الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فلا زلنا ايها الاخوان نتكلم عن الاية الاولى من سورة ال عمران وهي الاية الخامسة والخمسون من هذه السورة مما يشكل او قد يستشكل - 00:00:00
في كتاب الله تبارك وتعالى او يفهم على غير وجهه وذلك قول الله تبارك وتعالى اذ قال الله يا عيسى اني متوفيك ورافعك الي وقلنا ان هذه الاية لربما يستشكل فيها - 00:00:23
من ناحيتين الاولى ما يتعلق بالوفاة وذكرنا ان من اهل العلم من قال ان في الاية تقديما وتأخيرا والتقدير اذ قال الله يا عيسى اني رافعك الي ومطهرك من الذين كفروا - 00:00:44
وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا الى يوم القيامة ومتوفيك يعني في نهاية المطاف وقلنا ان هذا خلاف الاصل والاصل ان يكون الكلام على وجهه من الترتيب هو على هذا فان - 00:01:06
اقاويل اهل العلم قد تفرقت فيها وذكرنا بعضها فمن قائل اني متوفيك اي مستوفيك روحا وبدنا. ان الله بروحه وبدنه وليس الموت ومن قائل اي انه يوفيه اجره كاملا وهذا فيه بعد - 00:01:27
ومن قائل اي ان الله كانه طمأنه ان نهايته ستكون الوفاة وليس القتل كما ارادوا وكما دبروا اعني الكفار من بني اسرائيل وهم اليهود. يعني اني متوفيك لن تكون النهاية - 00:01:48
بالقتل كما دبر هؤلاء اليهود. وهذا فيه بعد ومن قائل اي اني قابضك من الارض وهذا يشبه بعض الاقوال التي سبقت كما قال الله عز وجل الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يحييكم ثم - 00:02:07
اميتكم فالحاصل ان اجود هذه الاقوال كما سبق هو قول من قال بان الوفاة تحمل على المعنى الشرعي لا اللغوي. ولان الفاظ الشارع محمولة على المعاني الشرعية والمعنى الشرعي للوفاة - 00:02:28
معروف وهو مفارقة الروح الجسد. اما كليا وهو ما نسميه الموت الحقيقي وذلك ينتفي معه الحياة بالكلية. يكون الانسان جثة هامدة او يكون ذلك بمفارقة الجسد مفارقة اخرى ينتفي معها الادراك. وهي النوم - 00:02:45
كما قال الله عز وجل الله يتوفى الانفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها فسماه موتا ووفاة وكذلك وهو الذي يتوفاكم بالليل ونحن نقول كما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم - 00:03:10
الحمد لله الذي احيانا بعدما اماتنا فسمي النوم سمي موتا وهكذا فالمقصود ان مثل هذا هو الاقرب في معنى هذه الاية اي ان الله القى عليه النوم ورفعه اليه في هذه الحالة - 00:03:27
واما الجزء الاخر في الاية الذي قد يستشكل وهو قوله تبارك وتعالى وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين الى يوم القيامة ومعروف انه بعد ما مات المسيء بعد ما رفع المسيح عليه الصلاة والسلام - 00:03:49
ان النصارى انقسموا الى ثلاث طوائف طائفة قالوا انه الله وطائفة قالوا انه ابن الله وطائفة قالوا انه ثالث ثلاثة. افترقوا الى هذه الفرق الثلاث وبقوا على هذا نحوا من ثلاثة قرون ثلاث مئة سنة - 00:04:06
وهم على هذا التفرق والاختلاف ولم يكن لاهل الحق والتوحيد الذين قالوا انه عبد لله ورسول لم يكن لهم ظهور على هؤلاء بالقوة والغلبة ثم بعد ذلك جاء قسطنطين وهو رجل وثني كما هو معروف وهو ملك - 00:04:28
الرومان فدخل ظاهرا في النصرانية حتى قيل انه ادخل النصرانية في الوثنية في الواقع دخل ظاهرا فيها ثم غلب القول بان عيسى عليه الصلاة والسلام ثالث ثلاثة او انه ابن الله المقصود ان قول اهل التوحيد والايمان انه عبد الله ورسوله هذا قول صار اهله - 00:04:50
ينبذون ويلاحقون ويعذبون ويقتلون ويحبسون ويلقون غاية الاذى وجاء هذا قسطنطين وبنى لهم نحوا من اثني عشر معبدا وهو الذي صور الكنائس وهو الذي يقولون زعموا انه ارتكب ذنبا فزاد في شهر صومهم عشرة ايام فصار الصوم عندهم اربعين يوما - 00:05:19
وكذلك ايضا في وقته احل لهم الخنزير ووقعت امور كثيرة جدا من تغيير الديانة النصرانية حتى انهم اداروا ظهرهم تماما للتوراة التي هم متعبدون بها لان عيسى عليه الصلاة والسلام كما قال الله عز وجل في خبره حينما قال لبني اسرائيل وجئتكم باية - 00:05:52
من ربكم اني اخلق الى ان قال ولاحل لكم بعض الذي حرم عليكم وجئتكم باية من ربكم فاتقوا الله فهو جاء حللهم بعض الاشياء ووضع عنهم بعض الاثار والاغلال التي هي التكاليف الشاقة الثقيلة عليه - 00:06:19
وضعها عنه ولم ينسخ التوراة لكن لشدة عداوة النصارى لليهود تركوا العمل بالتوراة والتوراة فيها الشريعة القوانين النظام والانجيل كان الغالب عليه امور تتعلق بالاخلاق والاداب والرقاق وما اشبه ذلك. فصاروا بلا شريعة ولا قانون - 00:06:39
فوضع لهم او وضعوا كتابا وضعوا فيه القوانين سموه الامانة العظمى او الكبرى وصاروا يعملون به فكان ذلك تبديلا لشرائع الله عز وجل التي انزلها على رسله عليهم الصلاة والسلام. هذا - 00:07:02
الذي حصل فما معنى قوله تبارك وتعالى فايدنا الذين امنوا على عدوهم فاصبحوا ظاهرين هناك في سورة الصف وهنا في سورة ال عمران وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا فبعض اهل العلم يقولون كابن القيم وابن كثير وامثال هؤلاء من المحققين يقولون لما كان النصارى يعني الذين ينتسبون - 00:07:21
الى النصرانية اقرب الى المسيح من اليهود نعم كانوا ظاهرين عليهم فايدنا الذين امنوا على عدوهم فاصبحوا ظاهرين. فبعد ما دخل قسطنطين في النصرانية صار النصارع اقوياء وصار اليهود يذبحون في ممالك الرومان. يطلب في ولايات الرومان وفي - 00:07:48
في ممالكهم احصاء اليهود الذين يوجدون في المدن والقرى فكانوا يقتلون قتلا ذريعا. فسلط الله عليهم قسطنطين هذا فالمقصود ان من اهل العلم من يقول هذا هو المراد بالظهور انهم لما كانوا اقرب للمسيح من اليهود - 00:08:13
ظهروا عليهم وان كان عندهم ضلالات وانحرافات وكفر لكن هذا المراد ولما كان المسلمون اقرب للمسيح عليه الصلاة والسلام من النصارى صار المسلمون ظاهرين على اليهود والنصارى فدحروا اليهود في قريظة والنظير والخندق وقينقاع ودحروا مملكة - 00:08:31
النصارى الكبرى التي هي الرومان واخرجوهم من الشام ثم من القسطنطينية التي بناها قسطنطين الذي ذكرناه انفا فهذا قول لبعض اهل العلم والقول الاخر ان هذا الظهور المشار اليه هو كان على يد النبي صلى الله عليه وسلم واتباعه حينما رفعوا - 00:08:55
غاية التوحيد واعادوا الحق الى نصابه فهذا هو الظهور الذي وعد الله عز وجل به كما قال الله عز وجل واذ قال عيسى من انصاري الى الله؟ قال الحواريون نحن انصار الله فامنت طائفة من بني اسرائيل لانه ارسل الى بني اسرائيل - 00:09:14
امنت طائفة من بني اسرائيل وهم النصارى وكفرت طائفة وهم اليهود فايدنا الذين امنوا على عدوهم فاصبحوا فاصبحوا ظاهرين. ما هذا الظهور؟ بعظ اهل العلم يقول بما انه لم يكن لهم ظهور في التاريخ فالظهور انه ما كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه حيث - 00:09:34
النبي صلى الله عليه وسلم دعا الى التوحيد وهو الذي دعا اليه المسيح فكان ذلك ظهورا على اليهود والنصارى وجميع طوائف المشركين. وهذا قول جيد قريب له وجه. والله تعالى اعلم - 00:09:55
اه هذا ايضاح لهذين المعنيين في الاية ممن قد يستشكل ولعله يكفي ان شاء الله وصلى الله على نبينا محمد - 00:10:10
التفريغ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فلا زلنا ايها الاخوان نتكلم عن الاية الاولى من سورة ال عمران وهي الاية الخامسة والخمسون من هذه السورة مما يشكل او قد يستشكل - 00:00:00
في كتاب الله تبارك وتعالى او يفهم على غير وجهه وذلك قول الله تبارك وتعالى اذ قال الله يا عيسى اني متوفيك ورافعك الي وقلنا ان هذه الاية لربما يستشكل فيها - 00:00:23
من ناحيتين الاولى ما يتعلق بالوفاة وذكرنا ان من اهل العلم من قال ان في الاية تقديما وتأخيرا والتقدير اذ قال الله يا عيسى اني رافعك الي ومطهرك من الذين كفروا - 00:00:44
وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا الى يوم القيامة ومتوفيك يعني في نهاية المطاف وقلنا ان هذا خلاف الاصل والاصل ان يكون الكلام على وجهه من الترتيب هو على هذا فان - 00:01:06
اقاويل اهل العلم قد تفرقت فيها وذكرنا بعضها فمن قائل اني متوفيك اي مستوفيك روحا وبدنا. ان الله بروحه وبدنه وليس الموت ومن قائل اي انه يوفيه اجره كاملا وهذا فيه بعد - 00:01:27
ومن قائل اي ان الله كانه طمأنه ان نهايته ستكون الوفاة وليس القتل كما ارادوا وكما دبروا اعني الكفار من بني اسرائيل وهم اليهود. يعني اني متوفيك لن تكون النهاية - 00:01:48
بالقتل كما دبر هؤلاء اليهود. وهذا فيه بعد ومن قائل اي اني قابضك من الارض وهذا يشبه بعض الاقوال التي سبقت كما قال الله عز وجل الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يحييكم ثم - 00:02:07
اميتكم فالحاصل ان اجود هذه الاقوال كما سبق هو قول من قال بان الوفاة تحمل على المعنى الشرعي لا اللغوي. ولان الفاظ الشارع محمولة على المعاني الشرعية والمعنى الشرعي للوفاة - 00:02:28
معروف وهو مفارقة الروح الجسد. اما كليا وهو ما نسميه الموت الحقيقي وذلك ينتفي معه الحياة بالكلية. يكون الانسان جثة هامدة او يكون ذلك بمفارقة الجسد مفارقة اخرى ينتفي معها الادراك. وهي النوم - 00:02:45
كما قال الله عز وجل الله يتوفى الانفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها فسماه موتا ووفاة وكذلك وهو الذي يتوفاكم بالليل ونحن نقول كما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم - 00:03:10
الحمد لله الذي احيانا بعدما اماتنا فسمي النوم سمي موتا وهكذا فالمقصود ان مثل هذا هو الاقرب في معنى هذه الاية اي ان الله القى عليه النوم ورفعه اليه في هذه الحالة - 00:03:27
واما الجزء الاخر في الاية الذي قد يستشكل وهو قوله تبارك وتعالى وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين الى يوم القيامة ومعروف انه بعد ما مات المسيء بعد ما رفع المسيح عليه الصلاة والسلام - 00:03:49
ان النصارى انقسموا الى ثلاث طوائف طائفة قالوا انه الله وطائفة قالوا انه ابن الله وطائفة قالوا انه ثالث ثلاثة. افترقوا الى هذه الفرق الثلاث وبقوا على هذا نحوا من ثلاثة قرون ثلاث مئة سنة - 00:04:06
وهم على هذا التفرق والاختلاف ولم يكن لاهل الحق والتوحيد الذين قالوا انه عبد لله ورسول لم يكن لهم ظهور على هؤلاء بالقوة والغلبة ثم بعد ذلك جاء قسطنطين وهو رجل وثني كما هو معروف وهو ملك - 00:04:28
الرومان فدخل ظاهرا في النصرانية حتى قيل انه ادخل النصرانية في الوثنية في الواقع دخل ظاهرا فيها ثم غلب القول بان عيسى عليه الصلاة والسلام ثالث ثلاثة او انه ابن الله المقصود ان قول اهل التوحيد والايمان انه عبد الله ورسوله هذا قول صار اهله - 00:04:50
ينبذون ويلاحقون ويعذبون ويقتلون ويحبسون ويلقون غاية الاذى وجاء هذا قسطنطين وبنى لهم نحوا من اثني عشر معبدا وهو الذي صور الكنائس وهو الذي يقولون زعموا انه ارتكب ذنبا فزاد في شهر صومهم عشرة ايام فصار الصوم عندهم اربعين يوما - 00:05:19
وكذلك ايضا في وقته احل لهم الخنزير ووقعت امور كثيرة جدا من تغيير الديانة النصرانية حتى انهم اداروا ظهرهم تماما للتوراة التي هم متعبدون بها لان عيسى عليه الصلاة والسلام كما قال الله عز وجل في خبره حينما قال لبني اسرائيل وجئتكم باية - 00:05:52
من ربكم اني اخلق الى ان قال ولاحل لكم بعض الذي حرم عليكم وجئتكم باية من ربكم فاتقوا الله فهو جاء حللهم بعض الاشياء ووضع عنهم بعض الاثار والاغلال التي هي التكاليف الشاقة الثقيلة عليه - 00:06:19
وضعها عنه ولم ينسخ التوراة لكن لشدة عداوة النصارى لليهود تركوا العمل بالتوراة والتوراة فيها الشريعة القوانين النظام والانجيل كان الغالب عليه امور تتعلق بالاخلاق والاداب والرقاق وما اشبه ذلك. فصاروا بلا شريعة ولا قانون - 00:06:39
فوضع لهم او وضعوا كتابا وضعوا فيه القوانين سموه الامانة العظمى او الكبرى وصاروا يعملون به فكان ذلك تبديلا لشرائع الله عز وجل التي انزلها على رسله عليهم الصلاة والسلام. هذا - 00:07:02
الذي حصل فما معنى قوله تبارك وتعالى فايدنا الذين امنوا على عدوهم فاصبحوا ظاهرين هناك في سورة الصف وهنا في سورة ال عمران وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا فبعض اهل العلم يقولون كابن القيم وابن كثير وامثال هؤلاء من المحققين يقولون لما كان النصارى يعني الذين ينتسبون - 00:07:21
الى النصرانية اقرب الى المسيح من اليهود نعم كانوا ظاهرين عليهم فايدنا الذين امنوا على عدوهم فاصبحوا ظاهرين. فبعد ما دخل قسطنطين في النصرانية صار النصارع اقوياء وصار اليهود يذبحون في ممالك الرومان. يطلب في ولايات الرومان وفي - 00:07:48
في ممالكهم احصاء اليهود الذين يوجدون في المدن والقرى فكانوا يقتلون قتلا ذريعا. فسلط الله عليهم قسطنطين هذا فالمقصود ان من اهل العلم من يقول هذا هو المراد بالظهور انهم لما كانوا اقرب للمسيح من اليهود - 00:08:13
ظهروا عليهم وان كان عندهم ضلالات وانحرافات وكفر لكن هذا المراد ولما كان المسلمون اقرب للمسيح عليه الصلاة والسلام من النصارى صار المسلمون ظاهرين على اليهود والنصارى فدحروا اليهود في قريظة والنظير والخندق وقينقاع ودحروا مملكة - 00:08:31
النصارى الكبرى التي هي الرومان واخرجوهم من الشام ثم من القسطنطينية التي بناها قسطنطين الذي ذكرناه انفا فهذا قول لبعض اهل العلم والقول الاخر ان هذا الظهور المشار اليه هو كان على يد النبي صلى الله عليه وسلم واتباعه حينما رفعوا - 00:08:55
غاية التوحيد واعادوا الحق الى نصابه فهذا هو الظهور الذي وعد الله عز وجل به كما قال الله عز وجل واذ قال عيسى من انصاري الى الله؟ قال الحواريون نحن انصار الله فامنت طائفة من بني اسرائيل لانه ارسل الى بني اسرائيل - 00:09:14
امنت طائفة من بني اسرائيل وهم النصارى وكفرت طائفة وهم اليهود فايدنا الذين امنوا على عدوهم فاصبحوا فاصبحوا ظاهرين. ما هذا الظهور؟ بعظ اهل العلم يقول بما انه لم يكن لهم ظهور في التاريخ فالظهور انه ما كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه حيث - 00:09:34
النبي صلى الله عليه وسلم دعا الى التوحيد وهو الذي دعا اليه المسيح فكان ذلك ظهورا على اليهود والنصارى وجميع طوائف المشركين. وهذا قول جيد قريب له وجه. والله تعالى اعلم - 00:09:55
اه هذا ايضاح لهذين المعنيين في الاية ممن قد يستشكل ولعله يكفي ان شاء الله وصلى الله على نبينا محمد - 00:10:10