شرح كتاب التوحيد

شرح كتاب التوحيد| الباب(١٤)| الشيخ: أحمد الصقعوب

أحمد الصقعوب

الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ احمد بن محمد الصقعوط حفظه الله يقدم شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العباد لا اله الا هو العزيز نشرع فيما بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:00:04ضَ

يقول المؤلف غفر الله له ولشيخنا وللسامعين باب قول الله تعالى ايشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون انفسهم ينصرون وقوله والذين تدعون من دونه ما يملكون من وفي الصحيح عن انس رضي الله عنه قال اكمل الاية - 00:00:49ضَ

ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم المؤلف رحمه الله تعالى عقد هذا الباب لذكر بعض البراهين والادلة القاطعة التي ترسخ التوحيد في قلب العبد وايضا تبطلوا كل تعلق بغير الله في قلب العبد - 00:01:34ضَ

هذه البراهين تجعل العبد يوقن انه لا ينفع الا الله ولا يضر الا الله ولا ينصر الا الله ولا يعطي الا الله. ولا يهدي الا الله. بيده الخير هو الذي ينفع هو الذي يعطي هو الذي يرفع هو الذي يخفظ - 00:02:17ضَ

جل وعلا وتأسى طريقة عدد من العلماء كالبخاري وغيره حينما جعلوا بعض الابواب معنونة باية باب قوله تعالى ايشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون ولذا ذكر بعض هذه البراهين وهذا مناسبة هذا الباب وما فيه لكتاب التوحيد. فذكر ايتين وثلاثة احاديث - 00:02:40ضَ

الاية الاولى بين فيها ان الالهة التي يدعوها الناس من دون الله لا يملكون من انواع النفع ولا من مقومات دعائهم شيئا فقال ايشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون - 00:03:14ضَ

اي ان هؤلاء المعبودون ان هؤلاء المعبودين لا يستطيعون ان يخلقوا شيئا ولو حقيرا قال وهم يخلقون اي ان هؤلاء الذين يدعوهم من يدعوهم من دون الله هم انفسهم مخلوقون - 00:03:36ضَ

فكيف يعبدونهم او يدعونهم؟ الثالث انهم ضعاف لا يستطيعون نصر من يعبدهم ولا اقل النصر الرابع انهم لا يستطيعون نصر انفسهم دفع ضر او جلب ولذا قال ايشركون ما لا يخلق شيئا - 00:03:57ضَ

وهم يخلقون ولا يستطيعون لهم نصرا ولا انفسهم ينصرون. فاذا عرفت ان هؤلاء يعني هذه اوصافهم فتوجه الى الخالق لا الى المخلوق الى من يملك النفع والنصر لا الى من لا يملك - 00:04:19ضَ

ولا يملك هذا احدا الا الله الثاني الاية الثانية اية ايضا ذكر فيها بعض البراهين التي تبطل عبادة ودعاء واستغاثة غير الله فقال والذين تدعون من دونه كل من يدعى من دون الله - 00:04:38ضَ

بشر او ملك او جن او غيره ما يملكون من قطمير اي انهم لا يملكون من امر السماوات والارض شيئا ولا من امر الدنيا والاخرة شيئا اي لا يملكون ملكا مطلقا - 00:05:01ضَ

وان كان بعضهم يملك شيئا لكنه ملك مسبوق بعدم يلحقه ايضا نقص فهم لا يملكون ملكا مطلقة ولا مقدار قطمير وهذا للتقليل والقطمير كما قال القرطبي هو القشرة الرقيقة البيضاء التي تكون بين التمرة وبين النواة - 00:05:21ضَ

الثاني ان حال هؤلاء مع من يدعوهم بين حالين. كما قال ان تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم. انهم ان دعاهم الناس لا يسمعون الدعاء اما انهم جمادات كمن يدعو الاحجار او انهم اموات او انهم احياء لكنهم مشغولون - 00:05:46ضَ

بمصالحهم ان تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا فاستجابوا لكم هذا الامر الثالث انهم لو استجابوا ما يستطيعون ان ينفعوا ولا يظروا الا بتقدير الله. فلو اجتمع الخلق ان ينفعوك بشيء لن ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك - 00:06:08ضَ

ولو اجتمع الخلق على ان يظروك بشيء لن يظروك الا بشيء قد كتبه الله عليك. اذا كن واحدا في واحد ولواحد اعني طريق الحق والايمان قال ويوم القيامة يكفرون بشرككم. اي ان هذه العبادة وهذه المودة التي في الدنيا يوم القيامة تنقلب الى عداوات. اذ تبرأ الذين اتبعوا - 00:06:29ضَ

من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الاسباب هذا الامر وهذه الاوصاف حقائق لا ينبئك بها مثل خبير ولا احد اخبر بالامور من الله. ولذا قال ولا ينبئك مثل خبير. فهذه ثمان براهين في ايتين - 00:06:53ضَ

هذي ثمان براهين في ايتين تبين ان المستحق للعبادة الله وحده والقرآن مليء بالبراهين. ومن تأمل القرآن طالبا للهدى ومستخرجا منه المعاني. والادلة حجج والبراهين خرج بادلة قاطعة. بعضها تقطع جذور شجرة الشرك من قلب العبد - 00:07:13ضَ

وبعضها ترسخ التوحيد في قلب العبد وبعضها تجعل حقائق الاخرة في قلب العبد كانه يراها ولذا من اقبل على القرآن طالبا للهدى سيجد فيه من انوار الايمان واليقين والعلم والبركة ما لا يجده في اي كلام - 00:07:41ضَ

لا منظومه ولا ولا منثوره ثم بعد ذلك انتقل الى ذكر ثلاثة احاديث كلها براهين على ان المتفرد بالعبادة هو الله وحده. نعم وفي الصحيح عن انس رضي الله عنه قال شج النبي صلى الله عليه وسلم يوم احد وكسرت رباعيته فقال - 00:08:03ضَ

كيف يفلح قوم شدوا نبيهم؟ فنزلت ليس لك من الامر شيء. هذا حديث اخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما وفيه برهان على التوحيد ووجهه ان هذا افضل الخلق صلى الله عليه وسلم. وارفع الانبياء منزلة عند الله. ومع ذلك شج في وجهه - 00:08:27ضَ

ولم يستطع ان يدفع الضر عن نفسه ولا ان يمنع شج وجهه عليه الصلاة والسلام. وهو افظل خلق الله عز وجل ومع ذلك نزلت عليه المحن والابتلاءات تشج في رأسه وكسرت رباعيته ودخلت حلقتان من المغفر في وجنته فلو كان يملك النفع والضر - 00:08:53ضَ

فدفع ذلك عن نفسه ولذا قال تعالى قل لا املك لنفسي نفعا وانا برا الا ما شاء الله الا ان يشاء الله شيئا من ذلك. نعم ايضا انه على الرغم - 00:09:18ضَ

الوجه الثاني من هذا الحديث انه على الرغم مما حصل له من المشركين اوذي ومع ذلك قال كيف يفلح قوم شجوا نبيهم فانزل الله ليس لك من الامر شيء. الامر كله لله - 00:09:35ضَ

ليس لك من الامر شيء مع انه قال ذلك في حق المشركين فغيره من باب اولى غيره من باب اولى ليس له من الامر شيء. الامر لمن؟ الامر كله لله. يدبر ما يشاء. يعطي من يشاء. يهدي من يشاء - 00:09:50ضَ

يرزق من يشاء يمنع من يشاء يحيي من يشاء يميت من يشاء الا له الخلق والامر تبارك الله احسن الخالقين. نعم وفيه عن ابن عمر رضي الله عنهما انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اذا رفع رأسه من الركوع - 00:10:08ضَ

في الركعة الاخيرة من الفجر اللهم العن فلانا وفلانا بعدما يقول سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد. فانزل الله ليس لك من الامر شيء. وفي رواية يدعو يدعو على صفوان ابن امية وسهيل ابن عمرو والحارث ابن هشام فنزلت ليس لك من الامر شيء. ايضا هذا - 00:10:30ضَ

برهان على التوحيد ووجهه ان هؤلاء الذين اذوا الرسول عليه الصلاة والسلام. كانوا كفارا وايضا النبي صلى الله عليه وسلم وهو مستجاب الدعاء دعا عليهم ودعا عليهم في الصلاة. وامن خلفه سادات الاولياء ابو بكر وعمر وعثمان وعلي. رضي الله عنهم اجمعين - 00:10:57ضَ

ومع ذلك الله عز وجل لم يستجب له في كلهم دعا على سهيل بن عمرو ودعا على صفوان ابن امية ومع ذلك الله جل وعلا انزل ليس لك من الامر شيء - 00:11:25ضَ

او يعذبهم او يتوب عليهم فانهم ظالمون. فتاب الله على اناس هذا صفوان ابن امية وهذا سهيل بن عمرو وهدى الحارث ابن هشام وغيرهم ممن دعا عليهم فاذا كان هذا - 00:11:41ضَ

وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهؤلاء كفار وانزل الله لنبيه وقال له ليس لك من الامر شيء نعلم ان الذي يملك الامر كله هو الله جل وعلا. يملك الهداية والعذاب والاظلال جل وعلا. نعم - 00:12:00ضَ

وفيه عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انزل عليه وانذر عشيرتك الاقربين. فقال يا معشر قريش او كلمة نحوها اشتروا انفسكم. لا - 00:12:19ضَ

عنكم من الله شيئا. يا عباس بن عبد المطلب لا اغني عنك من الله شيئا. يا صفية عمة رسول الله الله عليه وسلم لا اغني عنك من الله شيئا. ويا فاطمة بنت محمد سليني سليني من مال ما - 00:12:38ضَ

شئتي لا اغني عنك من الله شيئا. نعم. وايضا هذا حديث فيه برهان على التوحيد ووجهه ان هذا نبي الله صلى الله عليه وسلم اشرف الخلق يقوم ويعلن في حياته امام الملأ - 00:12:58ضَ

انه لا يملك ولا يغني عن اقرب الناس منه شيئا. يا معشر قريش انقذوا انفسكم من النار لا اغني عنكم من الله شيئا يا صفية عمة رسول الله انقذي نفسك من النار لا اغني عنك من الله شيئا - 00:13:17ضَ

يا فاطمة بنت محمد بنت محمد سليني من ما لي ما شئت لا اغني عنك من الله شيئا فاذا كان هذا يقوله لاقرب الخلق وفي حياته والحديث من اصح الاحاديث - 00:13:34ضَ

ويعلن انه لن يغني عنهم من الله شيئا الا ان اتوا بالايمان الا ان اتوا بالايمان فاين هذا من حال من يزعم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سيغني عنه اذا مات هو على الشرك - 00:13:48ضَ

اين هذا من حال من يقول يا اكرم الخلق ما لي من الوذ به سواك عند حصول الحادث العمم فان من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم ان لم تكن في معادي اخذا بيدي ضرا والا فقل يا زلة - 00:14:10ضَ

قدمي هذا خلل كبير جدا. ولذلك هذا برهان. اذا من الذي ينفع؟ يعطي ينقذ من النار؟ الله وحده والنبي صلى الله عليه وسلم لا ينفع احدا ولا يضر الا باذن الله - 00:14:29ضَ

من استجاب له استجاب باذن الله من لم يستجب لا كان ذلك باذن الله ان عليك الا البلاغ. انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء فيه مسائل - 00:14:48ضَ

نقرأها ونعلق عليها على سبيل الاجازة الاولى تفسير الايتين الثانية قصة احد الثالثة قنوت سيد المرسلين وخلفه سادات الاولياء يؤمنون في الصلاة. يؤمنون. يؤمنون في الصلاة الرابعة ان المدعو عليهم كفار. الخامسة انهم فعلوا اشياء ما فعلها غالب الكفار. منها شدوه - 00:15:11ضَ

نبيهم شدهم نبيهم وحرصهم على قتله. ومنها التمثيل بالقتلى مع انهم بنو عمهم السادسة انزل الله عليه في ذلك ليس لك من الامر شيء السابعة قوله فتاب عليه فامنوا نعم. كل هالكلام هذا دليل على ان الذي - 00:15:40ضَ

يملك النفظ والضر هو الله جل وعلا. ولذلك مع ان هذي الاشياء حصلت كونهم كفار هذا والنبي قتلوا من قتلوا. اخرجوه من بلده. هجروه. كفروا. عارضوا. حاربوا. اذوا. فعلوا ما فعلوا. والنبي صلى الله عليه وسلم - 00:16:11ضَ

دعا عليهم وسأل الله ان يهلكهم باعيانهم. ومع ذلك لم يجابوا. وهذا من اوضح الدلائل على ان الذي يملك والضر هو الله جل وعلا. وفيه دليل ايضا على كمال سلطان الله - 00:16:30ضَ

وكمال تدبيره وكمال علمه جل وعلا وايضا فيه دليل على عظمة رحمته جل وعلا بعباده فانه لم يعذب اولئك. وانما تاب عليهم وهداهم او يتوب عليهم فانهم ظالمون. نعم الثامنة القنوت في النوازل. اي فيه دليل على مشروعية القنوت في النوازل وتحته مباحث تبحث في كتب الفقه. نعم - 00:16:46ضَ

التاسعة تسمية المدعو عليهم في الصلاة باسمائهم واسماء ابائهم. هذا دليل على جواز ذلك انه يجوز ان يسميهم باسماء اسماء ابائهم سواء دعا لهم او دعا عليهم كما دعا النبي صلى الله عليه وسلم على صفوان ابن امية وكما دعا للولي - 00:17:14ضَ

لسلمة بن هشام والوليد ابن المغيرة وغيرهم نعم العاشرة لعنه لعنه المعين في القنوت. لعنه المعين في القنوت اللعن نوعان لعن مطلق ولعن معين اما اللعن المطلق فلك ان تلعن مطلقا من لعنه الله ورسوله. تقول لعن الله اكل الربا. لعن الله شارب الخمر. لعن الله الواشمات والمستوشمات - 00:17:34ضَ

اما لعن المعين فالاصح من اقوال اهل العلم انه لا يجوز لا يجوز ان تلعن من اكل الربا بعينه لانك لا تدري قد يكون عنده مانع يمنع من حصول اللعنة. لان اللعن هو الطرد والابعاد عن رحمة الله جل وعلا. ففرق بين - 00:18:03ضَ

المعين ولعن المطلق. فمن لعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعينه تلعنه ومن لعنه باطلاق من غير تعيين لك ان تلعنه باطلاق تقول لعن الله من لعن والديه لكن لا يجوز لك ان تلعن الشخص المعين - 00:18:23ضَ

بعينه ولو فعل ما يستحق عليه اللعن والادلة على ذلك كثيرة. نعم الحادية عشرة قصته صلى الله عليه وسلم لما انزل عليه الثانية عشرة جده صلى الله عليه وسلم في هذا الامر - 00:18:43ضَ

حيث فعل ما ما نسب بسببه الى الجنون. وكذلك لو يفعله مسلم الان. اي جده في تحقيق التوحيد والدعوة اليه وبيان ان الله جل وعلا هو المستحق لان يعبد دون من سواه وتبليغ الدين. حتى نسب صلى الله عليه وسلم - 00:19:08ضَ

الى الجنون من الذي نسبه؟ نسبه المشركون وان يكاد الذين كفروا ليزلقونك بابصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون انه لمجنون. وحاشاه فانه صلى الله عليه وسلم به من الخير والهداية والتوفيق ما هو مستحق له. ولكن هؤلاء عميت بصائرهم - 00:19:27ضَ

فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور وهكذا من يقوم مثل مقام النبي صلى الله عليه وسلم في زماننا هذا ربما ينسب الى ما نسب اليه النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينبغي له - 00:19:50ضَ

ان يضيق صدره فقد ابتلي من هو افضل منه لقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا واوذوا حتى اتاهم نصرنا. ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبأ المرسلين. نعم - 00:20:05ضَ

الثالثة عشرة. قوله قوله للابعد والاقرب. لا اغني عنك من الله شيئا. حتى قال يا فاطمة محمدا لا يا فاطمة بنت محمد لا اغني عنك من الله شيئا. فاذا صرح صلى الله عليه وسلم - 00:20:20ضَ

وهو سيد المرسلين. بانه لا يغني شيئا عن سيدة نساء العالمين. وامنوا الانسان وامن الانسان انه وامن الانسان انه صلى الله عليه وسلم لا يقول الا الحق ثم نظر فيما وقع في قلوب خواص الناس الان تبين له التوحيد وغربة الدين وغربة الدين - 00:20:40ضَ