مقاطع مختارة

قوله تعالى: (إنما يخشى الله من عباده العلماء)

خالد السبت

قوله هنا انما يخشى الله من عباده العلماء. ذكره في هذا السياق لما ذكر هذه العجائب في صنعه وخلقه تبارك وتعالى عقب بهذا وهو ان اهل الخشية هم العلماء فمن المراد بذلك كل من يعتد به من اهل العلم مما رأيتم هنا ذكره ابن كثير رحمه الله - 00:00:00ضَ

ومن لم يذكرهم كلهم يقولون المقصود بذلك العلم بالله تبارك وتعالى. العلماء بالله العلم الذي يعبرون عنه كثيرا بالخشية او الذي يورث الخشية وهو العلم بالله باسمائه وصفاته كذلك ايضا العلم بالطريق الموصل اليه والعلم بما يصير اليه الناس عند الوصول اليه - 00:00:27ضَ

في الدار الاخرة هذا هو المراد والله تعالى اعلم. وما يقوله بعض الناس من ان المقصود بهذا العلماء العلماء بهذه الامور التي في الطبيعة كما يعبر احيانا هذا غير صحيح التوسع في مثل هذه العلوم - 00:00:59ضَ

ومعرفة الدقائق والتفاصيل في هذه الاشياء سواء كان مما يتصل آآ الجبال او علم الجيولوجيا علم الارض او كان ذلك مما يتصل بعلوم اخرى كالفلك او علوم الطب ونحو هذا - 00:01:21ضَ

مما يعنى فيه الدارس بمعرفة تفاصيل دقيقة واشياء لا يعرفها عامة الناس. هل العالمون بذلك هم اهل الخشية؟ وهل الواقع يدل على هذا الان كبار العلماء في الجيولوجيا وكبار العلماء في الفلك - 00:01:39ضَ

وكبار العلماء في الطب وكبار العلماء في علوم الاحياء الدقيقة وما الى ذلك؟ هل هؤلاء هم اهل خشية الله عز وجل والخوف منه كما قال الله انما يخشى الله من عباده العلماء - 00:01:59ضَ

عرفوا دقائق واشياء ورأوها بالمكبرات وغير المكبرات دراسات واعمار تفنى في تتبع اشياء دقيقة جدا ثم بعد ذلك ما الذي اورثهم هذا هل اورثهم خشية الله عز وجل؟ هل رأينا هؤلاء - 00:02:17ضَ

هم اهل الخشية الجواب لا اكثر هؤلاء لا يعرفون الله ويعزون ذلك الى امور من الطبيعة وان الطبيعة الى اخره هي التي تفعل هذا كله؟ هم ابعد الناس عن الايمان - 00:02:33ضَ

الا ما ندر والنادر والشاذ لا حكم له كونه يسلم واحد منهم لا يعني ان هذا يعطى للجميع ويقال كلما تبحر الواحد في هذه العلوم وتوسع فيها فان ذلك يكون - 00:02:48ضَ

فيه محققا لهذه الصفة انما يخشى الله يزداد خشية لله ابدا انما يخشى الله من عباده العلماء هم العلماء الذين عرفوه معرفة صحيحة باسمائه وصفاته وما يليق به من عظمته - 00:03:03ضَ

وجلاله العلماء به وبالطريق الموصل اليه والدار التي يصير الناس اليها هؤلاء هم العلماء الذين يخشونه. لان هؤلاء اذا كانوا يفقهون عن الله عز وجل وما ذكره في كتابه من دلائل قدرته وعظمته - 00:03:24ضَ

مع ما يشاهدونه من دلائل القدرة في الانفس والافاق فان ذلك يورثهم تعظيمه وخشيته وكلما كان العبد بربه اعرف كان اكثر تعظيما له واجلالا وخشية. وهذا هو العلم الصحيح فمثل هذا العلم من شأنه ان يورث - 00:03:44ضَ

الخشية فان اختل في المكلف شيء من دوافعه ومقاصده فان ذلك قد لا يورثه هذه الخشية كالذي يأخذ العلم من اجل الدنيا او يتعلم العلم لي كما يقال الثقافة للثقافة - 00:04:07ضَ

هو لديه نوع من الرغبة والهواية يعني اشبه ما يكون هؤلاء بالهواة فتجد الواحد منهم له مدارك واسعة ومعرفة لكن ابعد ما يكون عن وصف العلماء الربانيين لربما تجد حاله وسلوكه لا يختلف كثيرا - 00:04:28ضَ

عن عامة الناس لا في مظهره ولا في مخبرها وقد يكون هذا من كبار المحققين لكتب التراث وله اطلاع واسع على هذه الاشياء. ولا يسأل عن مخطوط ولا مطبوع ولا - 00:04:47ضَ

الا وعنده معرفة واسعة فيه واذا نظرت الى حاله ابعد ما يكون عن العمل وبعضهم لا يصلي. بعضهم لا يصلي محقق من المعتنين بالتراث يعرف المخطوطات والمطبوعات ويعرف كل هذا هي هواية هواة - 00:05:02ضَ

هؤلاء هواة يعني ما اخذوا العلم من مأخذه الصحيح فما اورثهم الخشية بعض هؤلاء يدخن وحليق ومسبل وهيئته افرنجي وهو من كبار المحققين. ما هي المفارقة وقد لا يكون من هؤلاء المحققين قد يكون من كبار الاساتذة الجامعات واذا نظرت الى حاله فحال العوام افضل منه - 00:05:18ضَ

تعامل والعبادة والصلاة اذا نظرت الى صلاته لا تريد ان تنظر اليها. طريقة الصلاة واداءها هنا صلاة العوام احسن منه وابعد ما يكون من اقسى الناس قلبا جلف جاف سيء الخلق مثل هذا اين هو من قوله انما يخشى الله من عباده - 00:05:40ضَ

العلماء فهؤلاء ما اخذوا العلم من ماخذه الصحيح وما تلقوا بطريقة صحيحة وكثيرا ما يقع ذلك من كان كما يقول يعبر بعضهم يقول وجدت طريقا فسلكته ثم وجدت نفسي محاصرا - 00:05:59ضَ

يعني يقول انا دخلوني اهلي في المعهد في المتوسط وفي الثانوي في المعهد وتخرجت ما وجدت امامي الا كلية الشريعة تخرجت منها اردت ان اكون تاجرا عينت معيدا في الكلية - 00:06:17ضَ

فوجدت نفسي اكمل الدكتوراه والماجستير وجدت نفسي هكذا في النهاية يعني فكان ينصح بعض طلابه الا يسلكوا هذا الطريق وان يتعظوا به فمثل هؤلاء ابعد ما يكونون عن العمل لكن هو وجد نفسه هكذا في هذا السياق - 00:06:31ضَ

ثم صار امام الناس انه من المنسوبين للعلم وقد يكون فيه ذكاء ونباهة لكن ذكاء من غير زكاء علم بلا خشية بلا ورع فمثل هذا العلم وبعض هؤلاء لما يستيقظ ظميره - 00:06:46ضَ

ويشعر بالحرج يصرح احيانا لبعض الناس يقول اتمنى ان اكون مثل هذا يعني يرى عامي عامي صرف مصلي يحافظ على الفروض الخمسة في المسجد ما يتأخر يبكر للصلاة يقول اتمنى لو كنت مثل هذا يعني - 00:07:03ضَ

ان يكون خلوا من العلم لكن يكون بهذه المثابة مثل هذا العامي هذا غير اللي اتاه الله اياته فانسلخ منها وصار يفتي الناس بالضلال ويضلل الناس نسأل الله العافية فذلك كما قال الله عز وجل فمثله كمثل الكلب ان تحمل عليه يلهث او تتركه يلهث - 00:07:23ضَ

نحن ما نتحدث عن هذا المستوى لكن نتحدث عن ما دونه. فحينما يقال العلم الخشية ليس معنى ذلك ان هذا الانسان يكون قد درس وقرأ فان ذلك ايضا يكون كثيرا - 00:07:47ضَ

لهؤلاء الذين يتلقون العلم من مجرد القراءة والاطلاع على الكتب فقط فان اخذ العلم مع التربية غالب ما يكون ذلك بالجلوس في مجالس العلم عند من ينتفعون بمجالسته. كان بعض السلف يحضر لربما خمسة وعشرين سنة. يقول من اجل ان استفيد سمتا وهديا ودلا - 00:08:01ضَ

فمثل هذه الامور لابد من مراعاتها. حتى تخرج الصورة المتكاملة للمشتغل بالعلم فيكون ممن اذا رآه الناس ذكروا الله عز وجل يكون يحمل قدوة صحيحة بالعلم والعمل ولا يكون ذلك لمن - 00:08:30ضَ

اوتي ذكاء ولم يؤتى زكاء بالذكاء شيء والعلم شيء والخشية شيء اخر لكن العلم اذا اخذ من مأخذه الصحيح وكما يقول الشاطبي رحمه الله في اول الموافقات يقول ممن رباه الشيوخ - 00:08:53ضَ

كان يقول ان كتابه الموافقات يقول لا احل لاحد ان يقرأه الا ان يكون ممن رباه الشيوخ وتخرج على يد الشيوخ فعلى كل حال هي معادلة مركبة من هذه الامور - 00:09:11ضَ

جميعا من باب اولى ان يقال ان العلوم الطبيعية هذه والمادية والتجريبية الى اخره بمفردها بمجردها هكذا لا يمكن ان يكون هو المراد بقوله انما يخشى الله من عباده العلماء - 00:09:27ضَ

وكلام اهل العلم على هذه القضية ان العلم هو الخشية كثير كثير تجدونه في الكتب التي تحدثت عن العلم كجامع بيان العلم وتجدونه حتى في كتب اخرى مثل مقدمة الدارمي على السنن نصوص كثيرة - 00:09:43ضَ

عن السلف في هذا المعنى - 00:10:00ضَ