قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء
قراءة تفسير أضواء البيان (003) - البقرة (001) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء
التفريغ
يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قال المؤلف رحمه الله في تفسير سورة البقرة - 00:00:03ضَ
قوله تعالى هدى للمتقين صرح في هذه الاية بان هذا القرآن هدى للمتقين ويفهم من مفهوم الاية اعني مفهوم المخالفة المعروفة بدليل الخطاب ان غير المتقين ليس هذا القرآن هدى لهم - 00:00:25ضَ
وصرح بهذا المفهوم في ايات اخر كقوله قل هو للذين امنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في اذانهم وقر وهو عليهم عمى وقوله وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين - 00:00:44ضَ
ولا يزيد الظالمين الا خسارا وقوله واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون واما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا الى رجسهم وماتوا وهم كافرون - 00:01:02ضَ
وقوله تعالى وليزيدن كثيرا منهم ما انزل اليك من ربك طغيانا وكفرا الاية ومعلوم ان المراد بالهدى في هذه الاية الهدى الخاص الذي هو التفضيل بالتوفيق الى دين الحق لا الهدى العام الذي هو ايضاح الحق - 00:01:25ضَ
قوله تعالى ومما رزقناهم ينفقون عبر في هذه الاية الكريمة بمن التبعيضية الدالة على انه ينفق لوجه الله بعض ماله لا كله ولم يبين هنا القدر الذي ينبغي انفاقه. والذي ينبغي امساكه - 00:01:47ضَ
ولكنه بين في مواضع اخر ان القدر الذي ينبغي انفاقه هو الزائد على الحاجة وسد الخلة التي لا بد منها وذلك كقوله ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو والمراد بالعفو الزائد على قدر الحاجة التي لا بد منها على اصح التفسيرات - 00:02:06ضَ
وهو مذهب الجمهور ومنه قوله تعالى حتى عفوا. اي كثروا وكثرت اموالهم واولادهم. وقال بعض العلماء العفو نقيض الجهد وهو ان ينفق ما لا يبلغ انفاقه منه الجهد واستفراغ الوسع - 00:02:28ضَ
ومنه قول الشاعر خذ العفو مني تستديمي مودتي. ولا تنطقي في ثورتي حين اغضب وهذا القول راجح الى ما ذكرنا. وبقية الاقوال ضعيفة وقوله تعالى ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك - 00:02:46ضَ
ولا تبسطها كل البسط فنهاه عن البخل بقوله ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ونهاه عن الاسراف بقوله ولا تبسطها كل البسط فيتعين الوسط بين الامرين كما بينه بقوله والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما - 00:03:05ضَ
ويجب على المنفق ان يفرق بين الجود والتبديل وبين البخل والاقتصاد الجود غير التبذير والاقتصاد غير البخل المنع في محل الاعطاء مذموم وقد نهى الله عنه نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك - 00:03:27ضَ
والاعطاء في محل المنع مذموم ايضا وقد نهى الله عنه نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله ولا تبسطها كل البسط وقد قال الشاعر لا تمدحن ابن عباد وان هطلت يداه كالمزن حتى تخجل الديم - 00:03:49ضَ
فانها فلتات من وساوسه يعطي ويمنع لا بخلا ولا كرما وقد بين تعالى في مواضع اخر ان الانفاق المحمود لا يكون كذلك الا اذا كان مصرفه الذي صرف فيه مما يرضي الله - 00:04:08ضَ
كقوله تعالى قل ما انفقتم من خير فللوالدين والاقربين الاية وصرح بان الانفاق فيما لا يرضي الله حسرة على صاحبه في قوله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة. الاية وقد قال الشاعر ان الصنيعة لا تعد صنيعة حتى يصاب بها طريق المصنع - 00:04:26ضَ
فان قيل هذا الذي قررتم يقتضي ان الانفاق المحمود هو انفاق ما زاد على الحاجة الضرورية مع ان الله تعالى اثنى على قوم بالانفاق وهم في حاجة الى ما انفقوا - 00:04:52ضَ
وذلك في قوله ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون الظاهر في الجواب والله تعالى اعلم وما ذكره بعض العلماء من ان لكل مقام مقالة - 00:05:07ضَ
ففي بعض الاحوال يكون الايثار ممنوعا وذلك كما اذا كانت على المنفق نفقات واجبة كنفقة الزوجات ونحوها فتبرع بالانفاق في غير واجب وترك الفرض. لقوله صلى الله عليه وسلم وابدأ بمن تعول - 00:05:26ضَ
وكأن يكون لا صبر عنده عن سؤال الناس فينفق ماله ويرجع الى الناس يسألهم مالهم. فلا يجوز له ذلك والايثار فيما اذا كان لم يضيع نفقة واجبة وكان واثقا من نفسه بالصبر والتعفف وعدم السؤال - 00:05:48ضَ
واما على القول بان قوله تعالى ومما رزقناهم ينفقون يعني به الزكاة فالامر واضح والعلم عند الله تعالى قوله تعالى ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشاوة الاية - 00:06:06ضَ
لا يخفى ان الواو في قوله وعلى سمعهم وعلى ابصارهم محتملة في الحرفين ان تكون عاطفة على ما قبلها وان تكون استئنافية ولم يبين ذلك هنا ولكن بين في موضع اخر - 00:06:26ضَ
ان قوله وعلى سمعهم معطوف على قوله على قلوبهم وان قوله وعلى ابصارهم استئناف والجار والمجرور خبر المبتدأ الذي هو غشاوة وسوغ الابتداء بالنكرة فيه اعتمادها على الجار والمجرور قبلها - 00:06:42ضَ
ولذلك يجب تقديم هذا الخبر. لانه هو الذي سوغ الابتداء بالمبتدأ كما عقده في الخلاصة بقوله ونحو عندي درهم ولوطر ملتزم فيه تقدم الخبر وتحصل ان الختم على القلوب والاسماع. وان الغشاوة على الابصار - 00:07:02ضَ
وذلك في قوله تعالى افرأيت من اتخذ الهه هواه واضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة والختم هو الاستيثاق من الشيء. حتى لا يخرج منه داخل فيه - 00:07:23ضَ
ولا يدخل فيه خارج عنه والغشاوة الغطاء على العين يمنعها من الرؤية ومنه قول الحارث بن خالد بن العاص خويتك اذ عيني عليها غشاوة فلما انجلت قطعت نفسي الومها وعلى قراءة من نصب غشاوة فهي منصوبة بفعل محذوف. اي وجعل على ابصارهم غشاوة - 00:07:42ضَ
كما في سورة الجاثية وهو كقوله الفتها تبنا وما ان باردا حتى شتت همالة عيناها وقول الاخر ورأيت زوجك في الوغا متقلدا سيفا ورمحا. وقولي الاخر اذا ما الغانيات برزن يوما وزجنا الحواجب والعيون - 00:08:07ضَ
كما هو معروف في النحو واجاز بعضهم كونه معطوفا على محل المجرور فان قيل قد يكون الطبع على الابصار ايضا كما في قوله تعالى في سورة النحل اولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وابصارهم الاية - 00:08:30ضَ
الجواب ان الطبع على الابصار المذكورة في اية النحل هو الغشاوة المذكورة في سورة البقرة والجاثية والعلم عند الله تعالى نكتفي بهذا القدر والى لقاء قادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:08:50ضَ