بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. مرحبا بكم ايها الاحباب بهذا البرنامج برنامج غزوات النبي صلى الله عليه وسلم والذي نستعرض فيه غزوات النبي صلى الله عليه وسلم نتعرف فيه على هدي النبي في القتال وفي معاملة الاعداء نتابع فيها رحلة صعود الاسلام من - 00:00:00
الضعف الى القوة نرى فيها الفارق بين حروب النبي وحروب غيره من البشر. الفارق بين الحروب الاسلامية وبين حروب بقية الحضارات سواء في الجاهلية القديمة او المعاصرة في الحلقة الماضية تكلمنا عن اه غزوة احد - 00:00:39
وذكرنا بعض ما ترتب على هذه الهزيمة يعني من المشكلات وانه غزوة احد كانت بمثابة اهتزاز لمكانة الدولة الاسلامية. وانها تسببت في تجرؤ بعض القبائل على المسلمين وزكرنا ما حصل في حادثتي الرجيع وبئر معونة - 00:00:57
وان المسلمين فقدوا ثمانين من قراء الصحابة يعني من علمائهم من دعاتهم. وهو اكثر مما فقده المسلمون في احد اليوم نبدأ معكم في غزوة بني النضير. لكن سنحتاج ان نتذكر اربعة امور قبل البدء في هذه الغزوة - 00:01:16
الامر الاول انه هذه الغزوة غزوة بني النضير هي واحدة من الاثار السلبية للهزيمة في احد المهزوم سيظل يدفع ثمن الهزيمة حتى يثبت لنفسه ويثبت للناس ولغيره انه هذه الهزيمة كانت مجرد كبوة وعثرة - 00:01:38
طيب حتى يثبت ذلك لابد له من عدد من الانتصارات الحاسمة الهزائم يا احباب مثل المعاصي يعني الهزائم مثل المعاصي للانسان يجب على الانسان ان يتجنب الضعف والانهزام امام المعصية وامام الشيطان - 00:01:59
يعني مسلما يجب على الدولة ان تتجنب الهزيمة امام عدوها لانه حين تقع المعصية او تقع الهزيمة آآ هذا يؤثر تأثيرا سلبيا. طيب اذا وقعت المعصية والهزيمة فعلا لابد من افاقة سريعة لابد من توبة سريعة لابد من انتصار سريع - 00:02:17
وهذا تراه في قول الله تعالى والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون والنبي صلى الله عليه وسلم نصحنا فقال واتبع السيئة الحسنة تمحها - 00:02:37
تمام الامر الاول انه هذه الغزوة كانت من اثار غزوة احد الامر الثاني انه هذه الغزوة كانت ضد يهود بني النضير. طبعا ارجو انكم لم تنسوا ما كنا ذكرناه من قبل - 00:02:58
حول غزوات اليهود لما تناولنا ذلك آآ حين تناولنا اوضاعهم في المدينة وتناولنا الاسباب النفسية والمادية التي جعلتهم اعداء لرسول الله صلى الله عليه وسلم. واعداء لدعوته مع انهم كانوا يعرفونه. كما - 00:03:12
ابناءهم زكرنا في ذلك الوقت انه اليهود كانوا ثلاث كتل كبيرة المدينة وكل منهم كانت له غزوة غزوة بني قينقاع وهذه كانت بعد بدر اجلاهم النبي صلى الله عليه وسلم - 00:03:29
وبني النضير وهم حديثنا الان وبنو قريظة وسيأتي الحديث عنهم ان شاء الله بعد غزوة الاحزاب الامر السالس انه بني النظير كان لهم خرق سابق لصحيفة المدينة. نحن ذكرنا ذلك لما تحدثنا عن غزوة السويق - 00:03:43
كيف انه ابو سفيان نزل المدينة ونزل في ضيافة زعيم بني نضير سلامة دمشق وان سلاما هذا بطن له خبر القوم يعني اعطاه اخبار المدينة وانه ابو سفيان تمكن من تنفيز اغارة على المدينة وقتل بها اثنين من المسلمين واحرق نخلا وفر. وانه لم يدركه المسلمون - 00:04:02
طيب كذلك كعب بن الاشرف الذي ذكرنا ان هو كان من الشخصيات القوية وكان لسانا سليطا شديدا على المسلمين هذا كان حليفا لبني النضير لان امه كانت يهودية من بني النضير - 00:04:23
لذلك يعني آآ زكرنا ان هو كان يكثر من آآ سب المسلمين والتغزل بنسائهم وامر النبي بقتله واغتاله محمد بن مسلمة وآآ ابو نائلة وكان اخواه من الرضاعة الامر الرابع - 00:04:37
انه قريش احنا ذكرنا ثلاثة امور هذه الغزوة من اثار احد وهذه الغزوة من ضمن سياق اليهود الحديث مع اليهود وهذه الغزوة كانت لبني النضير لهم خروقات سابقة. الامر الرابع - 00:04:53
ان قريش كانت حاولت من بداية الهجرة ان تقلب المخالفين للنبي صلى الله عليه وسلم في المدينة. وذكرنا انهم راسلوا عبدالله بن ابي بن سلول حين كان لا يزال على شركه - 00:05:11
وهددوه اذا لم يخرج النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة فسيسيرون اليه بالجيوش. طبعا هذا وافق هوى لدى عبد الله بن ابي. فبالفعل جمع لحرب النبي صلى الله عليه وسلم لولا ان خرج اليهم فوعظهم - 00:05:22
وذكرهم بخطاب الرحم والعشيرة وقال لقد بلغ وعيد قريش منكم المبالغ ما كانت لتكيدكم بما تكيدون به انفسكم واهليكم تقتلون اخوانكم وارحامكم وذكرنا انه هذا يعني ميم افشل به النبي صلى الله عليه وسلم خطة قريش - 00:05:32
الان لم يعد في المدينة مشركون لانه ابن سلول دخل في الاسلام يعني ظاهرا يعني هنا الان بالنسبة لقريش لم يبقى الا ان تحاول قريش مرة اخرى بعد غزوة احد ان - 00:05:49
اثير هؤلاء المخالفين. طيب اذا استحضرنا هذه الامور الاربعة لنرى انه كان من الطبيعي ان يفكر بنو النظير في الغدر بالنبي صلى الله عليه وسلم من جديد لانه هذه الهزيمة في احد منحتهم فرصة للتجرؤ على المسلمين - 00:06:05
المصادر المصادر السيرة تروي سببان مباشران لوقوع غزوة بني النضير تقول الرواية الاولى ان قريش راسلت اليهود وتقول لهم انكم اهل الحصون وانكم يعني لتقاتلون محمدا صاحبنا محمدا او لنفعلن كذا وكذا ولا يحول بيننا وبين نساء - 00:06:22
كن شيء يبقى التهديد الذي كان مع عبدالله بن ابي مع عبدالله بن ابي قبل الاسلام الان بعثته قريش لبني النضير طبعا هذا وافق رغبة لدى بني النضير فوضعوا خطة للغدر بالنبي صلى الله عليه وسلم فارسلوا اليه يقولون - 00:06:45
يعني هم قالوا هم ارسلوا النبي يقولون للنبي اخرج الينا في ثلاثين رجلا من اصحابك وسيخرج منا ثلاثون حبرا نلتقي بمكان في المنتصف اه نسمع منك نسمع منك فاذا يعني هؤلاء الثلاثين من احبارنا صدقوك وامنوا بك امنا بك - 00:07:03
وبالفعل استجاب لهم النبي صلى الله عليه وسلم وارسلوا اليه فيما بعد ان يجعلهم ثلاثة. يعني قالوا ايه الثلاثين الناس لن تسمع بعضها خليهم ثلاثة مقابل ثلاثة واخرجوا ثلاثة منهم وكان تحت ثيابهم الخناجر - 00:07:23
كانوا ينوون الغدر لكن تسرب هذا الخبر يعني احدى النساء اخبرت اخا لها كان مسلما بخبرهم فوصل هذا الخبر الى النبي صلى الله عليه وسلم فعلم بقدرهم. طيب هذا السبب الاول - 00:07:38
الرواية الثانية وهذه هي الرواية الاشهر في كتب السيرة. هذه كان لها تفصيل اخر تقول نحن ذكرنا في مأساة بئر معونة ان عامر ابن الطفيل استعان ببعض القبائل من بني سليم وآآ بطون فروع منها رع وزكوان وقصي - 00:07:55
هؤلاء قتلوا سبعين من الصحابة غدرا لما يعني لما كانوا في جوار عامر بن مالك طيب هنا لم يفلت من هؤلاء السبعين سوى اثنين ذكرناهما انه افلت اثنان هؤلاء ظنهم المعتدون انهم قتلى هؤلاء منهم واحد اسمه سيدنا عمرو ابن امية الضمري. هذا الرجل استطاع ان يعود الى - 00:08:13
المدينة بينما هو في طريق العودة لقي رجلين من بني عامر فبالتالي عزم على ان يقتلهما انتقاما وثأرا مما فعله بنو عامر باصحابه السبعين. وبالفعل صحيبهما حتى قتلهما لما عاد الى المدينة وقص الامر على رسول الله تفاجأ هو - 00:08:36
انه هذين الرجلين كانا راجعين من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وانه النبي صلى الله عليه وسلم امنهما وانه كان معهما كتاب من النبي صلى الله عليه وسلم - 00:08:57
فلذلك عزم النبي على ان يدفع ديتهما هذه هي المسألة الاخلاقية يعني رجل مسلم قتل رجلين بالخطأ فالنبي كان يؤمنهما فلذلك عزم النبي على ان يدفع ديتهما. طيب هذا يعني لهذا السبب ذهب النبي الى بني النضير - 00:09:09
يستعين بهما على دفع الدية طبعا كما هو في وثيقة المدينة فساعة اذ وجدوها فرصة لا تعوض فرصة لا تقدر بثمن فعزموا على اغتيال النبي صلى الله عليه وسلم لذلك قالوا اهلا يا ابا القاسم نفعل يا ابا القاسم آآ اقعد هنا يا ابا القاسم حتى نعينك على ما تطلب - 00:09:30
وخططوا ان يرتقي احدهم الجدار هذا كان اسمه عمرو ابن جحاش يرتقي الجدار الذي يجلس النبي تحته يعني يرتقي سطح المنزل وان يلقي عليه صخرة عظيمة تقتله. لكن جاء جبريل الى النبي صلى الله عليه وسلم فاخبره بنية اليهود فالنبي قام مسرعا - 00:09:51
كأنه يذهب لقضاء بعض حاجته او لقضاء حاجته وعاد الى المدينة طيب هنا يعني هذا يرى بعض العلماء انه هذه هي الحادثة التي نزل فيها قول الله تعالى يا ايها الذين امنوا اذكروا نعمة الله عليكم اذ هم قوم ان يبسطوا اليكم ايديهم فكف ايديهم عنكم واتقوا الله - 00:10:14
من المدينة ارسل اليهم النبي صلى الله عليه وسلم محمد بن مسلمة يقول لهم اخرجوا من المدينة لا تساكنوني فيها. لقد نقضتم العهد الذي جعلت لكم بما هممتم من الغدر - 00:10:39
واعطاهم النبي عشرة ايام مهلة. وقال في الرسالة مع محمد ابن مسلمة من وجد بعد هذه العشر ضربت عنقه وهنا تكرر موقف عبادة ابن الصامت الذي ذكرناه من قبل عبادة ابن الصامت كان من الخزرج - 00:10:53
وكان حليفا لبني قينقاع وذكرنا انه جادله عبدالله بن ابي بن سلول الذي كان ايضا من الخزرج فيما يفعله بحلفائه وقال له عبادة يا ابا الحباب تغيرت القلوب ومحى الاسلام والعهود - 00:11:13
وانت في امر غي سنرى غدا عاقبته طيب هذا الموقف هنا حصل لمحمد بن مسلمة لانه من الاوس والاوس كانوا حلفاء بني النضير يعني الخزرج كانوا حلفاء بني قينقاع والاوس كانوا حلفاء بني النضير - 00:11:25
فهنا محمد بن ابي بن مسلمة هو الذي حمل الرسالة اليهم فلذلك قالوا له كما قالوا لعبادة انت تفعل هذا من دون الناس؟ قالت اليهود وبني الناظر لمحمد مسلما ما كنا نظن ان يجيئنا بهذا رجل من الاوس - 00:11:38
فقال لهم محمد تغيرت القلوب ومحى الاسلام العهود وبهذا انقلب الموقف عليهم لانه حتى الاوس لم يعودوا معهم وافلتت الفرصة ولم يكن امامهم سبيل الا ان يخرجوا. وبالفعل يعني عزموا على الخروج. لكن عبدالله بن ابي بن سلول - 00:11:53
زعيم المنافقين ارسل اليهم الا تخرجوا وقال لهم معي الفان من الرجال يدخلون معكم في حصنكم وايضا تدفع عنكم بنو قريظة اللي هي الكتلة اليهودية الثالثة وسنقاتل معكم ولا نسلمكم - 00:12:13
فهنا بعدما كانوا قد عزموا على الخروج عزمه على البقاء فارسله الى النبي صلى الله عليه وسلم يقولون لا نخرس ولن نخرج وافعل ما بدا لك طيب الان لكي لا ننسى نحن الان مع الموقف الثالث الكبير - 00:12:32
لعبدالله بن ابي بن سلول من بعد ما اسلم الموقف الأول كان يدفعه عن يهود بني قينوقاع الموقف الثاني انسحابه بثلث الجيش من منتصف الطريق في احد لتخذيل المسلمين هذا الموقف الثالث - 00:12:48
سنرى فيما بعد مواقف اخرى يعني لكي نعلم انه يعني هناك تحالف طبيعي ينشأ بين المنافقين والكفار هؤلاء المبطلين يتحدون مع انه بينهم من الخلاف خلافات كثيرة. اذا كان عدوهم هم المسلمون - 00:13:01
هم المسلمين في هذا الموقف نزل قول الله تعالى في سورة الحشر المتر الى الذين نافقوا يقولون لاخوانهم الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين لان اخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم احدا ابدا. يعني - 00:13:23
نطيع فيكم محمدا وان قاتلتم لننصرنكم والله يشهد انهم لكاذبون لان اخرجوا لا يخرجون معهم. ولئن قاتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليولن الادبار ثم لا ينصرون لانتم اشد رهبة في صدورهم من الله ذلك بانهم قوم لا يفقهون - 00:13:38
يعني المنافقين او حتى اليهود في كما قال علماء التفسير يخشون المؤمنين اكثر من خشيتهم لله تبارك وتعالى وهذا طبعا من الضلال المبين ومن الجهل قوم لا يفقهون فحشد النبي صلى الله عليه وسلم جيشه خرجوا الى حصون بني النضير حاصروهم فيها - 00:14:01
يعني حصروهم خمسة عشر يوما وكانوا في حصن المنيع وهذا حصن بني النظير كان حصنا محفوفا بالاشجار والنخيل والبساتين فلذلك اليهود كانوا يستعينون بهذا الغطاء الغطاء النباتي على قذف المسلمين بالسهام من وراء النخيل والاشجار - 00:14:19
فعزم النبي صلى الله عليه وسلم على تحريق هذه الاشجار والنخيل يعني لكي يحرم اليهود من هذه المزية مزية الغطاء فلما بدأ النبي في تحريق الشجر والنخيل رحبوا ودخلهم الفزع - 00:14:39
طبعا هم وجدوا الان ان احدا لم يغثهم ولم يوجدهم لا المنافقون ولا بني قريظة فارسلوا الى النبي صلى الله عليه وسلم فاستسلموا وقضى النبي عليهم بالخروج بما حملت الابل من المال والسلاح يعني بما نسميه الان بالمال المنقول - 00:14:54
المال غير المنقول وهنا انزل الله تبارك وتعالى هذه الاية التي تكشف لنا طبيعة اليهود وطبيعة قتالهم. اذ قال تعالى لا يقاتلونكم جميعا الا في قرى محصنة او من وراء جدر - 00:15:12
بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بانهم قوم لا يعقلون وبهذا نزل ببني النضير مثل ما نزل ببني قينقاع من قبلهم كما قال تعالى كمثل الذين من قبلهم قريبا. يعني بني قينقاع - 00:15:28
ذاقوا وبال امرهم ولهم عذاب اليم طيب وهنا تبين ان المنافقين لم ينفعوا اوليائهم وضرب الله لهم ولمن يغتر بهم ضرب هذا المثل البليغ في سورة الحشر كقوله في قوله تعالى كمثل الشيطان اذ قال للانسان - 00:15:50
اكفر فلما كفر قال اني بريء منك اني اخاف الله رب العالمين فكان عاقبتهما انهما في النار خالدين فيها. وذلك جزاء الظالمين طيب خرج بنو النضير بما استطاعوا حمله معهم من الاموال - 00:16:11
وتعمدوا ان يخربوا بيوتهم وان يفسدوها وان ينقضوا السقوف والاعمدة. يعني حتى آآ لا ينتفع بها وذكر الله تبارك وتعالى هذا عنهم لما قال يخربون بيوتهم بايديهم ولذلك حملوا ما استطاعوا على ستمئة بعير وخرجوا. بعضهم ذهب الى مركز اليهود الكبير - 00:16:31
خيبر في شمال الجزيرة العربية وبعضهم زهب الى الشام ومن هناك بدأوا فصلا جديدا في المؤامرة على الاسلام طيب هنا في غزوة بني النضير حقيقة سيخرج لنا آآ او ستخرج لنا مسألتان مهمتان - 00:16:53
المسألة الاولى طبعا هاتين المسألتان تتعلقان بهدي الاسلام في الحرب وهدي الاسلام في العمارة. المسألة الاولى ما هو حكم اتلاف الزروع والثمار والنخيل في الحرب طبعا نحن نعرف انه الاسلام جاء بعمارة الارض وحث على الغرس والتثمير والتشجير والنصوص في هذا كثيرة جدا كقوله صلى الله عليه وسلم ما من مسلم - 00:17:11
يغرس غرسا او يزرع زرعا فيأكل منه طير او انسان او بهيمة الا كان له به صدقة والحديث في الصحيحين وكقوله صلى الله عليه وسلم اذا قامت الساعة وفي يد احدكم فسيلة فاستطاع ان لا يقوم حتى يغرسها فليغرسها - 00:17:33
يعني كثير جدا ماذا يعني استفاضت به الكتب التي تتحدث في هذا الحالة الوحيدة التي اجاز فيها الاسلام قطع الشجر او قطع النخيل هي الضرورة الحربية يعني حقيقة الاسلام يعني في حال المقارنة بين حماية الانسان وحماية النبات - 00:17:50
يعني اذا كان الشجر والنخيل يتسبب في اطالة الحرب وفي قتل الناس حينئذ يجوز حرقه واتلافه لانهاء الحرب. يعني لمنع عدو من التحصن به لمنعه من الاختفاء خلفه لمنعه من الاستفادة به. لمنعه من التقوي به مثلا كان يكون مورده الاقتصادي - 00:18:12
يعني يعتمد على هذا المورد الاقتصادي في اطالة الحرب لكن اذا كان التقدير الحربي يقول بانه لا ضرورة يعني ليس هناك ضرورة من اتلاف هذا الشجر والنخيل فعندئذ لا يجوز اتلافه - 00:18:32
لانه من الفساد في الارض وهذا موضوع جميل جدا جدا يعني اللي يحتاج الى توسع ليس هذا مقامه لاننا سنرى حرص الاسلام على العمارة والغرس والتثمير والتشجير ورعاية البيئة والمحافزة على الموارد الاقتصادية وحتى المحافظة على الجمال - 00:18:45
وهذا كما ذكرت لكم باب عظيم ترجعون اليه في الكتب المتخصصة في هذا الموضوع طيب هنا ايضا المسألة الثانية المسألة الاولى هي مسألة ما حكم اتلاف الشجر والزرع والنخيل في الحرب؟ المسألة الثانية - 00:19:02
كيف تقسم الغنائم اذا لم يقع قتال يعني اذا حصل النصر بالرعب وباستسلام العدو يعني نحن كنا ذكرنا في غزوة بدر ان الله تبارك وتعالى انزل احكام الغنائم والانفال وكانت كالاتي انه الغنائم تقسم الى اخماس - 00:19:18
واربعة آآ الاخماس يعني تنقسم الى خمسة اجزاء. اربعة من خمسة تنفق على المقاتلين الخمس الاخير يعود الى الرسول او الى الامير او الى الدولة يعني الى الميزانية العامة وهذه تنفق في مصالح المسلمين بحسب ما يقدر الامير او الخليفة - 00:19:39
طيب هذا ما وقع فيه قتال لكن الفيء يعني الغنائم التي حصلت بدون قتال هذه نزل الله نزل فيها قول الله تعالى آآ في سورة الحشر ما افاء الله على رسوله من اهل القرى - 00:19:59
فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الاغنياء منكم فهنا هذه الغنائم الراجح فيها انها تترك لتقدير الامير او الخليفة وهو ينفقها في مصالح المسلمين وفي هذه المصارف - 00:20:15
الواردة في الاية. وبهذا يعني بهذا المال يتحقق ما يسمى الان العدالة الاجتماعية او عدالة توزيع الثروة كي لا يكون دولة بين الاغنياء منكم لانها تنفق على فئات ليس لها مال. فقراء المساكين ابن السبيل هكذا - 00:20:35
طيب غزوة بني النضير بهذا الشكل كانت نصرا جديدا في ميزان المسلمين ونستطيع ان نقول انها اول انتصار لهم بعد هزيمة احد وبعد مأساتي آآ حادثة الرجية وحادثة بئر معونة - 00:20:55
فبها بدأ يعتدل الميزان وبها تلقى اليهود والمنافقون في المدينة ضربة اخرى شديدة وبها فقدت قريش حليفا اخر تعول عليه في المدينة يعني الان انظر معي المسلمون بدأوا يتعافوا من غزوة - 00:21:10
آآ من هزيمة غزوة احد اليهود والمنافقون انطفأ املهم الان واخذوا ضربة شديدة قريش فقدت حليفا كان يمكنها ان تعول عليها. ارسلت لهم رسالة تهديد وبالتأكيد اصاب الرعب الكتلة الثالثة الاخيرة - 00:21:33
من يهود المدينة اللي هي ايه بني قريظة. ولذلك سنرى انه سنرى فيما بعد ان بنو قريظة لم يدخلوا في حلف ضد المسلمين ابدا الا حين يحدث حدث مهم. سنأتي اليه في وقته - 00:21:51
لكن هم يعني اصابهم من الرعب ومن الخوف ومن الخشية ومن الفزع ما جعلهم يكفون تماما عن التعرض للمسلمين لكن ستحدث حادثة ستنعش امالهم بانها آآ في ان المسلمين على وشك الاستئصال على وشك الانتهاء على وشك الفناء. ساعة اذ - 00:22:08
ستغريهم هذه الحادثة سيغريهم هذا الموقف بان ينقضوا عهدهم مع المسلمين ايضا لكن بالنهاية ونحن الان نحلل في آآ غزوة بني النضير فسنرى انه آآ المسلمون بدأوا بها يستعيدون زمام الموقف ويحاولون - 00:22:35
تصحيح الميزان فهنا لاجل هذا كانت غزوة بني النضير غزوة مهمة مع انه لم يقع فيها قتال ووقع فيها استسلام لعلكم لم تنسوا ما كنا ذكرناه من ان النبي صلى الله عليه وسلم تمانية وعشرين غزوة لكن الغزوات التي وقع فيها القتال تسعة فقط. يعني - 00:22:55
ثلثي غزوات النبي لم يكن فيها قتال وذكرنا في الحلقات السابقة انه هذا ضمن معجزات النبي صلى الله عليه وسلم انه حقق اهدافه السياسية باقل قدر من القتال وباقل قدر من الضحايا - 00:23:14
الان بدأ المسلمون يستعيدون يستعيدون الزمام ماذا سيكون الموقف التالي؟ هذا ما نراه ان شاء الله في الحلقة القادمة نسأل الله تبارك وتعالى ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:23:32
- 00:23:52
التفريغ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. مرحبا بكم ايها الاحباب بهذا البرنامج برنامج غزوات النبي صلى الله عليه وسلم والذي نستعرض فيه غزوات النبي صلى الله عليه وسلم نتعرف فيه على هدي النبي في القتال وفي معاملة الاعداء نتابع فيها رحلة صعود الاسلام من - 00:00:00
الضعف الى القوة نرى فيها الفارق بين حروب النبي وحروب غيره من البشر. الفارق بين الحروب الاسلامية وبين حروب بقية الحضارات سواء في الجاهلية القديمة او المعاصرة في الحلقة الماضية تكلمنا عن اه غزوة احد - 00:00:39
وذكرنا بعض ما ترتب على هذه الهزيمة يعني من المشكلات وانه غزوة احد كانت بمثابة اهتزاز لمكانة الدولة الاسلامية. وانها تسببت في تجرؤ بعض القبائل على المسلمين وزكرنا ما حصل في حادثتي الرجيع وبئر معونة - 00:00:57
وان المسلمين فقدوا ثمانين من قراء الصحابة يعني من علمائهم من دعاتهم. وهو اكثر مما فقده المسلمون في احد اليوم نبدأ معكم في غزوة بني النضير. لكن سنحتاج ان نتذكر اربعة امور قبل البدء في هذه الغزوة - 00:01:16
الامر الاول انه هذه الغزوة غزوة بني النضير هي واحدة من الاثار السلبية للهزيمة في احد المهزوم سيظل يدفع ثمن الهزيمة حتى يثبت لنفسه ويثبت للناس ولغيره انه هذه الهزيمة كانت مجرد كبوة وعثرة - 00:01:38
طيب حتى يثبت ذلك لابد له من عدد من الانتصارات الحاسمة الهزائم يا احباب مثل المعاصي يعني الهزائم مثل المعاصي للانسان يجب على الانسان ان يتجنب الضعف والانهزام امام المعصية وامام الشيطان - 00:01:59
يعني مسلما يجب على الدولة ان تتجنب الهزيمة امام عدوها لانه حين تقع المعصية او تقع الهزيمة آآ هذا يؤثر تأثيرا سلبيا. طيب اذا وقعت المعصية والهزيمة فعلا لابد من افاقة سريعة لابد من توبة سريعة لابد من انتصار سريع - 00:02:17
وهذا تراه في قول الله تعالى والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون والنبي صلى الله عليه وسلم نصحنا فقال واتبع السيئة الحسنة تمحها - 00:02:37
تمام الامر الاول انه هذه الغزوة كانت من اثار غزوة احد الامر الثاني انه هذه الغزوة كانت ضد يهود بني النضير. طبعا ارجو انكم لم تنسوا ما كنا ذكرناه من قبل - 00:02:58
حول غزوات اليهود لما تناولنا ذلك آآ حين تناولنا اوضاعهم في المدينة وتناولنا الاسباب النفسية والمادية التي جعلتهم اعداء لرسول الله صلى الله عليه وسلم. واعداء لدعوته مع انهم كانوا يعرفونه. كما - 00:03:12
ابناءهم زكرنا في ذلك الوقت انه اليهود كانوا ثلاث كتل كبيرة المدينة وكل منهم كانت له غزوة غزوة بني قينقاع وهذه كانت بعد بدر اجلاهم النبي صلى الله عليه وسلم - 00:03:29
وبني النضير وهم حديثنا الان وبنو قريظة وسيأتي الحديث عنهم ان شاء الله بعد غزوة الاحزاب الامر السالس انه بني النظير كان لهم خرق سابق لصحيفة المدينة. نحن ذكرنا ذلك لما تحدثنا عن غزوة السويق - 00:03:43
كيف انه ابو سفيان نزل المدينة ونزل في ضيافة زعيم بني نضير سلامة دمشق وان سلاما هذا بطن له خبر القوم يعني اعطاه اخبار المدينة وانه ابو سفيان تمكن من تنفيز اغارة على المدينة وقتل بها اثنين من المسلمين واحرق نخلا وفر. وانه لم يدركه المسلمون - 00:04:02
طيب كذلك كعب بن الاشرف الذي ذكرنا ان هو كان من الشخصيات القوية وكان لسانا سليطا شديدا على المسلمين هذا كان حليفا لبني النضير لان امه كانت يهودية من بني النضير - 00:04:23
لذلك يعني آآ زكرنا ان هو كان يكثر من آآ سب المسلمين والتغزل بنسائهم وامر النبي بقتله واغتاله محمد بن مسلمة وآآ ابو نائلة وكان اخواه من الرضاعة الامر الرابع - 00:04:37
انه قريش احنا ذكرنا ثلاثة امور هذه الغزوة من اثار احد وهذه الغزوة من ضمن سياق اليهود الحديث مع اليهود وهذه الغزوة كانت لبني النضير لهم خروقات سابقة. الامر الرابع - 00:04:53
ان قريش كانت حاولت من بداية الهجرة ان تقلب المخالفين للنبي صلى الله عليه وسلم في المدينة. وذكرنا انهم راسلوا عبدالله بن ابي بن سلول حين كان لا يزال على شركه - 00:05:11
وهددوه اذا لم يخرج النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة فسيسيرون اليه بالجيوش. طبعا هذا وافق هوى لدى عبد الله بن ابي. فبالفعل جمع لحرب النبي صلى الله عليه وسلم لولا ان خرج اليهم فوعظهم - 00:05:22
وذكرهم بخطاب الرحم والعشيرة وقال لقد بلغ وعيد قريش منكم المبالغ ما كانت لتكيدكم بما تكيدون به انفسكم واهليكم تقتلون اخوانكم وارحامكم وذكرنا انه هذا يعني ميم افشل به النبي صلى الله عليه وسلم خطة قريش - 00:05:32
الان لم يعد في المدينة مشركون لانه ابن سلول دخل في الاسلام يعني ظاهرا يعني هنا الان بالنسبة لقريش لم يبقى الا ان تحاول قريش مرة اخرى بعد غزوة احد ان - 00:05:49
اثير هؤلاء المخالفين. طيب اذا استحضرنا هذه الامور الاربعة لنرى انه كان من الطبيعي ان يفكر بنو النظير في الغدر بالنبي صلى الله عليه وسلم من جديد لانه هذه الهزيمة في احد منحتهم فرصة للتجرؤ على المسلمين - 00:06:05
المصادر المصادر السيرة تروي سببان مباشران لوقوع غزوة بني النضير تقول الرواية الاولى ان قريش راسلت اليهود وتقول لهم انكم اهل الحصون وانكم يعني لتقاتلون محمدا صاحبنا محمدا او لنفعلن كذا وكذا ولا يحول بيننا وبين نساء - 00:06:22
كن شيء يبقى التهديد الذي كان مع عبدالله بن ابي مع عبدالله بن ابي قبل الاسلام الان بعثته قريش لبني النضير طبعا هذا وافق رغبة لدى بني النضير فوضعوا خطة للغدر بالنبي صلى الله عليه وسلم فارسلوا اليه يقولون - 00:06:45
يعني هم قالوا هم ارسلوا النبي يقولون للنبي اخرج الينا في ثلاثين رجلا من اصحابك وسيخرج منا ثلاثون حبرا نلتقي بمكان في المنتصف اه نسمع منك نسمع منك فاذا يعني هؤلاء الثلاثين من احبارنا صدقوك وامنوا بك امنا بك - 00:07:03
وبالفعل استجاب لهم النبي صلى الله عليه وسلم وارسلوا اليه فيما بعد ان يجعلهم ثلاثة. يعني قالوا ايه الثلاثين الناس لن تسمع بعضها خليهم ثلاثة مقابل ثلاثة واخرجوا ثلاثة منهم وكان تحت ثيابهم الخناجر - 00:07:23
كانوا ينوون الغدر لكن تسرب هذا الخبر يعني احدى النساء اخبرت اخا لها كان مسلما بخبرهم فوصل هذا الخبر الى النبي صلى الله عليه وسلم فعلم بقدرهم. طيب هذا السبب الاول - 00:07:38
الرواية الثانية وهذه هي الرواية الاشهر في كتب السيرة. هذه كان لها تفصيل اخر تقول نحن ذكرنا في مأساة بئر معونة ان عامر ابن الطفيل استعان ببعض القبائل من بني سليم وآآ بطون فروع منها رع وزكوان وقصي - 00:07:55
هؤلاء قتلوا سبعين من الصحابة غدرا لما يعني لما كانوا في جوار عامر بن مالك طيب هنا لم يفلت من هؤلاء السبعين سوى اثنين ذكرناهما انه افلت اثنان هؤلاء ظنهم المعتدون انهم قتلى هؤلاء منهم واحد اسمه سيدنا عمرو ابن امية الضمري. هذا الرجل استطاع ان يعود الى - 00:08:13
المدينة بينما هو في طريق العودة لقي رجلين من بني عامر فبالتالي عزم على ان يقتلهما انتقاما وثأرا مما فعله بنو عامر باصحابه السبعين. وبالفعل صحيبهما حتى قتلهما لما عاد الى المدينة وقص الامر على رسول الله تفاجأ هو - 00:08:36
انه هذين الرجلين كانا راجعين من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وانه النبي صلى الله عليه وسلم امنهما وانه كان معهما كتاب من النبي صلى الله عليه وسلم - 00:08:57
فلذلك عزم النبي على ان يدفع ديتهما هذه هي المسألة الاخلاقية يعني رجل مسلم قتل رجلين بالخطأ فالنبي كان يؤمنهما فلذلك عزم النبي على ان يدفع ديتهما. طيب هذا يعني لهذا السبب ذهب النبي الى بني النضير - 00:09:09
يستعين بهما على دفع الدية طبعا كما هو في وثيقة المدينة فساعة اذ وجدوها فرصة لا تعوض فرصة لا تقدر بثمن فعزموا على اغتيال النبي صلى الله عليه وسلم لذلك قالوا اهلا يا ابا القاسم نفعل يا ابا القاسم آآ اقعد هنا يا ابا القاسم حتى نعينك على ما تطلب - 00:09:30
وخططوا ان يرتقي احدهم الجدار هذا كان اسمه عمرو ابن جحاش يرتقي الجدار الذي يجلس النبي تحته يعني يرتقي سطح المنزل وان يلقي عليه صخرة عظيمة تقتله. لكن جاء جبريل الى النبي صلى الله عليه وسلم فاخبره بنية اليهود فالنبي قام مسرعا - 00:09:51
كأنه يذهب لقضاء بعض حاجته او لقضاء حاجته وعاد الى المدينة طيب هنا يعني هذا يرى بعض العلماء انه هذه هي الحادثة التي نزل فيها قول الله تعالى يا ايها الذين امنوا اذكروا نعمة الله عليكم اذ هم قوم ان يبسطوا اليكم ايديهم فكف ايديهم عنكم واتقوا الله - 00:10:14
من المدينة ارسل اليهم النبي صلى الله عليه وسلم محمد بن مسلمة يقول لهم اخرجوا من المدينة لا تساكنوني فيها. لقد نقضتم العهد الذي جعلت لكم بما هممتم من الغدر - 00:10:39
واعطاهم النبي عشرة ايام مهلة. وقال في الرسالة مع محمد ابن مسلمة من وجد بعد هذه العشر ضربت عنقه وهنا تكرر موقف عبادة ابن الصامت الذي ذكرناه من قبل عبادة ابن الصامت كان من الخزرج - 00:10:53
وكان حليفا لبني قينقاع وذكرنا انه جادله عبدالله بن ابي بن سلول الذي كان ايضا من الخزرج فيما يفعله بحلفائه وقال له عبادة يا ابا الحباب تغيرت القلوب ومحى الاسلام والعهود - 00:11:13
وانت في امر غي سنرى غدا عاقبته طيب هذا الموقف هنا حصل لمحمد بن مسلمة لانه من الاوس والاوس كانوا حلفاء بني النضير يعني الخزرج كانوا حلفاء بني قينقاع والاوس كانوا حلفاء بني النضير - 00:11:25
فهنا محمد بن ابي بن مسلمة هو الذي حمل الرسالة اليهم فلذلك قالوا له كما قالوا لعبادة انت تفعل هذا من دون الناس؟ قالت اليهود وبني الناظر لمحمد مسلما ما كنا نظن ان يجيئنا بهذا رجل من الاوس - 00:11:38
فقال لهم محمد تغيرت القلوب ومحى الاسلام العهود وبهذا انقلب الموقف عليهم لانه حتى الاوس لم يعودوا معهم وافلتت الفرصة ولم يكن امامهم سبيل الا ان يخرجوا. وبالفعل يعني عزموا على الخروج. لكن عبدالله بن ابي بن سلول - 00:11:53
زعيم المنافقين ارسل اليهم الا تخرجوا وقال لهم معي الفان من الرجال يدخلون معكم في حصنكم وايضا تدفع عنكم بنو قريظة اللي هي الكتلة اليهودية الثالثة وسنقاتل معكم ولا نسلمكم - 00:12:13
فهنا بعدما كانوا قد عزموا على الخروج عزمه على البقاء فارسله الى النبي صلى الله عليه وسلم يقولون لا نخرس ولن نخرج وافعل ما بدا لك طيب الان لكي لا ننسى نحن الان مع الموقف الثالث الكبير - 00:12:32
لعبدالله بن ابي بن سلول من بعد ما اسلم الموقف الأول كان يدفعه عن يهود بني قينوقاع الموقف الثاني انسحابه بثلث الجيش من منتصف الطريق في احد لتخذيل المسلمين هذا الموقف الثالث - 00:12:48
سنرى فيما بعد مواقف اخرى يعني لكي نعلم انه يعني هناك تحالف طبيعي ينشأ بين المنافقين والكفار هؤلاء المبطلين يتحدون مع انه بينهم من الخلاف خلافات كثيرة. اذا كان عدوهم هم المسلمون - 00:13:01
هم المسلمين في هذا الموقف نزل قول الله تعالى في سورة الحشر المتر الى الذين نافقوا يقولون لاخوانهم الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين لان اخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم احدا ابدا. يعني - 00:13:23
نطيع فيكم محمدا وان قاتلتم لننصرنكم والله يشهد انهم لكاذبون لان اخرجوا لا يخرجون معهم. ولئن قاتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليولن الادبار ثم لا ينصرون لانتم اشد رهبة في صدورهم من الله ذلك بانهم قوم لا يفقهون - 00:13:38
يعني المنافقين او حتى اليهود في كما قال علماء التفسير يخشون المؤمنين اكثر من خشيتهم لله تبارك وتعالى وهذا طبعا من الضلال المبين ومن الجهل قوم لا يفقهون فحشد النبي صلى الله عليه وسلم جيشه خرجوا الى حصون بني النضير حاصروهم فيها - 00:14:01
يعني حصروهم خمسة عشر يوما وكانوا في حصن المنيع وهذا حصن بني النظير كان حصنا محفوفا بالاشجار والنخيل والبساتين فلذلك اليهود كانوا يستعينون بهذا الغطاء الغطاء النباتي على قذف المسلمين بالسهام من وراء النخيل والاشجار - 00:14:19
فعزم النبي صلى الله عليه وسلم على تحريق هذه الاشجار والنخيل يعني لكي يحرم اليهود من هذه المزية مزية الغطاء فلما بدأ النبي في تحريق الشجر والنخيل رحبوا ودخلهم الفزع - 00:14:39
طبعا هم وجدوا الان ان احدا لم يغثهم ولم يوجدهم لا المنافقون ولا بني قريظة فارسلوا الى النبي صلى الله عليه وسلم فاستسلموا وقضى النبي عليهم بالخروج بما حملت الابل من المال والسلاح يعني بما نسميه الان بالمال المنقول - 00:14:54
المال غير المنقول وهنا انزل الله تبارك وتعالى هذه الاية التي تكشف لنا طبيعة اليهود وطبيعة قتالهم. اذ قال تعالى لا يقاتلونكم جميعا الا في قرى محصنة او من وراء جدر - 00:15:12
بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بانهم قوم لا يعقلون وبهذا نزل ببني النضير مثل ما نزل ببني قينقاع من قبلهم كما قال تعالى كمثل الذين من قبلهم قريبا. يعني بني قينقاع - 00:15:28
ذاقوا وبال امرهم ولهم عذاب اليم طيب وهنا تبين ان المنافقين لم ينفعوا اوليائهم وضرب الله لهم ولمن يغتر بهم ضرب هذا المثل البليغ في سورة الحشر كقوله في قوله تعالى كمثل الشيطان اذ قال للانسان - 00:15:50
اكفر فلما كفر قال اني بريء منك اني اخاف الله رب العالمين فكان عاقبتهما انهما في النار خالدين فيها. وذلك جزاء الظالمين طيب خرج بنو النضير بما استطاعوا حمله معهم من الاموال - 00:16:11
وتعمدوا ان يخربوا بيوتهم وان يفسدوها وان ينقضوا السقوف والاعمدة. يعني حتى آآ لا ينتفع بها وذكر الله تبارك وتعالى هذا عنهم لما قال يخربون بيوتهم بايديهم ولذلك حملوا ما استطاعوا على ستمئة بعير وخرجوا. بعضهم ذهب الى مركز اليهود الكبير - 00:16:31
خيبر في شمال الجزيرة العربية وبعضهم زهب الى الشام ومن هناك بدأوا فصلا جديدا في المؤامرة على الاسلام طيب هنا في غزوة بني النضير حقيقة سيخرج لنا آآ او ستخرج لنا مسألتان مهمتان - 00:16:53
المسألة الاولى طبعا هاتين المسألتان تتعلقان بهدي الاسلام في الحرب وهدي الاسلام في العمارة. المسألة الاولى ما هو حكم اتلاف الزروع والثمار والنخيل في الحرب طبعا نحن نعرف انه الاسلام جاء بعمارة الارض وحث على الغرس والتثمير والتشجير والنصوص في هذا كثيرة جدا كقوله صلى الله عليه وسلم ما من مسلم - 00:17:11
يغرس غرسا او يزرع زرعا فيأكل منه طير او انسان او بهيمة الا كان له به صدقة والحديث في الصحيحين وكقوله صلى الله عليه وسلم اذا قامت الساعة وفي يد احدكم فسيلة فاستطاع ان لا يقوم حتى يغرسها فليغرسها - 00:17:33
يعني كثير جدا ماذا يعني استفاضت به الكتب التي تتحدث في هذا الحالة الوحيدة التي اجاز فيها الاسلام قطع الشجر او قطع النخيل هي الضرورة الحربية يعني حقيقة الاسلام يعني في حال المقارنة بين حماية الانسان وحماية النبات - 00:17:50
يعني اذا كان الشجر والنخيل يتسبب في اطالة الحرب وفي قتل الناس حينئذ يجوز حرقه واتلافه لانهاء الحرب. يعني لمنع عدو من التحصن به لمنعه من الاختفاء خلفه لمنعه من الاستفادة به. لمنعه من التقوي به مثلا كان يكون مورده الاقتصادي - 00:18:12
يعني يعتمد على هذا المورد الاقتصادي في اطالة الحرب لكن اذا كان التقدير الحربي يقول بانه لا ضرورة يعني ليس هناك ضرورة من اتلاف هذا الشجر والنخيل فعندئذ لا يجوز اتلافه - 00:18:32
لانه من الفساد في الارض وهذا موضوع جميل جدا جدا يعني اللي يحتاج الى توسع ليس هذا مقامه لاننا سنرى حرص الاسلام على العمارة والغرس والتثمير والتشجير ورعاية البيئة والمحافزة على الموارد الاقتصادية وحتى المحافظة على الجمال - 00:18:45
وهذا كما ذكرت لكم باب عظيم ترجعون اليه في الكتب المتخصصة في هذا الموضوع طيب هنا ايضا المسألة الثانية المسألة الاولى هي مسألة ما حكم اتلاف الشجر والزرع والنخيل في الحرب؟ المسألة الثانية - 00:19:02
كيف تقسم الغنائم اذا لم يقع قتال يعني اذا حصل النصر بالرعب وباستسلام العدو يعني نحن كنا ذكرنا في غزوة بدر ان الله تبارك وتعالى انزل احكام الغنائم والانفال وكانت كالاتي انه الغنائم تقسم الى اخماس - 00:19:18
واربعة آآ الاخماس يعني تنقسم الى خمسة اجزاء. اربعة من خمسة تنفق على المقاتلين الخمس الاخير يعود الى الرسول او الى الامير او الى الدولة يعني الى الميزانية العامة وهذه تنفق في مصالح المسلمين بحسب ما يقدر الامير او الخليفة - 00:19:39
طيب هذا ما وقع فيه قتال لكن الفيء يعني الغنائم التي حصلت بدون قتال هذه نزل الله نزل فيها قول الله تعالى آآ في سورة الحشر ما افاء الله على رسوله من اهل القرى - 00:19:59
فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الاغنياء منكم فهنا هذه الغنائم الراجح فيها انها تترك لتقدير الامير او الخليفة وهو ينفقها في مصالح المسلمين وفي هذه المصارف - 00:20:15
الواردة في الاية. وبهذا يعني بهذا المال يتحقق ما يسمى الان العدالة الاجتماعية او عدالة توزيع الثروة كي لا يكون دولة بين الاغنياء منكم لانها تنفق على فئات ليس لها مال. فقراء المساكين ابن السبيل هكذا - 00:20:35
طيب غزوة بني النضير بهذا الشكل كانت نصرا جديدا في ميزان المسلمين ونستطيع ان نقول انها اول انتصار لهم بعد هزيمة احد وبعد مأساتي آآ حادثة الرجية وحادثة بئر معونة - 00:20:55
فبها بدأ يعتدل الميزان وبها تلقى اليهود والمنافقون في المدينة ضربة اخرى شديدة وبها فقدت قريش حليفا اخر تعول عليه في المدينة يعني الان انظر معي المسلمون بدأوا يتعافوا من غزوة - 00:21:10
آآ من هزيمة غزوة احد اليهود والمنافقون انطفأ املهم الان واخذوا ضربة شديدة قريش فقدت حليفا كان يمكنها ان تعول عليها. ارسلت لهم رسالة تهديد وبالتأكيد اصاب الرعب الكتلة الثالثة الاخيرة - 00:21:33
من يهود المدينة اللي هي ايه بني قريظة. ولذلك سنرى انه سنرى فيما بعد ان بنو قريظة لم يدخلوا في حلف ضد المسلمين ابدا الا حين يحدث حدث مهم. سنأتي اليه في وقته - 00:21:51
لكن هم يعني اصابهم من الرعب ومن الخوف ومن الخشية ومن الفزع ما جعلهم يكفون تماما عن التعرض للمسلمين لكن ستحدث حادثة ستنعش امالهم بانها آآ في ان المسلمين على وشك الاستئصال على وشك الانتهاء على وشك الفناء. ساعة اذ - 00:22:08
ستغريهم هذه الحادثة سيغريهم هذا الموقف بان ينقضوا عهدهم مع المسلمين ايضا لكن بالنهاية ونحن الان نحلل في آآ غزوة بني النضير فسنرى انه آآ المسلمون بدأوا بها يستعيدون زمام الموقف ويحاولون - 00:22:35
تصحيح الميزان فهنا لاجل هذا كانت غزوة بني النضير غزوة مهمة مع انه لم يقع فيها قتال ووقع فيها استسلام لعلكم لم تنسوا ما كنا ذكرناه من ان النبي صلى الله عليه وسلم تمانية وعشرين غزوة لكن الغزوات التي وقع فيها القتال تسعة فقط. يعني - 00:22:55
ثلثي غزوات النبي لم يكن فيها قتال وذكرنا في الحلقات السابقة انه هذا ضمن معجزات النبي صلى الله عليه وسلم انه حقق اهدافه السياسية باقل قدر من القتال وباقل قدر من الضحايا - 00:23:14
الان بدأ المسلمون يستعيدون يستعيدون الزمام ماذا سيكون الموقف التالي؟ هذا ما نراه ان شاء الله في الحلقة القادمة نسأل الله تبارك وتعالى ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:23:32
- 00:23:52