شرح كتاب التوحيد - الشيخ عبد الرزاق البدر

شرح كتاب التوحيد 15 باب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره

عبدالرزاق البدر

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين - 00:00:00ضَ

اما بعد فيقول شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب اجزل الله له الاجر والثواب في كتابه التوحيد الذي هو حق الله على العبيد باب من الشرك ان يستغيث بغير الله او يدعو غيره - 00:00:18ضَ

وقول الله تعالى ولا تدعوا من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك. فان فعلت فانك اذا من الظالمين وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو الاية هذه الترجمة التي عقدها الامام شيخ الاسلام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى - 00:00:35ضَ

هي نظير ما قبلها في بيان انواع من الشرك الاكبر الناقل من ملة الاسلام وقد تقدم قبل هذه الترجمة باب من الشرك الذبح لغير الله وباب من الشرك النذر لغير الله - 00:00:59ضَ

وهذه الترجمة في بيان ان الاستغاثة بغير الله او دعاء غير الله عموما فانه من الشرك الاكبر الناقل من ملة الاسلام لان الدعاء ومنه الاستغاثة عبادة لا يجوز ان تصرف - 00:01:20ضَ

ولا ان يلتجأ فيها الا الى الله عز وجل الذي بيده الضر والنفع والعطاء والمنع والقبض والبسط والعز والذل والخفض والرفع وبيده تبارك وتعالى ازمة الامور ومقاليد السماوات والارض فوحده - 00:01:42ضَ

عز وجل الذي يلتجأ وحده الذي يتوكل عليه وحده تبارك وتعالى الذي يدعى ويستغاث به فمن صرف شيئا من ذلك لغير الله فانه يكون يكون بذلك قد عبد غير الله - 00:02:04ضَ

ومن عبد غير الله يكون اشرك بالله سبحانه وتعالى الشرك الاكبر سيكون من الكافرين ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون - 00:02:22ضَ

فسمى من يدعو غير الله تبارك وتعالى كافرا اي كفرا اكبر ناقلا من ملة الاسلام فاذا هذه الترجمة عقدها رحمه الله تعالى لبيان ان من الشرك الاكبر الناقل من الملة - 00:02:41ضَ

ان يدعى غير الله او ان يستغاثوا او ان يستغاث بغير الله او ان يطلب المدد والعون والنصر من غير الله تبارك وتعالى لان الدعاء عبادة ومن صرف شيئا من العبادة لغير الله اشرك بالله - 00:03:00ضَ

قوله رحمه الله باب من الشرك اي الاكبر الناقل من الملة ان يستغيث بغير الله والاستغاثة هي طلب الغوث وتكون في الشدائد والكربات والنوازل العظيمة الداعي في الكرب والشدة والامر العظيم يسمى مستغيث - 00:03:21ضَ

يسمى مستغيث وفعله يسمى استغاثة والسين في قوله ان يستغيث للطلب ان يطلب الغوث من غير الله تبارك وتعالى ان يطلب ان ينجيه من شدته و وما نزلت به من شدة يطلب ذلك من غير الله فان ذلك من الشرك الاكبر - 00:03:48ضَ

والاستغاثة دعاء الاستغاثة دعاء وطلب لكنها في الشدائد والكربات فاذا كان الدعاء والسؤال في طلب اه في في شدة وكرب فانه يسمى استغاثة ثم قال رحمه الله تعالى او يدعو غيره - 00:04:16ضَ

او يدعو غيره ان يلتجأ بالسؤال والدعاء الى غير الله تبارك وتعالى وعطف الدعاء على الاستغاثة هو من باب عطف العام على الخاص لان الاستغاثة دعاء لكنه دعاء مخصوص بالكرب والشدة - 00:04:41ضَ

والدعاء عام الدعاء يدخل تحته الاستغاثة يدخل اه تحته الاستعاذة والاستعانة والاستنصار والاستغفار وغير ذلك هذه كلها دعوات والتجاءات الى الله سبحانه وتعالى فاذا عطف الدعاء على الاستغاثة هو من باب عطف العام - 00:05:08ضَ

على الخاص والعام يعطف على الخاص وكذلك العكس يعطى في الخاص على على العام العطف هنا من باب عطف العام على الخاص. اذا هذه الترجمة فيها بيان ان دعاء غير الله تبارك وتعالى شرك بالله عز وجل - 00:05:39ضَ

وفي الترجمة تخصيص الاستغاثة التي هي من الدعاء وعادة التخصيص يسار اليه للاهتمام بالمخصص. عادة يسار اليه للاهتمام بالامر المخصص يعني يعطى في الخاص على العامة والعكس ويكون المخصص خص لمزيد اهتماما به وعناية - 00:06:05ضَ

بتخصيصه بالذكر مع دخوله في اللفظ العام وذلك ان الاستغاثة عبادة وجد خلق من الناس صرفوها لغير الله تبارك وتعالى مع ان المشركين الاول كانوا في الشدائد يخلصون وسيأتي بيان ذلك - 00:06:29ضَ

وفي الرخاء يشركون كانوا في الشدائد يخلصون وفي الرخاء يشركون اذا اصابتهم اه الشدة اخلصوا دينهم لله ويعلنونها صراحة كما سيأتي ايضاح ذلك يعلنونها صراحة ان الذي آآ ينجيهم في في الشدة ولا ينجيهم غيره هو الله - 00:06:59ضَ

ولهذا قال الله في القرآن فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين. مخلصين له الدين فلما نجاهم الى البر اذا هم يشركون اذا ركبوا في الفلك اي وجائتهم الريح العاصف القاصف اشتدت بهم الامور تلاطمت الامواج اخلصوا دينهم لله - 00:07:27ضَ

واذا نجاهم سبحانه وتعالى الى البر اذا هم يشركون اي عادوا الى شركهم والله سبحانه وتعالى قادر على اخذهم في البر والبحر ليس مجيء في البر امر تتحقق به السلامة بل الهلاك قد يكون في البر نفسه - 00:07:56ضَ

ولهذا قال الله تعالى ربكم الذي يزجي لكم الفلك في البحر لتبتغوا من فضله انه كان بكم رحيما واذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون الا اياه ما معنى ضل من تدعون الا اياه - 00:08:20ضَ

واذا مسكم الضر في البحر اي الشدة وعاينتم الموت وتلاطمت الامواج ظل من تدعون الا اياه. اي كل من تدعونهم وتتعلق قلوبكم بهم وتسألونهم كلهم يذهبون عن عقولكم ولا يبقى الا الله وحده في عقولكم وفي قلوبكم - 00:08:41ضَ

والتجائكم ودعائكم ظل من تدعونا الا اياه فلما نجاكم الى البر عرضتم فلما نجاكم الى البر اعرضتم وكان الانسان كفورا افأمنتم ان يخسف بكم جانب البر افأمنتم ان يخسف بكم جانب البر - 00:09:04ضَ

او ايضا امر اخر في البر او يرسل عليكم حاصبا ثم لا تجدوا لكم وكيلا ثم امر اخر ام امنتم ان يعيدكم فيه تارة اخرى اي في البحر فيرسل عليكم قاصفا من الريح فيغرقكم بما كفرتم. ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعا - 00:09:30ضَ

وهذا يبين سفه عقول المشركين هذا الذي ايقنوا انه لا لا ينجيهم في البحر الا هو كذلكم لا ينجيه لا ينجيهم في البر الا هو لانه قادر عليهم في البر والبحر - 00:09:56ضَ

والامر بيده سبحانه وتعالى الشاهد ان المشركين الاول كانوا يشركون في الرخاء اما الشدائد التي يكون فيها الاستغاثة فانهم يخلصون لله سبحانه وتعالى لكن عظم البلاء في اقوام جاءوا بعد ذلك - 00:10:15ضَ

فصاروا يشركون في الرخاء والشدة المشركون في في الرخاء والشدة ولهذا وجدت الاستغاثة بغير الله في الشدائد حتى في الغرق حتى في معاينة الغرق في البحر يهتف بعضهم من يستغيثون بهم - 00:10:38ضَ

من ممن يسمون بالاولياء او او غير ذلك يهتفون باسمائهم وهم في الغرق وفي الشدة في الموضع الذي يخلص فيه المشركون الاول يشرك هؤلاء ويستغيثون بغير الله سبحانه وتعالى المقام يحتاج فعلا الى تخصيص - 00:11:01ضَ

مزيد اهتمام به مع انه داخل في اه الدعاء عموما والدعاء حق لله لانه عبادة والعبادة لا يجوز صرف شيء منها لغير الله وفي القرآن مواضع وصف الله سبحانه وتعالى الدعاء فيها بانه عبادة - 00:11:24ضَ

مثل قوله وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سمى المستكبر عن دعائه مستكبرا عن عبادته الدعاء عبادة بل جاء هذا صريحا في السنة قال عليه الصلاة والسلام في حديث النعمان ابن بشير - 00:11:46ضَ

المخرج في السنن الدعاء هو العبادة وتلا الاية المتقدمة صلوات الله وسلامه وبركاته عليه فاذا هذه الترجمة في بيان ان صرف الدعاء لغير الله ومنه الاستغاثة شرك اكبر ناقل من ملة الاسلام - 00:12:04ضَ

وساق رحمه الله تعالى كما هي طريقته كما هي طريقته المعهودة اه شيئا من الادلة فبدأ بقول الله عز وجل ولا تدعو من دون الله ولا تدعو من دون الله - 00:12:29ضَ

ما لا ينفعك ولا يضرك فان فعلت فانك من الظالمين وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو وان يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده. وهو الغفور الرحيم - 00:12:47ضَ

والخطاب هنا تأملوا يا اخوان الخطاب هنا لسيد ولد ادم وقدوة الخلائق اجمعين وافضل عباد الله صلوات الله وسلامه عليه يقول له ربه جل في علاه ولا تدعو من دون الله - 00:13:08ضَ

ولا تدعو من دون الله وهو عليه الصلاة والسلام سيد المخلصين صلى الله عليه وسلم وامام المتقين برأه الله جل وعلا وحماه ووقاه ونجاه من الشرك حتى منذ نشأته مع انه نشأ في مجتمع جاهلي وفي اقوام مشركين يعبدون غير الله ولا يعرف بينهم الا عبادة غير الله - 00:13:27ضَ

الله سبحانه وتعالى نشأ مبرأ من ذلك نشأ مبرأ من ذلك وقول الله عز وجل ووجدك ضالا ليس المراد بالضلال الشرك وانما الضلال المراد به عدم المعرفة بالتفاصيل تفاصيل الدين والشرائع والاحكام - 00:13:55ضَ

كما قال الله في سورة الشورى ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان في هذه التفاصيل لا تعلمها وانما جاء الوحي اليك بها فعلمتها ولهذا قال الامام احمد رحمه الله تعالى من قال - 00:14:19ضَ

ان محمدا صلى الله عليه وسلم كان على شيء من دين قومه فقد اعظم الفريان الله سبحانه وتعالى برأه من ذلك وحماه ووقاه من ذلك صلوات الله والسلام عليه وفي هذه الاية يقول الله مخاطبا نبيه ومصطفاه - 00:14:39ضَ

ورسوله ومجتباه عليه الصلاة والسلام ولا تدعو من دون الله والخطاب هنا كما بين اهل العلم خرج مخرج الخصوص والمراد به العموم واذا كان سيد ولد ادم يخاطب بهذا الخطاب ولا تدعو من دون الله - 00:15:02ضَ

ما لا ينفعك ولا يضرك فان فعلت فان فعلت اي فعلت ذلك دعوت غير الله سألت غير الله التجأت الى غير الله فانك اذا من الضالين هذا السماد منه ان من دعا غير الله وصرف شيء من العبادة لغير الله مهما كان - 00:15:21ضَ

فانه يكون من الظالمين والمراد بالظلم الشرك بالله سبحانه وتعالى ان يكون من المشركين بالله الشخص مهما كانت مكانته انصرف شيئا من العبادة لغير الله كان بهذا الصرف للعبادة لغير الله مشركا بالله. كافرا بالله العظيم - 00:15:40ضَ

قد قال الله تعالى في موضع اخر لنبيه عليه الصلاة والسلام ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لان اشركت لئن اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين - 00:16:00ضَ

وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون قال ولا تدعو من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك قوله ما لا ينفعك - 00:16:22ضَ

ولا يضرك هذا وصف لازم لكل من يدعى غير الله كل من يدعى غير الله لا ينفع ولا يضر لا يملك لنفسه نفعا ولا ظرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا فظلا عنان يملك شيئا من ذلك لغيره - 00:16:44ضَ

ففي الاية ابطال للشرك وذكر للبرهان البين والدليل الواضح على بطلان التعلق بغير الله لان دعاء غير الله دعاء لمن لا يملك ضرا ولا نفعا لا لنفسه ولا لغيره قال ولا تدعوا من دون الله - 00:17:03ضَ

قول من دون الله يتناول كل من يدعى غير الله سبحانه وتعالى من الملائكة والانبياء والاولياء والاحجار والاشجار وغير ذلك كل هذا يدخل تحت قوله من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك - 00:17:25ضَ

اي لا يملك لك نفعا ولا يملك لك ضرا ان دعوته ان دعوته لم تنتفع وانت ان دعوته لم تنتفع. لم تندفع بدعائك له وايضا لا يملك لك ضرا لا يملك لك ضرا. وهذا هذا يستفاد منه - 00:17:44ضَ

فائدة جليلة ومهمة. بعض العوام يخوفون من يسمون بالاولياء وانهم بيدهم كذا وبيدهم كذا الى اخره هذا كله باطل لا يملكون لانفسهم نفعا ولا ضرا فلا يضر غيره ولا يملك لنفسه فكيف يملك شيئا من ذلك لغيره - 00:18:11ضَ

ولا تدعو من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فان فعلت اي ذلك وهو دعاء غير الله وحاشاه عليه الصلاة والسلام ان يفعل ذلك لكن السياق يبين ان من فعل ذلك مهما كان - 00:18:35ضَ

ومهما بلغ قدرا ومنزلة فانه يكون من الظالمين فان فعلت فانك اذا من الظالمين والمراد بالظالمين اي المشركين الكافرين كما قال الله سبحانه وتعالى فيما ذكره في وصية لقمان ان الشرك لظلم عظيم - 00:18:53ضَ

ان الشرك لظلم عظيم. فالمراد من الظالمين اي المشركين الشرك الاكبر. الناقل من الملة. الموجب للخلود في النار يوم القيامة قال وان يمسسك الله بضر وان يمسسك الله بضر وضر جاءت نكرة في هذا السياق تفيد العموم اي نوع من الضر - 00:19:19ضَ

في بدنك في مالك في صحتك في ولدك في تجارتك في اي شيء الا هو فلا كاشف له اي لا يزيل الظر ولا يكشفه الا الله سبحانه وتعالى الذي بيده - 00:19:42ضَ

ازمة الامور سبحانه وتعالى وان يردك بخير فلا راد لفضله ان ارادك الله سبحانه وتعالى بخير وخير ايضا نكرة في هذا السياق فتفيد العموم ان ارادك الله بخير في في المال او في الصحة او في الولد او في التجارة او في غير ذلك - 00:20:06ضَ

فلا راد لفضله لا راد لفضله اي ليس هناك احد يقدر على منع ما اراده الله سبحانه وتعالى لك من خير وفضل ونعمة وفي الحديث يقول عليه الصلاة والسلام واعلم ان الامة - 00:20:32ضَ

لو اجتمعوا على ان ينفعوك بشيء لن ينفعوك الا بشيء كتبه الله لك ولو اجتمعوا على ان يظروك بشيء لن يظروك الا بشيء كتبه الله عليك رفعت الاقلام وجفت الصحف - 00:20:50ضَ

ويقول الله تعالى ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها الفضل والمن والعطاء كله بيد الله الامر بيده سبحانه وتعالى لا شريك له قال يصيب به من يشاء - 00:21:06ضَ

يصيب به من يشاء من عباده. الفضل بيده ويصيب به من يشاء. كما قال تعالى وان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم وهو الغفور الرحيم. اذا هذه الاية فيها النهي عن الشرك والتحذير منه وبيان خطورته. وان من يدعى غير الله ويستغاث - 00:21:25ضَ

ويلتجأ اليه لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ولا عطاء ولا منعا فضلا عن ان يملك شيئا من ذلك لغيره نعم قال رحمه الله وقوله فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه الاية - 00:21:48ضَ

وقوله فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له اليه ترجعون. هذه الاية ذكرها الله سبحانه وتعالى في سياق اه محاجة ابراهيم عليه السلام لقومه واقامته عليه السلام البراهين والحجج البينات الظاهرات الدالة على وجوب اخلاص الدين لله عز وجل - 00:22:11ضَ

وابطال الشرك ففي هذا السياق جاء قوله فابتغوا عند الله الرزق فابتغوا عند الله الرزق اي عنده لا عند غيره فلا تلجأوا الا اليه ولا تطلب الرزق الا منه ولا - 00:22:34ضَ

تنزل حاجاتكم وطلباتكم ورقاباتكم الا به سبحانه وتعالى لجوءا اليه واستغاثة به وطلبا منه وحده جل وعلا لان الرزق بيده وهو الرزاق سبحانه وتعالى الذي بيده الارزاق وبيدها النعم وبيدها المنن عز وجل. قال فابتغوا عند الله الرزق - 00:22:54ضَ

هنا اسلوب من اساليب الحصر الدال على الاخلاص اخلاص الطلب طلب الرزق من الله وحده دون سواه لانه قال فابتغوا عند الله الرزق. قدم المعمول فافاد الحصر اصل الجملة فابتغوا الرزق عند الله - 00:23:21ضَ

فابتقوا الرزق عند الله. وهذا التقديم يفيد الحصى فقوله فابتغوا فابتغوا عند الله الرزق في قوة دلالتها كقولك ابتغوا الرزق عند الله لا عند غيره ابتغوا الرزق عند الله لا عند غيره سبحانه وتعالى ففيها الاخلاص - 00:23:41ضَ

في الطلب وهذا يدخل فيه ايضا معنى الشدائد والاستغاثة لان طلب الرزق اه قد يكون في مواضع شدة وكرب يحتاج الانسان رزقا من الله سبحانه وتعالى في شيء يتغذى به او مثلا رزقا في صحة - 00:24:06ضَ

يسلم بها من افة او عطب او نحو ذلك. فكل ذلك لا يلتجأ فيه الا الى الله سبحانه وتعالى وحده فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له اليه ترجعون فالاية فيها - 00:24:30ضَ

آآ اخلاص الدعاء لله عز وجل والالتجاء اليه وحده وعدم صرف شيء من ذلك لغيره نعم قال رحمه الله وقوله ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة الايتين - 00:24:46ضَ

قال رحمه الله تعالى وقوله ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون واذا حشر الناس كانوا لهم اعداء وكانوا بعبادتهم كافرين - 00:25:06ضَ

هذه الاية الكريمة من ابين ما يكون في بطلان الشرك ودعاء غير الله سبحانه وتعالى وان من يدعو غير الله في منتهى الضلال وفي غاية السفه والغي والانحراف وانه لا اضل منه - 00:25:25ضَ

والاستفهام في قوله ومن اضل ومن اضل بمعنى النفي اي لا احد اظل ممن كان كذلك لا احد اضل ممن كان كذلك يدعو غير الله ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة - 00:25:45ضَ

لا يملك استجابة لا يملك عطاء لا يملك رزقا لا يملك حياة ولا موتا ولا نشورا لا يملك ذلك لنفسه فكيف يملكه لغيره فاذا من دعا غير الله فهو في منتهى الظلال - 00:26:06ضَ

في منتهى الضلال لان الذي يدعوه غير الله سبحانه وتعالى لا يستجيب له ولا يملك اصلا استجابة له من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهذا ايضا فيه ان الدعاء وان امتد وطالت مدته وكثر الحاح - 00:26:30ضَ

وصاحبه فيه فان هذه الاشياء التي تدعى لا تملك اجابة من لا يستجيب له الى يوم القيامة. وهم عن دعائهم غافلون اضافة الى انه لا يستجيب. هناك امر ابلغ من ذلك وهو انه غافل عن دعائه. لا يشعر به ولا يدري بحاله - 00:26:50ضَ

وهم عن دعائهم غافلون. اي لا علم به ولا شعور له به ولا يعرف بحاله وهذا خلاف لما عليه المقابرية دعاة المقبورين الذين يستغيثون بالمقبورين ويلتجئون بعضهم يعتقد ان المقبور يسمع - 00:27:16ضَ

يعلم ويطلع على احوال الناس وانه بيده ان ينفعهم او ان يغيثهم او يعطيهم او يفرج كربتهم او غير ذلك والله سبحانه وتعالى يقول وهم عن دعائهم غافلون وهم عن - 00:27:35ضَ

دعائهم غافلون والسياق يدل على ان المراد الاموات ليس الاحجار والاشجار قال وهم عن دعائهم غافلون واذا حشر الناس واذا حشر الناس اي بين يدي الله سبحانه وتعالى كانوا لهم اعداء - 00:27:55ضَ

اي خصوما ومعادين كانوا لهم اعداء وكانوا بعبادتهم كافرين فهذا كله مما يبين ان من يدعو غير الله فهو في غاية الضلال وفي منتهى السفه ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون واذا حشر الناس كانوا - 00:28:19ضَ

لهم اعداء وكانوا بعبادتهم كافرين. نعم قال رحمه الله وقوله امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء الاية هذه خاتمة الايات التي ساقها رحمه الله تعالى في هذه الترجمة. وهي قول الله تعالى امن يجيب المضطر - 00:28:46ضَ

اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض. االه مع الله؟ قليلا ما تذكرون امن يجيب المضطر السياق هنا في مقام الرد على المشركين وابطال تعلقاتهم الباطلة بالاوثان والاصنام والمعبودات التي اتخذوها - 00:29:09ضَ

مع الله ومن دون الله سبحانه وتعالى السياق في ابطال ذلك واقامة البراهين الواضحة التي اه تبين بطلان ما عليه هؤلاء وفيها الزامات قوية لهم لترك الشرك ترك الشرك والبعد عنه - 00:29:34ضَ

قال امن يجيب المضطر اذا دعاه المشرك اذا سئل هذا السؤال قيل له من الذي يجيب المضطر؟ الذي في كرب وفي شدة عظيمة من هو الذي يجيبه اذا دعاه يقول الله - 00:29:57ضَ

في قصة والد عمران ابن حصين وهو حصين والقصة في المسند وغيره وسندها جيد لقيه النبي عليه الصلاة والسلام قبل ان يسلم قال له كم اله ان تعبد كم الى ان تعبد - 00:30:17ضَ

قال قال سبعة ستة في الارظ وواحد في السماء ستة في الارظ واحد في السماء قال من من هؤلاء اي السبعة الذي تجعله لرغبك ورهبك في شدائدك في امورك العظيمة؟ من من هؤلاء الذي تفزع اليه - 00:30:39ضَ

قال النبي في السماء قال اذا اترك الذي في الارض واعبد الذي في السماء فكانوا يعرفون ان الذي يجيب المضطر هو الله وحده ليست الاصنام ولا غيرها من الماء الذي يدعونه من دون الله - 00:30:59ضَ

وقد تنوع من يدعونه دعوا الاشجار ودعوا الاحجار ودعوا الصالحين. افرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى. هذه اشارة الى هذه الاقسام الثلاثة فكانوا يعرفون ذلك وانظر ايضا في قصة عكرمة بن ابي جهل - 00:31:17ضَ

عكرمة ابن ابي جهل وكان ممن اهدر النبي صلى الله عليه وسلم دمهم حينما دخل مكة عام الفتح وقال من وجدتموه اربعة كان النبي عليه الصلاة والسلام اهدر دمهم عام الفتح - 00:31:39ضَ

وقال عليه الصلاة والسلام للصحابة من وجدتموه من هؤلاء الاربعة ولو كان متعلقا باستار الكعبة فاقتلوه كان من هؤلاء الاربعة عكرمة بن ابي جهل ففر والحديث في النسائي وغيره فر من مكة وخرج - 00:31:58ضَ

وركب الفلك فتعرضت السفينة التي كان قد ركبها تعرضت للغرق اصابها شدة فقال اصحاب السفينة قال اصحاب السفينة للراكبين فيها لمن هم على السفينة اخلصوا قال اصحاب السفينة اخلصوا فانه لا ينجيكم في هذه الشدة الا الاخلاص - 00:32:20ضَ

اصحاب السفينة قالوا اخلصوا فانه لا ينجيكم في في هذه الشدة الا الاخلاص قال عكرمة لان كان لا ينجيني في هذه الشدة الا الاخلاص فانه لا ينجيني في غيرها الا الاخلاص - 00:32:54ضَ

اذا كان لا لا نجاة لي في في هذه الشدة الا بالاخلاص فلا نجاة لي في اي مكان الا بالاخلاص فتح الله على قلبه من هذا الموقف وقال لله علي عهد - 00:33:20ضَ

لان انجاني الله من هذه لاذهبن الى محمد صلى الله عليه وسلم ولاضعن يدي في يده ولاجدنه عفوا كريما لانه عليه الصلاة والسلام اهدر دمه وجاء متخفيا لانه لو رآه احد من الصحابة - 00:33:38ضَ

اطاح برأسه النبي صلى الله عليه وسلم قال اينما تجد واحدا من هؤلاء فاقتلوه فجاء متخفيا الى ان وضع يده بيد النبي صلى الله عليه وسلم واسلم رضي الله عنه - 00:33:57ضَ

بعد اسلامه قال للنبي عليه الصلاة والسلام ان لله علي كل موقف وقفت في الصد عن دين الله لاقفن مثلي عن دين الله. وكل نفقة انفقتها في الصد عن دين الله - 00:34:14ضَ

لا ابذلن مثليها في سبيل الله ودخل ما في في معركة اليرموك وقاتل قتالا شديدا دفاعا عن الاسلام ومنافحة عن الدين الى ان قتل في تلك المعركة فلما نظروا في جسده بعد ان قتل وجدوا فيه اكثر من سبعين ما بين طعنة - 00:34:39ضَ

ضربة سيف ورمية نبل ونحو ذلك. اكثر من سبعين من قوة بلاءه اه شدته في الدفاع عن دين الله واخذ على نفسه عهدا ان يكون كذلك ومات في سبيل الله - 00:35:04ضَ

رضي الله عنه وارضاه اه الشاهد ان القوم كانوا يعرفون انه لا ينجي في الضراء وفي الكرب وفي الشدائد الا الله اذا هذا دليل وبرهان على وجوب الاخلاص لله في كل الاحوال. مثل ما اخذ هذا البرهان - 00:35:21ضَ

من عكرمة عكرمة اخذ هذا البرهان من تلك الواقعة التي حصلت له وقيل اخلصوا لا ينجيكم في هذه الشدة الا الاخلاص اخذ من ذلك مولانا جهة له في اي مكان الا بالاخلاص - 00:35:44ضَ

وعاهد الله ان نجاه ليخلصن دينه لله سبحانه وتعالى في كل الاحوال وفي جميع المقامات وفعلا كان ذلك سببا اسلامه ودخول الاسلام في قلبه الله جل وعلا يقول امن يجيب المضطر اذا دعاه - 00:36:01ضَ

والخطاب للمشركين يقال انتم تعرفون انه لا يجيب المضطر اذا دعاه الا الله اذا هذا برهان يجب ان تستفيدوا منه لتخلصوا دينكم لله سبحانه وتعالى. امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء - 00:36:20ضَ

اي اذا اصاب الانسان سوء اصابه بلاء اصابه اه امر يسوءه لا يكشفه الا الله سبحانه وتعالى لا يكشفه الا الله سبحانه وتعالى مثل ما تقدم معنا في قوله وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو - 00:36:41ضَ

ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض ان يخلفوا بعضكم بعضا في هذه الارض قبلكم اناس كانوا على الارض فتوفاهم الله عز وجل ثم خلفتموهم على هذه الارض ثم تموتون ويخلفكم اخرين وهكذا - 00:37:04ضَ

ويجعلكم خلفاء الارض االه مع الله بعد ان ذكر البرهان دعاهم الى التوحيد والاخلاص لله سبحانه وتعالى وافراده بالعبادة. االه مع الله اي اهناك من يستحق ان يدعى ويلجأ اليه وتصرف له العبادة مع الله سبحانه وتعالى االه مع الله؟ قليلا ما تذكر - 00:37:23ضَ

ترون اي قليل اعمالكم لعقولكم بالتفكر والتفكر والتأمل في الامور اي انكم لو تذكرتم وتدبرتم لعلمتم ان ما انتم عليه من شرك انه في غاية السفه والمنافاة للعقول السليمة وان الواجب عليكم - 00:37:49ضَ

ان تخلصوا دينكم لله سبحانه وتعالى وان تفردوه وحده جل وعلا بالعبادة نعم قال رحمه الله وروى الطبراني وروى الطبراني باسناده انه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافق يؤذي المؤمنين - 00:38:14ضَ

وقال بعضهم قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق فقال النبي صلى الله عليه وسلم انه لا يستغاث بي وانما يستغاث بالله عز وجل ثم - 00:38:33ضَ

ختم رحمه الله تعالى هذه الترجمة بهذا الحديث حديث آآ اه المخرج في المعجم الطبراني قال وروى الطبراني باسناده وبيظ رحمه الله تعالى للراوي راوي الحديث من الصحابة وهو عبادة ابن الصامت رضي الله - 00:38:49ضَ

قال وروى الطبراني باسناده انه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافق يؤذي المؤمنين فقال بعضهم قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق - 00:39:11ضَ

فقال النبي صلى الله عليه وسلم انه لا يستغاث بي وانما يستغاث بالله هذا الحديث كما قال المصنف رحمه الله تعالى رواه الطبراني في المعجم من حديث عبادة ابن الصامت رضي الله عنه وتكلم - 00:39:32ضَ

في اسناده من جهة عبد الله بن ابي لهيعة هذا الحديث مع ما فيه من كلام يورده اهل العلم لصحة معناه واستقامة مدلوله وموافقته اه النصوص اه الواردة في هذا الباب - 00:39:55ضَ

ولهذا شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى لما اعترظ عليه بارادة للحديث قال انه كما جاء في كتابه الاستقامة قال انه ساقه رحمه الله تعالى مع غيره من الادلة ساقه اعتقادا لا اعتمادا - 00:40:18ضَ

اعتقادا لا اعتمادا فمثل هذه الاحاديث يوردها اهل العلم الاعتظاد لا للاعتماد واما من آآ يصحح الحديث او يرى حسن اه الحديث فالامر في فيه واضح لكن من آآ من يرى ان سند الحديث فيه ضعف او فيه كلام ويورده يكون اورده - 00:40:39ضَ

اعتراضا لصحة معناه واستقامة مدلولة وموافقته للادلة التي اه سيقت في الباب قال انه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافق يؤذي المؤمنين المنافق المشار اليه هنا هو عبد الله ابن ابي ابن سلول رأس المنافقين - 00:41:14ضَ

كان يؤذي المؤمنين فقال بعضهم جاء في بعض الروايات ان القائل ابو بكر رضي الله عنه وقال بعضهم قوموا بنا نستغيث برسول الله نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:41:44ضَ

ماذا كان مراده لقوله نستغيث برسول الله هنا استحضروا ان الاستغاثة بالمخلوق على نوعين استغاثة بالمخلوق فيما لا يقدر عليه الا الله سبحانه وتعالى فهذه شرك اكبر ناقلة من ملة الاسلام - 00:42:03ضَ

من صور ذلك لو ان اقواما كانوا في سفينة وتلاطمت الامواج بهم وعاينوا الغرق فاخذوا يهتفون مدد يا شيخ فلان هذا من الشرك الاكبر الناقل من ملة الاسلام ولهذا من الطرائف اللطائف قرأتها في احد كتب في حاشية على احد كتب التفسير - 00:42:30ضَ

قال ان قوما كانوا في سفينة وعاينوا الغرق عاينوا الموت بسبب تلاطم الامواج فاخذ كل من هؤلاء يهتف بشيخه كل يهتف بشيخه الذي يهتف بالبدوي والجيلاني الى اخره كل يهتف بشيخه - 00:42:56ضَ

فكان على السفينة رجل مسن موحد فرفع يديه وقال يا رب اغرق اغرق فما على السفينة من يعبدك قال يا رب اغرق اغرق ما على السفينة من يعبدك. يعني كل من على السفينة لا يعبدونك. كلهم ملتجئين الى غيرك - 00:43:22ضَ

الاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه الا الله هذه من الشرك الاكبر الناقل من الملة النوع الثاني من الاستغاثة استغاثة بالمخلوق فيما يقدر عليه المخلوق وما دمنا في البحر نأتي بمثال اخر في البحر - 00:43:48ضَ

لو ان شخصا نزل في طرف البحر ثم زلت قدمه وعاين الغرق وكان حوله بعض الاشخاص الذين يحسنون السباحة وقال اغيثوني ادركوني الحقوني انا اغرق الى اخره استغاثة هذه هل هي من الشرك - 00:44:08ضَ

هذه منها قوله تعالى فاستغاثه الذي من شيعته؟ على الذي من عدوه موسى فقضى عليه استغاثة القبطي بموسى عليه السلام استغاثة بشخص قوي حاضر امامه في امر يقدر عليه ليست من الشرك في شيء. اذا الاستغاثة - 00:44:30ضَ

على نوعين استغاثة بالمخلوق فيما لا يقدر عليه الا الله فهذه من الشرك الاكبر الناقل من الملة واستغاثة بالمخلوق فيما يقدر عليه المخلوق استغاثة بالمخلوق الحاضر الحي القادر في الامر الذي يقدر عليه فهذه - 00:44:56ضَ

ليست من الشرك الصحابة لما قاموا قالوا قوموا نستغيث برسول الله اي النوعين المراد هنا بما يقدر عليه او فيما لا يقدر عليه فيما يقدر عليه او فيما لا يقدر عليه - 00:45:19ضَ

ارادوا فيما يقدر عليه النبي صلى الله عليه وسلم قوموا نستغيث برسول الله اي نخبره في خبر هذا المنافق ونطلعه على حاله ليأمر بقتله او ليأمر بحبسه او يأمر طرده او غير ذلك. هذا المراد - 00:45:38ضَ

بقولهم وقالوا قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق فقال النبي عليه الصلاة والسلام انه لا يستغاث به انظر حماية المصطفى عليه الصلاة والسلام حمى التوحيد وصيانة لجنابه وسده للذرائع وايضا تنبيههم لمراعاة - 00:45:53ضَ

الادب والعناية بهذا المقام قال انه لا يستغاث بي انه لا يستغاث بي مع انهم في تلك الاستغاثة طلبوا الذهاب الى النبي في امر يقدر عليه. من حبس او طرد او قتل او غير ذلك - 00:46:20ضَ

هذا الذي ارادوه لكن صيانة لمقام التوحيد وحماية لحماه قال انه لا يستغاث به وانما يستغاث بالله وموضع الشاهد من هذا الحديث للترجمة انما يستغاث بالله انما يستغاث بالله قوله انما يستغاث بالله هذا امر - 00:46:39ضَ

دنت عليه الدلائل كثيرة والشواهد العديدة في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ومنها آآ الايات التي ساقها المصنف آآ رحمه الله تعالى في هذه الترجمة نعم قال رحمه الله تعالى فيه مسائل الاولى ان عطف الدعاء عن الاستغاثة من عطف العام على الخاص. وهذا تقدم - 00:47:03ضَ

وايظاحه نعم الثانية تفسير قوله ولا تدعو من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك الثانية تفسير قوله ولا تدعو والخطاب كما مر معنا للنبي عليه الصلاة والسلام من دون الله من لا ينفعك - 00:47:30ضَ

ما لا ينفعك ولا يضرك وهذا وصف لكل من يدعى من دون الله سبحانه وتعالى. نعم الثالثة ان هذا هو الشرك الاكبر ان هذا اي دعاء غير الله تبارك وتعالى الشرك الاكبر اي الناقل من - 00:47:49ضَ

الاسلام الموجب للخلود في النار يوم القيامة والاية دلت على ذلك. قال فان فعلت فانك اذا من الظالمين اي المشركين نعم الرابعة ان اصلح الناس لو فعله ارضاء لغيره صار من الظالمين - 00:48:07ضَ

ان اصلح الناس ان اصلح الناس لو فعل لو فعله اي الشرك ارظاء لغيره صار من الظالمين صار من الظالمين قول ان اصلح الناس هذا مستفاد من الخطاب الذي في الاية الله عز وجل قال لنبيه عليه الصلاة والسلام ولا تدعو من دون الله - 00:48:28ضَ

هذا يفيد ان اصلح الناس ان اصلح الناس لو فعله كان من اه الظالمين نعم الخامسة تفسير الاية التي بعدها والاية التي بعدها هي قول الله سبحانه وتعالى فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له اليه ترجعون ومر معنا - 00:48:52ضَ

بيان معناها نعم السادسة كون ذلك لا ينفع في الدنيا مع كونه كفرا السادسة كون ذلك لا ينفع في الدنيا مع كونه كفرا. كون ذلك اي دعاء غير الله كون ذلك اي دعاء غير الله لا ينفع في الدنيا. اي من يدعو غير الله - 00:49:16ضَ

لو استمر طول دهره ومدة حياته يدعو غير الله لا ينفعه ذلك اطلاقا في في الدنيا لان من يدعوه لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا فظلا عن ان يملك شيئا من ذلك لغيره - 00:49:38ضَ

اضافة الى انه يضره في الاخرة لانه كفر ناقل من الملة وهذا مستفاد من قوله تعالى ومن اضل ممن يدعو من دون الله الى اخر الاية السابعة تسير الاية الثالثة - 00:49:54ضَ

السابعة تفسير الاية الثالثة وهي قوله تعالى ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة. نعم الثامنة ان طلب الرزق لا ينبغي الا من الله كما ان الجنة لا تطلب الا منه. الثامنة ان طلب الرزق لا ينبغي الا من الله كما - 00:50:10ضَ

مر معنا في قوله فابتغوا عند الله الرزق. وهذا فيه وجوب اخلاص طلب الرزق من الله وحده دون السواه كما ان الجنة لا تطلب الا منه والجنة هي الرزق الذي هو اتم ما ما يكون واكمل ما يكون في نيل الرزق والفوز به - 00:50:31ضَ

فالرزق الذي هو الجنة كما انه لا يطلب الا من الله فايضا عموم الارزاق لا تطلب الا منه وحده سبحانه وتعالى التاسعة تفسير الاية الرابعة. وهي قول الله تبارك وتعالى امن يجيب المضطر اذا دعاه الى اخر الاية وقد تقدم تفسيره - 00:50:57ضَ

العاشرة ذكر انه لا اضل ممن دعا غير الله. العاشرة ذكر انه لا اضل ممن دعا غير الله وهذا مأخوذ من قوله ومن اضل مما يدعو من دون الله والاستفهام هنا بمعنى النفي اي لا احد اضل - 00:51:19ضَ

ممن يدعو غير الله الحادية عشرة انه غافل عن دعاء الداعي لا يدري عنه انه اي المدعو غير الله سبحانه وتعالى غافل عن دعاء الداعي لا يدري عنه لا يدري عنه اي من يدعو المقبورين ويفزع اليهم ويلتجأ ويعرض حاجاته - 00:51:40ضَ

اليهم اضافة الى انه لا اضل منه فان هذا الذي يدعوه ويستغيث به لا يدري به ولا يسمع دعاءه ولا يعلم بحاله بل هو غافل عنه. نعم الثانية عشرة ان تلك ان تلك الدعوة سبب لبغض المدعو للداعي وعداوته له. لقوله تبارك وتعالى واذا حشر الناس كانوا - 00:52:07ضَ

لهم اعداء فتلك الدعوة اضافة الى ما سبق فانها سبب لبغض المدعو للداعي وعداوته له كما قال الله تعالى واذا حشر الناس كانوا لهم اعداء كانوا لهم اعداء بسبب ماذا - 00:52:37ضَ

بسبب دعاء هؤلاء لهم من دون الله تبارك وتعالى نعم الثالثة عشرة تسمية تلك الدعوة عبادة للمدعو تسمية تلك الدعوة عبادة للمدعو. وكانوا بعبادتهم كافرين فسمى تلك الدعوة عبادة وهذا من الشواهد القرآنية على ان الدعاء عبادة - 00:52:59ضَ

نعم الرابعة عشرة كفر المدعو بتلك العبادة كفر المدعو بتلك العبادة التي هي الدعاء. دعاء الاموات من دون الله يكون بذلك آآ كافرا وكانوا بعبادتهم كافرين اي كافرين بالله سبحانه وتعالى بسبب عبادتهم لهم - 00:53:26ضَ

من دون الله نعم الخامسة عشرة ان هذه الامور هي سبب كونه اضل الناس. ان هذه الامور هيا ان من يدعى غافل لا يدري عن الداعي وان الدعوة سبب لبغض المدعو للداعي - 00:53:51ضَ

وتسمية تلك الدعوة عبادة للمدعو وكفر المدعو بتلك العبادة هذه الاسباب كلها آآ تبين كون هؤلاء لا احد اضل منهم. ان هذه الامور هي سبب كون اه كونه اي من يدعو غير الله اضل الناس. نعم - 00:54:13ضَ

السادسة عشرة تفسير الاية الخامسة اي قوله تبارك وتعالى امن يجيب المضطر اذا دعاه الى اخر الاية وقد تقدم تفسيرها السابعة عشرة الامر العجيب وهو اقرار عبدة الاوثان انه لا يجيب المضطر الا الله. ولاجل هذا يدعونه في الشدائد مخلصين - 00:54:35ضَ

فله الدين هذا اخذ رحمه الله تعالى من الاية الكريمة امن يجيب المضطر اذا دعاه اي ان الله خاطبهم في امر يقرون به ويعلمونه انه لا يجيب آآ في الضرورة والشدة الا الله سبحانه وتعالى - 00:54:56ضَ

ومن يطالع قصصهم واخبارهم ووقائع احوالهم يجد ذلك مثل ما اشرت في قصة حصين وقصة عكرمة الاخبار في ذلك عنهم كثيرة والقرآن ايضا في مواضع عديدة دل على ذلك مثل اه - 00:55:16ضَ

ما اشرت اليه قول الله تعالى فاذا ركبوا في الفلك وقوله ظل من تدعونا الا اياه وله نظائر عديدة في القرآن. اذا الامر العجيب وهو اقرار عبدة الاوثان بانه لا يجيب المضطر الا الله - 00:55:33ضَ

ولاجل هذا يدعونه في الشدائد مخلصين له الدين اي يدعون الله مخلصين له الدين واذا كانوا في الرخاء اه اشركوا معه تبارك وتعالى غيره الثامنة عشرة حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد والتأدب مع الله - 00:55:50ضَ

حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد والتأدب مع الله عندما قال الصحابة قوموا بنا نستغيث الى رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق قال لهم عليه الصلاة والسلام انه لا يستغاث بي - 00:56:13ضَ

وانما يستغاث بالله فهذا فيه حمايته حمى التوحيد وفيه التأدب مع الله سبحانه وتعالى لاجل ذلك قال لهم عليه الصلاة والسلام ما قال وبهذا تكون هذه اه اه ترجمة انتهت - 00:56:32ضَ

اه بما فيها من اه مسائل سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين - 00:56:52ضَ