شرح كتاب الإيمان لابن أبي شيبة (117 حلقة) #الكتب_الصوتية للشيخ #سعد_بن_شايم_الحضيري

شرح كتاب الإيمان (002 من 117) التمهيد #الكتب_الصوتية للشيخ #سعد_بن_شايم_الحضيري

سعد بن شايم الحضيري

تمهيد قبل الشروع في شرح الكتاب لابد من ذكر تمهيد ومقدمة مهمة في هذا الباب فانه لا بد ان يكون الانسان على علم ومعرفة بعقيدة اهل السنة والجماعة ليكون لديه اصل يبني عليه - 00:00:01ضَ

ولابد من معرفة بمذاهب الناس في الايمان ليتقيها ويحذرها وفي هذا التمهيد فصول الفصل الاول في ذكر الاجماع على عقيدة اهل السنة والجماعة في الايمان اعلم ان عقيدة اهل السنة والجماعة في هذا الباب مجمع عليها ولله الحمد - 00:00:18ضَ

قد اجمع عليها السلف والاجماع المعتبر الذي يعتبر في العقائد بل في جميع اصول الدين الاصل فيه اجماع السلف لكن المسائل الحادثة بعد السلف ينظر في اجماع العلماء فيها فلذلك اجماع السلف في مسائل العقيدة ينبغي للمسلم ان يكون على اطلاع عليه - 00:00:42ضَ

وخلاصة هذه الاجماعات السلفية ذكرها شيخ الاسلام ابن تيمية في كتاب العقيدة الوسطية فاذا اردت ان تعرف خلاصة اجماعات السلف فانه في العقيدة الواسطية حتى انه لما جاء الى مسألة حصل فيها خلاف قديم اشار اليه. وهي قضية التفضيل بين علي وعثمان رضي الله عنه - 00:01:05ضَ

فاشار الى ذلك وفصل في هذه القضية وذكر ما استقر عليه اهل السنة وهو اجماعهم على تقديم عثمان رضي الله فذكر الخلافة القديمة ثم ذهابه وزواله وبقاء الاجماع على تفضيل عثمان على علي رضي الله - 00:01:30ضَ

المسائل التي في الواسطية كلها مجمع عليها ذكر ذلك مجملا ولم يذكر صفة الاجماع على كل مسألة. بل اشار اليه في المقدمة فقال هذه عقيدة اهل السنة والجماعة الفرقة الناجية اهل السنة والجماعة. ثم اورد عقيدة السلف اجمالا التي اجمعوا عليها - 00:01:51ضَ

واشار في اخرها الى ذلك فقال ثم من طريقة اهل السنة والجماعة اتباع اثار رسول الله صلى الله عليه وسلم باطنا وظاهرا. واتباع سبيل السابقين الاولين من المهاجرين والانصار. واتباع وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:02:18ضَ

حيث قال عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ. واياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة. وكل بدعة ضلالة. ويعلمون كأن اصدق الكلام كلام الله. وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم - 00:02:39ضَ

ويؤثرون كلام الله على كلام غيره من كلام اصناف الناس ويقدمون هدي محمد على هدي كل احد. وبهذا سموا اهل الكتاب والسنة وسموا اهل الجماعة. لان الجماعة هي وضدها الفرقة وان كان لفظ الجماعة قد صار اسما لنفس القوم المجتمعين - 00:03:02ضَ

والاجماع هو الاصل الثالث الذي يعتمد عليه في العلم والدين وهم يزنون بهذه الاصول الثلاثة جميع ما عليه الناس من اقوال واعمال باطنة او ظاهرة مما له تعلق بالدين. والاجماع الذي ينضبط هو ما كان عليه السلف الصالح - 00:03:24ضَ

اذ بعدهم كثر الاختلاف وانتشرت الامة. انتهى من الواسطية لابن تيمية رحمه الله وذكره وابن القيم وغيرهم كالسمعاني ان السلف لم يكن بينهم خلاف في الاعتقاد انما الخلاف حصل بينهم في مسائل فروع الاحكام - 00:03:43ضَ

اما مسائل اصول الدين فلم يكن بينهم خلاف الا في بعض الفضوعيات فيها مثل رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه في المعراج وهم مجمعون على اثبات الرؤية وان الله يرى يوم القيامة وانه لا يرى في الدنيا. لكن اختلفوا في محمد صلى الله عليه وسلم - 00:04:04ضَ

هل رأى ربه بعيني رأسه يوم عرج به ام لا؟ وهذا فرع من اصل المسألة. فقد اتفقوا على انه يضع في الاخرة واتفقوا على انه لا يرى في الدنيا. لكن خلافهم في خصوصية النبي صلى الله عليه وسلم هل رأى ربه ام لا - 00:04:25ضَ

فهذا فرع من اصل اتفقوا عليه ولله الحمد. وهكذا في بعض الاشياء القليلة التي تعتبر من فروع المسائل في العقيدة فانها جزئيات حاصلة من بعض السلف فيها شيء يسير ومن تلك الاصول التي اجمعوا عليها مسألة الايمان فانه لم يحصل فيه خلاف بين السلف. وحتى لما ظهرت البدع من الخوارج - 00:04:45ضَ

والشيعة الرافضة لم يكن بينهم احد من الصحابة. فالصدر الاول من الصحابة لم يكن عندهم خلاف في العقائد. وسلف من الصحابة والتابعين ليس ارجاء ايضا وانما حصل بعد ذلك الارجاء هو التجاهم والاعتزال - 00:05:10ضَ

والخوارج وان ظهروا في زمن الصحابة لكن ليس فيهم من الصحابة احد ولا من ائمة التابعين. فاذا كان قد اجمع الصحابة ومن تبعهم باحسان على هذه العقيدة السلفية لم يجوز لاحد خلافهم. قال الله تعالى ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين - 00:05:27ضَ

نوليه ما تولى ونوصله جهنم وساءت مصيرا وقد شهد الله لاصحاب نبيه صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم باحسان بالايمان. فعلم قطعا انهم المراد بالاية الكريمة فقال تعالى والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه - 00:05:51ضَ

واعد لهم جنات تجري تحتها الانهار خالدين فيها ابدا. ذلك الفوز العظيم. وقال تعالى لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فانزل السكينة عليهم واثابهم فتحا قريبا - 00:06:16ضَ

وحيث تقرر ان من اتبع غير سبيلهم ولاه الله ما تولى واصلاب جهنم فمن سبيلهم في الاعتقاد اجماعهم في مسائل الايمان. قال شيخ الاسلام ابن تيمية في اجماعات الواسطية التي حكاها ومن اصول - 00:06:35ضَ

اهل السنة ان الدين والايمان قول وعمل. قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح. وان الايمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وهم مع ذلك لا يكفرون اهل القبلة بمطلق المعاصي والكبائر كما يفعله الخوارج. بل الاخوة الايمانية ثابتة مع المعاصي - 00:06:52ضَ

كما قال سبحانه وتعالى في اية القصاص فمن عفي له من اخيه شيء فاتباع بالمعروف وقال وان طائفتان من المؤمنين قد قتلوا فاصلحوا بينهما فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء الى امر الله - 00:07:14ضَ

فان فائت فاصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا ان الله يحب المقسطين. انما المؤمنون اخوتهم فاصلحوا بين ولا يسلبون الفاسق الملي اسم الايمان بالكلية. ولا يخلدونه في النار كما تقوله المعتزلة. بل الفاسق يدخل في اسم الايمان - 00:07:34ضَ

في مثل قوله تعالى فتحرير رقبة مؤمنة. وقد لا يدخل في اسم الايمان المطلق كما في قوله تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون - 00:07:55ضَ

وقوله صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر وحين يشربها وهو مؤمن ولا ينتهب نهمة ذات شرف يرفع الناس اليه فيها ابصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن - 00:08:14ضَ

ويقولون هو مؤمن ناقص الايمان. او مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته. فلا يعطى الاسم المطلق ولا يسلب مطلق الاسم انتهى من الواسطية شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وهذه الخلاصة التي ذكرها شيخ الاسلام هي العقيدة السلفية الذي دل عليها الكتاب والسنة - 00:08:33ضَ

واجماع السلف وعليها تدور مباحث ومرويات هذا الكتاب الذي بين ايدينا والمصنف رحمه الله هنا يورد النصوص الحديثية في الايمان دون الشرح والتبويب على طريقة المتقدمين في ذلك وقد يقول قائل لماذا يورد الاحاديث مجموعة دون ان تكون مفصلة مشروحة - 00:08:56ضَ

حيث لم يذكر فيها تفريقا بين ركن او شرط او ما هو من السنن او من الكمال او من الشروط فلماذا لم يفصل المصنف ذلك؟ والجواب انه كغيره من غالب علماء عصره. ارادوا ان يثبتوا الادلة ويجمعوها للناس - 00:09:17ضَ

ويجمعوها للناس في سفر واحد. فقد كان هناك من لا يرى هذه النصوص شيئا ولا يرجع اليها. كالمعتزلة والجهمية كانوا لا يردون اليها ولا يعرفونها. فوجود هذه الادلة مجموعة في كتاب نافع للناس. وذلك نحن - 00:09:34ضَ

والحمد لله نتفيأ بلال هذه الكتب ونجد الادلة مجموعة محررة. والا لو لم يصنفوا ويجمعوا بخصوص لما وجدناها الا ان يشاء الله. فانه لن يستمر العلم في صدور الرجال على حاله وكماله جيلا بعد جيل - 00:09:54ضَ

فلولا وضعه في الكتب لضاع العلم. فقد امر النبي صلى الله عليه وسلم بكتابة القرآن. واجمعت الامة على كتابته في المصحف وكتب الله التوراة لموسى. وفي صحيح البخاري من حديث ابي هريرة رضي الله عنه - 00:10:14ضَ

ان النبي صلى الله عليه وسلم خطب خطبة فقال رجل من اهل اليمن اكتبوا لي يا رسول الله. فقال صلى الله عليه سلم اكتبوا لابي شاة. وعن انس بن مالك رضي الله عنه. عن النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:10:35ضَ

قيدوا العلم بالكتاب وكذلك ثبتت الاثار عن بعض الخلفاء الراشدين بالامر بالكتابة بكتابة العلم مباشرتهم لها بانفسهم فعن انس بن مالك ان ابا بكر كتب له فرائض الصدقة التي سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه البخاري - 00:10:57ضَ

وعن عمرو بن ابي سفيان قال سمعت عمر بن الخطاب يقول قيدوا العلم بالكتاب. وعن ابي جحيفة بدأ انه سأل علي ابن ابي طالب هل عندكم كتاب؟ قال لا الا كتاب الله او فهم - 00:11:20ضَ

اعطيه رجل مسلم او ما في هذه الصحيفة. قال قلت فما في هذه الصحيفة؟ قال العقل وفكاك الاسير ولا مسلم بكافر. ولذلك حرص السلف على كتابة كتب العقائد والايمان فنفع الله بها نفعا كبيرا - 00:11:40ضَ

لله الحمد والمنة والمجمع عليه عند اهل السنة والجماعة ان الايمان قول وعمل قول القلب وعمل القلب وقول اللسان وعمل الجوارح. ومنهم من يقول قول وعمل ونية يزيد النية لان النية يقصد بها الاخلاص - 00:12:00ضَ

ومنهم من يقول قول وعمل ونية واتباع للسنة. يزيد كلمة اتباع للسنة لانه اذا لم يكن القول والعمل على السنة فليس بايمان حقيقي او تام. والخلاصة ان الايمان قول وعمل قول القلب وعمل القلب. فقول القلب تصديقه - 00:12:20ضَ

عمل القلب ما يكون فيه من الخوف والحب والرجاء والتوكل والرغبة والرهبة والانابة. وهذه حركة القلب وهي اعمال القلب وقول اللسان النطق بالشهادتين والاذكار والقراءة وما نحوها من اعمال اللسان - 00:12:40ضَ

وعمل الجوارح كالصلاة والزكاة والاعمال بصفة عامة هذه اعمال الجوارح. وكذلك اعمال التروت من المنهيات تدخل في ذلك كله فان النهي اقتضاء الكف عن الفعل كما في جمع الجوامع وغيره. وحكى المقري ان الكف فعل بلا خلاف. واختلفوا في - 00:12:57ضَ

تركي هل هو فعل ام لا؟ والظاهر انه فعل كما رجحه السبكي. فلذلك اذا قال السلف قول وعمل يقصدون هذا اي قول القلب وعمل القلب وقول اللسان وعمل الجوارح وقول اللسان هو في الحقيقة عمل اي عمل اللسان - 00:13:17ضَ

واهل السنة والجماعة اتفقوا ان العمل من الايمان. اي عمل الجوارح والقلب واللسان فانها ركن وشرط صحة مع القدرة لانه قد يكون الانسان غير قادر والبحث في القادر وكذلك النطق قد يكون الانسان اخرس لا يستطيع النطق - 00:13:37ضَ

او مقطوع اللسان فهذا معذور. وعمل القلب وقول اللسان وعمل الجوارح ركن في الايمان. وشرط صحة في الجملة الاختلاف الاعمال بين الوجوب والندب واما القول بان عمل الجوارح شرط كمال كما وقع للحافظ في الفتح فهذا فيه تفصيل. فان قصد انه شرط كمال - 00:13:57ضَ

يعني الكمال المستحب فهذا قول المرجئة. وان قصد ان منه ما هو شرط لاصل الايمان ومنه ما هو شرط لكماله الواجب ومنه ما هو شرط لكماله المستحب فهذا صحيح. وهو قول اهل السنة لتفاوت شعب الايمان. مع التنبيه على ان - 00:14:20ضَ

بالشرط فيه نظر لان الشرط خارج الماهية والعمل جزء من باهية الايمان فهو ركن فيه والمرجئة يرون ان الاعمال ليست من الايمان اصلا انما هي ثمرات الايمان. لان الايمان عندهم التصديق وهو قول القلب حتى - 00:14:41ضَ

النطق باللسان ثمرة لكنها تعرب عنه. ليعرف انه مقر بالنطق. وللفرق بين المسلم والكافر. فاذا قال اشهد ان لا اله لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. عرفنا انه مسلم. فيأخذ احكام الاسلام في الظاهر وان لم يفعل الاعمال كلها - 00:15:00ضَ

وعندهم مسلم مؤمن كامل الايمان اذا اقر بقلبه ان الله ربه وان محمدا رسوله صلى الله عليه وسلم. فيقولون له ومؤمن كامل الايمان وعاص من حيث انه لم يفعل الطاعات. والايمان عندهم ليس له نقص ولا زيادة. ويقولون ما دام ان - 00:15:20ضَ

انه يقر ان الله ربه وان محمدا رسوله صلى الله عليه وسلم ولم يكفر باركان الايمان ولم يردها او يكذب بها ومؤمن ولو فعل ما فعل من الفواحش والكبائر وترك ما ترك من الفرائض. بل لو ترك الفرائض كلها فهو مؤمن كامل الايمان - 00:15:40ضَ

لان الايمان عندهم هو التصديق. وانما يكفر عندهم اذا كذب بقلبه هذا هو قول المرجئة وهو ضلال مبين في بيان مذهبهم في المبحث الثاني من الفصل الثاني ان شاء الله تعالى - 00:16:00ضَ

الفصل الثاني في بيان المخالفين لاهل السنة في الايمان وفيه مبحثان المبحث الاول في الوعيدية وقابل المرجئة الوعيدية من المعتزلة والخوارج قالوا كل الواجبات اصل في الايمان وذهاب بعضها ذهاب للايمان كله - 00:16:16ضَ

فلو ترك فريضة من الفرائض كفر او فعل كبيرة من الذنوب كفر. لان الذنوب شعب الكفر والايمان عندهم يزيد ولا ينقص. بل يزول كله قال الشيخ عبد القاهر البغدادي في كتاب اصول الدين - 00:16:39ضَ

وقار القدرية يعني المعتزلة والخوارج برجوع الايمان الى جميع الفرائض مع ترك الكبائر انتهى من اصول الدين صفحة مائتين وتسعة واربعين وقال الشيخ ابو الحسن الاشعري في المقالات والاباضية يقولون ان جميع ما افترض الله سبحانه على خلقه ايمان. وان كل كبيرة - 00:16:58ضَ

هي كفر نعمة لا كفر شرك. وان مرتكبي الكبائر في النار خالدين مخلدين فيها انتهى من كتاب مقالات الاسلاميين الاشعري صفحة مائة وعشرة قال عبدالله بن حميد السالمي الاباضي في مشارقه الايمان والاسلام في الشرع مترادفان في مطلق الواجب - 00:17:21ضَ

فمن ادى جميع ما وجب عليه كان مؤمنا مسلما عندنا ومن اخل بشيء من الواجبات لا يسمى مؤمنا مسلما عندنا بل يخص باسم المنافق والعاصي والفاسق والكافر ونحو ذلك. انتهى من كتاب مشارق العقول السالمية الجزء الثاني مائة سبعة وتسعين ثلاثمائة واربعة - 00:17:45ضَ

ويقول ايضا ان الايمان عندنا فعل الواجبات والكفر مقابله. فالكفر هو ترك شيء من الواجبات او فعل شيء من المحرمات من الكبائر انتهى وقال ابو الحسن المسيوي الاباضي في جامعه الايمان والتصديق بالطاعة والعمل بها. فمن ترك شيئا من ذلك - 00:18:08ضَ

او ركب ما حرم الله عليه او ترك ما اوجب الله عليه خرج من الايمان ولحق بضده افهم ذلك لان ضد الايمان هو الكفر انتهى من كتاب الجمع لابي الحسن البسيوي الجزء الاول مئتين وخمسة وثلاثين - 00:18:29ضَ

هذه اقوال اخفهم فرقة وهم الاباضية وذهبت الازارقة الى التكفير بجميع الذنوب حتى الصغائر واما النجدات فيكفرون بالاصرار عليها فقط هذه بعض اقوال الخوارج اما المعتزلة فيحكي مذهبهم رئيسهم القاضي عبدالجبار في شرح اصولهم - 00:18:47ضَ

قال وجملة ذلك ان الايمان عند ابي علي وعند ابي هاشم يعني الجبائيين عبارة عن اداء الطاعات الفرائض دون النوافل واجتناب المقبحات وهو الصحيح انتهى من كتاب شرح الاصول خمسة لعبد الجبار صفحة سبعمائة وسبعة - 00:19:07ضَ

الفرق بين طوائف الوعيدية. الفرق بين هؤلاء الواعدية ان المعتزلة يقولون يخرج بذلك الذنب من الاسلام ولم يدخل في والخوارج يقولون يخرج من الاسلام ودخل في الكفر واتفقوا على انه في الاخرة خالد مخلد في النار - 00:19:27ضَ

وان مصيره مصير الكافرين. وعند المعتزلة هو في الدنيا في منزلة بين المنزلتين ليس بكافر ولا مؤمن. وهذا اصل من اصولهم وهو القول بالمنزلة بين المنزلتين اي ان المسلم اذا فعل معصية كبيرة خرج من الاسلام ولم يدخل الكفر - 00:19:46ضَ

هو منزلة بين المنزلتين فلا يعاملونه معاملة مرتدة. بل في حكم المنافقين الذين كانوا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم هذا عند المعتزلة اما الخوارج فقالوا هو كفر. لماذا هؤلاء الوعيدية قالوا هذا الضلال وهؤلاء المرجئة قالوا ذلك القول لانهم كلهم يرون - 00:20:05ضَ

ان الايمان شيء واحد اذا ذهب بعضه ذهب كله لكن الوعيدية من المعتزلة والخوارج قالوا انه التصديق وقول اللسان وعمل الجوارح كلها ايمان وهو شيء واحد اذا ذهب بعضه ذهب كله فاذا ترك واجبا من الواجبات فقد ترك الايمان كله ولو فعل جميع الفرائض الا فرضا واحدا من واجبات الدين - 00:20:26ضَ

فقد ترك بعض الدين. اذا ترك الدين كله لذلك يقولون يخرج من الاسلام اذا فعل فاحشة او ذنبا وذهب الدين كله لان عندهم يزيد ولا ينقص ونقصه بترك الواجب او فعل المحرم ذهاب له كله. انتهى من جامع ابي الحسن - 00:20:50ضَ

الايباضي الجزء الاول مئتين وسبعة وثلاثين مئتين وتسعة وثلاثين. ومشارق انوار العقول لعبدالله بن حميد السالمي وحاشية الخاليلي عليه سبب ضلالهم في هذا الباب كغيره كونهم يقدمون العقل والهوى ويتمسكون بظواهر لم يفهموا معناها - 00:21:12ضَ

ويتبعون المتشابه ويتركون المحكم من النصوص مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو - 00:21:35ضَ

المؤمن ولا ينتهب نهبة يرفع الناس اليه فيها ابصارهم وهو مؤمن متفق عليه قالوا فاذا لم يكن مؤمنا فهو اذا كافر قالوا ذلك دون ان يعرفوا حقيقة هذا الكلام النبوي - 00:21:49ضَ

من نظروا اليهم مجردا فقالوا اذا كان ليس بمؤمن فهو اذا كافر وستأتي ان شاء الله الاجابة على شبهتهم وردها المبحث الثاني في المرجئة. المرجئة يقولون الايمان شيء واحد وهو التصديق فقط اذا ذهب بعضه ذهب كله - 00:22:04ضَ

قال الامام احمد في السنة المرجئة هم الذين يزعمون ان الايمان قول بلا عمل وان الايمان قول والاعمال شرائع. وان الايمان مجرد وان الناس لا يتفاضلون في ايمانهم. وان ايمانهم وايمان الملائكة والانبياء واحد. وان الايمان لا يزيد ولا ينقص - 00:22:25ضَ

وان الايمان ليس فيه استثناء وان من امن بلسانه ولم يعمل فهو مؤمن حقا هذا كله قول المرجئة وهو اخبث واضله وابعده من الهدى انتهى من رسالة السنة صفحة واحد وثمانين - 00:22:46ضَ

اقسام وطوائف مورئة. جملة اصناف المرجئة ثلاثة اصناف العلامة ابو منصور عبدالقادر البغدادي المرجئة ثلاثة اصناف صنف منهم قالوا بالارجاء في الايمان وبالقدر على مذاهب القدرية المعتزلة وصنف منهم قالوا بالارجاء في الايمان وبالجبر في الاعمال على مذهب جهم بن صفوان - 00:23:04ضَ

فهم اذا من جملة الجهمية والصنف الثالث خارجون عن الجبرية والقدرية وهم فيما بينهم خمس فرق وانما سموا مرجئة لانهم اخروا العمل عن الايمان. والارجاء بمعنى التأخير. يقال ارجيته وارجأته اذا اخرته. انظروا - 00:23:29ضَ

الفرق بين الفرق لعبد القاهر ابن طاهر البغدادي صفحة مئتين واثنين قال شيخ الاسلام ابن تيمية وصارت المرجئة على ثلاثة اقوال علماؤهم وائمتهم احسنهم قولا وهو انهم قالوا الايمان تصديق القلب وقول اللسان - 00:23:47ضَ

وقالت الجامية هو تصديق القلب فقط. وقال تلك الرابية هو القول فقط. فمن تكلم به فهو مؤمن كافر الايمان لكن ان كان مقرا بقلبه كان من اهل الجنة وان كان مكذبا بقلبه كان منافقا مؤمنا من اهل النار - 00:24:04ضَ

القول هو الذي اختصت به الكرامية وابتدعت. ولم يسبقها احد الى هذا القول وهو اخر ما احدث من الاقوال في الايمان. وبعض يحكي عنهم ان من تكلم به بلسانه دون قلبه فهو من اهل الجنة. وهو غلط عليهم. بل يقولون انه مؤمن كامل الايمان - 00:24:27ضَ

انه من اهل النار. فيلزمهم ان يكون المؤمن الكامل للايمان معذبا في النار بل يكون مخلدا فيها. وقد تواتر عن النبي صلى الله الله عليه وسلم انه يخرج منها من كان في قلبه مثقال ذرة من ايمان. وان قالوا لا يخلد وهو منافق لزمهم ان يكون المنافقون - 00:24:47ضَ

يخرجون من النار والمنافقون قد قال الله فيهم ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا انتهى من مجموع الفتاوى لميثيمية الثالث عشر خمسة وخمسين وقال ايضا في كتاب الايمان صفحة مائة اربعة وثمانين. المرجئة ثلاثة اصناف - 00:25:07ضَ

الاول الذين يقولون الايمان مجرد ما في القلب ثم من هؤلاء من يدخل فيها اعمال القلوب من يدخل في يا اعمال القلوب هم اكثر فرق مرجئة. كما ذكر ابو الحسن الاشعري واقوالهم في كتابه. وذكر فرقا كثيرة يطول ذكرهم. ومنهم من - 00:25:29ضَ

قد لا يدخلوها كالجهم بن صفوان ومن اتبعه كالصالحين. وهذا الذي نصره هو يعني الاشعري واكثر اصحابه الثاني من يقول هو مجرد قول اللسان وهذا لا يعرف لاحد قبل الكرامية. الثالث تصديق القلب وقول اللسان - 00:25:49ضَ

وهذا هو المشهور عن اهل الفقه والعبادة منهم قال في هامشي وهؤلاء هم مرجئة الفقهاء. قال شيخ الاسلام ابن تيمية في الايمان كما في مجموع الفتاوى السبعمائة اربعة وتسعين والمرجئة الذين - 00:26:08ضَ

قالوا الايمان تصديق القلب وقول اللسان. والاعمال ليست منه كان منهم طائفة من فقهاء الكوفة وعبادها. ولم يكن قولهم مثل قول جهم انتهى قال وهؤلاء غلطوا من وجوههن. الوجه الاول ظنهم ان الايمان الذي فرضه الله على العباد متماثل في حق العباد - 00:26:23ضَ

وان الايمان الذي يجب على شخص يجب على كل شخص وليس الامر كذلك. الى ان قال واهل السنة والحديث يقولون جميع الاعمال الحسنة واجبها ومستحبها من الايمان. اي من الايمان الكامل بالمستحبات ليست من الايمان الواجب - 00:26:46ضَ

ويفرق بين الايمان الواجب وبين الايمان الكامل بالمستحبات كما يقول الفقهاء الغسل ينقسم الى مجزيء وكامل فالمجزئ ما اتى فيه بالواجبات فقط. والكامل ما اتى فيه بالمستحبات. ولفظ الكمال قد يراد به الكمال الواجب. وقد يراد - 00:27:06ضَ

فيه الكمال المستحب الى ان قال الوجه الثاني من غلط المرجئة ظنهم ان ما في القلب من الايمان ليس الا التصديق فقط دون اعمال القلوب. الوجه الثالث ظنهم ان الايمان الذي في القلب يكون تاما بدون شيء من الاعمال. ولهذا يجعلون الاعمال ثمرة الايمان ومقتضاه بمنزلة - 00:27:26ضَ

مع المسبب ولا يجعلونها لازمة له. والتحقيق ان الايمان التام يستلزم العمل الظاهر بحسبه لا محالة. ويمتنع ان يقوم وبالقلب ايمان تام بدون عمل ظاهر. ولهذا صاروا يقدرون مسائل يمتنع وقوعها لعدم تحقق الارتباط الذي بين البدن - 00:27:49ضَ

والقلب. مثل قولهم رجل في قلبه الايمان مثل ما في قلب ابي بكر وعمر رضي الله عنهما. وهو لا يسجد لله سجدة ولا يصوم رمضان وعزني بامه واخته ويشرب الخمر نهار رمضان. يقولون هذا مؤمن تمام الايمان. فيبقى سائر المؤمنين ينكرون - 00:28:09ضَ

كذلك غاية الانكار. الى ان قال فان المرجئة كلهم يقولون الصلاة والزكاة ليستا من الايمان. واما من الدين فحكي عن بعضهم انه يقول ليستا من الدين ولا نفرق بين الايمان والدين هذا المعروف من اقوالهم ولم ارى في كتاب احد منهم انه قال ان الاعمال ليست من الدين بل يقولون - 00:28:29ضَ

ليست من الايمان. وكذلك حكى ابو عبيدة عن من ناظره منهم الى ان قال روى ابن ابي حاتم في مناقب الشافعي حدثنا ابي حدثنا ميمون حدثنا ابو عثمان بن الشافعي سمعت ابي يقول ليلة للعميدي ما يحتج عليهم يعني اهل الارجاء باية احج من قوله - 00:28:54ضَ

وما امضوا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة. وقال الشافعي رضي الله في كتاب الام في باب النية في الصلاة يحتج بان لا تجزئ صلاة الا بنية بحديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن - 00:29:15ضَ

النبي صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات. ثم قال وكان الاجماع من الصحابة والتابعين من بعدهم ومن ادركناهم يقولون الايمان قول وعمل ونية لا يجزئ واحد من الثلاث الا بالاخر. وقال حنبل حدثنا الحميدي قال واخبرت - 00:29:35ضَ

وان ناس يقولون من اقر بالصلاة والزكاة والصوم والحج ولم يفعل من ذلك شيئا حتى يموت ويصلي مستدبر القبلة حتى يموت هو مؤمن ما لم يكن جاحدا اذا علم ان تركه ذلك فيه ايمانه اذا كان مقرا بالفرائض واستقبال القبلة فقلت - 00:29:55ضَ

هذا الكفر الصراح. وخلاف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وعلماء المسلمين. قال الله تعالى وما امروا الا اعبدوا الله مخلصين له الدين ام اية. وقال حنبل سمعت ابا عبدالله احمد بن حنبل يقول من قال هذا فقد كفر بالله وردا - 00:30:15ضَ

على امره وعلى الرسول صلى الله عليه وسلم ما جاء به عن الله انتهى سبب ضلالهم وسبب ضلالهم اخذهم بالمتشابه وردهم المحكم وسوء فهمهم للادلة كغيرهم من اهل البدع وارادوا ان يفيضوا من قضية الخوارج - 00:30:35ضَ

بمثل ضلالتهم لان المرجئة جاءت بعد الخوارج والمعتزلة فارادوا ان يعالجوا قضية التكفير فوقعوا في قضية في الارجاء وهنا ينتبه طالب العلم اذا كان يريد ان يعالج قضية لا يغلو في ضدها بل يتمسك بالاصل - 00:30:55ضَ

ولا يعالج الغلو بغلو مضاد لان الحق هدى بين ضلالتين فلا يأخذ الطرف المقابل. وفي غلو المرجئة لرد بدعة الخوارج عبرة وعظة. وكذلك في غلو النواصب لرد بدعة الروافض فانه لما قالت الخوارج هذا الكلام وكذا المعتزلة قابلهم المرجئة واول من وقع في هذا - 00:31:15ضَ

ان الفقهاء حماد بن ابي سليمان شيخ ابي حنيفة وتبعه بعض الناس ممن وقع في الارجاء. حتى سار هذا في كثير من الحنفية ووقع فيه الطحاوي في عقيدته المشهورة من حيث قضية ارجاء الايمان - 00:31:38ضَ

فلما كان اولئك الخوارج يكفرون بالزنا وبشرب الخمر ونحوها من الذنوب عارضوهم فقالوا الاعمال ليست من الايمان لان الايمان كان هو التصديق؟ فعالجوا التكفير باشر منه او مثله. وهو الارجاء. فاخرجوا الاعمال من الايمان وقالوا لا يزول الايمان الا اذا زال - 00:31:54ضَ

ولم يعلموا ان الايمان يتجزأ ويتبعض فمنه ما تركه كفر كالشهادتين ومنه ما تركوه معصية كالصوم الواجب ومنه ما تركوه مكروه كالوتر ومنهم ما تركوه مباح كالسنن المطلقة. وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في قوله - 00:32:14ضَ

اربع وسبعون شعبة افضلها لا اله الا الله واوضعها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان. متفق عليه. فبين انه شعب فعلى قول هؤلاء المرجئة ليست اماطة الاذى من الايمان - 00:32:34ضَ

واذا تأملت هذا الحديث رأيت انه اشتمل على النطق والفعل والوجدان الباطني. فاشتمل على قول لا اله الا الله وهو اعلاها. واشتمل على الحياء وهو شيء وجداني باطني شبلي يثور في نفس الانسان وتظهر اثاره في الخارج من الفعل والكف. واشتمل على اماطة الادب - 00:32:50ضَ

وهو عمل فنبه النبي صلى الله عليه وسلم على اعلى شيء وادنى شيء وعلى جزء منه وهو الحياء. كما قال والحياء شعبة من الايمان وقد بين صلى الله عليه وسلم كذلك ان الكفر شعب اعلاه الكفر الاكبر بالاعراض عن التوحيد وعدم نطقه بلا اله الا - 00:33:10ضَ

ان الله او بالنطق بالكفر او بعبادة غير الله عز وجل. وادناه ما دون ذلك من الصغائر والمكروهات. وبين ذلك خير الذنوب على تفاوتها فهو شعب ايضا. كما قال الله تعالى ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم - 00:33:30ضَ

اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون. وقال النبي صلى الله عليه وسلم من مات ولم يغز او لم يحدث نفسه له بالغزو مات على شعبة من نفاق. رواه مسلم - 00:33:50ضَ

قال علامة ابن القيم رحمه الله في كتاب الصلاة معرفة الصواب في هذه المسألة مبني على معرفة حقيقة الايمان والكفر ثم يصيح النفي والاثبات بعد ذلك. فالكفر والايمان متقابلان اذا زال احدهما خلفه الاخر. ولما كان الايمان اصلا له شعب - 00:34:06ضَ

متعددة وكل شعبة منها تسمى ايمانا. فالصلاة من الايمان وكذلك الزكاة والحج والصيام والاعمال الباطنة كالحياة والتوكل والخشية من الله والانابة اليه حتى تنتهي هذه الشعب الى اماطة الاذى عن الطريق. فانه شعبة من شعب الايمان - 00:34:25ضَ

وهذه الشعب منها ما يزول الايمان بزوالها كشعبة الشهادة ومنها ما لا يزول بزوالها كترك اماطة الاذى عن الطريق انهما شعب متفاوتة تفاوتا عظيما. منها ما يلحق بشعبة الشهادة ويكون اليها اقرب. ومنها ما يلحق بشعبة اماطة الاذى ويكون - 00:34:45ضَ

اليها اقرب وكذلك الكفر ذو اصل وشعب. فكما ان شعب الايمان ايمان فشعب الكفر كفر. والحياء شعبة من الايمان وقلة الحياء شعبة من شعب الكفر. والصدق شعبة من شعب الايمان. والكذب شعبة من شعب الكفر. والصلاة والزكاة والحج والصيام - 00:35:05ضَ

من شعب الايمان وتركها من شعب الكفر. وتركها من شعب الكفر والحكم بما انزل الله من شعب الايمان والحكم بغير خير ما انزل الله من شعب الكفر والمعاصي كلها من شعب الكفر. كما ان الطاعات كلها من شعب الايمان - 00:35:27ضَ

وشعب الايمان قسمان قولية وفعلية وكذلك شعب الكفر نوعان قولية وفعلية. ومن شعب الايمان القولية شعبة يوجب زوالها زوال الايمان. فكذلك من شعبه الفعلية ما يوجب زوالها زوال الايمان. وكذلك شعب الكفر القولية والفعل - 00:35:46ضَ

فكما يكفر بالاتيان بكلمة الكفر اختيارا وهي شعبة من شعب الكفر. فكذلك يكفر بفعل شعبة من شعبه كالسجود للصنم والاستهانة بالمصحف فهذا اصل وها هنا اصل اخر وهو ان حقيقة الايمان مركبة من قول وعمل والقول قسمان قول القلب وهو الاعتقاد وقول اللسان وهو التكلم بكلمة الاسلام - 00:36:06ضَ

عمل قسمان عمل القلب وهو نيته واخلاصه وعمل الجوارح. فاذا زالت هذه الاربعة زال الايمان بكماله. واذا زال تصديق القلب لم تنفع بقية الاجزاء. فان تصديق القلب شرط في اعتقادها وكونها نافعة. واذا زال عمر القلب مع اعتقاد الصدق فهذا - 00:36:33ضَ

موضع المعركة بين المرجئة واهل السنة. فاهل السنة مجمعون على زوال الايمان. وانه لا ينفع التصديق مع انتفاء عمل القلب وهو محبته وانقياده. كما لم ينفع ابليس وفرعون وقومه واليهود والمشركين الذين كانوا يعتقدون صدق الرسول صلى الله عليه وسلم - 00:36:53ضَ

بل ويقرون به سرا وجهرا ويقولون ليس بكاذب ولكن لا نتبعه ولا نؤمن به انتهى المقصود من من كتاب الصلاة لابن القيم صفحة ثلاثة وخمسين الى ستة وخمسين. وانظر شرح الطعاوية لابن ابي العز الحنفي صفحة ثلاثمائة واثنين وثمانين - 00:37:13ضَ

اذا تقرر هذا فالكفر شعب كما ان الايمان شعب والوعيدية من المعتزلة والخوارج ما عرفوا هذا فاجعلوه كله بمجمله عقوبة واحدة اذا زال بعضه ذهب كله. وكذلك المرجئة جعلوه شعبة واحدة وهي التصديق. لا يزول الا بزوال - 00:37:33ضَ

الصحيح الذي اجمع عليه السلف ان الايمان شعب متفاوتة. منها ما هي شعب اصول وشروط واركان كاركان الايمان الستة في حديث جبريل قال اخبرني عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره - 00:37:53ضَ

وشره متفق عليه من حديث ابي هريرة. فهذه اركان الايمان والاسلام من الايمان. فاخبره باركانه الخمسة. فهنا منها ما يكفر بتركها او بالشك بها او بالاعراض عنها ومنها ما لا يكفر. وهكذا على تفصيل المعروف للسلف - 00:38:13ضَ

وهذه الطوائف المخالفة للسلف لم يعرفوا هذا الفرق والمرجئة الذي اوقعهم في هذا ايضا انهم نظروا للمعنى من حيث اللغة وقالوا الايمان في اللغة اصله التصديق اي الحقيقة اللغوية وقالوا ان الايمان لا يتبعض فاذا نقص منه شيء ذهب كله. وقد غفلوا عن ان الله سمى الاعمال ايمانا - 00:38:33ضَ

قال عن الصلاة وما كان الله ليضيع ايمانكم. وقال عن الدعاء قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم فقد كذبتم فسوف فيكون لزاما قال ابن عباس دعاؤكم ايمانكم. علقه البخاري في كتاب الايمان من صحيحه. وقال تعالى عن تحويل القبلة سيقول - 00:38:58ضَ

سفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها. قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء الى صراط من مستقيم وكذلك جعلناهم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس. ويكون الرسول عليكم شهيدا. وما جعلنا القبلة - 00:39:21ضَ

التي كنت عليها الا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وان كانت لكبيرة الا على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع ايمانكم ان الله بالناس لرؤوف رحيم - 00:39:41ضَ

وهذا في الصلاة وتحويل قبلة الصلاة. والسفهاء قوم من احبار اليهود. وقد قال الصحابة عند نزول ذلك يا رسول الله اخوان الذين ماتوا وهم يصلون الى بيت المقدس. فانزل الله وما كان الله ليضيع ايمانكم. فسمى صلاتهم ايمانا. ولما - 00:39:56ضَ

الوفد عبد القيس النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا يا رسول الله مرنا بامر فاصل نعمل به ونأمر به من وراءنا قال امركم باربع وانهاكم عن اربع امركم بالايمان بالله. ثم فسرها لهم. شهادة ان لا اله الا الله - 00:40:16ضَ

واني رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وان تؤدوا الي خمس ما غنمتم. وانهى عن الدباء والحنتم والمقيد والنقير متفق عليه. فامرهم بالايمان وفسر الايمان بالشهادتين وبالصلاة وبالزكاة وبالغنائم. الذي هو - 00:40:36ضَ

خمس من الغنائم ان يؤدوه لبيت المال. وقالت المرجئة عن هذه النصوص كل هذا ايمان مجازا مجموع الفتاوى الجزء السابع الصفحة السابعة وثمانين. وذلك المجاز الذي ركنوا اليه انما هو طاغوت كما قال ابن القيم رحمه الله - 00:40:56ضَ

في الصواعق المرسلة يدرؤون به في نحور النصوص. فيأتون الى هذه النصوص الكثيرة ويقولون هي مجاز فيهدمونها بكلمة واحدة قال شيخ الاسلام في الايمان والمرجئة المتكلمون منهم والفقهاء منهم يقولون ان الاعمال قد تسمى ايمانا مجازا - 00:41:16ضَ

لان العمل ثمرة الايمان ومقتضاه. ولانها دليل عليه. ويقولون قوله صلى الله عليه وسلم الايمان بضع تون او بضع وسبعون شعبة. افضلها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق. مجاز انتهى من مجموع الفتاوى الجزء السابع - 00:41:36ضَ

مائة خمسة وتسعين. وقد كذبوا في هذا فان المجاز هو ما يمكن نفيه. وهذا لا يمكن نفيه. وهم قسموا الكلام الى حقيقة ومجاز لكن الصحيح والذي عليه السلف ان هذا ايمان حقيقة وهذا مجمع عليه. وما حصل هذا الكلام والخلاف الا بعد الصدر الاول - 00:41:56ضَ

قال الاوزعي رحمه الله كان ممن مضى من سلفنا لا يفرقون بين الايمان والعمل. انظر الامانة الكبرى الف ومئة ثلاثة وثمانين. وقال الزهري كنا نقول الاسلام بالاقرار والايمان بالعمل قول وعمل قريناه لا ينفع احدهما - 00:42:18ضَ

الا بالاخر انظر مجموع الفتاوى الجزء السابع مئة خمسة وتسعين. وقال سفيان الثوري اهل السنة يقولون لا يجوز عمل الا بالايمان ولا ايمان الا بعمل اصول اعتقاد اهل السنة الا لك اي الف وسبعمئة اثنين وتسعين - 00:42:38ضَ

وقال سفيان بن عيينة الايمان قول ابن عمل اخذناه ممن قبلنا قول وعمل وانه لا يكون قول بغير عمل. انظر السنة لعبك ابن احمد سبعمائة وستة عشرة وقال الشافعي كان الاجماع من الصحابة والتابعين من بعدهم. ومن ادركناهم يقولون ان الايمان قول وعمل ونية. لا يجزئ - 00:42:56ضَ

واحد من الثلاثة الا بالاخر. انظر تعسير ابن كثير الجزء الاول مائة ستة وستين وقال ابو عبيد القاسي بن سلام الامر الذي عليه السنة عندنا وما مضى عليه علماؤنا ان الايمان بالنية والقول والعمل جميعا - 00:43:19ضَ

انظر كتاب الايمان لابي عبيد واحد واربعين فقال الامام احمد اجمعوا على ان الايمان قول وعمل يزيد وينقص. انظر مناقب الامام احمد لابن الجوزي صفحة مائة ستة وعشرين وقال اسحاق ضراهويه الايمان قول ابن عمر يزيد وينقص لا شك ان ذلك كما وصفنا لا يختلف في ذلك. انظر - 00:43:35ضَ

مع الفتى والابن تيمية الجزء السابع ثلاثمائة وثمانية وقال ابن رجب حكى ابو ثور الاجماع على ان الايمان قول وعمل. انظر فتح الباري لابن رجب الجزء الاول خمسة وقال البخاري لقيت اكثر من الف رجل من علماء الانصار. فاما رأيت احدا منهم يختلف في ان الايمان قول وعمل يزيد - 00:43:59ضَ

تنقص انظر اصول اعتقاد اهل السنة ثلاثمائة وعشرين وقال المزني صاحب الشافعي في السنة له الايمان قول وعمل مع اعتقاده بالجنان هذه مقالات اجتمع عليها الماضون والاول من ائمة الهدى انظر الجامع في عقائد السلف صفحة خمسمائة وخمسة - 00:44:22ضَ

قال شيخ الاسلام ابن تيمية في كتاب الايمان ولابد في تفسير القرآن والحديث من ان يعرف ما يدل على مراد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من الالفاظ وكيف يفهم كلامه؟ فمعرفة العربية التي خوطبنا بها مما يعين على ان نفقه مراد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بكلام - 00:44:45ضَ

وكذلك معرفة دلالة الالفاظ على المعاني. فان عامة ضلال اهل البدع كان بهذا السبب. فانهم صاروا يحملون كلام الله الله ورسوله صلى الله عليه وسلم على ما يدعون انه دال عليه. ولا يكون الامر كذلك ويجعلون هذه الدلالة - 00:45:05ضَ

حقيقة وهذه مجازا كما اخطأ المرجئة في اسم الايمان. جعلوا لفظ الايمان حقيقة في مجرد التصديق. وتناوله للاعمال مجازا. فيقال ان لم يصح التقسيم الى حقيقة ومجاز فلا حاجة الى هذا. وان صح فهذا لا ينفعكم - 00:45:25ضَ

بل هو عليكم لا لكم. لان الحقيقة هي اللفظ الذي يدل باطلاقه بلا قرينة. والمجاز انما يدل بقرينة وقد بين ان لفظ الايمان حيث اطلق في الكتاب والسنة دخلت فيه الاعمال. وانما يدعى خروجها منه عند التقييد. وهذا يدل على - 00:45:45ضَ

ان الحقيقة قوله صلى الله عليه وسلم الايمان بضع وسبعون شعبة. واما حديث جبريل فان كان اراد بالايمان ما ذكر مع الاسلام فهو كذلك. وهذا هو المعنى الذي اراد النبي صلى الله عليه وسلم قطعا. كما انه لما ذكر الاحسان اراد الاحسان مع الايمان والاسلام - 00:46:05ضَ

لم يرد ان الاحسان مجرد عن ايمان واسلام. ولو قدر انه اريد بلفظ الايمان مجرد التصديق. فلم يقع ذلك الا مع فيلزم ان يكون مجازا وهذا معلوم بالضرورة لا يمكننا المنازعة فيه بعد تدبر القرآن والحديث بخلاف كون - 00:46:25ضَ

اقضي الايمان في اللغة مرادفا للتصديق. ودعوى ان الشارع لم يغيره ولم ينقله بل اراد به ما كان يريده اهل اللغة بلا تخصيص ولا تقييد فان هاتين المقدمتين لا يمكن الجزم بواحدة منهما فلا يعارض اليقين. كيف وقد - 00:46:45ضَ

فساد كل واحدة من المقدمتين وانها من افسد الكلام انتهى من مجموع الفتاوى لابن تيمية الجزء السابع مائة وست عشرة حقيقة الايمان وحقيقة الايمان في اصل اللغة التصديق. كما في قوله تعالى عن اخوة يوسف - 00:47:05ضَ

وما انت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين اي ما انت بمؤمن اي بمصدق وفي الحقيقة الشرعية قول وعمل ونية. اي قول القلب وعمل القلب وقول اللسان وعمر الجوارح لان الحقائق ثلاثة انواع - 00:47:26ضَ

حتى عند الذين يقسمون اللغة الى حقيقة ومجاز حقيقة اللغوية وحقيقة شرعية وحقيقة عرفية مثل الصلاة فانها في عصر لغة الدعاء فان العرب ما كانت تعرف الصلاة الشرعية المعروفة بل تتخاطب في لغتها بالصلاة بمعنى الدعاء - 00:47:47ضَ

فهي حقيقة لغوية وجاء في الشرع تسمية هذه الصلاة ذات الاركان من الركوع والسجود المفتتحة بالتكبير والمنتهية بالتسليم بهذا الاسم الشرعي الصلاة لاشتمالها على الدعاء في جميع اركانها وهذه التسمية حقيقة شرعية جاء بها الشرع حقيقة - 00:48:11ضَ

ولا يقال انها من المجاز فقوله عز وجل واقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات يفهم من هذا اللفظ حقيقة هذا اللفظ الشرعي يفهم من هذا اللفظ حقيقة هذا اللفظ الشرعية - 00:48:33ضَ

وهو الصلاة ذات الركوع والسجود. بدليل تفسيرها وسبب نزولها ولما نزلت هذه الاية فهم منها النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة الشرعية وفي الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه ان رجلا اصاب من امرأة قبلة - 00:48:57ضَ

فاتى النبي صلى الله عليه وسلم فاخبره فانزل الله واقم الصلاة الطرفين النهار وزلفا من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات فقال الرجل علي هذا يا رسول الله؟ قال لجميع امتي كلهم رواه البخاري ومسلم - 00:49:15ضَ

وعن انس بن مالك رضي الله عنه قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاءه رجل فقال يا رسول الله اني اصبت حدا فاقمه عليه قال ولم يسأله عنه - 00:49:33ضَ

وحضارة الصلاة. فصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة قام اليه رجل فقال يا رسول الله اني اصبت حدا فاقم في كتاب الله - 00:49:47ضَ

قال اليس قد صليت مع ذا؟ قال نعم. قال فان الله قد غفر لك ذنبك. او قال حدك رواه البخاري ومسلم دل على ان المقصود بها الصلاة الحقيقية ذات الركوع والسجود - 00:50:01ضَ

وليس المعنى انها نقلت عن المعنى اللغوي بل بقي الاستعمال اللغوي على حقيقته بدليل قوله وصل عليهم ان صلاتك والله سميع عليم. فقد استعملها النبي صلى الله عليه وسلم على الاصل وهو الدعاء - 00:50:15ضَ

فكان اذا جاء الرجل بزكاته يقول له النبي صلى الله عليه وسلم اللهم صل على ال فلان متفق عليه فهذه الصلاة من النبي صلى الله عليه وسلم دعاء على اصل اللغة دل على المراد السياق - 00:50:33ضَ

وقال النبي صلى الله عليه وسلم اذا دعي احدكم فليجب فان كان صائما فليصلي وان كان مفطرا فليطعم اخرجه مسلم يعني فليأتي عندهم اذا دعوه الى وليمة عرس وكان صائما او دعي الى طعام وكان صائما فليدعو لهم بالبركة - 00:50:47ضَ

وليس ان يقوم يصلي عندهم. وان كان ذلك معتملا وورد ما يؤيده الا ان الاشهر ان المراد الدعاء وليس بالضرورة ان يطعم بل يجيب ويحضر ويدعو لهم ومثل ذلك الصيام في اصل اللغة حقيقته الامساك مطلقا عن الكلام او الامساك عن الطعام او الامساك عن الحركة - 00:51:10ضَ

قالت العرب صامت الشمس اذا وقفت في النظر في وسط السماء وكذا صام النهار او الامساك عن الجري او الامساك عن الصهير وهكذا قال الشاعر وهو النابغة الذبياني خير صيام وخير غير صائمة تحت العجاج واخرى تعلك اللجما - 00:51:34ضَ

اي خيل تسهل وخير لا تسهل او خيل تجري وخيل لا تجري تحت العجاج الخيل الصائمة الممسكة عن الصهير او الجري او العلف ومنهم قوله تعالى على لسان مريم اني نذرت للرحمن صوما فلن اكلم اليوم انسيا - 00:51:57ضَ

وقد كان الصيام عندهم الصيام شرعي لكن المقصود به هنا الصيام عن الكلام. اي ممسكة عن الكلام. وفي الشرع الصيام هو الامساك عن الطعام والشراب والمفطرات من طلوع الفجر الثاني الى غروب الشمس - 00:52:17ضَ

فقوله تعالى كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم ليس الامساك عن الكلام او غير ذلك من معاني اللغة. فهذا لا يقوله الا الباطلية الذين يقولون ان الصيام كتم اسرارنا يعني من يعظمونه. والحج الزيارة او القصد الى مشاهدهم - 00:52:33ضَ

وهكذا فسروا الاسلام بتفسير اخر. والصلاة دعاء من يعبدونهم. اما اهل الاسلام فالصيام عندهم هذا الصيام الشرعي المعروف وهو حقيقة شرعية وليس مجازا ولا منقولا هناك حقائق شرعية مخصوصة ما كانت العرب تعرفها شرعا. وانما تعرفها باصل الوضع اللغوي. ومنها الايمان. فحقيقته اللغة - 00:52:53ضَ

هوية التصديق. وحقيقة الشرعية قول ابن عمرو ونية. اي قول القلب وعمل القلب وقول اللسان وعمل الجوارح قال الحافظ محمد بن اسماعيل التيمي الاصبهاني الايمان في لسان الشرع هو التصديق بالقلب والعمل بالاركان. انتهى من شرح نووي - 00:53:18ضَ

على مسلم الجزء الاول مائة وستة واربعين وهذه في الحقيقة تصديق بالفعل كما دلت على ذلك النصوص الشرعية واجماع السلف قال الامام الشافعي رحمه الله وكان الاجماع من الصحابة والتابعين من بعدهم ممن ادركنا ان الايمان قول وعمل ونية لا يجزئ واحد - 00:53:38ضَ

من الثلاثة عن الاخر انتهى من شرح اعتقاد اهل السنة والجماعة لله لك اي الجزء الخامس ثمانمائة وستة وثمانين وقال الامام البغوي اتفقت الصحابة والتابعون فمن بعدهم من علماء السنة - 00:53:59ضَ

على ان الاعمال من الايمان. وقالوا ان الايمان قول وعمل وعقيدة. انتهى من شرح السنة البغوية. الجزء الاول ثمانية وثلاثين تسعة وثلاثين وقال الامام البخاري لقيت اكثر من الف رجل من العلماء بالامصار - 00:54:13ضَ

كما رأيت احدا منهم يختلف ان الايمان قول وعمل يزيد وينقص انتهى من شرح اعتقاد اهل السنة والجماعة لله لاكائي الجزء الخامس ثمانمائة وستة وثمانين الايمان يطلق على التصديق ويطلق على العمل. ويطلق على النطق اطلاقا حقيقيا هذا الذي يعرفه السلف وفسره به النبي - 00:54:29ضَ

صلى الله عليه وسلم بصريح العبارة. فقال لوفد عبد القيس اتدرون ما الايمان بالله وحده؟ قالوا الله ورسوله اعلم. قال شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصيام رمضان. وان تعطوا من المغنم الخمس - 00:54:51ضَ

اخرجه البخاري وترجم عليه باب اداء الخمس من الايمان فهذا تفسير صريح من النبي صلى الله عليه وسلم. اما التفسيرات اللغوية فلا يذكرها النبي صلى الله عليه وسلم. لان العرب - 00:55:11ضَ

فاذا جاءت المرجئة الى هذا التفسير النبوي الشرعي قالوا هذا الايمان مجازا. وقالوا تسمى الاعمال ايمانا مجازا ليس حقيقة انظر مجموع الفتاوي بن سمير الجزء السابع صفحة سبعة وثمانين. انتهى - 00:55:26ضَ

ويعنون انه يطلق عليها اسم الايمان وليست ايمانا حقيقة وهذا تكذيب لله عز وجل. ولرسوله صلى الله عليه وسلم لان المجاز هو ما يجوز نفيه. والحقيقة ما لا يجوز نفيها. قال الشيخ - 00:55:43ضَ

الاسلام ابن تيمية في كتاب الايمان الكبير وبسبب الكلام في مسألة الايمان تنازع الناس. هل في اللغة اسماء شرعية نقلها الشارع عن مسماها وفي اللغة او انها باقية في الشرع على ما كانت عليه في اللغة. لكن الشارع زاد في احكامها لا في معنى الاسماء. وهكذا قالوا في اسم - 00:55:58ضَ

والزكاة والصيام والحج انها باقية في كلام الشارع على معناها اللغوي. لكن زاد في احكامها. ومقصودهم ان الايمان هو مجرد التصديق وذلك يحصل بالقلب واللسان. وذهبت طائفة ثالثة الى ان الشارع تصرف فيها تصرف اهل العرف - 00:56:18ضَ

هي بالنسبة للغة مجاز وبالنسبة الى عرف الشارع حقيقة والتحقيق ان الشارع لم ينقلها ولم يغيرها ولكن استعملها مقيدة له مطلقا كما يستعمل نظائرها. كقوله تعالى ولله للناس حج البيت - 00:56:37ضَ

فذكر حجا خاصا وهو حج البيت وكذلك قوله فمن حج البيت او اعتمر فلم يكن لفظ الحج متناولا لكل قصد بل لقصد مخصوص دل عليه اللفظ نفسه من غير تغيير اللغة والشاعر اذا قال واشهد من عوف حلولا كثيرة يحجون سب الزبر قال المزعفرا كان متكلما باللغة - 00:56:55ضَ

وقد قيد لفظه وقد قيد لفظه بحج سب الزورقان المزعفرا ومعلوم ان ذلك الحج المخصوص دلت عليه اضافة فكذلك الحج المخصوص الذي امر الله به دلت عليه الاضافة او التعريف باللام. فاذا قيل الحج فرض عليك كانت لا - 00:57:18ضَ

العهد تبين انه حج البيت. وكذلك الزكاة هي اسم لما تزكو به النفس. وزكاة النفس زيادة خيرها وذهاب والاحسان الى الناس من اعظم ما تزكو به النفس كما قال تعالى خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها - 00:57:38ضَ

وكذلك ترك الفواحش مما تزكو به. قال تعالى ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا. واصل زكاتها بالتوفيق توحيد واخلاص الدين لله. قال تعالى وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة. وهي عند المفسرين التوحيد. وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم - 00:57:58ضَ

دار الواجب وسماها الزكاة المفروضة. فصار لفظ الزكاة اذا عرف باللام ينصرف اليها لاجل العهد ولفظ الايمان امر به مقيدا بالايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وكذلك لفظ الاسلام بالاستسلام لله رب العالمين. وقد بين الرسول صلى الله - 00:58:19ضَ

الله عليه وسلم تلك الخصائص. والاسم دل عليها فلا يقال انها منقولة ولا انه زيد في الحكم دون الاسم. بل الاسم انما استعمل على وجه يختص بمراد الشارع لم يستعمل مطلقا. وهو انما قال اقيموا الصلاة بعد ان عرفهم الصلاة المأمورة بها - 00:58:39ضَ

كان التعريف منصرفا الى الصلاة التي يعرفونها لم يجد لفظ الصلاة وهم لا يعرفون معناه. ولهذا كل من قال في لفظ الصلاة انه عام المعنى اللغوي او انه مجمل لتردده بين المعنى اللغوي والشرعي ونحو ذلك فاقوالهم ضعيفة - 00:58:59ضَ

ثم انه لما فرض الصلوات الخمس ليلة المعراج اقام النبي صلى الله عليه وسلم لهم الصلاة بمواقيتها اقام لهم النبي صلى الله عليه وسلم لهم الصلوات بمواقيتها صبيحة ذلك اليوم. وكان جبريل يؤم النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون - 00:59:17ضَ

يهتمون بالنبي صلى الله عليه وسلم. فاذا قيل لهم اقيموا الصلاة عرفوا انها تلك الصلاة. فلم يخاطبوا باسم من هذه في الاسماء الا ومسماه معلوم عندهم فلا اجمال في ذلك ولا يتناول كل ما يسمى حاجا ودعاء وصوما. فان هذا انما يكون - 00:59:36ضَ

اذا كان اللفظ مطلقا وذلك لم يرد. وكذلك الايمان والاسلام. وقد كان معنى ذلك عندهم من اظهر الامور. وانما سأل جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك وهم يسمعون - 00:59:56ضَ

وقال هذا جبريل جاءكم يعلمكم دينكم ليبين لهم كمال هذه الاسماء وحقائقها التي ينبغي ان تقصد لان لا يقتصر على ادنى مسمياتها وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم عن الاسلام هو الخمس يريد ان هذا كله واجب داخل في الاسلام فليس للانسان ان - 01:00:09ضَ

بالاقرار بالشهادتين. وكذلك الايمان يجب ان يكون على هذا الوجه المفصل لا يكتفى فيه بالايمان المجمل. ولهذا وصف الاسلام بهذا. وقد اتفق المسلمون على انه من لم يأت بالشهادتين فهو كافر. واما الاعمال - 01:00:30ضَ

الاربعة فاختلفوا في تكفير تاركها. ونحن اذا قلنا اهل السنة متفقون على انه لا يكفر بالذنب فانما نريد به المعاصي الزنا والشرب. واما هذه المباني ففي تكفير تاركها نزاع مشهور. وعن احمد في ذلك نزاع - 01:00:48ضَ

واحدى الروايات عنه انه يكفر من ترك واحدة منها. وهو اختيار ابي بكر يعني غلام الخلال. وطائفة من اصحاب ما لك. كابن وعنه رواية ثانية لا يكفر الا بترك الصلاة والزكاة فقط. ورواية ثالثة لا يكفر الا بترك الصلاة والزكاة. اذا - 01:01:06ضَ

الامام عليها. ورابعة لا يكفر الا بترك الصلاة. وخامسة لا يكفر بترك شيء منهن. وهذه اقوال معروفة للسلف انتهى من مجموع الفتاوى الابن تيمية الجزء السابع الصفحات مائتين ثمانية وتسعين الى مائة ثلاثمائة واثنين باختصار - 01:01:26ضَ

المبحث الثالث في ذم الارجاء وخطره على الدين تقدم ان المرجئة جعلوا الايمان شيئا واحدا وهو التصديق وانه لا يتبعض ولا يزيد ولا ينقص. وان الاعمال ليست من الايمان. وهذا من افسد الاقوال واضرها على الدين - 01:01:46ضَ

قال شيخ الاسلام قالت الجهمية الايمان شيء واحد في القلب. وقال تلك الرامية هو شيء واحد على اللسان. كل ذلك فرارا من تبعيض ايمان وتعدده. ولهذا دخل في ارجاء الفقهاء جماعة هم عند الائمة اهل علم ودين - 01:02:06ضَ

ولم يكفر احد من السلف احدا من مرجئة الفقهاء بل جعلوا هذا من بدع الاقوال والافعال لا من بدع العقائد. فان كثيرا من النزاع فيها لفظي. نعم اللفظ المطابق للكتاب والسنة والصواب. فليس لاحد ان يقول بخلافه ولا سيما وقد صار ذلك - 01:02:22ضَ

ذريعة الى بدع اهل الكلام من اهل الارجاء وغيرهم الى ظهور الفسوق. فصار ذلك الخطأ اليسير في اللفظ سببا لخطأ عظيم في العقائد والأعمال فلهذا عظم القول في ذم الإرجاء. حتى قال ابراهيم النخعي لفتنتهم يعني المرجئات - 01:02:42ضَ

اخوف على هذه الامة من فتنة الازارقة وقال الزهني ما ابتدعت في الاسلام بدعة اضر على اهله من الارجاء. وقال الاوزاعي كان يحيى بن ابي كثير وقتادة يقولان ليس شيء من من الاهواء اخوف عندهم على الامة من الارجاء. وقال شريك القاضي وذكر المرجئة - 01:03:02ضَ

فقال هم اخبث قوم حسبك بالرافضة خبثا ولكن المرجئة يكذبون على الله. وقال سفيان الثوري تركت المرجئة الاسلام ارق من ثوب سابري. وقال قتادة انما حدث الارجاء بعد فتنة فرقة ابن الاشعث - 01:03:26ضَ

وسئل ميمون ابن مهران عن كلام المرجئة فقال انا اكبر من ذلك وقال سعيد بن جبير لذر الهمداني الا تستحي من رأي انت اكبر منه؟ وقال ايوب السختياني انا اكبر من دين المرجئة - 01:03:44ضَ

قال فيها يعني انه حدث بعد ولادته فهو محدث بدعة قال ان اول من تكلم في الارجاء رجل من اهل المدينة من بني هاشم يقال له الحسن وقال زاذان اتينا الحسن بن محمد فقلنا ما هذا الكتاب الذي وضعته - 01:03:59ضَ

وكان هو الذي اخرج كتاب المرجئة فقال لي يا ابا عمر لوددت اني كنت مت قبل ان اخرج هذا الكتاب او اضع هذا الكتاب فان الخطأ في اسم الايمان ليس كالخطأ في اسم محدث ولا كالخطأ في غيره من الاسماء اذ كانت احكام الدنيا والاخرة متعلقة باسم الايمان - 01:04:19ضَ

والاسلام والكفر والنفاق انتهى انظر الايمان الكبير لابن تيمية صفحة مئتين وسبعة وثمانين قال وحاصل قول غلاة المرجئة انه كما لا ينفع مع الكفر طاعة لا يضر مع الايمان معصية وهذا شر قول قيل في الاسلام والله تعالى الموفق. انتهى من كتاب الاوامع الانوار البهية - 01:04:39ضَ

الجزء الاول اربعمائة وخمسة وعشرين فصل ضرر المرجئة على الدين والمرجئة يختلفون فبعضهم يقول الايمان هو القول فقط ولو كان في قلبه كافرا وهذا اشد المرجئة ارجاء نعوذ بالله ومنهم - 01:05:07ضَ

يقول تصديق القلب والمعرفة فقط. ولو لم ينطق ولا يعمل وهذا قول جمهور الاشاعرة والماتوليدية ومنه عمل القلب. واما الاقرار باللسان فشرط للحكم عليه في الدنيا فقط. وهذا قول عامة فرق المرجئة. ومنهم الجهم بن صفوان وجماعته. الا انه لا يدخل عمل القلب فيه. فهؤلاء اشد من الخوف - 01:05:24ضَ

حيث جعلوا الكفر ايمانا ومنهم من هو دون ذلك وهم مرجئة الفقهاء الذين يقولون الايمان هو التصديق بالقلب والاقرار باللسان واما اعمال الجوارح فليست من الايمان لكنها ثمرات الايمان. فهؤلاء ليسوا اشد من الخوارج فان الخوارج كفروا المسلمين وقتلوهم - 01:05:49ضَ

واستباحوا دماءهم ولا يرون على الاسلام الا هم. فبدعتهم اعظم من بدعة مرجئة الفقهاء وكلمة ابراهيم النخاعي لما قال فهؤلاء اشد من الحرورية يعني والله اعلم مرجئة الجهمية. ممن اخرج الاعمال كلها من الايمان. وانما قالها لانهم كما - 01:06:11ضَ

قال هو وغيره جعلوا الدين كثوب ثابري اي رقيق فجعلوا من فعل من الفواحش ما فعل كامل الايمان. حتى ظهر بعض الناس نسأل الله العافية والسلامة. من يفعل ما يشاء من الذنوب - 01:06:31ضَ

انه مؤمن كامل الايمان. وهذه لها اثار على الناس. فهي ايضا مصيبة على الدين فلابد من التفصيل وابراهيم النخاعي انما قال هذا الكلام لانه بدأت تظهر هذه الفتنة في زمنه مضادة لمذهب الخوارج - 01:06:46ضَ

وفيما بعد زمنه ثم ظهر بعد ذلك مرجئة الفقهاء ورأسه محمد بن ابي سليمان الكوفي شيخ ابي حنيفة. فقال ابراهيم ان هؤلاء مرجئة اشد من الحرورية او اضر على الدين من الحرورية لانهم مسخوا الدين وجعلوا من امن بقلبه مؤمنا كامل الايمان بل ان - 01:07:05ضَ

ان بعض المرجئة قال من قال لا اله الا الله لا يعذب على ظاهر النصوص التي فيها من مات وهو يشهد ان لا اله الا الله دخل الجنة بل وصل ببعضهم انه يقول من قال لا اله الا الله وامن دخل الجنة ولا عذاب. كما يحكى عن غلاتهم - 01:07:25ضَ

وممن يحكى عنه ذلك مقاتل ابن سليمان فالله اعلم واغفلوا النصوص الوعيد كقوله عز وجل ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما. ونحو ذلك. وحملوه على المستحل. ونسوا ان المستحل يكفر بذلك. فسبحان من - 01:07:44ضَ

اصمهم واضل اعمالهم لكن المرجئة من الفقهاء غير هؤلاء بل يقولون انه ان اقر وصدق مؤمن واذ لم يعمل مطلقا فانه يعذب على تقصيره ولكن مآله الى الجنة. ويشبه قولهم قول اهل السنة من وجه لكنهم يقولون ان هذه الاعمال ليست ايمانا - 01:08:09ضَ

ولا يزيد ولا ينقص بالعمل. الاعمال والمعاصي لها مدخل لها في الايمان. والكفر عنده والجهل بالله والتكذيب ونحوه من الجحود الانكار والعناد. فالذي يسجد للصنم او للشمس لا يكفر بمجرد السجود. وليس السجود نفسه هو الكفر - 01:08:32ضَ

فاذا كان في قلبه مؤمنا وسجد وهو راض به فهو عاص عندهم غير كافر. لكن قالوا في الظاهر نعامله معاملة الكافر لانه وجدوا ان الفقهاء والعلماء نصوا على ان السجود للصنم كفر اكبر بالاجماع. فقالوا هم بل لانه علامة على الكفر وليس هو - 01:08:52ضَ

بل صرح بعضهم وهو الايجي وشارحه الجرجالي بان من سجد للصنم او سب الرسول صلى الله عليه وسلم قد يكون مؤمنا في الباطن وانما نحكم عليه بالظاهر. لان ذلك دليل على عدم التصديق. لا لان عدم السجود لغير الله داخل في حقيقة الايمان. قال - 01:09:12ضَ

من صدق بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. ومع ذلك سجد للشمس كان غير مؤمن بالاجماع. لان سجوده لها يدل على انه ليس بمصدق ونحن نحكم بالظاهر فلذلك حكمنا بعدم ايمانه لان عدم سجود لغير الله تعالى داخل في حقيقة - 01:09:32ضَ

ايمان حتى لو علم انه لم يسجد لها على سبيل التعظيم واعتقاد الالهية بل سجد لها وقلبه مطمئن بالتصديق لم يحكم كفره فيما بينه وبين الله تعالى. وان اجري عليه حكم الكافر في الظاهر - 01:09:52ضَ

انتهى وقالت تفتازاني في شرح المقاصد فان قيل من استخف بالشرع او الشارع او القى المصحف في القاذورات او شد الزنار بالاختيار كافر اجماعا وان كان مصدقا بالنبي صلى الله عليه وسلم في جميع ما جاء به قلنا لو سلم اجتماع التصديق المعتبر في الايمان مع تلك - 01:10:08ضَ

كالامور التي هي كفر وفاقا فيجوز ان يجعل الشارع بعض محظورات الشرع علامة التكذيب فيحكم بكفر من ارتكبه وبوجود التكذيب فيه وانتفاء التصديق عنه كالاستخفاف بالشرع الى اخر ما قال - 01:10:30ضَ

فجعل هذه الامور التي هي كفر بذاتها عند العلماء اجماعا جعلها علامات لكفر التكذيب بالقلب. وبعضهم قال ان فاعل ذلك كافر قضاء اي عند القضاء عليه في الظاهر مسلم ديانة. وهو ما نقله الكشميري عن الكستالي والجرجاني. وهذا - 01:10:48ضَ

يذهب الخبيث ومذهب الجهمية وهو احد قولي ابي الحسن الاشعري الذي تبناه جمهور الاشاعرة والماتوليدية ونشروه ونصروه. وهذا المذهب هو مذهب الغلاة. وذكره الشهرستاني عن ابن الرواندي. وبسرن المريسي انهما قالا الايمان والتصديق بالقلب واللسان - 01:11:10ضَ

جميعا والكفر هو الجهود والانكار والسجود للشمس والقمر والصنم ليس بكفر في نفسه ولكنه علامة الكفر. انتهى من كتاب الملل والنحل الجزء الاول مئة واربعة واربعين وهذا الضلال هو الذي الزمهم به الامام احمد. كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية في الايمان. قال احمد ويلزمه ان يقول هو مؤمن باقراره وان - 01:11:30ضَ

بالزكاة في الجملة ولم يجد في كل مئتي درهم خمسة انه مؤمن فيلزمه ان يقول اذا اقر ثم شد في وسطه وصلى للصليب واتى الكنائس والبيعة وعمل الكبائر كلها الا انه في ذلك مقر بالله - 01:11:54ضَ

فيلزمه ان يكون عنده مؤمنا وهذه الاشياء من اشنع ما يلزمهم. قلت هذا الذي ذكره الامام احمد من احسن ما احتج الناس به عليهم جمع في ذلك جملا يقول غيره بعضها. وهذا الالزام لا محيد لهم عنه. ولهذا لما عرف متكلمهم - 01:12:12ضَ

مثل جهم ومن وافقه انه لازم التزموه. وقالوا لو فعل ما فعل من الافعال الظاهرة لم يكن بذلك كافرا في الباطن. لكن يكون دليل الكفر في احكام الدنيا. فاذا احتج عليهم بنصوص تقتضي انه يكون كافرا في الاخرة. قالوا فهذه النصوص تدل على انه في الباطن ليس معه - 01:12:33ضَ

من معرفة الله شيء. فانها عندهم شيء واحد فخالفوا صريح المعقول وصريح الشرع وهذا القول مع فساده عقل وشرعا وما كونه عند التحقيق لا يفوت ايمانا فانهم جعلوا الايمان شيئا واحدا لا حقيقة له. كما قالت الجهمية - 01:12:53ضَ

من وافقهم مثل ذلك في وحدة الرب انه ذات بلا صفات. وقالوا بان القرآن مخلوق وان الله لا يرى في الاخرة. وما يقوله ابن باب من وحدة الكلام وغيره من الصفات فقولهم في الرب وصفاته وكلامه والايمان به يرجع الى تعطيل محض. وهذا قد وقع - 01:13:10ضَ

فيه طوائف كثيرة من المتأخرين المنتسبين الى السنة والفقه والحديث المتبعين للائمة الاربعة المتعصبين للجهمية والمعتزلة بل وللمرجأة ايضا. لكن لعدم معرفتهم بالحقائق التي نشأت منها البدع يجمعون بين الضدين ولكن من رحمة الله بعباده المسلمين ان الائمة الذين لهم في الامة لسان صدق مثل الائمة الاربعة - 01:13:30ضَ

وغيرهم كمالك والثوري والاوزاعي والليث ابن سعد وكالشافعي واحمد واسحاق وابي عبيد وابي حنيفة وابي يوسف ومحمد. كانوا ينقضون على اهل الكلام من الجهمية قولهم في القرآن والايمان وصفات الرب. وكانوا متفقين على ما كان عليه السلف من ان الله يبغى في الاخرة - 01:13:56ضَ

وان القرآن كلام الله غير مخلوق. وان الايمان لابد فيه من تصديق القلب واللسان. فلو شتم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم كان كافرا باطلا وظاهرا عندهم كلهم ومن كان موافقا لقول جهم في الايمان بسبب انتصار ابي الحسن لقوله في الايمان يبقى تارة يقول بقول السلف والائمة - 01:14:16ضَ

تارة يقول بقول المتكلمين الموافقين لجهم حتى في مسألة سب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم رأيت طائفة من الحنبليين والشافعيين والمالكيين اذا تكلموا بكلام الائمة قالوا ان هذا كفر باطلا وظاهرا. واذا تكلموا بكلام اولئك قالوا هذا - 01:14:39ضَ

كفر في الظاهر وهو في الباطن يجوز ان يكون مؤمنا تام الايمان. فان الايمان عندهم لا يتبعض. ولهذا لما عرف القاضي عياض هذا من قول بعض واصحابه انكره ونصر قول مالك واهل السنة - 01:14:59ضَ

واحسن في ذلك وقد ذكرت بعض ما يتعلق بهذا في كتاب الصارم المسلول على شاتم الرسول. وكذلك تجدهم في مسائل الايمان اقوال الائمة والسلف ويبحثون بحثا يناسب قول الجهمية. لان البحث اخذوه من كتب اهل الكلام الذين نصروا قول جهم في مسائل - 01:15:16ضَ

والرازي لما صنف مناقب الشافعي ذكر قوله في الايمان وقول الشافعي قول الصحابة والتابعين. وقد ذكر الشافعي انه واجماع من الصحابة والتابعين ومن لقيه استشكل قول الشافعي جدا لانه كان قد انعقد في نفسه شبهات اهل البدع في الايمان - 01:15:36ضَ

من الخوارج والمعتزلة والجهمية والكرامية وسائر المرجئة. انتهى من كتاب الايمان صفحات ثلاثمائة واربعة وثمانين الى ثلاثمائة وستة وثمانين ومجموع الفتاوى الجزء السابع الصفحات اربعمائة وواحد اربعمائة وثلاثة انتهى في هامشه - 01:15:56ضَ

وهذا المذهب الجهمي لا يقول به مرجأة الفقهاء ولا تصح نسبته لابي حنيفة. وقول الاشعري الاخر موافق لمذهب السلف كما في المقالات ولانتشار هذا المذهب انتشرت عبارة القبور وفعل الكفريات. وانما جاءت من هذا المذهب الخبيث اي مذهب المرجعة. ومنهم من يقول انما هذا الذي - 01:16:16ضَ

يفعله الذين يعكفون عند القبور ويستغيثون بها ويدعونها ويذبحون لها ويطوفون بها قال انما هي معصية وهذا اشد من انكرها منهم وكثير منهم يجوزها بل منهم من يستحبها ويجعلها من الدين. والذي ينهى عنها منهم يقول هي معصية - 01:16:39ضَ

كثير مما في الاعلام بقواطع الاسلام لهيتمي الفقيه الشافعي والمدخل لابن الحاج المالكي ولا يذكرون انها كفر وشرك بل منهم من يعد من يقول انها شرك من الخوارج والله المستعان - 01:16:59ضَ

الفصل الثالث في ترجمة المصنف ابن ابي شيبة رحمه الله بعد هذه المقدمة الضرورية لابد ان نعرف ترجمة المصنف الامام ابن ابي شيبة وهو الامام الحافظ ابو بكر عبدالله بن محمد بن ابي شيبة - 01:17:17ضَ

وابو شيبة وابراهيم ابن عثمان العبسي مولاه الكوفي. صاحب التصانيف الكبار مثل المصنف والمسند والايمان والزهد والادب غيرها والمصنف مطبوع والمسند وجد بعضه وطبع منه جزءان وان كانت الضبعة سقيمة والمصنف له عدة طبعا وهو من انفع الكتب في جمع النصوص والاثار عن السلف من الصحابة والتابعين في - 01:17:34ضَ

المسائل في ابواب الفقه ولد سنة تسع وخمسين ومئة وسمع الحديث من جماعة من ثقات الائمة. منهم سفيان بن عيينة وعبدالله بن المبارك وعبدالرحمن بن مهدي وجماعات من ائمة ذلك الزمان وروى عنه الامام احمد وابنه عبدالله وهو من شيوخ الامام البخاري ومسلم وابي داود وابن ماجة. ويكثر - 01:18:01ضَ

عنه مسلم وابن ماجة وروى عنه في الصحيح البخاري ابو داوود في السنن وغيرهم. وهو من اقران الامام احمد ومع ذلك روى عنه الامام احمد احمد قال ابو عبيد القاسم سلام وهو من اقرانه ايضا رباني الحديث اربعة فاعلمهم بالحلال والحرام احمد بن حنبل - 01:18:23ضَ

واحسنهم سياقة واداء له علي المديني واحسنهم وضعا لكتاب ابن ابي شيبة واعلمهم بصحيح الحديث وسقيمه يحيى ابن معين وهذا الكلام في التمييز والتفضيل والا فالواحد منهم يجمع هذه الصفات الاربعة لابد ان يكون الشخص اميز بشيء والامام احمد عرف - 01:18:43ضَ

في الفقه والفتوى. ولذلك نص على معرفة الحلال والحرام يعني الفقه مع جمعه لتلك الصفات. وقال ايضا انتهى الحديث الى اربعة الى ابي بكر بن ابي شيبة واحمد بن حنبل ويحيى بن معين وعلي بن المديني. فابو بكر اسردهم له. واحمد افقههم فيه - 01:19:04ضَ

يحيى اجمعهم له وعلي اعلمهم به يعني ان عليا اعرف بالعلل. وقال العجلي في ابن ابي شيبة ثقة حافظ وقال الخطيب البغدادي كان متقنا حافظا مكثرا صنف المسند والاحكام والتفسير مات سنة خمس وثلاثين ومائتين ووصفه - 01:19:24ضَ

ذهبي بن حافظ العديم النظير السبت النهرير. توفي رحمه الله وله ست وسبعون سنة. هذه خلاصة ترجمته رحمه الله استمعنا به في دار كرامته مع نبينا واصحابه وائمتنا ووالدينا ومشايخنا واصحابنا واهلينا امين - 01:19:44ضَ

- 01:20:09ضَ