السَّلامُ عليكُم يا كرامُ، ويا كريماتُ. - 00:00:00
في الحلقتَينِ الماضيَتينِ من سلسلةِ المرأةِ استعرضْنا معًا موضوعَ الإسلامِ وضربِ المرأةِ، - 00:00:02
وموضوعَ القِوامةِ، - 00:00:08
وعملنا استبانةً لكلٍّ منَ الحلقتَينِ؛ - 00:00:09
لنرى أثرَهما في تغييرِ قناعاتِ المتابعينَ ومشاعرِهم تجاهَ الإسلامِ. - 00:00:12
وسنستعرضُ معكُم اليومَ النَّتائجَ لهذينِ الاستبانتينِ، - 00:00:18
وسنعطيكَ، ونعطيكِ المنهجيَّةَ الَّتي تتعاملينَ بها معَ كلِّ تساؤلٍ عنِ الإسلامِ، - 00:00:22
ومعَ كلِّ نفورٍ تجدينَهُ، - 00:00:29
وسنرى ختامًا قصَّةَ أستاذِ التّاريخِ الملحدِ الَّذي ثبَّتَ إيمانَ يوسفَ ابنِ صديقي. - 00:00:31
تعالَوا بدايةً للنَّتائِج: - 00:00:37
حلقةُ (الإسلامِ وضربِ المرأةِ) - 00:00:39
ممَّن عبَّؤوا الاستبانةَ تقريبًا 7200 متابعٍ ومتابعةٍ؛ - 00:00:42
قالوا إنَّهم حضروا الحلقةَ كاملةً، - 00:00:46
وهؤلاءِ أجابوا عن سؤالِ التَّأثيرِ؛ - 00:00:49
تأثيرِ الحلقةِ على الشُّعورِ تجاهَ "واضْرِبوهُنَّ" في قولهِ تعالى: - 00:00:51
{ واللّاتي تخافونَ نُشوزَهُنَّ فَعِظوهُنَّ واهجُروهُنَّ في المضاجِعِ واضْرِبوهُنَّ - 00:00:56
فإنْ أطعْنَكُم فلا تبْغوا عليهِنَّ سَبيلًا إنَّ اللهَ كانَ عَلِيًّا كَبيرًا} [القرآن 4: 34] - 00:01:02
وكانتِ النَّتيجةُ كالآتي: - 00:01:07
منَ الَّذينَ كانَ لديهِم حرجٌ قبلَ أن يشاهِدوا الحلقةَ: - 00:01:09
حوالي 92% منهُم زالَ هذا الحرجُ منْ صدورِهم أوْ قلَّ بعدَ الحلقةِ، - 00:01:13
وحوالي 4 منْ كلِّ 5 منْ هؤلاءِ زالَ الحرجُ من صدورِهم تمامًا. - 00:01:19
النَّتائُج لحلقةِ (أنا حرَّةٌ) عنْ قوامةِ الرَّجلِ: - 00:01:25
الَّذينَ عبَّؤوا الاستبانةَ ممَّنْ يقولونَ إنَّهُم شاهدوا الحلقةَ كاملةً - 00:01:28
8600 شخصٍ تقريبًا، وأجابوا عنْ سؤالِ التَّأثيرِ: - 00:01:33
- هلْ كانَ لديكَ شعورٌ بالحرجِ، أو بعدمِ الطُّمأنينَةِ والاستيعابِ تجاهَ آياتِ القِوامةِ؟ - 00:01:37
وكيفَ أثَّرَتِ الحلقةُ فيكَ؟ - 00:01:44
منَ الَّذينَ كانَ لديهِم هذا الشُّعورُ: 81% منهُم زالَ هذا الشُّعورُ أوْ قلَّ بعدَ الحلقةِ، - 00:01:46
وأكثرُ منْ ثُلثَيْ هؤلاءِ زالَ الشُّعورُ بالحرجِ، أوْ عدمِ الاستيعابِ تمامًا - 00:01:54
ما فعلْناهُ في هاتَينِ الحلقتَينِ هوَ أشبهُ بدراسةِ حالةٍ "Case study" - 00:02:00
لتَطْمئنِّي أكثرَ إلى حقيقةِ أنَّهُ ربٌّ يُعبَدُ - 00:02:05
ناقشْنا هذهِ التَّشريعاتِ الرَّبَّانيَّةِ لنقومَ بما يُسمَّى إثباتَ المفهومِ "proof of concept" - 00:02:09
مفهومَ أنَّ الحرجَ الَّذي قدْ نجدُهُ تجاهَ آيةٍ أو حكمٍ شرعيٍّ هوَ نتيجةُ العطبِ - 00:02:17
الَّذي أصابَ عناصرَ المعادلةِ الثَّلاثَ: - 00:02:21
- صورةَ الشَّريعةِ الرَّبَّانيَّةِ. - 00:02:24
- وصورةَ الجاهليَّةِ الحديثةِ. - 00:02:26
- والميزانُ الَّذي يوازنُ بينَهما. - 00:02:28
فشُوِّهَتِ الشَّريعةُ، - 00:02:31
وزُيِّنَت الجاهليَّةُ، - 00:02:32
وأُعطِبَ الميزانُ، - 00:02:34
فخرجَتِ النَّتيجة ُاستِقْباحًا لأمرِ اللهِ، واستِحْسانًا للجاهليَّةِ - 00:02:36
فلمّا أريْناكِ حقيقةَ الجاهليَّةِ وجمالَ الشَّريعةِ، - 00:02:41
وضبطْنا الميزانَ على معاييرِ الحقِّ والعدلِ، - 00:02:45
ووضعْنا الآياتِ في السِّياقِ الصَّحيحِ، قلَّ الحرجُ بشكل كبير أوْ زالَ بالكليّة. - 00:02:48
ونحنُ هنا يا كرامُ نتكلَّمُ عن حلقاتٍ نظريَّةٍ، - 00:02:54
لا عنْ تطبيقٍ عمليٍّ - 00:02:57
ومنْ أكثرِ ما يُظلَمُ بهِ الإسلامُ هوَ أنَّهُ لا يُرى واقعًا عمليًّا، - 00:02:59
فلَكُم أنْ تتصوَّروا كيفَ سيكونُ الأمرُ - 00:03:04
إذا عاشَ النَّاسُ الإسلامَ واقعًا - 00:03:07
نتكلَّمُ عنْ حلقاتٍ من نصفِ ساعةٍ - 00:03:10
تُغيِّرُ قناعاتٍ ومشاعرَ سلبيَّةً، - 00:03:12
تشكَّلَتْ وكُرِّسَتْ عبرَ عقودٍ منَ الزَّمنِ بتشويهٍ مُمنْهجٍ، وبمُمارساتٍ خاطئةٍ - 00:03:15
فلكُم أنْ تتصوَّروا كيفَ لو عاشَ المسلمونَ الإسلامَ واقعًا - 00:03:21
وبالمناسبةِ، ففي الحلقتينِ كانت نسبةُ الَّذينَ زالَ الحرجُ منْ صدورِهم تمامًا - 00:03:25
أعلى في الَّذينَ شاهدوها كاملةً مقارنةً بالَّذينَ شاهدوها جزئيًّا، - 00:03:30
أعلى بكثيرٍ - 00:03:35
وهذا يدلُّ على ضرورةِ الصَّبرِ في متابعةِ مثلِ هذهِ الحلقاتِ المنهجيَّةِ، - 00:03:37
وإتمامِها كاملةً. - 00:03:41
ولا بدَّ أنْ نشيرَ إلى أنَّ العيِّنةَ الَّتي عبَّأَتِ الاستبانةَ؛ - 00:03:43
ليسَ شرطًا أن تكونَ ممثِّلةً للمجتمعِ عامَّةً، - 00:03:46
ولنْ ندخلَ في تفاصيلَ عنِ الاقترانِ والتَّسبُّبِ - 00:03:49
"causation and correlation" - 00:03:52
حتّى لا تتحوَّلَ الحلقةُ إلى محاضرةٍ أكاديميَّةٍ جافَّةٍ، - 00:03:54
لكنْ، هذهِ النَّتائجُ تعطي دلالاتٍ بلا شكٍّ. - 00:03:57
إنْ كانَ هذا كلُّهُ في كلامٍ نظريٍّ، - 00:04:01
فما بالُكم إنْ تحوَّلْنا إلى قُدواتٍ حيَّةٍ، - 00:04:03
نُغيِّرُ الصُّورَ النَّمطيَّةَ عنِ الشَّريعةِ بسلوكنِا الصَّحيحِ؟ - 00:04:06
وبالمناسبةِ: عندما ننشرُ بعضَ التَّعليقاتِ الَّتي تدلُّ على التَّأثيرِ الإيجابيِّ للحلقاتِ، - 00:04:10
فقدْ تقولُ: لماذا هذهِ الانتقائيَّةُ؟ تنشرونَ الإيجابيَّةَ، وتُهملونَ السَّلبيَّةَ؟ - 00:04:15
لا نهملُ شيئًا، بلْ ها نحنُ نُظهرُ لكُمُ النَّتائجَ بالأرقامِ يا كرامُ. - 00:04:20
والَّذينَ لمْ يتلاشَ الحرجُ منْ صدورِهم، - 00:04:25
فإنَّا لا نيأسُ منْ هدايتِهمْ، - 00:04:28
ونسألُ اللهَ أنْ يجمعَنا بهِم على محبَّةِ كتابِهِ وشريعتِهِ. - 00:04:30
إذنْ، بعدَ هذا -يا كرامُ ويا كريماتُ- - 00:04:34
ما هيَ المنهجيَّةُ الَّتي تتعاملُ بها المسلمةُ - 00:04:37
معَ كلِّ تساؤلٍ، أو نفورٍ، أو حرجٍ - 00:04:40
تجدُهُ تجاهَ آيةٍ منْ كتابِ اللهِ أو شيءٍ يُنسَبُ إلى دينِهِ -سبحانَهُ؟ - 00:04:43
أوَّلًا؛ أنْ تتذكَّري أيَّتُها المسلمةُ أنَّ إيمانَكِ باللهِ يجبُ أنْ يكونَ مبنيًّا على أصولٍ، - 00:04:49
على الإجاباتِ العلميَّةِ المحكمةِ المقنعةِ الَّتي أتى بها الإسلامُ - 00:04:55
عنِ الأسئلةِ الوجوديَّةِ الكُبرى: - 00:05:00
منْ أنا؟ منْ أينَ المنشأُ؟ إلى أينَ المصيرُ؟ - 00:05:02
ما الغايةُ منْ وجودي؟ منْ خلقَني؟ - 00:05:05
ماذا يريدُ منّي؟ - 00:05:07
وهوَ الإيمانُ الَّذي نُعالجُ ما يطرأُ عليهِ - 00:05:09
في سلسلةِ (رحلةِ اليقينِ) - 00:05:12
عندما يتشكَّلُ هذا الإيمانُ العلميُّ الجادُّ، فإنَّ التَّساؤلاتِ عنْ أمورٍ فرعيَّةٍ لنْ تضُرَّكِ، - 00:05:14
لأنَّ الجهلَ بالفرعِ لا يهدمُ الأصلَ، - 00:05:19
فإذا كانَتْ آيةٌ -أوْ حديثٌ أو تشريعٌ ما- تخلعُ إيمانَكِ، - 00:05:22
فهذا ببساطةٍ لأنَّ إيمانَكِ ليسَ مبنيًَّا على أُسسٍ. - 00:05:26
قدْ يكونُ عندَكِ تساؤلاتٌ عن حجابِ المرأةِ، تعدُّدِ الزَّوجاتِ، وغيرِها منَ المسائلِ... - 00:05:30
نعمْ، ابحثي عنْ إجاباتٍ بالطَّريقةِ المنهجيَّةِ الَّتي اتَّبعْناها في موضوعِ الضَّربِ والقوامةِ: - 00:05:35
تصحيحِ الميزانِ، ونفضِ الغبارِ عنِ الشَّريعةِ، - 00:05:41
وإدراكِ القبحِ الحقيقيِّ للجاهليَّةِ. - 00:05:43
لكنَّكِ تدرسينَ هذا كلَّهُ، - 00:05:46
لا كشرطٍ قبلَ أنْ تؤمني باللهِ ربًّا، وبالإسلامِ دينًا، - 00:05:48
فإيمانُكِ مستقرٌّ على قواعدِهِ كالجبالِ الرّاسخاتِ، - 00:05:52
وإنَّما لتزدادي إيمانًا منْ بابِ: - 00:05:56
{أوَلمْ تؤمنْ قالَ بلى ولكنْ ليطمئنَّ قلبي} [القرآن 2: 260] - 00:05:58
لتزدادي يقينًا، وتعظيمًا، واعتزازًا بدينِ ربِّ العالمينَ. - 00:06:02
أنتِ حينَ آمنتِ باللهِ في المنظومةِ الإسلاميَّةِ - 00:06:05
فقدْ آمنْتِ بربٍّ هوَ {نورُ السَّماواتِ والأرضِ} [القرآن 24: 35] - 00:06:08
{لهُ مقاليدُ السَّماواتِ والأرضِ} [القرآن 42: 12] - 00:06:12
{تسبِّحُ لهُ السَّماواتُ السَّبعُ والأرضُ ومنْ فيهنَّ - 00:06:14
وإنْ مِنْ شيءٍ إلَّا يسبِّحُ بحمدِهِ} [القرآن 17: 44] - 00:06:17
يقضي بالحقِّ - 00:06:20
تمَّتْ كلمتُهُ صدقًا وعدلًا - 00:06:21
{لا يُسألُ عمّا يفعلُ وهُم يُسألونَ} [القرآن 21: 23] - 00:06:23
لهُ الخلقُ والأمرُ - 00:06:25
{وهوَ القاهرُ فوقَ عبادِه وهوَ الحكيمُ الخبيرُ} [القرآن 6: 18] - 00:06:26
وسِعَتْ رحمتُهُ كلَّ شيءٍ - 00:06:29
وأحاطَ بكلِّ شيءٍ علمًا - 00:06:31
أنتِ حينَ آمنتِ باللهِ ربًّا، فعندَكِ أصولٌ راسخةٌ، شواهدُ على حكمتِهِ، وعدلِهِ، ورحمتِهِ -سبحانَهُ- - 00:06:33
فإنْ لمْ تُدركي الحكمةَ في تشريعٍ ما، فإنَّكِ تَرُدّينَهُ إلى هذهِ الأصولِ. - 00:06:40
الفتاةُ الَّتي تُعلنُ تركَ الإسلامِ لأجلِ آيةٍ لمْ تفهمْ حكمتَها، أو تشريعٍ لم يعجبْها - 00:06:45
هذهِ ما عرفَتِ الإسلامَ أصلًا، - 00:06:51
وما عرفَتِ الإيمانَ الجادَّ يومًا أصلًا، - 00:06:53
حتَّى وإنْ كانَتْ منَ الحافظاتِ للقرآنِ والمصلِّياتِ - 00:06:57
-كما أصبحْنا نسمعُ- - 00:07:01
مشكلةُ كثيرٍ منَ النَّاسِ أنَّ هذهِ الأصولَ والشَّواهدَ على حكمةِ اللهِ وعدلِهِ - 00:07:02
ليسَتْ موجودةً عندَهم أصلًا، - 00:07:06
فيهتزُّ إيمانُهم لأدنى سببٍ - 00:07:09
إذا وجدْتِ في نفسِكِ حرجًا منْ آيةٍ فتذكَّري خطورةَ هذا الشُّعورِ، - 00:07:11
وتذكَّري قولَ نبيِّكِ -صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: - 00:07:15
<<لا يموتَنَّ أحدُكُم إلّا وهوَ يُحسنُ الظَّنَّ بربِّهِ عزَّ وجلَّ>> ( رواه مسلمٌ) - 00:07:18
فأعظمُ شعورٍ تلقَينَ بهِ ربَّكِ؛ حسنُ الظنِّ بهِ -سبحانَهُ-، وبكلامِهِ وشريعتِهِ. - 00:07:22
عندما أرادَ اللهُ أنْ يبيِّنَ أسوأَ صفةٍ في الكافرينَ قالَ: - 00:07:28
{ذلكَ بأنَّهم كرهوا ما أنزلَ اللهُ فأحبطَ أعمالهُم} [القرآن 47: 9] - 00:07:32
وفي المقابلِ عندما ذكرَ نعمتَهُ الكُبرى على المؤمنينَ قالَ: - 00:07:36
{ولكنَّ اللهَ حبَّبَ إليكُم الإيمانَ وزيَّنهُ في قلوبِكم - 00:07:40
وكرَّهَ إليكُمُ الكُفرَ والفسوقَ والعصيانَ - 00:07:44
أولئكَ همُ الرّاشدونَ، - 00:07:47
فضلًا منَ اللهَ ونعمةً واللهُ عليمٌ حكيمٌ} [القرآن 49: 7-8] - 00:07:50
إذا نفرتِ من آيةٍ أو حديثٍ صحيحٍ فلنْ تنساقي وراءَ هذا النُّفورِ، - 00:07:53
بلْ أنتِ الآنَ لديكِ تفكيرٌ ناقدٌ، ومنهجيَّةٌ علميَّةٌ - 00:07:58
رأيتِ أثرَها في الحلقتَينِ الماضيتَينِ، - 00:08:01
فتحاكمينَ نفسَكِ ومشاعرَكِ، وتعيدينَ صياغةَ نفسِكِ، وتقولينَ لها: - 00:08:04
{وإنَّهُ لكتابٌ عزيزٌ لا يأتيهِ الباطلُ من بينِ يدَيهِ ولا منْ خلفِهِ - 00:08:09
تنزيلٌ منْ حكيمٍ حميدٍ} [القرآن41:41-42] - 00:08:14
فننتبهُ إلى ضرورةِ عملِ إعادة تهيئة -مسحٍ كاملٍ- لعقولِنا ومشاعرِنا منْ كلِّ صورةٍ نمطيَّةٍ مسبقةٍ - 00:08:16
متأثِّرةٍ بالإعلامِ، والتَّعليمِ التَّجهيليِّ، - 00:08:23
ونُقبلُ على دراسةِ دينِنا بتجرُّدٍ، - 00:08:26
لتتحوَّلَّ قناعاتُنا العقليَّةُ -بعدلِ اللهِ، وحكمتِهِ، ورحمتِهِ- - 00:08:29
إلى طمأنينةٍ قلبيَّةٍ، وأُنْسٍ بكلامهِ -سبحانهُ. - 00:08:33
نضبطُ بوصَلَتَنا باتِّجاهِ رضا ربِّ العالمينَ، - 00:08:38
وشعارُنا: {وعجلتُ إليكَ ربِّ لترضى} [القرآن 20: 84] - 00:08:40
{سمعْنا وأطعْنا غفرانَكَ ربَّنا وإليكَ المصيرُ} [القرآن 2: 285] - 00:08:43
بعدَ ما سبقَ من حلقاتٍ - 00:08:47
فإنَّكِ تُدركينَ أنَّ نفورَكِ منْ آيةٍ - 00:08:48
ليسَ لأنَّها تُصادمُ عقلَكِ، - 00:08:50
بل لأنَّها تُصادمُ صورًا نمطيَّةً مكرَّسةً مشوَّهةً، وفهمًا خاطئًا، - 00:08:53
فإذا وجدْتِ في نفسِكِ نفورًا تجاهَ أمرِ ربِّكِ، - 00:08:58
اتَّهمْتِ مَنْ يُنفِّرُكِ - 00:09:01
{ويريدُ الَّذينَ يتَّبعونَ الشَّهواتِ أنْ تميلوا ميلًا عظيمًا} [القرآن 4: 27] - 00:09:03
واتَّهمْتِ نفسَكِ وقلْتِ: أنا لطَّختُ مرآةَ قلبي بالذُّنوبِ، فما عادَتْ ترى الأشياءَ على حقيقتِها - 00:09:07
فتفِرِّينَ إلى ربِّكِ القائلِ: {ففِرُّوا إلى اللهِ} [القرآن 51: 50] - 00:09:13
إلى ربِّكِ القائلِ: - 00:09:16
{واللهُ يدعو إلى دارِ السَّلامِ - 00:09:17
ويهدي منْ يشاءُ إلى صراطٍ مستقيمٍ} [القرأن 10: 25] - 00:09:20
وتخضَعينَ لما يدلُّ عليهِ عقلُكِ وفطرتُكِ، - 00:09:23
مناديةً في كيانِكِ: - 00:09:27
{وعسى أنْ تكرهوا شيئًا وهوَ خيرٌ لكُم، وعسى أنْ تحبُّوا شيئاً وهو شرٌّ لكُم - 00:09:29
واللهُ يعلمُ وأنتُمْ لا تعلمونَ} [القرآن 2: 216] - 00:09:35
ومؤمنةً بقولِ ربِّكِ -عزَّ وجلَّ: - 00:09:37
{وتمَّتْ كلمةُ ربِّكَ صدقًا وعدلًا} [القرآن 6: 115] - 00:09:40
صدقًا في الأخبارِ، وعدلًا في الأحكامِ. - 00:09:44
وتؤمنينَ بقولِ نبيِّكِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: - 00:09:47
<<إنَّ اللهَ أعطى كلَّ ذي حقٍّ حقَّهُ>> (صحيح التّرمذيّ) - 00:09:50
وتقولينَ بملءِ الفمِ: هاجَرُ تُمثِّلُني؛ - 00:09:52
هاجَرُ إذْ قالَتْ لإبراهيمَ -عليهِ السَّلامُ- - 00:09:55
يومَ أرادَ أنْ يتركَها وولدَها بوادٍ غيرِ ذي زرعٍ: - 00:09:58
<<آللهُ الَّذي أمرَكَ بهذا؟ - 00:10:01
قالَ: نعمْ، قالَت: إذنْ لا يُضيِّعُنا>> (رواهُ البخاريُّ) - 00:10:03
تقولينَ بملءِ الفمِ أُمَيمةُ تُمثِّلُني. - 00:10:06
منْ أُمَيمةُ؟ - 00:10:08
أُمَيمةُ بنتُ رُقَيقةَ، صحابيَّةٌ جاءَتْ معَ نِسوةٍ يبايعْنَ رسولَ اللهِ على أمورٍ، - 00:10:09
فقالَ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: - 00:10:14
<<فيما استطعْتُنَّ وأطقْتُنَّ، - 00:10:16
فقالَتْ أُميمةُ: للهُ ورسولُهُ أرحمُ بنا منَّا بأنفسِنا>> (صحيح التّرمذي) - 00:10:18
أيْ إذا قضى اللهُ أو رسولهُ أمرًا؛ - 00:10:23
فإنّا على يقينٍ أنَّ فيهِ منَ الرَّحمةِ ومراعاةِ مصالحِنا أكثرَ ممَّا نرحمُ أنفسَنا، - 00:10:26
إيمانٌ وثقةٌ مطلقةٌ برحمةِ اللهِ في تشريعاتِهِ. - 00:10:32
سرْنا معكِ في هذهِ السِّلسلةِ -يا كريمةُ، - 00:10:36
يا منْ كرَّمَكِ اللهُ بإنسانيَّتِكِ ثُمَّ بالإسلامِ- - 00:10:38
سرْنا معكِ لتعلمي أنَّه إنْ ظلمَكِ بشرٌ؛ فالحلُّ في شريعةِ ربِّ البشرِ، - 00:10:41
فاللهُ ملاذُكِ لا خَصْمُكِ، لئلَّا يكونَ عندَكِ عصبٌ ملتهبٌ تجاهَ ربِّكِ -سبحانَهُ- - 00:10:46
ولا نظرةُ توجُّسٍ، بل حُسنُ ظنٍّ مطلقٌ، ويقينٌ راسخٌ، - 00:10:53
فاللهُ ملاذُكِ لا خصمُكِ. - 00:10:56
سرْنا معَكِ في هذهِ السِّلسلةِ لا لنقولَ لكِ: سلِّمي واخضَعي لكلِّ ما يُقالُ لكِ أنَّه منَ الدِّينِ، - 00:10:59
فنحنُ أمَّةٌ شرَّفَها اللهُ بحفظِ كتابِها بالتَّواترِ، - 00:11:06
وحفظِ سُنَّةِ نبيِّها بعلمِ الحديثِ، - 00:11:10
فالفَيصلُ هو صحَّةُ الثُّبوتِ وصحَّةُ الدِّلالةِ، - 00:11:12
إذا ثبتَ نصٌّ وثبتَتْ دلالتُهُ، وخالفَ ما ترينَهُ حقًّا وعدلًا، - 00:11:15
فاتَّهمي نفسَكِ وقولي: لعلَّ الخللَ فيَّ - 00:11:20
لكنْ انتبهي، - 00:11:23
ليسَ مطلوبًا أنْ تتَّهمي نفسَكِ في كلِّ مقامٍ، - 00:11:24
فقدْ يكون ُما يُقالُ لكِ ليسَ منَ الإسلامِ بالفعلِ. - 00:11:27
ذكرْنا لكِ في الحلقةِ الماضيةِ أنَّ المعاييرَ الحاكمةَ المطلقةَ، - 00:11:30
الَّتي يحقِّقُها الإسلامُ هيَ: الحقُّ والعدلُ، لا الحرِّيَّةُ والمساواةُ - 00:11:34
وأنَّ المساواةَ تكونُ أحيانًا باطلًا وظلمًا، فلا تَصلحُ أنْ تكونَ مسطرةً تقيسينَ بها، - 00:11:38
حسنًا، ماذا إذا نُسِبَ إلى الإسلامِ ما يظهرُ أنَّه يُخالفُ الحقَّ والعدلَ؟ - 00:11:43
ماذا إذا نُسِبَ إلى الإسلامِ ما يبدو باطلًا وظلمًا؟ - 00:11:48
لا ترفضيهِ بدعوى أنَّهُ مناقضٌ للحقِّ والعدلِ، - 00:11:52
فقدْ يكونُ تقييمُكِ أنتِ للحقِّ والعدلِ غيرَ صحيحٍ - 00:11:55
لكنْ أيضًا لا تُدخليهِ إلى منظومتِكِ المعرفيَّةِ ولا تُمرِّريهِ دونَ تحقُّقٍ، - 00:11:59
فإنَّهُ قد يُحدِثُ لديكِ نُفورًا خفيًّا منَ الشَّريعةِ، لا تعرفينَ سببَهُ فيما بعدُ - 00:12:04
قدْ تجدينَ منْ أشهرِ العلماءِ المعروفينَ مَن يَقُصُّ على النَّاسِ قصَّةً موجودةً بالفعلِ في بعضِ المراجعِ، - 00:12:10
أنَّ الزُّبيرَ بنَ العوَّامِ -رضيَ اللهُ عنهُ- غضبَ مرَّةً من زوجتَيهِ، - 00:12:16
فربطَهما منْ شعرِهما، وضربَهما ضربًا شديدًا، - 00:12:21
إحدى زوجتَيهِ أسماءُ بنتُ أبي بكرٍ، - 00:12:24
فذهبتْ تشكو إلى أبيها، فقالَ لها: - 00:12:26
أيْ بُنيَّةُ! اصبري، فإنَّ الزُّبيرَ رجلٌ صالحٌ، ولعلَّهُ أنْ يكونَ زوجَكِ في الجنَّةِ، - 00:12:28
ولقدْ بلغَني أنَّ الرَّجلَ إذا ابتكرَ بامرأةٍ تزوَّجَها في الجنَّةِ. - 00:12:34
فيقعُ في نفسِكِ أنَّ أبا بكرٍ سكتَ عنْ هذا الظُّلمِ، - 00:12:38
بلْ وتقولينَ: ربَّما حصلَ هذا في عهدِ النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- - 00:12:41
فتأخذُ القصَّةُ في ذهنِكِ خاتمَ الموافقةِ منَ النَّبيِّ؛ - 00:12:45
وبالتَّالي يُصبحُ هذا التَّعاملُ معَ الزَّوجةِ (منَ الدِّينِ) بالنِّسبةِ لكِ. - 00:12:49
لا، بلْ تقولينَ لقائلِ هذا الكلامِ: - 00:12:54
{هَاتُوا۟ بُرْهَـٰنَكُمْ إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ} [القرآن 2: 111] - 00:12:57
هلْ صحَّ ذلكَ عنِ الزُّبيرِ؟ - 00:13:00
وهلْ مرَّتِ الحادثةُ دونَ مُساءلةٍ منَ النَّبيِّ والصَّحابةِ؟ - 00:13:02
هذا الأثرُ المذكورُ عنِ الزُّبيرِ ليسَ لهُ إسنادٌ صحيحٌ، - 00:13:06
فهوَ لا يصحُّ في علمِ الحديثِ، - 00:13:10
فنفورُكِ منهُ ليسَ نفورًا منَ الدِّينِ، - 00:13:12
بل هوَ نفورٌ حقٌّ منْ خبرٍ لا يصحُّ، - 00:13:15
ولو ثبتَ فلا يعني أنَّ النَّبي أقرَّه، ولا أنَّه أصبحَ منَ الإسلامِ، - 00:13:17
ومعَ ذلكَ فنقولُ مرةً أخرى إنَّه خبرٌ لا يصحُّ - 00:13:22
لذا فعليكِ استخدامُ التَّفكيرِ النَّاقدِ، - 00:13:26
ليسَ معَ أعداءِ الشَّريعةِ فقطْ، - 00:13:28
بلْ ومعَ المتكلِّمينَ باسمِها، - 00:13:30
ومعَ أنصارِها ممَّنْ قدْ يُسيئونَ عنْ غيرِ قصدٍ. - 00:13:32
وما ندعوكِ إليهِ هوَ أنْ تُسلِّمي للهِ وشريعتِهِ، - 00:13:35
لا لكلِّ ما يُنسبُ إلى الإسلامِ هكذا بلا تمحيصٍ. - 00:13:39
قدْ تقولينَ: لكنْ -يا أخي- هذا مشوارٌ صعبٌ، - 00:13:42
إعادةُ تهيئةٍ للصُّورِ النَّمطيَّةِ، طلبُ العلمِ، - 00:13:45
فرزُ الشَّريعةِ عمّا نُسبَ إليها بباطلٍ، - 00:13:48
تفكيرٌ ناقدٌ، اتِّهامُ نفسي... - 00:13:50
هذا مشوارٌ صعبٌ - 00:13:52
نعمْ، هوَ صعبٌ - 00:13:53
صعبٌ إذا ركَنْتِ فيهِ إلى ذكائِكِ وقدُراتِكِ، - 00:13:54
"إذا لم يكنْ عونٌ منَ اللهِ للفتى فأوَّلُ ما يقضي عليهِ اجتهادهُ" - 00:13:57
فاستحْضري هذهِ المعانيَ وأنتِ تقرئينَ: {ٱهْدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ} [القرآن 1: 6] - 00:14:02
تريدينَ معونةَ اللهِ في هذا المشوارِ؟ - 00:14:07
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ إِن تَتَّقُوا۟ ٱللَّـهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا} [القرآن 8: 29] - 00:14:09
فرقانًا تُفرِّقينَ بهِ بينَ الحقِّ والباطلِ. - 00:14:14
عندما تفرِّطينَ في صلاتِكِ، حجابِكِ، علاقاتِكِ، تسمعينَ أو تُشاهدينَ ما لا يُرضي اللهَ، - 00:14:17
وتقولينَ معَ ذلكَ: أنا أعملُ أعمالًا صالحةً، والحسناتُ يُذهبنَ السَّيِّئاتِ، - 00:14:23
فتذكَّري اللَّذاتِ العظيمةَ الَّتي تحرمينَ نفسَكِ منها، - 00:14:27
لذةَ محبَّةِ كلامِ خالقِكِ ورازقِكِ الَّذي إليهِ معادُكِ، - 00:14:31
لذَّةَ النُّورِ الَّذي يجعلُهُ في قلبِكِ إذا أطعتِه وجاهدْتِ نفسَكِ وشهواتِها، - 00:14:36
{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [القرآن 29: 69] - 00:14:41
تضعُفينَ أمامَ بعضِ المعاصي، اعترِفي للهِ لتدخلي في رحمتِهِ -سبحانَهُ- إذ قالَ: - 00:14:48
{وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ۚ - 00:14:53
إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [القرآن 9: 102] - 00:15:00
ولا تُكابري ولا تُبرِّري الذَّنبَ -أرجوكِ- - 00:15:02
ولا تدافعي عنهُ، فهذا كلُّهُ منَ الظُّلمِ، - 00:15:05
{وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [القرآن 3: 86] - 00:15:08
اطلبي منَ اللهِ العونَ على الطَّاعةِ، - 00:15:10
حتّى لا يحرمَكِ منْ لذَّةِ محبَّةِ كلامِهِ وشريعتِهِ، بشُؤمِ معاصيكِ وذنوبِكِ. - 00:15:12
بعدَ هذا كلِّهِ يا كريمةُ: - 00:15:17
إذا بقيتِ تجدينَ في نفسِكِ نُفرةً منْ حكمٍ شرعيٍّ أوْ آيةٍ، فابكي وتباكي للهِ، وتضرَّعي وقولي: - 00:15:19
ربّي أنا لكَ فلا تردَّني إليَّ، - 00:15:26
قولي: يا حيُّ يا قيّومُ برحمتِكَ أستغيثُ، أصلحْ شأني كلَّهُ ولا تكلْني إلى نفسي طَرفةَ عينٍ. - 00:15:28
وتذكَّري قولَهُ -تعالى- في الحديثِ القدُسيِّ: - 00:15:34
<<يا عبادي كلُّكم ضالٌّ إلَّا مَن هَدَيتُه، فاستهدُوني أهْدِكم>> (رواهُ مسلمٌ) - 00:15:37
إذا فعلتِ هذا كلَّهُ فأنتِ على خيرٍ، - 00:15:42
وإيَّاكِ أن تدخلي في الوَسواسِ العَقَديِّ؛ فيُوَسوسَ لكِ الشَّيطانُ أنَّكِ لا تحبِّينَ اللهَ، - 00:15:45
واللهُ لا يحبُّكِ لأنَّ في نفسِكِ شيئًا تجاهَ حكمٍ منْ أحكامِهِ، - 00:15:50
بلْ ما دمْتِ تجاهدينَ هذهِ النُّفرةَ، - 00:15:54
وتحاولينَ إخضاعَ قلبِكِ بصدقٍِ لشريعةِ ربِّكِ فأنتِ على خيرٍ، - 00:15:57
المهمُّ ألّا تسترسلي معَ هذا النُّفورِ، - 00:16:02
وألّا يُصبحَ اعتقادًا مستقرًّا، تبوحين بهِ وتدافعينَ عنهُ، - 00:16:04
في الحديثِ الَّذي رواهُ مسلمٌ: - 00:16:09
<<جاءَ ناسٌ من أصحابِ النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- فسألوهُ: - 00:16:10
إنَّا نجدُ في أنفسِنا ما يتعاظَمُ أحدُنا أنْ يتكلَّمَ بهِ، - 00:16:14
قالَ: وقدْ وجدْتُموهُ؟! - 00:16:19
قالوا: نعمْ، - 00:16:21
قال: ذاكَ صريحُ الإيمانِ>> (رواه مسلمٌ) - 00:16:21
ذاك َصريحُ الإيمانِ - 00:16:24
ما دمتِ تُعظِّمينَ اللهَ، وتَعلمينَ أنَّ نفورَكِ منْ حُكمٍ منْ أحكامِهِ شيءٌ سيِّئٌ، - 00:16:25
فهذا يدلُّ على إيمانِكِ، فلا تدخلي في الوسوسةِ. - 00:16:30
سرْنا معَكِ في هذهِ السِّلسلةِ -أيَّتها الكريمةُ- لتُؤمني إيمانَ الجادِّ، - 00:16:33
الإيمانَ الَّذي يفهمُ فيهِ العبدُ مقامَ العبوديَّةِ للهِ ربِّ العالمينَ. - 00:16:37
ففي زمانِ التَّعلُّقِ بالمادِّيَّاتِ وتألُّهِ الإنسانِ، - 00:16:42
هَزُلَ لدى كثيرٍ منَ النَّاسِ - 00:16:45
-حتَّى منَ المنتَسبينَ إلى الإسلامِ- - 00:16:47
هَزُلَ لديهِم معنى العبوديَّةِ، - 00:16:50
وهَزُلَ لديهِم معنى الإيمانِ - 00:16:52
صديقٌ عزيزٌ لي ابنُهُ اسمُهُ: يوسف، - 00:16:55
وُلِدَ يوسفُ ونشأَ في أمريكا، - 00:16:57
ثُمَّ ثارَتْ لديهِ تساؤلاتٌ حتَّى اهتزَّت قناعتُه بالإسلامِ، - 00:16:59
تكلَّم يوسفُ معَ مدرِّسِهِ الملحدِ في الجامعةِ - 00:17:03
-وهوَ أستاذٌ في التَّاريخِ- - 00:17:05
فقالَ المدرِّسُ ليوسفَ: ما هيَ تساؤلاتُكَ؟ - 00:17:07
فأخبرَهُ يوسفُ بها، وعلى رأسِها موضوعُ التَّطوُّرِ - 00:17:09
-الَّذي نعالجهُ في رحلةِ اليقينِ بالمناسبةِ- - 00:17:12
فقالَ لهُ المدرِّسُ الملحدُ: حسنًا، وماذا ستفعلُ معَ هذهِ التَّساؤلاتِ؟ - 00:17:15
قالَ يوسفُ: بصراحةٍ إذا لمْ أجدْ إجاباتٍ عنها، فربَّما لن أبقى مسلمًا، - 00:17:19
فقالَ لهُ المدرِّسُ الملحدُ: لا لا، هذا غبيٌ جدًا - 00:17:25
"No, No No, that’s so stupid" - 00:17:29
تابعَ المدرِّسُ: لديكَ كلُّ هذهِ الإجاباتِ عنِ التَّساؤلاتِ في دينِكَ، - 00:17:31
وكلُّ هذهِ الأشياءِ الَّتي تُقنعُكَ بهِ، ثُمَّ تتركُ دينكَ من أجلِ بضعةِ تساؤلاتٍ؟! - 00:17:35
ماذا إذا ذهبْتَ ليومِ الحسابِ فقالَ لكَ الإلهُ -يعني الَّذي تُؤمنُ بهِ: - 00:17:41
أعطيتُكَ كلَّ هذهِ الإجاباتِ، - 00:17:45
ثُمَّ تركْتَ الإسلامَ منْ أجلِ تساؤلٍ واحدٍ أوْ بضعةِ تساؤلاتٍ؟! - 00:17:46
تساؤلاتٍ لم تستطِعْ فهمَ حكمتِها، أو اختبرتُكَ بها. - 00:17:50
لديكَ كلُّ هذهِ الإجاباتِ القويَّةِ والمريحةِ، ثُمَّ تركتَ الإسلامَ من أجلِ تساؤلٍ؟! - 00:17:53
ثمَّ قالَ المدرِّسُ الملحدُ: "الزمْ دينَكَ" - 00:17:58
"stick to your religion" - 00:18:00
وابحثْ عنْ إجاباتٍ، - 00:18:02
وإذا لمْ تجدْ إجاباتٍ فاعلمْ أنَّ الدِّينَ فيهِ تسليمٌ، وأنَّ الإلهَ يختبرُكَ. - 00:18:03
قالَ يوسفُ: قلتُ لهُ وقتئذٍ: يا ليتكَ كنتَ مسلمًا، لكنْتَ إمامًا ممتازًا - 00:18:08
هذا المدرِّسُ الملحدُ معَ أنَّه ليسَ مؤمنًا باللهِ، - 00:18:13
إلَّا أنَّه يُدركُ فلسفةَ الإيمانِ أكثرَ من بعضِ الُمنتسبينَ إلى الإسلامِ، - 00:18:16
يُدركُ معنى الإيمانِ الجادِّ: أنَّك إذا آمنْتَ بمنظومةٍ دينيَّةٍ متكاملةٍ، - 00:18:20
تُجيبُ عنِ الأسئلةِ الوجوديَّةِ الكبرى؛ أسئلةِ منشأِ الإنسانِ، وغايةِ وجودهِ ومصيرِه، - 00:18:26
فإنَّ منَ الهزلِ في أمرِ الدِّينِ ومنَ انعدامِ الجدِّيَّةِ، - 00:18:32
أنْ تترُكَ هذا الدِّينَ لأجلِ أمرٍ فرعيٍّ لم تفهمْه، أوْ خالفَ هواكَ، - 00:18:36
ولعلَّ هذا المدرِّسَ الملحدَ -إذا كانَ صادقًا معَ نفسِهِ- - 00:18:41
يُدركُ أنَّ إلحادَهُ نفسَهُ يتناقضُ معَ ذاتِهِ، ولا يقومُ لهُ بُنيانٌ مُتماسكٌ، - 00:18:45
ولا يُقدِّمُ إجاباتٍ مقنعةً عنِ الأسئلةِ الوجوديَّةِ الكبرى، - 00:18:50
كما وضَّحْنا في حلقاتِ الفِطرةِ منْ (رحلةِ اليقينِ) - 00:18:54
ونسألُ اللهَ لهذا الرَّجلِ الهدايةَ. - 00:18:57
وبالطبع، فالمسألة -يا كرامُ- ليسَتْ بعددِ الأسئلةِ - 00:18:59
الَّتي يجيبُ عنها الإسلامُ، - 00:19:02
كما قدْ يُفهمُ من كلامِ هذا المدرِّسِ، - 00:19:03
بلْ ببراهينِ الإسلامِ وأدلَّتِه وبيِّناتِه، واتِّساقِه في تفاصيلِهِ وأحكامِه كافَّةً، - 00:19:05
وعدمِ معارضتِهِ للعقلِ الصَّحيحِ والفطرةِ السَّليمةِ في هذا كلِّه، - 00:19:11
فالإسلامُ لم يُطالبْنا بالتَّسليمِ لأمرٍ يُعارضُ العقلَ والفطرةَ، بخلافِ بقيَّةِ الأديانِ. - 00:19:16
ختامًا -يا كرامُ ويا كريماتُ- - 00:19:21
أكثرُ منْ أجابوا عن الاستبانتينِ لمْ يكنْ عندَهم حرجٌ، - 00:19:23
سواءً منْ موضوعِ الإسلامِ وضربِ المرأةِ، - 00:19:27
أو موضوعِ القِوامةِ، - 00:19:29
وقبلَ أنْ ننشرَ استبيانًا عنْ حلقةِ (أنا حرَّةٌ) نبَّهَنا أخٌ عزيزٌ وقالَ: - 00:19:30
حسنًا، أنا لمْ يكنْ لديَّ حرجٌ قبلَ حلقةِ: (الإسلامُ وضربُ المرأةِ) - 00:19:34
لكنْ عندما شاهدْتُ حلقتَكَ زادَ يقيني وإيماني بحكمةِ اللهِ، وقَوِيَتْ حُـجَّتي، - 00:19:38
فلو تضيفُ خيارَ (لمْ يكنْ لديَّ شعورٌ سلبيٌّ أوْ حرجٌ، ولكنّي استفدْتُ منَ الحلقةِ) - 00:19:42
وبالفعلِ أضفناهُ، وكانتِ النَّتيجةُ لحلقةِ: (أنا حُرَّةٌ) عن القِوامة - 00:19:47
أنَّ حولَ 99% ممَّنْ لمْ يكنْ لديْهم حرجٌ قالوا: إنَّهم استفادوا منَ الحلقةِ - 00:19:52
فنقولُ لمنِ استفادَ، ولمنْ كانَ لديهِ حرجٌ فزالَ -بفضلِ اللهِ: - 00:19:58
انشرْ هذهِ الفائدةَ، - 00:20:03
{وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّـهُ إِلَيْكَ} [القرآن 28: 77] - 00:20:04
انشرِ الفائدةَ، ولا توقِفْها عندَكَ - 00:20:06
عندما تنشرُ الحلقةَ فعلِّقْ بالمفهومِ الَّذي استفدْتَهُ منْها، وأَثَرِهُ في نفسِكَ، - 00:20:09
وأعِنْ على نشرِ الخيرِ من قبيل: - 00:20:14
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّـهِ} [القرآن 61: 14] - 00:20:16
وأعِنِ النّاسَ وساعدْهم على سلامةِ قلوبِهم ليسعَدوا، - 00:20:19
{يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (٨٨) - 00:20:23
إِلَّا مَنْ أَتَى ٱللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (٨٩)} [القرآن26: 88-89] - 00:20:26
هذهِ الحلقةُ -يا كرامُ- وإنْ كانتْ تَظهرُ كالخاتمةِ، - 00:20:28
لكنْ سيتبعُها حلقةٌ أخيرةٌ مهمَّةٌ للغايةِ بعنوانِ (المرأةُ والبحثُ عنِ الذَّاتِ) بإذنِ اللهِ تعالى. - 00:20:31
خُلاصةُ حلقةِ اليومِ: إن كنتِ جادَّةً فليكنْ إيمانُك جادًّا، - 00:20:38
وإذا وجدْتِ في نفسِكِ منْ أمرٍ منْ أوامرِ اللهِ شيئًا، فتذكَّري مقامَ العبوديَّةِ وعظمةَ المعبودِ، - 00:20:42
واطلبي العلمَ، وصحِّـحي معاييرَ الميزانِ، - 00:20:49
وأزيلي عنِ الجاهليَّةِ زينتَها، وعنِ الشَّريعةِ غبارَ التَّشويهِ، - 00:20:52
وادْعي ربَّكِ القائلَ - 00:20:56
<<يا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إلَّا مَن هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ>> (رواه مسلمٌ) - 00:20:58
والزمي طاعةَ ربِّكِ وتقواهُ، ليجعلَ لكِ فُرقانًا، - 00:21:03
وأحسني ليرحمَكِ بتحبيبِ الإيمانِ إلى قلبِكِ، - 00:21:08
{إِنَّ رَحْمَتَ ٱللَّـهِ قَرِيبٌ مِّنَ ٱلْمُحْسِنِينَ} [القرآن 7: 56] - 00:21:11
والسَّلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ. - 00:21:15
التفريغ
السَّلامُ عليكُم يا كرامُ، ويا كريماتُ. - 00:00:00
في الحلقتَينِ الماضيَتينِ من سلسلةِ المرأةِ استعرضْنا معًا موضوعَ الإسلامِ وضربِ المرأةِ، - 00:00:02
وموضوعَ القِوامةِ، - 00:00:08
وعملنا استبانةً لكلٍّ منَ الحلقتَينِ؛ - 00:00:09
لنرى أثرَهما في تغييرِ قناعاتِ المتابعينَ ومشاعرِهم تجاهَ الإسلامِ. - 00:00:12
وسنستعرضُ معكُم اليومَ النَّتائجَ لهذينِ الاستبانتينِ، - 00:00:18
وسنعطيكَ، ونعطيكِ المنهجيَّةَ الَّتي تتعاملينَ بها معَ كلِّ تساؤلٍ عنِ الإسلامِ، - 00:00:22
ومعَ كلِّ نفورٍ تجدينَهُ، - 00:00:29
وسنرى ختامًا قصَّةَ أستاذِ التّاريخِ الملحدِ الَّذي ثبَّتَ إيمانَ يوسفَ ابنِ صديقي. - 00:00:31
تعالَوا بدايةً للنَّتائِج: - 00:00:37
حلقةُ (الإسلامِ وضربِ المرأةِ) - 00:00:39
ممَّن عبَّؤوا الاستبانةَ تقريبًا 7200 متابعٍ ومتابعةٍ؛ - 00:00:42
قالوا إنَّهم حضروا الحلقةَ كاملةً، - 00:00:46
وهؤلاءِ أجابوا عن سؤالِ التَّأثيرِ؛ - 00:00:49
تأثيرِ الحلقةِ على الشُّعورِ تجاهَ "واضْرِبوهُنَّ" في قولهِ تعالى: - 00:00:51
{ واللّاتي تخافونَ نُشوزَهُنَّ فَعِظوهُنَّ واهجُروهُنَّ في المضاجِعِ واضْرِبوهُنَّ - 00:00:56
فإنْ أطعْنَكُم فلا تبْغوا عليهِنَّ سَبيلًا إنَّ اللهَ كانَ عَلِيًّا كَبيرًا} [القرآن 4: 34] - 00:01:02
وكانتِ النَّتيجةُ كالآتي: - 00:01:07
منَ الَّذينَ كانَ لديهِم حرجٌ قبلَ أن يشاهِدوا الحلقةَ: - 00:01:09
حوالي 92% منهُم زالَ هذا الحرجُ منْ صدورِهم أوْ قلَّ بعدَ الحلقةِ، - 00:01:13
وحوالي 4 منْ كلِّ 5 منْ هؤلاءِ زالَ الحرجُ من صدورِهم تمامًا. - 00:01:19
النَّتائُج لحلقةِ (أنا حرَّةٌ) عنْ قوامةِ الرَّجلِ: - 00:01:25
الَّذينَ عبَّؤوا الاستبانةَ ممَّنْ يقولونَ إنَّهُم شاهدوا الحلقةَ كاملةً - 00:01:28
8600 شخصٍ تقريبًا، وأجابوا عنْ سؤالِ التَّأثيرِ: - 00:01:33
- هلْ كانَ لديكَ شعورٌ بالحرجِ، أو بعدمِ الطُّمأنينَةِ والاستيعابِ تجاهَ آياتِ القِوامةِ؟ - 00:01:37
وكيفَ أثَّرَتِ الحلقةُ فيكَ؟ - 00:01:44
منَ الَّذينَ كانَ لديهِم هذا الشُّعورُ: 81% منهُم زالَ هذا الشُّعورُ أوْ قلَّ بعدَ الحلقةِ، - 00:01:46
وأكثرُ منْ ثُلثَيْ هؤلاءِ زالَ الشُّعورُ بالحرجِ، أوْ عدمِ الاستيعابِ تمامًا - 00:01:54
ما فعلْناهُ في هاتَينِ الحلقتَينِ هوَ أشبهُ بدراسةِ حالةٍ "Case study" - 00:02:00
لتَطْمئنِّي أكثرَ إلى حقيقةِ أنَّهُ ربٌّ يُعبَدُ - 00:02:05
ناقشْنا هذهِ التَّشريعاتِ الرَّبَّانيَّةِ لنقومَ بما يُسمَّى إثباتَ المفهومِ "proof of concept" - 00:02:09
مفهومَ أنَّ الحرجَ الَّذي قدْ نجدُهُ تجاهَ آيةٍ أو حكمٍ شرعيٍّ هوَ نتيجةُ العطبِ - 00:02:17
الَّذي أصابَ عناصرَ المعادلةِ الثَّلاثَ: - 00:02:21
- صورةَ الشَّريعةِ الرَّبَّانيَّةِ. - 00:02:24
- وصورةَ الجاهليَّةِ الحديثةِ. - 00:02:26
- والميزانُ الَّذي يوازنُ بينَهما. - 00:02:28
فشُوِّهَتِ الشَّريعةُ، - 00:02:31
وزُيِّنَت الجاهليَّةُ، - 00:02:32
وأُعطِبَ الميزانُ، - 00:02:34
فخرجَتِ النَّتيجة ُاستِقْباحًا لأمرِ اللهِ، واستِحْسانًا للجاهليَّةِ - 00:02:36
فلمّا أريْناكِ حقيقةَ الجاهليَّةِ وجمالَ الشَّريعةِ، - 00:02:41
وضبطْنا الميزانَ على معاييرِ الحقِّ والعدلِ، - 00:02:45
ووضعْنا الآياتِ في السِّياقِ الصَّحيحِ، قلَّ الحرجُ بشكل كبير أوْ زالَ بالكليّة. - 00:02:48
ونحنُ هنا يا كرامُ نتكلَّمُ عن حلقاتٍ نظريَّةٍ، - 00:02:54
لا عنْ تطبيقٍ عمليٍّ - 00:02:57
ومنْ أكثرِ ما يُظلَمُ بهِ الإسلامُ هوَ أنَّهُ لا يُرى واقعًا عمليًّا، - 00:02:59
فلَكُم أنْ تتصوَّروا كيفَ سيكونُ الأمرُ - 00:03:04
إذا عاشَ النَّاسُ الإسلامَ واقعًا - 00:03:07
نتكلَّمُ عنْ حلقاتٍ من نصفِ ساعةٍ - 00:03:10
تُغيِّرُ قناعاتٍ ومشاعرَ سلبيَّةً، - 00:03:12
تشكَّلَتْ وكُرِّسَتْ عبرَ عقودٍ منَ الزَّمنِ بتشويهٍ مُمنْهجٍ، وبمُمارساتٍ خاطئةٍ - 00:03:15
فلكُم أنْ تتصوَّروا كيفَ لو عاشَ المسلمونَ الإسلامَ واقعًا - 00:03:21
وبالمناسبةِ، ففي الحلقتينِ كانت نسبةُ الَّذينَ زالَ الحرجُ منْ صدورِهم تمامًا - 00:03:25
أعلى في الَّذينَ شاهدوها كاملةً مقارنةً بالَّذينَ شاهدوها جزئيًّا، - 00:03:30
أعلى بكثيرٍ - 00:03:35
وهذا يدلُّ على ضرورةِ الصَّبرِ في متابعةِ مثلِ هذهِ الحلقاتِ المنهجيَّةِ، - 00:03:37
وإتمامِها كاملةً. - 00:03:41
ولا بدَّ أنْ نشيرَ إلى أنَّ العيِّنةَ الَّتي عبَّأَتِ الاستبانةَ؛ - 00:03:43
ليسَ شرطًا أن تكونَ ممثِّلةً للمجتمعِ عامَّةً، - 00:03:46
ولنْ ندخلَ في تفاصيلَ عنِ الاقترانِ والتَّسبُّبِ - 00:03:49
"causation and correlation" - 00:03:52
حتّى لا تتحوَّلَ الحلقةُ إلى محاضرةٍ أكاديميَّةٍ جافَّةٍ، - 00:03:54
لكنْ، هذهِ النَّتائجُ تعطي دلالاتٍ بلا شكٍّ. - 00:03:57
إنْ كانَ هذا كلُّهُ في كلامٍ نظريٍّ، - 00:04:01
فما بالُكم إنْ تحوَّلْنا إلى قُدواتٍ حيَّةٍ، - 00:04:03
نُغيِّرُ الصُّورَ النَّمطيَّةَ عنِ الشَّريعةِ بسلوكنِا الصَّحيحِ؟ - 00:04:06
وبالمناسبةِ: عندما ننشرُ بعضَ التَّعليقاتِ الَّتي تدلُّ على التَّأثيرِ الإيجابيِّ للحلقاتِ، - 00:04:10
فقدْ تقولُ: لماذا هذهِ الانتقائيَّةُ؟ تنشرونَ الإيجابيَّةَ، وتُهملونَ السَّلبيَّةَ؟ - 00:04:15
لا نهملُ شيئًا، بلْ ها نحنُ نُظهرُ لكُمُ النَّتائجَ بالأرقامِ يا كرامُ. - 00:04:20
والَّذينَ لمْ يتلاشَ الحرجُ منْ صدورِهم، - 00:04:25
فإنَّا لا نيأسُ منْ هدايتِهمْ، - 00:04:28
ونسألُ اللهَ أنْ يجمعَنا بهِم على محبَّةِ كتابِهِ وشريعتِهِ. - 00:04:30
إذنْ، بعدَ هذا -يا كرامُ ويا كريماتُ- - 00:04:34
ما هيَ المنهجيَّةُ الَّتي تتعاملُ بها المسلمةُ - 00:04:37
معَ كلِّ تساؤلٍ، أو نفورٍ، أو حرجٍ - 00:04:40
تجدُهُ تجاهَ آيةٍ منْ كتابِ اللهِ أو شيءٍ يُنسَبُ إلى دينِهِ -سبحانَهُ؟ - 00:04:43
أوَّلًا؛ أنْ تتذكَّري أيَّتُها المسلمةُ أنَّ إيمانَكِ باللهِ يجبُ أنْ يكونَ مبنيًّا على أصولٍ، - 00:04:49
على الإجاباتِ العلميَّةِ المحكمةِ المقنعةِ الَّتي أتى بها الإسلامُ - 00:04:55
عنِ الأسئلةِ الوجوديَّةِ الكُبرى: - 00:05:00
منْ أنا؟ منْ أينَ المنشأُ؟ إلى أينَ المصيرُ؟ - 00:05:02
ما الغايةُ منْ وجودي؟ منْ خلقَني؟ - 00:05:05
ماذا يريدُ منّي؟ - 00:05:07
وهوَ الإيمانُ الَّذي نُعالجُ ما يطرأُ عليهِ - 00:05:09
في سلسلةِ (رحلةِ اليقينِ) - 00:05:12
عندما يتشكَّلُ هذا الإيمانُ العلميُّ الجادُّ، فإنَّ التَّساؤلاتِ عنْ أمورٍ فرعيَّةٍ لنْ تضُرَّكِ، - 00:05:14
لأنَّ الجهلَ بالفرعِ لا يهدمُ الأصلَ، - 00:05:19
فإذا كانَتْ آيةٌ -أوْ حديثٌ أو تشريعٌ ما- تخلعُ إيمانَكِ، - 00:05:22
فهذا ببساطةٍ لأنَّ إيمانَكِ ليسَ مبنيًَّا على أُسسٍ. - 00:05:26
قدْ يكونُ عندَكِ تساؤلاتٌ عن حجابِ المرأةِ، تعدُّدِ الزَّوجاتِ، وغيرِها منَ المسائلِ... - 00:05:30
نعمْ، ابحثي عنْ إجاباتٍ بالطَّريقةِ المنهجيَّةِ الَّتي اتَّبعْناها في موضوعِ الضَّربِ والقوامةِ: - 00:05:35
تصحيحِ الميزانِ، ونفضِ الغبارِ عنِ الشَّريعةِ، - 00:05:41
وإدراكِ القبحِ الحقيقيِّ للجاهليَّةِ. - 00:05:43
لكنَّكِ تدرسينَ هذا كلَّهُ، - 00:05:46
لا كشرطٍ قبلَ أنْ تؤمني باللهِ ربًّا، وبالإسلامِ دينًا، - 00:05:48
فإيمانُكِ مستقرٌّ على قواعدِهِ كالجبالِ الرّاسخاتِ، - 00:05:52
وإنَّما لتزدادي إيمانًا منْ بابِ: - 00:05:56
{أوَلمْ تؤمنْ قالَ بلى ولكنْ ليطمئنَّ قلبي} [القرآن 2: 260] - 00:05:58
لتزدادي يقينًا، وتعظيمًا، واعتزازًا بدينِ ربِّ العالمينَ. - 00:06:02
أنتِ حينَ آمنتِ باللهِ في المنظومةِ الإسلاميَّةِ - 00:06:05
فقدْ آمنْتِ بربٍّ هوَ {نورُ السَّماواتِ والأرضِ} [القرآن 24: 35] - 00:06:08
{لهُ مقاليدُ السَّماواتِ والأرضِ} [القرآن 42: 12] - 00:06:12
{تسبِّحُ لهُ السَّماواتُ السَّبعُ والأرضُ ومنْ فيهنَّ - 00:06:14
وإنْ مِنْ شيءٍ إلَّا يسبِّحُ بحمدِهِ} [القرآن 17: 44] - 00:06:17
يقضي بالحقِّ - 00:06:20
تمَّتْ كلمتُهُ صدقًا وعدلًا - 00:06:21
{لا يُسألُ عمّا يفعلُ وهُم يُسألونَ} [القرآن 21: 23] - 00:06:23
لهُ الخلقُ والأمرُ - 00:06:25
{وهوَ القاهرُ فوقَ عبادِه وهوَ الحكيمُ الخبيرُ} [القرآن 6: 18] - 00:06:26
وسِعَتْ رحمتُهُ كلَّ شيءٍ - 00:06:29
وأحاطَ بكلِّ شيءٍ علمًا - 00:06:31
أنتِ حينَ آمنتِ باللهِ ربًّا، فعندَكِ أصولٌ راسخةٌ، شواهدُ على حكمتِهِ، وعدلِهِ، ورحمتِهِ -سبحانَهُ- - 00:06:33
فإنْ لمْ تُدركي الحكمةَ في تشريعٍ ما، فإنَّكِ تَرُدّينَهُ إلى هذهِ الأصولِ. - 00:06:40
الفتاةُ الَّتي تُعلنُ تركَ الإسلامِ لأجلِ آيةٍ لمْ تفهمْ حكمتَها، أو تشريعٍ لم يعجبْها - 00:06:45
هذهِ ما عرفَتِ الإسلامَ أصلًا، - 00:06:51
وما عرفَتِ الإيمانَ الجادَّ يومًا أصلًا، - 00:06:53
حتَّى وإنْ كانَتْ منَ الحافظاتِ للقرآنِ والمصلِّياتِ - 00:06:57
-كما أصبحْنا نسمعُ- - 00:07:01
مشكلةُ كثيرٍ منَ النَّاسِ أنَّ هذهِ الأصولَ والشَّواهدَ على حكمةِ اللهِ وعدلِهِ - 00:07:02
ليسَتْ موجودةً عندَهم أصلًا، - 00:07:06
فيهتزُّ إيمانُهم لأدنى سببٍ - 00:07:09
إذا وجدْتِ في نفسِكِ حرجًا منْ آيةٍ فتذكَّري خطورةَ هذا الشُّعورِ، - 00:07:11
وتذكَّري قولَ نبيِّكِ -صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: - 00:07:15
<<لا يموتَنَّ أحدُكُم إلّا وهوَ يُحسنُ الظَّنَّ بربِّهِ عزَّ وجلَّ>> ( رواه مسلمٌ) - 00:07:18
فأعظمُ شعورٍ تلقَينَ بهِ ربَّكِ؛ حسنُ الظنِّ بهِ -سبحانَهُ-، وبكلامِهِ وشريعتِهِ. - 00:07:22
عندما أرادَ اللهُ أنْ يبيِّنَ أسوأَ صفةٍ في الكافرينَ قالَ: - 00:07:28
{ذلكَ بأنَّهم كرهوا ما أنزلَ اللهُ فأحبطَ أعمالهُم} [القرآن 47: 9] - 00:07:32
وفي المقابلِ عندما ذكرَ نعمتَهُ الكُبرى على المؤمنينَ قالَ: - 00:07:36
{ولكنَّ اللهَ حبَّبَ إليكُم الإيمانَ وزيَّنهُ في قلوبِكم - 00:07:40
وكرَّهَ إليكُمُ الكُفرَ والفسوقَ والعصيانَ - 00:07:44
أولئكَ همُ الرّاشدونَ، - 00:07:47
فضلًا منَ اللهَ ونعمةً واللهُ عليمٌ حكيمٌ} [القرآن 49: 7-8] - 00:07:50
إذا نفرتِ من آيةٍ أو حديثٍ صحيحٍ فلنْ تنساقي وراءَ هذا النُّفورِ، - 00:07:53
بلْ أنتِ الآنَ لديكِ تفكيرٌ ناقدٌ، ومنهجيَّةٌ علميَّةٌ - 00:07:58
رأيتِ أثرَها في الحلقتَينِ الماضيتَينِ، - 00:08:01
فتحاكمينَ نفسَكِ ومشاعرَكِ، وتعيدينَ صياغةَ نفسِكِ، وتقولينَ لها: - 00:08:04
{وإنَّهُ لكتابٌ عزيزٌ لا يأتيهِ الباطلُ من بينِ يدَيهِ ولا منْ خلفِهِ - 00:08:09
تنزيلٌ منْ حكيمٍ حميدٍ} [القرآن41:41-42] - 00:08:14
فننتبهُ إلى ضرورةِ عملِ إعادة تهيئة -مسحٍ كاملٍ- لعقولِنا ومشاعرِنا منْ كلِّ صورةٍ نمطيَّةٍ مسبقةٍ - 00:08:16
متأثِّرةٍ بالإعلامِ، والتَّعليمِ التَّجهيليِّ، - 00:08:23
ونُقبلُ على دراسةِ دينِنا بتجرُّدٍ، - 00:08:26
لتتحوَّلَّ قناعاتُنا العقليَّةُ -بعدلِ اللهِ، وحكمتِهِ، ورحمتِهِ- - 00:08:29
إلى طمأنينةٍ قلبيَّةٍ، وأُنْسٍ بكلامهِ -سبحانهُ. - 00:08:33
نضبطُ بوصَلَتَنا باتِّجاهِ رضا ربِّ العالمينَ، - 00:08:38
وشعارُنا: {وعجلتُ إليكَ ربِّ لترضى} [القرآن 20: 84] - 00:08:40
{سمعْنا وأطعْنا غفرانَكَ ربَّنا وإليكَ المصيرُ} [القرآن 2: 285] - 00:08:43
بعدَ ما سبقَ من حلقاتٍ - 00:08:47
فإنَّكِ تُدركينَ أنَّ نفورَكِ منْ آيةٍ - 00:08:48
ليسَ لأنَّها تُصادمُ عقلَكِ، - 00:08:50
بل لأنَّها تُصادمُ صورًا نمطيَّةً مكرَّسةً مشوَّهةً، وفهمًا خاطئًا، - 00:08:53
فإذا وجدْتِ في نفسِكِ نفورًا تجاهَ أمرِ ربِّكِ، - 00:08:58
اتَّهمْتِ مَنْ يُنفِّرُكِ - 00:09:01
{ويريدُ الَّذينَ يتَّبعونَ الشَّهواتِ أنْ تميلوا ميلًا عظيمًا} [القرآن 4: 27] - 00:09:03
واتَّهمْتِ نفسَكِ وقلْتِ: أنا لطَّختُ مرآةَ قلبي بالذُّنوبِ، فما عادَتْ ترى الأشياءَ على حقيقتِها - 00:09:07
فتفِرِّينَ إلى ربِّكِ القائلِ: {ففِرُّوا إلى اللهِ} [القرآن 51: 50] - 00:09:13
إلى ربِّكِ القائلِ: - 00:09:16
{واللهُ يدعو إلى دارِ السَّلامِ - 00:09:17
ويهدي منْ يشاءُ إلى صراطٍ مستقيمٍ} [القرأن 10: 25] - 00:09:20
وتخضَعينَ لما يدلُّ عليهِ عقلُكِ وفطرتُكِ، - 00:09:23
مناديةً في كيانِكِ: - 00:09:27
{وعسى أنْ تكرهوا شيئًا وهوَ خيرٌ لكُم، وعسى أنْ تحبُّوا شيئاً وهو شرٌّ لكُم - 00:09:29
واللهُ يعلمُ وأنتُمْ لا تعلمونَ} [القرآن 2: 216] - 00:09:35
ومؤمنةً بقولِ ربِّكِ -عزَّ وجلَّ: - 00:09:37
{وتمَّتْ كلمةُ ربِّكَ صدقًا وعدلًا} [القرآن 6: 115] - 00:09:40
صدقًا في الأخبارِ، وعدلًا في الأحكامِ. - 00:09:44
وتؤمنينَ بقولِ نبيِّكِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: - 00:09:47
<<إنَّ اللهَ أعطى كلَّ ذي حقٍّ حقَّهُ>> (صحيح التّرمذيّ) - 00:09:50
وتقولينَ بملءِ الفمِ: هاجَرُ تُمثِّلُني؛ - 00:09:52
هاجَرُ إذْ قالَتْ لإبراهيمَ -عليهِ السَّلامُ- - 00:09:55
يومَ أرادَ أنْ يتركَها وولدَها بوادٍ غيرِ ذي زرعٍ: - 00:09:58
<<آللهُ الَّذي أمرَكَ بهذا؟ - 00:10:01
قالَ: نعمْ، قالَت: إذنْ لا يُضيِّعُنا>> (رواهُ البخاريُّ) - 00:10:03
تقولينَ بملءِ الفمِ أُمَيمةُ تُمثِّلُني. - 00:10:06
منْ أُمَيمةُ؟ - 00:10:08
أُمَيمةُ بنتُ رُقَيقةَ، صحابيَّةٌ جاءَتْ معَ نِسوةٍ يبايعْنَ رسولَ اللهِ على أمورٍ، - 00:10:09
فقالَ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: - 00:10:14
<<فيما استطعْتُنَّ وأطقْتُنَّ، - 00:10:16
فقالَتْ أُميمةُ: للهُ ورسولُهُ أرحمُ بنا منَّا بأنفسِنا>> (صحيح التّرمذي) - 00:10:18
أيْ إذا قضى اللهُ أو رسولهُ أمرًا؛ - 00:10:23
فإنّا على يقينٍ أنَّ فيهِ منَ الرَّحمةِ ومراعاةِ مصالحِنا أكثرَ ممَّا نرحمُ أنفسَنا، - 00:10:26
إيمانٌ وثقةٌ مطلقةٌ برحمةِ اللهِ في تشريعاتِهِ. - 00:10:32
سرْنا معكِ في هذهِ السِّلسلةِ -يا كريمةُ، - 00:10:36
يا منْ كرَّمَكِ اللهُ بإنسانيَّتِكِ ثُمَّ بالإسلامِ- - 00:10:38
سرْنا معكِ لتعلمي أنَّه إنْ ظلمَكِ بشرٌ؛ فالحلُّ في شريعةِ ربِّ البشرِ، - 00:10:41
فاللهُ ملاذُكِ لا خَصْمُكِ، لئلَّا يكونَ عندَكِ عصبٌ ملتهبٌ تجاهَ ربِّكِ -سبحانَهُ- - 00:10:46
ولا نظرةُ توجُّسٍ، بل حُسنُ ظنٍّ مطلقٌ، ويقينٌ راسخٌ، - 00:10:53
فاللهُ ملاذُكِ لا خصمُكِ. - 00:10:56
سرْنا معَكِ في هذهِ السِّلسلةِ لا لنقولَ لكِ: سلِّمي واخضَعي لكلِّ ما يُقالُ لكِ أنَّه منَ الدِّينِ، - 00:10:59
فنحنُ أمَّةٌ شرَّفَها اللهُ بحفظِ كتابِها بالتَّواترِ، - 00:11:06
وحفظِ سُنَّةِ نبيِّها بعلمِ الحديثِ، - 00:11:10
فالفَيصلُ هو صحَّةُ الثُّبوتِ وصحَّةُ الدِّلالةِ، - 00:11:12
إذا ثبتَ نصٌّ وثبتَتْ دلالتُهُ، وخالفَ ما ترينَهُ حقًّا وعدلًا، - 00:11:15
فاتَّهمي نفسَكِ وقولي: لعلَّ الخللَ فيَّ - 00:11:20
لكنْ انتبهي، - 00:11:23
ليسَ مطلوبًا أنْ تتَّهمي نفسَكِ في كلِّ مقامٍ، - 00:11:24
فقدْ يكون ُما يُقالُ لكِ ليسَ منَ الإسلامِ بالفعلِ. - 00:11:27
ذكرْنا لكِ في الحلقةِ الماضيةِ أنَّ المعاييرَ الحاكمةَ المطلقةَ، - 00:11:30
الَّتي يحقِّقُها الإسلامُ هيَ: الحقُّ والعدلُ، لا الحرِّيَّةُ والمساواةُ - 00:11:34
وأنَّ المساواةَ تكونُ أحيانًا باطلًا وظلمًا، فلا تَصلحُ أنْ تكونَ مسطرةً تقيسينَ بها، - 00:11:38
حسنًا، ماذا إذا نُسِبَ إلى الإسلامِ ما يظهرُ أنَّه يُخالفُ الحقَّ والعدلَ؟ - 00:11:43
ماذا إذا نُسِبَ إلى الإسلامِ ما يبدو باطلًا وظلمًا؟ - 00:11:48
لا ترفضيهِ بدعوى أنَّهُ مناقضٌ للحقِّ والعدلِ، - 00:11:52
فقدْ يكونُ تقييمُكِ أنتِ للحقِّ والعدلِ غيرَ صحيحٍ - 00:11:55
لكنْ أيضًا لا تُدخليهِ إلى منظومتِكِ المعرفيَّةِ ولا تُمرِّريهِ دونَ تحقُّقٍ، - 00:11:59
فإنَّهُ قد يُحدِثُ لديكِ نُفورًا خفيًّا منَ الشَّريعةِ، لا تعرفينَ سببَهُ فيما بعدُ - 00:12:04
قدْ تجدينَ منْ أشهرِ العلماءِ المعروفينَ مَن يَقُصُّ على النَّاسِ قصَّةً موجودةً بالفعلِ في بعضِ المراجعِ، - 00:12:10
أنَّ الزُّبيرَ بنَ العوَّامِ -رضيَ اللهُ عنهُ- غضبَ مرَّةً من زوجتَيهِ، - 00:12:16
فربطَهما منْ شعرِهما، وضربَهما ضربًا شديدًا، - 00:12:21
إحدى زوجتَيهِ أسماءُ بنتُ أبي بكرٍ، - 00:12:24
فذهبتْ تشكو إلى أبيها، فقالَ لها: - 00:12:26
أيْ بُنيَّةُ! اصبري، فإنَّ الزُّبيرَ رجلٌ صالحٌ، ولعلَّهُ أنْ يكونَ زوجَكِ في الجنَّةِ، - 00:12:28
ولقدْ بلغَني أنَّ الرَّجلَ إذا ابتكرَ بامرأةٍ تزوَّجَها في الجنَّةِ. - 00:12:34
فيقعُ في نفسِكِ أنَّ أبا بكرٍ سكتَ عنْ هذا الظُّلمِ، - 00:12:38
بلْ وتقولينَ: ربَّما حصلَ هذا في عهدِ النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- - 00:12:41
فتأخذُ القصَّةُ في ذهنِكِ خاتمَ الموافقةِ منَ النَّبيِّ؛ - 00:12:45
وبالتَّالي يُصبحُ هذا التَّعاملُ معَ الزَّوجةِ (منَ الدِّينِ) بالنِّسبةِ لكِ. - 00:12:49
لا، بلْ تقولينَ لقائلِ هذا الكلامِ: - 00:12:54
{هَاتُوا۟ بُرْهَـٰنَكُمْ إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ} [القرآن 2: 111] - 00:12:57
هلْ صحَّ ذلكَ عنِ الزُّبيرِ؟ - 00:13:00
وهلْ مرَّتِ الحادثةُ دونَ مُساءلةٍ منَ النَّبيِّ والصَّحابةِ؟ - 00:13:02
هذا الأثرُ المذكورُ عنِ الزُّبيرِ ليسَ لهُ إسنادٌ صحيحٌ، - 00:13:06
فهوَ لا يصحُّ في علمِ الحديثِ، - 00:13:10
فنفورُكِ منهُ ليسَ نفورًا منَ الدِّينِ، - 00:13:12
بل هوَ نفورٌ حقٌّ منْ خبرٍ لا يصحُّ، - 00:13:15
ولو ثبتَ فلا يعني أنَّ النَّبي أقرَّه، ولا أنَّه أصبحَ منَ الإسلامِ، - 00:13:17
ومعَ ذلكَ فنقولُ مرةً أخرى إنَّه خبرٌ لا يصحُّ - 00:13:22
لذا فعليكِ استخدامُ التَّفكيرِ النَّاقدِ، - 00:13:26
ليسَ معَ أعداءِ الشَّريعةِ فقطْ، - 00:13:28
بلْ ومعَ المتكلِّمينَ باسمِها، - 00:13:30
ومعَ أنصارِها ممَّنْ قدْ يُسيئونَ عنْ غيرِ قصدٍ. - 00:13:32
وما ندعوكِ إليهِ هوَ أنْ تُسلِّمي للهِ وشريعتِهِ، - 00:13:35
لا لكلِّ ما يُنسبُ إلى الإسلامِ هكذا بلا تمحيصٍ. - 00:13:39
قدْ تقولينَ: لكنْ -يا أخي- هذا مشوارٌ صعبٌ، - 00:13:42
إعادةُ تهيئةٍ للصُّورِ النَّمطيَّةِ، طلبُ العلمِ، - 00:13:45
فرزُ الشَّريعةِ عمّا نُسبَ إليها بباطلٍ، - 00:13:48
تفكيرٌ ناقدٌ، اتِّهامُ نفسي... - 00:13:50
هذا مشوارٌ صعبٌ - 00:13:52
نعمْ، هوَ صعبٌ - 00:13:53
صعبٌ إذا ركَنْتِ فيهِ إلى ذكائِكِ وقدُراتِكِ، - 00:13:54
"إذا لم يكنْ عونٌ منَ اللهِ للفتى فأوَّلُ ما يقضي عليهِ اجتهادهُ" - 00:13:57
فاستحْضري هذهِ المعانيَ وأنتِ تقرئينَ: {ٱهْدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ} [القرآن 1: 6] - 00:14:02
تريدينَ معونةَ اللهِ في هذا المشوارِ؟ - 00:14:07
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ إِن تَتَّقُوا۟ ٱللَّـهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا} [القرآن 8: 29] - 00:14:09
فرقانًا تُفرِّقينَ بهِ بينَ الحقِّ والباطلِ. - 00:14:14
عندما تفرِّطينَ في صلاتِكِ، حجابِكِ، علاقاتِكِ، تسمعينَ أو تُشاهدينَ ما لا يُرضي اللهَ، - 00:14:17
وتقولينَ معَ ذلكَ: أنا أعملُ أعمالًا صالحةً، والحسناتُ يُذهبنَ السَّيِّئاتِ، - 00:14:23
فتذكَّري اللَّذاتِ العظيمةَ الَّتي تحرمينَ نفسَكِ منها، - 00:14:27
لذةَ محبَّةِ كلامِ خالقِكِ ورازقِكِ الَّذي إليهِ معادُكِ، - 00:14:31
لذَّةَ النُّورِ الَّذي يجعلُهُ في قلبِكِ إذا أطعتِه وجاهدْتِ نفسَكِ وشهواتِها، - 00:14:36
{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [القرآن 29: 69] - 00:14:41
تضعُفينَ أمامَ بعضِ المعاصي، اعترِفي للهِ لتدخلي في رحمتِهِ -سبحانَهُ- إذ قالَ: - 00:14:48
{وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ۚ - 00:14:53
إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [القرآن 9: 102] - 00:15:00
ولا تُكابري ولا تُبرِّري الذَّنبَ -أرجوكِ- - 00:15:02
ولا تدافعي عنهُ، فهذا كلُّهُ منَ الظُّلمِ، - 00:15:05
{وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [القرآن 3: 86] - 00:15:08
اطلبي منَ اللهِ العونَ على الطَّاعةِ، - 00:15:10
حتّى لا يحرمَكِ منْ لذَّةِ محبَّةِ كلامِهِ وشريعتِهِ، بشُؤمِ معاصيكِ وذنوبِكِ. - 00:15:12
بعدَ هذا كلِّهِ يا كريمةُ: - 00:15:17
إذا بقيتِ تجدينَ في نفسِكِ نُفرةً منْ حكمٍ شرعيٍّ أوْ آيةٍ، فابكي وتباكي للهِ، وتضرَّعي وقولي: - 00:15:19
ربّي أنا لكَ فلا تردَّني إليَّ، - 00:15:26
قولي: يا حيُّ يا قيّومُ برحمتِكَ أستغيثُ، أصلحْ شأني كلَّهُ ولا تكلْني إلى نفسي طَرفةَ عينٍ. - 00:15:28
وتذكَّري قولَهُ -تعالى- في الحديثِ القدُسيِّ: - 00:15:34
<<يا عبادي كلُّكم ضالٌّ إلَّا مَن هَدَيتُه، فاستهدُوني أهْدِكم>> (رواهُ مسلمٌ) - 00:15:37
إذا فعلتِ هذا كلَّهُ فأنتِ على خيرٍ، - 00:15:42
وإيَّاكِ أن تدخلي في الوَسواسِ العَقَديِّ؛ فيُوَسوسَ لكِ الشَّيطانُ أنَّكِ لا تحبِّينَ اللهَ، - 00:15:45
واللهُ لا يحبُّكِ لأنَّ في نفسِكِ شيئًا تجاهَ حكمٍ منْ أحكامِهِ، - 00:15:50
بلْ ما دمْتِ تجاهدينَ هذهِ النُّفرةَ، - 00:15:54
وتحاولينَ إخضاعَ قلبِكِ بصدقٍِ لشريعةِ ربِّكِ فأنتِ على خيرٍ، - 00:15:57
المهمُّ ألّا تسترسلي معَ هذا النُّفورِ، - 00:16:02
وألّا يُصبحَ اعتقادًا مستقرًّا، تبوحين بهِ وتدافعينَ عنهُ، - 00:16:04
في الحديثِ الَّذي رواهُ مسلمٌ: - 00:16:09
<<جاءَ ناسٌ من أصحابِ النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- فسألوهُ: - 00:16:10
إنَّا نجدُ في أنفسِنا ما يتعاظَمُ أحدُنا أنْ يتكلَّمَ بهِ، - 00:16:14
قالَ: وقدْ وجدْتُموهُ؟! - 00:16:19
قالوا: نعمْ، - 00:16:21
قال: ذاكَ صريحُ الإيمانِ>> (رواه مسلمٌ) - 00:16:21
ذاك َصريحُ الإيمانِ - 00:16:24
ما دمتِ تُعظِّمينَ اللهَ، وتَعلمينَ أنَّ نفورَكِ منْ حُكمٍ منْ أحكامِهِ شيءٌ سيِّئٌ، - 00:16:25
فهذا يدلُّ على إيمانِكِ، فلا تدخلي في الوسوسةِ. - 00:16:30
سرْنا معَكِ في هذهِ السِّلسلةِ -أيَّتها الكريمةُ- لتُؤمني إيمانَ الجادِّ، - 00:16:33
الإيمانَ الَّذي يفهمُ فيهِ العبدُ مقامَ العبوديَّةِ للهِ ربِّ العالمينَ. - 00:16:37
ففي زمانِ التَّعلُّقِ بالمادِّيَّاتِ وتألُّهِ الإنسانِ، - 00:16:42
هَزُلَ لدى كثيرٍ منَ النَّاسِ - 00:16:45
-حتَّى منَ المنتَسبينَ إلى الإسلامِ- - 00:16:47
هَزُلَ لديهِم معنى العبوديَّةِ، - 00:16:50
وهَزُلَ لديهِم معنى الإيمانِ - 00:16:52
صديقٌ عزيزٌ لي ابنُهُ اسمُهُ: يوسف، - 00:16:55
وُلِدَ يوسفُ ونشأَ في أمريكا، - 00:16:57
ثُمَّ ثارَتْ لديهِ تساؤلاتٌ حتَّى اهتزَّت قناعتُه بالإسلامِ، - 00:16:59
تكلَّم يوسفُ معَ مدرِّسِهِ الملحدِ في الجامعةِ - 00:17:03
-وهوَ أستاذٌ في التَّاريخِ- - 00:17:05
فقالَ المدرِّسُ ليوسفَ: ما هيَ تساؤلاتُكَ؟ - 00:17:07
فأخبرَهُ يوسفُ بها، وعلى رأسِها موضوعُ التَّطوُّرِ - 00:17:09
-الَّذي نعالجهُ في رحلةِ اليقينِ بالمناسبةِ- - 00:17:12
فقالَ لهُ المدرِّسُ الملحدُ: حسنًا، وماذا ستفعلُ معَ هذهِ التَّساؤلاتِ؟ - 00:17:15
قالَ يوسفُ: بصراحةٍ إذا لمْ أجدْ إجاباتٍ عنها، فربَّما لن أبقى مسلمًا، - 00:17:19
فقالَ لهُ المدرِّسُ الملحدُ: لا لا، هذا غبيٌ جدًا - 00:17:25
"No, No No, that’s so stupid" - 00:17:29
تابعَ المدرِّسُ: لديكَ كلُّ هذهِ الإجاباتِ عنِ التَّساؤلاتِ في دينِكَ، - 00:17:31
وكلُّ هذهِ الأشياءِ الَّتي تُقنعُكَ بهِ، ثُمَّ تتركُ دينكَ من أجلِ بضعةِ تساؤلاتٍ؟! - 00:17:35
ماذا إذا ذهبْتَ ليومِ الحسابِ فقالَ لكَ الإلهُ -يعني الَّذي تُؤمنُ بهِ: - 00:17:41
أعطيتُكَ كلَّ هذهِ الإجاباتِ، - 00:17:45
ثُمَّ تركْتَ الإسلامَ منْ أجلِ تساؤلٍ واحدٍ أوْ بضعةِ تساؤلاتٍ؟! - 00:17:46
تساؤلاتٍ لم تستطِعْ فهمَ حكمتِها، أو اختبرتُكَ بها. - 00:17:50
لديكَ كلُّ هذهِ الإجاباتِ القويَّةِ والمريحةِ، ثُمَّ تركتَ الإسلامَ من أجلِ تساؤلٍ؟! - 00:17:53
ثمَّ قالَ المدرِّسُ الملحدُ: "الزمْ دينَكَ" - 00:17:58
"stick to your religion" - 00:18:00
وابحثْ عنْ إجاباتٍ، - 00:18:02
وإذا لمْ تجدْ إجاباتٍ فاعلمْ أنَّ الدِّينَ فيهِ تسليمٌ، وأنَّ الإلهَ يختبرُكَ. - 00:18:03
قالَ يوسفُ: قلتُ لهُ وقتئذٍ: يا ليتكَ كنتَ مسلمًا، لكنْتَ إمامًا ممتازًا - 00:18:08
هذا المدرِّسُ الملحدُ معَ أنَّه ليسَ مؤمنًا باللهِ، - 00:18:13
إلَّا أنَّه يُدركُ فلسفةَ الإيمانِ أكثرَ من بعضِ الُمنتسبينَ إلى الإسلامِ، - 00:18:16
يُدركُ معنى الإيمانِ الجادِّ: أنَّك إذا آمنْتَ بمنظومةٍ دينيَّةٍ متكاملةٍ، - 00:18:20
تُجيبُ عنِ الأسئلةِ الوجوديَّةِ الكبرى؛ أسئلةِ منشأِ الإنسانِ، وغايةِ وجودهِ ومصيرِه، - 00:18:26
فإنَّ منَ الهزلِ في أمرِ الدِّينِ ومنَ انعدامِ الجدِّيَّةِ، - 00:18:32
أنْ تترُكَ هذا الدِّينَ لأجلِ أمرٍ فرعيٍّ لم تفهمْه، أوْ خالفَ هواكَ، - 00:18:36
ولعلَّ هذا المدرِّسَ الملحدَ -إذا كانَ صادقًا معَ نفسِهِ- - 00:18:41
يُدركُ أنَّ إلحادَهُ نفسَهُ يتناقضُ معَ ذاتِهِ، ولا يقومُ لهُ بُنيانٌ مُتماسكٌ، - 00:18:45
ولا يُقدِّمُ إجاباتٍ مقنعةً عنِ الأسئلةِ الوجوديَّةِ الكبرى، - 00:18:50
كما وضَّحْنا في حلقاتِ الفِطرةِ منْ (رحلةِ اليقينِ) - 00:18:54
ونسألُ اللهَ لهذا الرَّجلِ الهدايةَ. - 00:18:57
وبالطبع، فالمسألة -يا كرامُ- ليسَتْ بعددِ الأسئلةِ - 00:18:59
الَّتي يجيبُ عنها الإسلامُ، - 00:19:02
كما قدْ يُفهمُ من كلامِ هذا المدرِّسِ، - 00:19:03
بلْ ببراهينِ الإسلامِ وأدلَّتِه وبيِّناتِه، واتِّساقِه في تفاصيلِهِ وأحكامِه كافَّةً، - 00:19:05
وعدمِ معارضتِهِ للعقلِ الصَّحيحِ والفطرةِ السَّليمةِ في هذا كلِّه، - 00:19:11
فالإسلامُ لم يُطالبْنا بالتَّسليمِ لأمرٍ يُعارضُ العقلَ والفطرةَ، بخلافِ بقيَّةِ الأديانِ. - 00:19:16
ختامًا -يا كرامُ ويا كريماتُ- - 00:19:21
أكثرُ منْ أجابوا عن الاستبانتينِ لمْ يكنْ عندَهم حرجٌ، - 00:19:23
سواءً منْ موضوعِ الإسلامِ وضربِ المرأةِ، - 00:19:27
أو موضوعِ القِوامةِ، - 00:19:29
وقبلَ أنْ ننشرَ استبيانًا عنْ حلقةِ (أنا حرَّةٌ) نبَّهَنا أخٌ عزيزٌ وقالَ: - 00:19:30
حسنًا، أنا لمْ يكنْ لديَّ حرجٌ قبلَ حلقةِ: (الإسلامُ وضربُ المرأةِ) - 00:19:34
لكنْ عندما شاهدْتُ حلقتَكَ زادَ يقيني وإيماني بحكمةِ اللهِ، وقَوِيَتْ حُـجَّتي، - 00:19:38
فلو تضيفُ خيارَ (لمْ يكنْ لديَّ شعورٌ سلبيٌّ أوْ حرجٌ، ولكنّي استفدْتُ منَ الحلقةِ) - 00:19:42
وبالفعلِ أضفناهُ، وكانتِ النَّتيجةُ لحلقةِ: (أنا حُرَّةٌ) عن القِوامة - 00:19:47
أنَّ حولَ 99% ممَّنْ لمْ يكنْ لديْهم حرجٌ قالوا: إنَّهم استفادوا منَ الحلقةِ - 00:19:52
فنقولُ لمنِ استفادَ، ولمنْ كانَ لديهِ حرجٌ فزالَ -بفضلِ اللهِ: - 00:19:58
انشرْ هذهِ الفائدةَ، - 00:20:03
{وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّـهُ إِلَيْكَ} [القرآن 28: 77] - 00:20:04
انشرِ الفائدةَ، ولا توقِفْها عندَكَ - 00:20:06
عندما تنشرُ الحلقةَ فعلِّقْ بالمفهومِ الَّذي استفدْتَهُ منْها، وأَثَرِهُ في نفسِكَ، - 00:20:09
وأعِنْ على نشرِ الخيرِ من قبيل: - 00:20:14
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّـهِ} [القرآن 61: 14] - 00:20:16
وأعِنِ النّاسَ وساعدْهم على سلامةِ قلوبِهم ليسعَدوا، - 00:20:19
{يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (٨٨) - 00:20:23
إِلَّا مَنْ أَتَى ٱللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (٨٩)} [القرآن26: 88-89] - 00:20:26
هذهِ الحلقةُ -يا كرامُ- وإنْ كانتْ تَظهرُ كالخاتمةِ، - 00:20:28
لكنْ سيتبعُها حلقةٌ أخيرةٌ مهمَّةٌ للغايةِ بعنوانِ (المرأةُ والبحثُ عنِ الذَّاتِ) بإذنِ اللهِ تعالى. - 00:20:31
خُلاصةُ حلقةِ اليومِ: إن كنتِ جادَّةً فليكنْ إيمانُك جادًّا، - 00:20:38
وإذا وجدْتِ في نفسِكِ منْ أمرٍ منْ أوامرِ اللهِ شيئًا، فتذكَّري مقامَ العبوديَّةِ وعظمةَ المعبودِ، - 00:20:42
واطلبي العلمَ، وصحِّـحي معاييرَ الميزانِ، - 00:20:49
وأزيلي عنِ الجاهليَّةِ زينتَها، وعنِ الشَّريعةِ غبارَ التَّشويهِ، - 00:20:52
وادْعي ربَّكِ القائلَ - 00:20:56
<<يا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إلَّا مَن هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ>> (رواه مسلمٌ) - 00:20:58
والزمي طاعةَ ربِّكِ وتقواهُ، ليجعلَ لكِ فُرقانًا، - 00:21:03
وأحسني ليرحمَكِ بتحبيبِ الإيمانِ إلى قلبِكِ، - 00:21:08
{إِنَّ رَحْمَتَ ٱللَّـهِ قَرِيبٌ مِّنَ ٱلْمُحْسِنِينَ} [القرآن 7: 56] - 00:21:11
والسَّلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ. - 00:21:15