بسم الله الرحمن الرحيم حياكم الله في الحلقة الاربعين من هذه الحلقات التي يشرح فيها معلقة امرئ القيس كنت قد شرحت في الحلقة السابقة قوله عن فرسه فالحقنا بالهاديات ودونه جواحرها في سرة لم تزيل - 00:00:00
يقول ان هذا الفرس يبلغه اوائل سرب المها فيغدو ما خلفها من القطيع دونه وهي ما تزال مجتمعة لم تتفرق وهي منه في كرب شديد ولها ضجة بسبب مباغتته لها - 00:00:44
روي هذا البيت فالحقنا بالهاديات وهذا واضح اي ان الفرس لسرعته الحق راكبه بالهاديات الاوائل من السرب وروي فالحقه بالهاديات وهنا يرد السؤال عن تحديد فاعل الحق وتفسير مفعوله الذي هو الهاء - 00:01:05
وللشراح في ذلك قولان الاول ان المراد بقوله فالحقه بالهاديات فالحق الغلام الفرس بالهاديات والثاني ان المراد بقوله فالحقه بالهديات فالحق الفرس الغلام بالهاديات الا اني لم اجد عند احد منهم تحديدا للغلام - 00:01:32
ولا ادري ايريدون الغلام المذكور في قوله يزل الغلام الخف عن صهواته ام يريدون الغلام المقدر في قوله بجيد معم في العشيرة مخول اي بجيد غلام او وصبي معم في العشيرة - 00:02:01
مخول ام يريدون غيرهما وكل ذلك بعيد غريب لان راكب الفرس هو امرؤ القيس دون شك ولان الدرجة العليا من الشرح هو الجمع بين الروايات في معناها لا ان نقيم الصناعة النحوية في كل رواية فحسب - 00:02:24
دون مراعاة لها جميعا والرواية الاولى فالحقنا بالهاديات ولابد ان تفسر الرواية الاخرى فالحقه بالهاديات بما يوافق اختها ما وجدنا الى ذلك سبيلا والسبيل واضحة والمراد فالحقه بالهاديات اي فالحق الفرس جريه او نشاطه بالهاديات - 00:02:48
الفاعل مفهوم من السياق السابق كله ومثل ذلك في القرآن الكريم فلولا اذا بلغت الحلقوم وقوله تعالى كلا اذا بلغت التراقي اي اذا بلغت النفس وهي مفهومة من السياق ولم يتقدم لها ذكر - 00:03:19
وان شئت ان تعيد الظمير في قوله فالحقه بالهاديات الى مذكور لا مفهوم. فالفاعل حميه في قوله على العقب جياش كأن اهتزامه اذا جاش فيه حميه غلي مرجلي حقه بالهاديات - 00:03:43
اي فالحقه حميه ونشاطه بالهاديات وفيه وجه اخر هو عندي وجيه وقد يستنكره من لم يألف اساليب العرب وسننها في كلامها وهو ان يكون الفاعل والمفعول الفرس نفسه فكأنه قال فالحق الفرس نفسه بالهدي - 00:04:07
فالحقنا بالهاديات ودونه جواهرها في سرة لم تزيلي فعاد عداء بين ثور ونعجة دراكا ولم ينضح بما فيغسل عادا عداءا بين ثور ونعجة عاد بين الصيدين يعادي معاداة وعداء. اي والى بينهما واتبع صيد الاول صيد - 00:04:33
يصرع احدهما على اثر الاخر في طلق واحد يريدوا انه والى موالاة بين الثور والنعجة فطعنهما متتابعين في انطلاقة واحدة والثور الذكر من البقريات ومنها المهى يجمع على ثيار وثيارة - 00:05:05
واثوار وسيرة وسيرة وثورة وثيران والنعجة الانثى من المهى فعادى عداء بين ثور ونعجة دراكا دراك اي متابعة من دارك الشيء يداركه مداركة ودراكة اذا اتبع بعضه بعضا فهذا الفرس والى بين ثور ونعجة في انطلاقة واحدة فصادهما متابعة بينهما - 00:05:32
ولم ينضح بماء فيغسل اي دون تعب ولا مشقة فهو لم ينضح منه العرق بشدة حتى يغسل جسده ينجح من قولهم نضح ينضح نضحا فنضح بالماء اي رش به ونضح الجلد بالعرق رشح - 00:06:07
ونضحت العين بالدمع سالت وكل اناء بما فيه ينضح روي البيت ينضح بالبناء للفاعل وروي ينضح بالبناء للمفعول والمراد فيهما واحد اي لم يعرق عرقا ظاهرا فالعرب تعيب من الفرس سرعة العرق وبطأة. فاذا كان بينهما - 00:06:29
فهو من اكرم صفاته ولا شك ان راكب الفرس وهو امرؤ القيس هنا هو الذي طعن الثور والنعجة ولكنه نسب فعله الى فرسه. لانه هو الذي دركه صيدهما ونوله اياهما - 00:06:56
فعادى عداء بين ثور ونعجة دراكا ولم ينضح بماء فيغسل. فظل طهاة اللحم ما منضج صفيف شواء او قدير معجل روي فظل وروي وظل فظل طهاة اللحم ما بين منظج - 00:07:17
الطهاة جمع طاه كقاظ وقضاة من طه اللحم يطهوه ويطهاه طهوا وطهوا وطهيا وطهاية وطهيا والطاهي هو الطباخ والشواء والخباز وكل مصلح لطعام اللحم معروف ويقال فيه ايضا اللحم وما زالت مستعملة عند عدد كبير من القبائل في جزيرة العرب - 00:07:39
يقولون اللحم بفتح الحاء ما بين منضج روي ما بين وروي من بين منضج. منضج مفعل من قولهم نضج اللحم ينضج نضجا ونضجا اذا بلغ الغاية بالطبخ او الشي وانضجه الطاهي فهو منظج واللحم منظج. اذا بلغ به تلك الغاية - 00:08:11
فظل طهاة اللحم ما بين منضج صفيف شواء صفيف شواء اللحم الصفيف هو المشرح من قولهم صف اللحم يصفه صفا اذا جعله شرائح عراظا مثل الرغفان وقيل الصفيف هو قطع اللحم التي تصف على الحصى او الجمر ثم تشوى - 00:08:39
والشواء اسم لما يشوى من اللحم من قولهم شوى اللحم يشويه شيا فاشتوى وانشوى فهو شواء ويجوز فيه شواء والقدير فعيل من القدر فالقدير ما يطبخ في القدر والمعجل مفعل من قولهم عجل الشيء تعجيلا - 00:09:07
اذا اسرع به فهو معجل وذاك معجل والمراد بالقدير المعجل الذي طبخ على عجلة واكل قبل غيره وظل طهاة اللحم ما بين منضج صفيف شواء او قدير معجل. وروي فظل طهاة القوم - 00:09:32
اي انقسم اصحابه قسمين فمنهم من ينضج الشواء على مهل ومنهم من ينضج القدير على عجل هذا تفسير المعنى واما تقدير الاعراب فاصل هذا التركيب فظل طهاة اللحم ما بين منظيج - 00:09:56
صفيف شواء او منضج قدير معجل وفي قوله ظل ملمح طريف وهو ان ظل فعل نهاري يقابله الفعل الليلي بات فهذا الفرس لسرعته ادرك الصيد سريعا فشووا وطبخوا في النهار. ولذلك قال ورحنا - 00:10:16
يكاد الطرف يقصر دونه متى ما ترقى العين فيه تسفلي. اقف عند هذا البيت ان شاء الله تعالى في الحلقة القادمة والى ان نلتقي بها. استودعكم الله واسأل الله تعالى لكم التوفيق - 00:10:40
والسداد - 00:11:00
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم حياكم الله في الحلقة الاربعين من هذه الحلقات التي يشرح فيها معلقة امرئ القيس كنت قد شرحت في الحلقة السابقة قوله عن فرسه فالحقنا بالهاديات ودونه جواحرها في سرة لم تزيل - 00:00:00
يقول ان هذا الفرس يبلغه اوائل سرب المها فيغدو ما خلفها من القطيع دونه وهي ما تزال مجتمعة لم تتفرق وهي منه في كرب شديد ولها ضجة بسبب مباغتته لها - 00:00:44
روي هذا البيت فالحقنا بالهاديات وهذا واضح اي ان الفرس لسرعته الحق راكبه بالهاديات الاوائل من السرب وروي فالحقه بالهاديات وهنا يرد السؤال عن تحديد فاعل الحق وتفسير مفعوله الذي هو الهاء - 00:01:05
وللشراح في ذلك قولان الاول ان المراد بقوله فالحقه بالهاديات فالحق الغلام الفرس بالهاديات والثاني ان المراد بقوله فالحقه بالهديات فالحق الفرس الغلام بالهاديات الا اني لم اجد عند احد منهم تحديدا للغلام - 00:01:32
ولا ادري ايريدون الغلام المذكور في قوله يزل الغلام الخف عن صهواته ام يريدون الغلام المقدر في قوله بجيد معم في العشيرة مخول اي بجيد غلام او وصبي معم في العشيرة - 00:02:01
مخول ام يريدون غيرهما وكل ذلك بعيد غريب لان راكب الفرس هو امرؤ القيس دون شك ولان الدرجة العليا من الشرح هو الجمع بين الروايات في معناها لا ان نقيم الصناعة النحوية في كل رواية فحسب - 00:02:24
دون مراعاة لها جميعا والرواية الاولى فالحقنا بالهاديات ولابد ان تفسر الرواية الاخرى فالحقه بالهاديات بما يوافق اختها ما وجدنا الى ذلك سبيلا والسبيل واضحة والمراد فالحقه بالهاديات اي فالحق الفرس جريه او نشاطه بالهاديات - 00:02:48
الفاعل مفهوم من السياق السابق كله ومثل ذلك في القرآن الكريم فلولا اذا بلغت الحلقوم وقوله تعالى كلا اذا بلغت التراقي اي اذا بلغت النفس وهي مفهومة من السياق ولم يتقدم لها ذكر - 00:03:19
وان شئت ان تعيد الظمير في قوله فالحقه بالهاديات الى مذكور لا مفهوم. فالفاعل حميه في قوله على العقب جياش كأن اهتزامه اذا جاش فيه حميه غلي مرجلي حقه بالهاديات - 00:03:43
اي فالحقه حميه ونشاطه بالهاديات وفيه وجه اخر هو عندي وجيه وقد يستنكره من لم يألف اساليب العرب وسننها في كلامها وهو ان يكون الفاعل والمفعول الفرس نفسه فكأنه قال فالحق الفرس نفسه بالهدي - 00:04:07
فالحقنا بالهاديات ودونه جواهرها في سرة لم تزيلي فعاد عداء بين ثور ونعجة دراكا ولم ينضح بما فيغسل عادا عداءا بين ثور ونعجة عاد بين الصيدين يعادي معاداة وعداء. اي والى بينهما واتبع صيد الاول صيد - 00:04:33
يصرع احدهما على اثر الاخر في طلق واحد يريدوا انه والى موالاة بين الثور والنعجة فطعنهما متتابعين في انطلاقة واحدة والثور الذكر من البقريات ومنها المهى يجمع على ثيار وثيارة - 00:05:05
واثوار وسيرة وسيرة وثورة وثيران والنعجة الانثى من المهى فعادى عداء بين ثور ونعجة دراكا دراك اي متابعة من دارك الشيء يداركه مداركة ودراكة اذا اتبع بعضه بعضا فهذا الفرس والى بين ثور ونعجة في انطلاقة واحدة فصادهما متابعة بينهما - 00:05:32
ولم ينضح بماء فيغسل اي دون تعب ولا مشقة فهو لم ينضح منه العرق بشدة حتى يغسل جسده ينجح من قولهم نضح ينضح نضحا فنضح بالماء اي رش به ونضح الجلد بالعرق رشح - 00:06:07
ونضحت العين بالدمع سالت وكل اناء بما فيه ينضح روي البيت ينضح بالبناء للفاعل وروي ينضح بالبناء للمفعول والمراد فيهما واحد اي لم يعرق عرقا ظاهرا فالعرب تعيب من الفرس سرعة العرق وبطأة. فاذا كان بينهما - 00:06:29
فهو من اكرم صفاته ولا شك ان راكب الفرس وهو امرؤ القيس هنا هو الذي طعن الثور والنعجة ولكنه نسب فعله الى فرسه. لانه هو الذي دركه صيدهما ونوله اياهما - 00:06:56
فعادى عداء بين ثور ونعجة دراكا ولم ينضح بماء فيغسل. فظل طهاة اللحم ما منضج صفيف شواء او قدير معجل روي فظل وروي وظل فظل طهاة اللحم ما بين منظج - 00:07:17
الطهاة جمع طاه كقاظ وقضاة من طه اللحم يطهوه ويطهاه طهوا وطهوا وطهيا وطهاية وطهيا والطاهي هو الطباخ والشواء والخباز وكل مصلح لطعام اللحم معروف ويقال فيه ايضا اللحم وما زالت مستعملة عند عدد كبير من القبائل في جزيرة العرب - 00:07:39
يقولون اللحم بفتح الحاء ما بين منضج روي ما بين وروي من بين منضج. منضج مفعل من قولهم نضج اللحم ينضج نضجا ونضجا اذا بلغ الغاية بالطبخ او الشي وانضجه الطاهي فهو منظج واللحم منظج. اذا بلغ به تلك الغاية - 00:08:11
فظل طهاة اللحم ما بين منضج صفيف شواء صفيف شواء اللحم الصفيف هو المشرح من قولهم صف اللحم يصفه صفا اذا جعله شرائح عراظا مثل الرغفان وقيل الصفيف هو قطع اللحم التي تصف على الحصى او الجمر ثم تشوى - 00:08:39
والشواء اسم لما يشوى من اللحم من قولهم شوى اللحم يشويه شيا فاشتوى وانشوى فهو شواء ويجوز فيه شواء والقدير فعيل من القدر فالقدير ما يطبخ في القدر والمعجل مفعل من قولهم عجل الشيء تعجيلا - 00:09:07
اذا اسرع به فهو معجل وذاك معجل والمراد بالقدير المعجل الذي طبخ على عجلة واكل قبل غيره وظل طهاة اللحم ما بين منضج صفيف شواء او قدير معجل. وروي فظل طهاة القوم - 00:09:32
اي انقسم اصحابه قسمين فمنهم من ينضج الشواء على مهل ومنهم من ينضج القدير على عجل هذا تفسير المعنى واما تقدير الاعراب فاصل هذا التركيب فظل طهاة اللحم ما بين منظيج - 00:09:56
صفيف شواء او منضج قدير معجل وفي قوله ظل ملمح طريف وهو ان ظل فعل نهاري يقابله الفعل الليلي بات فهذا الفرس لسرعته ادرك الصيد سريعا فشووا وطبخوا في النهار. ولذلك قال ورحنا - 00:10:16
يكاد الطرف يقصر دونه متى ما ترقى العين فيه تسفلي. اقف عند هذا البيت ان شاء الله تعالى في الحلقة القادمة والى ان نلتقي بها. استودعكم الله واسأل الله تعالى لكم التوفيق - 00:10:40
والسداد - 00:11:00