الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فقد نقل النووي رحمه الله في باب فضل الحب في الله والحث عليه - 00:00:00
عن البراء بن عازب رضي الله تعالى عنه انه قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم في الانصار لا يحبهم الا مؤمن ولا يبغضهم الا منافق من احبهم احبه الله ومن ابغضهم ابغضه الله متفق عليه - 00:00:15
هذا الحديث الشريف فيه بيان عظيم فضل الانصاري رضي الله تعالى عنهم فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في شأنهم لا يحبهم الا مؤمن ولا يبغضهم الا منافق من هم الانصار؟ الانصار هم - 00:00:34
فئة من اصحاب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فالنبي صلى الله عليه وسلم بعثه الله بالهدى ودين الحق في مكة امن به من امن من اصحابه ثم انه صلى الله عليه وسلم - 00:00:54
ضاق عليه الامر في مكة بسبب ما كان من اذى المشركين له صلى الله عليه وسلم ولمن امن به فطلب صلى الله عليه وسلم مكانا يتمكن فيه من تبليغ دين الله عز وجل ويكون مأرزا للايمان ومأوى لاهل الاسلام فكان ان يسر الله - 00:01:09
ان الاوس والخزرج وهم من اهل المدينة التي كانت تسمى في الجاهلية يثرب فجاءوا فبايعوا النبي صلى الله عليه وسلم اولا على الايمان. ثم بايعوه صلى الله عليه وسلم على النصرة - 00:01:32
فهاجر اليهم صلى الله عليه وعلى اله وسلم فسموا الانصار لانهم تبوأوا الدار والايمان و اظافوا اهل الاسلام ممن وفد اليهم من المهاجرين. فكانوا مأرزا للايمان ومأوى لاهل الاسلام ومهاجرا - 00:01:48
لكل من ضاقت عليه الامور في بلده او في مكانه. فكانوا رضي الله تعالى عنهم خير ناصر لله ورسوله ولاهل الايمان. ولذلك لقبوا بهذا اللقب. وقد اثنى الله تعالى عليهم في كتابه الحكيم - 00:02:07
فقال تعالى والذين تبوأوا الدار والايمان من قبلهم اي من قبل اه مجيء المهاجرين يحبون من هاجر اليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة. ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون. فقد وقوا - 00:02:27
وشح انفسهم رظي الله تعالى عنهم قاسموا المهاجرين اموالهم ديارهم بل وازواجهم في اول الامر كان ذلك من عظيم نصرتهم لله ورسوله ولاهل الايمان فسموا بهذا الاسم النبي صلى الله عليه وسلم قال فيهم من احبهم احبه الله - 00:02:48
وذلك لهذا الوصف الذي اتسموا به وهو نصرتهم لله ورسوله ولاهل الايمان فكانت منزلتهم هذه المنزلة ان من احبهم لاجل هذا الامر فان الله تعالى يحبه ومن احبه الله كان سمعه الذي يسمع به. وبصره الذي يبصر به. ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها. ولا يستنصره لا ينصر - 00:03:11
ولا للاستعاذة ولا ليعيذنه. هذا فضل ما يذيكه المؤمن بمحبة الله فمحبة الله للعبد منزلة رفيعة. رتب على هذا العمل وهو ان يحب من احبهم الله وهم الانصار. فان قوله صلى الله عليه وسلم من احبه احب من - 00:03:38
ومحبه الله لانهم احباب الله جل وعلا. فقد بلغوا منزلة عالية رفيعة حتى بلغوا هذه المنزلة. وكان ذلك كلمات قام بهم من العمل الصالح وهو نصرة الله ورسوله ونصرة المؤمنين - 00:03:58
ايواءهم اه لمن هاجر اليهم من اهل الاسلام وقال صلى الله عليه وسلم ولا يبغضهم الا منافق. قال لا يحبهم الا مؤمن هذا دليل الايمان. فدليل الايمان محبتهم لما كانوا عليه من النصرة. ولا يبغضهم الا منافق لانه - 00:04:17
بغض من اشتغل بالطاعة والاحسان. وهذا اذا ابغضهم لهذا الوصف بمعنى انه من احبهم لاجل نصرتهم فهو مؤمن. ومن ابغضهم لاجل نصرتهم فهو منافق. وذاك انه ابغض ما يحبه الله تعالى. وجزاء هذا العمل القلبي وهو محبة من احب الله - 00:04:42
من احبه الله وبغض من ابغضه الله ان الله تعالى يحب من احبهم احبه الله ومن ابغضهم ابغضه الله. هذا الحديث فيه جملة من الفوائد اولا فيه فضل الانصار رضي الله تعالى عنهم - 00:05:05
حيث رتب النبي صلى الله عليه وسلم محبة الله على محبتهم وبغض الله على بغضهم واخبر بانه لا يحبهم الا مؤمن ولا يبغضهم الا منافق فاثبت وصف الايمان لمن احبهم ووصفا للنفاق لمن ابغضهم. واثبت الاجر والجزاء بعد اثبات هذا الوصف - 00:05:22
بان الله يحب من احبهم ويبغض من ابغضهم. وفيه من الفوائد محبة كل من اشتغل بطاعة وعمل صالح يحبه الله فان النصرة عمل صالح ثواب هذا العمل الصالح تحصيل محبة الله عز وجل. فينبغي للمؤمن ان يحرص على كل عمل صالح وليعلم ان ادراك محبة الله - 00:05:47
هي بمحبته جل وعلا لما شرع وقيامه بما امر واشتغاله بطاعته جل وعلا واذا حصل ذلك ادرك محبة الله عز وجل. وفيه من الفوائد ان محبة الله تعالى تحصل للعبد بسعي منه وعمله. كما ان - 00:06:11
بغض الله تعالى العبد يحصل اه بسعي من العبد وعمل. فقد جعل الله محبتي اسبابا ولبغضه اسبابا. وفيه اثبات الاوصاف بناء على الاعمال فانه قال لا يحبهم الا مؤمن اثبت الوصف بالعمل ونفاه بالعمل فقال ولا يبغضهم الا منافق. فاثبت وصف النفاق - 00:06:30
ب العمل وهو بغض من احبه الله ورسوله. فجعل بغض من احبه الله ورسوله مما يثبت النفاق وفيه من الفوائد ان الله تعالى موصوف بالمحبة والبغض وهما من الافعال الاختيارية من الصفات الفعلية. الاختيارية فانه جل وعلا يحب من يشاء و - 00:06:58
يبغض من يشاء وهذا مما اثبت اهل السنة والجماعة ودل عليه القرآن والسنة واما تأويل ذلك بمقتضاه ولازمه فليس بصحيح. بل اهل السنة يثبتون الوصف واللازم. فقول من قال من احب من - 00:07:27
من احبه الله اي اثابه واراد او اراد اثابته فهذا تأويل باللازم وليس تأويل وليس تفسيرا الصفة بحقيقتها نثبت محبة الله لعباده ولازم ذلك وهو ان يثيبهم وان يكرمهم وان ينعم عليهم. كذلك البغض وصف يقوم به جل - 00:07:47
لو على بمشيئته على على على الوصف اللائق به جل في علاه. ومقتضاه الحاق العقوبة بمن يبغضه سبحانه وبحمده. وهذه مما استقر عليه عقد اهل السنة والجماعة في الصفات الفعلية الاختيارية - 00:08:08
والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:08:29
التفريغ
الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فقد نقل النووي رحمه الله في باب فضل الحب في الله والحث عليه - 00:00:00
عن البراء بن عازب رضي الله تعالى عنه انه قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم في الانصار لا يحبهم الا مؤمن ولا يبغضهم الا منافق من احبهم احبه الله ومن ابغضهم ابغضه الله متفق عليه - 00:00:15
هذا الحديث الشريف فيه بيان عظيم فضل الانصاري رضي الله تعالى عنهم فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في شأنهم لا يحبهم الا مؤمن ولا يبغضهم الا منافق من هم الانصار؟ الانصار هم - 00:00:34
فئة من اصحاب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فالنبي صلى الله عليه وسلم بعثه الله بالهدى ودين الحق في مكة امن به من امن من اصحابه ثم انه صلى الله عليه وسلم - 00:00:54
ضاق عليه الامر في مكة بسبب ما كان من اذى المشركين له صلى الله عليه وسلم ولمن امن به فطلب صلى الله عليه وسلم مكانا يتمكن فيه من تبليغ دين الله عز وجل ويكون مأرزا للايمان ومأوى لاهل الاسلام فكان ان يسر الله - 00:01:09
ان الاوس والخزرج وهم من اهل المدينة التي كانت تسمى في الجاهلية يثرب فجاءوا فبايعوا النبي صلى الله عليه وسلم اولا على الايمان. ثم بايعوه صلى الله عليه وسلم على النصرة - 00:01:32
فهاجر اليهم صلى الله عليه وعلى اله وسلم فسموا الانصار لانهم تبوأوا الدار والايمان و اظافوا اهل الاسلام ممن وفد اليهم من المهاجرين. فكانوا مأرزا للايمان ومأوى لاهل الاسلام ومهاجرا - 00:01:48
لكل من ضاقت عليه الامور في بلده او في مكانه. فكانوا رضي الله تعالى عنهم خير ناصر لله ورسوله ولاهل الايمان. ولذلك لقبوا بهذا اللقب. وقد اثنى الله تعالى عليهم في كتابه الحكيم - 00:02:07
فقال تعالى والذين تبوأوا الدار والايمان من قبلهم اي من قبل اه مجيء المهاجرين يحبون من هاجر اليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة. ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون. فقد وقوا - 00:02:27
وشح انفسهم رظي الله تعالى عنهم قاسموا المهاجرين اموالهم ديارهم بل وازواجهم في اول الامر كان ذلك من عظيم نصرتهم لله ورسوله ولاهل الايمان فسموا بهذا الاسم النبي صلى الله عليه وسلم قال فيهم من احبهم احبه الله - 00:02:48
وذلك لهذا الوصف الذي اتسموا به وهو نصرتهم لله ورسوله ولاهل الايمان فكانت منزلتهم هذه المنزلة ان من احبهم لاجل هذا الامر فان الله تعالى يحبه ومن احبه الله كان سمعه الذي يسمع به. وبصره الذي يبصر به. ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها. ولا يستنصره لا ينصر - 00:03:11
ولا للاستعاذة ولا ليعيذنه. هذا فضل ما يذيكه المؤمن بمحبة الله فمحبة الله للعبد منزلة رفيعة. رتب على هذا العمل وهو ان يحب من احبهم الله وهم الانصار. فان قوله صلى الله عليه وسلم من احبه احب من - 00:03:38
ومحبه الله لانهم احباب الله جل وعلا. فقد بلغوا منزلة عالية رفيعة حتى بلغوا هذه المنزلة. وكان ذلك كلمات قام بهم من العمل الصالح وهو نصرة الله ورسوله ونصرة المؤمنين - 00:03:58
ايواءهم اه لمن هاجر اليهم من اهل الاسلام وقال صلى الله عليه وسلم ولا يبغضهم الا منافق. قال لا يحبهم الا مؤمن هذا دليل الايمان. فدليل الايمان محبتهم لما كانوا عليه من النصرة. ولا يبغضهم الا منافق لانه - 00:04:17
بغض من اشتغل بالطاعة والاحسان. وهذا اذا ابغضهم لهذا الوصف بمعنى انه من احبهم لاجل نصرتهم فهو مؤمن. ومن ابغضهم لاجل نصرتهم فهو منافق. وذاك انه ابغض ما يحبه الله تعالى. وجزاء هذا العمل القلبي وهو محبة من احب الله - 00:04:42
من احبه الله وبغض من ابغضه الله ان الله تعالى يحب من احبهم احبه الله ومن ابغضهم ابغضه الله. هذا الحديث فيه جملة من الفوائد اولا فيه فضل الانصار رضي الله تعالى عنهم - 00:05:05
حيث رتب النبي صلى الله عليه وسلم محبة الله على محبتهم وبغض الله على بغضهم واخبر بانه لا يحبهم الا مؤمن ولا يبغضهم الا منافق فاثبت وصف الايمان لمن احبهم ووصفا للنفاق لمن ابغضهم. واثبت الاجر والجزاء بعد اثبات هذا الوصف - 00:05:22
بان الله يحب من احبهم ويبغض من ابغضهم. وفيه من الفوائد محبة كل من اشتغل بطاعة وعمل صالح يحبه الله فان النصرة عمل صالح ثواب هذا العمل الصالح تحصيل محبة الله عز وجل. فينبغي للمؤمن ان يحرص على كل عمل صالح وليعلم ان ادراك محبة الله - 00:05:47
هي بمحبته جل وعلا لما شرع وقيامه بما امر واشتغاله بطاعته جل وعلا واذا حصل ذلك ادرك محبة الله عز وجل. وفيه من الفوائد ان محبة الله تعالى تحصل للعبد بسعي منه وعمله. كما ان - 00:06:11
بغض الله تعالى العبد يحصل اه بسعي من العبد وعمل. فقد جعل الله محبتي اسبابا ولبغضه اسبابا. وفيه اثبات الاوصاف بناء على الاعمال فانه قال لا يحبهم الا مؤمن اثبت الوصف بالعمل ونفاه بالعمل فقال ولا يبغضهم الا منافق. فاثبت وصف النفاق - 00:06:30
ب العمل وهو بغض من احبه الله ورسوله. فجعل بغض من احبه الله ورسوله مما يثبت النفاق وفيه من الفوائد ان الله تعالى موصوف بالمحبة والبغض وهما من الافعال الاختيارية من الصفات الفعلية. الاختيارية فانه جل وعلا يحب من يشاء و - 00:06:58
يبغض من يشاء وهذا مما اثبت اهل السنة والجماعة ودل عليه القرآن والسنة واما تأويل ذلك بمقتضاه ولازمه فليس بصحيح. بل اهل السنة يثبتون الوصف واللازم. فقول من قال من احب من - 00:07:27
من احبه الله اي اثابه واراد او اراد اثابته فهذا تأويل باللازم وليس تأويل وليس تفسيرا الصفة بحقيقتها نثبت محبة الله لعباده ولازم ذلك وهو ان يثيبهم وان يكرمهم وان ينعم عليهم. كذلك البغض وصف يقوم به جل - 00:07:47
لو على بمشيئته على على على الوصف اللائق به جل في علاه. ومقتضاه الحاق العقوبة بمن يبغضه سبحانه وبحمده. وهذه مما استقر عليه عقد اهل السنة والجماعة في الصفات الفعلية الاختيارية - 00:08:08
والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:08:29