الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته تحدثنا في مثل هذه الليلة من الاسبوع الماضي عما جرى من فتنة في المدينة وذلك مما قصصت خبره - 00:00:01
مما وقع على يد محمد ابن عبد الله ابن حسن وذكرنا ان نهايته كانت القتل وتفرق من كان معه ثم بقي مع نفر يسير ثم صلب اولئك الذين قتلوا معه - 00:00:25
ثم طرحوا في خندق ولم يكن ذلك هو نهاية المطاف حيث ان مكة كانت تابعة له وكذلك ايضا البصرة وكذلك ايضا بلاد اخرى منهم من بايعوا ومنهم من كانوا يتأهبون لمبايعته كما سيأتي - 00:00:45
ونحن نتحدث عن سنة اربع واربعين ومئة وذلك انه حينما قتل بعث عيسى ابن موسى وهو قائد الجيش الذي ارسله ابو جعفر المنصور لقتال محمد ابن عبدالله ابن حسن فلما - 00:01:09
قتلوه اخذوا الرأس وبعثوا به الى ابي جعفر المنصور ودفنت جثته في البقيع ونودي بالامان لاهل المدينة واصبح الناس في اسواقهم وانتقل عيسى ابن موسى الذي هو القائد الكبير لابي جعفر المنصور وهو نائبه - 00:01:32
بالسلطة والخلافة تنحى الى ناحية قريبة من المدينة وهي الجرف وهي معروفة الى اليوم الامير الذي كان بمكة هو الحسن ابن معاوية الذي كان يتبع محمد ابن عبد الله ابن حسن - 00:01:58
كان محمد ابن عبد الله ابن حسن قد كتب اليه يطلب منه القدوم الى المدينة فكان في الطريق فلما بلغه مقتل محمد ابن عبد الله ابن حسن فر الى البصرة - 00:02:17
وهناك البصرة ابراهيم ابن عبدالله ابن حسن وهو اخو محمد الذي كان في المدينة كان يدعو اليه سرا ويتنقل بعدما طاف بلادا كثيرة ثم بعد ذلك طلب منه اخوه ان يعلن - 00:02:35
ذلك وان يظهر البصرة فكان كما اراد محمد الرأس طيف به في طبق ابيض رأس محمد في الاقاليم بعد الكوفة وصار ابو جعفر المنصور يتتبع اولئك الذين كانت لهم صلات - 00:02:56
بمحمد ابن عبد الله ابن حسن من الاشراف الذين كانوا في المدينة فيأخذهم فمنهم من قتله ومنهم من ضربه ضربا مبرحا ومنهم من عفا عنه عيسى ابن موسى توجه الى مكة ليسترد مكة من هؤلاء - 00:03:18
واستناب على المدينة رجل يقال له كثير ابن حصين لم يمكث طويلا هذا في المدينة كثير بقي شهرا ثم بعث ابو جعفر المنصور رجلا يقال له عبد الله ابن الربيع جعله اميرا على المدينة. فعاث جنده في المدينة فسادا - 00:03:39
فكانوا يأخذون ممتلكات الناس ويتعاملون معهم بطريقة غير لائقة واذا اشتروا منهم شيئا لم يعطوهم الثمن ومن طالب بالثمن اخذوه فضربوه ضربا مبرحا وهددوه بالقتل فضاق الناس ذرعا بهؤلاء الجنود - 00:04:00
و تأذوا بهم فثار عليهم طائفة من السودان المقصود بالسودان الى ما قبل الاستعمار يعني الى عهد قريب كان يقال للقارة السوداء يقال لها السودان ذلك لا يختص البلد المعروف - 00:04:22
اليوم فكان هؤلاء الذين في المدينة لم يحتملوا فنفخوا في بوق لهم لان بينهم شيء انه عند الازمات ينفخون في هذا البوق فيجتمع كل اسود في المدينة يعني من هؤلاء المنسوبين - 00:04:40
للسودان فنفخ في هذا البوق فاجتمع كل اسود في المدينة كما يقال كما يقوله المؤرخون فحملوا على هذا الامير وعلى جنده حملة واحدة وهم ذاهبون الى صلاة الجمعة وكان هذا في - 00:04:58
يوم الجمعة لسبع بقينا من ذي الحجة ابي اشهر حرم وفي مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتلوا طائفة من هؤلاء الجند وهرب امير المدينة وهو عبدالله ابن الربيع وترك صلاة الجمعة - 00:05:17
ولحقه من لحقه من جنوده ثم بعد ذلك حصلت مواجهة مع هؤلاء السودان لكنهم هزموه وهزموا جنده ففر هاربا فلحقوه بالبقيع فالقى اليهم دراهم شغلهم بها فجعلوا يلتقطونها واستطاع ان - 00:05:35
يفر منهم ونجا بنفسه ومن لحقه ووصل الى مكان ببطن نخل على ليلتين من المدينة هؤلاء السودان صاروا يتحركون في المدينة بكل حرية لا يوجد امير ولا يوجد جيش ولا حماية - 00:05:55
وصارت لهم الكلمة واليد الطولى ثم فتحوا الخزائن التي فيها الطعام لهؤلاء الجند مما بعثه ابو جعفر المنصور واخذوها وسلبوا ما في تلك الخزائن وباعوه بارخص الاثمان اطعمة متنوعة كانت لهؤلاء - 00:06:13
الجند او لا كان لهم قيادات من انفسهم من هذه القيادات الاسماء اسمى على كل حال يذكرها المؤرخون قد لا يكون هناك كبير فائدة من ذكرها لكن على كل حال الذي وقع هو ان ابا جعفر المنصور بلغه الخبر - 00:06:34
فخاف اهل المدينة الناس العقلاء من مصيبة اخرى ومقتلة اخرى في المدينة فاجتمعوا في المسجد وخطبهم ابن ابي صبرة وكان مسجونا كان في السجن فخرج بقيوده واغلاله بعنقه غل وفي يديه ورجليه القيود - 00:06:56
فرج وصعد المنبر فحثهم على السمع والطاعة لامير المؤمنين ابي جعفر المنصور وخوفهم من شر ما صنعه مواليهم وعظهم وذكرهم فاتفق رأيهم على ان يكفوا مواليهم ويفرقوهم وان يذهبوا الى اميرهم هناك ببطن نخل وان يردوه الى موضعه - 00:07:19
وامارته ففعلوا. رجع هذا الامير وسكن الامر وهدأ الناس وانطفأ شر كثير لاحظ هذا الرجل ابن ابي صبرة كان في الحبس. ما قال في الشيطان ويستحقون وهؤلاء فعلوا وفعلوا حبسوه - 00:07:43
خارج القيود ومع ذلك يذكر الناس بهذا المعنى واطفأ هذه الفتنة في كثير من الاحيان ايها الاحبة لربما يركب بعض الناس مركبا صعبا قد يكون ذلك لشيء في نفسه قد يكون ذلك لامر وقع له - 00:08:04
فيكون ذلك سببا لركوب المراكب الصعبة. وليس هذا طريق اهل الايمان. تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا والمسألة ليست مصالح شخصية هذي مصالح امة - 00:08:21
وكون هذا الانسان عنده تصورات او يشعر انه وقع عليه ضيم او نحو ذلك لا يعني انه يغرر بنفسه او يغرر بالامة او يركب ضلالات نكاية اولئك الذين قد لا يحبهم - 00:08:38
فهذا الرجل خرج بهذه الصفة ووقف على المنبر ووعظ الناس واطفأ الفتنة لو كان ضعيف نفس لقال. هذا بعض ما يستحقه وفرح وسر بذلك. وتمنى المزيد وحرضهم لربما او كان معه - 00:08:51
فليس هذا هو الطريق هذا تاريخ ايها الاحبة ينبغي ان يدرس وان يعتبر. وهذا نموذج لاطفاء الفتن. ينبغي للمؤمن ان يئد دائما هذه الفتن ما استطاع ان يطفئها. فاذا ما استطاع - 00:09:07
الى ذلك سبيلا فلا اقل من ان يمسك لسانه ويده ويكف اذاه وشره فلا يكتب ولا يغرد ولا مع الخائضين ولا يشتغل مع المشتغلين فيكون مشاركا بهذه البلايا والرزايا فكثير من الناس لا يتمالك ايها الاحبة - 00:09:26
فهنا رجع اميرهم وانطفأت الشرور فاخذوا بعض هؤلاء من زعماء او كبراء هم ليسوا كبراء لكن كانوا من المماليك في الاصل يعني هم من الموالي لكن القيادات كما يقال اخذوا مجموعة منهم واحد يقال له وثيق واخر يكنى بابي النار - 00:09:48
واخر يقال له يعقل واخر يقال له مصعر قطع ايديهم وهم مجموعة. انتهت هذه وهذه فتنة في الطريق كما يقال يعني لكن لا زالت الفتنة الاكبر من هذا كله لم تحسم بعد - 00:10:09
ابراهيم كان في البصرة كما ذكرت كان يدعو الى اخيه فلما قتل اخوه صار يدعو الى نفسه استجاب له خلق كثير واستفحل امره وبايعه خلائق وتفاقم الامر وقد اغتم بذلك ابو جعفر المنصور غاية الاغتمام - 00:10:28
وتحير في امره وكان الامير في البصرة من قبل ابي جعفر المنصور ممالئا لابراهيم في السر فكان ما يبعثه له ابو جعفر المنصور من اخبار او نحو ذلك لا يلقي لها بالا - 00:10:50
وهكذا كان يهون على ابي جعفر المنصور ويكذب بما يخبر به من هذه الاخبار يقول لا يصح وهذا الكلام غير صحيح ومبالغات ونحو ذلك ويتمنى لو ظهر ابراهيم ابو جعفر المنصور ما كان يعلم بذلك - 00:11:07
بهذه الممالأة فامد هذا الرجل باميرين من اهل خرسا معهما الفا فارس وراجل. ليتقوى بهما على محاربة ابراهيم ابو جعفر المنصور كان يبني بغداد فانتقل الى الكوفة وصار كلما اتهم رجلا انه يميل الى ابراهيم - 00:11:25
ارسل اليه من يقتله في بيته ليلا. وكان يعلق الرؤوس ليراها الناس يرتدعو في الكوفة لكن الناس كانوا يقصدون البصرة من كل فج عميق لمبايعة ابراهيم. وكانوا يفدون اليه جماعات - 00:11:48
ووحدانا افراد ومجموعات صار ابو جعفر المنصور يرصد لهم في الطرقات من يقتلهم ويأتيه بالرؤوس فتعلق في الطرقات ويصلب من يصلب في الكوفة لينزجر الناس وفي هذا الاثناء حيث لم يكن عند ابي جعفر المنصور - 00:12:06
كثير اجناد لانه قد فرقهم كما سيأتي ارسل الى احد قادته القريبين وهو حرب الرواندي وكان بالجزيرة. الجزيرة هي المنطقة التي بين العراق والشام. فارسل اليه معه الفا فا فارس. مع - 00:12:27
حرب هذا كان يقاتل الخوارج. طبعا الخوارج كما سيأتي كانوا يعيثون فسادا في هذا الوقت لم يتوقفوا قبله ولا بعده ولا في اثنائه فاستدعاه الى الكوفة فجاء بمن معه من - 00:12:44
الاجناد ومر في الطريق ببلدة فيها انصار لابراهيم فمنعوه من العبور. وقالوا انما تذهب لتقاتل ابراهيم. فقال دعوني ويحكم فابوا فقاتلهم فقتل منهم خمس مئة وارسل برؤوسهم الى ابي جعفر - 00:12:58
ابو جعفر قال هذا اول الفتح ابراهيم خرج في ليلة الاثنين في مستهل شهر رمضان الى مقبرة هناك يقال لها مقبرة بني يشكر ومعه عدد قليل بضعة عشر فارسا وكان في هذه الليلة قدم احد القادة لابي جعفر يقال له ابو حماد الابرص. قدم الى البصرة - 00:13:16
ليكون مددا لسفيان بن معاوية الامير من قبل ابي جعفر الذي كان في السر يواطئ ويمالئ ابراهيم فانزلهم الامير في القصر فجاء ابراهيم ومن معه من هؤلاء الفرسان واخذوا دوابهم جميعا واسلحتهم - 00:13:42
فتقوى بذلك اكثر فما اصبح الصباح الا ولديه سلاح ودواب وقوة فصلى بالناس الصبح في المسجد الجامع في البصرة واجتمع عليه خلائق بين ناظر وناصر. يعني هناك من يتفرج وهناك من - 00:14:01
قيد ويناصر الامير هذا سفيان بن معاوية امير البصرة تحصن في قصر الامارة وجلس عنده الجنود الذين لم يكن معهم سلاح ولا دواب فحاصرهم ابراهيم بمن معه فطلب سفيان بن معاوية الامان. فاعطاه الامان فدخل ابراهيم القصر - 00:14:18
فاخذ سفيان هذا وحبسه واوثقه بالقيود من باب التمويه على ابي جعفر يعني كأن هذا الرجل قد اخذ من غير ارادة ولا ممالئة وان ذلك وقع عليه قهرا والا في الواقع - 00:14:39
وممالئ له. لكن ليبرئ ساحته عند ابي جعفر الشاهد اخذ ما في قصر الامارة من اموال كان فيه مال كثير فتقوى بذلك وكان بالبصرة جعفر محمد ابن سليمان ابن علي من ابناء عم ابي جعفر. فركب في ست مئة فارس - 00:14:58
فارسل اليهما ابراهيم رجلا يقال له المضاء ابن القاسم في ثمانية عشر فارسا وثلاثين راجلا فهزموهم هزموا هؤلاء الست مئة وامن من بقي منهم ابراهيم هذا صار عنده اتباع كثير وقوة وسلاح ودواب ونحو ذلك - 00:15:18
فارسل الى اهل الاهواز فبايعوه واطاعوه. وارسل الى نائبها مئتي فارس عليهم رجل يقال له المغيرة وخرج اولئك باربعة الاف فهزمهم المغيرة واستحوذ على البلاد ثم بعث ابراهيم الى بلاد فارس فاخذها - 00:15:40
وكذلك واسط والمدائن والسواد واستفحل امره هذا قبل مقتل اخيه محمد فلما بلغه مقتله صار يدعو الى نفسه كما ذكرت لكنه تأثر بذلك جدا وانكسر. وصلى بالناس في يوم عيد - 00:16:01
وظاهر عليه الانكسار حتى قال بعضهم والله لقد رأيت الموت في وجهه وهو يخطب الناس فنعم الى الناس اخاه محمدا فازداد الناس حنقا على ابي جعفر. يعني بدلا من ان يتراجعوا - 00:16:19
ازدادوا حنقا فعسكر بالناس واستناب على البصرة رجلا من اتباعه ابو جعفر ليس عنده كثير جنود وهو في الكوفة وجلس يتأسف على تفريق جيشه في الممالك فمع ابنه المهدي ثلاثون الفا في الري. ومع محمد بن الاشعث - 00:16:35
في افريقيا اربعون الفا. والباقي مع عيسى ابن موسى بالحجاز الذين قتلوا محمد ابن عبدالله ابن حسن وتوجهوا الى مكة ابو جعفر لم يبقى معه سوى الفي فارس عدد قليل فكان يحتال بالليل فيأمر بالنيران الكثيرة - 00:16:58
فتوقد ليوهم الناظرين انه يملك جيشا عظيما ثم كتب الى قائده هذا عيسى ابن موسى وهو نائبه في الاصل يعني وعده بالخلافة من بعده وامره بان يأتي اليه وان يترك كل ما في يده - 00:17:19
فجاء الرجل وقال له توجه الى ابراهيم بالبصرة ولا يهولنك كثرة من معه وذكر انه مقتول وقال له ثق بما عندك وستذكر ما اقول لك. طبعا للاسف في هذا الاثناء في هذا الوقت - 00:17:36
كان المنجمون يسرحون ويمرحون ويسألون عن ما يكون وهذا لا يجوز بحال من الاحوال. لكن كانت لهم سوق رائجة فكانوا يأتون الى ابي جعفر ويخبرونه عن اشياء من هذا القبيل وان محمدا الذي قتل في المدينة لن يحكم اكثر من سبعين يوما - 00:17:52
وهكذا. الشاهد انه كتب اعني ابا جعفر المنصور الى ابنه المهدي ان يوجه قائدا من قادته وهو خازم ابن خزيمة في اربعة الاف الى الاهواز الذين بايعوا لابراهيم. فذهب اليها - 00:18:16
واستطاع ان يتغلب على نائب ابراهيم هناك يقال له المغيرة واستباحها ثلاثة ايام المغيرة هذا توجه الى البصرة لابراهيم وصار هذا القائد لابي جعفر الذي بعثه المهدي يتوجه الى كل الاقاليم التي بايعت لابراهيم - 00:18:32
ويردهم الى الطاعة. ابو جعفر منصور كان في كرب وشدة ولا يفارق مصلاه بضعة وخمسين يوما وجالس على مصلاه لا يقوم ولا يغير ملابسه حتى اتسخت ولا يدخل على اهله بضعا وخمسين يوما حتى انتصر - 00:18:52
و كان في غاية الهم حتى انه قيل لا يستطيع ان يتابع الكلام. من شدة ما هو فيه من الكرب والغم خرجت عن يده هذه البلاد كلها البصرة الاهواز ارض فارس واسط المدائن ارض السواد - 00:19:13
وفي الكوفة يقدر العدد الذين يتهيؤون النهوض مع ابراهيم بمئة الف وابو جعفر في الكوفة ينتظر متى ينقضون عليه الشاهد ان ابراهيم توجه من البصرة الى الكوفة معهم مائة الف مقاتل - 00:19:31
هذا العدد الكبير ابو جعفر المنصور ارسل اليه عيسى ابو موسى وغاية ما جمع من هنا وهناك واسترد من جيوشه القريبة في الحجاز وفي الجزيرة ونحو ذلك خمسة عشر الفا - 00:19:50
وكما فعل في المدينة جعل على المقدمة حميد ابن قحطبة الذي قتل بنفسه محمد ابن عبد الله ابن حسن لما اصيب وقع جريحا وكان قد حلف اذا رآه ان يقتله - 00:20:04
ابراهيم نزل في مكان يقال له با خمرة بهذا الجحفل الكبير نحو مئة الف فقال له بعض الامراء لاحظ التردد مثل الذي وقع لاخيه في المدينة. قالوا قد اقتربت من المنصور فلو سرت اليه بطائفة من جيشك هذا - 00:20:19
لاخذته بقفاه ليس عنده من الجيوش احد يردون عننا. كل اللي عنده خمسطعشر الف جاء بهم هذا القائد عيسى ابن موسى. ابو جعفر عنده احد ارسل اليه بعض المئة الف - 00:20:36
يأخذونه فقال اخرون الاولى ان نناجز هؤلاء ثم هو في قبضتنا فتركوا التوجه لابي جعفر قال بعضهم لو وضعنا خندقا حول الجيش. قال اخرون هذا الجيش لا يحتاج الى خندق - 00:20:49
ايش كبير فتركوا ذلك اشار بعضهم ان يبيت عيسى ابن موسى يؤخذ على غرة في ليلة ظلماء فقال ابراهيم انا لا ارى ذلك اشار عليه بعضهم بان يجعل جيشه كراديس. يعني مجموعات فاذا حطمت مجموعة جاءت المجموعة الاخرى والتي بعدها والتي بعدها - 00:21:05
وهكذا فقال اخرون الاولى ان نقاتل صفوفا لان الله قال ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كانهم بنيان مرصوص اقبل الجيشان مئة الف مقابل خمسة عشر الفا والتصافؤ واقتتلوا قتالا شديدا فانهزم المقدمة هذا الذي معه ثلاثة الاف - 00:21:27
وهو حميد بن قحطبة بمن معه جعل القائد قائد ابي جعفر وهو عيسى ابن موسى يناشدهم الله في الرجوع والكرة فلا يلوي عليه احد فثبت عيسى ابن موسى في مئة رجل من اهله - 00:21:49
فقيل له لو تنحيت من مكانك هذا لان لا يحطمنك جيش ابراهيم فقال والله لا ازول عنه حتى يفتح الله لي او اقتل هنا. هذا ابن عم لابي جعفر وهو نائبه - 00:22:03
كما سبق طبعا ابو جعفر قال له بان هؤلاء لا يغولنك كثرتهم واثبت وستكون الغلبة لك. اولئك توجهوا في حال هزيمتهم فمروا بطريق بين جبلين فيه نهر ماء فما استطاعوا العبور فرجعوا مرة اخرى ورجعوا الى عيسى ابن موسى بعد هزيمتهم - 00:22:15
واجتلدوا مع اصحاب ابراهيم واقتتلوا قتالا شديدا وقتل من كل فريق خلائق كثير ثم انهزم اصحاب ابراهيم وثبت مع عدد قليل قيل خمس مئة وقيل اربع مئة وقيل لم يبقى معه سوى سبعين رجلا - 00:22:39
انتصر عيسى ابن موسى وقتل ابراهيم مع من معه واختلط رأسه مع رؤوس اصحابه فجعل حميد بن قحطبة هذا يأتي بالرؤوس لعيسى ابن موسى يبحثون عن رأس ابراهيم حتى عرفوه - 00:22:59
فبعثوا به الى ابي جعفر المنصور يبشرونه بذلك وبهذا طويت هذه الفتنة قضي على هذه الجيوش محمد الذي كان في المدينة الملقب بالنفس الزكية وكذلك اخوه ابراهيم في البصرة قضى عليهم ابو جعفر المنصور - 00:23:15
وجعفر المنصور اسمه عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس رضي الله عنه عهد قريب ليس بينه وبين عبد الله بن عباس رضي الله عنه سوى رجلين الاب والجد - 00:23:40
الاب والجد حكم اثنتين وعشرين سنة من مئة وستة وثلاثين الى مئة وثمان وخمسين عمره كان واحد واربعين سبعة وتوفي عمره احدى وستين سنة. قبله اخوه اصغر منه بست سنوات - 00:23:57
الذي قد اشتهر عرف بابي العباس السفاح الذي قتل خلقا لا يحصيهم الا الله الا توفي وهو ابن ستة وثلاثين سنة حكم مدة بسيطة قريب من اربع سنوات وهو اصغر من ابي جعفر لكن اخاهم الاكبر - 00:24:13
الذي يقال له ابراهيم الامام اخذوه جنود مروان اخر خلفاء بني امية فعهد بالامر من بعده لابي العباس السفاح ابو جعفر اكبر منه فلما مات ابو العباس السفاح عهد الى اخيه ابي جعفر المنصور - 00:24:31
اذى ابو جعفر منصور ولد سنة خمس وتسعين للهجرة يعني في اواخر القرن الاول الهجري. لاحظوا تقارب هذه الامور توفي سنة مئة وثمان وخمسين للهجرة لاحظ محمد ابن عبد الله ابن حسن كان كما وصف - 00:24:51
كان صواما قواما وهذا ابو جعفر فحل بني العباس واقوى الخلفاء العباسيين جاء في صفته كان يلبس الخشن ويرقع القميص كان ورعا زاهدا تقيا لم يرى في بيته لهو قط - 00:25:12
ولا لعب ولا ما يشبه الا هو واللعب ولم يقف ببابه الشعراء لانه ما كان يعطيهم. كما كان الخلفاء يعطونهم. حتى ذكر حماد التركي وهو عنده على رأسه يعني يقف للخدمة يقول سمع ابو جعفر جلبة في الدار فقال ما هذا يا حماد؟ انظر - 00:25:30
يقول فذهبت فاذا خادم له قد جلس بين الجواري وهو يضرب بالطمبور. وهن يضحكن فجئت فاخبرته فقال واي شيء الطمبور فوصفته له فقال له اصبت صفته فما يدريك انت الطمبور - 00:25:51
ما يدريك ما الطمبور؟ كيف عرفت وقد رأيته بخراسان ثم قام ابو جعفر واشرف عليهم ولما رأوه تفرقوا فاخذ هذا الذي كان يضرب بالطمبور وكسر الطمبور على رأسه واخرجه من قصره - 00:26:08
يعني بهذا الحال وبهذه الصفة ومع ذلك ترون هذه الصراعات القتل الذريع والصلب وما الى ذلك هكذا ايها الاحبة الفتن فنسأل الله العافية في هذا الاثناء هناك اعمال اخرى هنا وهناك - 00:26:22
عمه عم المنصور وهو عبد الله ابن علي خرج عليه في بلاد الشام وهو من اكبر الداعين الى حكم العباسيين ضد الامويين خرج عليه في بلاد الشام فارسل له المنصور - 00:26:44
ذراعه الحديدية وهو القائد المشهور ابو مسلم الخرساني فهزمه هزم عم المنصور فهرب عبدالله ابن علي وبقي متخفيا حتى ظفر به المنصور وسجنه حتى مات في السجن ثم هم بالخروج عليه - 00:27:01
ابو مسلم الخرساني فاستدرجه واخذه وقتله فتحرك رجل مجوسي كانه يريد ان ينتقم مقتل ابي مسلم الخرساني يقال له سيمباذ والتف حوله كثير من اهل خراسان وصاروا يهاجمون كثيرا من البلاد المجاورة في نيسابور وقوميس - 00:27:20
والري ونهبوا اموالا كثيرة وقتلوا الرجال وسبوا النساء ثم ازدادوا غيا وقالوا انهم متوجهون لهدم الكعبة فارسل اليهم ابو جعفر المنصور جيشا بقيادة رجل يقال له جهور ابن مرار العجلي فهزموه واسترد الاموال - 00:27:44
والسبايا لكن هذا الرجل جهور تمرد على ابي جعفر المنصور واعلن خلعه فارسل اليه ابو جعفر من قتله وانتصر عليه كل هذا في هذا الاثناء يعني بعده بسنتين بسنة بوقت قصير. وكذلك الخوارج في ذلك - 00:28:06
الوقت مثلا من قيادات الخوارج في هذا الوقت رجل يقال له ملبد ابن حرملة الشيباني. طبعا دائما الاسماء غريبة والكنى غريبة دريت الكنى غريبة ورأيت الهيئة منكرة والوجه مظلم وفر من المجذوم فرارك من الاسد - 00:28:27
الشاهد ملبد هذا كنا سمينا لكم جماعة من رؤوسهم بالكلام على الفتن. هذا خرج في الف من اتباعه بالجزيرة من ارض العراق وانضم اليه كثيرون واخذ بلادا كثيرة ثم بعد ذلك استطاعت جيوش - 00:28:46
المنصور بقيادة خازم ابن خزيمة من هزيمته. متى؟ في سنة مئة وثمان وثلاثين تحرك الخوارج بعدها بعشر سنوات سنة مئة وثمان واربعين بالموصل تحت قيادة اخر اسمه حساء ابن مجالد الهمداني. لكن باء خروجه بالفشل. في سنة مئة واحدى واربعين ايضا. قام مجموعة - 00:29:05
اخرى من الخوارج يقال لهم الرواندية ينتسبون الى قرية يقال لها راوند قريبة من اصفهان العجيب ان هؤلاء وهذا هو الشاهد خوارج انظر كيف يتلاعب بهم الشيطان كانوا يؤمنون بتناسخ الارواح - 00:29:30
ايه ده! كفرية ويزعمون ان روح ادم صلى الله عليه وسلم انتقلت الى واحد منهم يقال له عثمان ابن نهيك وان جبريل هو الهيثم ابن معاوية رجل منهم بل زعموا ان ربهم الذي يطعمهم ويسقيهم لاحظ التناقضات. هو ابو جعفر المنصور - 00:29:44
فراحوا يطوفون بقصره قائلين هذا قصر ربنا يعني كفر صريح فلاحظ اذا اعطى الانسان الشيطان زمامه قاده الى كل بلية ورزية وشر وكفر وضلالة وهكذا في ما ذكرناه قبل ذلك - 00:30:04
في فتنة ابن الاشعث الخوارج كان عندهم امراء كان بعضهم يلقب بامير المؤمنين وفي بعض مغازيهم كما ذكرت في بعض المناسبات السابقة في عهد عبد الملك ابن مروان توجهوا الى المدينة في ما يسمونه بالغزوات وممن سبوا سبوا بنتا لعثمان ابن عفان رضي الله عنه - 00:30:24
وهكذا يتحركون في كل في كل وقت. بعد هذا ليس بالمدة الطويلة وان وقعت امور عظام لكن ابو جعفر المنصور هذا جاء بعده ابنه المهدي ثم هارون الرشيد ثم جاء المأمون - 00:30:48
ابو جعفر المنصور هذا بنى بيت الحكمة وابتدأت الترجمة ترجمة كتب اليونان وبدأ اهل العلوم الفلسفية ينشطون ازدهر ذلك في عهد المأمون وتبنى مذهب المعتزلة. وكان ابو جعفر المنصور قد هم بذلك - 00:31:06
لكنه لم يتمكن فالذي حصل ان المأمون اظهر القول بخلق القرآن وحمل الناس عليه وامتحن العلماء كما هو معلوم وبعضهم قتل وبعضهم مات في السجن. على كل حال وتبنى الترجمة بقوة - 00:31:28
ومذهب الاعتزال فاراد العلماء في زمن الامام احمد ان يخرجوا على المأمون ومعلوم ان العلماء من اهل السنة كانوا يقولون بكفر من قال بخلق القرآن. لكنهم ما كفروا المأمون بعينه. ففرق بين اطلاق الكفر بالمعنى - 00:31:44
العام وبين تنزيل ذلك على المعين لم ينزلوه عليه ولم تكن قضية جدلية عندهم في ذلك الوقت ما حكم المأمون الذي حصل ان الامام احمد منعهم ونهاهم عن ذلك فدفع الله به شرا عظيما - 00:32:02
امام اهل السنة الامام احمد رحمه الله. والا كان هذه القضايا تتكرر ولذلك صار العلماء يذكرون ذلك في كتبهم في الاعتقاد يذكرونه في كتبهم في الاعتقاد فهذه الحوادث ايها الاحبة - 00:32:19
انظر يعني في عهدي يزيد ابن معاوية حصل ما حصل من مقتل الحسين رضي الله عنه ثم ايضا وقعت الحرة وابن الزبير في مكة اعلم انه هو الخليفة ذهب يزيد - 00:32:35
فجاء مروان فلم تنته هذه الامور ذهب مروان جاء عبدالملك ابن مروان والحجاج معه فكانت فتنة ابن الاشعث ذهب الحجاج وعبد الملك بن مروان وذهب بنو امية جميعا واخذهم العباسيون كما ذكرنا من قبل وحفروا قبورهم واخرجوهم واحرقوهم احرقوا الجثث - 00:32:53
من وجدوا جمجمته او جسده او شيئا من جسده كما ذكرنا سابقا. احرقوهم سوى قبر عمر بن عبد العزيز رحمه الله ما اخرجوه ذهب بنو امية ثم ماذا جاءت هذه الفتنة التي في المدينة - 00:33:18
البصرة وفارس والاهواز وما الى ذلك محمد الملقب بالنفس الزكية الذي ذكرت لكم خبره انفا وفي الاسبوع الماضي هل انتهت هذه الامور بذهاب خليفة او بذهاب دولة بني امية برمتها؟ الجواب لا - 00:33:35
الذي نستفيده من هذا ايها الاحبة ان ينأى المؤمن بنفسه عن ذلك كله ويبحث عن طريق النجاة بين يدي الله تبارك وتعالى ولا يكون مشعلا لفتنة ولا يكون حطبا فيها مهما تكاثر الناس - 00:33:56
وتتابعوا فيها وفي تأييدها ولو كان في ذلك دخل فيه من دخل ممن قد يقتدى به او لا كما ذكرنا في وقعة الحرة اهل المدينة برمتهم وفيهم كبار الكبار فتنة ابن الاشعث معهم - 00:34:18
هؤلاء جميعا عامر الشعبي مجاهد ابن جبر هؤلاء الاكابر حتى الحسن البصري اخذه ابن الاشعث ووضعه في جيشه ثم ماذا فينأى المؤمن بنفسه عن ذلك كله ويحمد الله عز وجل ان سلمه وعافاه - 00:34:35
فيتعظ ويعتذر بما وقع ولا يغرر بنفسه ولا يكون سببا ابكاء فتنة بايغار الصدور فيكون قد وطأ لها وهيأ لها فتكون النفوس مهيئة هذه الاشياء التي تذكر تعاد من الاخبار المزعجة والنقد السلبي الذي لا ينفع ولا يبني ولا يدفع - 00:34:55
انما هو يوطأ النفوس ويوطنها على تقبل اي فتنة يعني يأتي من لا يتقي الله عز وجل فقط هو يوقد ويجد نفوسا قابلة الاشتعال والله المستعان نسأل الله العافية بالدنيا - 00:35:21
والاخرة اللهم ارحم موتانا واشفي مرضانا وعافي مبتلانا واجعل اخرتنا خيرا من دنيانا اسأل الله عز وجل ان يحيينا واياكم حياة طيبة ويرزقنا واياكم النية الصالحة والعمل المتقبل والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه - 00:35:39
السلام عليكم - 00:36:00
التفريغ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته تحدثنا في مثل هذه الليلة من الاسبوع الماضي عما جرى من فتنة في المدينة وذلك مما قصصت خبره - 00:00:01
مما وقع على يد محمد ابن عبد الله ابن حسن وذكرنا ان نهايته كانت القتل وتفرق من كان معه ثم بقي مع نفر يسير ثم صلب اولئك الذين قتلوا معه - 00:00:25
ثم طرحوا في خندق ولم يكن ذلك هو نهاية المطاف حيث ان مكة كانت تابعة له وكذلك ايضا البصرة وكذلك ايضا بلاد اخرى منهم من بايعوا ومنهم من كانوا يتأهبون لمبايعته كما سيأتي - 00:00:45
ونحن نتحدث عن سنة اربع واربعين ومئة وذلك انه حينما قتل بعث عيسى ابن موسى وهو قائد الجيش الذي ارسله ابو جعفر المنصور لقتال محمد ابن عبدالله ابن حسن فلما - 00:01:09
قتلوه اخذوا الرأس وبعثوا به الى ابي جعفر المنصور ودفنت جثته في البقيع ونودي بالامان لاهل المدينة واصبح الناس في اسواقهم وانتقل عيسى ابن موسى الذي هو القائد الكبير لابي جعفر المنصور وهو نائبه - 00:01:32
بالسلطة والخلافة تنحى الى ناحية قريبة من المدينة وهي الجرف وهي معروفة الى اليوم الامير الذي كان بمكة هو الحسن ابن معاوية الذي كان يتبع محمد ابن عبد الله ابن حسن - 00:01:58
كان محمد ابن عبد الله ابن حسن قد كتب اليه يطلب منه القدوم الى المدينة فكان في الطريق فلما بلغه مقتل محمد ابن عبد الله ابن حسن فر الى البصرة - 00:02:17
وهناك البصرة ابراهيم ابن عبدالله ابن حسن وهو اخو محمد الذي كان في المدينة كان يدعو اليه سرا ويتنقل بعدما طاف بلادا كثيرة ثم بعد ذلك طلب منه اخوه ان يعلن - 00:02:35
ذلك وان يظهر البصرة فكان كما اراد محمد الرأس طيف به في طبق ابيض رأس محمد في الاقاليم بعد الكوفة وصار ابو جعفر المنصور يتتبع اولئك الذين كانت لهم صلات - 00:02:56
بمحمد ابن عبد الله ابن حسن من الاشراف الذين كانوا في المدينة فيأخذهم فمنهم من قتله ومنهم من ضربه ضربا مبرحا ومنهم من عفا عنه عيسى ابن موسى توجه الى مكة ليسترد مكة من هؤلاء - 00:03:18
واستناب على المدينة رجل يقال له كثير ابن حصين لم يمكث طويلا هذا في المدينة كثير بقي شهرا ثم بعث ابو جعفر المنصور رجلا يقال له عبد الله ابن الربيع جعله اميرا على المدينة. فعاث جنده في المدينة فسادا - 00:03:39
فكانوا يأخذون ممتلكات الناس ويتعاملون معهم بطريقة غير لائقة واذا اشتروا منهم شيئا لم يعطوهم الثمن ومن طالب بالثمن اخذوه فضربوه ضربا مبرحا وهددوه بالقتل فضاق الناس ذرعا بهؤلاء الجنود - 00:04:00
و تأذوا بهم فثار عليهم طائفة من السودان المقصود بالسودان الى ما قبل الاستعمار يعني الى عهد قريب كان يقال للقارة السوداء يقال لها السودان ذلك لا يختص البلد المعروف - 00:04:22
اليوم فكان هؤلاء الذين في المدينة لم يحتملوا فنفخوا في بوق لهم لان بينهم شيء انه عند الازمات ينفخون في هذا البوق فيجتمع كل اسود في المدينة يعني من هؤلاء المنسوبين - 00:04:40
للسودان فنفخ في هذا البوق فاجتمع كل اسود في المدينة كما يقال كما يقوله المؤرخون فحملوا على هذا الامير وعلى جنده حملة واحدة وهم ذاهبون الى صلاة الجمعة وكان هذا في - 00:04:58
يوم الجمعة لسبع بقينا من ذي الحجة ابي اشهر حرم وفي مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتلوا طائفة من هؤلاء الجند وهرب امير المدينة وهو عبدالله ابن الربيع وترك صلاة الجمعة - 00:05:17
ولحقه من لحقه من جنوده ثم بعد ذلك حصلت مواجهة مع هؤلاء السودان لكنهم هزموه وهزموا جنده ففر هاربا فلحقوه بالبقيع فالقى اليهم دراهم شغلهم بها فجعلوا يلتقطونها واستطاع ان - 00:05:35
يفر منهم ونجا بنفسه ومن لحقه ووصل الى مكان ببطن نخل على ليلتين من المدينة هؤلاء السودان صاروا يتحركون في المدينة بكل حرية لا يوجد امير ولا يوجد جيش ولا حماية - 00:05:55
وصارت لهم الكلمة واليد الطولى ثم فتحوا الخزائن التي فيها الطعام لهؤلاء الجند مما بعثه ابو جعفر المنصور واخذوها وسلبوا ما في تلك الخزائن وباعوه بارخص الاثمان اطعمة متنوعة كانت لهؤلاء - 00:06:13
الجند او لا كان لهم قيادات من انفسهم من هذه القيادات الاسماء اسمى على كل حال يذكرها المؤرخون قد لا يكون هناك كبير فائدة من ذكرها لكن على كل حال الذي وقع هو ان ابا جعفر المنصور بلغه الخبر - 00:06:34
فخاف اهل المدينة الناس العقلاء من مصيبة اخرى ومقتلة اخرى في المدينة فاجتمعوا في المسجد وخطبهم ابن ابي صبرة وكان مسجونا كان في السجن فخرج بقيوده واغلاله بعنقه غل وفي يديه ورجليه القيود - 00:06:56
فرج وصعد المنبر فحثهم على السمع والطاعة لامير المؤمنين ابي جعفر المنصور وخوفهم من شر ما صنعه مواليهم وعظهم وذكرهم فاتفق رأيهم على ان يكفوا مواليهم ويفرقوهم وان يذهبوا الى اميرهم هناك ببطن نخل وان يردوه الى موضعه - 00:07:19
وامارته ففعلوا. رجع هذا الامير وسكن الامر وهدأ الناس وانطفأ شر كثير لاحظ هذا الرجل ابن ابي صبرة كان في الحبس. ما قال في الشيطان ويستحقون وهؤلاء فعلوا وفعلوا حبسوه - 00:07:43
خارج القيود ومع ذلك يذكر الناس بهذا المعنى واطفأ هذه الفتنة في كثير من الاحيان ايها الاحبة لربما يركب بعض الناس مركبا صعبا قد يكون ذلك لشيء في نفسه قد يكون ذلك لامر وقع له - 00:08:04
فيكون ذلك سببا لركوب المراكب الصعبة. وليس هذا طريق اهل الايمان. تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا والمسألة ليست مصالح شخصية هذي مصالح امة - 00:08:21
وكون هذا الانسان عنده تصورات او يشعر انه وقع عليه ضيم او نحو ذلك لا يعني انه يغرر بنفسه او يغرر بالامة او يركب ضلالات نكاية اولئك الذين قد لا يحبهم - 00:08:38
فهذا الرجل خرج بهذه الصفة ووقف على المنبر ووعظ الناس واطفأ الفتنة لو كان ضعيف نفس لقال. هذا بعض ما يستحقه وفرح وسر بذلك. وتمنى المزيد وحرضهم لربما او كان معه - 00:08:51
فليس هذا هو الطريق هذا تاريخ ايها الاحبة ينبغي ان يدرس وان يعتبر. وهذا نموذج لاطفاء الفتن. ينبغي للمؤمن ان يئد دائما هذه الفتن ما استطاع ان يطفئها. فاذا ما استطاع - 00:09:07
الى ذلك سبيلا فلا اقل من ان يمسك لسانه ويده ويكف اذاه وشره فلا يكتب ولا يغرد ولا مع الخائضين ولا يشتغل مع المشتغلين فيكون مشاركا بهذه البلايا والرزايا فكثير من الناس لا يتمالك ايها الاحبة - 00:09:26
فهنا رجع اميرهم وانطفأت الشرور فاخذوا بعض هؤلاء من زعماء او كبراء هم ليسوا كبراء لكن كانوا من المماليك في الاصل يعني هم من الموالي لكن القيادات كما يقال اخذوا مجموعة منهم واحد يقال له وثيق واخر يكنى بابي النار - 00:09:48
واخر يقال له يعقل واخر يقال له مصعر قطع ايديهم وهم مجموعة. انتهت هذه وهذه فتنة في الطريق كما يقال يعني لكن لا زالت الفتنة الاكبر من هذا كله لم تحسم بعد - 00:10:09
ابراهيم كان في البصرة كما ذكرت كان يدعو الى اخيه فلما قتل اخوه صار يدعو الى نفسه استجاب له خلق كثير واستفحل امره وبايعه خلائق وتفاقم الامر وقد اغتم بذلك ابو جعفر المنصور غاية الاغتمام - 00:10:28
وتحير في امره وكان الامير في البصرة من قبل ابي جعفر المنصور ممالئا لابراهيم في السر فكان ما يبعثه له ابو جعفر المنصور من اخبار او نحو ذلك لا يلقي لها بالا - 00:10:50
وهكذا كان يهون على ابي جعفر المنصور ويكذب بما يخبر به من هذه الاخبار يقول لا يصح وهذا الكلام غير صحيح ومبالغات ونحو ذلك ويتمنى لو ظهر ابراهيم ابو جعفر المنصور ما كان يعلم بذلك - 00:11:07
بهذه الممالأة فامد هذا الرجل باميرين من اهل خرسا معهما الفا فارس وراجل. ليتقوى بهما على محاربة ابراهيم ابو جعفر المنصور كان يبني بغداد فانتقل الى الكوفة وصار كلما اتهم رجلا انه يميل الى ابراهيم - 00:11:25
ارسل اليه من يقتله في بيته ليلا. وكان يعلق الرؤوس ليراها الناس يرتدعو في الكوفة لكن الناس كانوا يقصدون البصرة من كل فج عميق لمبايعة ابراهيم. وكانوا يفدون اليه جماعات - 00:11:48
ووحدانا افراد ومجموعات صار ابو جعفر المنصور يرصد لهم في الطرقات من يقتلهم ويأتيه بالرؤوس فتعلق في الطرقات ويصلب من يصلب في الكوفة لينزجر الناس وفي هذا الاثناء حيث لم يكن عند ابي جعفر المنصور - 00:12:06
كثير اجناد لانه قد فرقهم كما سيأتي ارسل الى احد قادته القريبين وهو حرب الرواندي وكان بالجزيرة. الجزيرة هي المنطقة التي بين العراق والشام. فارسل اليه معه الفا فا فارس. مع - 00:12:27
حرب هذا كان يقاتل الخوارج. طبعا الخوارج كما سيأتي كانوا يعيثون فسادا في هذا الوقت لم يتوقفوا قبله ولا بعده ولا في اثنائه فاستدعاه الى الكوفة فجاء بمن معه من - 00:12:44
الاجناد ومر في الطريق ببلدة فيها انصار لابراهيم فمنعوه من العبور. وقالوا انما تذهب لتقاتل ابراهيم. فقال دعوني ويحكم فابوا فقاتلهم فقتل منهم خمس مئة وارسل برؤوسهم الى ابي جعفر - 00:12:58
ابو جعفر قال هذا اول الفتح ابراهيم خرج في ليلة الاثنين في مستهل شهر رمضان الى مقبرة هناك يقال لها مقبرة بني يشكر ومعه عدد قليل بضعة عشر فارسا وكان في هذه الليلة قدم احد القادة لابي جعفر يقال له ابو حماد الابرص. قدم الى البصرة - 00:13:16
ليكون مددا لسفيان بن معاوية الامير من قبل ابي جعفر الذي كان في السر يواطئ ويمالئ ابراهيم فانزلهم الامير في القصر فجاء ابراهيم ومن معه من هؤلاء الفرسان واخذوا دوابهم جميعا واسلحتهم - 00:13:42
فتقوى بذلك اكثر فما اصبح الصباح الا ولديه سلاح ودواب وقوة فصلى بالناس الصبح في المسجد الجامع في البصرة واجتمع عليه خلائق بين ناظر وناصر. يعني هناك من يتفرج وهناك من - 00:14:01
قيد ويناصر الامير هذا سفيان بن معاوية امير البصرة تحصن في قصر الامارة وجلس عنده الجنود الذين لم يكن معهم سلاح ولا دواب فحاصرهم ابراهيم بمن معه فطلب سفيان بن معاوية الامان. فاعطاه الامان فدخل ابراهيم القصر - 00:14:18
فاخذ سفيان هذا وحبسه واوثقه بالقيود من باب التمويه على ابي جعفر يعني كأن هذا الرجل قد اخذ من غير ارادة ولا ممالئة وان ذلك وقع عليه قهرا والا في الواقع - 00:14:39
وممالئ له. لكن ليبرئ ساحته عند ابي جعفر الشاهد اخذ ما في قصر الامارة من اموال كان فيه مال كثير فتقوى بذلك وكان بالبصرة جعفر محمد ابن سليمان ابن علي من ابناء عم ابي جعفر. فركب في ست مئة فارس - 00:14:58
فارسل اليهما ابراهيم رجلا يقال له المضاء ابن القاسم في ثمانية عشر فارسا وثلاثين راجلا فهزموهم هزموا هؤلاء الست مئة وامن من بقي منهم ابراهيم هذا صار عنده اتباع كثير وقوة وسلاح ودواب ونحو ذلك - 00:15:18
فارسل الى اهل الاهواز فبايعوه واطاعوه. وارسل الى نائبها مئتي فارس عليهم رجل يقال له المغيرة وخرج اولئك باربعة الاف فهزمهم المغيرة واستحوذ على البلاد ثم بعث ابراهيم الى بلاد فارس فاخذها - 00:15:40
وكذلك واسط والمدائن والسواد واستفحل امره هذا قبل مقتل اخيه محمد فلما بلغه مقتله صار يدعو الى نفسه كما ذكرت لكنه تأثر بذلك جدا وانكسر. وصلى بالناس في يوم عيد - 00:16:01
وظاهر عليه الانكسار حتى قال بعضهم والله لقد رأيت الموت في وجهه وهو يخطب الناس فنعم الى الناس اخاه محمدا فازداد الناس حنقا على ابي جعفر. يعني بدلا من ان يتراجعوا - 00:16:19
ازدادوا حنقا فعسكر بالناس واستناب على البصرة رجلا من اتباعه ابو جعفر ليس عنده كثير جنود وهو في الكوفة وجلس يتأسف على تفريق جيشه في الممالك فمع ابنه المهدي ثلاثون الفا في الري. ومع محمد بن الاشعث - 00:16:35
في افريقيا اربعون الفا. والباقي مع عيسى ابن موسى بالحجاز الذين قتلوا محمد ابن عبدالله ابن حسن وتوجهوا الى مكة ابو جعفر لم يبقى معه سوى الفي فارس عدد قليل فكان يحتال بالليل فيأمر بالنيران الكثيرة - 00:16:58
فتوقد ليوهم الناظرين انه يملك جيشا عظيما ثم كتب الى قائده هذا عيسى ابن موسى وهو نائبه في الاصل يعني وعده بالخلافة من بعده وامره بان يأتي اليه وان يترك كل ما في يده - 00:17:19
فجاء الرجل وقال له توجه الى ابراهيم بالبصرة ولا يهولنك كثرة من معه وذكر انه مقتول وقال له ثق بما عندك وستذكر ما اقول لك. طبعا للاسف في هذا الاثناء في هذا الوقت - 00:17:36
كان المنجمون يسرحون ويمرحون ويسألون عن ما يكون وهذا لا يجوز بحال من الاحوال. لكن كانت لهم سوق رائجة فكانوا يأتون الى ابي جعفر ويخبرونه عن اشياء من هذا القبيل وان محمدا الذي قتل في المدينة لن يحكم اكثر من سبعين يوما - 00:17:52
وهكذا. الشاهد انه كتب اعني ابا جعفر المنصور الى ابنه المهدي ان يوجه قائدا من قادته وهو خازم ابن خزيمة في اربعة الاف الى الاهواز الذين بايعوا لابراهيم. فذهب اليها - 00:18:16
واستطاع ان يتغلب على نائب ابراهيم هناك يقال له المغيرة واستباحها ثلاثة ايام المغيرة هذا توجه الى البصرة لابراهيم وصار هذا القائد لابي جعفر الذي بعثه المهدي يتوجه الى كل الاقاليم التي بايعت لابراهيم - 00:18:32
ويردهم الى الطاعة. ابو جعفر منصور كان في كرب وشدة ولا يفارق مصلاه بضعة وخمسين يوما وجالس على مصلاه لا يقوم ولا يغير ملابسه حتى اتسخت ولا يدخل على اهله بضعا وخمسين يوما حتى انتصر - 00:18:52
و كان في غاية الهم حتى انه قيل لا يستطيع ان يتابع الكلام. من شدة ما هو فيه من الكرب والغم خرجت عن يده هذه البلاد كلها البصرة الاهواز ارض فارس واسط المدائن ارض السواد - 00:19:13
وفي الكوفة يقدر العدد الذين يتهيؤون النهوض مع ابراهيم بمئة الف وابو جعفر في الكوفة ينتظر متى ينقضون عليه الشاهد ان ابراهيم توجه من البصرة الى الكوفة معهم مائة الف مقاتل - 00:19:31
هذا العدد الكبير ابو جعفر المنصور ارسل اليه عيسى ابو موسى وغاية ما جمع من هنا وهناك واسترد من جيوشه القريبة في الحجاز وفي الجزيرة ونحو ذلك خمسة عشر الفا - 00:19:50
وكما فعل في المدينة جعل على المقدمة حميد ابن قحطبة الذي قتل بنفسه محمد ابن عبد الله ابن حسن لما اصيب وقع جريحا وكان قد حلف اذا رآه ان يقتله - 00:20:04
ابراهيم نزل في مكان يقال له با خمرة بهذا الجحفل الكبير نحو مئة الف فقال له بعض الامراء لاحظ التردد مثل الذي وقع لاخيه في المدينة. قالوا قد اقتربت من المنصور فلو سرت اليه بطائفة من جيشك هذا - 00:20:19
لاخذته بقفاه ليس عنده من الجيوش احد يردون عننا. كل اللي عنده خمسطعشر الف جاء بهم هذا القائد عيسى ابن موسى. ابو جعفر عنده احد ارسل اليه بعض المئة الف - 00:20:36
يأخذونه فقال اخرون الاولى ان نناجز هؤلاء ثم هو في قبضتنا فتركوا التوجه لابي جعفر قال بعضهم لو وضعنا خندقا حول الجيش. قال اخرون هذا الجيش لا يحتاج الى خندق - 00:20:49
ايش كبير فتركوا ذلك اشار بعضهم ان يبيت عيسى ابن موسى يؤخذ على غرة في ليلة ظلماء فقال ابراهيم انا لا ارى ذلك اشار عليه بعضهم بان يجعل جيشه كراديس. يعني مجموعات فاذا حطمت مجموعة جاءت المجموعة الاخرى والتي بعدها والتي بعدها - 00:21:05
وهكذا فقال اخرون الاولى ان نقاتل صفوفا لان الله قال ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كانهم بنيان مرصوص اقبل الجيشان مئة الف مقابل خمسة عشر الفا والتصافؤ واقتتلوا قتالا شديدا فانهزم المقدمة هذا الذي معه ثلاثة الاف - 00:21:27
وهو حميد بن قحطبة بمن معه جعل القائد قائد ابي جعفر وهو عيسى ابن موسى يناشدهم الله في الرجوع والكرة فلا يلوي عليه احد فثبت عيسى ابن موسى في مئة رجل من اهله - 00:21:49
فقيل له لو تنحيت من مكانك هذا لان لا يحطمنك جيش ابراهيم فقال والله لا ازول عنه حتى يفتح الله لي او اقتل هنا. هذا ابن عم لابي جعفر وهو نائبه - 00:22:03
كما سبق طبعا ابو جعفر قال له بان هؤلاء لا يغولنك كثرتهم واثبت وستكون الغلبة لك. اولئك توجهوا في حال هزيمتهم فمروا بطريق بين جبلين فيه نهر ماء فما استطاعوا العبور فرجعوا مرة اخرى ورجعوا الى عيسى ابن موسى بعد هزيمتهم - 00:22:15
واجتلدوا مع اصحاب ابراهيم واقتتلوا قتالا شديدا وقتل من كل فريق خلائق كثير ثم انهزم اصحاب ابراهيم وثبت مع عدد قليل قيل خمس مئة وقيل اربع مئة وقيل لم يبقى معه سوى سبعين رجلا - 00:22:39
انتصر عيسى ابن موسى وقتل ابراهيم مع من معه واختلط رأسه مع رؤوس اصحابه فجعل حميد بن قحطبة هذا يأتي بالرؤوس لعيسى ابن موسى يبحثون عن رأس ابراهيم حتى عرفوه - 00:22:59
فبعثوا به الى ابي جعفر المنصور يبشرونه بذلك وبهذا طويت هذه الفتنة قضي على هذه الجيوش محمد الذي كان في المدينة الملقب بالنفس الزكية وكذلك اخوه ابراهيم في البصرة قضى عليهم ابو جعفر المنصور - 00:23:15
وجعفر المنصور اسمه عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس رضي الله عنه عهد قريب ليس بينه وبين عبد الله بن عباس رضي الله عنه سوى رجلين الاب والجد - 00:23:40
الاب والجد حكم اثنتين وعشرين سنة من مئة وستة وثلاثين الى مئة وثمان وخمسين عمره كان واحد واربعين سبعة وتوفي عمره احدى وستين سنة. قبله اخوه اصغر منه بست سنوات - 00:23:57
الذي قد اشتهر عرف بابي العباس السفاح الذي قتل خلقا لا يحصيهم الا الله الا توفي وهو ابن ستة وثلاثين سنة حكم مدة بسيطة قريب من اربع سنوات وهو اصغر من ابي جعفر لكن اخاهم الاكبر - 00:24:13
الذي يقال له ابراهيم الامام اخذوه جنود مروان اخر خلفاء بني امية فعهد بالامر من بعده لابي العباس السفاح ابو جعفر اكبر منه فلما مات ابو العباس السفاح عهد الى اخيه ابي جعفر المنصور - 00:24:31
اذى ابو جعفر منصور ولد سنة خمس وتسعين للهجرة يعني في اواخر القرن الاول الهجري. لاحظوا تقارب هذه الامور توفي سنة مئة وثمان وخمسين للهجرة لاحظ محمد ابن عبد الله ابن حسن كان كما وصف - 00:24:51
كان صواما قواما وهذا ابو جعفر فحل بني العباس واقوى الخلفاء العباسيين جاء في صفته كان يلبس الخشن ويرقع القميص كان ورعا زاهدا تقيا لم يرى في بيته لهو قط - 00:25:12
ولا لعب ولا ما يشبه الا هو واللعب ولم يقف ببابه الشعراء لانه ما كان يعطيهم. كما كان الخلفاء يعطونهم. حتى ذكر حماد التركي وهو عنده على رأسه يعني يقف للخدمة يقول سمع ابو جعفر جلبة في الدار فقال ما هذا يا حماد؟ انظر - 00:25:30
يقول فذهبت فاذا خادم له قد جلس بين الجواري وهو يضرب بالطمبور. وهن يضحكن فجئت فاخبرته فقال واي شيء الطمبور فوصفته له فقال له اصبت صفته فما يدريك انت الطمبور - 00:25:51
ما يدريك ما الطمبور؟ كيف عرفت وقد رأيته بخراسان ثم قام ابو جعفر واشرف عليهم ولما رأوه تفرقوا فاخذ هذا الذي كان يضرب بالطمبور وكسر الطمبور على رأسه واخرجه من قصره - 00:26:08
يعني بهذا الحال وبهذه الصفة ومع ذلك ترون هذه الصراعات القتل الذريع والصلب وما الى ذلك هكذا ايها الاحبة الفتن فنسأل الله العافية في هذا الاثناء هناك اعمال اخرى هنا وهناك - 00:26:22
عمه عم المنصور وهو عبد الله ابن علي خرج عليه في بلاد الشام وهو من اكبر الداعين الى حكم العباسيين ضد الامويين خرج عليه في بلاد الشام فارسل له المنصور - 00:26:44
ذراعه الحديدية وهو القائد المشهور ابو مسلم الخرساني فهزمه هزم عم المنصور فهرب عبدالله ابن علي وبقي متخفيا حتى ظفر به المنصور وسجنه حتى مات في السجن ثم هم بالخروج عليه - 00:27:01
ابو مسلم الخرساني فاستدرجه واخذه وقتله فتحرك رجل مجوسي كانه يريد ان ينتقم مقتل ابي مسلم الخرساني يقال له سيمباذ والتف حوله كثير من اهل خراسان وصاروا يهاجمون كثيرا من البلاد المجاورة في نيسابور وقوميس - 00:27:20
والري ونهبوا اموالا كثيرة وقتلوا الرجال وسبوا النساء ثم ازدادوا غيا وقالوا انهم متوجهون لهدم الكعبة فارسل اليهم ابو جعفر المنصور جيشا بقيادة رجل يقال له جهور ابن مرار العجلي فهزموه واسترد الاموال - 00:27:44
والسبايا لكن هذا الرجل جهور تمرد على ابي جعفر المنصور واعلن خلعه فارسل اليه ابو جعفر من قتله وانتصر عليه كل هذا في هذا الاثناء يعني بعده بسنتين بسنة بوقت قصير. وكذلك الخوارج في ذلك - 00:28:06
الوقت مثلا من قيادات الخوارج في هذا الوقت رجل يقال له ملبد ابن حرملة الشيباني. طبعا دائما الاسماء غريبة والكنى غريبة دريت الكنى غريبة ورأيت الهيئة منكرة والوجه مظلم وفر من المجذوم فرارك من الاسد - 00:28:27
الشاهد ملبد هذا كنا سمينا لكم جماعة من رؤوسهم بالكلام على الفتن. هذا خرج في الف من اتباعه بالجزيرة من ارض العراق وانضم اليه كثيرون واخذ بلادا كثيرة ثم بعد ذلك استطاعت جيوش - 00:28:46
المنصور بقيادة خازم ابن خزيمة من هزيمته. متى؟ في سنة مئة وثمان وثلاثين تحرك الخوارج بعدها بعشر سنوات سنة مئة وثمان واربعين بالموصل تحت قيادة اخر اسمه حساء ابن مجالد الهمداني. لكن باء خروجه بالفشل. في سنة مئة واحدى واربعين ايضا. قام مجموعة - 00:29:05
اخرى من الخوارج يقال لهم الرواندية ينتسبون الى قرية يقال لها راوند قريبة من اصفهان العجيب ان هؤلاء وهذا هو الشاهد خوارج انظر كيف يتلاعب بهم الشيطان كانوا يؤمنون بتناسخ الارواح - 00:29:30
ايه ده! كفرية ويزعمون ان روح ادم صلى الله عليه وسلم انتقلت الى واحد منهم يقال له عثمان ابن نهيك وان جبريل هو الهيثم ابن معاوية رجل منهم بل زعموا ان ربهم الذي يطعمهم ويسقيهم لاحظ التناقضات. هو ابو جعفر المنصور - 00:29:44
فراحوا يطوفون بقصره قائلين هذا قصر ربنا يعني كفر صريح فلاحظ اذا اعطى الانسان الشيطان زمامه قاده الى كل بلية ورزية وشر وكفر وضلالة وهكذا في ما ذكرناه قبل ذلك - 00:30:04
في فتنة ابن الاشعث الخوارج كان عندهم امراء كان بعضهم يلقب بامير المؤمنين وفي بعض مغازيهم كما ذكرت في بعض المناسبات السابقة في عهد عبد الملك ابن مروان توجهوا الى المدينة في ما يسمونه بالغزوات وممن سبوا سبوا بنتا لعثمان ابن عفان رضي الله عنه - 00:30:24
وهكذا يتحركون في كل في كل وقت. بعد هذا ليس بالمدة الطويلة وان وقعت امور عظام لكن ابو جعفر المنصور هذا جاء بعده ابنه المهدي ثم هارون الرشيد ثم جاء المأمون - 00:30:48
ابو جعفر المنصور هذا بنى بيت الحكمة وابتدأت الترجمة ترجمة كتب اليونان وبدأ اهل العلوم الفلسفية ينشطون ازدهر ذلك في عهد المأمون وتبنى مذهب المعتزلة. وكان ابو جعفر المنصور قد هم بذلك - 00:31:06
لكنه لم يتمكن فالذي حصل ان المأمون اظهر القول بخلق القرآن وحمل الناس عليه وامتحن العلماء كما هو معلوم وبعضهم قتل وبعضهم مات في السجن. على كل حال وتبنى الترجمة بقوة - 00:31:28
ومذهب الاعتزال فاراد العلماء في زمن الامام احمد ان يخرجوا على المأمون ومعلوم ان العلماء من اهل السنة كانوا يقولون بكفر من قال بخلق القرآن. لكنهم ما كفروا المأمون بعينه. ففرق بين اطلاق الكفر بالمعنى - 00:31:44
العام وبين تنزيل ذلك على المعين لم ينزلوه عليه ولم تكن قضية جدلية عندهم في ذلك الوقت ما حكم المأمون الذي حصل ان الامام احمد منعهم ونهاهم عن ذلك فدفع الله به شرا عظيما - 00:32:02
امام اهل السنة الامام احمد رحمه الله. والا كان هذه القضايا تتكرر ولذلك صار العلماء يذكرون ذلك في كتبهم في الاعتقاد يذكرونه في كتبهم في الاعتقاد فهذه الحوادث ايها الاحبة - 00:32:19
انظر يعني في عهدي يزيد ابن معاوية حصل ما حصل من مقتل الحسين رضي الله عنه ثم ايضا وقعت الحرة وابن الزبير في مكة اعلم انه هو الخليفة ذهب يزيد - 00:32:35
فجاء مروان فلم تنته هذه الامور ذهب مروان جاء عبدالملك ابن مروان والحجاج معه فكانت فتنة ابن الاشعث ذهب الحجاج وعبد الملك بن مروان وذهب بنو امية جميعا واخذهم العباسيون كما ذكرنا من قبل وحفروا قبورهم واخرجوهم واحرقوهم احرقوا الجثث - 00:32:53
من وجدوا جمجمته او جسده او شيئا من جسده كما ذكرنا سابقا. احرقوهم سوى قبر عمر بن عبد العزيز رحمه الله ما اخرجوه ذهب بنو امية ثم ماذا جاءت هذه الفتنة التي في المدينة - 00:33:18
البصرة وفارس والاهواز وما الى ذلك محمد الملقب بالنفس الزكية الذي ذكرت لكم خبره انفا وفي الاسبوع الماضي هل انتهت هذه الامور بذهاب خليفة او بذهاب دولة بني امية برمتها؟ الجواب لا - 00:33:35
الذي نستفيده من هذا ايها الاحبة ان ينأى المؤمن بنفسه عن ذلك كله ويبحث عن طريق النجاة بين يدي الله تبارك وتعالى ولا يكون مشعلا لفتنة ولا يكون حطبا فيها مهما تكاثر الناس - 00:33:56
وتتابعوا فيها وفي تأييدها ولو كان في ذلك دخل فيه من دخل ممن قد يقتدى به او لا كما ذكرنا في وقعة الحرة اهل المدينة برمتهم وفيهم كبار الكبار فتنة ابن الاشعث معهم - 00:34:18
هؤلاء جميعا عامر الشعبي مجاهد ابن جبر هؤلاء الاكابر حتى الحسن البصري اخذه ابن الاشعث ووضعه في جيشه ثم ماذا فينأى المؤمن بنفسه عن ذلك كله ويحمد الله عز وجل ان سلمه وعافاه - 00:34:35
فيتعظ ويعتذر بما وقع ولا يغرر بنفسه ولا يكون سببا ابكاء فتنة بايغار الصدور فيكون قد وطأ لها وهيأ لها فتكون النفوس مهيئة هذه الاشياء التي تذكر تعاد من الاخبار المزعجة والنقد السلبي الذي لا ينفع ولا يبني ولا يدفع - 00:34:55
انما هو يوطأ النفوس ويوطنها على تقبل اي فتنة يعني يأتي من لا يتقي الله عز وجل فقط هو يوقد ويجد نفوسا قابلة الاشتعال والله المستعان نسأل الله العافية بالدنيا - 00:35:21
والاخرة اللهم ارحم موتانا واشفي مرضانا وعافي مبتلانا واجعل اخرتنا خيرا من دنيانا اسأل الله عز وجل ان يحيينا واياكم حياة طيبة ويرزقنا واياكم النية الصالحة والعمل المتقبل والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه - 00:35:39
السلام عليكم - 00:36:00