الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال النووي رحمه الله في رياض الصالحين باب اجراء احكام الناس على الظاهر وسرائرهم الى الله تعالى - 00:00:00
ونقل في ذلك عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله واني رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة - 00:00:18
فاذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم واموالهم الا بحق الاسلام وحسابهم على الله تعالى متفق عليه ونقل ايضا عن ابي عبدالله طارق بن اشيا رضي الله تعالى عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قال لا اله الا الله - 00:00:34
وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله تعالى رواه مسلم هذا الباب الذي ذكر فيه البخاري الذي ذكر فيه النووي رحمه الله هذا المعنى هو من - 00:00:55
الابواب المهمة التي يحتاج اليها كل مسلم فان القاعدة الشرعية التي تبنى عليها معاملة الانسان مع غيره ان الاحكام بناؤها على الظاهر المعاملات التي تكون بين الناس لا يفتش فيها عن المقاصد - 00:01:12
والنوايا والسرائر وما اخفته الضمائر فذاك امر يعسر الوقوف عليه. ولا سبيل الى العلم به على وجه اليقين الا بالوحي ولهذا انقطع النظر الى السرائر والمقاصد والنيات وجرى حكم الشرع على الظواهر - 00:01:34
وما بدأ من قول او فعل الظاهر هو ما يظهر من الانسان في قوله او فعله. واما السرائر فهي ما اخفته القلوب وما انطوت عليه الافئدة وما اكلته الظمائر وذاك لا سبيل الى العلم به - 00:02:02
وقد برئت الشريعة على هذا الاصل وهو اصل مجمع عليه. لا خلاف بين اهل العلم في القول به والعمل به. وان كان قد يتخلف العمل بهذا في معاملة الناس كثيرا فيتكلمون عن المقاصد - 00:02:26
ويتحدثون عن نوايا لكن هذا خلاف ما جاءت به الشريعة. وقد اكده النبي صلى الله عليه وسلم في احاديث كثيرة ولذلك ذكر المؤلف رحمه الله جملة من الاحاديث التي تقرر هذا المعنى. وان الشأن كل الشأن فيما يتعلق - 00:02:45
ما يتصل بما في ظاهر الانسان من قوله وفعله. واما ما كان في سريرته وفي قلبه فذاك موكول الى الله جل وعلا. فامره الى الله تعالى ان الى ربك الرجعى هو جل وعلا الذي - 00:03:08
يختبر السرائر يوم تبلى السرائر فما له من قوة ولا ناصر. والله تعالى يقول افلا يعلم اذا بعثر ما في القبور وحصل الى ما في الصدور الشأن كله فيما يكون من ظاهر الانسان. اما ما يكون من خفاياه وسرائره فذاك الى - 00:03:30
يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور الحديث الاول حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنه فيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس والمقصود بالمقاتلة المدافعة. وهذا من دفع الباطل - 00:03:53
الذبة على الحق امرت ان اقاتل الناس والناس هنا المقصود بهم من حاد الله ورسوله. ومن صد عن سبيل الله. ومن حال بين دين الله تعالى وبين الناس. امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا - 00:04:12
ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. اي حتى يأتوا بهذه الشهادة التي هي مفتاح الاسلام. والتي بها يدخلون في دين الله عز وجل. وحتى هنا اما انها اما ان تكون تعليل - 00:04:32
واما ان تكون غائية وكلا المعنيين له وجه. حتى يشهدوا ان لا اله الا الله اي لاجل ان يشهدوا ان لا اله الا الله. واذا كانت الى ان يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. واضاف الى هذه الشهادة التي هي مفتاح - 00:04:47
عقد الاسلام وبها يدخل الانسان في دين الله عز وجل عملين قال صلى الله عليه وسلم ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة. وهذان العملان عليهما مدار اعمال الاسلام. فان اعمال الاسلام وفرائضه وشرائعه تدور على هذين المعنيين اما فيما يتعلق بحق الله تعالى من العمل او فيما يتعلق بما يصلح - 00:05:07
ما بين الانسان وغيره من الخلق فاما اقام الصلاة فذاك صلاح ما بين العبد وربه. واما ايتاء الزكاة هذا مفتاح صلاح ما بين الانسان وسائر الخلق باداء الحقوق والامانات الى اهلها. قال النبي صلى الله عليه وسلم فاذا - 00:05:34
قالوا ذلك المشار اليه شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة عصموا مني دماءهم واموالهم الا بحق الاسلام اي صانوا وحرموا ومنعوا مني - 00:05:54
الاعتداء على دمائهم واموالهم. فالعصمة تثبت بهذه الامور تثبت شهادة ان لا اله الا الله. وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة كما قال الله تعالى في سورة التوبة. فان - 00:06:15
كما قال جل وعلا فان تابوا واقاموا الصلاة واتوا الزكاة فاخوانكم في الدين وفي الاية الاخرى قال فان تابوا واقاموا الصلاة واتوا الزكاة فخلوا سبيلهم. فيثبت عقد الاسلام ووصفه لمن تحقق في هذه الخصال الذي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ودلت عليها الايات الكريمات - 00:06:32
ولذلك قال عصموا مني دماءهم دماءهم اي الاعتداء والجناية على دمائهم سواء كان ذلك في النفس او ما دونها. واموال واموالهم مني دماءهم واموالهم اي ومنعوا مني اموالهم فاموالهم محترمة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم كل المسلم على المسلم حرام - 00:06:57
وماله وعرضه ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ان المبيح للمال والدم بعد عصمة الاسلام هو ان يأتي بما يوجب ذلك من اقتراف ما يبيح الدم كما في القصاص مثلا او ما يبيح المال كما في ما رتبه الشارع من الحقوق في المال - 00:07:21
آآ ما يتصل آآ اباحة المال لسبب من الاسباب. اما في اعتداء او في جناية او غير ذلك. ثم قال صلى الله عليه وسلم بعد ذلك قال وحسابهم على الله تعالى وهذا هو موطن - 00:07:49
الشاهد في هذا الحديث وفي سياقته. وفي سياقه في هذا الباب حسابهم على الله. اي اذا اتوا بما يظهر من قول وعمل شهادة ان لا اله الا الله قول وان محمدا رسول الله قول اقام الصلاة عمل ايتاء الزكاة عمل فاذا ظهر منهم ما يثبت به اسلامه - 00:08:08
وهم من قول او عمل فانهم يأخذون حكمه وبالتالي توكل سرائرهم الى الله ولذلك قال صلى الله عليه وسلم وحسابهم على الله يعني لست موكلا ليس موكلا الي التنقيب عما في قلوبهم - 00:08:31
والنظر هل قالوا ذلك عن ايمان ويقين وجزم؟ ام قالوا ذلك ابهارا لما تحقن به دماؤهم وتعصم اموالهم وان كانوا على خلاف ذلك. وهذا الشاهد في الحديث في قوله صلى الله عليه وسلم وحسابهم على الله يعني الذي يتولى محاسبتهم على ما اكنته ظمائرهم وما ابطنته - 00:08:49
هو الله جل وعلا واما في الدنيا فان هل احكام والنظر الى ما يصدر عنهم من قول او عمل. اما ما يكون في القلوب فذاك موكول الى الام الغيوب جل في علاه هو الذي يحاسب الناس وهو الذي يعلم ما تخفي الصدور وما تكن الظمائر ولذلك يوم القيامة يميز الله تعالى - 00:09:14
الخبيثة من الطيب فالمنافقون تنكشف اعمالهم وتبدو خفاياهم ويحاسبون على ما كان من حقائق ما في قلوبهم لا ما اظهرته جوارحهم وتكلمت به السنتهم وقد خلت قلوبهم من معاني ذلك - 00:09:42
واما الحديث الاخر فكذلك يؤيد هذا المعنى في حديث طارق بلاشهم رضي الله تعالى عنه قال صلى الله عليه وسلم من قال لا اله الا الله وهذا اظهار لما يعصم الدم. من قال لا اله الا الله وكفر بما يعبد من دون الله. اي وتبرأ من كل معبود - 00:10:01
من دون الله وهذا يتحقق بالكفر بالطاغوت. كما قال تعالى فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى. قال صلى الله عليه وسلم وكفر بما يعبد من دون الله فلا يقر شيئا من المعبودات سوى الله جل وعلا فكل ما عبد من دونه فهو باطل سبحانه وبحمده حرم - 00:10:22
ماله ودمه وحسابه على الله عز وجل وهو حسابه على الله تعالى رواه مسلم. فهذا الحديث فيه ان قول هذه الكلمة وهي كلمة التوحيد كاف في اثبات العصمة ويتبين بذلك ان ما ذكر من اقام الصلاة وايتاء الزكاة هي توابع - 00:10:42
لهذه الكلمة التي تحصل بها الاسماء. والشاهد هو ان من اظهر ما يكون به مسلما فانه يجب الكف عما اكنه قلبه واخفأته سريرته ويعامل بما ظهر. ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم - 00:11:05
عاب على خالد بن الوليد رضي الله تعالى عنه لما قتل من قتل ممن لم يحسن الاقرار بالاسلام فقالوا صبأنا صبأنا وقتلهم خالد ظنا منه انهم لم يسلموا. وكانوا يريدون انهم اسلمنا اسلمنا لكن لم يحسنوا البيان - 00:11:27
ولم يحسنوا النطق بشهادة ان لا اله الا الله. فعد ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم اسلاما. وان كانوا لم يأتوا بالكلمة على الوجه الصحيح لكن لما كان هذا القول مظهرا لحقيقة - 00:11:48
الاقرار بما كانوا يدعون اليه ولو اخطأوا فيه فانهم يقبل منهم وتعصم به دماؤهم واموالهم. وبه يعلم ان المقصود هو ان يظهر من الانسان ما يتبين به ايمانه واقباله على الله عز وجل واقراره بالاسلام - 00:12:03
وان اخطأ في اللفظ والبيان فانه لا ينتهك ما يكون من عصمة دمه وماله لانه اتى بالشرط الذي يتحقق تتحقق به الازمة. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما يا عليم. وصلى الله وسلم - 00:12:26
على نبينا محمد - 00:12:46
التفريغ
الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال النووي رحمه الله في رياض الصالحين باب اجراء احكام الناس على الظاهر وسرائرهم الى الله تعالى - 00:00:00
ونقل في ذلك عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله واني رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة - 00:00:18
فاذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم واموالهم الا بحق الاسلام وحسابهم على الله تعالى متفق عليه ونقل ايضا عن ابي عبدالله طارق بن اشيا رضي الله تعالى عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قال لا اله الا الله - 00:00:34
وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله تعالى رواه مسلم هذا الباب الذي ذكر فيه البخاري الذي ذكر فيه النووي رحمه الله هذا المعنى هو من - 00:00:55
الابواب المهمة التي يحتاج اليها كل مسلم فان القاعدة الشرعية التي تبنى عليها معاملة الانسان مع غيره ان الاحكام بناؤها على الظاهر المعاملات التي تكون بين الناس لا يفتش فيها عن المقاصد - 00:01:12
والنوايا والسرائر وما اخفته الضمائر فذاك امر يعسر الوقوف عليه. ولا سبيل الى العلم به على وجه اليقين الا بالوحي ولهذا انقطع النظر الى السرائر والمقاصد والنيات وجرى حكم الشرع على الظواهر - 00:01:34
وما بدأ من قول او فعل الظاهر هو ما يظهر من الانسان في قوله او فعله. واما السرائر فهي ما اخفته القلوب وما انطوت عليه الافئدة وما اكلته الظمائر وذاك لا سبيل الى العلم به - 00:02:02
وقد برئت الشريعة على هذا الاصل وهو اصل مجمع عليه. لا خلاف بين اهل العلم في القول به والعمل به. وان كان قد يتخلف العمل بهذا في معاملة الناس كثيرا فيتكلمون عن المقاصد - 00:02:26
ويتحدثون عن نوايا لكن هذا خلاف ما جاءت به الشريعة. وقد اكده النبي صلى الله عليه وسلم في احاديث كثيرة ولذلك ذكر المؤلف رحمه الله جملة من الاحاديث التي تقرر هذا المعنى. وان الشأن كل الشأن فيما يتعلق - 00:02:45
ما يتصل بما في ظاهر الانسان من قوله وفعله. واما ما كان في سريرته وفي قلبه فذاك موكول الى الله جل وعلا. فامره الى الله تعالى ان الى ربك الرجعى هو جل وعلا الذي - 00:03:08
يختبر السرائر يوم تبلى السرائر فما له من قوة ولا ناصر. والله تعالى يقول افلا يعلم اذا بعثر ما في القبور وحصل الى ما في الصدور الشأن كله فيما يكون من ظاهر الانسان. اما ما يكون من خفاياه وسرائره فذاك الى - 00:03:30
يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور الحديث الاول حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنه فيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس والمقصود بالمقاتلة المدافعة. وهذا من دفع الباطل - 00:03:53
الذبة على الحق امرت ان اقاتل الناس والناس هنا المقصود بهم من حاد الله ورسوله. ومن صد عن سبيل الله. ومن حال بين دين الله تعالى وبين الناس. امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا - 00:04:12
ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. اي حتى يأتوا بهذه الشهادة التي هي مفتاح الاسلام. والتي بها يدخلون في دين الله عز وجل. وحتى هنا اما انها اما ان تكون تعليل - 00:04:32
واما ان تكون غائية وكلا المعنيين له وجه. حتى يشهدوا ان لا اله الا الله اي لاجل ان يشهدوا ان لا اله الا الله. واذا كانت الى ان يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. واضاف الى هذه الشهادة التي هي مفتاح - 00:04:47
عقد الاسلام وبها يدخل الانسان في دين الله عز وجل عملين قال صلى الله عليه وسلم ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة. وهذان العملان عليهما مدار اعمال الاسلام. فان اعمال الاسلام وفرائضه وشرائعه تدور على هذين المعنيين اما فيما يتعلق بحق الله تعالى من العمل او فيما يتعلق بما يصلح - 00:05:07
ما بين الانسان وغيره من الخلق فاما اقام الصلاة فذاك صلاح ما بين العبد وربه. واما ايتاء الزكاة هذا مفتاح صلاح ما بين الانسان وسائر الخلق باداء الحقوق والامانات الى اهلها. قال النبي صلى الله عليه وسلم فاذا - 00:05:34
قالوا ذلك المشار اليه شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة عصموا مني دماءهم واموالهم الا بحق الاسلام اي صانوا وحرموا ومنعوا مني - 00:05:54
الاعتداء على دمائهم واموالهم. فالعصمة تثبت بهذه الامور تثبت شهادة ان لا اله الا الله. وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة كما قال الله تعالى في سورة التوبة. فان - 00:06:15
كما قال جل وعلا فان تابوا واقاموا الصلاة واتوا الزكاة فاخوانكم في الدين وفي الاية الاخرى قال فان تابوا واقاموا الصلاة واتوا الزكاة فخلوا سبيلهم. فيثبت عقد الاسلام ووصفه لمن تحقق في هذه الخصال الذي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ودلت عليها الايات الكريمات - 00:06:32
ولذلك قال عصموا مني دماءهم دماءهم اي الاعتداء والجناية على دمائهم سواء كان ذلك في النفس او ما دونها. واموال واموالهم مني دماءهم واموالهم اي ومنعوا مني اموالهم فاموالهم محترمة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم كل المسلم على المسلم حرام - 00:06:57
وماله وعرضه ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ان المبيح للمال والدم بعد عصمة الاسلام هو ان يأتي بما يوجب ذلك من اقتراف ما يبيح الدم كما في القصاص مثلا او ما يبيح المال كما في ما رتبه الشارع من الحقوق في المال - 00:07:21
آآ ما يتصل آآ اباحة المال لسبب من الاسباب. اما في اعتداء او في جناية او غير ذلك. ثم قال صلى الله عليه وسلم بعد ذلك قال وحسابهم على الله تعالى وهذا هو موطن - 00:07:49
الشاهد في هذا الحديث وفي سياقته. وفي سياقه في هذا الباب حسابهم على الله. اي اذا اتوا بما يظهر من قول وعمل شهادة ان لا اله الا الله قول وان محمدا رسول الله قول اقام الصلاة عمل ايتاء الزكاة عمل فاذا ظهر منهم ما يثبت به اسلامه - 00:08:08
وهم من قول او عمل فانهم يأخذون حكمه وبالتالي توكل سرائرهم الى الله ولذلك قال صلى الله عليه وسلم وحسابهم على الله يعني لست موكلا ليس موكلا الي التنقيب عما في قلوبهم - 00:08:31
والنظر هل قالوا ذلك عن ايمان ويقين وجزم؟ ام قالوا ذلك ابهارا لما تحقن به دماؤهم وتعصم اموالهم وان كانوا على خلاف ذلك. وهذا الشاهد في الحديث في قوله صلى الله عليه وسلم وحسابهم على الله يعني الذي يتولى محاسبتهم على ما اكنته ظمائرهم وما ابطنته - 00:08:49
هو الله جل وعلا واما في الدنيا فان هل احكام والنظر الى ما يصدر عنهم من قول او عمل. اما ما يكون في القلوب فذاك موكول الى الام الغيوب جل في علاه هو الذي يحاسب الناس وهو الذي يعلم ما تخفي الصدور وما تكن الظمائر ولذلك يوم القيامة يميز الله تعالى - 00:09:14
الخبيثة من الطيب فالمنافقون تنكشف اعمالهم وتبدو خفاياهم ويحاسبون على ما كان من حقائق ما في قلوبهم لا ما اظهرته جوارحهم وتكلمت به السنتهم وقد خلت قلوبهم من معاني ذلك - 00:09:42
واما الحديث الاخر فكذلك يؤيد هذا المعنى في حديث طارق بلاشهم رضي الله تعالى عنه قال صلى الله عليه وسلم من قال لا اله الا الله وهذا اظهار لما يعصم الدم. من قال لا اله الا الله وكفر بما يعبد من دون الله. اي وتبرأ من كل معبود - 00:10:01
من دون الله وهذا يتحقق بالكفر بالطاغوت. كما قال تعالى فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى. قال صلى الله عليه وسلم وكفر بما يعبد من دون الله فلا يقر شيئا من المعبودات سوى الله جل وعلا فكل ما عبد من دونه فهو باطل سبحانه وبحمده حرم - 00:10:22
ماله ودمه وحسابه على الله عز وجل وهو حسابه على الله تعالى رواه مسلم. فهذا الحديث فيه ان قول هذه الكلمة وهي كلمة التوحيد كاف في اثبات العصمة ويتبين بذلك ان ما ذكر من اقام الصلاة وايتاء الزكاة هي توابع - 00:10:42
لهذه الكلمة التي تحصل بها الاسماء. والشاهد هو ان من اظهر ما يكون به مسلما فانه يجب الكف عما اكنه قلبه واخفأته سريرته ويعامل بما ظهر. ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم - 00:11:05
عاب على خالد بن الوليد رضي الله تعالى عنه لما قتل من قتل ممن لم يحسن الاقرار بالاسلام فقالوا صبأنا صبأنا وقتلهم خالد ظنا منه انهم لم يسلموا. وكانوا يريدون انهم اسلمنا اسلمنا لكن لم يحسنوا البيان - 00:11:27
ولم يحسنوا النطق بشهادة ان لا اله الا الله. فعد ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم اسلاما. وان كانوا لم يأتوا بالكلمة على الوجه الصحيح لكن لما كان هذا القول مظهرا لحقيقة - 00:11:48
الاقرار بما كانوا يدعون اليه ولو اخطأوا فيه فانهم يقبل منهم وتعصم به دماؤهم واموالهم. وبه يعلم ان المقصود هو ان يظهر من الانسان ما يتبين به ايمانه واقباله على الله عز وجل واقراره بالاسلام - 00:12:03
وان اخطأ في اللفظ والبيان فانه لا ينتهك ما يكون من عصمة دمه وماله لانه اتى بالشرط الذي يتحقق تتحقق به الازمة. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما يا عليم. وصلى الله وسلم - 00:12:26
على نبينا محمد - 00:12:46