اختص كل واحد منهما تنوعا - 00:20:19
دون الاخر لقول الله سبحانه انما الصدقات للفقراء والمساكين. فالفقير درجة والمسكين هنا درجة. واما اذا ذكر للمسكين وحده سياق دخل فيه الفقيد كقوله جل وعلا اطعام عشرة مساكين فيدخل في ذلك من كان فقيرا من باب او لا - 00:20:40
نعم قال رحمه الله تعالى وقد قيل ان الخاص المعطوف على العامي لا يدخل في العام حال الاقتران. فلا يكون من هذا الباب والتحقيق ان هذا ليس قال الله تعالى من كان عدوا لله وملائكته وجبريل وميكانه وقال عدوا لله وملائكته وقال تعالى من كان - 00:21:01
عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكان. وقال تعالى واذا اخذنا من النبيين ميثاقهم ومن قوم نوح وابراهيم وموسى وعيسى ابن مريم واخذنا منهم ميثاقا غليظا. وذكر الخاص مع العام يكون لاسباب متنوعة. تارة لكونه له خاصية - 00:21:24
ليست لسائر افراد العام كما في نوح وابراهيم وموسى وعيسى باعتبارهم باعتبارهم اولي العزم من الرسل. نعم وتارة لكون العام فيه اطلاق قد لا يفهم منه العموم كما في قوله هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما - 00:21:44
فيكون بيانا وتفسيرا للعموم. نعم فقوله يؤمنون بالغيب يتناول الغيب الذي يجب الايمان به. لكن فيه اجمال فليس فيه دلالة على ان من الغيب ما انزل اليك وما انزل من قبلك وقد يكون المقصود انهم يؤمنون بالمخبر به وهو الغيب وبالاخبار بالغيب وما وهو ما انزل اليك وما انزل من قبلك - 00:22:05
ومن هذا الباب قوله تعالى اتلوا ما اوحي اليك من الكتاب واقم الصلاة. وقولي وقوله والذين يمسكون بالكتاب اقاموا الصلاة وتلاوة القرآن وتلاوة الكتاب هي اتباعه. كما قال ابن مسعود في قوله تعالى الذين اتيناهم الكتاب يتلونه - 00:22:30
حق تلاوته قال يحللون حرامه ويحرمون حرامه ويؤمنون بمتشابهه ويعملون بمحكمه. فاتباع الكتاب يتناول الصلاة وغيرها لكن خصها بالذكر لمزيتها. وكذلك قوله لموسى انني انا الله لا اله الا انا فاعبدني. واقم الصلاة - 00:22:50
ذكري واقامة الصلاة لذكره من اجل من اجل عبادته. وكذلك قوله تعالى واتقوا الله وقولوا قولا سديدا وقوله اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة. وقوله اتقوا الله وكونوا مع الصادقين فان هذه الامور هي ايضا من تمام تقوى الله. وكذلك قوله فاعبده وتوكل عليه - 00:23:12
فان التوكل والاستعانة والاستعانة هي من عبادة الله لكن خصت بالذكر ليقصدها المتعبد بخصوصها فان انها هي العون على سائر انواع العبادة اذ هو سبحانه لا يعبد الا بمعونته اذا تبين هذا فكمال المخلوق في تحقيق عبوديته لله وكلما ازداد العبد تحقيقا للعبودية ازداد كماله - 00:23:38
درجته ومن توهم ان المخلوق يخرج عن العبودية بوجه من الوجوه. او ان الخروج عنها اكمل اكمل فهو من اجهل الخلق واضلهم قال الله قال تعالى وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون الى قول - 00:24:05
وهم من خشيته مشفقون. وقال تعالى وقالوا اتخذ الرحمن ولدا. لقد جئتم شيئا ادا الى قوله ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا لقد احصاهم وعدهم عدا. وكلهم اتيه يوم القيامة فردا. وقال تعالى في المسيح ان - 00:24:27
والا عبد انعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني اسرائيل. وقال تعالى وله من في السماوات والارض. ومن عنده لا يستكبرها لا يخبرون عن عبادته ولا يستحسرون يسبحون الليل والنهار لا يفترون - 00:24:47
وقال تعالى لن يستنكف المسيح المسيح ان يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشر اليه جميعا الى قوله ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا. نعم اذا هذه الايات التي ساقها المصنف رحمه الله - 00:25:05
في هذا المقام وبين ما في عطف الخاص على العام من مقاصد الشريعة. وهذا كثير في القرآن هذا كثير في القرآن ويكون فيه من اوجه الدلالات كدلالته على امتياز هذا - 00:25:25
الخاص الذي عطف على العام او يكون فيه من البيان للعام الى غير ذلك ومن تحقيق المصنف رحمه الله ان هذه الايات التي يستشهد بها في رسالته يمضيها على وجهها الذي وردت به - 00:25:44
بمعنى لا يشرع في اه توجيهه او بيان معناها بالدلالات القاصرة عن كمالها وهذا ليبين ان التعبد لله سبحانه وتعالى يكون باتباع القرآن وبهدي القرآن بعض الاوجه من التفسير التي يفسر بها القرآن - 00:26:04
لا تكون مناسبة لهذا المقام بمعنى ان بعض الناس صار عنده رغبة في ان كل ما يسمعه من الكتاب هو السنة يحتاج عنده الى تفسير وكأن هذا التفسير هو بوابة دخوله الى قلبه هذا خطأ - 00:26:32
الاصل ان كلام الله سبحانه وتعالى وكلام الرسول عليه الصلاة والسلام محل ادراك للمكلفين صحيح ان هنالك من اوجه الاستدلال على بعض الاحكام اوفق بعض الادلة ما يحتاج الى البصيرة ويحتاج الى التقريب ويحتاج الى البيان بالجمل المبينة والمفسرة الى اخره - 00:26:52
هذا له له مادته ولكن ليس على سبيل الاضطرار الاصل ان الاية يكون اثرها مباشرا لقلب المسلم بسياقها لان سياق القرآن لا يمكن لمفسر مهما علا قدره حتى الصحابة رضي الله عنهم ان يأتوا على - 00:27:16
طريقة القرآن في تفسيره ولذلك المفسر اما ان يفسر اللفظ بمرادف فهو وانس ان ذكر مرادفا من حيث اللغة لكنه لا يستطيع ان يجد في اللغة مرادفا من حيث السياق - 00:27:37
فيقصر تفسيره ولابد من هذا الوجه ويصير لو قدر خلافه من تحصيل الحاصل واما ان نفسر بالمبين من النوع او الاحاد من الدلالة فيكون هذا قاصرا عما تضمنته الاية من الشمول والعموم - 00:27:54
ولذلك مثل هذا يستعمل اذا قام سببه لبيان حكم او تقريب دلالة والناس فيه درجات من جهة العلم ليسوا درجة واحدة وهذا مقام له اعتبار وهو اختلاف درجات المكلفين في الادراك والعلم ليسوا - 00:28:16
اعني المكلفين ليسوا درجة واحدة وثانيا باعتبار مقام الايات ودلالة الاية على احكام الشريعة ايضا هذا مقام له اعتباره لكن يكفي الى هذا المقام والى هذا المقام لا يزاد على ذلك - 00:28:36
ليصل نور القرآن الى قلوب الناس الان تجد الكثير من المواعظ والخطب والمحاظرات وما الى ذلك تسعين بالمئة او ثمانين بالمئة كلام المتكلم وتجد النصوص من القرآن والسنة قليلة مقارنة بغلبة هذا الكلام - 00:28:57
هذا بهذه الطريقة لم يكن معروفا عند السلف رحمهم الله لم يكن وعظهم وطريقتهم بهذه الطريقة ينبغي ان يكثر على الناس سماع الكلام الاعظم وهو كلام الله سبحانه وتعالى وكلام الرسول عليه الصلاة - 00:29:21
والسلام ويبين بين ذلك بين الايات والاحاديث كما هي طريقة المصنف وهو ما كتب هذه الرسالة للعلماء هي ليست متنا في علم اصول الفقه ورسالة في اما مشكل المسائل الفقهية او ما الى ذلك هي رسالة في العبودية - 00:29:43
والاصل انه يخاطب بها العموم من الناس من المكلفين ومع ذلك تجد من سرده للايات ويجعل التعليق عليها يسيرا بقدر ما يستدعيه المقام وله مشابه في ذلك لما كتب العقيدة الوسطية او الرسالة الوسطية - 00:30:03
تجد انه في صدرها ذكر كثيرا من ايات القرآن ثم بعد ذلك جملة من الاحاديث الصحاح اليس كذلك؟ ثم فرع بعد ذلك. واذا نظرت في كتب السلف رحمهم الله ومن روى عن السلف كلامهم فالامر كذلك - 00:30:24
وكتب الحديث بل كان بعض الائمة كالامام احمد يتقي ان يعلق على الاحاديث كان بعض الائمة كلمة محمود يتقي ان يكتب على الاحاديث شيئا والامام مالك في موطأه كتب كثيرا ثم اختصر ما كتب - 00:30:43
هذا على كل حال كما قلت مرتبط بدرجات العلم ودرجات المكلفين واحوال المكلفين والعلم اذا كان يبين ما في القرآن والسنة فهو خير لكن المقصود هنا الذي فات على كثير من الناس - 00:31:00
آآ شغفهم بكلام الناس من حيث لا يشعرون. صارت كثير من الكلمات والمواعظ والمحاظرات يغلب فيها كلام المتكلم وحتى طرق التفسير كما اشرت سابقا القرآن نزل بينا وسمعه العامة والخاصة - 00:31:19
وسمعه من ليس من اهل العلم من المشركين ولا من اهل الدين فامنوا به وما كفر به الا من كابر وعانت والا فلم يكن احد يسمع هذا القرآن ويجد عليه مطعنا - 00:31:43
او مأخذا او انه لا يدرك ولا يفهم فلذلك ينبغي لاهل العلم ان يوصوا الناس وينبغي للمسلم ان يلزم القرآن لان القرآن فيه النور وكلام الرسول عليه الصلاة والسلام نعم - 00:31:58
قال وقال تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم. ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين. وقال تعالى ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجد للشمس ولا للقمر. واسجدوا لله الذي خلقهن ان كنتم اياه تعبدون. فان استكبروا فالذين عند - 00:32:18
ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسأمون. وقال تعالى واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة. الى قوله ان الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه ولا هم يسجدون - 00:32:38
وهذا ونحوه مما فيه وصف اكابر المخلوقات بالعبادة. وذم من خرج عن ذلك متعدد في القرآن. وقد اخبر انه ارسل جميع الرسل بذلك. نعم لان الله سبحانه وتعالى جميع الخلق قد ذلوا له طوعا او كرها - 00:32:52
وهم عباده كما قال الله جل وعلا ان كل ما في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا. وكقوله جل وعلا تسبح له السماوات السبع والارض ومن فيهن. وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم انه - 00:33:10
وكان حليبا غفورا. نعم فقال تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون. وقال ولقد بعثنا في كل امة رسولا اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. وقال تعالى لبني اسرائيل يا عبادي الذين امنوا ان ارضي واسعة فاياي فاعبدون - 00:33:30
وقال واياي فاتقون. وقال يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون وقال وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. نعم كفل هذه الاية على قول الله وما خلقت الجن والانس - 00:33:53
الا ليعبدون وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:34:09
التفريغ
الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد ففي هذا اليوم الخامس عشر من شهر جمادى الاولى لعام ثمانية وثلاثين واربعمائة - 00:00:00
الف ينعقد هذا المجلس في شرح كتاب العبودية لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى لمعالي شيخنا الشيخ الدكتور يوسف ابن محمد الغفيص عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للافتاء سابقا في جامع عثمان بن عفان رضي الله عنه بحي الوادي بالرياض - 00:00:15
قال رحمه الله تعالى ومن هؤلاء طائفة هم اعلم قدرا وهم مستمسكون بالدين في اداء الفرائض المشهورة واجتناب المحرمات المشهورة لكن يغلطون في ترك ما امروا به من الاسباب التي هي عبادة - 00:00:35
ظانين ان العارف اذا شهد القدر اعرض عن ذلك. مثل من مثل من يجعل التوكل منهم او الدعاء ونحوه وذلك من مقامات العامة دون الخاصة بناء على ان من شهد القدر علم ان ما قدر سيكون فلا حاجة الى ذلك. وهذا غلط عظيم. فان الله قدر الاشياء - 00:00:51
اسبابها كما قدر السعادة والشقاوة باسبابها. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله خلق للجنة اهلا خلقها وهم في اصلاب ابائهم وبعمل اهل الجنة يعملون وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما اخبرهم بان الله كتب المقادير فقالوا يا رسول الله - 00:01:15
يا رسول الله افلا ندع العمل ونتكل على الكتاب فقال لا اعملوا فكل ميسر لما خلق له. اما من كان من اهل السعادة فسييسر لعمل اهل السعادة. واما من كان - 00:01:38
من اهل الشقاوة فسييسر لعمل اهل الشقاوة كما امر الله به عباده من الاسباب فهو عبادة والتوكل مقرون بالعبادة. كما في قوله فاعبده وتوكل عليه وفي قوله قل هو ربي لا اله الا هو عليه توكلت واليه منام. واليه ما تاب - 00:01:53
وقول شعيب عليه الصلاة والسلام عليه توكلت واليه منيب. وقال الفضيل بن عياض في قوله ليبلوكم ايكم احسن عملا قال اخلصه واصوبه قالوا يا ابا علي ما اخلصه واصوبه؟ قال ان العمل اذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل - 00:02:13
اذا كان صوابا ولم واذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل. حتى يكون خالصا صوابا. والخالص ان يكون لله صواب ان يكون على السنة. فان قيل فان فاذا كان جميع ما يحبه الله داخلا في اسم العبادة. فلماذا عطف عليها غيرها - 00:02:33
بقوله اياك نعبد واياك نستعين وقوله فاعبده وتوكل عليه وقوله وقول نوح اعبدوا الله واتقوه واطيعوه وكذلك قول غيره من الرسل قيل هذا له نظائر كما في قوله ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر والفحشاء من المنكر - 00:02:53
وكذلك قوله ان الله يأمر بالعدل والاحسان بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى. وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي وايتاء ذي القربى هو من العدل والاحسان. كما ان الفحشاء والبغي من المنكر. وكذلك قوله والذين يمسكون بالكتاب واقاموا - 00:03:13
الصلاة واقامة الصلاة من اعظم التمسك بالكتاب. وكذلك قوله انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رهبا ورهبا ودعاؤهم رغبا ورهبا من الخيرات وامثال ذلك في القرآن كثير وهذا الباب يكون تارة مع كون احدهما بعض الاخر فيعطف عليه تخصيصا له بالذكر لكونه مطلوبا بالمعنى العام - 00:03:33
والمعنى الخاص وتارة تكون دلالة الاسم تتنوع بحال الانفراد والاقتران. فاذا افرد عم واذا قرن بغيره واذا قرن بغيره خص. تسمي الفقير والمسكين لما افرد احدهما في مثل قوله للفقراء الذين احصروا في - 00:04:00
سبيل الله وقوله اطعام عشرات مساكين دخل فيه الاخر. ولما قرن بينهما في قوله انما الصدقات للفقراء والمساكين صارا نوعين. نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على رسول الله - 00:04:20
واله وصحبه. قال المصنف شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في سياق رسالته العبودية وقال الفضيل بن عياض في قوله سبحان ليبلوكم ايكم احسن عملا قال اخلصه واصومه هذا الاثر الذي قاله الفضيل ابن عياض رحمه الله وهو من - 00:04:38
اه العباد والصالحين واهل العلم المعتبرين وله كلمات مأثورة وان كان قد زيد عليه في النقل كثيرا بكتب الصوفية فنسب اليه مقالات ليست من قوله وفي الجملة سواء كانت هذه المقالات له - 00:05:03
والا فانه يعلم من حاله رحمه الله انه امام على السنة والهدي الذي عليه الصحابة رضي الله تعالى عنهم ولكن كقاعدة شرعية تسبق مسألة الاثبات وثبوت هذا النقل عن فلانة وعن فلان من العلماء او العباد او غيرهم - 00:05:22
فانه يقال بان العبرة بما جاء به دليل الشريعة العبرة والمستند الذي يحتج به هو ما جاء به دليل الشريعة من كلام الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه واله وسلم - 00:05:44
وكلام العلماء والعباد والصالحين يوزنوا بالكتاب والسنة وهذا لا يقصد به الاشارة الى ان له كلمات ليست على وفق ما جاء في الكتاب والسنة ولكن قد نسب اليه والى غيره من العباد واهل الاحوال والسلوك مقالات في بعض كتب الصوفية مخالفة - 00:06:04
للسنة ومخالفة لما جاء في كتاب الله وهذه لا تثبت ولكن لو ان احدا تكلف اثباتها او ادعى انها ثابتة او ما الى ذلك فان لدينا قاعدة سابقة لهذه القاعدة العلمية - 00:06:27
التي تتحدث عن الاثبات والنفي والاسناد والانقطاع والاتصال. وهي قاعدة ميزان الشريعة وان ميزان الشريعة هو الكتاب والسنة وكل احد فانه محكوم بالكتاب والسنة وعليه فالعبرة بما جاء في كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم - 00:06:44
وهذا يعطي طالب العلم والمتبع للسنة يعطيه منهجا وهو ان باب السلوك والاحوال والتعبد لله سبحانه وتعالى يعتبر اه بكلمات الكتاب والسنة ففي كتاب الله من الوعظ وبيان الحق ومنهج الحق والشريعة التامة - 00:07:04
والهدي التام في عبادة الله سبحانه وتعالى والنسك له جل وعلا ما لا يقدر قدره في الباحثين والبصراء واهل الاحوال واهل السلوك ولا يحيط به احد منهم ولذلك فان كل من حقق وجها صحيحا من فاضل القول في باب السلوك والاحوال من العباد والصالحين وارباب السلوك - 00:07:30
والاحوال فهؤلاء انما اصابهم هذا النور من نور القرآن من نور القرآن اي بما اهتدوا به من ايات كتاب الله التي فيها ذكر العبودية وفيها ذكر اوجه العبادة والتحقيق العبادة لله والاستعانة به والتوكل عليه - 00:07:57
والاخبات لوجهه الكريم والخشوع له الى غير ذلك وهذه السعة المتضمنة في كتاب الله مقصر في تحقيقها وانت ترى ان علماء الفقه رحمهم الله وان الفقهاء التمسوا الاحكام وفقهوا الاحكام مما سماه بعض اهل العلم بايات الاحكام - 00:08:19
مما سماه بعض المتأخرين من اهل العلم بايات الاحكام مع انه هذي التسمية فيها نظر ولا يوجد في القرآن ايات تخص بانها هي ايات الاحكام وحدها بمعنى ان غيرها ليس داخلا في ايات الاحكام - 00:08:47
لان طريقة دلالة القرآن على الاحكام طريقة واسعة ولكن من قصر نظره صار لا يرى في ايات الاحكام الا ما صرح بذكر الحكم المعين الا ما سرها بذكر الحكم المعين مثل قول الله تعالى فاذا حللتم فاصطادوا مثل قول الله تعالى يا ايها الذين امنوا اذا - 00:09:05
الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وايديكم الى المرافق الاية. فهذه لا شك انها ايات واحكام ولكن البحث ليس في هذا البحث في قصر الاحكام على نوع من الايات تسمى هي ايات الاحكام - 00:09:30
ومثله في الاحاديث فيقال احاديث الاحكام وهذا اذا استعمل على معنى الصريح في الحكم آآ ولا يقصد به الاغلاق ولا يؤول الى حال من الاغلاق فان القصد ينتفي ولكن الحال لا تنتفي - 00:09:47
فاتقاء القصد سهل ولكن اتقاء الحال في العلم هذا ليس كذلك ولذلك لم يعرف عند الصحابة رضي الله عنهم هذا التخصيص وترى ان سياق القرآن ينافي هذا التخصيص ولهذا ليس هنالك سور جمعت فقط الاحكام وسورا اخرى جمعت - 00:10:12
القول في اليوم الاخر وسورا اخرى جمعت قصص الرسل وسورا اخرى جمعت المعاملات ووجود صورا جمعت عبادات على اوجه من الاختصاص بل ترى في سياق كتاب الله من ذكر الاحكام - 00:10:38
على وجه هو من كمال كتاب الله وبلاغته واعجازه لانه من عند رب العالمين سبحانه وتعالى فهذا التمام الذي تراه بكتاب الله ينبغي ان يقدر قدره وان تميز الايات المصرحة بالحكم - 00:10:55
على قدر من ترتيب العلم فقط لا على جهة التخصيص لان هذا يؤول الى قطع بعض الاوجه من الاستدلال الصحيح من القرآن عن مقتضى الاحكام ولذلك الفقيه يرى في كثير بل في عامة ايات القرآن يرى فيها اوجه من الحكم - 00:11:14
يرى فيها اوجها من الحكم وهذا يختلف باختلاف نفس المجتهدين وعارظة العلم التي لديهم في فقه القرآن وعلمهم باللغة وقواعد الشريعة الى غير ذلك فالمقصود ان هذا التخصيص الذي قال به بعض العلماء ثم صارت البحوث المعاصرة - 00:11:36
تتجه له وتقيده اكثر وصار بعضهم يقول هذه ايات الاحكام ويخصصون ايات معينة لم لما رأوا بعض الحفاظ في السنة قد جمعوا احاديث كبلوغ المرام وغيرها فهذه في جملة من الاحكام - 00:11:59
لكن ليست على سبيل جمع الاحكام اجمع ليست على سبيل جمع الاحكام اجمع. ولذلك من فقه السالفين كالامام البخاري رحمه الله. انه ربما اورد في صريح كالزكاة او الصيام او الحج او المعاملات - 00:12:17
التي هي في ابواب الفقه المعروفة عند الفقهاء تجد انه يرد فيها من الروايات المخرجة عنده في الصحيح ما اصله وفي اه السير او المغازي او ما الى ذلك لان الاحكام هنا لها نظام واسع من الفقه - 00:12:35
لا نظام واسع من الفك وانت تعرف في ادلة الشريعة الاصولية سعة الطرق الاستدلال وسعت الادلة ولاسيما في هذا الباب وهو باب الفروع باب فروع الشريعة والاحكام العملية وعليه فمثل هذا التخصيص وان آآ استحسن لدى البعض شكله من حيث الترتيب - 00:12:54
لكنه لا ينتظر وفوق ذلك من بالغ وصار يسمي لايات الاحكام بكل باب عددا من الايات. فيقول الايات المتعلقة بالعبادات باحكام مباني الاسلام الاربعة كالصلاة وهي الصلاة والصيام والحج والزكاة فيقول ايات العبادات الاربع كذا ويسمي عددا - 00:13:20
وايات المعاملات المالية كذا ويسمي عددا وايات الحقوق او الاحكام السلطانية هي كذا ويسمي عددا. وايات ذاك الباب من الابواب الذي يصفه ويسمي عددا هذه طريقة وهمية لا تصح ولا تليق بنبوة نبي فضلا عن كتاب الله ونبوية نبينا صلى الله عليه وسلم - 00:13:47
لان رسول الله عليه الصلاة والسلام اوتي جوامع الكلم وقوله عليه الصلاة والسلام فيه من النور والهدى وسعة الدلالة على الاحكام ما لا يمكن ضبطه بتقدير باحث ونحو ذلك. ولهذا تفاوت العلماء في فقه هذه الشريعة كتابا وسنة - 00:14:16
وفوق ذلك يقال في كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. وهو كلام الله سبحانه وتعالى المقصود ان كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وهو لا ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام يصان عن مثل هذه التصانيف - 00:14:38
والتراتيب الضيقة التي تضيق الفقه في القرآن ولذلك صار بعضهم يقول ويعلم المجتهد ايات الاحكام ما هيئة الاحكام من قال ان هذه الاية تدل على الحكم وهذه لا تدل على الحكم - 00:14:58
الست ترى ان الاحكام ترتبط بالقواعد وبالمقاصد وبالاصول اه علوم شتى ترتبط باحكام المعاملات والعبادات ولذلك علم التشريع لما كتبه علماء المسلمين ارتبط بعدة علوم ما ارتبط بالفقه وحده ارتبط بالفقه - 00:15:13
وارتبط بعلم اصول الفقه وعلم مقاصد الشريعة وعلم القواعد الفقهية وعلم التخريج الفقهي. وله اتصال بعلوم اخرى. مراعاة في احوال المجتهد او يراعيها المجتهد بالاجتهاد في احوال المكلفين فاذا كان كذلك فكتاب الله واسع من جهة الاستدلال وانما العبرة بان يكون هذا الاستدلال على وفق القواعد المعتبرة - 00:15:37
في العلم التي حفظت عن سلف هذه الامة وكتبت فيما صنف في علوم الشريعة وقواعد الاستدلال فيها المقصود هنا في باب الاحوال ان هذا الباب من علم الشريعة توسع فيه - 00:16:02
وفي تحقيقه وحسن تحقيقه في الجملة بكثرة ما كتب في علم الفقه وفي علوم الشريعة المتصلة بعلم الفقه كعلم الاصول الذي هو مقدمته. وكذلك علم القواعد الى اخره ولكن اذا جئت في باب التعبد - 00:16:21
والسلوك والاحوال وجدت في هذه الكتب المعنية بذلك كثرة الكلمات المروية عن العلماء او عن احات العباد وللحسد والاستئناس بهذه الكلمات الصالحة من كلمات الصالحين والاستشهاد بها حسن في ذاته - 00:16:40
ولكن اذا زادت وصار اكثر ما يسمعه السالك في هذا الباب هي تلك الكلمات وكانها معيار التعبد ويكون فقهه وعلمه بما تضمنه كتاب الله سبحانه وتعالى قاصرا وناقصا فهذا من فوائد - 00:17:02
الفقه الصحيح ولهذا لما غلب على كثير من الناظرين في السلوك والتعبد تلك الكلمات وصارت اشبه ما تكون بالمعيار عندهم ضعوا فضاء نظام وتعبدهم وطريقة تعبدهم وقصرت عن طريقة التحقيق البالغة الشرعية التي كان - 00:17:23
عليها الصحابة رضي الله تعالى عنهم الذين فقهوا عبادتهم لربهم سبحانه وتعالى من كتاب الله فخير ما يؤخذ منه التعبد منهجا وسلوكا وطريقة وتصفية للنفس وتزكية لها وترتيبا مدارك النفس وما الى ذلك - 00:17:45
خير ذلك واصدقه كما هو بداهي هو القرآن ولذلك ينبغي للمسلم ان يلزم كتاب الله في حال سيره الى الله وسلوكه الى الله سبحانه وتعالى ان متعبدا ربه باخلاص الدين وبمحبة الله وبتحقيق الخشوع له وباتقاء غضبه وسخطه - 00:18:08
سبحانه وتعالى والاقبال على ما يرضي وجهه الكريم جل وعلا ويستأنس بكلمات الصالحين والعباد التعبد فان لهم كلمات فيها من النور والخير الشيء الكثير. ولكن لا ينبغي ان يغلب ذلك - 00:18:33
لا ينبغي ان يغلب ذلك بل غالب حال المسلم يكون مستنيرا بالنص ويكون ما يتبعه من ذلك هو من بيانه وتفسيره ومما يسبق به اولئك البصراء والعباد والصالحون من نور القرآن. والا فكتاب الله فيه الكفاية - 00:18:52
وفيه التمام ولكن المسلم يحتاج الى اهل الاقتداء من اولئك الصالحين والعباد الصادقين الذين استفاضوا في الامة ويحسبونها هكذا والله حسيب عباده لكن لهم من مقامات الديانة والعلم والتحقيق كلمات - 00:19:15
نافعة واشارات بالغة في التعبد فهذه يستأنس بها وهي من شواهد الايمان الذي يلقيه الله سبحانه وتعالى في قلوبهم عباده الصالحين فالمقصود ان هذه الكلمة للفضيل من فاضل الكلمات. لكن بينوا في كتاب الله هذا المعنى ان العمل يراد ان يكون خالصا - 00:19:33
وان يكون صوابا والاخلاص هو مقام الارادة الاول والصواب هو مقام الاتباع الاول. نعم ثم اورد المصنف رحمه الله ما يقع من العطف كقوله اياك نعبد واياك نستعين مع ان الاستعانة من عبادة الله - 00:19:57
وبين ان هذا معروف في القرآن وهو كذلك وهو معروف في لغة العرب وهو ما يعرف بعطف الخاص على العام وقد يقع ذلك على سبيل التنور كما في الوجه الاخر الذي اشار اليه فاذا اجتمع الاسمان اختص كل واحد منهما تنوعا - 00:20:19
دون الاخر لقول الله سبحانه انما الصدقات للفقراء والمساكين. فالفقير درجة والمسكين هنا درجة. واما اذا ذكر للمسكين وحده سياق دخل فيه الفقيد كقوله جل وعلا اطعام عشرة مساكين فيدخل في ذلك من كان فقيرا من باب او لا - 00:20:40
نعم قال رحمه الله تعالى وقد قيل ان الخاص المعطوف على العامي لا يدخل في العام حال الاقتران. فلا يكون من هذا الباب والتحقيق ان هذا ليس قال الله تعالى من كان عدوا لله وملائكته وجبريل وميكانه وقال عدوا لله وملائكته وقال تعالى من كان - 00:21:01
عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكان. وقال تعالى واذا اخذنا من النبيين ميثاقهم ومن قوم نوح وابراهيم وموسى وعيسى ابن مريم واخذنا منهم ميثاقا غليظا. وذكر الخاص مع العام يكون لاسباب متنوعة. تارة لكونه له خاصية - 00:21:24
ليست لسائر افراد العام كما في نوح وابراهيم وموسى وعيسى باعتبارهم باعتبارهم اولي العزم من الرسل. نعم وتارة لكون العام فيه اطلاق قد لا يفهم منه العموم كما في قوله هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما - 00:21:44
فيكون بيانا وتفسيرا للعموم. نعم فقوله يؤمنون بالغيب يتناول الغيب الذي يجب الايمان به. لكن فيه اجمال فليس فيه دلالة على ان من الغيب ما انزل اليك وما انزل من قبلك وقد يكون المقصود انهم يؤمنون بالمخبر به وهو الغيب وبالاخبار بالغيب وما وهو ما انزل اليك وما انزل من قبلك - 00:22:05
ومن هذا الباب قوله تعالى اتلوا ما اوحي اليك من الكتاب واقم الصلاة. وقولي وقوله والذين يمسكون بالكتاب اقاموا الصلاة وتلاوة القرآن وتلاوة الكتاب هي اتباعه. كما قال ابن مسعود في قوله تعالى الذين اتيناهم الكتاب يتلونه - 00:22:30
حق تلاوته قال يحللون حرامه ويحرمون حرامه ويؤمنون بمتشابهه ويعملون بمحكمه. فاتباع الكتاب يتناول الصلاة وغيرها لكن خصها بالذكر لمزيتها. وكذلك قوله لموسى انني انا الله لا اله الا انا فاعبدني. واقم الصلاة - 00:22:50
ذكري واقامة الصلاة لذكره من اجل من اجل عبادته. وكذلك قوله تعالى واتقوا الله وقولوا قولا سديدا وقوله اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة. وقوله اتقوا الله وكونوا مع الصادقين فان هذه الامور هي ايضا من تمام تقوى الله. وكذلك قوله فاعبده وتوكل عليه - 00:23:12
فان التوكل والاستعانة والاستعانة هي من عبادة الله لكن خصت بالذكر ليقصدها المتعبد بخصوصها فان انها هي العون على سائر انواع العبادة اذ هو سبحانه لا يعبد الا بمعونته اذا تبين هذا فكمال المخلوق في تحقيق عبوديته لله وكلما ازداد العبد تحقيقا للعبودية ازداد كماله - 00:23:38
درجته ومن توهم ان المخلوق يخرج عن العبودية بوجه من الوجوه. او ان الخروج عنها اكمل اكمل فهو من اجهل الخلق واضلهم قال الله قال تعالى وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون الى قول - 00:24:05
وهم من خشيته مشفقون. وقال تعالى وقالوا اتخذ الرحمن ولدا. لقد جئتم شيئا ادا الى قوله ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا لقد احصاهم وعدهم عدا. وكلهم اتيه يوم القيامة فردا. وقال تعالى في المسيح ان - 00:24:27
والا عبد انعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني اسرائيل. وقال تعالى وله من في السماوات والارض. ومن عنده لا يستكبرها لا يخبرون عن عبادته ولا يستحسرون يسبحون الليل والنهار لا يفترون - 00:24:47
وقال تعالى لن يستنكف المسيح المسيح ان يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشر اليه جميعا الى قوله ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا. نعم اذا هذه الايات التي ساقها المصنف رحمه الله - 00:25:05
في هذا المقام وبين ما في عطف الخاص على العام من مقاصد الشريعة. وهذا كثير في القرآن هذا كثير في القرآن ويكون فيه من اوجه الدلالات كدلالته على امتياز هذا - 00:25:25
الخاص الذي عطف على العام او يكون فيه من البيان للعام الى غير ذلك ومن تحقيق المصنف رحمه الله ان هذه الايات التي يستشهد بها في رسالته يمضيها على وجهها الذي وردت به - 00:25:44
بمعنى لا يشرع في اه توجيهه او بيان معناها بالدلالات القاصرة عن كمالها وهذا ليبين ان التعبد لله سبحانه وتعالى يكون باتباع القرآن وبهدي القرآن بعض الاوجه من التفسير التي يفسر بها القرآن - 00:26:04
لا تكون مناسبة لهذا المقام بمعنى ان بعض الناس صار عنده رغبة في ان كل ما يسمعه من الكتاب هو السنة يحتاج عنده الى تفسير وكأن هذا التفسير هو بوابة دخوله الى قلبه هذا خطأ - 00:26:32
الاصل ان كلام الله سبحانه وتعالى وكلام الرسول عليه الصلاة والسلام محل ادراك للمكلفين صحيح ان هنالك من اوجه الاستدلال على بعض الاحكام اوفق بعض الادلة ما يحتاج الى البصيرة ويحتاج الى التقريب ويحتاج الى البيان بالجمل المبينة والمفسرة الى اخره - 00:26:52
هذا له له مادته ولكن ليس على سبيل الاضطرار الاصل ان الاية يكون اثرها مباشرا لقلب المسلم بسياقها لان سياق القرآن لا يمكن لمفسر مهما علا قدره حتى الصحابة رضي الله عنهم ان يأتوا على - 00:27:16
طريقة القرآن في تفسيره ولذلك المفسر اما ان يفسر اللفظ بمرادف فهو وانس ان ذكر مرادفا من حيث اللغة لكنه لا يستطيع ان يجد في اللغة مرادفا من حيث السياق - 00:27:37
فيقصر تفسيره ولابد من هذا الوجه ويصير لو قدر خلافه من تحصيل الحاصل واما ان نفسر بالمبين من النوع او الاحاد من الدلالة فيكون هذا قاصرا عما تضمنته الاية من الشمول والعموم - 00:27:54
ولذلك مثل هذا يستعمل اذا قام سببه لبيان حكم او تقريب دلالة والناس فيه درجات من جهة العلم ليسوا درجة واحدة وهذا مقام له اعتبار وهو اختلاف درجات المكلفين في الادراك والعلم ليسوا - 00:28:16
اعني المكلفين ليسوا درجة واحدة وثانيا باعتبار مقام الايات ودلالة الاية على احكام الشريعة ايضا هذا مقام له اعتباره لكن يكفي الى هذا المقام والى هذا المقام لا يزاد على ذلك - 00:28:36
ليصل نور القرآن الى قلوب الناس الان تجد الكثير من المواعظ والخطب والمحاظرات وما الى ذلك تسعين بالمئة او ثمانين بالمئة كلام المتكلم وتجد النصوص من القرآن والسنة قليلة مقارنة بغلبة هذا الكلام - 00:28:57
هذا بهذه الطريقة لم يكن معروفا عند السلف رحمهم الله لم يكن وعظهم وطريقتهم بهذه الطريقة ينبغي ان يكثر على الناس سماع الكلام الاعظم وهو كلام الله سبحانه وتعالى وكلام الرسول عليه الصلاة - 00:29:21
والسلام ويبين بين ذلك بين الايات والاحاديث كما هي طريقة المصنف وهو ما كتب هذه الرسالة للعلماء هي ليست متنا في علم اصول الفقه ورسالة في اما مشكل المسائل الفقهية او ما الى ذلك هي رسالة في العبودية - 00:29:43
والاصل انه يخاطب بها العموم من الناس من المكلفين ومع ذلك تجد من سرده للايات ويجعل التعليق عليها يسيرا بقدر ما يستدعيه المقام وله مشابه في ذلك لما كتب العقيدة الوسطية او الرسالة الوسطية - 00:30:03
تجد انه في صدرها ذكر كثيرا من ايات القرآن ثم بعد ذلك جملة من الاحاديث الصحاح اليس كذلك؟ ثم فرع بعد ذلك. واذا نظرت في كتب السلف رحمهم الله ومن روى عن السلف كلامهم فالامر كذلك - 00:30:24
وكتب الحديث بل كان بعض الائمة كالامام احمد يتقي ان يعلق على الاحاديث كان بعض الائمة كلمة محمود يتقي ان يكتب على الاحاديث شيئا والامام مالك في موطأه كتب كثيرا ثم اختصر ما كتب - 00:30:43
هذا على كل حال كما قلت مرتبط بدرجات العلم ودرجات المكلفين واحوال المكلفين والعلم اذا كان يبين ما في القرآن والسنة فهو خير لكن المقصود هنا الذي فات على كثير من الناس - 00:31:00
آآ شغفهم بكلام الناس من حيث لا يشعرون. صارت كثير من الكلمات والمواعظ والمحاظرات يغلب فيها كلام المتكلم وحتى طرق التفسير كما اشرت سابقا القرآن نزل بينا وسمعه العامة والخاصة - 00:31:19
وسمعه من ليس من اهل العلم من المشركين ولا من اهل الدين فامنوا به وما كفر به الا من كابر وعانت والا فلم يكن احد يسمع هذا القرآن ويجد عليه مطعنا - 00:31:43
او مأخذا او انه لا يدرك ولا يفهم فلذلك ينبغي لاهل العلم ان يوصوا الناس وينبغي للمسلم ان يلزم القرآن لان القرآن فيه النور وكلام الرسول عليه الصلاة والسلام نعم - 00:31:58
قال وقال تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم. ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين. وقال تعالى ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجد للشمس ولا للقمر. واسجدوا لله الذي خلقهن ان كنتم اياه تعبدون. فان استكبروا فالذين عند - 00:32:18
ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسأمون. وقال تعالى واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة. الى قوله ان الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه ولا هم يسجدون - 00:32:38
وهذا ونحوه مما فيه وصف اكابر المخلوقات بالعبادة. وذم من خرج عن ذلك متعدد في القرآن. وقد اخبر انه ارسل جميع الرسل بذلك. نعم لان الله سبحانه وتعالى جميع الخلق قد ذلوا له طوعا او كرها - 00:32:52
وهم عباده كما قال الله جل وعلا ان كل ما في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا. وكقوله جل وعلا تسبح له السماوات السبع والارض ومن فيهن. وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم انه - 00:33:10
وكان حليبا غفورا. نعم فقال تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون. وقال ولقد بعثنا في كل امة رسولا اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. وقال تعالى لبني اسرائيل يا عبادي الذين امنوا ان ارضي واسعة فاياي فاعبدون - 00:33:30
وقال واياي فاتقون. وقال يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون وقال وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. نعم كفل هذه الاية على قول الله وما خلقت الجن والانس - 00:33:53
الا ليعبدون وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:34:09