بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله مرحبا بكم ايها الاحباب في برنامج غزوات النبي صلى الله عليه وسلم والذي نستعرض فيه غزوات النبي صلى الله عليه وسلم. نرى فيها طريقته - 00:00:00
بالحرب ومقاتلة الاعداء ونتابع فيها رحلة الاسلام وصعوده وانتقاله من الضعف الى القوة والسيادة والتمكين وندرك فيها الفارق بين حروب النبي صلى الله عليه وسلم وحروب غيره من البشر توقفنا في الحلقة الماضية عند الاحزاب وهم امام الخندق وكيف تفاجأوا بهذه الماكيدة التي لم تعرفها العرب - 00:00:31
وكيف اجبروا على تحويل خطتهم من القتال والسريع الخاطف الى الحصار وكذلك في المقابل كيف كان المسلمون يعيشون يعني حالة طوارئ مستمرة حالة طوارئ لانهم كانوا آآ مضطرين الى حماية الخندق ليلا ونهارا خشية ان يقتحم. وكانوا يواصلون الرمي بالسهام والنبال ليحولوا دون - 00:00:54
اه محاولات اقتحام الخندق وهنا تطلع المشركون الى بني قريظة. طبعا هذه الكتلة اليهودية الثالثة الباقية من يهود المدينة. بعد اجلاء بني قينقاع وبني النضير وهؤلاء بني قريظة ذكرنا انه كانت تقع اطوامهم - 00:01:18
المجمع السكني الكمبوند آآ الخاص بهم في جنوب المدينة طيب اذا نظرنا الان من آآ زاوية يهود بني النضير اللي هم اصحاب الخطة والتمويل لهذه المعركة سنرى آآ ذكرنا ان اليهود بني النضير هم الذين طردوا من المدينة قبل ذلك. الان هم في خيبر وهم الذين بدأوا بزرة هذه المعركة - 00:01:37
لو نظرنا من زواتهم سنرى ان كل هذا الجهد يتعرض الان لضربة غير متوقعة بهذا الخندق. لذلك ذهب حيي بن اخطب اللي هو زعيم بني النضير صاحب الفكرة زهب الى كعب ابن اسد اللي هو زعيم بني قريظة - 00:02:01
فرفض كعب بن اسد ان يدخله وقال له انك رجل مشؤوم يعني آآ يعني بسبب حيي بن اخطب اخرج بنو النضير من المدينة فقوم مشؤوم يعني انت رجل مشؤوم مشؤوم على قومه شؤم لقومه - 00:02:16
لكن حيي استثار فيه نخوة عربية فيعني رماه بالبخل قال والله ما تمنعني الا آآ الا خشية ان اصيب من طعامك حقيقة اليهود عاشوا وسط العرب فتأثروا بكرم العرب وصاروا يتأثرون ايضا - 00:02:34
بالمخازي التي يفر منها العرب طبعا ما فكرة الكرم وفكرة البخل هذه كانت من اهم الصفات عند العرب فقال له يعني انك تمنعني ان اصيب من طعامك فاضطر اسد كعب ابن اسد ان يدخله - 00:02:51
جلس حيي بن اخطب يراود كعب بن اسد لكي تشترك بنو قريظة في هذا القتال يعني يقول له هزه فرصة لا تعوض. فرصة لا تقدر بثمن. يعني هزه قريش وغطفات وحلفاءهما - 00:03:06
جاؤوا يريدون استئصال محمد واصحابه طيب كعب بن اسد من جهته لا يريد ان يكرر سيرة اليهود من قبله يعني هو الان عنده درسين درس اليهود بين بني قينقاع ودرس يهود بني نظير - 00:03:23
ويخشى انه اذا اشترك في هذه الحرب وحصل فيها ما لا تحمد عقباه فهؤلاء المشركون سيرجعون الى بلادهم ويبقى هو وحده ليتعرض لعاقبة الخيانة. ما هو الموجود في المدينة طبعا حيي يؤكد له ان هذه المرة لا مجال للتراجع - 00:03:37
وكعب بن اسد خائف الى ان تعهد له حيي بن اخطب بانه اذا حصل المستحيل او المستبعد ورجعت هذه الاحزاب دون ان تقضي على محمد حيي يعني تعهد له بانه سيدخل معه في حصنه. ان حيي سيدخل معه - 00:03:55
في حصن بني قريظة فيصيبه ما اصاب بني قريزة. يعني لو في عقوبة هينزلها محمد مضحي بنفسه فعندها بدأ كعب بن اسد في قبول ما يعرض عليه وعزم على ان يخون ويغدر. هذه هي الحادثة التي ذكرت لكم - 00:04:14
في الحلقات السابقة ان كعب بن الاسد يعني بعد غزوة النضير بني قريظة لم تكن ابدا لتجرؤ لكن سيحدث حدث معين فيجعلهم يتجرأون هذا هو الحدث الذي اقصد انه شعر انه هذه فرصة لا تعوض ولا تقدر بثمن وكمان ضمن من شدة ثقة حيي بن اخطب - 00:04:32
انه آآ لن ترجع قريش. الا ان تستأصل محمدا هنا تسربت هذه الانباء الى النبي صلى الله عليه وسلم. طبعا يا جماعة الخير في كل حدث يتصرف فيه الانباء يجب ان ننتبه الى قوة جهاز المخابرات الاسلامية. هذا امر مهم جدا وهو - 00:04:51
فارق في السيرة اخرج النبي صلى الله عليه وسلم خمسمائة من جيشه وكانت بقيادة مسلمة بن اسلم وكذلك زيد بن حارثة اخرجهم من قوة الخندق لكي يحرص النساء والاولاد في المدينة لانه ليس بين النساء والاولاد في البيوت وبين بني قريظة شيء يعني ما لا توجد قوة عسكرية - 00:05:06
وارسل كذلك زعماء الانصار سيدنا سعد بن معاذ وزعيم الاوس وسيدنا سعد بن عبادة زعيم الخزرج ارسلهم في وفد من المهاجرين والانصار لكي يستطلعوا احوال بني قريظة هل هذا يعني على ما ينوون - 00:05:30
فلما كلموهم تقول الروايات وجدوهم على اخبث ما يكون فجاهروا بالسب والعداوة وقالوا من رسول الله؟ لا عهد بيننا وبين محمد ولا عقد فهنا المسلمون زادت عليهم الشدة شدة اخرى - 00:05:44
زادت عليهم البلية بلية اخرى ولذلك انزل الله تبارك وتعالى يعبر عن حال المسلمين قوله تعالى اذ جاؤوكم من فوقكم يعني من الشمال الاحزاب ومن اسفل منكم الجنوب باليهود واذ زاغت الابصار - 00:06:03
وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنون هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا وكذلك وصف الله تبارك وتعالى حال المنافقين فقال واذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله الا - 00:06:21
غرورا ولذلك بدأت اه يعني او بدأ المنافقون وبدأت هذه الامراض اه في القلوب تتحول الى ادوات يعني هناك اه صارت اساليب في الهرب والانسحاب ان المعركة يعني يخبرنا ربنا تبارك وتعالى واذ قالت طائفة منهم يا اهل يسرب لا مقام لكم فارجعوا - 00:06:45
ويستأذن فريق منهم النبي يقولون ان بيوتنا عورة. يعني مهددة يقول الله وما هي بعورة ان يريدون الا فرارا والله تبارك وتعالى ثبت الذين امنوا بفضله وقال في ذلك ولما رأى المؤمنون الاحزاب قالوا - 00:07:07
هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم الا ايمانا وتسليما طيب هنا في خضم هذه الشدة حاول النبي صلى الله عليه وسلم ان يضغط على نقطة الضعف التي ذكرناها - 00:07:26
نقطة الضعف في هذا الحلف الكبير هو ان يختلفوا فحاول النبي ان يفتت هذا الحلف فاراد ان يراسل عيينة بن حصن الفزاري وان يعطيه ثلث ثمار المدينة على ان يرجع بغضفان لانهم اصلا ما حركهم الا نصف ميزانهم - 00:07:44
خيبر فالنبي اراد ان يعطيه هو ثلث الثمار على ان يرجع واستشار في هذا زعماء الانصار سعد بن معاذ وسعد بن عبادة فقالوا له يا رسول الله هذا امر من الله ام شيء تفعله لنا - 00:08:03
اقال النبي صلى الله عليه وسلم بل شيء افعله لكم اني ارى الناس تحزبت عليكم فقالوا انظر الى العظمة الانصار انصار اية المؤمن حب الانصار علامة الايمان حب الانصار قالوا يا رسول الله لقد كنا في الجاهلية - 00:08:20
وما يطمع احدهم في شيء من تمر المدينة الا ان يكون قراء يعني ضيافة او شراء يعني تجارة يعني افبعد ان اكرمنا الله بالاسلام يأخذونها عنوة لا والله لا نقبل - 00:08:41
فوجد النبي من اصرارهم ما كان يعني تجاوز رحمته بهم صلى الله عليه وسلم طبعا ها هنا نستطيع ان نستخرج من هذا الموقف على الاقل اربع فوائد الفائدة الاولى هي سياسة النبي صلى الله عليه وسلم في تفتيت الاعداء - 00:08:58
وانه حاول استعمال اغراء المال في في تفكيك هذا التحالف وفي يعني محاولة يعني ما يرى انه تنازل لتحقيق المصلحة الاعلى التنازل عن المال تحقيق المصلحة الاعلى. وهذه امور حقيقة يجب ان يتقبلها القادة الاسلاميون والمفاوضون ونحو ذلك ان يقدروا هذه الامور. طيب الدرس الثاني - 00:09:15
انه الانصار توقفوا وسألوا هل هذا وحي من الله ام هو من التدبير والسياسة ويعني شو انظر كيف انهم سيسلمون ويخضعون ويذعنون ان كان هذا وحيا من الله لكن لو كان من السياسة سيناقشون وينظرون الرأي - 00:09:43
فهنا ترى شدة ازعان الانصار واستسلامهم لله ورسوله صلى الله عليه وسلم يعني ان كان الامر وحي فهم على اتم الاستعداد للتنفيذ مهما كان وما خالف هذا رأيه الدرس الثالث - 00:10:02
شف انظر الى هذه العزة الرفيعة هذه الهمة العالية هذا الاباء الكبير مع انهم في شدة ومحنة وكرب يعني كل هذا لم يفت في عضدهم لم يخدش انافتهم وعزته اسأل الله ان يرزقنا مثل هذا - 00:10:15
والامر الرابع انظر في نزول النبي صلى الله عليه وسلم على شورى اصحابه ورجوع رجوع النبي صلى الله عليه وسلم عن رأيه يعني طالما انه وجد منهم هذا وهذه ايضا من محاسن سياسة النبي صلى الله عليه وسلم ومن معالجته لنفوس اتباعه وانصاره. يعني لو كان النبي قد - 00:10:37
عزم رأيه لكانوا نزلوا عليه لكنه لا يكسر شوكته لا يهبط بعزيمتهم لا يزدري ارائهم صلى الله عليه وسلم وبهذا يعني عزم المسلمون على الصمود والثبات لم تفت فيهم المحنة لم تفت فيهم الشدة - 00:10:56
كانوا يتضرعون الى الله تبارك وتعالى. اللهم استر عوراتنا وامن روعاتنا. وكان صلى الله عليه وسلم يدعو اللهم منزل الكتاب مجري السحاب هازم الاحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم وهنا يا جماعة الخير - 00:11:14
يعني هيأ الله تبارك وتعالى مشهدين آآ هذان المشهد ان عملا على تفتيت الاحزاب وعلى افشال الاحزاب. المشهد الاول هذا مشهد خالص لله تبارك وتعالى. هذا مشهد ثابت بالقرآن والسنة الصحيحة - 00:11:31
اما المشهد الثاني فهو من اسباب البشر التي ييسرها الله تبارك وتعالى وهذا مشهور في كتب السيرة. المشهد الاول المشهد الخالص لله تبارك وتعالى فهو ان الله تبارك وتعالى سلط على المشركين البرد - 00:11:49
والريحة الشديدة فصار لا يستقر لهم شيء يعني صارت الريح تقلع خيامهم تقلب قدورهم التي يطبخون فيها يأكلون فيها ولم يعودوا يتحملون البرد واصابهم اليأس من القدرة على اقتحام الخندق - 00:12:03
فبالتالي ظهر وكأن اقامتهم هنا بلا فائدة والله تبارك وتعالى يذكر هذا فيقول يا ايها الذين امنوا اذكروا نعمة الله عليكم اذ جاءتكم جنود فارسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها - 00:12:20
وكان الله بما تعملون بصيرا والله تبارك وتعالى في اخر الايات قال ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين دال يعني الله هو الذي تولى هذا - 00:12:39
وكان الله قويا عزيزا والنبي صلى الله عليه وسلم ارسل حذيفة بن اليمان يتسلل الى معسكر قريش ليحاول ان يستطلع خبرهم وفي هذه القصة حقيقة عبرة وفيها تصوير لحال المسلمين وما كانوا فيه من الجوع والخوف والبرد - 00:12:55
ومتى اضطر سيدنا مصعب لسيدنا حذيفة لرواية هذا لما سمع احد التابعين يقول لو اني ادركت رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلت معه وابليت يعني يعني مثل كثير منا الان يتمنى انه - 00:13:16
آآ لو كان رأى الرسول وانه لو كان في زمن النبي لكان قد فعل وفعل وهو لا يعرف انه هذه كانت من الفتنة والاختبار وانه كثير ممن ادركوا النبي صلى الله عليه وسلم اختاروا الكفر - 00:13:35
بل اختاروا ان يقاتلوا النبي صلى الله عليه وسلم اتباعا لابائهم او اتباعا لمصالحهم او غير ذلك فكانت فتنة لذلك يعني اوصانا الصحابة لا يتمنين احدكم مشهدا قد غيبه الله عنه - 00:13:48
المهم لما سيدنا حذيفة سمع هذا الرجل في هذه الحماسة ذكر له قصة الخندق فقال له لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الاحزاب واخذتنا ريح شديدة وقر برد - 00:14:03
فقال صلى الله عليه وسلم الا رجل يأتينا بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة. شف شف الاجر العالي قال حذيفة فسكتنا فلم يجبه احد شدة شديدة يا جماعة الخير - 00:14:19
ثم قال صلى الله عليه وسلم الا رجل يأتينا بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة قال فسكتنا لم يجبه احد فكررها النبي الثالثة فقال صلى الله عليه وسلم قم يا حذيفة فاتنا بخبر القوم - 00:14:36
يقول حذيفة فلم اجد بدا اذ دعاني باسمي ان اقوم صلى الله على محمد ورضي الله عن صحابته الكرام. شف شدة الخوف لكن جاءه التكليف فكان اقوى على نفسه منه - 00:14:50
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اتني بخبر القوم ولا تزعرهم يعني لا تحرضهم لا تنبهم فخرج يقول حذيفة فلما خرجت من عنده كنت كانما امشي في حمام يعني في الدفء - 00:15:04
انزل الله عليه الذئب حتى اتيتهم فرأيت ابا سفيان ابو سفيان كان قد كشف ظهره للنار يعني او قد نارا لكي يستدفئ ووضع ظهره الى النار فهو سيدنا حذيفة رأى ابا سفيان عاري الزهر قال فكدت ان ارميه - 00:15:20
ولو كنت رميته لاصبته. لكن يعني تذكرت آآ قول النبي صلى الله عليه وسلم فامسكت ثم رجعت وانا امشي في مثل الحمام فلما اتيته فاخبرته بخبر القوم وفرغت جاءني البرد - 00:15:42
فالبسني رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضل عباءة كانت عليه كان يصلي فيها فنمت حتى اصبحت رضي الله عن حذيفة طيب هذه القصة نرى فيها شدة ما كان فيه الصحابة - 00:16:00
لدرجة انه لم يبادر احد بتنفيز طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم مع انه الاجر عظيم يعني جعله الله معي يوم القيامة ونرى فيها ايضا شدة طاعته للنبي صلى الله عليه وسلم اذا امر احدهم - 00:16:16
وكذلك يعني طبعا ايضا امره في مسألة قتل ابي سفيان يعني كيف اطاع النبي ولم يقتل ابا سفيان مع امكانية هذا وقربه منه؟ طيب هذا المشهد المشهد الذي هو خالص لله تبارك وتعالى - 00:16:26
وهو يشبه مشهد انزال الملائكة وانزال الغيث الاشياء التي لا يراها المؤرخون لا يعرفها الكتاب والمؤلفون. المشاهد التي يشعر بها اهل الجهاد في معاركهم ولا يلتقطها احد ممن يؤرخون او يكتبون. ولولا القرآن والسنة ما عرفناها يعني - 00:16:41
المشهد الاخر الذي فيه اسباب البشر فهو ان رجلا من غضفان قد اسلم واستطاع ان يتسلل الى النبي صلى الله عليه وسلم واسمه نعيم ابن مسعود فجاء الى النبي صلى الله عليه وسلم واخبره انه اسلم - 00:16:58
فالنبي امره ان يخذل عن المسلمين وهذه سيرة النبي صلى الله عليه وسلم. نبي صلى الله عليه وسلم قدوة قدوة في توظيف الطاقات والرجال قدوة في استثمار الفرص. يعني من كان قد اسلم ولم يعرف اسلامه فالنبي كان يستعمله في مصلحة المسلمين. احنا مر بنا في غزوة حمراء الاسد كيف استفاد النبي من معبد ابن معبد - 00:17:16
والعلماء يقولون بعضهم يقول انه كان اسلم ولكن لا يعرف اسلامه فكيف استفاد منه في تخزيل قريش وفي آآ تثبيطهم عن معاودة الهجوم على المدينة؟ طب الان ايضا النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه رجل اسلم - 00:17:43
قال له انما انت رجل واحد قزل عنا يعني لن ينفعنا كسيرا بقاؤك معنا في الخندق. وانت مسلم طيب نعيم ابن مسعود كانت له علاقات هو رجل استثمر علاقاته بمعسكر الكفار احسن ما يكون الاستثمار - 00:17:57
فبالتالي وضع خطة بديعة جدا. هذه الخطة كالاتي. ذهب هو الى بني قريظة فقال لهم يا بني قريظة قد عرفتم ودي اياكم وخاصة ما بيني وبينكم فيبدو انه كان له علاقات فقالوا له صدقت ما انت عندنا بمتهم. قال له - 00:18:14
ان قريشا وغطفان ليسوا مثلكم البلد بلدكم انتم في المدينة وفي المدينة فيها اموالكم وابناؤكم ونساؤكم وبالتالي لو ان قريشا وغطفان الذين جاءوا الى حرب محمد لو انهم ارادوا شيئا اصابوه لكن لو انهم لم يصيبوا هذا الشيء يعني ان ارادوا نهزة اصابوها وان كان غير ذلك لحقوا - 00:18:31
بلادهم وخلوا بينكم وبين هذا الرجل ببلدكم محمد وما عندكم به طاقة فبالتالي اقترح عليهم لا تقاتلوا مع القوم حتى تأخذوا منهم رهائن رهنا من اشرافهم وهؤلاء يكونون عندكم لكي تأمنوا انهم لا يتركوا محمدا - 00:18:59
تهربوا فوالله كانت فكرة جيدة. قالوا لقد اشرت بالرأي طيب ثم ذهب الى قريش وقال لهم بلغني امر ورأيت ان لكم علي حقا ان ابلغكموه فانا عرفت ان بني قريظة ندموا على ما كانوا قد صنعوا من خيانتهم ونقضهم للعهد مع محمد فارسلوا الى محمد - 00:19:19
اننا قد ندمنا على ما فعلنا فهل يرضيك ان نأخذ لك من قريش وغطفان رجالا من اشرافهم فنعطيكهم نعطيك اياهم تضرب اعناقهم ثم نكون معك على من بقي منه فارسل اليهم محمد نعم - 00:19:46
ارضى بهذا فلذلك ينصح نعيم ابن نعيم ابن مسعود ينصح انه اذا بعثت اليكم يهود يلتمسون منكم رهائن من رجالكم فلا تدفعوا اليهم احدا هنا ارادت قريش ان تختبر هذه المعلومة - 00:20:05
فارسلت الى يهود كان ذلك في ليلة السبت يقولون لهم يا معشر يهود يا يهود بني قريظة نحن الان لسنا بدار مقام البرد والجوع وهذه يعني ليست خطتنا ان نحاصر المدينة - 00:20:23
فبالتالي اهجموا معنا غدا السبت من الجنوب ونحن نهاجم يعني باكتساح من الشمال قالوا لهم اليهود والله هزا اليوم يوم سبت وهذا يوم لا نعمل فيه شيئا وبعدين يعني ثم نحن لن نقاتل معكم حتى تعطونا رهائن من رجالكم يكونون بايدينا ثقة - 00:20:38
لانكم نحن نخشى اذا درستكم الحرب ان تنشمر تنشمر يعني تنسحب تتراجعوا الى بلادكم فتتركونه. والرجل في بلدنا ولا طاقة لنا به فهنا يعني عملة بني قريظة ما قال له ابن عم ابن مسعود - 00:21:05
وصدقت قريش غطفان ما قاله له ابن عمر ابن مسعود احيانا نتخيل يعني حقيقة لو كانت هذه الفكرة نفسها قد جاءت الى رأس كعب بن اسد ان هو يأخز رهائن من قريش وغطفان قبل ان يخون وقبل ان ينقض العهد مع النبي صلى الله عليه وسلم. يعني لو لو انه فعلها - 00:21:25
لكان قد احتاط لنفسه يعني لا يخون الا وهو ضامن لكن الله اغفل قلبه عن هذا الحل والله لا يصلح عمل المفسدين ولا يهدي كيد الخائنين. طيب بهذا تفكك الحلف - 00:21:44
بين قريظة وبين قريش وعجزت قريش وغطفان عن اجتياح المدينة وضربتهم الريح والبرد ولم يعني لم يقدروا لم يكن لديهم استعداد للحصار والقى الله في قلوبهم الانخذال فعزموا على ان يرحلوا - 00:21:57
وبهذا انكشفت هذه الغمة العظيمة عن المسلمين وعاد الاحزاب ونستطيع ان نقول انه يعني عند هذه اللحظة عند هذه اللحظة خرجت الدولة الاسلامية من اخطر غزوة واخطر تهديد وجودي كاد ان يجتاحها وان يجتخها - 00:22:20
يعني هذه كانت احرج لحظة في تاريخ الدولة الاسلامية. يعني ظلت العاصمة الاسلامية المدينة المنورة مهددة بالاجتياح حتى غزوة الاحزاب عند غزوة الاحزاب حين ثبت عجزهم عن اجتياح المدينة هذه الدولة الاسلامية انتقلت نقلة اخرى. نقلة جديدة وضعا جديدا - 00:22:45
ان شاء الله في الحلقة القادمة سنتكلم عن هذه النقلة الجديدة سنرى نتائج هذه الغزوة ونرى كيف قفزت الدولة الاسلامية في سلم الصعود السياسي والعسكري نسأل الله تبارك وتعالى ان يفكك حلف الاحزاب الذي يتآمر على امة الاسلام في هذا اليوم. ونسأله تبارك وتعالى ان ينصر المجاهدين في سبيله في كل ما - 00:23:11
مكان ونسأله تبارك وتعالى ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:23:37
التفريغ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله مرحبا بكم ايها الاحباب في برنامج غزوات النبي صلى الله عليه وسلم والذي نستعرض فيه غزوات النبي صلى الله عليه وسلم. نرى فيها طريقته - 00:00:00
بالحرب ومقاتلة الاعداء ونتابع فيها رحلة الاسلام وصعوده وانتقاله من الضعف الى القوة والسيادة والتمكين وندرك فيها الفارق بين حروب النبي صلى الله عليه وسلم وحروب غيره من البشر توقفنا في الحلقة الماضية عند الاحزاب وهم امام الخندق وكيف تفاجأوا بهذه الماكيدة التي لم تعرفها العرب - 00:00:31
وكيف اجبروا على تحويل خطتهم من القتال والسريع الخاطف الى الحصار وكذلك في المقابل كيف كان المسلمون يعيشون يعني حالة طوارئ مستمرة حالة طوارئ لانهم كانوا آآ مضطرين الى حماية الخندق ليلا ونهارا خشية ان يقتحم. وكانوا يواصلون الرمي بالسهام والنبال ليحولوا دون - 00:00:54
اه محاولات اقتحام الخندق وهنا تطلع المشركون الى بني قريظة. طبعا هذه الكتلة اليهودية الثالثة الباقية من يهود المدينة. بعد اجلاء بني قينقاع وبني النضير وهؤلاء بني قريظة ذكرنا انه كانت تقع اطوامهم - 00:01:18
المجمع السكني الكمبوند آآ الخاص بهم في جنوب المدينة طيب اذا نظرنا الان من آآ زاوية يهود بني النضير اللي هم اصحاب الخطة والتمويل لهذه المعركة سنرى آآ ذكرنا ان اليهود بني النضير هم الذين طردوا من المدينة قبل ذلك. الان هم في خيبر وهم الذين بدأوا بزرة هذه المعركة - 00:01:37
لو نظرنا من زواتهم سنرى ان كل هذا الجهد يتعرض الان لضربة غير متوقعة بهذا الخندق. لذلك ذهب حيي بن اخطب اللي هو زعيم بني النضير صاحب الفكرة زهب الى كعب ابن اسد اللي هو زعيم بني قريظة - 00:02:01
فرفض كعب بن اسد ان يدخله وقال له انك رجل مشؤوم يعني آآ يعني بسبب حيي بن اخطب اخرج بنو النضير من المدينة فقوم مشؤوم يعني انت رجل مشؤوم مشؤوم على قومه شؤم لقومه - 00:02:16
لكن حيي استثار فيه نخوة عربية فيعني رماه بالبخل قال والله ما تمنعني الا آآ الا خشية ان اصيب من طعامك حقيقة اليهود عاشوا وسط العرب فتأثروا بكرم العرب وصاروا يتأثرون ايضا - 00:02:34
بالمخازي التي يفر منها العرب طبعا ما فكرة الكرم وفكرة البخل هذه كانت من اهم الصفات عند العرب فقال له يعني انك تمنعني ان اصيب من طعامك فاضطر اسد كعب ابن اسد ان يدخله - 00:02:51
جلس حيي بن اخطب يراود كعب بن اسد لكي تشترك بنو قريظة في هذا القتال يعني يقول له هزه فرصة لا تعوض. فرصة لا تقدر بثمن. يعني هزه قريش وغطفات وحلفاءهما - 00:03:06
جاؤوا يريدون استئصال محمد واصحابه طيب كعب بن اسد من جهته لا يريد ان يكرر سيرة اليهود من قبله يعني هو الان عنده درسين درس اليهود بين بني قينقاع ودرس يهود بني نظير - 00:03:23
ويخشى انه اذا اشترك في هذه الحرب وحصل فيها ما لا تحمد عقباه فهؤلاء المشركون سيرجعون الى بلادهم ويبقى هو وحده ليتعرض لعاقبة الخيانة. ما هو الموجود في المدينة طبعا حيي يؤكد له ان هذه المرة لا مجال للتراجع - 00:03:37
وكعب بن اسد خائف الى ان تعهد له حيي بن اخطب بانه اذا حصل المستحيل او المستبعد ورجعت هذه الاحزاب دون ان تقضي على محمد حيي يعني تعهد له بانه سيدخل معه في حصنه. ان حيي سيدخل معه - 00:03:55
في حصن بني قريظة فيصيبه ما اصاب بني قريزة. يعني لو في عقوبة هينزلها محمد مضحي بنفسه فعندها بدأ كعب بن اسد في قبول ما يعرض عليه وعزم على ان يخون ويغدر. هذه هي الحادثة التي ذكرت لكم - 00:04:14
في الحلقات السابقة ان كعب بن الاسد يعني بعد غزوة النضير بني قريظة لم تكن ابدا لتجرؤ لكن سيحدث حدث معين فيجعلهم يتجرأون هذا هو الحدث الذي اقصد انه شعر انه هذه فرصة لا تعوض ولا تقدر بثمن وكمان ضمن من شدة ثقة حيي بن اخطب - 00:04:32
انه آآ لن ترجع قريش. الا ان تستأصل محمدا هنا تسربت هذه الانباء الى النبي صلى الله عليه وسلم. طبعا يا جماعة الخير في كل حدث يتصرف فيه الانباء يجب ان ننتبه الى قوة جهاز المخابرات الاسلامية. هذا امر مهم جدا وهو - 00:04:51
فارق في السيرة اخرج النبي صلى الله عليه وسلم خمسمائة من جيشه وكانت بقيادة مسلمة بن اسلم وكذلك زيد بن حارثة اخرجهم من قوة الخندق لكي يحرص النساء والاولاد في المدينة لانه ليس بين النساء والاولاد في البيوت وبين بني قريظة شيء يعني ما لا توجد قوة عسكرية - 00:05:06
وارسل كذلك زعماء الانصار سيدنا سعد بن معاذ وزعيم الاوس وسيدنا سعد بن عبادة زعيم الخزرج ارسلهم في وفد من المهاجرين والانصار لكي يستطلعوا احوال بني قريظة هل هذا يعني على ما ينوون - 00:05:30
فلما كلموهم تقول الروايات وجدوهم على اخبث ما يكون فجاهروا بالسب والعداوة وقالوا من رسول الله؟ لا عهد بيننا وبين محمد ولا عقد فهنا المسلمون زادت عليهم الشدة شدة اخرى - 00:05:44
زادت عليهم البلية بلية اخرى ولذلك انزل الله تبارك وتعالى يعبر عن حال المسلمين قوله تعالى اذ جاؤوكم من فوقكم يعني من الشمال الاحزاب ومن اسفل منكم الجنوب باليهود واذ زاغت الابصار - 00:06:03
وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنون هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا وكذلك وصف الله تبارك وتعالى حال المنافقين فقال واذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله الا - 00:06:21
غرورا ولذلك بدأت اه يعني او بدأ المنافقون وبدأت هذه الامراض اه في القلوب تتحول الى ادوات يعني هناك اه صارت اساليب في الهرب والانسحاب ان المعركة يعني يخبرنا ربنا تبارك وتعالى واذ قالت طائفة منهم يا اهل يسرب لا مقام لكم فارجعوا - 00:06:45
ويستأذن فريق منهم النبي يقولون ان بيوتنا عورة. يعني مهددة يقول الله وما هي بعورة ان يريدون الا فرارا والله تبارك وتعالى ثبت الذين امنوا بفضله وقال في ذلك ولما رأى المؤمنون الاحزاب قالوا - 00:07:07
هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم الا ايمانا وتسليما طيب هنا في خضم هذه الشدة حاول النبي صلى الله عليه وسلم ان يضغط على نقطة الضعف التي ذكرناها - 00:07:26
نقطة الضعف في هذا الحلف الكبير هو ان يختلفوا فحاول النبي ان يفتت هذا الحلف فاراد ان يراسل عيينة بن حصن الفزاري وان يعطيه ثلث ثمار المدينة على ان يرجع بغضفان لانهم اصلا ما حركهم الا نصف ميزانهم - 00:07:44
خيبر فالنبي اراد ان يعطيه هو ثلث الثمار على ان يرجع واستشار في هذا زعماء الانصار سعد بن معاذ وسعد بن عبادة فقالوا له يا رسول الله هذا امر من الله ام شيء تفعله لنا - 00:08:03
اقال النبي صلى الله عليه وسلم بل شيء افعله لكم اني ارى الناس تحزبت عليكم فقالوا انظر الى العظمة الانصار انصار اية المؤمن حب الانصار علامة الايمان حب الانصار قالوا يا رسول الله لقد كنا في الجاهلية - 00:08:20
وما يطمع احدهم في شيء من تمر المدينة الا ان يكون قراء يعني ضيافة او شراء يعني تجارة يعني افبعد ان اكرمنا الله بالاسلام يأخذونها عنوة لا والله لا نقبل - 00:08:41
فوجد النبي من اصرارهم ما كان يعني تجاوز رحمته بهم صلى الله عليه وسلم طبعا ها هنا نستطيع ان نستخرج من هذا الموقف على الاقل اربع فوائد الفائدة الاولى هي سياسة النبي صلى الله عليه وسلم في تفتيت الاعداء - 00:08:58
وانه حاول استعمال اغراء المال في في تفكيك هذا التحالف وفي يعني محاولة يعني ما يرى انه تنازل لتحقيق المصلحة الاعلى التنازل عن المال تحقيق المصلحة الاعلى. وهذه امور حقيقة يجب ان يتقبلها القادة الاسلاميون والمفاوضون ونحو ذلك ان يقدروا هذه الامور. طيب الدرس الثاني - 00:09:15
انه الانصار توقفوا وسألوا هل هذا وحي من الله ام هو من التدبير والسياسة ويعني شو انظر كيف انهم سيسلمون ويخضعون ويذعنون ان كان هذا وحيا من الله لكن لو كان من السياسة سيناقشون وينظرون الرأي - 00:09:43
فهنا ترى شدة ازعان الانصار واستسلامهم لله ورسوله صلى الله عليه وسلم يعني ان كان الامر وحي فهم على اتم الاستعداد للتنفيذ مهما كان وما خالف هذا رأيه الدرس الثالث - 00:10:02
شف انظر الى هذه العزة الرفيعة هذه الهمة العالية هذا الاباء الكبير مع انهم في شدة ومحنة وكرب يعني كل هذا لم يفت في عضدهم لم يخدش انافتهم وعزته اسأل الله ان يرزقنا مثل هذا - 00:10:15
والامر الرابع انظر في نزول النبي صلى الله عليه وسلم على شورى اصحابه ورجوع رجوع النبي صلى الله عليه وسلم عن رأيه يعني طالما انه وجد منهم هذا وهذه ايضا من محاسن سياسة النبي صلى الله عليه وسلم ومن معالجته لنفوس اتباعه وانصاره. يعني لو كان النبي قد - 00:10:37
عزم رأيه لكانوا نزلوا عليه لكنه لا يكسر شوكته لا يهبط بعزيمتهم لا يزدري ارائهم صلى الله عليه وسلم وبهذا يعني عزم المسلمون على الصمود والثبات لم تفت فيهم المحنة لم تفت فيهم الشدة - 00:10:56
كانوا يتضرعون الى الله تبارك وتعالى. اللهم استر عوراتنا وامن روعاتنا. وكان صلى الله عليه وسلم يدعو اللهم منزل الكتاب مجري السحاب هازم الاحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم وهنا يا جماعة الخير - 00:11:14
يعني هيأ الله تبارك وتعالى مشهدين آآ هذان المشهد ان عملا على تفتيت الاحزاب وعلى افشال الاحزاب. المشهد الاول هذا مشهد خالص لله تبارك وتعالى. هذا مشهد ثابت بالقرآن والسنة الصحيحة - 00:11:31
اما المشهد الثاني فهو من اسباب البشر التي ييسرها الله تبارك وتعالى وهذا مشهور في كتب السيرة. المشهد الاول المشهد الخالص لله تبارك وتعالى فهو ان الله تبارك وتعالى سلط على المشركين البرد - 00:11:49
والريحة الشديدة فصار لا يستقر لهم شيء يعني صارت الريح تقلع خيامهم تقلب قدورهم التي يطبخون فيها يأكلون فيها ولم يعودوا يتحملون البرد واصابهم اليأس من القدرة على اقتحام الخندق - 00:12:03
فبالتالي ظهر وكأن اقامتهم هنا بلا فائدة والله تبارك وتعالى يذكر هذا فيقول يا ايها الذين امنوا اذكروا نعمة الله عليكم اذ جاءتكم جنود فارسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها - 00:12:20
وكان الله بما تعملون بصيرا والله تبارك وتعالى في اخر الايات قال ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين دال يعني الله هو الذي تولى هذا - 00:12:39
وكان الله قويا عزيزا والنبي صلى الله عليه وسلم ارسل حذيفة بن اليمان يتسلل الى معسكر قريش ليحاول ان يستطلع خبرهم وفي هذه القصة حقيقة عبرة وفيها تصوير لحال المسلمين وما كانوا فيه من الجوع والخوف والبرد - 00:12:55
ومتى اضطر سيدنا مصعب لسيدنا حذيفة لرواية هذا لما سمع احد التابعين يقول لو اني ادركت رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلت معه وابليت يعني يعني مثل كثير منا الان يتمنى انه - 00:13:16
آآ لو كان رأى الرسول وانه لو كان في زمن النبي لكان قد فعل وفعل وهو لا يعرف انه هذه كانت من الفتنة والاختبار وانه كثير ممن ادركوا النبي صلى الله عليه وسلم اختاروا الكفر - 00:13:35
بل اختاروا ان يقاتلوا النبي صلى الله عليه وسلم اتباعا لابائهم او اتباعا لمصالحهم او غير ذلك فكانت فتنة لذلك يعني اوصانا الصحابة لا يتمنين احدكم مشهدا قد غيبه الله عنه - 00:13:48
المهم لما سيدنا حذيفة سمع هذا الرجل في هذه الحماسة ذكر له قصة الخندق فقال له لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الاحزاب واخذتنا ريح شديدة وقر برد - 00:14:03
فقال صلى الله عليه وسلم الا رجل يأتينا بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة. شف شف الاجر العالي قال حذيفة فسكتنا فلم يجبه احد شدة شديدة يا جماعة الخير - 00:14:19
ثم قال صلى الله عليه وسلم الا رجل يأتينا بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة قال فسكتنا لم يجبه احد فكررها النبي الثالثة فقال صلى الله عليه وسلم قم يا حذيفة فاتنا بخبر القوم - 00:14:36
يقول حذيفة فلم اجد بدا اذ دعاني باسمي ان اقوم صلى الله على محمد ورضي الله عن صحابته الكرام. شف شدة الخوف لكن جاءه التكليف فكان اقوى على نفسه منه - 00:14:50
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اتني بخبر القوم ولا تزعرهم يعني لا تحرضهم لا تنبهم فخرج يقول حذيفة فلما خرجت من عنده كنت كانما امشي في حمام يعني في الدفء - 00:15:04
انزل الله عليه الذئب حتى اتيتهم فرأيت ابا سفيان ابو سفيان كان قد كشف ظهره للنار يعني او قد نارا لكي يستدفئ ووضع ظهره الى النار فهو سيدنا حذيفة رأى ابا سفيان عاري الزهر قال فكدت ان ارميه - 00:15:20
ولو كنت رميته لاصبته. لكن يعني تذكرت آآ قول النبي صلى الله عليه وسلم فامسكت ثم رجعت وانا امشي في مثل الحمام فلما اتيته فاخبرته بخبر القوم وفرغت جاءني البرد - 00:15:42
فالبسني رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضل عباءة كانت عليه كان يصلي فيها فنمت حتى اصبحت رضي الله عن حذيفة طيب هذه القصة نرى فيها شدة ما كان فيه الصحابة - 00:16:00
لدرجة انه لم يبادر احد بتنفيز طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم مع انه الاجر عظيم يعني جعله الله معي يوم القيامة ونرى فيها ايضا شدة طاعته للنبي صلى الله عليه وسلم اذا امر احدهم - 00:16:16
وكذلك يعني طبعا ايضا امره في مسألة قتل ابي سفيان يعني كيف اطاع النبي ولم يقتل ابا سفيان مع امكانية هذا وقربه منه؟ طيب هذا المشهد المشهد الذي هو خالص لله تبارك وتعالى - 00:16:26
وهو يشبه مشهد انزال الملائكة وانزال الغيث الاشياء التي لا يراها المؤرخون لا يعرفها الكتاب والمؤلفون. المشاهد التي يشعر بها اهل الجهاد في معاركهم ولا يلتقطها احد ممن يؤرخون او يكتبون. ولولا القرآن والسنة ما عرفناها يعني - 00:16:41
المشهد الاخر الذي فيه اسباب البشر فهو ان رجلا من غضفان قد اسلم واستطاع ان يتسلل الى النبي صلى الله عليه وسلم واسمه نعيم ابن مسعود فجاء الى النبي صلى الله عليه وسلم واخبره انه اسلم - 00:16:58
فالنبي امره ان يخذل عن المسلمين وهذه سيرة النبي صلى الله عليه وسلم. نبي صلى الله عليه وسلم قدوة قدوة في توظيف الطاقات والرجال قدوة في استثمار الفرص. يعني من كان قد اسلم ولم يعرف اسلامه فالنبي كان يستعمله في مصلحة المسلمين. احنا مر بنا في غزوة حمراء الاسد كيف استفاد النبي من معبد ابن معبد - 00:17:16
والعلماء يقولون بعضهم يقول انه كان اسلم ولكن لا يعرف اسلامه فكيف استفاد منه في تخزيل قريش وفي آآ تثبيطهم عن معاودة الهجوم على المدينة؟ طب الان ايضا النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه رجل اسلم - 00:17:43
قال له انما انت رجل واحد قزل عنا يعني لن ينفعنا كسيرا بقاؤك معنا في الخندق. وانت مسلم طيب نعيم ابن مسعود كانت له علاقات هو رجل استثمر علاقاته بمعسكر الكفار احسن ما يكون الاستثمار - 00:17:57
فبالتالي وضع خطة بديعة جدا. هذه الخطة كالاتي. ذهب هو الى بني قريظة فقال لهم يا بني قريظة قد عرفتم ودي اياكم وخاصة ما بيني وبينكم فيبدو انه كان له علاقات فقالوا له صدقت ما انت عندنا بمتهم. قال له - 00:18:14
ان قريشا وغطفان ليسوا مثلكم البلد بلدكم انتم في المدينة وفي المدينة فيها اموالكم وابناؤكم ونساؤكم وبالتالي لو ان قريشا وغطفان الذين جاءوا الى حرب محمد لو انهم ارادوا شيئا اصابوه لكن لو انهم لم يصيبوا هذا الشيء يعني ان ارادوا نهزة اصابوها وان كان غير ذلك لحقوا - 00:18:31
بلادهم وخلوا بينكم وبين هذا الرجل ببلدكم محمد وما عندكم به طاقة فبالتالي اقترح عليهم لا تقاتلوا مع القوم حتى تأخذوا منهم رهائن رهنا من اشرافهم وهؤلاء يكونون عندكم لكي تأمنوا انهم لا يتركوا محمدا - 00:18:59
تهربوا فوالله كانت فكرة جيدة. قالوا لقد اشرت بالرأي طيب ثم ذهب الى قريش وقال لهم بلغني امر ورأيت ان لكم علي حقا ان ابلغكموه فانا عرفت ان بني قريظة ندموا على ما كانوا قد صنعوا من خيانتهم ونقضهم للعهد مع محمد فارسلوا الى محمد - 00:19:19
اننا قد ندمنا على ما فعلنا فهل يرضيك ان نأخذ لك من قريش وغطفان رجالا من اشرافهم فنعطيكهم نعطيك اياهم تضرب اعناقهم ثم نكون معك على من بقي منه فارسل اليهم محمد نعم - 00:19:46
ارضى بهذا فلذلك ينصح نعيم ابن نعيم ابن مسعود ينصح انه اذا بعثت اليكم يهود يلتمسون منكم رهائن من رجالكم فلا تدفعوا اليهم احدا هنا ارادت قريش ان تختبر هذه المعلومة - 00:20:05
فارسلت الى يهود كان ذلك في ليلة السبت يقولون لهم يا معشر يهود يا يهود بني قريظة نحن الان لسنا بدار مقام البرد والجوع وهذه يعني ليست خطتنا ان نحاصر المدينة - 00:20:23
فبالتالي اهجموا معنا غدا السبت من الجنوب ونحن نهاجم يعني باكتساح من الشمال قالوا لهم اليهود والله هزا اليوم يوم سبت وهذا يوم لا نعمل فيه شيئا وبعدين يعني ثم نحن لن نقاتل معكم حتى تعطونا رهائن من رجالكم يكونون بايدينا ثقة - 00:20:38
لانكم نحن نخشى اذا درستكم الحرب ان تنشمر تنشمر يعني تنسحب تتراجعوا الى بلادكم فتتركونه. والرجل في بلدنا ولا طاقة لنا به فهنا يعني عملة بني قريظة ما قال له ابن عم ابن مسعود - 00:21:05
وصدقت قريش غطفان ما قاله له ابن عمر ابن مسعود احيانا نتخيل يعني حقيقة لو كانت هذه الفكرة نفسها قد جاءت الى رأس كعب بن اسد ان هو يأخز رهائن من قريش وغطفان قبل ان يخون وقبل ان ينقض العهد مع النبي صلى الله عليه وسلم. يعني لو لو انه فعلها - 00:21:25
لكان قد احتاط لنفسه يعني لا يخون الا وهو ضامن لكن الله اغفل قلبه عن هذا الحل والله لا يصلح عمل المفسدين ولا يهدي كيد الخائنين. طيب بهذا تفكك الحلف - 00:21:44
بين قريظة وبين قريش وعجزت قريش وغطفان عن اجتياح المدينة وضربتهم الريح والبرد ولم يعني لم يقدروا لم يكن لديهم استعداد للحصار والقى الله في قلوبهم الانخذال فعزموا على ان يرحلوا - 00:21:57
وبهذا انكشفت هذه الغمة العظيمة عن المسلمين وعاد الاحزاب ونستطيع ان نقول انه يعني عند هذه اللحظة عند هذه اللحظة خرجت الدولة الاسلامية من اخطر غزوة واخطر تهديد وجودي كاد ان يجتاحها وان يجتخها - 00:22:20
يعني هذه كانت احرج لحظة في تاريخ الدولة الاسلامية. يعني ظلت العاصمة الاسلامية المدينة المنورة مهددة بالاجتياح حتى غزوة الاحزاب عند غزوة الاحزاب حين ثبت عجزهم عن اجتياح المدينة هذه الدولة الاسلامية انتقلت نقلة اخرى. نقلة جديدة وضعا جديدا - 00:22:45
ان شاء الله في الحلقة القادمة سنتكلم عن هذه النقلة الجديدة سنرى نتائج هذه الغزوة ونرى كيف قفزت الدولة الاسلامية في سلم الصعود السياسي والعسكري نسأل الله تبارك وتعالى ان يفكك حلف الاحزاب الذي يتآمر على امة الاسلام في هذا اليوم. ونسأله تبارك وتعالى ان ينصر المجاهدين في سبيله في كل ما - 00:23:11
مكان ونسأله تبارك وتعالى ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:23:37