السَّلامُ عليكُم يا كرامُ، ويا كريماتُ. - 00:00:00ضَ

في الحلقتَينِ الماضيَتينِ من سلسلةِ المرأةِ استعرضْنا معًا موضوعَ الإسلامِ وضربِ المرأةِ، - 00:00:02ضَ

وموضوعَ القِوامةِ، - 00:00:08ضَ

وعملنا استبانةً لكلٍّ منَ الحلقتَينِ؛ - 00:00:09ضَ

لنرى أثرَهما في تغييرِ قناعاتِ المتابعينَ ومشاعرِهم تجاهَ الإسلامِ. - 00:00:12ضَ

وسنستعرضُ معكُم اليومَ النَّتائجَ لهذينِ الاستبانتينِ، - 00:00:18ضَ

وسنعطيكَ، ونعطيكِ المنهجيَّةَ الَّتي تتعاملينَ بها معَ كلِّ تساؤلٍ عنِ الإسلامِ، - 00:00:22ضَ

ومعَ كلِّ نفورٍ تجدينَهُ، - 00:00:29ضَ

وسنرى ختامًا قصَّةَ أستاذِ التّاريخِ الملحدِ الَّذي ثبَّتَ إيمانَ يوسفَ ابنِ صديقي. - 00:00:31ضَ

تعالَوا بدايةً للنَّتائِج: - 00:00:37ضَ

حلقةُ (الإسلامِ وضربِ المرأةِ) - 00:00:39ضَ

ممَّن عبَّؤوا الاستبانةَ تقريبًا 7200 متابعٍ ومتابعةٍ؛ - 00:00:42ضَ

قالوا إنَّهم حضروا الحلقةَ كاملةً، - 00:00:46ضَ

وهؤلاءِ أجابوا عن سؤالِ التَّأثيرِ؛ - 00:00:49ضَ

تأثيرِ الحلقةِ على الشُّعورِ تجاهَ "واضْرِبوهُنَّ" في قولهِ تعالى: - 00:00:51ضَ

{ واللّاتي تخافونَ نُشوزَهُنَّ فَعِظوهُنَّ واهجُروهُنَّ في المضاجِعِ واضْرِبوهُنَّ - 00:00:56ضَ

فإنْ أطعْنَكُم فلا تبْغوا عليهِنَّ سَبيلًا إنَّ اللهَ كانَ عَلِيًّا كَبيرًا} [القرآن 4: 34] - 00:01:02ضَ

وكانتِ النَّتيجةُ كالآتي: - 00:01:07ضَ

منَ الَّذينَ كانَ لديهِم حرجٌ قبلَ أن يشاهِدوا الحلقةَ: - 00:01:09ضَ

حوالي 92% منهُم زالَ هذا الحرجُ منْ صدورِهم أوْ قلَّ بعدَ الحلقةِ، - 00:01:13ضَ

وحوالي 4 منْ كلِّ 5 منْ هؤلاءِ زالَ الحرجُ من صدورِهم تمامًا. - 00:01:19ضَ

النَّتائُج لحلقةِ (أنا حرَّةٌ) عنْ قوامةِ الرَّجلِ: - 00:01:25ضَ

الَّذينَ عبَّؤوا الاستبانةَ ممَّنْ يقولونَ إنَّهُم شاهدوا الحلقةَ كاملةً - 00:01:28ضَ

8600 شخصٍ تقريبًا، وأجابوا عنْ سؤالِ التَّأثيرِ: - 00:01:33ضَ

- هلْ كانَ لديكَ شعورٌ بالحرجِ، أو بعدمِ الطُّمأنينَةِ والاستيعابِ تجاهَ آياتِ القِوامةِ؟ - 00:01:37ضَ

وكيفَ أثَّرَتِ الحلقةُ فيكَ؟ - 00:01:44ضَ

منَ الَّذينَ كانَ لديهِم هذا الشُّعورُ: 81% منهُم زالَ هذا الشُّعورُ أوْ قلَّ بعدَ الحلقةِ، - 00:01:46ضَ

وأكثرُ منْ ثُلثَيْ هؤلاءِ زالَ الشُّعورُ بالحرجِ، أوْ عدمِ الاستيعابِ تمامًا - 00:01:54ضَ

ما فعلْناهُ في هاتَينِ الحلقتَينِ هوَ أشبهُ بدراسةِ حالةٍ "Case study" - 00:02:00ضَ

لتَطْمئنِّي أكثرَ إلى حقيقةِ أنَّهُ ربٌّ يُعبَدُ - 00:02:05ضَ

ناقشْنا هذهِ التَّشريعاتِ الرَّبَّانيَّةِ لنقومَ بما يُسمَّى إثباتَ المفهومِ "proof of concept" - 00:02:09ضَ

مفهومَ أنَّ الحرجَ الَّذي قدْ نجدُهُ تجاهَ آيةٍ أو حكمٍ شرعيٍّ هوَ نتيجةُ العطبِ - 00:02:17ضَ

الَّذي أصابَ عناصرَ المعادلةِ الثَّلاثَ: - 00:02:21ضَ

- صورةَ الشَّريعةِ الرَّبَّانيَّةِ. - 00:02:24ضَ

- وصورةَ الجاهليَّةِ الحديثةِ. - 00:02:26ضَ

- والميزانُ الَّذي يوازنُ بينَهما. - 00:02:28ضَ

فشُوِّهَتِ الشَّريعةُ، - 00:02:31ضَ

وزُيِّنَت الجاهليَّةُ، - 00:02:32ضَ

وأُعطِبَ الميزانُ، - 00:02:34ضَ

فخرجَتِ النَّتيجة ُاستِقْباحًا لأمرِ اللهِ، واستِحْسانًا للجاهليَّةِ - 00:02:36ضَ

فلمّا أريْناكِ حقيقةَ الجاهليَّةِ وجمالَ الشَّريعةِ، - 00:02:41ضَ

وضبطْنا الميزانَ على معاييرِ الحقِّ والعدلِ، - 00:02:45ضَ

ووضعْنا الآياتِ في السِّياقِ الصَّحيحِ، قلَّ الحرجُ بشكل كبير أوْ زالَ بالكليّة. - 00:02:48ضَ

ونحنُ هنا يا كرامُ نتكلَّمُ عن حلقاتٍ نظريَّةٍ، - 00:02:54ضَ

لا عنْ تطبيقٍ عمليٍّ - 00:02:57ضَ

ومنْ أكثرِ ما يُظلَمُ بهِ الإسلامُ هوَ أنَّهُ لا يُرى واقعًا عمليًّا، - 00:02:59ضَ

فلَكُم أنْ تتصوَّروا كيفَ سيكونُ الأمرُ - 00:03:04ضَ

إذا عاشَ النَّاسُ الإسلامَ واقعًا - 00:03:07ضَ

نتكلَّمُ عنْ حلقاتٍ من نصفِ ساعةٍ - 00:03:10ضَ

تُغيِّرُ قناعاتٍ ومشاعرَ سلبيَّةً، - 00:03:12ضَ

تشكَّلَتْ وكُرِّسَتْ عبرَ عقودٍ منَ الزَّمنِ بتشويهٍ مُمنْهجٍ، وبمُمارساتٍ خاطئةٍ - 00:03:15ضَ

فلكُم أنْ تتصوَّروا كيفَ لو عاشَ المسلمونَ الإسلامَ واقعًا - 00:03:21ضَ

وبالمناسبةِ، ففي الحلقتينِ كانت نسبةُ الَّذينَ زالَ الحرجُ منْ صدورِهم تمامًا - 00:03:25ضَ

أعلى في الَّذينَ شاهدوها كاملةً مقارنةً بالَّذينَ شاهدوها جزئيًّا، - 00:03:30ضَ

أعلى بكثيرٍ - 00:03:35ضَ

وهذا يدلُّ على ضرورةِ الصَّبرِ في متابعةِ مثلِ هذهِ الحلقاتِ المنهجيَّةِ، - 00:03:37ضَ

وإتمامِها كاملةً. - 00:03:41ضَ

ولا بدَّ أنْ نشيرَ إلى أنَّ العيِّنةَ الَّتي عبَّأَتِ الاستبانةَ؛ - 00:03:43ضَ

ليسَ شرطًا أن تكونَ ممثِّلةً للمجتمعِ عامَّةً، - 00:03:46ضَ

ولنْ ندخلَ في تفاصيلَ عنِ الاقترانِ والتَّسبُّبِ - 00:03:49ضَ

"causation and correlation" - 00:03:52ضَ

حتّى لا تتحوَّلَ الحلقةُ إلى محاضرةٍ أكاديميَّةٍ جافَّةٍ، - 00:03:54ضَ

لكنْ، هذهِ النَّتائجُ تعطي دلالاتٍ بلا شكٍّ. - 00:03:57ضَ

إنْ كانَ هذا كلُّهُ في كلامٍ نظريٍّ، - 00:04:01ضَ

فما بالُكم إنْ تحوَّلْنا إلى قُدواتٍ حيَّةٍ، - 00:04:03ضَ

نُغيِّرُ الصُّورَ النَّمطيَّةَ عنِ الشَّريعةِ بسلوكنِا الصَّحيحِ؟ - 00:04:06ضَ

وبالمناسبةِ: عندما ننشرُ بعضَ التَّعليقاتِ الَّتي تدلُّ على التَّأثيرِ الإيجابيِّ للحلقاتِ، - 00:04:10ضَ

فقدْ تقولُ: لماذا هذهِ الانتقائيَّةُ؟ تنشرونَ الإيجابيَّةَ، وتُهملونَ السَّلبيَّةَ؟ - 00:04:15ضَ

لا نهملُ شيئًا، بلْ ها نحنُ نُظهرُ لكُمُ النَّتائجَ بالأرقامِ يا كرامُ. - 00:04:20ضَ

والَّذينَ لمْ يتلاشَ الحرجُ منْ صدورِهم، - 00:04:25ضَ

فإنَّا لا نيأسُ منْ هدايتِهمْ، - 00:04:28ضَ

ونسألُ اللهَ أنْ يجمعَنا بهِم على محبَّةِ كتابِهِ وشريعتِهِ. - 00:04:30ضَ

إذنْ، بعدَ هذا -يا كرامُ ويا كريماتُ- - 00:04:34ضَ

ما هيَ المنهجيَّةُ الَّتي تتعاملُ بها المسلمةُ - 00:04:37ضَ

معَ كلِّ تساؤلٍ، أو نفورٍ، أو حرجٍ - 00:04:40ضَ

تجدُهُ تجاهَ آيةٍ منْ كتابِ اللهِ أو شيءٍ يُنسَبُ إلى دينِهِ -سبحانَهُ؟ - 00:04:43ضَ

أوَّلًا؛ أنْ تتذكَّري أيَّتُها المسلمةُ أنَّ إيمانَكِ باللهِ يجبُ أنْ يكونَ مبنيًّا على أصولٍ، - 00:04:49ضَ

على الإجاباتِ العلميَّةِ المحكمةِ المقنعةِ الَّتي أتى بها الإسلامُ - 00:04:55ضَ

عنِ الأسئلةِ الوجوديَّةِ الكُبرى: - 00:05:00ضَ

منْ أنا؟ منْ أينَ المنشأُ؟ إلى أينَ المصيرُ؟ - 00:05:02ضَ

ما الغايةُ منْ وجودي؟ منْ خلقَني؟ - 00:05:05ضَ

ماذا يريدُ منّي؟ - 00:05:07ضَ

وهوَ الإيمانُ الَّذي نُعالجُ ما يطرأُ عليهِ - 00:05:09ضَ

في سلسلةِ (رحلةِ اليقينِ) - 00:05:12ضَ

عندما يتشكَّلُ هذا الإيمانُ العلميُّ الجادُّ، فإنَّ التَّساؤلاتِ عنْ أمورٍ فرعيَّةٍ لنْ تضُرَّكِ، - 00:05:14ضَ

لأنَّ الجهلَ بالفرعِ لا يهدمُ الأصلَ، - 00:05:19ضَ

فإذا كانَتْ آيةٌ -أوْ حديثٌ أو تشريعٌ ما- تخلعُ إيمانَكِ، - 00:05:22ضَ

فهذا ببساطةٍ لأنَّ إيمانَكِ ليسَ مبنيًَّا على أُسسٍ. - 00:05:26ضَ

قدْ يكونُ عندَكِ تساؤلاتٌ عن حجابِ المرأةِ، تعدُّدِ الزَّوجاتِ، وغيرِها منَ المسائلِ... - 00:05:30ضَ

نعمْ، ابحثي عنْ إجاباتٍ بالطَّريقةِ المنهجيَّةِ الَّتي اتَّبعْناها في موضوعِ الضَّربِ والقوامةِ: - 00:05:35ضَ

تصحيحِ الميزانِ، ونفضِ الغبارِ عنِ الشَّريعةِ، - 00:05:41ضَ

وإدراكِ القبحِ الحقيقيِّ للجاهليَّةِ. - 00:05:43ضَ

لكنَّكِ تدرسينَ هذا كلَّهُ، - 00:05:46ضَ

لا كشرطٍ قبلَ أنْ تؤمني باللهِ ربًّا، وبالإسلامِ دينًا، - 00:05:48ضَ

فإيمانُكِ مستقرٌّ على قواعدِهِ كالجبالِ الرّاسخاتِ، - 00:05:52ضَ

وإنَّما لتزدادي إيمانًا منْ بابِ: - 00:05:56ضَ

{أوَلمْ تؤمنْ قالَ بلى ولكنْ ليطمئنَّ قلبي} [القرآن 2: 260] - 00:05:58ضَ

لتزدادي يقينًا، وتعظيمًا، واعتزازًا بدينِ ربِّ العالمينَ. - 00:06:02ضَ

أنتِ حينَ آمنتِ باللهِ في المنظومةِ الإسلاميَّةِ - 00:06:05ضَ

فقدْ آمنْتِ بربٍّ هوَ {نورُ السَّماواتِ والأرضِ} [القرآن 24: 35] - 00:06:08ضَ

{لهُ مقاليدُ السَّماواتِ والأرضِ} [القرآن 42: 12] - 00:06:12ضَ

{تسبِّحُ لهُ السَّماواتُ السَّبعُ والأرضُ ومنْ فيهنَّ - 00:06:14ضَ

وإنْ مِنْ شيءٍ إلَّا يسبِّحُ بحمدِهِ} [القرآن 17: 44] - 00:06:17ضَ

يقضي بالحقِّ - 00:06:20ضَ

تمَّتْ كلمتُهُ صدقًا وعدلًا - 00:06:21ضَ

{لا يُسألُ عمّا يفعلُ وهُم يُسألونَ} [القرآن 21: 23] - 00:06:23ضَ

لهُ الخلقُ والأمرُ - 00:06:25ضَ

{وهوَ القاهرُ فوقَ عبادِه وهوَ الحكيمُ الخبيرُ} [القرآن 6: 18] - 00:06:26ضَ

وسِعَتْ رحمتُهُ كلَّ شيءٍ - 00:06:29ضَ

وأحاطَ بكلِّ شيءٍ علمًا - 00:06:31ضَ

أنتِ حينَ آمنتِ باللهِ ربًّا، فعندَكِ أصولٌ راسخةٌ، شواهدُ على حكمتِهِ، وعدلِهِ، ورحمتِهِ -سبحانَهُ- - 00:06:33ضَ

فإنْ لمْ تُدركي الحكمةَ في تشريعٍ ما، فإنَّكِ تَرُدّينَهُ إلى هذهِ الأصولِ. - 00:06:40ضَ

الفتاةُ الَّتي تُعلنُ تركَ الإسلامِ لأجلِ آيةٍ لمْ تفهمْ حكمتَها، أو تشريعٍ لم يعجبْها - 00:06:45ضَ

هذهِ ما عرفَتِ الإسلامَ أصلًا، - 00:06:51ضَ

وما عرفَتِ الإيمانَ الجادَّ يومًا أصلًا، - 00:06:53ضَ

حتَّى وإنْ كانَتْ منَ الحافظاتِ للقرآنِ والمصلِّياتِ - 00:06:57ضَ

-كما أصبحْنا نسمعُ- - 00:07:01ضَ

مشكلةُ كثيرٍ منَ النَّاسِ أنَّ هذهِ الأصولَ والشَّواهدَ على حكمةِ اللهِ وعدلِهِ - 00:07:02ضَ

ليسَتْ موجودةً عندَهم أصلًا، - 00:07:06ضَ

فيهتزُّ إيمانُهم لأدنى سببٍ - 00:07:09ضَ

إذا وجدْتِ في نفسِكِ حرجًا منْ آيةٍ فتذكَّري خطورةَ هذا الشُّعورِ، - 00:07:11ضَ

وتذكَّري قولَ نبيِّكِ -صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: - 00:07:15ضَ

<<لا يموتَنَّ أحدُكُم إلّا وهوَ يُحسنُ الظَّنَّ بربِّهِ عزَّ وجلَّ>> ( رواه مسلمٌ) - 00:07:18ضَ

فأعظمُ شعورٍ تلقَينَ بهِ ربَّكِ؛ حسنُ الظنِّ بهِ -سبحانَهُ-، وبكلامِهِ وشريعتِهِ. - 00:07:22ضَ

عندما أرادَ اللهُ أنْ يبيِّنَ أسوأَ صفةٍ في الكافرينَ قالَ: - 00:07:28ضَ

{ذلكَ بأنَّهم كرهوا ما أنزلَ اللهُ فأحبطَ أعمالهُم} [القرآن 47: 9] - 00:07:32ضَ

وفي المقابلِ عندما ذكرَ نعمتَهُ الكُبرى على المؤمنينَ قالَ: - 00:07:36ضَ

{ولكنَّ اللهَ حبَّبَ إليكُم الإيمانَ وزيَّنهُ في قلوبِكم - 00:07:40ضَ

وكرَّهَ إليكُمُ الكُفرَ والفسوقَ والعصيانَ - 00:07:44ضَ

أولئكَ همُ الرّاشدونَ، - 00:07:47ضَ

فضلًا منَ اللهَ ونعمةً واللهُ عليمٌ حكيمٌ} [القرآن 49: 7-8] - 00:07:50ضَ

إذا نفرتِ من آيةٍ أو حديثٍ صحيحٍ فلنْ تنساقي وراءَ هذا النُّفورِ، - 00:07:53ضَ

بلْ أنتِ الآنَ لديكِ تفكيرٌ ناقدٌ، ومنهجيَّةٌ علميَّةٌ - 00:07:58ضَ

رأيتِ أثرَها في الحلقتَينِ الماضيتَينِ، - 00:08:01ضَ

فتحاكمينَ نفسَكِ ومشاعرَكِ، وتعيدينَ صياغةَ نفسِكِ، وتقولينَ لها: - 00:08:04ضَ

{وإنَّهُ لكتابٌ عزيزٌ لا يأتيهِ الباطلُ من بينِ يدَيهِ ولا منْ خلفِهِ - 00:08:09ضَ

تنزيلٌ منْ حكيمٍ حميدٍ} [القرآن41:41-42] - 00:08:14ضَ

فننتبهُ إلى ضرورةِ عملِ إعادة تهيئة -مسحٍ كاملٍ- لعقولِنا ومشاعرِنا منْ كلِّ صورةٍ نمطيَّةٍ مسبقةٍ - 00:08:16ضَ

متأثِّرةٍ بالإعلامِ، والتَّعليمِ التَّجهيليِّ، - 00:08:23ضَ

ونُقبلُ على دراسةِ دينِنا بتجرُّدٍ، - 00:08:26ضَ

لتتحوَّلَّ قناعاتُنا العقليَّةُ -بعدلِ اللهِ، وحكمتِهِ، ورحمتِهِ- - 00:08:29ضَ

إلى طمأنينةٍ قلبيَّةٍ، وأُنْسٍ بكلامهِ -سبحانهُ. - 00:08:33ضَ

نضبطُ بوصَلَتَنا باتِّجاهِ رضا ربِّ العالمينَ، - 00:08:38ضَ

وشعارُنا: {وعجلتُ إليكَ ربِّ لترضى} [القرآن 20: 84] - 00:08:40ضَ

{سمعْنا وأطعْنا غفرانَكَ ربَّنا وإليكَ المصيرُ} [القرآن 2: 285] - 00:08:43ضَ

بعدَ ما سبقَ من حلقاتٍ - 00:08:47ضَ

فإنَّكِ تُدركينَ أنَّ نفورَكِ منْ آيةٍ - 00:08:48ضَ

ليسَ لأنَّها تُصادمُ عقلَكِ، - 00:08:50ضَ

بل لأنَّها تُصادمُ صورًا نمطيَّةً مكرَّسةً مشوَّهةً، وفهمًا خاطئًا، - 00:08:53ضَ

فإذا وجدْتِ في نفسِكِ نفورًا تجاهَ أمرِ ربِّكِ، - 00:08:58ضَ

اتَّهمْتِ مَنْ يُنفِّرُكِ - 00:09:01ضَ

{ويريدُ الَّذينَ يتَّبعونَ الشَّهواتِ أنْ تميلوا ميلًا عظيمًا} [القرآن 4: 27] - 00:09:03ضَ

واتَّهمْتِ نفسَكِ وقلْتِ: أنا لطَّختُ مرآةَ قلبي بالذُّنوبِ، فما عادَتْ ترى الأشياءَ على حقيقتِها - 00:09:07ضَ

فتفِرِّينَ إلى ربِّكِ القائلِ: {ففِرُّوا إلى اللهِ} [القرآن 51: 50] - 00:09:13ضَ

إلى ربِّكِ القائلِ: - 00:09:16ضَ

{واللهُ يدعو إلى دارِ السَّلامِ - 00:09:17ضَ

ويهدي منْ يشاءُ إلى صراطٍ مستقيمٍ} [القرأن 10: 25] - 00:09:20ضَ

وتخضَعينَ لما يدلُّ عليهِ عقلُكِ وفطرتُكِ، - 00:09:23ضَ

مناديةً في كيانِكِ: - 00:09:27ضَ

{وعسى أنْ تكرهوا شيئًا وهوَ خيرٌ لكُم، وعسى أنْ تحبُّوا شيئاً وهو شرٌّ لكُم - 00:09:29ضَ

واللهُ يعلمُ وأنتُمْ لا تعلمونَ} [القرآن 2: 216] - 00:09:35ضَ

ومؤمنةً بقولِ ربِّكِ -عزَّ وجلَّ: - 00:09:37ضَ

{وتمَّتْ كلمةُ ربِّكَ صدقًا وعدلًا} [القرآن 6: 115] - 00:09:40ضَ

صدقًا في الأخبارِ، وعدلًا في الأحكامِ. - 00:09:44ضَ

وتؤمنينَ بقولِ نبيِّكِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: - 00:09:47ضَ

<<إنَّ اللهَ أعطى كلَّ ذي حقٍّ حقَّهُ>> (صحيح التّرمذيّ) - 00:09:50ضَ

وتقولينَ بملءِ الفمِ: هاجَرُ تُمثِّلُني؛ - 00:09:52ضَ

هاجَرُ إذْ قالَتْ لإبراهيمَ -عليهِ السَّلامُ- - 00:09:55ضَ

يومَ أرادَ أنْ يتركَها وولدَها بوادٍ غيرِ ذي زرعٍ: - 00:09:58ضَ

<<آللهُ الَّذي أمرَكَ بهذا؟ - 00:10:01ضَ

قالَ: نعمْ، قالَت: إذنْ لا يُضيِّعُنا>> (رواهُ البخاريُّ) - 00:10:03ضَ

تقولينَ بملءِ الفمِ أُمَيمةُ تُمثِّلُني. - 00:10:06ضَ

منْ أُمَيمةُ؟ - 00:10:08ضَ

أُمَيمةُ بنتُ رُقَيقةَ، صحابيَّةٌ جاءَتْ معَ نِسوةٍ يبايعْنَ رسولَ اللهِ على أمورٍ، - 00:10:09ضَ

فقالَ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: - 00:10:14ضَ

<<فيما استطعْتُنَّ وأطقْتُنَّ، - 00:10:16ضَ

فقالَتْ أُميمةُ: للهُ ورسولُهُ أرحمُ بنا منَّا بأنفسِنا>> (صحيح التّرمذي) - 00:10:18ضَ

أيْ إذا قضى اللهُ أو رسولهُ أمرًا؛ - 00:10:23ضَ

فإنّا على يقينٍ أنَّ فيهِ منَ الرَّحمةِ ومراعاةِ مصالحِنا أكثرَ ممَّا نرحمُ أنفسَنا، - 00:10:26ضَ

إيمانٌ وثقةٌ مطلقةٌ برحمةِ اللهِ في تشريعاتِهِ. - 00:10:32ضَ

سرْنا معكِ في هذهِ السِّلسلةِ -يا كريمةُ، - 00:10:36ضَ

يا منْ كرَّمَكِ اللهُ بإنسانيَّتِكِ ثُمَّ بالإسلامِ- - 00:10:38ضَ

سرْنا معكِ لتعلمي أنَّه إنْ ظلمَكِ بشرٌ؛ فالحلُّ في شريعةِ ربِّ البشرِ، - 00:10:41ضَ

فاللهُ ملاذُكِ لا خَصْمُكِ، لئلَّا يكونَ عندَكِ عصبٌ ملتهبٌ تجاهَ ربِّكِ -سبحانَهُ- - 00:10:46ضَ

ولا نظرةُ توجُّسٍ، بل حُسنُ ظنٍّ مطلقٌ، ويقينٌ راسخٌ، - 00:10:53ضَ

فاللهُ ملاذُكِ لا خصمُكِ. - 00:10:56ضَ

سرْنا معَكِ في هذهِ السِّلسلةِ لا لنقولَ لكِ: سلِّمي واخضَعي لكلِّ ما يُقالُ لكِ أنَّه منَ الدِّينِ، - 00:10:59ضَ

فنحنُ أمَّةٌ شرَّفَها اللهُ بحفظِ كتابِها بالتَّواترِ، - 00:11:06ضَ

وحفظِ سُنَّةِ نبيِّها بعلمِ الحديثِ، - 00:11:10ضَ

فالفَيصلُ هو صحَّةُ الثُّبوتِ وصحَّةُ الدِّلالةِ، - 00:11:12ضَ

إذا ثبتَ نصٌّ وثبتَتْ دلالتُهُ، وخالفَ ما ترينَهُ حقًّا وعدلًا، - 00:11:15ضَ

فاتَّهمي نفسَكِ وقولي: لعلَّ الخللَ فيَّ - 00:11:20ضَ

لكنْ انتبهي، - 00:11:23ضَ

ليسَ مطلوبًا أنْ تتَّهمي نفسَكِ في كلِّ مقامٍ، - 00:11:24ضَ

فقدْ يكون ُما يُقالُ لكِ ليسَ منَ الإسلامِ بالفعلِ. - 00:11:27ضَ

ذكرْنا لكِ في الحلقةِ الماضيةِ أنَّ المعاييرَ الحاكمةَ المطلقةَ، - 00:11:30ضَ

الَّتي يحقِّقُها الإسلامُ هيَ: الحقُّ والعدلُ، لا الحرِّيَّةُ والمساواةُ - 00:11:34ضَ

وأنَّ المساواةَ تكونُ أحيانًا باطلًا وظلمًا، فلا تَصلحُ أنْ تكونَ مسطرةً تقيسينَ بها، - 00:11:38ضَ

حسنًا، ماذا إذا نُسِبَ إلى الإسلامِ ما يظهرُ أنَّه يُخالفُ الحقَّ والعدلَ؟ - 00:11:43ضَ

ماذا إذا نُسِبَ إلى الإسلامِ ما يبدو باطلًا وظلمًا؟ - 00:11:48ضَ

لا ترفضيهِ بدعوى أنَّهُ مناقضٌ للحقِّ والعدلِ، - 00:11:52ضَ

فقدْ يكونُ تقييمُكِ أنتِ للحقِّ والعدلِ غيرَ صحيحٍ - 00:11:55ضَ

لكنْ أيضًا لا تُدخليهِ إلى منظومتِكِ المعرفيَّةِ ولا تُمرِّريهِ دونَ تحقُّقٍ، - 00:11:59ضَ

فإنَّهُ قد يُحدِثُ لديكِ نُفورًا خفيًّا منَ الشَّريعةِ، لا تعرفينَ سببَهُ فيما بعدُ - 00:12:04ضَ

قدْ تجدينَ منْ أشهرِ العلماءِ المعروفينَ مَن يَقُصُّ على النَّاسِ قصَّةً موجودةً بالفعلِ في بعضِ المراجعِ، - 00:12:10ضَ

أنَّ الزُّبيرَ بنَ العوَّامِ -رضيَ اللهُ عنهُ- غضبَ مرَّةً من زوجتَيهِ، - 00:12:16ضَ

فربطَهما منْ شعرِهما، وضربَهما ضربًا شديدًا، - 00:12:21ضَ

إحدى زوجتَيهِ أسماءُ بنتُ أبي بكرٍ، - 00:12:24ضَ

فذهبتْ تشكو إلى أبيها، فقالَ لها: - 00:12:26ضَ

أيْ بُنيَّةُ! اصبري، فإنَّ الزُّبيرَ رجلٌ صالحٌ، ولعلَّهُ أنْ يكونَ زوجَكِ في الجنَّةِ، - 00:12:28ضَ

ولقدْ بلغَني أنَّ الرَّجلَ إذا ابتكرَ بامرأةٍ تزوَّجَها في الجنَّةِ. - 00:12:34ضَ

فيقعُ في نفسِكِ أنَّ أبا بكرٍ سكتَ عنْ هذا الظُّلمِ، - 00:12:38ضَ

بلْ وتقولينَ: ربَّما حصلَ هذا في عهدِ النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- - 00:12:41ضَ

فتأخذُ القصَّةُ في ذهنِكِ خاتمَ الموافقةِ منَ النَّبيِّ؛ - 00:12:45ضَ

وبالتَّالي يُصبحُ هذا التَّعاملُ معَ الزَّوجةِ (منَ الدِّينِ) بالنِّسبةِ لكِ. - 00:12:49ضَ

لا، بلْ تقولينَ لقائلِ هذا الكلامِ: - 00:12:54ضَ

{هَاتُوا۟ بُرْهَـٰنَكُمْ إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ} [القرآن 2: 111] - 00:12:57ضَ

هلْ صحَّ ذلكَ عنِ الزُّبيرِ؟ - 00:13:00ضَ

وهلْ مرَّتِ الحادثةُ دونَ مُساءلةٍ منَ النَّبيِّ والصَّحابةِ؟ - 00:13:02ضَ

هذا الأثرُ المذكورُ عنِ الزُّبيرِ ليسَ لهُ إسنادٌ صحيحٌ، - 00:13:06ضَ

فهوَ لا يصحُّ في علمِ الحديثِ، - 00:13:10ضَ

فنفورُكِ منهُ ليسَ نفورًا منَ الدِّينِ، - 00:13:12ضَ

بل هوَ نفورٌ حقٌّ منْ خبرٍ لا يصحُّ، - 00:13:15ضَ

ولو ثبتَ فلا يعني أنَّ النَّبي أقرَّه، ولا أنَّه أصبحَ منَ الإسلامِ، - 00:13:17ضَ

ومعَ ذلكَ فنقولُ مرةً أخرى إنَّه خبرٌ لا يصحُّ - 00:13:22ضَ

لذا فعليكِ استخدامُ التَّفكيرِ النَّاقدِ، - 00:13:26ضَ

ليسَ معَ أعداءِ الشَّريعةِ فقطْ، - 00:13:28ضَ

بلْ ومعَ المتكلِّمينَ باسمِها، - 00:13:30ضَ

ومعَ أنصارِها ممَّنْ قدْ يُسيئونَ عنْ غيرِ قصدٍ. - 00:13:32ضَ

وما ندعوكِ إليهِ هوَ أنْ تُسلِّمي للهِ وشريعتِهِ، - 00:13:35ضَ

لا لكلِّ ما يُنسبُ إلى الإسلامِ هكذا بلا تمحيصٍ. - 00:13:39ضَ

قدْ تقولينَ: لكنْ -يا أخي- هذا مشوارٌ صعبٌ، - 00:13:42ضَ

إعادةُ تهيئةٍ للصُّورِ النَّمطيَّةِ، طلبُ العلمِ، - 00:13:45ضَ

فرزُ الشَّريعةِ عمّا نُسبَ إليها بباطلٍ، - 00:13:48ضَ

تفكيرٌ ناقدٌ، اتِّهامُ نفسي... - 00:13:50ضَ

هذا مشوارٌ صعبٌ - 00:13:52ضَ

نعمْ، هوَ صعبٌ - 00:13:53ضَ

صعبٌ إذا ركَنْتِ فيهِ إلى ذكائِكِ وقدُراتِكِ، - 00:13:54ضَ

"إذا لم يكنْ عونٌ منَ اللهِ للفتى فأوَّلُ ما يقضي عليهِ اجتهادهُ" - 00:13:57ضَ

فاستحْضري هذهِ المعانيَ وأنتِ تقرئينَ: {ٱهْدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ} [القرآن 1: 6] - 00:14:02ضَ

تريدينَ معونةَ اللهِ في هذا المشوارِ؟ - 00:14:07ضَ

{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ إِن تَتَّقُوا۟ ٱللَّـهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا} [القرآن 8: 29] - 00:14:09ضَ

فرقانًا تُفرِّقينَ بهِ بينَ الحقِّ والباطلِ. - 00:14:14ضَ

عندما تفرِّطينَ في صلاتِكِ، حجابِكِ، علاقاتِكِ، تسمعينَ أو تُشاهدينَ ما لا يُرضي اللهَ، - 00:14:17ضَ

وتقولينَ معَ ذلكَ: أنا أعملُ أعمالًا صالحةً، والحسناتُ يُذهبنَ السَّيِّئاتِ، - 00:14:23ضَ

فتذكَّري اللَّذاتِ العظيمةَ الَّتي تحرمينَ نفسَكِ منها، - 00:14:27ضَ

لذةَ محبَّةِ كلامِ خالقِكِ ورازقِكِ الَّذي إليهِ معادُكِ، - 00:14:31ضَ

لذَّةَ النُّورِ الَّذي يجعلُهُ في قلبِكِ إذا أطعتِه وجاهدْتِ نفسَكِ وشهواتِها، - 00:14:36ضَ

{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [القرآن 29: 69] - 00:14:41ضَ

تضعُفينَ أمامَ بعضِ المعاصي، اعترِفي للهِ لتدخلي في رحمتِهِ -سبحانَهُ- إذ قالَ: - 00:14:48ضَ

{وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ۚ - 00:14:53ضَ

إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [القرآن 9: 102] - 00:15:00ضَ

ولا تُكابري ولا تُبرِّري الذَّنبَ -أرجوكِ- - 00:15:02ضَ

ولا تدافعي عنهُ، فهذا كلُّهُ منَ الظُّلمِ، - 00:15:05ضَ

{وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [القرآن 3: 86] - 00:15:08ضَ

اطلبي منَ اللهِ العونَ على الطَّاعةِ، - 00:15:10ضَ

حتّى لا يحرمَكِ منْ لذَّةِ محبَّةِ كلامِهِ وشريعتِهِ، بشُؤمِ معاصيكِ وذنوبِكِ. - 00:15:12ضَ

بعدَ هذا كلِّهِ يا كريمةُ: - 00:15:17ضَ

إذا بقيتِ تجدينَ في نفسِكِ نُفرةً منْ حكمٍ شرعيٍّ أوْ آيةٍ، فابكي وتباكي للهِ، وتضرَّعي وقولي: - 00:15:19ضَ

ربّي أنا لكَ فلا تردَّني إليَّ، - 00:15:26ضَ

قولي: يا حيُّ يا قيّومُ برحمتِكَ أستغيثُ، أصلحْ شأني كلَّهُ ولا تكلْني إلى نفسي طَرفةَ عينٍ. - 00:15:28ضَ

وتذكَّري قولَهُ -تعالى- في الحديثِ القدُسيِّ: - 00:15:34ضَ

<<يا عبادي كلُّكم ضالٌّ إلَّا مَن هَدَيتُه، فاستهدُوني أهْدِكم>> (رواهُ مسلمٌ) - 00:15:37ضَ

إذا فعلتِ هذا كلَّهُ فأنتِ على خيرٍ، - 00:15:42ضَ

وإيَّاكِ أن تدخلي في الوَسواسِ العَقَديِّ؛ فيُوَسوسَ لكِ الشَّيطانُ أنَّكِ لا تحبِّينَ اللهَ، - 00:15:45ضَ

واللهُ لا يحبُّكِ لأنَّ في نفسِكِ شيئًا تجاهَ حكمٍ منْ أحكامِهِ، - 00:15:50ضَ

بلْ ما دمْتِ تجاهدينَ هذهِ النُّفرةَ، - 00:15:54ضَ

وتحاولينَ إخضاعَ قلبِكِ بصدقٍِ لشريعةِ ربِّكِ فأنتِ على خيرٍ، - 00:15:57ضَ

المهمُّ ألّا تسترسلي معَ هذا النُّفورِ، - 00:16:02ضَ

وألّا يُصبحَ اعتقادًا مستقرًّا، تبوحين بهِ وتدافعينَ عنهُ، - 00:16:04ضَ

في الحديثِ الَّذي رواهُ مسلمٌ: - 00:16:09ضَ

<<جاءَ ناسٌ من أصحابِ النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- فسألوهُ: - 00:16:10ضَ

إنَّا نجدُ في أنفسِنا ما يتعاظَمُ أحدُنا أنْ يتكلَّمَ بهِ، - 00:16:14ضَ

قالَ: وقدْ وجدْتُموهُ؟! - 00:16:19ضَ

قالوا: نعمْ، - 00:16:21ضَ

قال: ذاكَ صريحُ الإيمانِ>> (رواه مسلمٌ) - 00:16:21ضَ

ذاك َصريحُ الإيمانِ - 00:16:24ضَ

ما دمتِ تُعظِّمينَ اللهَ، وتَعلمينَ أنَّ نفورَكِ منْ حُكمٍ منْ أحكامِهِ شيءٌ سيِّئٌ، - 00:16:25ضَ

فهذا يدلُّ على إيمانِكِ، فلا تدخلي في الوسوسةِ. - 00:16:30ضَ

سرْنا معَكِ في هذهِ السِّلسلةِ -أيَّتها الكريمةُ- لتُؤمني إيمانَ الجادِّ، - 00:16:33ضَ

الإيمانَ الَّذي يفهمُ فيهِ العبدُ مقامَ العبوديَّةِ للهِ ربِّ العالمينَ. - 00:16:37ضَ

ففي زمانِ التَّعلُّقِ بالمادِّيَّاتِ وتألُّهِ الإنسانِ، - 00:16:42ضَ

هَزُلَ لدى كثيرٍ منَ النَّاسِ - 00:16:45ضَ

-حتَّى منَ المنتَسبينَ إلى الإسلامِ- - 00:16:47ضَ

هَزُلَ لديهِم معنى العبوديَّةِ، - 00:16:50ضَ

وهَزُلَ لديهِم معنى الإيمانِ - 00:16:52ضَ

صديقٌ عزيزٌ لي ابنُهُ اسمُهُ: يوسف، - 00:16:55ضَ

وُلِدَ يوسفُ ونشأَ في أمريكا، - 00:16:57ضَ

ثُمَّ ثارَتْ لديهِ تساؤلاتٌ حتَّى اهتزَّت قناعتُه بالإسلامِ، - 00:16:59ضَ

تكلَّم يوسفُ معَ مدرِّسِهِ الملحدِ في الجامعةِ - 00:17:03ضَ

-وهوَ أستاذٌ في التَّاريخِ- - 00:17:05ضَ

فقالَ المدرِّسُ ليوسفَ: ما هيَ تساؤلاتُكَ؟ - 00:17:07ضَ

فأخبرَهُ يوسفُ بها، وعلى رأسِها موضوعُ التَّطوُّرِ - 00:17:09ضَ

-الَّذي نعالجهُ في رحلةِ اليقينِ بالمناسبةِ- - 00:17:12ضَ

فقالَ لهُ المدرِّسُ الملحدُ: حسنًا، وماذا ستفعلُ معَ هذهِ التَّساؤلاتِ؟ - 00:17:15ضَ

قالَ يوسفُ: بصراحةٍ إذا لمْ أجدْ إجاباتٍ عنها، فربَّما لن أبقى مسلمًا، - 00:17:19ضَ

فقالَ لهُ المدرِّسُ الملحدُ: لا لا، هذا غبيٌ جدًا - 00:17:25ضَ

"No, No No, that’s so stupid" - 00:17:29ضَ

تابعَ المدرِّسُ: لديكَ كلُّ هذهِ الإجاباتِ عنِ التَّساؤلاتِ في دينِكَ، - 00:17:31ضَ

وكلُّ هذهِ الأشياءِ الَّتي تُقنعُكَ بهِ، ثُمَّ تتركُ دينكَ من أجلِ بضعةِ تساؤلاتٍ؟! - 00:17:35ضَ

ماذا إذا ذهبْتَ ليومِ الحسابِ فقالَ لكَ الإلهُ -يعني الَّذي تُؤمنُ بهِ: - 00:17:41ضَ

أعطيتُكَ كلَّ هذهِ الإجاباتِ، - 00:17:45ضَ

ثُمَّ تركْتَ الإسلامَ منْ أجلِ تساؤلٍ واحدٍ أوْ بضعةِ تساؤلاتٍ؟! - 00:17:46ضَ

تساؤلاتٍ لم تستطِعْ فهمَ حكمتِها، أو اختبرتُكَ بها. - 00:17:50ضَ

لديكَ كلُّ هذهِ الإجاباتِ القويَّةِ والمريحةِ، ثُمَّ تركتَ الإسلامَ من أجلِ تساؤلٍ؟! - 00:17:53ضَ

ثمَّ قالَ المدرِّسُ الملحدُ: "الزمْ دينَكَ" - 00:17:58ضَ

"stick to your religion" - 00:18:00ضَ

وابحثْ عنْ إجاباتٍ، - 00:18:02ضَ

وإذا لمْ تجدْ إجاباتٍ فاعلمْ أنَّ الدِّينَ فيهِ تسليمٌ، وأنَّ الإلهَ يختبرُكَ. - 00:18:03ضَ

قالَ يوسفُ: قلتُ لهُ وقتئذٍ: يا ليتكَ كنتَ مسلمًا، لكنْتَ إمامًا ممتازًا - 00:18:08ضَ

هذا المدرِّسُ الملحدُ معَ أنَّه ليسَ مؤمنًا باللهِ، - 00:18:13ضَ

إلَّا أنَّه يُدركُ فلسفةَ الإيمانِ أكثرَ من بعضِ الُمنتسبينَ إلى الإسلامِ، - 00:18:16ضَ

يُدركُ معنى الإيمانِ الجادِّ: أنَّك إذا آمنْتَ بمنظومةٍ دينيَّةٍ متكاملةٍ، - 00:18:20ضَ

تُجيبُ عنِ الأسئلةِ الوجوديَّةِ الكبرى؛ أسئلةِ منشأِ الإنسانِ، وغايةِ وجودهِ ومصيرِه، - 00:18:26ضَ

فإنَّ منَ الهزلِ في أمرِ الدِّينِ ومنَ انعدامِ الجدِّيَّةِ، - 00:18:32ضَ

أنْ تترُكَ هذا الدِّينَ لأجلِ أمرٍ فرعيٍّ لم تفهمْه، أوْ خالفَ هواكَ، - 00:18:36ضَ

ولعلَّ هذا المدرِّسَ الملحدَ -إذا كانَ صادقًا معَ نفسِهِ- - 00:18:41ضَ

يُدركُ أنَّ إلحادَهُ نفسَهُ يتناقضُ معَ ذاتِهِ، ولا يقومُ لهُ بُنيانٌ مُتماسكٌ، - 00:18:45ضَ

ولا يُقدِّمُ إجاباتٍ مقنعةً عنِ الأسئلةِ الوجوديَّةِ الكبرى، - 00:18:50ضَ

كما وضَّحْنا في حلقاتِ الفِطرةِ منْ (رحلةِ اليقينِ) - 00:18:54ضَ

ونسألُ اللهَ لهذا الرَّجلِ الهدايةَ. - 00:18:57ضَ

وبالطبع، فالمسألة -يا كرامُ- ليسَتْ بعددِ الأسئلةِ - 00:18:59ضَ

الَّتي يجيبُ عنها الإسلامُ، - 00:19:02ضَ

كما قدْ يُفهمُ من كلامِ هذا المدرِّسِ، - 00:19:03ضَ

بلْ ببراهينِ الإسلامِ وأدلَّتِه وبيِّناتِه، واتِّساقِه في تفاصيلِهِ وأحكامِه كافَّةً، - 00:19:05ضَ

وعدمِ معارضتِهِ للعقلِ الصَّحيحِ والفطرةِ السَّليمةِ في هذا كلِّه، - 00:19:11ضَ

فالإسلامُ لم يُطالبْنا بالتَّسليمِ لأمرٍ يُعارضُ العقلَ والفطرةَ، بخلافِ بقيَّةِ الأديانِ. - 00:19:16ضَ

ختامًا -يا كرامُ ويا كريماتُ- - 00:19:21ضَ

أكثرُ منْ أجابوا عن الاستبانتينِ لمْ يكنْ عندَهم حرجٌ، - 00:19:23ضَ

سواءً منْ موضوعِ الإسلامِ وضربِ المرأةِ، - 00:19:27ضَ

أو موضوعِ القِوامةِ، - 00:19:29ضَ

وقبلَ أنْ ننشرَ استبيانًا عنْ حلقةِ (أنا حرَّةٌ) نبَّهَنا أخٌ عزيزٌ وقالَ: - 00:19:30ضَ

حسنًا، أنا لمْ يكنْ لديَّ حرجٌ قبلَ حلقةِ: (الإسلامُ وضربُ المرأةِ) - 00:19:34ضَ

لكنْ عندما شاهدْتُ حلقتَكَ زادَ يقيني وإيماني بحكمةِ اللهِ، وقَوِيَتْ حُـجَّتي، - 00:19:38ضَ

فلو تضيفُ خيارَ (لمْ يكنْ لديَّ شعورٌ سلبيٌّ أوْ حرجٌ، ولكنّي استفدْتُ منَ الحلقةِ) - 00:19:42ضَ

وبالفعلِ أضفناهُ، وكانتِ النَّتيجةُ لحلقةِ: (أنا حُرَّةٌ) عن القِوامة - 00:19:47ضَ

أنَّ حولَ 99% ممَّنْ لمْ يكنْ لديْهم حرجٌ قالوا: إنَّهم استفادوا منَ الحلقةِ - 00:19:52ضَ

فنقولُ لمنِ استفادَ، ولمنْ كانَ لديهِ حرجٌ فزالَ -بفضلِ اللهِ: - 00:19:58ضَ

انشرْ هذهِ الفائدةَ، - 00:20:03ضَ

{وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّـهُ إِلَيْكَ} [القرآن 28: 77] - 00:20:04ضَ

انشرِ الفائدةَ، ولا توقِفْها عندَكَ - 00:20:06ضَ

عندما تنشرُ الحلقةَ فعلِّقْ بالمفهومِ الَّذي استفدْتَهُ منْها، وأَثَرِهُ في نفسِكَ، - 00:20:09ضَ

وأعِنْ على نشرِ الخيرِ من قبيل: - 00:20:14ضَ

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّـهِ} [القرآن 61: 14] - 00:20:16ضَ

وأعِنِ النّاسَ وساعدْهم على سلامةِ قلوبِهم ليسعَدوا، - 00:20:19ضَ

{يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (٨٨) - 00:20:23ضَ

إِلَّا مَنْ أَتَى ٱللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (٨٩)} [القرآن26: 88-89] - 00:20:26ضَ

هذهِ الحلقةُ -يا كرامُ- وإنْ كانتْ تَظهرُ كالخاتمةِ، - 00:20:28ضَ

لكنْ سيتبعُها حلقةٌ أخيرةٌ مهمَّةٌ للغايةِ بعنوانِ (المرأةُ والبحثُ عنِ الذَّاتِ) بإذنِ اللهِ تعالى. - 00:20:31ضَ

خُلاصةُ حلقةِ اليومِ: إن كنتِ جادَّةً فليكنْ إيمانُك جادًّا، - 00:20:38ضَ

وإذا وجدْتِ في نفسِكِ منْ أمرٍ منْ أوامرِ اللهِ شيئًا، فتذكَّري مقامَ العبوديَّةِ وعظمةَ المعبودِ، - 00:20:42ضَ

واطلبي العلمَ، وصحِّـحي معاييرَ الميزانِ، - 00:20:49ضَ

وأزيلي عنِ الجاهليَّةِ زينتَها، وعنِ الشَّريعةِ غبارَ التَّشويهِ، - 00:20:52ضَ

وادْعي ربَّكِ القائلَ - 00:20:56ضَ

<<يا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إلَّا مَن هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ>> (رواه مسلمٌ) - 00:20:58ضَ

والزمي طاعةَ ربِّكِ وتقواهُ، ليجعلَ لكِ فُرقانًا، - 00:21:03ضَ

وأحسني ليرحمَكِ بتحبيبِ الإيمانِ إلى قلبِكِ، - 00:21:08ضَ

{إِنَّ رَحْمَتَ ٱللَّـهِ قَرِيبٌ مِّنَ ٱلْمُحْسِنِينَ} [القرآن 7: 56] - 00:21:11ضَ

والسَّلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ. - 00:21:15ضَ