محاضرة قيمة بعنوان مفتاح الجنة لفضيلة الشيخ الدكتور خالد ابن عبدالله المصلح عضو هيئة التدريس في جامعة القصيم وعضو الافتاء في منطقة القصيم والتي القاها في جامع الاميرة موضي السديري بحي العريجة - 00:00:00
في مدينة الرياض الان نترككم تستمعون الى هذه المحاضرة القيمة حيث يقول فضيلته الحمد لله حمدا ملء السماء والارض وملء ما شاء من شيء بعد احمده حق حمده له الحمد كله اوله واخره - 00:00:20
ظاهره وباطنه لا احصي ثناء عليه خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون احمده له الحمد كله في الاولى والاخرة وله الحكم واليه ترجعون احمده فهو احق من حمد واجل من ذكر - 00:00:41
والحمد من اعظم ما يقرب لرضاه ويحل على العبد فظله فالله يرضى عن العبد يشرب الشربة فيحمده عليها ويأكل الاكلة فيحمده عليها فله الحمد على كل نعمة له الحمد اولا واخر - 00:01:04
وظاهرا وباطنا سرا واعلانا. واشهد ان لا اله الا الله شهادة تنجي قائلها من النار شهادة يفوز بها العبد يوم لا درهم ولا دينار شهادة يزحزح بها عن النار ويدخل الجنة دار القرار - 00:01:26
واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه بعثه الله على حين ظلمة عمت القلوب والخلائق فانار الله تعالى به السبل واشرقت برسالته الدنيا بعد ظلماتها. انار الله به القلوب وهدى به من الضلالة - 00:01:49
اخرج به من العمى بصر به من كل عماية فلم يترك خيرا الا دل الامة عليه ولا شرا الا حذرها منه حتى تركها على بيضاء نقية لا لبس فيها ولا غبش. فصلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان - 00:02:13
الى يوم الدين. اما بعد ايها الاحباب هذه الدنيا خلقها الله تعالى لحكمة واوجد فيها ما اوجد من سماء وارض وجبال ووهاد وبحار وانهار وانس وجن خلقها الله تعالى لغاية - 00:02:36
هذه الغاية ليست خفية ولا غائبة انها غاية في غاية الجلاء والوضوح. ركزها الله تعالى في فطر الخلق قبل ان يبعث الرسل وقبل ان يقيم الدلائل عليها في الافاق والانفس غاية الخلق وعلة الوجود هي عبادة - 00:02:55
الاحد الفرد الصمد جل في علاه. هذه حقيقة اقام الله الشواهد عليها في قطر الناس وقلوبهم فالقلوب مضطرة لا غنى لها عن رب تعبده واله تتأله له فمهما اشتغلت القلوب بما تشتغل - 00:03:19
من الشواغل ومهما سكنها وعمرها من الصوارف لابد ان تجد القلوب ظرورة لرب تقصده واله تتوجه اليه لا يغنيها عنه شيء من متاع الدنيا وزينتها مهما تنوعت المتع وتلونت الملذات - 00:03:42
لا ينفك بشر من هذه الظرورة التي هي في القلوب فالقلوب لا تجد سكنا ولا راحة ولا طمأنينة ولا بهجة ولا سرورا ولا لذة ولا نعيما الا بالتوجه الى الرب الذي خلقها عبادة ورقة. محبة وتعظيما خوفا ورجاء - 00:04:07
فالقلوب مضطرة لا غنى بها عن اله تقصده وتتوجه اليه لذلك لا ينفك احد من البشر عن شيء يعبده ولذلك الديانة مركوزة في كل فطر الناس. والناس فيها على فريقين منهم من يهدى - 00:04:34
الى العبادات الحقة والطريق المستقيم والصراط القويم فيوفق لعبادة لعبادة الله عز وجل. ومنهم من تتخطى الصوارف وتجتاله الشياطين وتخرجه عن الصراط المستقيم الى انواع من العبادات الى انواع من - 00:04:56
التقربات لا تبلغه نعيما ولا يدرك بها سعادة بل هي شقاء الى شقاء ووباء الى وباء وهي ضر الى ضر قال الله جل وعلا ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا. ونحشره يوم القيامة اعمى. يقول جل وعلا - 00:05:18
فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام هذا النعيم هذه البهجة هذه اللذة هذه الطمأنينة هذا السكن هذا راح هذا السرور يشرح صدره للاسلام ومن يرد ان يضله يأتي على عكس ذلك يجعل صدره ضيقا حرجا ليس فقط ضيقا بل ضيق معه حرج وهو الغاية في الضيق والقلق - 00:05:41
وعدم السكن كأنما يصعد في السماء ظرب مثلا لانه قد يحتاج الانسان الى ادراك هذه الصورة لتلك القلوب الغافلة تلك القلوب التي توجهت الى غير الله فاحبت سواه وعبدت غيره ولم تقم لحقه وزنا. انها قلوب في غاية الحرج والضيق - 00:06:08
هذا الحرج والضيق لا يستره مركب هنيء ولا مسكن مريح ولا ملبس وضيء ولا حياة سعيدة هذا الضيق مهما فتح على الانسان من متع الدنيا لا ينفك عنه انه وحشة في مكان - 00:06:33
خفي انها وحشة القلوب انها ظلمة تغشى القلب لا يمكن ان يجد معها سكنا ولا طمأنينة فاذا كان القلب ضيقا حرجا كانما يصعد في السماء فمهما كان البدن على حال من التنعم في الملبس والمسكن وسائر الملذات - 00:06:55
ابدا لن يجد راحة ولا سكنا ولا طمأنينة. وانت تجد هذا احيانا تجد ان كل امورك ماشية عندك مأكل ومشرب وسعيد في بيتكم ومسرور في ملذات الدنيا لكن تجد في قلبك شيئا - 00:07:18
من الوحشة والقلق والضيق قد لا تعرف له سببا هذا نموذج هذا صورة مصغرة يراها المؤمن لقلوب عمرت بوحشة عن الله عز وجل بحيرة لا تعرف ربا تتوجه اليه ولا الها تقصده بل تتوجه يمنة ويسرة الى غيره فلا تزيد الا عناء - 00:07:35
ومشقة ذاك كالسراب الذي يراه صاحبه ماء فيركض ويعدو وينهك نفسه ويتعب بدنه ويكد قدميه في السعي وراء هذا السراب ليدرك ماء لكن الحقيقة في نهاية المطاف انه لا يدرك شيئا انما يدركه التعب والعناء حتى ينقطع - 00:08:00
اخواني هذا هو مثل من حقق الغاية من الوجود ومثل من اعرض عن الله عز وجل ولم يقم حق الله جل في علاه. القلوب قلوب بني ادم في نهاية المطاف تنقسم الى قلبين - 00:08:28
قلب مؤمن يعمره الايمان والطاعة يعمره السكن والطمأنينة وقلب معرض كافر برب العالمين تعمره الوحشة والظلمة حتى يهلك في الدنيا وما في الاخرة اشد وابقى ايها الاحباب خلقنا الله لهذه الغاية وهي ان نعبده وحده لا شريك له. يقول ربكم في محكم كتابه وما خلقت الجن - 00:08:47
والانس الا ليعبدون ليس ثمة غاية ولا هناك مقصود ولا هناك مطلوب من العباد في الوجود سوى ان يحققوا العبودية للواحد الاحد جل في علاه وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون وقدم الجن في الذكر لانهم اسبقوا خلقا من بني ادم اسبقوا خلقا من الانس - 00:09:17
فلذلك قدمهم في الذكر وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون سبحانه وتعالى ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين سبحانه وبحمده فله الكمال في صفاته - 00:09:43
وله الكمال في ما اظافه الى نفسه من المعاني جل في علاه ولله المثل الاعلى وله المثل الاعلى سبحانه وبحمده العباد خلقوا لعبادة الله وهو الغني عنهم جل في علاه - 00:10:00
فعبادتك انما هي لك لتسعد وتنعم ليس فقط في الاخرة كما قد يتوهم من يتوهم من الناس ان العبادة ينتفع منها الرب جل في علاه. الله غني عنا وعن عباداتنا - 00:10:16
الله يقول في محكم كتابه يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله انا وانت وجميع بني ادم بل جميع الخلق في سماء الله وارضه كلهم الى الله فقراء ليس فيهم غني - 00:10:34
مهما بلغت قوته ومهما بلغ جاهه ومهما بلغ ماله ومهما بلغ ما عنده هو الى الله فقير لا يمكن ان يجد غنا عن ربه لذلك يقول الله جل وعلا يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله - 00:10:54
والله هو الغني الحميد غني عنا وعن عباداتنا وعن كل ما يكون منا. ولهذا عندما ذكر الله تعالى جملة من الفرائض التي فرضها على عباده والمطلوبات قطع توهم ان تكون هذه العبادات لنفع يعود اليه - 00:11:13
الله عن ذلك علوا كبيرا فهو الغني الحميد جل في علاه. يقول الله تعالى في اشق العبادات مجهودا وعملنا الحج في اركان الاسلام فهو اشقها مجهودا اذ انه خروج عن المألوف في المأكل والملبس - 00:11:30
موطن يقول الله جل وعلا ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا. ثم يقول ومن كفر فان الله غني عن العالمين وليس عنك فقط والعالمون هم كل العوالم سوى الله. وكل ما سوى الله عالم فجميع ما في السماوات والارض الله غني عنه وعما يكون منه - 00:11:49
عبادتك لك انت طاعتك نفعها يعود اليك. ولذلك يذكر الله جل وعلا ذلك في مواضع عديدة من كتابه. من اهتدى فانما يهتدي لمن؟ لنفسه النفع عائد اليك ومن ضل فانما يضل - 00:12:16
عليها لانه يتحمل بذلك وزرا وذاك في في العطاء قال لها وفي الوزر قال عليها من اهتدى فانما يهتدي لنفسه لانه كسب وتحصيل وفوز ومكاسب ومصالح يدركها الانسان بالطاعة في الدنيا وفي الاخرة - 00:12:33
واما السيئات ومن ضل فانما يضل عليها اي هو الذي يجني سوءها وشؤمها اما الله فالله غني عنا وعن عباداتنا. ولهذا جاء في الحديث الالهي حديث ابي ذر اشرف احاديث اهل - 00:12:52
الشام ما رواه مسلم من حديث ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل يا عبادي يا عبادي انكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني لن تستطيعوا حتى لو اردتم لن تقدروا لن تبلغوا قدركم - 00:13:10
وما عندكم لا يبلغ ان يوصل الى الله نفعا ولا ان يدفع عنه ضرا. اذا كان هذا هو المقصود من المعاش هو المراد من الخلق وهو ان تعبد الله وحده لا شريك له. ان تعبد الله وحده لا شريك له جل في علاه. اذا كان هذا هو المقصود وهذا - 00:13:28
هو الغاية فالواجب على كل من نصح نفسه ان يقيس مسيرته في الحياة على قدر ما يحقق من هذا الهدف. اذا كانت الحياة خلقت لاجل العبادة فانك تحتاج ان تسأل نفسك في كل - 00:13:48
كل ما مضى من ايامك وما تعيشه من اوقات ما مدى تحقيقك لغاية الوجود؟ لان هذه الغاية عليها الفلاح والنجاح وعليها الهلاك والبوار فبقدر ما تحقق من هذه الغاية تترقى في درجات الصلاح - 00:14:06
وبقدر ما تغفل عنها وتنصرف عنها ينقص قدرك من الصلاح والفلاح والهالك هو من اعرض عن ذلك بالكلية فلم يقم لحق الله وزنا. الله جل في علاه يذكر مراتب الناس - 00:14:26
في تحقيق هذه الغاية من من الوجود فيقول جل وعلا في محكم كتابه ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ثم رأى ثم اورثنا الكتاب اي الهدى الذي جاء به محمد ابن عبد الله صلوات الله وسلامه - 00:14:43
الذي نعيش اصطفينا من عبادنا. اي الذي الذين الذين اخترنا من عبادنا فكل من امن بالنبي صلى الله عليه وسلم وما جاء من دين الاسلام فهو مصطفى الله اصطفاه ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا اخترنا من عبادنا لكن هذا الاصطفاء ليس على درجة واحدة. هم فيه على مراتب فمنهم - 00:14:59
ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات. هذه مراتب المصطفين. كلهم اصطفاهم الله عز وجل. لكن درجاتهم في الاصطفاء متفاوتة ليست على درجة واحدة بقدر ما يحققون من الاستمساك بالكتاب الذي اورثوه بقدر ما يحققون من العبودية - 00:15:26
التي من اجلها خلقوا فانت الان في فسحة وسعى ان تبلغ اعلى المراتب ما الذي يمنعك من ان تكون من القسم الذي قال الله تعالوا منهم سابقوا بالخيرات باذن الله. لماذا ترضى ان تكون في اسفل القائمة؟ فمنهم ظالم لنفسه. لماذا؟ ان طلب - 00:15:49
سمو وفي فطرة الناس وطبيعتهم في كل مصالح معاشهم فليكن كذلك في مصالح معادهم. نحن فيما يتعلق بالمكاسب الدنيوية نأمل ونطمح قد نحقق او لا نحقق لكن الاماني موجودة ان نكون في الاعلى في كل امر في المكاسب الرواتب المساكن الاملاك - 00:16:09
الاولاد الجاه كل ما يتعلق بمكاسب الدنيا نحن نطمح الى ان نعلو ونرتفع ونبذل الاسباب على اختلاف قدراتنا في ان نرتفع ونرتقي. فليكن فيما يتعلق امر الاخرة الامر على هذا واشد - 00:16:33
فان السبق في الاخرة يختلف عن السبق في الدنيا. سبق الدنيا يخرج منه الانسان بلا شيء. سبق الاخرة يخرج منه الانسان بفوز سرمدي شتان بينهما شتان بين سبق الدنيا وسبق الاخرة. سبق الاخرة - 00:16:52
في نهايته يخرج الانسان من الدنيا بلا شيء من كل متع الدنيا وملذاتها اذا مات ابن ادم تبعه ثلاثة كما في الصحيحين من حديث من حديث انس ابن مالك رضي الله تعالى عنه تبعه ثلاثة اهله - 00:17:10
وماله وعمله فيرجع اثنان ويبقى واحد يرجع من؟ يرجع المال ويرجع الاهل والذي يرافقك ويبقى ملازما لك ولا ينفك عنك في كل مسيرتك وحياتك واطوارك وتقلباتك هو عملك ولذلك قال ويبقى عمله. سيكون رفيقك في قبرك - 00:17:26
وسيكون رفيقك يوم بعثك ونشورك وسيكون رفيقك في عبورك على الصراط وسيكون رفيقك عندما تدخل الجنة ان كنت من اهلها اسأل الله ان يجعلني واياكم من اهلها فان مراتب الناس في الجنة على قدر ما كانوا يعملون. وتلكم الجنة التي اورثتموها بما كنتم تعملون - 00:17:52
مجاجات مجالس العلم مجالس العلم اخوتي المستمعين اخواتنا المستمعات لا زلنا نواصل معكم الاستماع الى هذه المحاضرة القيمة والتي بعنوان مفتاح الجنة لفضيلة الشيخ الدكتور خالد ابن عبدالله المصلح يا اخواني - 00:18:20
الانسان يخطط لحياته ويأمل امال كثيرة في معاشه وهذا طبيعي ولا اشكال فيه يؤمل ان يملك مسكنا ان يكون المسكن على صفة معينة يأمل ان يتزوج يأمل ان يكون له اولاد يؤمل في اولاده كذا وكذا وكذا - 00:18:43
يعمل لذلك وكل هذا امر جيد ولا اشكال فيه وهذي طبيعة الانسان في حياته ويؤجر على ذلك اذا اطاع الله فيها واحتسب الاجر فيها عنده جل في علاه لكن هل منا من يخطط لاخرته؟ هل منا من يخطط لدار لا - 00:19:01
هنا يتمايز الناس الذين يخططون لتلك الدار دار القرار وهي قرار لا تزول ولا تحول ولا تتغير دار يجزى فيها الانسان على الدقيق والجليل في الاية الفاذة الجامعة يقول ربنا فمن يعمل مثقال ذرة يعني وزن ذرة. والذرة هي اقل ما يكون في الميزان. فمن يعمل مثقال ذرة - 00:19:21
خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره فلنستكثر من مثاقيل الخيرات حتى تثقل الدرجات وتعمر الدار الاخرة بما يسرنا ذلك الفوز العظيم ذلك الفوز المبين ذلك الفوز كبير ذلك الحضور والسرور الذي لا يتحول. هذه ليست احلاما - 00:19:49
هذه حقائق لكن عندما تحيط الدنيا بقلوبنا من كل جانب ويأتي الشيطان يبعد عنا هذه مواعيد الالهية وهذه الاخبار القرآنية والنبوية يرى الانسان هذه الاشياء كأنها احلام قد يوقن بان ثمة اخرة لكن اليقين ما بلغ درجة - 00:20:13
في قلبه ان يبعثه على صدق العمل. على بذل كل ما يطيق ويستطيع في طاعة ربه. لو صدق ايمانه باليوم الاخر وما اعد الله تعالى فيه لاوليائه وما توعد فيه اعداءه - 00:20:37
ما هنئ في لهو واسراف واضاعة معاش لانه يعرف ان العداد يمشي عداد الحياة هو نبض عرقك وهو عدد محدود كل شيء عنده بمقدار احصاه الله احصى الانفاس واللحظات والنبض - 00:20:54
في العروق اذا انتهى هذا العداد توقفت الحياة وارتهن الانسان بعمله. لذلك من المهم ومن الجدير ان يعتني الانسان بما سيصطحب في الاخرة كل ما عندك في الدنيا يزول وترد يوم القيامة كما قال ربك - 00:21:16
في محكم كتابه وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم يقول الله تعالى ولقد جئتمونا فرادى ما معك احد لا ولد ولا والد ولا قريب ولا صديق ولا محب ولا مبغض ما تأتي الا - 00:21:33
فردا ان كل ما في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا تأتي ذليلا منفردا عزك في طاعة ربك ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم اول مرة وتركتم ما خولناكم كل ما اعطاك الله - 00:21:51
من الدنيا تتركه وراء ظهرك وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم ولكم يا اخوان الان في الحياة الدنيا عبرة قبل الاخرة نحن نشاهد هذا باعيننا الانسان الواحد منا اذا مات ما الذي يدخل معه في قبره؟ ايدخل رصيد - 00:22:12
يدخل ذهب تدخل املاك تدخل صكوك يدخل معه اصحاب يدخل معه جيران يدخل معه والد وولد يدخل فردا هذا نموذج لقوله تعالى ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم اول مرة وتركتم ما خولناكم حتى ثيابك اللي عليك تنزع ولا تملك منها شيء. وتركتم ما خولناكم - 00:22:28
ثم وراء ظهوركم اذا كان كذلك نحن نشاهد هذه الحقيقة باعيننا في الجنائز التي تقدم بين ايدينا فنصلي عليها ونتبعها الى القبور لا يدخل معهم احد هذا هو حالك يوم القيامة ترد يوم القيامة على هذه الحال بل يقول النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في وصف - 00:22:55
بعث الناس ونشورهم يوم القيامة يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا غير مختونين كما بدأنا اول خلق نعيده حفاة ما يقي اقدامهم ليس ثمة شيء يقي اقدامهم. ما يستر ابدانهم ليس ثمة شيء يستر ابدانهم. كل ما في دولابك من الملابس - 00:23:16
لن ينفعك وكل ما لبسته من جديد او قديم وجميل او غير جميل لن ينفعك الذي ينفعك هو جمال قلبك. هو الجمال الذي سينفعك كما قال الله تعالى يا بني ادم - 00:23:38
خطاب لي ولك قد انزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم يعني يستر عوراتكم يواري سوءاتكم وريشا ريشا يعني ثياب جمال وتزين هذا النوع الثاني من من الثياب ثياب ستر العورات وثياب تجمل وتزين. بعد هذا قال - 00:23:53
ولباس التقوى ذلك خير. خير افضل. خير بمعنى اخير واطيب. واحسن من كل لباس الذي اذا لبسه الانسان فهو مكتسي واذا عرى منه والله لو ستر نفسه بما ستر فهو عار ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم رب - 00:24:14
كاسية في الدنيا عارية في الاخرة يعني كم من واحدة هي في الدنيا كاسية تلبس احسن اللباس وافخر من رجل او امرأة يلبس احسن واظهر بابهى حلة لكنه يوم القيامة يقدم عاريا ليس ثمة ما يستره - 00:24:34
سترك يوم القيامة بعملك سترك يوم القيامة بتحقيقك غاية الوجود تحقيقك المقصود من الخلق تحقيقك عبادة الرحمن جل في علاه يا اخواني لا تغرنكم الحياة الدنيا الدنيا غرور تغر الانسان بما يرى من زخرفها - 00:24:54
بما فيها من متع بما فيها من جهمال وملذات لكن البصير هو الذي يأخذ منها القدر الذي لا يعيق مسيره الى ربه وما منا احد قاعد كلنا الى الله سائر - 00:25:17
وكلنا اليه صائر فجدير بنا ايها الاحباب ايها الاخوة ان نجد في طاعة ربنا ان نجد قبل فوات الاوان لا يغرنك شباب ولا صحة ولا غنى ولا قوة ولا كثرة متع ولا كثرة اصحاب سرعان ما تزول هذه الاشياء - 00:25:35
مع مر الايام وتواليها تذهب كل هذه الاشياء ولو بقيت معك فانت الذي سترحل عنها انت الذي ستغادرها شئت ام ابيت. كل نفس ذائقة الموت ولذلك جدير بنا ان نستعد لذلك الموقف. ولا يصدنا عن هذا صاد مشروعك في حياتك - 00:25:59
هو ان تقيمها حياتك على طاعة ربك لا يعني هذا ان تنقطع عن دنياك كما قد يتصور البعض ان عمارة الاخرة تقتضي هدم الدنيا ابدا هذا ليس بصحيح هذا تصور مغلوط - 00:26:23
عمارة الاخرة لا تتم على وجه الكمال الا بعمارة الدنيا. فانها لا تصلح اخرة الا بصلاح دنيا انما لا تصلح دنيا الا بصلاح اخرة. فهما قرينان ولذلك يقول الله تعالى وابتغي فيما اتاك الله الدار الاخرة. هذا هو الهم الاكبر - 00:26:39
هذا هو المقصود الاعلى. هذا هو الذي يسعى الانسان له في ليله ونهاره وسره واعلانه وفي غيبه وشهادته ان يصلح اخرته وابتغي فيما اتاك الله الدار الاخرة لكن هذا لا يعني ان تغفل عن ما تحتاجه من امر الدنيا ما يكون عونا لك في مسيرك الى الله - 00:26:58
ولا تنسى نصيبك من الدنيا. لابد من اخذ نصيب من الدنيا عندما نتكلم عن الاستعداد الاخرة القيام بحق الله في الدنيا لا يمكن ان يكون مفهوما من ذلك ان يعطل الانسان دنياه سيد ولد ادم صلوات الله وسلامه عليه كان - 00:27:24
يدخر لاهله قوت سنة اي ما يقيتهم ويكفيهم طعاما لسنة وهذا من عمارة الاخرة ومن صلح الدنيا. والمقصود ايها الاخوة مقصودنا من هذا الحديث ان نعرف انه اذا كانت الغاية من هذا الوجود هو مدى - 00:27:48
ما نحقق من طاعة الله مقصودنا هو عبوديتنا لله تحقيق العبادة للواحد الاحد جل في علاه. فلنفتش في حياتنا لا ما حجم وما قدر هذا في حياتنا في قلوبنا اولا وفي اعمالنا ومعاملتنا واقوالنا واحوالنا. نحن مبتلون - 00:28:08
بانواع من البلاء مبتلون وهذا موظوع الحياة ما منا الا مبتلى ليس منا سالم من البلاء لان الحياة موظوعها الاختبار الذي خلق الموت حياته ليبلوكم ايكم احسن عملا لكن من الناس من تمضي عليه الليالي والايام وهو ما يدري انه مبتلى ما يعرف انه مختبر. فلا يتهيأ ولا - 00:28:30
تحضر ما يترتب على افعاله واعماله من الاجور والاوزار فيفوته خير الكثير ومنهم من هو فطن يعرف ان الله يبتليه بالسراء يبتليه بالضراء يبتليه بالصحة يبتليه بالمرض يبتليه بالفقر يبتليه باستقامة اولاده يبتليه بانحراف - 00:28:50
يبتليه بصلاح اهله يبتليه بتعثرهم يبتليه باداء الحقوق الى الناس ببر والديه بصلة ارحام كل هذه بلاء كل هذا اختبار ونبلوكم بالشر والخير فتنة. فاذا وعى الانسان هذا المعنى ادرك انه لابد له من ان يحقق نجاحا - 00:29:13
حتى لو اخفق وهذي طبيعة الانسان ان يخفق في مسيره. كل ابن ادم خطاء يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي من حديث انس كل ابن ادم خطاء ما منا - 00:29:33
من خطأ وخير الخطائين التوابون. اذا تعثرت في مسيرك الى الله في تحقيق الغاية من الوجود. لا تركن الى هذا العثار لا تطمئن الى هذا الخطأ فيكون منتجا لاخطاء. لانك اذا رضيت بالخطأ وانست نفسك به تولدت منه - 00:29:43
منه اخطاء وتعثرت في سيرك لكن عندما تخطئ وتفيق وتبادر الى التوبة والاستغفار والمراجعة الى ومراجعة الطريق القويم تفوز بالعطاء كلنا مبتلى يا اخواني لكن لنحسن المعاملة فيما ابتلانا الله تعالى - 00:30:03
واعلم ان مفتاح السعادة في الدنيا تحقيق غاية الوجود الغاية من الخلق يعني ما في انسان يا اخواني الا ويبي قلبا سعيدا وحياة هنيئة ما في بشر على اختلاف الالوان والازمان والاماكن والجنسيات والاعراف والاعراف والاديان كل بني ادم هذا - 00:30:25
امر مشترك في البشرية انها تبحث عن الراحة والطمأنينة والسعادة. لكن الذي يصيب هذا هو واحد من كل هؤلاء وهو من يحقق الغاية من الوجود. يقول الله تعالى في محكم فك كتابه من عمل صالحا - 00:30:52
من ذكر او انثى وهو مؤمن ذكر الله عز وجل امرين العمل الصالح والايمان. من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة الحياة الطيبة ما هي؟ انه كل ما يريده من معاش وكل ما يريده من ملذات الدنيا يحصلها لا - 00:31:11
الحياة الطيبة مبدأها طمأنينة القلب وابتهاجه وسروره وسكنه ان يغمره محبة الله وتعظيمه. هذا مبدأ سعادة القلوب هذا مبدأ الحياة الطيبة. لذلك تجد انسانا في برية يلاحظ غنما هو اسعد من ذاك الذي سكن الارض - 00:31:34
ابراج وعمر القصور وعاش في اهنأ ما يكون من ملذات. لا تظن ان نعيم البدن هو كافي في في المقصود لا شك ان تنعيمه واراحته تعطي القلب شيئا من السكن لكنها لا يمكن ان تعطيه كل السكن. انما السكن التام الكامل - 00:31:56
في طمأنينة القلب ولك في هذا مثل بسيد الورى امام المتقين سيد ولد ادم اجمعين. صلوات الله وسلامه عليه. دخل عمر بن الخطاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مشربته - 00:32:18
مكان كان يجلس فيه صلى الله عليه وسلم. وقد اتكأ صلوات الله وسلامه عليه على حصير مرمل يعني في شيء من الرمل وقد اثر الحصير في جنب سيد الورى صلى الله عليه وسلم. عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه دخل على سيد ولد ادم - 00:32:34
الذي له من المنزلة والمكانة اعلى المراتب عند رب العالمين فهو في الذروة صلى الله عليه وسلم في الجاه والمنزلة عند رب العالمين ليس فوقه احد من الخلق هو افضل الخلق واعلاهم جاها واعظمهم منزلة عند الله. اللهم صل على محمد. دخل عليه وهذه حالة - 00:32:57
في هيئة جلوسه النظر عمر رضي الله تعالى عنه الى خزانة رسول الله يعني يشبه ما يكون رف او مستودع او شيء توضع فيه حوائجه فاذا في حفنات من شعير شعير وليس قمحا شعير الذي الان تأكله الحيوانات لا يأكله الاوادم في غالب - 00:33:18
الناس حفلات من شعير قلب نظره لم يجد الا ذلك. فلم يملك عمر عينيه بكى رضي الله تعالى عنه فقال يا رسول الله هذا انت رسول الله وصفوته من خلقه على ما - 00:33:38
ارى يعني من الحال وهذا كسرى وقيصر فيما هم فيه من النعيم فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا ابن الخطاب اما ترضى ان تكون لهم الدنيا ولنا الاخرة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالاتفاق لا خلاف بين العلماء ولا بين آآ العارفين باحوال البشر انه صلوات الله وسلامه عليه اسعد - 00:33:53
بني ادم لكن لم تكن سعادته في طيب مأكل فقد كان بابي هو وامي صلى الله عليه وسلم يربط حصى على بطنه من شدة الجوع ولم يكن هناؤه وسعادته صلى الله عليه وسلم بما يلبسه من وتير الملابس - 00:34:17
ويركبه من فاره المراكب ويسكنه من هنيء المنازل صلوات الله وسلامه عليه. بل كان في حجرة صلى الله عليه وسلم اذا اراد السجود همز بعض اهله حتى تكف قدميها ليجد مكانا للسجود صلى الله عليه وسلم. في ضيق حال - 00:34:38
قلة يد لكنه صلى الله عليه وعلى اله وسلم كان قد بلغ الذروة في سعادة القلب بتحقيق مقصود الوجود وهو عبادة الرب جل في علاه وعبادة الرب لم تكن في سيرته وهديه صلوات الله وسلامه عليه مقصورة - 00:34:56
على قلبه بل كان يجمع بين عبادة القلب وعبادة البدن كان يقيم الليل صلى الله عليه وسلم حتى ترم قدماه فيقال له في ذلك وقال له يعني لما تفعل ذلك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فيقول صلى الله عليه وسلم - 00:35:16
افلا اكون عبدا شكورا يا اخواني النبي بلغ الغاية في السعادة فاذا اردنا السعادة وطمعنا في تحصيلها فلنجد ولنحرص على ان نعمل بعمله وان نأخذ بهديه فلك من السعادة بقدر ما تحقق من الاتباع ليس فقط في الصورة - 00:35:37
والشكل والمنظر والخارج بل في المخبر والمظهر في الباطن والظاهر فاحرص على ذلك تفز بالسعادة التي نالها او بشيء من السعادة التي نالها صلى الله عليه وسلم. يا اخواني اذا حققنا هذا المقصود وهو العبادة - 00:35:57
حقيقية لله بالقلوب والقالب في السر والعلن وكان هذا هو همنا فلنبشر فقد ملكنا اعظم مفتاح. ملكنا مفتاح الجنة. نسأل الله ان يجعلني واياكم من اهلها اللهم اجعلنا من اهل الجنة يا رب العالمين - 00:36:18
الجنة مفتاحها لا اله الا الله ولا اله الا الله ليست كلمة تقال باللسان ويتحرك بها الفم وينطق بها البيان دون ان يكون لها رصيد في القلب عندما تكون كذلك - 00:36:35
عندما تقول لا اله الا الله في اللسان والقلب عنها خالي. فثق انها لن تنفعه. بل ستكون وبالا على صاحبها بها يقول الله تعالى في قوم قالوا لا اله الا الله بالسنتهم لكنهم لم يحققوها في قلوبهم بل كانت قلوبهم على نقيض معنى لا - 00:36:54
اله الا الله ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار. اشد عذابا من الكفار لانهم تكلموا بكلمة على اللسان خلا منها الفؤاد والجنان خلى منها القلب فكانت وبالا عليهم. حتى بلغوا هذه المنزلة من النار ان المنافقين في الدرك - 00:37:14
في الاسفل من النار. لا اله الا الله مفتاح الجنة. وكل عمل صالح هو من مفاتيح الجنة. واستغفر الله. اللهم اغفر لنا السر والظاهر والباطن اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما اخرنا وما اسررنا وما - 00:37:34
اعلنا وما اسرفنا وما انت اعلم به منا. ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا وفقنا الى ما تحب وترظى سددنا في القول والعمل احفظ بلادنا والمسلمين من كل سوء وشر. اللهم يا رب - 00:37:50
العالمين من اراد المسلمين وبلادنا بسوء فاشغله بنفسه واكف المسلمين شره. اللهم رد كيده في نحره. اللهم رد كيده في نحره اللهم رد كيده في نحره. اللهم من سعى في المسلمين فسادا وشرا فعليك به فانه لا يعجزك. اللهم انجي المستضعفين من المؤمنين. في كل مكان يا - 00:38:10
رب العالمين. اللهم انصر جنودنا المقاتلين. اللهم ايدهم بروح منك. اللهم امدهم بعون. اللهم انصرهم ولا تنصر عليهم. اللهم ولا تؤثر عليهم اللهم احفظهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم. اللهم اجعل لهم من لدنك سلطانا نصيرا. اللهم وفق ولاة امورنا - 00:38:30
بناء الى ما فيه خير العباد والبلاد اجمع كلمتهم على الحق والهدى يا رب الارض والسماوات ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من غسيل اللهم صلي على محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:38:50
التفريغ
محاضرة قيمة بعنوان مفتاح الجنة لفضيلة الشيخ الدكتور خالد ابن عبدالله المصلح عضو هيئة التدريس في جامعة القصيم وعضو الافتاء في منطقة القصيم والتي القاها في جامع الاميرة موضي السديري بحي العريجة - 00:00:00
في مدينة الرياض الان نترككم تستمعون الى هذه المحاضرة القيمة حيث يقول فضيلته الحمد لله حمدا ملء السماء والارض وملء ما شاء من شيء بعد احمده حق حمده له الحمد كله اوله واخره - 00:00:20
ظاهره وباطنه لا احصي ثناء عليه خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون احمده له الحمد كله في الاولى والاخرة وله الحكم واليه ترجعون احمده فهو احق من حمد واجل من ذكر - 00:00:41
والحمد من اعظم ما يقرب لرضاه ويحل على العبد فظله فالله يرضى عن العبد يشرب الشربة فيحمده عليها ويأكل الاكلة فيحمده عليها فله الحمد على كل نعمة له الحمد اولا واخر - 00:01:04
وظاهرا وباطنا سرا واعلانا. واشهد ان لا اله الا الله شهادة تنجي قائلها من النار شهادة يفوز بها العبد يوم لا درهم ولا دينار شهادة يزحزح بها عن النار ويدخل الجنة دار القرار - 00:01:26
واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه بعثه الله على حين ظلمة عمت القلوب والخلائق فانار الله تعالى به السبل واشرقت برسالته الدنيا بعد ظلماتها. انار الله به القلوب وهدى به من الضلالة - 00:01:49
اخرج به من العمى بصر به من كل عماية فلم يترك خيرا الا دل الامة عليه ولا شرا الا حذرها منه حتى تركها على بيضاء نقية لا لبس فيها ولا غبش. فصلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان - 00:02:13
الى يوم الدين. اما بعد ايها الاحباب هذه الدنيا خلقها الله تعالى لحكمة واوجد فيها ما اوجد من سماء وارض وجبال ووهاد وبحار وانهار وانس وجن خلقها الله تعالى لغاية - 00:02:36
هذه الغاية ليست خفية ولا غائبة انها غاية في غاية الجلاء والوضوح. ركزها الله تعالى في فطر الخلق قبل ان يبعث الرسل وقبل ان يقيم الدلائل عليها في الافاق والانفس غاية الخلق وعلة الوجود هي عبادة - 00:02:55
الاحد الفرد الصمد جل في علاه. هذه حقيقة اقام الله الشواهد عليها في قطر الناس وقلوبهم فالقلوب مضطرة لا غنى لها عن رب تعبده واله تتأله له فمهما اشتغلت القلوب بما تشتغل - 00:03:19
من الشواغل ومهما سكنها وعمرها من الصوارف لابد ان تجد القلوب ظرورة لرب تقصده واله تتوجه اليه لا يغنيها عنه شيء من متاع الدنيا وزينتها مهما تنوعت المتع وتلونت الملذات - 00:03:42
لا ينفك بشر من هذه الظرورة التي هي في القلوب فالقلوب لا تجد سكنا ولا راحة ولا طمأنينة ولا بهجة ولا سرورا ولا لذة ولا نعيما الا بالتوجه الى الرب الذي خلقها عبادة ورقة. محبة وتعظيما خوفا ورجاء - 00:04:07
فالقلوب مضطرة لا غنى بها عن اله تقصده وتتوجه اليه لذلك لا ينفك احد من البشر عن شيء يعبده ولذلك الديانة مركوزة في كل فطر الناس. والناس فيها على فريقين منهم من يهدى - 00:04:34
الى العبادات الحقة والطريق المستقيم والصراط القويم فيوفق لعبادة لعبادة الله عز وجل. ومنهم من تتخطى الصوارف وتجتاله الشياطين وتخرجه عن الصراط المستقيم الى انواع من العبادات الى انواع من - 00:04:56
التقربات لا تبلغه نعيما ولا يدرك بها سعادة بل هي شقاء الى شقاء ووباء الى وباء وهي ضر الى ضر قال الله جل وعلا ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا. ونحشره يوم القيامة اعمى. يقول جل وعلا - 00:05:18
فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام هذا النعيم هذه البهجة هذه اللذة هذه الطمأنينة هذا السكن هذا راح هذا السرور يشرح صدره للاسلام ومن يرد ان يضله يأتي على عكس ذلك يجعل صدره ضيقا حرجا ليس فقط ضيقا بل ضيق معه حرج وهو الغاية في الضيق والقلق - 00:05:41
وعدم السكن كأنما يصعد في السماء ظرب مثلا لانه قد يحتاج الانسان الى ادراك هذه الصورة لتلك القلوب الغافلة تلك القلوب التي توجهت الى غير الله فاحبت سواه وعبدت غيره ولم تقم لحقه وزنا. انها قلوب في غاية الحرج والضيق - 00:06:08
هذا الحرج والضيق لا يستره مركب هنيء ولا مسكن مريح ولا ملبس وضيء ولا حياة سعيدة هذا الضيق مهما فتح على الانسان من متع الدنيا لا ينفك عنه انه وحشة في مكان - 00:06:33
خفي انها وحشة القلوب انها ظلمة تغشى القلب لا يمكن ان يجد معها سكنا ولا طمأنينة فاذا كان القلب ضيقا حرجا كانما يصعد في السماء فمهما كان البدن على حال من التنعم في الملبس والمسكن وسائر الملذات - 00:06:55
ابدا لن يجد راحة ولا سكنا ولا طمأنينة. وانت تجد هذا احيانا تجد ان كل امورك ماشية عندك مأكل ومشرب وسعيد في بيتكم ومسرور في ملذات الدنيا لكن تجد في قلبك شيئا - 00:07:18
من الوحشة والقلق والضيق قد لا تعرف له سببا هذا نموذج هذا صورة مصغرة يراها المؤمن لقلوب عمرت بوحشة عن الله عز وجل بحيرة لا تعرف ربا تتوجه اليه ولا الها تقصده بل تتوجه يمنة ويسرة الى غيره فلا تزيد الا عناء - 00:07:35
ومشقة ذاك كالسراب الذي يراه صاحبه ماء فيركض ويعدو وينهك نفسه ويتعب بدنه ويكد قدميه في السعي وراء هذا السراب ليدرك ماء لكن الحقيقة في نهاية المطاف انه لا يدرك شيئا انما يدركه التعب والعناء حتى ينقطع - 00:08:00
اخواني هذا هو مثل من حقق الغاية من الوجود ومثل من اعرض عن الله عز وجل ولم يقم حق الله جل في علاه. القلوب قلوب بني ادم في نهاية المطاف تنقسم الى قلبين - 00:08:28
قلب مؤمن يعمره الايمان والطاعة يعمره السكن والطمأنينة وقلب معرض كافر برب العالمين تعمره الوحشة والظلمة حتى يهلك في الدنيا وما في الاخرة اشد وابقى ايها الاحباب خلقنا الله لهذه الغاية وهي ان نعبده وحده لا شريك له. يقول ربكم في محكم كتابه وما خلقت الجن - 00:08:47
والانس الا ليعبدون ليس ثمة غاية ولا هناك مقصود ولا هناك مطلوب من العباد في الوجود سوى ان يحققوا العبودية للواحد الاحد جل في علاه وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون وقدم الجن في الذكر لانهم اسبقوا خلقا من بني ادم اسبقوا خلقا من الانس - 00:09:17
فلذلك قدمهم في الذكر وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون سبحانه وتعالى ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين سبحانه وبحمده فله الكمال في صفاته - 00:09:43
وله الكمال في ما اظافه الى نفسه من المعاني جل في علاه ولله المثل الاعلى وله المثل الاعلى سبحانه وبحمده العباد خلقوا لعبادة الله وهو الغني عنهم جل في علاه - 00:10:00
فعبادتك انما هي لك لتسعد وتنعم ليس فقط في الاخرة كما قد يتوهم من يتوهم من الناس ان العبادة ينتفع منها الرب جل في علاه. الله غني عنا وعن عباداتنا - 00:10:16
الله يقول في محكم كتابه يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله انا وانت وجميع بني ادم بل جميع الخلق في سماء الله وارضه كلهم الى الله فقراء ليس فيهم غني - 00:10:34
مهما بلغت قوته ومهما بلغ جاهه ومهما بلغ ماله ومهما بلغ ما عنده هو الى الله فقير لا يمكن ان يجد غنا عن ربه لذلك يقول الله جل وعلا يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله - 00:10:54
والله هو الغني الحميد غني عنا وعن عباداتنا وعن كل ما يكون منا. ولهذا عندما ذكر الله تعالى جملة من الفرائض التي فرضها على عباده والمطلوبات قطع توهم ان تكون هذه العبادات لنفع يعود اليه - 00:11:13
الله عن ذلك علوا كبيرا فهو الغني الحميد جل في علاه. يقول الله تعالى في اشق العبادات مجهودا وعملنا الحج في اركان الاسلام فهو اشقها مجهودا اذ انه خروج عن المألوف في المأكل والملبس - 00:11:30
موطن يقول الله جل وعلا ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا. ثم يقول ومن كفر فان الله غني عن العالمين وليس عنك فقط والعالمون هم كل العوالم سوى الله. وكل ما سوى الله عالم فجميع ما في السماوات والارض الله غني عنه وعما يكون منه - 00:11:49
عبادتك لك انت طاعتك نفعها يعود اليك. ولذلك يذكر الله جل وعلا ذلك في مواضع عديدة من كتابه. من اهتدى فانما يهتدي لمن؟ لنفسه النفع عائد اليك ومن ضل فانما يضل - 00:12:16
عليها لانه يتحمل بذلك وزرا وذاك في في العطاء قال لها وفي الوزر قال عليها من اهتدى فانما يهتدي لنفسه لانه كسب وتحصيل وفوز ومكاسب ومصالح يدركها الانسان بالطاعة في الدنيا وفي الاخرة - 00:12:33
واما السيئات ومن ضل فانما يضل عليها اي هو الذي يجني سوءها وشؤمها اما الله فالله غني عنا وعن عباداتنا. ولهذا جاء في الحديث الالهي حديث ابي ذر اشرف احاديث اهل - 00:12:52
الشام ما رواه مسلم من حديث ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل يا عبادي يا عبادي انكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني لن تستطيعوا حتى لو اردتم لن تقدروا لن تبلغوا قدركم - 00:13:10
وما عندكم لا يبلغ ان يوصل الى الله نفعا ولا ان يدفع عنه ضرا. اذا كان هذا هو المقصود من المعاش هو المراد من الخلق وهو ان تعبد الله وحده لا شريك له. ان تعبد الله وحده لا شريك له جل في علاه. اذا كان هذا هو المقصود وهذا - 00:13:28
هو الغاية فالواجب على كل من نصح نفسه ان يقيس مسيرته في الحياة على قدر ما يحقق من هذا الهدف. اذا كانت الحياة خلقت لاجل العبادة فانك تحتاج ان تسأل نفسك في كل - 00:13:48
كل ما مضى من ايامك وما تعيشه من اوقات ما مدى تحقيقك لغاية الوجود؟ لان هذه الغاية عليها الفلاح والنجاح وعليها الهلاك والبوار فبقدر ما تحقق من هذه الغاية تترقى في درجات الصلاح - 00:14:06
وبقدر ما تغفل عنها وتنصرف عنها ينقص قدرك من الصلاح والفلاح والهالك هو من اعرض عن ذلك بالكلية فلم يقم لحق الله وزنا. الله جل في علاه يذكر مراتب الناس - 00:14:26
في تحقيق هذه الغاية من من الوجود فيقول جل وعلا في محكم كتابه ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ثم رأى ثم اورثنا الكتاب اي الهدى الذي جاء به محمد ابن عبد الله صلوات الله وسلامه - 00:14:43
الذي نعيش اصطفينا من عبادنا. اي الذي الذين الذين اخترنا من عبادنا فكل من امن بالنبي صلى الله عليه وسلم وما جاء من دين الاسلام فهو مصطفى الله اصطفاه ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا اخترنا من عبادنا لكن هذا الاصطفاء ليس على درجة واحدة. هم فيه على مراتب فمنهم - 00:14:59
ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات. هذه مراتب المصطفين. كلهم اصطفاهم الله عز وجل. لكن درجاتهم في الاصطفاء متفاوتة ليست على درجة واحدة بقدر ما يحققون من الاستمساك بالكتاب الذي اورثوه بقدر ما يحققون من العبودية - 00:15:26
التي من اجلها خلقوا فانت الان في فسحة وسعى ان تبلغ اعلى المراتب ما الذي يمنعك من ان تكون من القسم الذي قال الله تعالوا منهم سابقوا بالخيرات باذن الله. لماذا ترضى ان تكون في اسفل القائمة؟ فمنهم ظالم لنفسه. لماذا؟ ان طلب - 00:15:49
سمو وفي فطرة الناس وطبيعتهم في كل مصالح معاشهم فليكن كذلك في مصالح معادهم. نحن فيما يتعلق بالمكاسب الدنيوية نأمل ونطمح قد نحقق او لا نحقق لكن الاماني موجودة ان نكون في الاعلى في كل امر في المكاسب الرواتب المساكن الاملاك - 00:16:09
الاولاد الجاه كل ما يتعلق بمكاسب الدنيا نحن نطمح الى ان نعلو ونرتفع ونبذل الاسباب على اختلاف قدراتنا في ان نرتفع ونرتقي. فليكن فيما يتعلق امر الاخرة الامر على هذا واشد - 00:16:33
فان السبق في الاخرة يختلف عن السبق في الدنيا. سبق الدنيا يخرج منه الانسان بلا شيء. سبق الاخرة يخرج منه الانسان بفوز سرمدي شتان بينهما شتان بين سبق الدنيا وسبق الاخرة. سبق الاخرة - 00:16:52
في نهايته يخرج الانسان من الدنيا بلا شيء من كل متع الدنيا وملذاتها اذا مات ابن ادم تبعه ثلاثة كما في الصحيحين من حديث من حديث انس ابن مالك رضي الله تعالى عنه تبعه ثلاثة اهله - 00:17:10
وماله وعمله فيرجع اثنان ويبقى واحد يرجع من؟ يرجع المال ويرجع الاهل والذي يرافقك ويبقى ملازما لك ولا ينفك عنك في كل مسيرتك وحياتك واطوارك وتقلباتك هو عملك ولذلك قال ويبقى عمله. سيكون رفيقك في قبرك - 00:17:26
وسيكون رفيقك يوم بعثك ونشورك وسيكون رفيقك في عبورك على الصراط وسيكون رفيقك عندما تدخل الجنة ان كنت من اهلها اسأل الله ان يجعلني واياكم من اهلها فان مراتب الناس في الجنة على قدر ما كانوا يعملون. وتلكم الجنة التي اورثتموها بما كنتم تعملون - 00:17:52
مجاجات مجالس العلم مجالس العلم اخوتي المستمعين اخواتنا المستمعات لا زلنا نواصل معكم الاستماع الى هذه المحاضرة القيمة والتي بعنوان مفتاح الجنة لفضيلة الشيخ الدكتور خالد ابن عبدالله المصلح يا اخواني - 00:18:20
الانسان يخطط لحياته ويأمل امال كثيرة في معاشه وهذا طبيعي ولا اشكال فيه يؤمل ان يملك مسكنا ان يكون المسكن على صفة معينة يأمل ان يتزوج يأمل ان يكون له اولاد يؤمل في اولاده كذا وكذا وكذا - 00:18:43
يعمل لذلك وكل هذا امر جيد ولا اشكال فيه وهذي طبيعة الانسان في حياته ويؤجر على ذلك اذا اطاع الله فيها واحتسب الاجر فيها عنده جل في علاه لكن هل منا من يخطط لاخرته؟ هل منا من يخطط لدار لا - 00:19:01
هنا يتمايز الناس الذين يخططون لتلك الدار دار القرار وهي قرار لا تزول ولا تحول ولا تتغير دار يجزى فيها الانسان على الدقيق والجليل في الاية الفاذة الجامعة يقول ربنا فمن يعمل مثقال ذرة يعني وزن ذرة. والذرة هي اقل ما يكون في الميزان. فمن يعمل مثقال ذرة - 00:19:21
خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره فلنستكثر من مثاقيل الخيرات حتى تثقل الدرجات وتعمر الدار الاخرة بما يسرنا ذلك الفوز العظيم ذلك الفوز المبين ذلك الفوز كبير ذلك الحضور والسرور الذي لا يتحول. هذه ليست احلاما - 00:19:49
هذه حقائق لكن عندما تحيط الدنيا بقلوبنا من كل جانب ويأتي الشيطان يبعد عنا هذه مواعيد الالهية وهذه الاخبار القرآنية والنبوية يرى الانسان هذه الاشياء كأنها احلام قد يوقن بان ثمة اخرة لكن اليقين ما بلغ درجة - 00:20:13
في قلبه ان يبعثه على صدق العمل. على بذل كل ما يطيق ويستطيع في طاعة ربه. لو صدق ايمانه باليوم الاخر وما اعد الله تعالى فيه لاوليائه وما توعد فيه اعداءه - 00:20:37
ما هنئ في لهو واسراف واضاعة معاش لانه يعرف ان العداد يمشي عداد الحياة هو نبض عرقك وهو عدد محدود كل شيء عنده بمقدار احصاه الله احصى الانفاس واللحظات والنبض - 00:20:54
في العروق اذا انتهى هذا العداد توقفت الحياة وارتهن الانسان بعمله. لذلك من المهم ومن الجدير ان يعتني الانسان بما سيصطحب في الاخرة كل ما عندك في الدنيا يزول وترد يوم القيامة كما قال ربك - 00:21:16
في محكم كتابه وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم يقول الله تعالى ولقد جئتمونا فرادى ما معك احد لا ولد ولا والد ولا قريب ولا صديق ولا محب ولا مبغض ما تأتي الا - 00:21:33
فردا ان كل ما في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا تأتي ذليلا منفردا عزك في طاعة ربك ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم اول مرة وتركتم ما خولناكم كل ما اعطاك الله - 00:21:51
من الدنيا تتركه وراء ظهرك وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم ولكم يا اخوان الان في الحياة الدنيا عبرة قبل الاخرة نحن نشاهد هذا باعيننا الانسان الواحد منا اذا مات ما الذي يدخل معه في قبره؟ ايدخل رصيد - 00:22:12
يدخل ذهب تدخل املاك تدخل صكوك يدخل معه اصحاب يدخل معه جيران يدخل معه والد وولد يدخل فردا هذا نموذج لقوله تعالى ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم اول مرة وتركتم ما خولناكم حتى ثيابك اللي عليك تنزع ولا تملك منها شيء. وتركتم ما خولناكم - 00:22:28
ثم وراء ظهوركم اذا كان كذلك نحن نشاهد هذه الحقيقة باعيننا في الجنائز التي تقدم بين ايدينا فنصلي عليها ونتبعها الى القبور لا يدخل معهم احد هذا هو حالك يوم القيامة ترد يوم القيامة على هذه الحال بل يقول النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في وصف - 00:22:55
بعث الناس ونشورهم يوم القيامة يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا غير مختونين كما بدأنا اول خلق نعيده حفاة ما يقي اقدامهم ليس ثمة شيء يقي اقدامهم. ما يستر ابدانهم ليس ثمة شيء يستر ابدانهم. كل ما في دولابك من الملابس - 00:23:16
لن ينفعك وكل ما لبسته من جديد او قديم وجميل او غير جميل لن ينفعك الذي ينفعك هو جمال قلبك. هو الجمال الذي سينفعك كما قال الله تعالى يا بني ادم - 00:23:38
خطاب لي ولك قد انزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم يعني يستر عوراتكم يواري سوءاتكم وريشا ريشا يعني ثياب جمال وتزين هذا النوع الثاني من من الثياب ثياب ستر العورات وثياب تجمل وتزين. بعد هذا قال - 00:23:53
ولباس التقوى ذلك خير. خير افضل. خير بمعنى اخير واطيب. واحسن من كل لباس الذي اذا لبسه الانسان فهو مكتسي واذا عرى منه والله لو ستر نفسه بما ستر فهو عار ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم رب - 00:24:14
كاسية في الدنيا عارية في الاخرة يعني كم من واحدة هي في الدنيا كاسية تلبس احسن اللباس وافخر من رجل او امرأة يلبس احسن واظهر بابهى حلة لكنه يوم القيامة يقدم عاريا ليس ثمة ما يستره - 00:24:34
سترك يوم القيامة بعملك سترك يوم القيامة بتحقيقك غاية الوجود تحقيقك المقصود من الخلق تحقيقك عبادة الرحمن جل في علاه يا اخواني لا تغرنكم الحياة الدنيا الدنيا غرور تغر الانسان بما يرى من زخرفها - 00:24:54
بما فيها من متع بما فيها من جهمال وملذات لكن البصير هو الذي يأخذ منها القدر الذي لا يعيق مسيره الى ربه وما منا احد قاعد كلنا الى الله سائر - 00:25:17
وكلنا اليه صائر فجدير بنا ايها الاحباب ايها الاخوة ان نجد في طاعة ربنا ان نجد قبل فوات الاوان لا يغرنك شباب ولا صحة ولا غنى ولا قوة ولا كثرة متع ولا كثرة اصحاب سرعان ما تزول هذه الاشياء - 00:25:35
مع مر الايام وتواليها تذهب كل هذه الاشياء ولو بقيت معك فانت الذي سترحل عنها انت الذي ستغادرها شئت ام ابيت. كل نفس ذائقة الموت ولذلك جدير بنا ان نستعد لذلك الموقف. ولا يصدنا عن هذا صاد مشروعك في حياتك - 00:25:59
هو ان تقيمها حياتك على طاعة ربك لا يعني هذا ان تنقطع عن دنياك كما قد يتصور البعض ان عمارة الاخرة تقتضي هدم الدنيا ابدا هذا ليس بصحيح هذا تصور مغلوط - 00:26:23
عمارة الاخرة لا تتم على وجه الكمال الا بعمارة الدنيا. فانها لا تصلح اخرة الا بصلاح دنيا انما لا تصلح دنيا الا بصلاح اخرة. فهما قرينان ولذلك يقول الله تعالى وابتغي فيما اتاك الله الدار الاخرة. هذا هو الهم الاكبر - 00:26:39
هذا هو المقصود الاعلى. هذا هو الذي يسعى الانسان له في ليله ونهاره وسره واعلانه وفي غيبه وشهادته ان يصلح اخرته وابتغي فيما اتاك الله الدار الاخرة لكن هذا لا يعني ان تغفل عن ما تحتاجه من امر الدنيا ما يكون عونا لك في مسيرك الى الله - 00:26:58
ولا تنسى نصيبك من الدنيا. لابد من اخذ نصيب من الدنيا عندما نتكلم عن الاستعداد الاخرة القيام بحق الله في الدنيا لا يمكن ان يكون مفهوما من ذلك ان يعطل الانسان دنياه سيد ولد ادم صلوات الله وسلامه عليه كان - 00:27:24
يدخر لاهله قوت سنة اي ما يقيتهم ويكفيهم طعاما لسنة وهذا من عمارة الاخرة ومن صلح الدنيا. والمقصود ايها الاخوة مقصودنا من هذا الحديث ان نعرف انه اذا كانت الغاية من هذا الوجود هو مدى - 00:27:48
ما نحقق من طاعة الله مقصودنا هو عبوديتنا لله تحقيق العبادة للواحد الاحد جل في علاه. فلنفتش في حياتنا لا ما حجم وما قدر هذا في حياتنا في قلوبنا اولا وفي اعمالنا ومعاملتنا واقوالنا واحوالنا. نحن مبتلون - 00:28:08
بانواع من البلاء مبتلون وهذا موظوع الحياة ما منا الا مبتلى ليس منا سالم من البلاء لان الحياة موظوعها الاختبار الذي خلق الموت حياته ليبلوكم ايكم احسن عملا لكن من الناس من تمضي عليه الليالي والايام وهو ما يدري انه مبتلى ما يعرف انه مختبر. فلا يتهيأ ولا - 00:28:30
تحضر ما يترتب على افعاله واعماله من الاجور والاوزار فيفوته خير الكثير ومنهم من هو فطن يعرف ان الله يبتليه بالسراء يبتليه بالضراء يبتليه بالصحة يبتليه بالمرض يبتليه بالفقر يبتليه باستقامة اولاده يبتليه بانحراف - 00:28:50
يبتليه بصلاح اهله يبتليه بتعثرهم يبتليه باداء الحقوق الى الناس ببر والديه بصلة ارحام كل هذه بلاء كل هذا اختبار ونبلوكم بالشر والخير فتنة. فاذا وعى الانسان هذا المعنى ادرك انه لابد له من ان يحقق نجاحا - 00:29:13
حتى لو اخفق وهذي طبيعة الانسان ان يخفق في مسيره. كل ابن ادم خطاء يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي من حديث انس كل ابن ادم خطاء ما منا - 00:29:33
من خطأ وخير الخطائين التوابون. اذا تعثرت في مسيرك الى الله في تحقيق الغاية من الوجود. لا تركن الى هذا العثار لا تطمئن الى هذا الخطأ فيكون منتجا لاخطاء. لانك اذا رضيت بالخطأ وانست نفسك به تولدت منه - 00:29:43
منه اخطاء وتعثرت في سيرك لكن عندما تخطئ وتفيق وتبادر الى التوبة والاستغفار والمراجعة الى ومراجعة الطريق القويم تفوز بالعطاء كلنا مبتلى يا اخواني لكن لنحسن المعاملة فيما ابتلانا الله تعالى - 00:30:03
واعلم ان مفتاح السعادة في الدنيا تحقيق غاية الوجود الغاية من الخلق يعني ما في انسان يا اخواني الا ويبي قلبا سعيدا وحياة هنيئة ما في بشر على اختلاف الالوان والازمان والاماكن والجنسيات والاعراف والاعراف والاديان كل بني ادم هذا - 00:30:25
امر مشترك في البشرية انها تبحث عن الراحة والطمأنينة والسعادة. لكن الذي يصيب هذا هو واحد من كل هؤلاء وهو من يحقق الغاية من الوجود. يقول الله تعالى في محكم فك كتابه من عمل صالحا - 00:30:52
من ذكر او انثى وهو مؤمن ذكر الله عز وجل امرين العمل الصالح والايمان. من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة الحياة الطيبة ما هي؟ انه كل ما يريده من معاش وكل ما يريده من ملذات الدنيا يحصلها لا - 00:31:11
الحياة الطيبة مبدأها طمأنينة القلب وابتهاجه وسروره وسكنه ان يغمره محبة الله وتعظيمه. هذا مبدأ سعادة القلوب هذا مبدأ الحياة الطيبة. لذلك تجد انسانا في برية يلاحظ غنما هو اسعد من ذاك الذي سكن الارض - 00:31:34
ابراج وعمر القصور وعاش في اهنأ ما يكون من ملذات. لا تظن ان نعيم البدن هو كافي في في المقصود لا شك ان تنعيمه واراحته تعطي القلب شيئا من السكن لكنها لا يمكن ان تعطيه كل السكن. انما السكن التام الكامل - 00:31:56
في طمأنينة القلب ولك في هذا مثل بسيد الورى امام المتقين سيد ولد ادم اجمعين. صلوات الله وسلامه عليه. دخل عمر بن الخطاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مشربته - 00:32:18
مكان كان يجلس فيه صلى الله عليه وسلم. وقد اتكأ صلوات الله وسلامه عليه على حصير مرمل يعني في شيء من الرمل وقد اثر الحصير في جنب سيد الورى صلى الله عليه وسلم. عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه دخل على سيد ولد ادم - 00:32:34
الذي له من المنزلة والمكانة اعلى المراتب عند رب العالمين فهو في الذروة صلى الله عليه وسلم في الجاه والمنزلة عند رب العالمين ليس فوقه احد من الخلق هو افضل الخلق واعلاهم جاها واعظمهم منزلة عند الله. اللهم صل على محمد. دخل عليه وهذه حالة - 00:32:57
في هيئة جلوسه النظر عمر رضي الله تعالى عنه الى خزانة رسول الله يعني يشبه ما يكون رف او مستودع او شيء توضع فيه حوائجه فاذا في حفنات من شعير شعير وليس قمحا شعير الذي الان تأكله الحيوانات لا يأكله الاوادم في غالب - 00:33:18
الناس حفلات من شعير قلب نظره لم يجد الا ذلك. فلم يملك عمر عينيه بكى رضي الله تعالى عنه فقال يا رسول الله هذا انت رسول الله وصفوته من خلقه على ما - 00:33:38
ارى يعني من الحال وهذا كسرى وقيصر فيما هم فيه من النعيم فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا ابن الخطاب اما ترضى ان تكون لهم الدنيا ولنا الاخرة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالاتفاق لا خلاف بين العلماء ولا بين آآ العارفين باحوال البشر انه صلوات الله وسلامه عليه اسعد - 00:33:53
بني ادم لكن لم تكن سعادته في طيب مأكل فقد كان بابي هو وامي صلى الله عليه وسلم يربط حصى على بطنه من شدة الجوع ولم يكن هناؤه وسعادته صلى الله عليه وسلم بما يلبسه من وتير الملابس - 00:34:17
ويركبه من فاره المراكب ويسكنه من هنيء المنازل صلوات الله وسلامه عليه. بل كان في حجرة صلى الله عليه وسلم اذا اراد السجود همز بعض اهله حتى تكف قدميها ليجد مكانا للسجود صلى الله عليه وسلم. في ضيق حال - 00:34:38
قلة يد لكنه صلى الله عليه وعلى اله وسلم كان قد بلغ الذروة في سعادة القلب بتحقيق مقصود الوجود وهو عبادة الرب جل في علاه وعبادة الرب لم تكن في سيرته وهديه صلوات الله وسلامه عليه مقصورة - 00:34:56
على قلبه بل كان يجمع بين عبادة القلب وعبادة البدن كان يقيم الليل صلى الله عليه وسلم حتى ترم قدماه فيقال له في ذلك وقال له يعني لما تفعل ذلك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فيقول صلى الله عليه وسلم - 00:35:16
افلا اكون عبدا شكورا يا اخواني النبي بلغ الغاية في السعادة فاذا اردنا السعادة وطمعنا في تحصيلها فلنجد ولنحرص على ان نعمل بعمله وان نأخذ بهديه فلك من السعادة بقدر ما تحقق من الاتباع ليس فقط في الصورة - 00:35:37
والشكل والمنظر والخارج بل في المخبر والمظهر في الباطن والظاهر فاحرص على ذلك تفز بالسعادة التي نالها او بشيء من السعادة التي نالها صلى الله عليه وسلم. يا اخواني اذا حققنا هذا المقصود وهو العبادة - 00:35:57
حقيقية لله بالقلوب والقالب في السر والعلن وكان هذا هو همنا فلنبشر فقد ملكنا اعظم مفتاح. ملكنا مفتاح الجنة. نسأل الله ان يجعلني واياكم من اهلها اللهم اجعلنا من اهل الجنة يا رب العالمين - 00:36:18
الجنة مفتاحها لا اله الا الله ولا اله الا الله ليست كلمة تقال باللسان ويتحرك بها الفم وينطق بها البيان دون ان يكون لها رصيد في القلب عندما تكون كذلك - 00:36:35
عندما تقول لا اله الا الله في اللسان والقلب عنها خالي. فثق انها لن تنفعه. بل ستكون وبالا على صاحبها بها يقول الله تعالى في قوم قالوا لا اله الا الله بالسنتهم لكنهم لم يحققوها في قلوبهم بل كانت قلوبهم على نقيض معنى لا - 00:36:54
اله الا الله ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار. اشد عذابا من الكفار لانهم تكلموا بكلمة على اللسان خلا منها الفؤاد والجنان خلى منها القلب فكانت وبالا عليهم. حتى بلغوا هذه المنزلة من النار ان المنافقين في الدرك - 00:37:14
في الاسفل من النار. لا اله الا الله مفتاح الجنة. وكل عمل صالح هو من مفاتيح الجنة. واستغفر الله. اللهم اغفر لنا السر والظاهر والباطن اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما اخرنا وما اسررنا وما - 00:37:34
اعلنا وما اسرفنا وما انت اعلم به منا. ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا وفقنا الى ما تحب وترظى سددنا في القول والعمل احفظ بلادنا والمسلمين من كل سوء وشر. اللهم يا رب - 00:37:50
العالمين من اراد المسلمين وبلادنا بسوء فاشغله بنفسه واكف المسلمين شره. اللهم رد كيده في نحره. اللهم رد كيده في نحره اللهم رد كيده في نحره. اللهم من سعى في المسلمين فسادا وشرا فعليك به فانه لا يعجزك. اللهم انجي المستضعفين من المؤمنين. في كل مكان يا - 00:38:10
رب العالمين. اللهم انصر جنودنا المقاتلين. اللهم ايدهم بروح منك. اللهم امدهم بعون. اللهم انصرهم ولا تنصر عليهم. اللهم ولا تؤثر عليهم اللهم احفظهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم. اللهم اجعل لهم من لدنك سلطانا نصيرا. اللهم وفق ولاة امورنا - 00:38:30
بناء الى ما فيه خير العباد والبلاد اجمع كلمتهم على الحق والهدى يا رب الارض والسماوات ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من غسيل اللهم صلي على محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:38:50