الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله جميعا حيثما كنتم ومرحبا بكم مجددا مع المحاضرة الثالثة من تفسير سورة يونس مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم - 00:00:19

هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك الا بالحق يفصل الايات لقوم يعلمون ان في اختلاف الليل والنهار وما خلق الله في السماوات والارض - 00:00:45

لايات لقوم يتقون الضوء والنور من من الناحية اللغوية البحتة معناهما متقارب بل مترادف الضوء اقوى من النور استعمالا بدلالة هذه الاية فان الشمس اقوى في نورها من القمر وقيل في التفريق بينهما ان الضوء لما كان - 00:01:12

من ذاته الشمس والنار ضوءها من ذاتها. والنور لما كان مكتسبا من غيره قالوا يدل على هذا قول الله تعالى وجعل القمر فيهن نورا. وجعل الشمس سراجا. السراج نوره من ذاته - 00:01:39

الضياء والضوء ما اضاء لك جعل الله سبحانه وتعالى هذه الاشياء على مقادير مخصوصة في الذات والصفات والزمان والمكان وخلق كل شيء فقدره تقديرا والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم - 00:02:00

ومنازل جمع منزل وهو مكان النزول ثمانية وعشرون منزلا معروفة لدى العرب باسمائها ويختفي القمر في يوم او في اتنين في اخر الشهر ان هذه الايات الدالة على وجوده جل جلاله - 00:02:26

خلق السماوات والارض على ذلك النظام المحكم وما ذكره هنا من اياته الكونية الدالة على جلاله وكماله وكبريائه وانه خلقها على غاية من الاحكام والاتقان اجدر بمن فعل هذا الذي دبر امور معاشكم - 00:02:47

ان يدبر امور معادكم بارسال الرسل وانزال الكتب اتزنون ان الذي خلق هذا الكون بهذا النظام المتقن البديع يخلقكم انتم عبثا ويترككم انتم سدى. افحسبتم انما خلقناكم عبثا وانكم الينا لا ترجعون - 00:03:16

ايحسب الانسان ان يترك سدى الم يكن نطفة من مني يمنا ثم كان علقة فخلق فسوى فجعل منه الزوجين الذكر والانثى اليس ذلك بقادر على ان يحيي الموتى وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب - 00:03:40

تعلمون من خلال اليوم تعرفون دورة اليوم ودورة السنة ومن خلال القمر تعرفون دورة الشهور فتضبطون عباداتكم ومعامداتكم المالية والمدنية لولا هذا النظام الكوني المحكم لتعذر العلم بذلك على الاميين - 00:04:05

اذ ان حساب السنين والشهور الشمسية لا يعلم الا بالمدارسة. ايضا الله جل وعلا جعل لعبادتي الصيام الحج حكمة اخرى دورانهما في جميع فصول السنة فيعبد المسلمون ربهم في جميع الاوقات حارة وباردة ومعتلة - 00:04:32

بتصوم رمضان في الشتاء وتصوم رمضان في الصيف وفي وقت الاعتدال تحج ايضا مرة في الصيف عندما يشتد القيص ومرة في البرد حيث يشتد البرد ومرة عندما يعتدل الجو في عبد الانسان ربه في جميع احواله وفي جميع اطوار حياته - 00:04:54

وقد حث الله جل جلاله عباده على الانتفاع بالحساب الشمسي وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب. الشمس والقمر بحسبان وجعلنا الليل والنهار ايتين فمحونا اية الليل وجعلنا اية النهار مبصرة. لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين - 00:05:17

نوى الحساب ما خلق الله ذلك الا بالحق ما خلق الشمس ذات ضياء تفيض باشعتها على الكواكب التابعة لها. فتنبعث حرارتها وضوئها في جميع الاحياء. وبها يبصر الناس المبصرات ويقومون بامور معايشهم وسائر شؤونهم وما خلق القمر ذا نور مستمد من الشمس ينتفع - 00:05:47

ينوه الناس في سيرهم وقدره منازل يعرف بها الناس عدد السنين والشهور ما خلق هذا الا مقترنا الحق الذي تقتضيه الحكمة والمنفعة لحياة الخلق ونظام معايشهم. كيف يعقل بعد هذا - 00:06:15

ان يخلق هذا الانسان وان يعلمه البيان وان يعطيه من كمال الاستعداد ما لم يعطى بغيره ثم يتركه بعد ذلك سنن يفنى ولا يعود ولا يبعس لتجزى كل نفس بما كسبت - 00:06:35

ليجزي الذين اساءوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى يفصل الايات لقوم يعلمون. يبين الدلائل من حكم الخلق ابينها لرسولهم فصلة منوعة من كونية وعقلية لقوم يعلمون دلالة الادلة يميزون بين الحق والباطل باستعمال عقولهم في فهم هذه الايات فيجزمون بان من خلق - 00:06:54

لن يرين على هذا النظام البديع لا يمكن ان يخنق الانسان سدى ان في اختلاف الليل والنهار بحدوثهما في تعاقبهما بمجيء كل منهما خلف الاخر. في طولهما وقصرهما بحسب اختلاف مواقع الارض من الشمس - 00:07:27

لما لهما من نزام دقيق بحسب حركة الشمس اليومية والسنوية في طبيعة كل منهما وما يصلح فيه من نوم وسكون وعمل دنيوي وديني ارأيتم ان جعل الله عليكم النهار سرمدا الى يوم القيامة - 00:07:49

من اله غير الله ياتيكم بليل تسكنون فيه ارأيتم ان جعل الله عليكم الليل سرمدا الى يوم القيامة. من اله غير الله ياتيكم بضياء افلا تسمعون ما خلق الله السماوات والارض - 00:08:12

واحوال الجماد والنبات والحيوان والرعود والبروق والسحب والامطار والبحار مدها وجزرها العجيبة في تركيبها واوضاعها المختلفة ما خلق الله ذلك ابل الا بالحق ان في ذلك لايات لقوم يتقون. يتقون مخالفته في سنته الكونية وفي سنته التشريعية. ان لله - 00:08:32

سننا في حفظ الصحة من خالفها مرض ان لله سننا في تزكية الانفس وتطهير القلوب والارواح. من خالفها وافسدها بارتكاب الفواحش جوزي على ذلك اشد الرياء. الجزاء. ان لله اوامر تكوينية - 00:08:59

ترجع الى القضاء والقدر وما امرنا الا واحدة كلام حلو بالبصر. ان لله اوامر شرعية تكليفية ترجع الى ترجع الى التكاليف شرائع ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى - 00:09:20

وبهذا وذاك ينتظم نظام الكون والانسان والحياة فمن ينضبط بنزام الله الشرعي يأتلف مع منظومة الكون كلها والكون يسبح في ملكوت الله جل وعلا وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم انه كان حليما غفورا - 00:09:37

ان الذين لا يرجون لقاءنا. ورضوا بالحياة لا يتوقعون لقاء الله لا ينتظرون ذلك اليوم من كان يرجو لقاء الله فان اجل الله لات. ابن القيم له تعليق جميل. ماذا يقول؟ يقول هذا - 00:10:04

هذه تعزية من الله للمحبين يا من تتشوقون الى لقاء الله وتتلهفون الى لقائه ان اجل الله لات كما تسلي الجاه الطعام جاي جن الزبقان الماية جاية من كان يرجو لقاء الله فان اجل الله لات وهو السميع العليم. تسلية ومواعدة صلى الله بها - 00:10:22

وواعدهم بها من كان يرجو لقاء الله فان اجل الله لات وهو السميع العليم. في المقابل ان الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمئنوا بها ولا يكون هذا الا عن غفلة من قلوبهم. والذين هم عن اياتنا غافلون. اولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون - 00:10:49

فمن اثر الحياة الدنيا فان الجحيم هي المأوى واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى العيش نوم والمنية يقظة والمرء بينهما خيال ساري ما ان يرى الانسان فيها مخبرا حتى يرى خبرا من الاخبار - 00:11:16

حكم المنية في البرية جاري. ما هذه الدنيا بدار قراري جبلت على كدر وانت تريدها صفوا من الاقزاء والاكدار ومكلف الايام ضد طباعها متطلب في الماء جذوة ناري من يبحث في داخل المية عن غزوة نار مشتعلة - 00:11:47

ومكلف الايام ضد طباعها. متطلب في الماء جذوة ناري ان الذين امنوا وعملوا الصالحات كما ذكر عن الذين لا يرجون لقاء الله ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها. كما ذكر وحدث عن سوء مال في المقابل حدث عن الذي - 00:12:13

امنوا وعملوا الصالحات والقرآن كتاب متشابه مثاني. اذا حدثك عن اهل الجحيم قف بالحديث عن اهل النعيم لتتزل القلوب تهم متراوحة ما بين الخوف والرجاء ما بين الرغبة والرهبة ان الذين امنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بايمانهم - 00:12:33

الباء باب سببية محتمل فالايمان سبب للهداية الايمان سبب للهداية. او من كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان. ولكن جعلناه نورا - 00:12:58

نهدي به من نشاء من عبادنا وانك لتهدي الى صراط مستقيم او اني الباء باب الباء باء للاستعانة كأن العمل الصالح يصور لصاحبه على هيئة حسنة ليصحبه عندما يخرج يوم القيامة من لحدي عند البعث ليصحبه حتى ينتهي به الى - 00:13:26

الجنة وفي المقابل العمل الخبيث يصور في هيئة خبيثة ليصحب صاحبه على هذه الهيئة الكالحة حتى ينتهي به الى غمرات جهنم عياذا بالله من الخزلان. ان الخاسرين الذين خسروا انفسهم واهليهم - 00:13:48

كم يوم القيامة الا ذلك هو الخسران المبين تجري من تحتهم الانهار في جنات النعيم دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام واخر دعواهم ان الحمد لله رب العالمين دعواهم فيها سبحانك اللهم - 00:14:08

وتحيتهم فيها. هذا حال اهل الجنة يعني كأن هذه الكلمة عبارة عن شفرة ازا اراد ازا انتقت نفسه الى شيء اذا اجتهد نفسه شيئا يقول سبحانك اللهم اذا مر بهم الطير يشتهونه قالوا سبحانك اللهم وذلك دعواهم. فيأتيهم الملك بما يشتهونه فيسلم - 00:14:37

عليهم فيردون علي فذلك قولهم وتحيتهم فيها سلام فاذا اكلوا حمدوا ربهم على ذلك واخر دعواهم ان الحمدلله رب العالمين مقاتل ابن حيان فيما ذكره الحافظ ابن كثير يقول اذا اراد اهل الجنة ان يدعوا بالطعام قال احدهم سبحانك اللهم - 00:15:05

فيقوم على احدهم عشرة الاف خادم مع كل خادم صحفة من ذهب فيها طعام ليس في الاخرى فيأكل منهن كلهن اذا اراد احدهم ان يدعو بشيء قال سبحانك اللهم دعواهم فيها سبحانك الشفرة التي التي - 00:15:28

يستجلب فيها ما يريد ما تشتهيه الانفس وتلذ الاعين. هذا شبه من قول الله سبحانه تحيتهم يوم يلقونه سلام لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما الا قيلا سلاما سلاما. قوله - 00:15:51

سلام قولا من رب رحيم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب. سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار واخر دعواهم ان الحمد لله رب العالمين. دلالة على انه تعالى هو المحمود ابدا - 00:16:10

المعبود على طول المدى ابدا لقد حمد نفسه عند ابتداء خلقه واستمراره الحمد لله الذي خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له اعوجاجا. الحمد لله فاطر السماوات والارض. جعل الملائكة رسلا اولي اجنحة - 00:16:29

اثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء وله الحمد في الاولى والاخرة وله الحكم واليه ترجعون. وقد جاء في الحديث ان اهل الجنة يلهمون التسبيح والتحميد كما يلهمون النفس - 00:16:53

وانما يكون ذلك كذلك لما يرون من تزايد نعم الله عليهم فتكرر وتعاد وتزداد فليس لها انقضاء ولا امد الهي على كل الامور لك الحمد فليس لما اوليت من نعم حدوا - 00:17:13

لك الحمد من قبل الزمان وبعده وما لك قبل كالزمان ولا بعد الله جل وعلا ان يأخذ بنواصينا لما يحب ويرضى وان يرزقنا شكره وذكره وحسن عبادته وان يعيننا على ذلك. انه ولي ذلك والقادر عليه. وصل اللهم على نبينا محمد - 00:17:36

قمة وعلى اله وصحبه وسلم سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك - 00:17:57