معلقة الحارث بن حلزة

شرح معلقة الحارث بن حلزة التي يرد فيها على عمرو بن كلثوم ( 2 )

محمد صالح

السلام عليكم ورحمة الله. اهلا وسهلا بكم في قناة مدرسة الشعر العربي. مع محمد صالح هذه هي الحلقة الثانية من التناول المبسط لمعلقة الحارث بن حلزة سيظهر الحادث اليوم وهو فخور جدا بمكانة قومه وثقته في قوتها. وقد كان يضرب به المثل في الفخر والاعتزاز بقومه - 00:00:02ضَ

فيقال افخر من الحارث وسيظهر هذا عندما نناقش الابيات ابتداء من اليوم فهيا نتعرف عليها ونتعرف على جمال اللغة العربية في هذه القصيدة قال الشاعر واتانا من الحوادث والانباء خطب نعنا به ونساء - 00:00:26ضَ

نوعنا اي نهتم وننشغل به الخطب بتسكين الطاء هو الامر او الشأن من شؤون الناس سواء كان صغيرا او كبيرا بعد ما ذكر في الحلقة السابقة انه يسافر لامر اهمه بدأ يحدد السبب. فيقول انه وصل الينا اخبار اهتموا لها - 00:00:46ضَ

ونحن مستاؤون مما قيل فيها. ولهذا اتينا وحضرنا هذا المجلس قال بعد ذلك ان اخواننا الارام يغلون علينا في قيلهم احفاء الاراكم هو اسم يطلق على بعض الاحياء من قبيلة تغلب - 00:01:07ضَ

ذكر الشراح ان امرأة رأت اطفالهم وهم صغار فشبهت اعينهم باعين طيور الارام. فالتصق بهم هذا الاسم واصبح يطلق عليهم. حاولت ان اعرف ما هو هذا الطير فلم اتعرف عليه تحديدا. ولكن يبدو انه الحمام واسع العينين. او الذي تختلط - 00:01:25ضَ

فيه الالوان كذلك الارقم هو الثعبان المرقم. اي الذي يختلط لون جلده بعدة الوان. يعني ان لونه يكون مختلطا وليس لون واحدا وقال ابن الانباري انه يقصد ايضا بعض احياء بني بكر ممن اختاروا التحيز لقبيلة تغلب في هذه القضية - 00:01:45ضَ

الغلو هو مجاوزة الحد في كل شيء احفاء هو الالحاح والمبالغة في طلب الامر. او الوصول لمنتهى الشيء في مصر في اللهجة العامية نقول للشخص الذي يأخذ كثيرا من الاكل في رغيفه انه يحف - 00:02:06ضَ

يبدو لي ان هذا هو اصل الكلمة. الوصول للنهاية حتى حافة الشيء المعنى انه يقول للملك ان اخوتنا وربما يكون ذكرهم بهذه الطريقة تلطيفا للاجواء فيذكر انهم في الاصل اولاد عم - 00:02:24ضَ

قال ان اولاد عمنا يتجاوزون الحد في الشكوى والتظلم وقولهم فيه مبالغة. كانهم يكبرون الامور اكثر من حقيقتها عندما اتهموها بقتل اولادهم. نفوا من هذا انه يعترف ضمنيا ان قومه قد وقعوا في الخطأ. فهو لا ينفي نفيا قاطعا ولا - 00:02:40ضَ

قبيلة تغلب انها تكذب وتفتري في الحديث بل فقط يعاتب على المبالغة في تصوير الامور فكما تعلمون ان اصل المشكلة هو عندما منعت قبيلة بكر الماء عن مجموعة من افراد تغنم. وفي اجواء الصحراء الحارة يعتبر هذا - 00:03:00ضَ

مثابة القتل عن عمد او غير عمد لا يهم حتى لو لم يرفعوا ضدهم السيف ثم يقول يخلطون البريء منا بذي الذنب. ولا ينفع الخلية الخلاء. الخلي يقصد بها الخالي - 00:03:17ضَ

الذي لم يفعل شيئا. يقول ان اخواننا في شكواهم يعممون الاتهام على كل بني بكر. ويخلطون من اذنب مع من لم يذنب. وان بريئة منا لا تنفعه برائته في هذه القضية. كما نقول السيئة تعم. فقبيلة تغلب اتهمت كل قبيلة بني بكر. وذلك - 00:03:34ضَ

عندما هددهم عمرو بن كلثوم في معلقته. كأن الحارث يتهم تغلب انها تستغل الاجواء لتحقيق اغراضها من الهجوم على بكر هو ما سيؤكده في الابيات التالية زعموا ان كل من ضرب العير موال لنا وان الولاء العير في اللغة اصلا هي الحمر والحمر الوحشية. الولاء - 00:03:54ضَ

اي المخالفة والصداقة. المعنى ان اخوتنا بل تغلب الارام يلومون علينا بالباطل ويضيفون لنا ذنب غيرنا. يقولون اننا من اذيناهم وان كل من يضرب ويفسد فنحن اولياؤه. في كتب الشرح ترد تفسيرات كثيرة لما يقصد بكلمة العير - 00:04:17ضَ

لانها اصلا تعني الحمار الوحشية كما قلنا. يقولون ايضا انها تعني الوتد او نصل السهم البارز. فيكون المعنى ان كل من اطلق سهما او ضرب وتدا او احدث اي امر ياتي الاراكم فيلومون علينا نحن. وان كل من يؤذيهم يزعمون انه صديق وحليف لبكر - 00:04:37ضَ

اجمعوا امرهم عشاء فلما اصبحوا اصبحت لهم ضوضاء. اجمع اذا جمعت الشيء وازلت فرقته وما اختلف منه واجمع الامر بليل تقال اذا اتفق القوم على امر واتوا وهم جميعا على كلمة واحدة. اي ان كلامهم مدبر ومتفق عليه - 00:04:57ضَ

هي الجلبة والصوت العالي. المعنى واضح يقول ان اتهام تغلب لنا بهذا الامر هو امر مبيت ضدنا وفيه سوء نية فكما تعلمون ان الهدنة بين القبيلتين كانت على شعرة. وما زالت الكراهية بينهما قوية وتظهر في الكلام. في رواية اخرى قال - 00:05:17ضَ

اصبحت لهم غوغاء والغوغاء هم الاراذل من الناس تشبيها لهم بصغار الجراد التي يركب بعضها فوق بعض وهي تمشي ولا شك ان هذه الكلمة فيها انتقاص منه ثم يقول من مناد ومن مجيب ومن خيل خلال ذاك رغاء. الرغاء يقصد بها رغوة الخيل التي تخرج - 00:05:37ضَ

من فمها عندما تجري ويدفعها صاحبها. الان يصف لنا الاجواء داخل الطرف الاخر طرفي تغلب ويقول ان منهم من ينادي ضدنا ويهيج الاجواء فيجيب الاخرون عليه ويستجيبون اسهال الخيل ذكرت من قبل ان الوزن الصرفي افعال يدل على كثرة حدوث الشيء - 00:06:00ضَ

تسهال خيل تعني كثرة صهيل الخيل بان القبيلة تحضر خيولها وتتجمع وتستعد لشن الحرب والرخاء ايضا يكمل الصورة. فالخيل مزبدة تخرج من افواهها الرغوة بسبب حمو الجري في الاجواء الحربية التي تفعلها قبيلة تغلب - 00:06:22ضَ

ثم يكمل ايها الناطق المرقش عنا عند عمرو وهل لذاك بقاء؟ المرقش في الاصل الذي يزيف اللوحة ويزخرفها لتبدو جميلة ويقصد الذي يزين الكلام الباطل السيء ليبدو جميلا وهي قريبة من معنى كلمة الواشي. وهي الذي يوشي الثوب ان يزينه ليبدو جيدا. وتستعمل ايضا في نفس معنى كلمة - 00:06:41ضَ

في تزيين الكلام الباطل ليصبح جيدا. فالكلمتان تستعملان في وصف النميمة ونقل الكلام السيء للتحريض يقصد بكلامه عمرو بن كلثوم في معلقته يتهمه بانه ينقل كلاما كاذبا ويزينه ليوقع بينهم وبين الملك - 00:07:09ضَ

ويبدو ان الحادث واثق من منزلة قومه عند الملك ومن الصداقة والتحالفات. لانه يقول وهل لذاك بقاءه؟ كلامك كله لن يصدق ولن يصدقه الملك لما يعرفه عنا. ولان بحث الملك عن صدق كلامك سيثبت انه كذب - 00:07:29ضَ

ثم يكمل ويقول لا تخلنا على غاراتك انا قبل ما قد وشى بنا الاعداء دخلنا اي تظننا. تقول خلت كذا اي ظننت انه كذا اي الاغراء والتحريض ورشة من الوشاية التي قلتها منذ قليل وهي كالترقيش تعني الكذب والنميمة. يقول لا تظن ان تحريضك للملك ضدنا - 00:07:47ضَ

سيحدث شيئا فنحن معتادون من قبل على تحريض اعدائنا ضدنا بسبب الحسد والحقد فبقينا على الشناءة تنمينا حصون وعزة قعساء الشناءة هي البغض والكراهية. قال الله تعالى ولا يجرمنكم شنآن قوم على الا تعدلوا. اعدلوه هو اقرب للتقوى - 00:08:13ضَ

اي لا يدفعكم كره قوم على الا تعدلوا. تنمين يعني ترفعنا وعساء يعني ثابتة ممتنعة. معنى البيت يقول اننا بقينا في مكانتنا رغم كره الاعداء وحسدهم لنا. يدفعنا الى الامام حصوننا القوية وعزنا الثابت الذي لا يقدر عليه احد - 00:08:37ضَ

قبلنا اليوم بيضت بعيون الناس فيها تغيض واباء التقيظ هو الغيظ. الاباء يقصد به الرفض. اي ان ترفض شيئا يقول ان عزتنا هذه التي ذكرها في البيت السابق كانت دائما تغيظ الناس حتى ابيضت عيونهم من الغيظ - 00:08:59ضَ

وبيضاد العين يقصد اصابتها بالعمى من شدة الغيظ والحسد هل ترون الصورة القوية التي يقولها الحارث في اخر الابيات يقول لعمرو ابن كلثوم وقبيلة تغلب لا تحاول الافتراء علينا كذبا لتغير علينا الملك. فنحن معتادون على حسب اعدائنا - 00:09:19ضَ

منا ومع ذلك ورغم الحسد فنحن دائما نرتفع بحصوننا وبعزتنا هذه العزة التي تسببت في اصابة اعدائنا بالعمى من شدة الغيظ فلا تحاول معنا فلن تستطيع فعل شيء هذا هو معنى الابيات الاخيرة وهي قوية الصورة. وهي التي ساتوقف عندها اليوم. لابدأ ثانية في الحلقة المقبلة التي سيواصل فيها - 00:09:39ضَ

فيها تصوير عزت القبيلة قبل ان يبدأ في معايرة قبيلة تغلب بالفرق بين القبيلتين كما سيذكر هو ولكن حتى ذلك الحين اعيد عليك ابيات اليوم لتحفظها قال الحارث واتانا من الحوادث والانباء خطب نعنا به ونساء. ان اخواننا الاراقم يغلون علينا - 00:10:05ضَ

في قيلهم احفاء يخلطون البريء منا بذي الذنب ولا ينفع الخلية الخلاء زعموا ان كل من ضرب العير موال لنا. وان الولاء اجمعوا امرهم عشاء. فلما اصبحوا اصبحت لهم ضوضاء - 00:10:29ضَ

من مناد ومن مجيب ومن تصهال خيل خلال ذاك رغاء ايها الناطق المرقش عنا عند عمرو وهل لذاك بقاء لا تخلنا على غاراتك ان قبل ما قد وشى بنا الاعداء - 00:10:51ضَ

فبقينا على الشناءة تلمينا حصون وعزة قعساء قبلنا اليوم بيضت بعيون الناس فيها تغيض واباء هكذا انتهت حلقة اليوم. اتمنى ان تكون قد اعجبتكم. اشتركوا في القناة لنواصل رحلتنا مع ادب اللغة العربية. واراكم مرة اخرى - 00:11:09ضَ

قريبا ان شاء الله. ولا تتخلوا ابدا عن حبكم للغتكم العربية. شكرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:11:32ضَ