كنا نسود الارض بالاخلاق فكم سدنا بعهد صدق والميثاق بنيناها بايد كم لها نشتاق بومضة نوره سراء ندى في نهجهم عبر وصلي للاوراق بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:00:00
اللهم لا سهل الا ما جعلته سهلا وانت تجعل الحزن اذا شئت سهلا. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما اللهم اجعل عملنا كله خالصا لوجهك الكريم. مرحبا بكم ايها الاحباب - 00:00:56
في حلقة جديدة من طبائع الحكم مع ابن خلدون واليوم طبيعة مهمة وآآ سنة ماضية لا تتخلف يقول ابن خلدون فصل في ان من طبيعة الملك الانفراد بالمجد وذلك ان الملك كما قدمناه انما هو بالعصبية. والعصبية متألفة من عصبيات كثيرة تكون واحدة منها اقوى - 00:01:08
من الاخرى كلها فتغلبها وتستولي عليها حتى تصيرها جميعا في ضمنها وبذلك يكون الاجتماع والتغلب على الناس والدول هذا الامر امر ظاهر. من الذي يحكم الناس؟ الذي يحكم الناس ببساطة هو الطرف الاقوى فيهم - 00:01:37
لو لم يكن الطرف الاقوى لم يكن قادرا على ان يحكمه. طيب كيف تكون هذه القوة هذه القوة تكون بعصبته العصبة كانت قديما للعوائل والقبائل ولا تزال. ولا تزال غالب العصبة للقبائل والعوائل - 00:01:57
لكن في زماننا هذا دخلت ظروف كثيرة فمن الممكن ان تكون العصبة عصبة طبقة ذات مصالح مشتركة. ممكن ان تكون العصبة عصبة جيش مسلح فالذي يملك هذه القوة او الذي تدعمه وتسنده هذه القوة التي يخلو منها غيره هو الذي يحكم الناس - 00:02:16
احيانا قد يضطر الحاكم الحقيقي الحاكم الفعلي ان يحكم من وراء ستار. يحدث احيانا ولكن هذا قليل الغالب ان الحاكم الظاهر هو الحاكم الفعلي وللغالب ان الحاكم الظاهر لم يتسيد ولم يتولى هذا المنصب الا بوجود هذه القوة التي تدعمه وتسنده - 00:02:39
قد يكون منفردا بها. يعني هذه القوة بقية الاطراف او بقية اه القبائل او بقية القوى خالية منها وقد يكون حكمه هو نوعا من توازن القوة يعني يحدث احيانا ان يكون هناك عدد من القبائل متوازنة القوة - 00:03:03
فهؤلاء يضطرون اضطرارا الى ان يختاروا من بينهم من يفوضوه امرهم لانه حياة الدنيا كما قدمنا في حلقات سابقة ايات الناس لا تصلح بدون آآ حاكم لابد لهم من حاكم آآ لكي يقضي ويفصل بينهم في نزاعاتهم ولكي يضرب على يد الظالم يحقق لهم الامن. الحاكم تستقر به التجارة وهذا - 00:03:24
كلام مقدم لهنا لا نعيد ولا نكرره فالحاكم قد يكون هو آآ موجودا في لحظة توازن قوة بين اطراف مختلفة. لكن حتى هذا الحاكم الموجود في لحظة توازن القوة يكون - 00:03:50
ميزا عن غيره ايضا بميزة قد يكون اكثرهم شجاعة في وقت يحتاج الى الحرب والقتال فلذلك يفوضوها امرهم رغم انه ليس من اقوى قبائلهم او قد يكون حليما حكيما في اوقات التنازع والتشاكس. فلذلك هذه الصفة الذاتية هي التي تفوق بها على غيره. وآآ تولى عليهم بها. او قد يكون - 00:04:07
قادرا على الانفاق في وقت فقر وحاجة. فكذلك عدته المالية هي التي تجعله يتميز عن غيره فالخلاصة في نهاية الامر ان الحاكم هو الطرف الاقوى في الناس الذين يحكمونه هذا الحاكم الذي صاحبته هذه القوة ومكنته من توليها في بداية تأسيس الدول يكونون كأنهم - 00:04:33
جسد واحد هذه هي العصبية هذا هو التماسك هذه هي اللحمة التي تتأسس بها الدولة في بداية في بداية الدولة لا يكون الحاكم كثير التميز عن اقرانه وانداده لا يكون متميزا عليهم الا لماما. يعني كأنه - 00:04:58
متقدم عنهم خطوة فقط لكن لا تكاد تعرفه من بينهم الا بمجلسه او الا ببعض سماته. وهو لا يكاد يتميز عليهم بانواع الترف او السلطة او هكذا هذا في بدايات تأسيس الدول - 00:05:22
اما حين تستقر الدولة فتبدأ سنة الانفراد بالمجد يقول ابن خلدون واذا تعين له ذلك ومن الطبيعة الحيوانية خلق الكبر والانفة فيأنف حينئذ من المساهمة والمشاركة في استتباعهم والتحكم فيهم - 00:05:38
ويجيء خلق التأله الذي في طباع البشر مع ما تقتضيه السياسة من الانفراد بالحكم لفساد الكل باختلاف الحكام لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا في جدع حينئذ انوف العصبيات ويكبح شكائمهم عن ان يسمو الى مشاركته في التحكم ويقرع عصيهم عن - 00:05:58
وينفرد به ما استطاع حتى لا يترك لاحد منهم في الامر ناقة ولا جمل فينفرد بذلك المجد بكليته ويدفعهم عن مساهمتهم فيه تأسست الدولة خلصت من وقت الصراع وقت المغالبة - 00:06:23
فالان لابد ان تظهر طبيعة الانفراد بالمجد لابد ان ينفرد هذا الطرف الاقوى عن شركائه الذين مهدوا له الامر وعن اعوانه الذين كانوا معه في تأسيس الدولة لابد ان ينفرد منهم بالمجد ولابد ان يتميز عنهم - 00:06:46
لماذا يقول ابن خلدون لانه الطبيعة الحيوانية هو يقصد الطبيعة الحيوانية يعني الطبيعة الغريزية يعني الغرائز الموجودة في الانسان وفي الحيوان متشابهة الطبيعة فيها خلق الكبر والانفة الامر لا يظل شركه في اوقات الهدوء - 00:07:10
في اوقات الاستقرار ولخلق التأله الذي في البشر. يعني هناك خلقان في خلق بالغريزة وهو خلق الكبر والانفة وهذا خلق يعني يعرفه الناس حتى المتابعون لا انا من الحيوان. الذكر الواحد لا يقبل بوجود ذكر اخر معه في القطيع. او ذكر اخر معه في الحظيرة - 00:07:28
وخلق التأله الذي فيه الذي في طباع البشر. لانه البشري بطبيعته لديه نزوع نحو الالوهية تخلق التأله ولذلك الفرعون حين يستبد فانه يطلب ان يعبد. وهذا تجدونه في حال الطغاة - 00:07:52
حال الطغاة الذين تمكنت لهم الدول واستقرت لهم الممالك ينزعون الى ان لا يراجعوا وان يكون امرهم في قلوب الناس كامر العبادة ولذلك تصل الذروة الى آآ نموذج فرعون حين يقول انا ربكم الاعلى وما علمت لكم من اله غيري لكن هذا الخلق ظاهر جدا في بقية الطغاة - 00:08:13
فهذان الخلقان مع ما يكون من احوال الدولة التي لابد لها من ان ينفرد بها واحد لانه لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا. وضرب الله رجلا مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا؟ والامثال الطبيعية بتقول المركب اللي فيها ريسين بتغرق - 00:08:38
فحين تستقر امور الدولة وينتهي عهد الصراع الذي صاحب التأسيس لابد ان ينفرد احد الناس بالملك هذه طبيعة لا تتخلف طيب هذه الطبيعة من اول من ذكرها في تراثنا نحن سيدنا عمر رضي الله عنه - 00:09:01
في حادثة السقيفة لما آآ جاء رجل من الانصار والحباب ابن المنذر فحصل الخلاف بين المهاجرين والانصار فقال احدهم منا امير ومنكم امير فسيدنا عمر قال ببساطة وبسرعة تشبيها بديعا. قال سيفان في غمد - 00:09:25
لا يجتمعان يعني ما ينفعش يكون فيه اميرين لنفس لنفس القبيلة او لنفس الحكم او في نفس السلطة. ولذلك لم يحدث ابدا ان انقسمت الدولة بين اتنين لو حصل توزيع للصلاحيات بين الاتنين الا وغلب احدهما على الاخر في فترة ما - 00:09:41
فهنا الامر يكون في غاية الوضوح انه لابد من ان ينفرد احد الناس بالسلطان فبشكل عام هذا ليس بذاته شيئا سيئا. يعني ان ينفرد واحد بالسلطان هذا بذاته ليس شيئا شيئا. ويعني نحن لدينا في الاسلام - 00:10:03
انه الخليفة الذي يولى يولى برضاء الامة ويكون عليه ان يستمع الى الشورى ويعزل ايضا للامة لها حق مراقبته ونصحه وتقويمه ولها حق عزله ايضا. لكن في النهاية لابد ان يكون اميرا - 00:10:26
له كافة صلاحيات الامارة وله على الناس ان هو استقام حق السمع والطاعة فلانه لا يمكن ان تعتدل احوال الناس الا اذا كان الحكم فيهم منصرفا الى احدهم لذلك هنا يقول بعض الناس انه الثورة تأكل ابناءها. دائما الثورة تأكل ابناءها لانه لابد بعد انتصار الثورة ان يؤول - 00:10:42
الحكم من مجلس قيادة الثورة او من الجماعة القائمين بالثورة او من ائتلاف القوى الثورية لابد ان يؤول الى واحد منهم اه طبعا يكون ربما هذا الذي انفرد انفرد بحق او انفرد بباطل هذه قصة اخرى. ربما يكون انفرد بعدل او انفرد بظلم - 00:11:06
هذه ايضا قصة اخرى لكن طبيعة الحكم انه لا يقبل الشرك وانت اذا تأملت في اي شيء. يعني مسلا عبدالفتاح السيسي في مصر آآ كم بقي مع عبدالفتاح السيسي من الذين كانوا معه سنة الفين وتلتاشر - 00:11:28
اذا كان بقي فبقي واحد او اتنين في يعني في المجلس العسكري اه ازن مدير الشؤون القانونية او ما شابه يعني اه رجل لا ناقة له ولا جمل في مسائل القوة - 00:11:42
من كان مع محمد بن سلمان؟ من كان مع حافظ الاسد قبل ان ينفرد انظر الى اي اي تجربة حكم لابد ان ينفرد فيها واحد فعلى كل حال فلذلك اذا كانت الثورة لوجه الله - 00:11:54
هذا نحن نتكلم الان عن عن المسلم المسلم حين يشارك في ثورة او يشارك في اصلاح او يشارك في تغيير فلابد له ان يطلب وجه الله لانه ليس امامه خيار الا احد هذين الخيارين. بعد انتصار الثورة يعني - 00:12:10
الخيار الاول ان يكون هو الرجل الوحيد الجدير بالانفراد بالمجد فينفرد بي والخيار الثاني ان يتعفف عن صراع السلطة الذي لم يعد خالصا لوجه الله الخيارات الاخرى خيارات منافسة وصراع ان لم يكن احد ان لم يكن هو الرجل الوحيد الفائز فسيكون - 00:12:32
هو احد الصرعى والقتلى والمقصين والمعزولين بعد انتصار هذه الثورة هذه سنة ماضية لا تتخلف ربما تكون الظروف الموضوعية تجعلها بطيئة فقط. يعني لا تتم في الجيل الاول من الحكم تتم في الجيل الثاني مثلا - 00:12:56
يعني حتى ابن خلدون يقول في هذا وقد يتم ذلك للاول من ملوك الدولة وقد لا يتم الا للثاني او الثالث على قدر ممانعة العصبيات وقوتها. الا انه امر لا بد منه في الدول - 00:13:15
سنة الله في عباده وآآ من هنا اه نرجع ونؤكد ونقول انه المسلم اما ان يكون هذا الرجل الوحيد الجدير بالانفراد بالسلطة او ان يتعفف عن صراع لم يكن وجه الله لان صراعات السلطة لابد في النهاية ان تنتهي الى احد الاطراف - 00:13:33
ولا اكثر من ذلك من اه من الذين لمسوا هذا الموضوع الذي نتحدث فيه الشاعر ابو الفتح البستي وهو شاعر ادبي شاعر معروف وكان في نفس زمن المتنبي يعني في نفس طبقة المتنبي الزمنية - 00:13:55
فكان من جميل ما يقول يا من يرى خدمة السلطان عدته ما عرش كدك الا الكد والندم. الارش اللي هو المقابل او المكافئ الكد التعب ما ارش كدك الا الكد والندد - 00:14:18
اني ارى صاحب السلطان في ظلم ما مثلهن اذا قاس الفتى ظلموا النفس خائفة وجسمه تعب وعرضه عرضة والدين منثلم هذا اذا استوسقت ايام دولته والصيلم الاد ان زلت به القدم - 00:14:36
يعني هو بيتعب ويشقى ويخاف وعرضه يكون عرضه ودينه مفقود ومجروح وكل ده اذا كانت ايام دولته في ازدهار. لكن اذا حصل منه خطأ اذا زال ملكه فهذا هو الصيلم الاد. ده هي الفظيعة - 00:15:00
هذا اذا استوثقت ايام دولته والصيلم الاد ان زلت به القدم ما منه كفينا اخذنا الحب والاشراق. لتاريخ لهم كنا نسود الارض بالاخلاق - 00:15:21
التفريغ
كنا نسود الارض بالاخلاق فكم سدنا بعهد صدق والميثاق بنيناها بايد كم لها نشتاق بومضة نوره سراء ندى في نهجهم عبر وصلي للاوراق بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:00:00
اللهم لا سهل الا ما جعلته سهلا وانت تجعل الحزن اذا شئت سهلا. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما اللهم اجعل عملنا كله خالصا لوجهك الكريم. مرحبا بكم ايها الاحباب - 00:00:56
في حلقة جديدة من طبائع الحكم مع ابن خلدون واليوم طبيعة مهمة وآآ سنة ماضية لا تتخلف يقول ابن خلدون فصل في ان من طبيعة الملك الانفراد بالمجد وذلك ان الملك كما قدمناه انما هو بالعصبية. والعصبية متألفة من عصبيات كثيرة تكون واحدة منها اقوى - 00:01:08
من الاخرى كلها فتغلبها وتستولي عليها حتى تصيرها جميعا في ضمنها وبذلك يكون الاجتماع والتغلب على الناس والدول هذا الامر امر ظاهر. من الذي يحكم الناس؟ الذي يحكم الناس ببساطة هو الطرف الاقوى فيهم - 00:01:37
لو لم يكن الطرف الاقوى لم يكن قادرا على ان يحكمه. طيب كيف تكون هذه القوة هذه القوة تكون بعصبته العصبة كانت قديما للعوائل والقبائل ولا تزال. ولا تزال غالب العصبة للقبائل والعوائل - 00:01:57
لكن في زماننا هذا دخلت ظروف كثيرة فمن الممكن ان تكون العصبة عصبة طبقة ذات مصالح مشتركة. ممكن ان تكون العصبة عصبة جيش مسلح فالذي يملك هذه القوة او الذي تدعمه وتسنده هذه القوة التي يخلو منها غيره هو الذي يحكم الناس - 00:02:16
احيانا قد يضطر الحاكم الحقيقي الحاكم الفعلي ان يحكم من وراء ستار. يحدث احيانا ولكن هذا قليل الغالب ان الحاكم الظاهر هو الحاكم الفعلي وللغالب ان الحاكم الظاهر لم يتسيد ولم يتولى هذا المنصب الا بوجود هذه القوة التي تدعمه وتسنده - 00:02:39
قد يكون منفردا بها. يعني هذه القوة بقية الاطراف او بقية اه القبائل او بقية القوى خالية منها وقد يكون حكمه هو نوعا من توازن القوة يعني يحدث احيانا ان يكون هناك عدد من القبائل متوازنة القوة - 00:03:03
فهؤلاء يضطرون اضطرارا الى ان يختاروا من بينهم من يفوضوه امرهم لانه حياة الدنيا كما قدمنا في حلقات سابقة ايات الناس لا تصلح بدون آآ حاكم لابد لهم من حاكم آآ لكي يقضي ويفصل بينهم في نزاعاتهم ولكي يضرب على يد الظالم يحقق لهم الامن. الحاكم تستقر به التجارة وهذا - 00:03:24
كلام مقدم لهنا لا نعيد ولا نكرره فالحاكم قد يكون هو آآ موجودا في لحظة توازن قوة بين اطراف مختلفة. لكن حتى هذا الحاكم الموجود في لحظة توازن القوة يكون - 00:03:50
ميزا عن غيره ايضا بميزة قد يكون اكثرهم شجاعة في وقت يحتاج الى الحرب والقتال فلذلك يفوضوها امرهم رغم انه ليس من اقوى قبائلهم او قد يكون حليما حكيما في اوقات التنازع والتشاكس. فلذلك هذه الصفة الذاتية هي التي تفوق بها على غيره. وآآ تولى عليهم بها. او قد يكون - 00:04:07
قادرا على الانفاق في وقت فقر وحاجة. فكذلك عدته المالية هي التي تجعله يتميز عن غيره فالخلاصة في نهاية الامر ان الحاكم هو الطرف الاقوى في الناس الذين يحكمونه هذا الحاكم الذي صاحبته هذه القوة ومكنته من توليها في بداية تأسيس الدول يكونون كأنهم - 00:04:33
جسد واحد هذه هي العصبية هذا هو التماسك هذه هي اللحمة التي تتأسس بها الدولة في بداية في بداية الدولة لا يكون الحاكم كثير التميز عن اقرانه وانداده لا يكون متميزا عليهم الا لماما. يعني كأنه - 00:04:58
متقدم عنهم خطوة فقط لكن لا تكاد تعرفه من بينهم الا بمجلسه او الا ببعض سماته. وهو لا يكاد يتميز عليهم بانواع الترف او السلطة او هكذا هذا في بدايات تأسيس الدول - 00:05:22
اما حين تستقر الدولة فتبدأ سنة الانفراد بالمجد يقول ابن خلدون واذا تعين له ذلك ومن الطبيعة الحيوانية خلق الكبر والانفة فيأنف حينئذ من المساهمة والمشاركة في استتباعهم والتحكم فيهم - 00:05:38
ويجيء خلق التأله الذي في طباع البشر مع ما تقتضيه السياسة من الانفراد بالحكم لفساد الكل باختلاف الحكام لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا في جدع حينئذ انوف العصبيات ويكبح شكائمهم عن ان يسمو الى مشاركته في التحكم ويقرع عصيهم عن - 00:05:58
وينفرد به ما استطاع حتى لا يترك لاحد منهم في الامر ناقة ولا جمل فينفرد بذلك المجد بكليته ويدفعهم عن مساهمتهم فيه تأسست الدولة خلصت من وقت الصراع وقت المغالبة - 00:06:23
فالان لابد ان تظهر طبيعة الانفراد بالمجد لابد ان ينفرد هذا الطرف الاقوى عن شركائه الذين مهدوا له الامر وعن اعوانه الذين كانوا معه في تأسيس الدولة لابد ان ينفرد منهم بالمجد ولابد ان يتميز عنهم - 00:06:46
لماذا يقول ابن خلدون لانه الطبيعة الحيوانية هو يقصد الطبيعة الحيوانية يعني الطبيعة الغريزية يعني الغرائز الموجودة في الانسان وفي الحيوان متشابهة الطبيعة فيها خلق الكبر والانفة الامر لا يظل شركه في اوقات الهدوء - 00:07:10
في اوقات الاستقرار ولخلق التأله الذي في البشر. يعني هناك خلقان في خلق بالغريزة وهو خلق الكبر والانفة وهذا خلق يعني يعرفه الناس حتى المتابعون لا انا من الحيوان. الذكر الواحد لا يقبل بوجود ذكر اخر معه في القطيع. او ذكر اخر معه في الحظيرة - 00:07:28
وخلق التأله الذي فيه الذي في طباع البشر. لانه البشري بطبيعته لديه نزوع نحو الالوهية تخلق التأله ولذلك الفرعون حين يستبد فانه يطلب ان يعبد. وهذا تجدونه في حال الطغاة - 00:07:52
حال الطغاة الذين تمكنت لهم الدول واستقرت لهم الممالك ينزعون الى ان لا يراجعوا وان يكون امرهم في قلوب الناس كامر العبادة ولذلك تصل الذروة الى آآ نموذج فرعون حين يقول انا ربكم الاعلى وما علمت لكم من اله غيري لكن هذا الخلق ظاهر جدا في بقية الطغاة - 00:08:13
فهذان الخلقان مع ما يكون من احوال الدولة التي لابد لها من ان ينفرد بها واحد لانه لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا. وضرب الله رجلا مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا؟ والامثال الطبيعية بتقول المركب اللي فيها ريسين بتغرق - 00:08:38
فحين تستقر امور الدولة وينتهي عهد الصراع الذي صاحب التأسيس لابد ان ينفرد احد الناس بالملك هذه طبيعة لا تتخلف طيب هذه الطبيعة من اول من ذكرها في تراثنا نحن سيدنا عمر رضي الله عنه - 00:09:01
في حادثة السقيفة لما آآ جاء رجل من الانصار والحباب ابن المنذر فحصل الخلاف بين المهاجرين والانصار فقال احدهم منا امير ومنكم امير فسيدنا عمر قال ببساطة وبسرعة تشبيها بديعا. قال سيفان في غمد - 00:09:25
لا يجتمعان يعني ما ينفعش يكون فيه اميرين لنفس لنفس القبيلة او لنفس الحكم او في نفس السلطة. ولذلك لم يحدث ابدا ان انقسمت الدولة بين اتنين لو حصل توزيع للصلاحيات بين الاتنين الا وغلب احدهما على الاخر في فترة ما - 00:09:41
فهنا الامر يكون في غاية الوضوح انه لابد من ان ينفرد احد الناس بالسلطان فبشكل عام هذا ليس بذاته شيئا سيئا. يعني ان ينفرد واحد بالسلطان هذا بذاته ليس شيئا شيئا. ويعني نحن لدينا في الاسلام - 00:10:03
انه الخليفة الذي يولى يولى برضاء الامة ويكون عليه ان يستمع الى الشورى ويعزل ايضا للامة لها حق مراقبته ونصحه وتقويمه ولها حق عزله ايضا. لكن في النهاية لابد ان يكون اميرا - 00:10:26
له كافة صلاحيات الامارة وله على الناس ان هو استقام حق السمع والطاعة فلانه لا يمكن ان تعتدل احوال الناس الا اذا كان الحكم فيهم منصرفا الى احدهم لذلك هنا يقول بعض الناس انه الثورة تأكل ابناءها. دائما الثورة تأكل ابناءها لانه لابد بعد انتصار الثورة ان يؤول - 00:10:42
الحكم من مجلس قيادة الثورة او من الجماعة القائمين بالثورة او من ائتلاف القوى الثورية لابد ان يؤول الى واحد منهم اه طبعا يكون ربما هذا الذي انفرد انفرد بحق او انفرد بباطل هذه قصة اخرى. ربما يكون انفرد بعدل او انفرد بظلم - 00:11:06
هذه ايضا قصة اخرى لكن طبيعة الحكم انه لا يقبل الشرك وانت اذا تأملت في اي شيء. يعني مسلا عبدالفتاح السيسي في مصر آآ كم بقي مع عبدالفتاح السيسي من الذين كانوا معه سنة الفين وتلتاشر - 00:11:28
اذا كان بقي فبقي واحد او اتنين في يعني في المجلس العسكري اه ازن مدير الشؤون القانونية او ما شابه يعني اه رجل لا ناقة له ولا جمل في مسائل القوة - 00:11:42
من كان مع محمد بن سلمان؟ من كان مع حافظ الاسد قبل ان ينفرد انظر الى اي اي تجربة حكم لابد ان ينفرد فيها واحد فعلى كل حال فلذلك اذا كانت الثورة لوجه الله - 00:11:54
هذا نحن نتكلم الان عن عن المسلم المسلم حين يشارك في ثورة او يشارك في اصلاح او يشارك في تغيير فلابد له ان يطلب وجه الله لانه ليس امامه خيار الا احد هذين الخيارين. بعد انتصار الثورة يعني - 00:12:10
الخيار الاول ان يكون هو الرجل الوحيد الجدير بالانفراد بالمجد فينفرد بي والخيار الثاني ان يتعفف عن صراع السلطة الذي لم يعد خالصا لوجه الله الخيارات الاخرى خيارات منافسة وصراع ان لم يكن احد ان لم يكن هو الرجل الوحيد الفائز فسيكون - 00:12:32
هو احد الصرعى والقتلى والمقصين والمعزولين بعد انتصار هذه الثورة هذه سنة ماضية لا تتخلف ربما تكون الظروف الموضوعية تجعلها بطيئة فقط. يعني لا تتم في الجيل الاول من الحكم تتم في الجيل الثاني مثلا - 00:12:56
يعني حتى ابن خلدون يقول في هذا وقد يتم ذلك للاول من ملوك الدولة وقد لا يتم الا للثاني او الثالث على قدر ممانعة العصبيات وقوتها. الا انه امر لا بد منه في الدول - 00:13:15
سنة الله في عباده وآآ من هنا اه نرجع ونؤكد ونقول انه المسلم اما ان يكون هذا الرجل الوحيد الجدير بالانفراد بالسلطة او ان يتعفف عن صراع لم يكن وجه الله لان صراعات السلطة لابد في النهاية ان تنتهي الى احد الاطراف - 00:13:33
ولا اكثر من ذلك من اه من الذين لمسوا هذا الموضوع الذي نتحدث فيه الشاعر ابو الفتح البستي وهو شاعر ادبي شاعر معروف وكان في نفس زمن المتنبي يعني في نفس طبقة المتنبي الزمنية - 00:13:55
فكان من جميل ما يقول يا من يرى خدمة السلطان عدته ما عرش كدك الا الكد والندم. الارش اللي هو المقابل او المكافئ الكد التعب ما ارش كدك الا الكد والندد - 00:14:18
اني ارى صاحب السلطان في ظلم ما مثلهن اذا قاس الفتى ظلموا النفس خائفة وجسمه تعب وعرضه عرضة والدين منثلم هذا اذا استوسقت ايام دولته والصيلم الاد ان زلت به القدم - 00:14:36
يعني هو بيتعب ويشقى ويخاف وعرضه يكون عرضه ودينه مفقود ومجروح وكل ده اذا كانت ايام دولته في ازدهار. لكن اذا حصل منه خطأ اذا زال ملكه فهذا هو الصيلم الاد. ده هي الفظيعة - 00:15:00
هذا اذا استوثقت ايام دولته والصيلم الاد ان زلت به القدم ما منه كفينا اخذنا الحب والاشراق. لتاريخ لهم كنا نسود الارض بالاخلاق - 00:15:21