الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين. اما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا والحاضرين والمستمعين. قال الامام الاجري رحمه الله تعالى وعن اياس بن عامر - 00:00:01
علي ابن ابي طالب رضي الله عنه قال له انك ان بقيت فسيقرأ القرآن على ثلاثة اصناف صنف لله تعالى وصنف للدنيا وصنف للجدل. فمن طلب به ادرك قال محمد بن الحسين قد ذكرت اخلاق الصنف الذين قرأوا القرآن يريدون الله عز وجل بقراءتهم - 00:00:21
وانا اذكر الصنفين الذين يريدان بقراءتهما الدنيا والجدل. واصف اخلاقهم حتى يعرفها من اتقى الله جلت عظمته فيحذرها ان شاء الله باب اخلاق من قرأ القرآن لا يريد به الله عز وجل. فاما من قرأ القرآن للدنيا ولابناء الدنيا فان من اخلاقه ان - 00:00:49
يكون حافظا لحروف القرآن مضيعا لحدوده. متعظما في نفسه متكبرا على غيره. قد اتخذ القرآن بضاعة ان يتأكدوا به الاغنياء ويستقضي به الحوائج يعظم ابناء الدنيا ويحقر الفقراء. ان علم الغني رثق - 00:01:15
به طمعا في دنياه وان علم الفقير زجره وعنفه لانه لا دنيا له يطمع فيها. يستخدم به الفقراء او يأتيه به على الاغنياء ان كان حسن الصوت احب ان يقال للملوك ويصلي بهم طمعا في دنياهم. وان - 00:01:35
الفقراء الصلاة بهم ثقل ذلك عليه لقلة الدنيا في ايديهم. انما طلبوه الدنيا حيث كانت ربض عندها اه يفخر على الناس بالقرآن ويحتج على من دونه في الحفظ بفضل ما معه من القراءات وزيادة المعرفة بالغرائب من - 00:01:55
القراءات التي لو عقل لعلم انه يجب عليه الا يقرأ بها فتراه تائها متكبرا والكلام بغير تمييز يعيب كل من لم يحفظ كحفظه ومن علم انه يحفظك حفظي طلبه متكبرا في جلسته متعاظما في تعليمه لغيره. ليس للخشوع في - 00:02:15
به موضع كثير الضحك والخوض فيما لا يعنيه. يشتغل عمن يأخذ عليه بحديث من جلسه. هو الى استماع حديث دنيس اصغى منه الى استماع من يجب عليه ان يستمع له. يري انه لما يستمع حافظ. فهو الى كلام الناس - 00:02:40
لاشهى منه الى كلام الرب عز وجل. لا يخشع عند استماع القرآن ولا يبكي ولا يحزن. ولا يأخذ نفسه بالفكر فيما يتلى عليه وقد ندب الى ذلك راغب في الدنيا وما قرب منها لها يغضب ويرضى. ان قصر - 00:03:00
في حقه قال اهل القرآن لا يقصروا في حقوقهم. واهل القرآن تقضى حوائجهم. يستقضي من الناس حق نفسه لا يستقضي من نفسه ما لله عليها يغضب على غيره زعم لله ولا يغضب على نفسه لله ولا - 00:03:20
يبالي من اين اكتسب من حرام او حلال قد عظمت الدنيا في قلبه ان فاته منها شيء لا يحل له اخذه حزينة على فوته لا يتأدب بادب القرآن ولا يزجر نفسه عند الوعد والوعيد. لاه غافل عما - 00:03:40
يتلو او يتلى عليه همته حفظ الحروف ان اخطأ في حرف ساه ذلك لان لا ينقص جاهه عند المخلوقين تنقص الرتبة رتبته عندهم فتراه محزونا مغموما بذلك. وما قد ضيعه فيما بينه وبين الله - 00:04:00
الا مما امر به في القرآن او نهي عنه غير مكترث به. اخلاقه في كثير من اموره اخلاق الجهال الذين لا يعلمون لا يأخذ نفسه بالعمل بما اوجب عليه القرآن. اذ سمع الله عز وجل قال وما اتاكم الرسول - 00:04:20
فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. فكان الواجب عليه ان يلزم نفسه طلب العلم لمعرفة ما نهى عنه الرسول تونس صلى الله عليه وسلم فينتهي عنه قليل النظر في العلم الذي هو واجب عليه فيما بينه وبين الله عز - 00:04:40
جل كثير النظر في العلم الذي يتزين به عند اهل الدنيا ليكرموه بذلك. قليل المعرفة بالحلال والحرام الذي الله تعالى اليه ثم رسوله صلى الله عليه وسلم ليأخذ الحلال بعلم ويترك الحرام بعلم لا يرغب في - 00:05:00
معرفة علم النعم ولا في علم شكر منعم. تلاوته للقرآن تدل على كبر في نفسه. وتزين عند السامعين منه ليس له خشوع في ظهر على جوارحه اذا درس القرآن او درس او درسه عليه غيره. همته متى يقطع - 00:05:22
ليس همته متى يفهم؟ لا يعتبر عند التلاوة بضرب امثال القرآن ولا يقف عند الوعد والوعيد يأخذ نفسه برضا المخلوقين ولا يبالي بسخط رب العالمين. يحب ان يعرف بكثرة الدرس ويظهر ختمه للقرآن - 00:05:45
يحظى عندهم قد فتنه حسن ثناء من جهلا يفرح بمدح الباطل واعماله اعمال اهل الجهل يتبع هواه وفيما تحب نفسه غير متصفح لما زجره القرآن عنه. ان كان ممن يقرئ غضب على من قرأه على غيره - 00:06:05
ان ذكر عنده رجل من اهل القرآن بالصلاح كره ذلك. وان ذكر عنده بمكروه سره ذلك. يسخر بمن دونه يهمز من فوقه يتتبع عيوب اهل القرآن ليضع منهم ويرفع من نفسه يتمنى ان يخطئ غيره ويكون هو المصيب - 00:06:25
ومن كانت هذه صفته فقد تعرض لسخط مولاه الكريم واعظم من ذلك ان اظهر على نفسه شعار الصالحين حينبتلاوة القرآن وقد ضيع في الباطن ما يجب لله وركب ما نهاه عنه مولاه الكريم - 00:06:45
ذلك بحب الرئاسة والميل الى الدنيا قد فتنه العجب بحفظ القرآن والاشارة اليه بالاصابع ان مرض احد ابناء الدنيا او ملوكها او ملوكها فسأله ان يختم عليه سارع اليه وسر بذلك وان مرض - 00:07:05
والفقير المستور فسأله ان يختم عليه ثقل ذلك عليه. يحفظ القرآن ويتلوه بلسانه وقد ضيع الكثير من احكامه اخلاقه اخلاق الجهال ان كلف بغير علم وان شرب فبغير علم وان نام فبغير علم وان بسبب غير علم وان - 00:07:25
جامع اهله فبغير علم. وان صحب اقواما او زارهم او سلم عليهم او استأذن عليهم فجميع ذلك يجني بغير علم من كتاب او سنة وغيره ممن يحفظ جزءا من القرآن مطالب لنفسه بما اوجب الله عز وجل عليه من علم - 00:07:45
اداء فرائضه واجتناب محارمه وان كان لا يؤبه له ولا يشار اليه بالاصابع فمن كانت هذه اخلاقه صار فتنة لكل مفتون لانه اذا عمل بالاخلاق التي لا تحسن بمثله اقتدى به الجهال - 00:08:05
فاذا عيب على الجاهل قال فلان الحامل لكتاب الله تعالى فعل هذا فنحن اولى ان نفعله. ومن كانت هذه حاله فقد تعرض لعظيم وثبتت عليه الحجة ولا عذر له الا ان يتوب - 00:08:23
وانما حذاني على ما بينت من قبيح هذه الاخلاق نصيحة مني لاهل القرآن. ليتعلقوا بالاخلاق الشريفة تجافوا عن الاخلاق الدنيئة. والله يوفقنا واياهم للرشاد واعلموا رحمنا الله واياكم اني قد رويت فيما ذكرت اخبارا تدل على ما كرهته لاهل القرآن - 00:08:41
فانا اذكر منها ما حضرني ليكون الناظر في كتابنا ينصح نفسه عند تلاوته للقرآن فيلزم نفسه الواجب والله تعالى الموفق. عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه قال لقد اتى علينا حين - 00:09:07
لا نرى ان احدا يتعلم القرآن يريد به الا الله تعالى. فلما كان ها هنا باخرات خشيت ان رجالا يعلمونه يريدون بهن وما عندهم. فاريدوا الله تعالى بقرائتكم واعمالكم اعرفكم اذ فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم واذ ينزل الوحي. واذ ينبئنا الله من اخباركم فاما اليوم - 00:09:25
قد مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وانقطع الوحي. وانما اعرفكم بما اقول خيرا احببناه عليه وظننا به خيرا. ومن اظهر شرا ابغضناه عليه وظننا به شر وسرائركم فيما بينكم وبين ربكم عز وجل - 00:09:55
فاذا كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد خاف على قوم قرأوا القرآن في ذلك الوقت بميلهم الى الدنيا فما ظنك بي اليوم وعن سال ابن سعد الساعدي رضي الله عنه قال بينا نحن نقترب اذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه - 00:10:22
سلم فقال الحمدلله كتاب الله واحد وفيكم الاخيار وفيكم الاحمر والاسود. اقرأوا القرآن اقرأوا قبل ان يأتي اقوام يقرؤونه يقيمون حرفا كما يقام السهم. لا يجاوز تراقيهم يتعجلون اجره ولا يتأجلون. نعم - 00:10:44
الحمد لله الصلاة والسلام على رسول الله اما بعد وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته واسأل الله تبارك وتعالى ان يعيننا واياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته حاصل هذا الباب ايها الاحبة - 00:11:07
يذكر فيه الاجر رحمه الله ان هذا الذي قد اخذ القرآن واشتغل تعلمه واقرائه انه مفتون في نفسه قد ضيع حدوده ولم يظهر عليه اثر القرآن ثم هو يكون بعد ذلك ايضا - 00:11:26
فتنة لغيره فيكون ذلك سببا لبعده عن ربه تبارك وتعالى وما ذكره في اول كلامه من كون هذا يأخذ الغرائب من القراءات التي لو عقل لعلم انه يجب عليه الا يقرأ بها المراد بذلك - 00:11:50
القراءات الشاذة فهو يتتبع الغرائب وقد يكون اخذه للقراءات المتواترة بل قد يكون اخذه للاجازات مع ان هذه من الامور التي لا اشكال فيها ولا حرج ولكن من الناس كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وان مما انبت الربيع ليقتل حبطا او يلم. يعني او يقارب - 00:12:11
فمن الناس من يكون اخذه للاجازات في القراءة او القراءات ما يكون سببا لفتنة تقع في قلبه فيرى لنفسه فضلا على الناس ويترفع بذلك وهكذا ايضا لربما يكون حفظه للقراءات - 00:12:39
فتنة له فيرى لنفسه فضلا على غيره فيترفع فيورثه ذلك زهوا وعجبا وكبرا وتيها وما الى ذلك وقل مثل ذلك ايضا في العلوم النافعة فان ذلك قد يتضرر به بعض الناس ممن لا يأخذ ذلك - 00:13:01
من وجهه فينبغي للمؤمن دائما ان يلاحظ قلبه ونيته وان يكون مراده هو رضا الله تبارك وتعالى والدار الاخرة وان ينتفع بما تعلم وما اخذ وما قرأ لا ان يكون ذلك - 00:13:26
سببا لمزيد من الجفاء والبعد والاعراض والجفاف وطلب الدنيا والتزين للناس بمثل ذلك فيكون مرائيا مسمعا لا يظهر عليه شيء من اثر هذا العلم او اثر القرآن فهذا هو المذموم - 00:13:46
فمن الناس من لا يزيده حفظه او علمه الا بعدا من ربه تبارك وتعالى اما لفساد قصده او لفساد عمله هذا اذا كان هذا العلم صحيحا شريفا لكن من الناس من يصل الى - 00:14:10
نتائج نهايات في علمه غير صحيحة فيقع في انحرافات وبدع وضلالات هنا ما ذكره الاجري رحمه الله من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه لما خرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:14:30
وقال لهم ما قال اقرأوا القرآن اقرأوا قبل ان يأتي اقوام يقرؤونه يقيمون حروفه كما يقام السهم يعني في غاية الاستقامة بالنطق بالحرف واخراجه من مخرجه كانه قد خلق لهذا. هذا الانسان - 00:14:49
كأنما خلق لهذا تخرج هذه الحروف بطريقة في غاية الدقة ولكن اذا نظرت الى الحال وجدت حالا لا تسعف ابعد ما يكون عن القرآن فمثل هذا لا ينفعه هذا الحزق - 00:15:10
يقيمون حروفه كما يقام السهم. السهم في غاية الاستقامة لا يجاوز تراقيهم يتعجلون اجره ولا يتأجلونه يعني يطلبون به الدنيا وقد جاء من حديث ابي وائل قال جاء رجل يقال له ناهيك - 00:15:28
ابن سنان الى عبد الله يعني ابن مسعود رضي الله عنه. فقال يا ابا عبدالرحمن كيف تقرأ هذا الحرف الفا تجده ام ياء من ماء غير اس او من ماء غير ياس - 00:15:47
قال فقال عبدالله وكل القرآن قد احصيت غير هذا يعني ما بقي عليك الا هذا قال اني لاقرأ المفصل في ركعة فقال ابن مسعود رضي الله عنه هذ كهز الشعر - 00:16:05
ان قوما يقرأون القرآن لا يجاوزوا تراقيهم ولكن اذا وقع في القلب فرسخ فيه نفع الى اخر ما قال وفي الصحيح صحيح البخاري ان ابا سعيد الخضري رضي الله عنه قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:16:22
وهو يقسم يعني يقسم شيئا يقسم اتاه ذو الخويصرة وهو رجل من بني تميم فقال يا رسول الله اعدل هذا الرجل عند نفسه انه يتمتع بصفات هكذا عند نفسه انه لا يخشى في الله لومة لائم. وعند نفسه انه محتسب - 00:16:43
امر بالمعروف ناهي عن المنكر وعند نفسه انه يقول الحق ويقوم بما يجب في وجه كل احد هكذا في تصوره خاطب النبي صلى الله عليه وسلم بقوله اعدل فقال النبي صلى الله عليه وسلم ويلك - 00:17:05
ومن يعدل اذا لم اعدل قد خبت وخسرت ان لم اكن اعدل هذا يوجه الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم يقول اعدل يعني ان هذه قسمة ما اريد بها وجه الله - 00:17:28
هذا يوجه الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال عمر رضي الله تعالى عنه يا رسول الله ائذن لي فيه فاضرب عنقه فقال دعه فان له اصحابا يحقر احدكم صلاته مع صلاتهم - 00:17:43
وصيامه مع صيامهم. يقرأون القرآن هذا هو الشاهد لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهو من الرمية الى اخر ما قال النبي صلى الله عليه وسلم هؤلاء يقرأون - 00:18:00
القرآن ويصلون هذه الصلاة يحقر احدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم. يمرقون من الدين. كما يمرق السهم من الرمية وبوب رحمه الله البخاري قال باب - 00:18:17
قراءة الفاجر والمنافق واصواتهم وتلاوتهم لا تجاوز حناجرهم اصواتهم وتلاوتهم لا تجاوزوا حناجرهم فهؤلاء يقرأون القرآن قراءتهم لا تجاوز حناجرهم ما المعنى ان قراءة الفاجر والمنافق قيل لا ترتفع الى الله فهي لا تجاوز هذا الموضع - 00:18:40
لا تجاوز حناجرهم بمعنى لا تصل لا تصعد الى الله تبارك وتعالى ولا تزكو عنده ويحتمل ان يكون المراد بذلك ان هذه القراءة لا تصل الى القلوب بمعنى انهم لا يفقهون - 00:19:07
القرآن. يقرأون القرآن لكن حظهم من القراءة هو مجرد التلاوة التي لا تجاوز التراقي والتراقي للانسان ترقوتان وهما عظمان محيطاني او على جانبي العنق من المنكب الى تغرة النحر هذه ترقوة - 00:19:26
وهذه ترقوة فهو لا يجاوز تراقيهم بمعنى انه لا يصل الى القلوب فهم لا يعقلون عن الله ولا يفقهون مراد الله تبارك وتعالى وهذا معنى صحيح ولهذا كانوا يحتجون بالقرآن - 00:19:53
على علي رضي الله عنه وعلى الصحابة بايات من القرآن وقالوا لا حكم الا لله ان الحكم الا لله فكانوا يلقونهم بهذا والذي قتل علي رضي الله عنه حينما ضربه بالسيف - 00:20:12
كان يردد عليه هذه العبارة ان الحكم الا لله ان الحكم الا لله قبحه الله يضربه بالسيف وهو داخل المسجد وجامع الكوفة وقد اختبأ له في ناحية في المسجد فهجم عليه وهو يردد هذه العبارة لاحظ ان الحكم الا لله ان الحكم الا لله وضربه - 00:20:28
على رأسه بالسيف رضي الله تعالى عنه وكان فرحا مغتبطا بذلك حتى قيل بانه قد جيء به ثم بعد ذلك قطعت يداه ورجلاه وهو لا يتكلم ارادوا ان يقطعوا لسانه فصاح - 00:20:51
فقيل له قطعت يداك ورجلاك ولم تتكلم بكلمة فقال لساني اذكر الله به قيل ان لسانه قد اخرج بكلوب ابا ان يخرجه ثم سحب فقطع وهو يقرأ اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق انظر هذا الجلد. الى اخر لحظة - 00:21:10
يقطع لسانه وينزف وهو يقرأ هذه الايات. هو يتقرب الى الله بهذا هذا حينما تورد عليه النصوص ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها. ويسمع هذه الايات يقول نعم صحيح. انا قتلت كافرا - 00:21:36
علي رضي الله عنه عنده من رؤوس الكفر فمثل هذا لا يجدي معه ايراد الايات والاحاديث ويخوف بالوعظ والتذكير ويقول نعم انا لا يمكن ان اعتدي على مسلم. ولما كلمهم علي رضي الله عنه في النهروان وكلمهم ابو ايوب الانصاري. ووعظهم وذكرهم - 00:21:53
وقالوا اخرجوا لنا الذين قتلوا ابن خباب فقالوا كلنا قتلة ولو ظفرنا بكم لقتلناكم فابوا وتداعوا الى القتال وهم يرددون لا حكم الا لله لا حكم الا لله انظر الى - 00:22:14
الافهام والعقول هؤلاء من اين تخرجوا اين درسوا؟ اين تعلموا او لا قد فتنوا ولا يضاف ذلك الى القرآن فيقال العيب في القرآن فهذا القرآن هو الذي خرج الصحابة رضي الله تعالى عنهم - 00:22:30
الابرار الاطهار ولا يقال ان العيب في اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هم الذين فتحوا الدنيا ونقلوا الينا هذا الدين حتى - 00:22:48
صرنا ننعم بذلك نقيا صافيا لا شوب فيه. وهم الذين فتحوا البلاد وفتحوا القلوب وكان النصارى يقولون بان هؤلاء خير من الحواريين اصحاب المسيح لما فتحوا الشام كان النصارى يقولون ان هؤلاء يعني اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم افضل من اصحاب المسيح. لما رأوا من - 00:23:01
نزاهتهم وصدقهم وصفائهم وتقواهم وخوفهم من الله تبارك وتعالى ومباعدتهم للظلم والعدوان فهذا القرآن وهؤلاء الصحابة فلا يضاف مثل هؤلاء الى اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا الى - 00:23:29
القرآن ولا يمكن ان يضاف ذلك ايضا الى علي رضي الله عنه انه قد قصر لانه هو الخليفة في وقته ان ذلك بسبب تقصير من خرج هؤلاء هؤلاء هم الذين قتلوه - 00:23:48
و كانت جميع اعمالهم وكانت نكايتهم انما هي في اهل الاسلام وجدوا في انحاء من البلاد في نواحي من العراق وما يسمى الان ايران وكذلك في اليمامة وفي غيرها فكانوا يبعثون الغارات التي يسمونها بالغزوات - 00:24:02
تارة الى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسبوا بنتا لعثمان ابن عفان رضي الله عنه سبي وتارة يبعثون ذلك الى نواحي اخرى في اليمن وفي غيرها وعبر التاريخ منذ ذلك الحين - 00:24:28
لم يفتحوا بلدا واحدا هذا معيار اذا اردت ان تعرف حال الفرق المنحرفة انظر الى التاريخ الطويل حتى لا تؤمل على اللاحق فيكفيك السابق عبر القرون المتطاولة. ما فتحوا بلدا واحدا - 00:24:46
انما كانت نكايتهم باهل الاسلام عبر التاريخ الممتد لم يعرف انهم فتحوا بلدا واحدا انما هو الفتك باهل الاسلام فقد يغتر بعض من لا فقه له ولا معرفة ولا بصر بالتاريخ - 00:25:04
وبحال هؤلاء ويظن ان هؤلاء يمكن ان يرجي على ايديهم خيرا وفتحا ونصرا وقد يشاهد بعض المقاطع ونحو ذلك عبارات لبعض الساسة الغربيين وما يتخوفون من سقوط اوروبا مثلا لو انه تمكن مثل هؤلاء ونحو ذلك هذا كله كذب - 00:25:23
وهم اعرف الناس بهم هذا كله كذب فاذا سمعه من لا بصر له يظن ان هؤلاء ممكن ان يتحول الى فاتحين يفتحون البلاد وتفتح روما وما الى ذلك ويتحقق وعد النبي صلى الله عليه وسلم. لن يتحقق ابدا على - 00:25:45
يد هؤلاء وانما هي النكاية بالامة وتعويق مسيرتها و هدم كل ما يمكن ان يبنيه اهل الصلاح والاصلاح من الدعاة والمجاهدين وغيرهم لا يجاوز تراقيهم فهذا يحتمل ان يكون بمعنى لا فقه لهم لا يصل الى - 00:26:04
لا يعقلون محل العقل هو القلب ويحتمل ان يكون المراد انه لا يتجاوز الاوتار الصوتية وهم يقرأونه مجرد قراءة لا تصل الى القلوب فلا يزدادون بذلك تأثرا وايمانا واخباتا ويقينا وما الى ذلك وانما - 00:26:31
قلوب قاسية جافة يظهر اثر هذا الجفاف على تلك الوجوه التي تدل على حال تلك القلوب اهل الايمان وجوههم فيها من الاشراق واذا رأيته احببته واذا سمعت كلامه او رأيت فعاله ازددت حبا له - 00:26:52
والله عز وجل قال عن موسى صلى الله عليه وسلم والقيت عليك محبة مني قيل في معناه ومعنى مشهور واحد المعنيين المشهورين انه لا يراه احد الا احبه اما اهل الضلال واهل البدع - 00:27:13
الغليظة فهؤلاء اذا رأيته عرفت ان هذا لن يكن على هدى ان هذه ليست بوجوه اهل الطاعة والخير والمعروف والقرآن وفي قوله سيجعل لهم الرحمن ودا قيل المحبة في قلوب الخلق يلقيها الله في قلوبهم. اما اهل الاهواء والبدع ونحو ذلك اذا رآه الناس انقبضت قلوبهم لشيء قد - 00:27:28
لا يدركونه ولا يعرفونه فهذا لا يجاوز فبعض اهل العلم قال بمعنى لا ترفع ولا تقبل وبعضهم قال بمعنى انه لا تنزل الى القلب فيفقه وبعضهم يقول لا تنزل الى القلب - 00:27:56
فيحصل له زيادة الايمان والاخبات واليقين وما الى ذلك من محبة الله وخوفه ورجائه ومراقبته انما هو قلب جاف يقرأ لكن لا تصل هذه القراءة الى قلبه ومن ثم فهم لا يعملون - 00:28:12
بالقرآن ولا يتأثرون به ولا يزدادون به ايمانا ولا تخبت قلوبهم فهذه المعاني قريبة وصحيحة فاذا كان لا يجاوز التراقي معناها انه لا يرتفع وكذلك ايضا لا ينزل فيصل الى القلوب - 00:28:33
فتتأثر به او يصل الى القلوب فتعقل عن الله عز وجل فيكون لهم فقه بذلك كله. انظر الى الفرق بين هؤلاء وسعيد بن جبير وهو من العلماء التابعين الذين تخرجوا على يد الصحابة رضي الله تعالى عنهم - 00:28:52
الحجاج معروف ببطشه وعسفه وقتل كثيرا من خيار الامة من الصحابة فمن بعدهم وحاصر الكعبة وضربها بالمنجنيق وقد تكلم بعض السلف في كفره. كفره بعضهم ومع ذلك لما جيء بسعيد بن جبير مخفورا من مكة - 00:29:11
للحجاج وهو يعلم تماما انه سيقتل. وقد قتلها الحجاج حتى قال الامام احمد رحمه الله بان الحجاج قد قتل سعيد بن جبير رحمه الله وما على وجه الارض احد الا وهو محتاج الى علمه - 00:29:33
علم سعيد ابن جبير فالذي جاء به من مكة رجل واحد من الشرط وسعيد بن جبير معه غيره ممن جيء بهم. للحجاج ليقتلهم يعرفون هذه النتيجة فدخل بعضهم على سعيد بن جبير في حبسه لما جيء به الى العراق - 00:29:50
فقيل له انما هو رجل واحد. يعني هذا الجندي رجل واحد لو ربطتموه وتركتموه في البرية ومضيتم فقال سعيد بن جبير فمن يطعمه اذا جاع ومن يسقيه اذا عطش انظر - 00:30:08
من يطعمه اذا جاء ومن يسقيه اذا عطش ربطه نتركه في البرية يأتي بهم مغفورين للقتل عند الحجاج ظلما وهذا هو الرد بقيت بالذي يعدو على الناس ويقتل هذا ويضرب هذا - 00:30:27
يطيش هنا وهناك لا يأمن الناس شره وغوائله وغدره حتى في المساجد بي بعض البلاد التي ابتلي الناس فيها بما ابتلوا به لربما يستهدف فرد واحد في المسجد شيخ قبلي او شيخ عشيرة او غير ذلك - 00:30:46
يلقى المسجد على من فيه. ينسف لقتل شخص واحد يوم الجمعة المسجد مكتظ ينسف المسجد بكامله من اجل شخص واحد من اجل ان يقتل واحد ينسف المسجد برمته مسجد لاهل السنة - 00:31:12
اما هذا الذي يقول للنبي صلى الله عليه واله وسلم اعدل ونحو ذلك فلا تعجبوا وقد ذكر احد من ذهب قديما الى بعض البلاد وشارك في القتال قبل ما يقرب من ثلاثين سنة - 00:31:32
وبقي هناك مدة طويلة وتزوج يقول عن بعض اصحاب الغلو هؤلاء يتحدث عن تحريم ما احل الله وتحليل والتشريع وما الى ذلك فيقول من حرم ما احل الله فهو كافر باطلاق - 00:31:52
بلا تفصيل ولا يعذر احدا فقيل له الله عز وجل قال للنبي صلى الله عليه وسلم يا ايها النبي لما تحرم ما احل الله لك تبتغي مرضاة ازواجك اعوذ بالله فماذا قال - 00:32:08
قال نعم هو قد كفر بهذا ثم تاب حدثني بها من سمعها من هذا الرجل وناقشه هذا الكلام قبل اكثر من عشرين سنة يعني سمعها منه قبل اكثر من عشرين سنة من الان - 00:32:23
فالشر وبوادر الشر ونزغات الشيطان قديمة ليست جديدة فلا يضاف ذلك الى العلم الشرعي او الى المناهج الدراسية او الى العلماء او الدعاة الى الله او نحو هذا مناهج الدراسية - 00:32:39
طيب الذي يدعو غير الله عز وجل ويستغيث بغير الله؟ سيقال له المناهج هي اللي خرجت هذا نحتاج الى مزيد من التقرير التوحيد من اجل ان يعرف الناس الجادة الصحيحة - 00:33:00
فيوحد الله في العبادة والدعاء وما الى ذلك مناهج خرجت من يدعو غير الله ويستغيث بغير الله هل يقال ان المناهج هي التي تسببت في هذا هؤلاء الذين يتخرجون ملاحدة - 00:33:11
من مواقع في النت يدخلونها ونحو هذا ملاحدة لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر. على هذه المناهج الدراسية هي التي خرجتهم حينما يلقى الكلام على عواهنه هكذا وكل يتكلم بما - 00:33:28
يحلو له ويوظف الاحداث ليحقق ما يريد وما يصبو اليه فهذا يقع في المناهج وهذا يقع في العلماء وهذا يقع في المسؤولين وهذا يقع في الدعاة الى الله وهذا اباغير - 00:33:41
صحيح لكن نسأل الله العافية وان يجنبنا واياكم مضلات الفتن والزموا ايها الاحبة غرز العلماء الربانيين فان الناس وما الناس كما قال الامام احمد بغير علمائهم يقودهم من يقودهم الغراب - 00:33:57
واذا لم يبقى لهم احد يرجعون اليه ولا كبير فان الغربان هي التي تقودهم الى الخرائط هذه هي النتيجة وهذا هو الذي يهدف اليه الاشرار وقد لا يدركه بعض الصغار - 00:34:20
حينما تكثر الوقيعة في اهل العلم وبلغة شوارع تتعجب من اين خرج هؤلاء وين تربوا من اين لهم هذه اللغة التي لا تعرف الا عند اسوأ الناس الذين تربوا في - 00:34:36
حظائر اعزكم الله. منين جاءت هذه اللغة في السب والشتم والوقيعة الا تعرف عند اهل الايمان هذه اللغة؟ وما نشأوا عليها وما تربوا عليها من اين وجدت تملأ صفحات هذا - 00:34:52
الاعلام الجديد به وسائل التواصل هذه التي نعم وعن الحسنين رحمه الله انه قال ان هذا القرآن قد قرأه عبيد وصبيان لا علم لهم بتأويله ولم يتأولوا الامر من اوله - 00:35:06
قال الله عز وجل كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وما تدبر اياته الا اتباعه والله يعلم. اما والله ما هو بحفظ حروفه واضاعة حدوده. حتى ان احدهم ليقول قد قرأت القرآن كله فما اسقطت منه حرفا. وقد والله اسقطه كله. ما يرى له - 00:35:26
القرآن في خلق ولا عمل. حتى ان احدهم ليقول اني لاقرأ السورة في نفس. والله ما هؤلاء بالقراء قال العلماء ولا الحكماء ولا الورع متى كانت القراء تقول مثل هذا لا كثر الله في الناس مثل هؤلاء - 00:35:54
نعم وهذا تجده احيانا يتداوله الناس للاسف في مقاطع على سبيل الاعجاب او التعجب يقرأ الاستعاذة والبسملة والفاتحة وصدر سورة البقرة في نفس واحد فهؤلاء ليسوا بالقراء ولا الورع ومثل هذا لا يحمد ولا ينشر - 00:36:14
ولا يفرح بمثل هؤلاء القراء. وهكذا اولئك الذين يقرأون ويتمايلون ويتضاحكون ويطربون لكونهم يقيمون القراءة على اوزان من لحون اهل الفسق كما سيأتي ما يسمى بالمقامات فتجد انه اذا جاء بها على - 00:36:36
صورة في غاية الاحكام تمايلوا واصبحوا يطربون وينظر بعضهم الى بعض ويضحكون وكنت اه استمع الى بعض المقاطع في ايات تكسر الجبال وكنت اعجب كيف يكون حال هؤلاء القراء الذين يقيمون القراء؟ القراءة بهذه الطريقة - 00:36:56
فقدر لي ان ارى هذه المشاهد مصورة واذا باشكال وصور لا تسر ابدا حوله مجموعة اشبه ما يكون باللصوص قطاع الطرق قد اجتمعوا يتضاحكون هيئتهم لا تدل على ورع ولا صلاح ولا استقامة - 00:37:16
فاذا اقام لهم هذه القراءة على هذه الانماط والمقامات تمايلوا وتضاحكوا والتفت بعضهم الى بعض يضحكون وكنت اظن ان هؤلاء يبكون ويخشعون ويتأثرون واذا بهم يطربون اهكذا القراء وهكذا كان اصحاب النبي صلى الله عليه - 00:37:35
وسلم فهذا الاجري رحمه الله ويعظ النفوس ويذكر بما ينبغي ولذلك ايها الاحبة قد تجد الرجل يتقن القراءة والقراءات ولربما قضى عمرا مديدا في القراءة والاقراء ولكن لا لون ولا طعم ولا رائحة - 00:37:56
ليس له وقع في القلوب ولا اثر وانما هو اشبه ما يكون عند الناس الة مجردة فاذا رأوه لا يتأثرون بالنظر اليه واذا تكلم لا يجدون اثرا واذا قرأ لا يجدون اثرا لهذه القراءة اشبه بالالة - 00:38:14
لا وقع في القلوب ولا هيبة ولا منزلة ولا مكانة ولا ليست المكانة ما كانت في الدنيا وانما اقصد محبة اهل الايمان والهيبة التي يجعلها الله لاهل القرآن ترى من ذلك شيئا اطلاقا الة مجردة - 00:38:33
لماذا؟ وهو العمر وهو يقرأ ويدرس وفي الحلق الا من رحم الله عز وجل. السبب هو هذا السبب وهذا هو السر الذي يتحدث عنه الاجري رحمه الله عن مجاهد في قول الله عز وجل يتلونه حق تلاوته. قال يعملون به حق عمله. قال محمد بن الحسين رحمه الله هذه الاخبار كلها - 00:38:49
تدل على ما تقدم ذكرنا له من ان اهل القرآن ينبغي ان تكون اخلاقهم مباينة لاخلاق من سواهم. ممن لم يعلم كعلمهم اذا نزلت الشدائد لجاءوا الى الله الكريم فيها ولم يلجأوا فيها الى مخلوق. وكان الله عز وجل اسبق الى قلوبهم قد تأدبوا بادب القرآن - 00:39:15
والسنة فهم اعلام يقتدى بفعالهم لانهم خاصة الله واهله. واولئك حزب الله الا ان حزب الله المفهوم المفلحون عن عبد الصمد ابن يزيد انه قال سمعت الفضيل ابن عياض رحمه الله يقول ينبغي لحامل القرآن الا تكون له - 00:39:35
حاجة الى احد من الخلق الى الخليفة فمن دونه. وينبغي ان تكون حوائج الخلق اليه. قال وسمعت الفضيل رحمه الله يقول من القرآن حامل راية الاسلام. لا ينبغي له ان يلغو مع من يلغو. ولا يسهو مع من يسهو ولا يلهو مع من يلهو. قال - 00:39:55
سمعت الفضيل رحمه الله يقول انما انزل القرآن ليعمل به. فاتخذ الناس قراءته عملا اي ليحل حلاله ويحرم حراما ويقف عند متشابه كتب حذيفة المرعشي الى يوسف بن اسباط انه قال بلغني انك بعت دينك بحبتين - 00:40:15
وقفت على صاحب لبن فقلت بكم هذا؟ فقال هو لك بسدس فقلت لبثوا فقال هو لك وكان يعرفك شيف عن رأسك قناع الغافلين وانتبه من رقدة الموتى. واعلم انه من قرأ القرآن ثم اثر الدنيا لم امن ان يكون - 00:40:35
بايات الله من المستهزئين عن ابي المليح رحمه الله انه قال كان ميمون ابن مهران رحمه الله يقول لو صلح اهل القرآن صلح الناس. وعن بشير ابن ابي عمر قولانه ان الوليد ابن قيس حدثه انه سمع ابا سعيد الخدري رضي الله عنه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول - 00:40:55
كونوا خلف بعد سنين اضاعوا الصلاة واتبعوا شهواتي فسوف يلقون غيا. ثم يكون خلف يقرأون القرآن لا يعدو تراقيهم ويقرأ القرآن ثلاثا مؤمن ومنافق وفاجر. فقال بشير فقلت للوليد ما هؤلاء الثلاثة؟ فقال المنافق - 00:41:18
به والفاجر يتأكل به والمؤمن مؤمن به. هذا الحديث هؤلاء الذين يقرأون القرآن بهذه الاحوال جاء عن الاوزاعي رحمه الله عن موسى ابن سليمان عن القاسم ابن مخيمرة بقوله فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة - 00:41:38
بل اضاعوا المواقيت هكذا حمله جمع من السلف وقد جاء ذلك عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه ان ذلك في هذه الاية ونظائرها ان ذلك يحمل على حفظ المواقيت - 00:42:00
وليس المقصود به ترك الصلاة بالكلية فذلك هو الكفر قد جاء هذا ايضا عن مسروق ابن الاجدع وكذلك عن عمر ابن عبد العزيز رحم الله الجميع ان اضاعتهم كانت بهذه - 00:42:19
المثابة الخلف فخلف من بعدهم خلف بفتح فاسكان يعني للام ان ذلك يكون غالبا في الاستعمال للخلف السيء واما بفتحتين خلف فذلك يكون لي الخلف الصالح هذا هو الغالب في الاستعمال وقد يعكس - 00:42:35
لكنه قليل نعم وعن الحسن انه قال مرة انا وعمران بن الحصين رضي الله عنه على رجل يقرأ سورة يوسف فقام عمران يستمع لقراءته فلما فرغ وسأل فاسترجع وقال انطلق فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قرأ القرآن فليسأل الله - 00:43:00
فانه سيأتي قوم يقرأون القرآن يسألون الناس به. قال محمد بن الحسين رحمه الله في هذا بلاغ من تدبر فاتقى الله عز وجل واجل القرآن وصانه وباع ما يفنى بما يبقى والله عز وجل - 00:43:23
ثقوا لذلك. نعم ما ذكره هنا مما نقله عن حذيفة المرعشي وغيره ايضا سيأتي اثار اخرى يذكرها المؤلف رحمه الله تتصل بهذا المعنى يعني التكسب بالقرآن واتخاذ القرآن ذريعة تحصيل الاموال او المنافع او المطالب الدنية - 00:43:43
فيكون ممن يرتزق بالقرآن نعم باب اخلاق المقرئ اذا جلس يقرئ ويلقن لله عز وجل ماذا ينبغي له ان يتخلق به ينبغي لمن علمه الله كتابه فاحب ان يجلس في المسجد يقرأ القرآن لله تعالى يغتنم قول النبي صلى الله عليه وسلم - 00:44:11
من تعلم القرآن وعلمه فينبغي له ان يستعمل من الاخلاق الشريفة ما يدل على فضله وصدقه وهو ان يتواضع في نفسه اذا جلس في مجلسه ولا يتعاظم في نفسك ويتواضع لمن يلقنه القرآن ويقبل عليه اقبالا جميلا. وينبغي له ان يستعمل مع كل انسان يلقنه - 00:44:35
ما يصلح لمثله اذا كان يتنقل عليه الكبير والصغير والحدث والغني والفقير فينبغي له ان يوفي كل ذي حق حقه ويعتقد الانصاف ان كان يريد الله عز وجل بتلقينه القرآن - 00:44:58
ثم ينبغي له ان يحذر على نفسه التواضع للغني والتكبر على الفقير بل يكون متواضعا للفقير مقربا لمجلسه متعطفا عليه يتحبب الى الله عز وجل بذلك ويتأول فيه ما ادب الله به نبيه صلى الله عليه وسلم حيث امره ان يقرب الفقراء. قال تعالى ولا تعد عيناك عنهم - 00:45:14
اذ كان قوم ارادوا الدنيا فاحبوا من النبي صلى الله عليه وسلم ان يدلي منه مجلسهم وان يرفعهم على من سواهم من الفقراء فاجابهم النبي صلى الله عليه وسلم الى ما سألوا لا لانه اراد الدنيا ولكنه يتألفهم على الاسلام. فارشد الله نبيه - 00:45:38
صلى الله عليه وسلم على اشرف الاخلاق عنده فامره ان يقرب الفقراء وينبسط اليهم ويصبر عليهم. وان يباعد يا الذين يميلون الى الدنيا ففعلا صلى الله عليه وسلم. وهذا اصل يحتاج اليه جميع من جلس يعلم القرآن والعلم - 00:45:58
يتأدب به ويلزم نفسه ذلك ان كان يريد الله بذلك وانا اذكر ما فيه ليكون الناظر في كتابنا فقيها بما يتقرب به الى الله عز وجل يقرئ لله عز وجل - 00:46:18
تقضي ثوابه من الله لا من المخلوقين. واحب له اذا جاءه من يريد ان يقرأ عليهم من صغير او حدث او كبير ليعتبر كل واحد منهم قبل ان يلقنه من سورة البقرة. يعتبروه بان يعرف ما معه من الحمد الى مقدار ربع سبع او - 00:46:34
اكثر مما يؤدي به صلاته ويصلح ان يؤم به في الصلوات اذا احتيج اليه فان كان يحسنه وكان تعلمه في الكتاب اصلح من لسانه وقومه حتى يصلح ان يؤدي به فرائضه ثم يبتدئ فيلقنه من سورة البقرة. واحب لمن يلقن اذا قرأ عليه ان يحسن الاستماع - 00:46:54
دعى الى من يقرأه عليه ولا يشتغل عنه بحديث ولا غيره. فبنحريه ان ينتفع به من يقرأ عليه وكذا ينتفعه ايضا تدبروا ما يسمع من غيره وربما كان سماعه للقرآن من غيره له فيه زيادة منفعة واجر عظيم. ويتأوله قول الله عز - 00:47:16
عز وجل واذا قرئ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون. نعم هنا في قوله بالاقراء والتعليم منذ البداية انه ينظر الى حال من يريد القراءة عليه فيبدأ معه بما هو احوج اليه - 00:47:36
اذا كان هذا لا يحفظ يبدأ معه من قصار السور ويقول هنا بانه يكون ذلك الى مقدار ربع سبل بهذا المقدار وهذا يقارب الجزء اذا جعل القرآن على اسباع يعني انه يقسم الى سبعة - 00:47:57
اقسام يختم في سبعة ايام فان مقدار ذلك ربع السبع يكون بمقدار جزء يزيد قليلا يزيد قليلا. يعني بمعنى انه يشتغل معه بحفظ او تحفيظه لجزء ام من اجل ان يصلي به - 00:48:19
لان هذا هو الاولى به والاحرى وذلك من حسن التعليم نعم فاذا لم يتحدث مع غيره وانصت اليه ادركته الرحمة من الله وكان ينفعني القارئ عليه وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:48:41
عبد الله بن مسعود رضي الله عنه اقرأ علي. قال فقلت يا رسول الله اقرأ عليك وعليك انزل. قال اني احب ان معه من غير هنا قوله اقرأ علي قوله عليه الصلاة والسلام. يقول فقرأت عليه سورة النساء - 00:48:59
حتى بلغت فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا فقال صلى الله عليه وسلم امسك فاذا عيناه تذرفان فهنا يؤخذ منه ان عرض القرآن سنة وكذلك ايضا - 00:49:18
طلب القراءة من احد من الناس ان يقرأ والاخر ان كان واحدا او جماعة يستمعون ان ذلك سنة فيحتمل ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم اراد ان يبين للامة هذا التشريع - 00:49:38
ان هذا من الاعمال المشروعة ان عرض القرآن سنة ويحتمل انه طلبه من ابن مسعود رضي الله تعالى عنه من اجل ان يتدبره وان يتفهمه وذلك انه قد جرت العادة - 00:49:56
ان الذي يستمع يكون من ناحية افرغ قلبا لانه لا يشتغل اقامة الحروف وما الى ذلك فان القلب يتبع هذا ولهذا قال شيخ الاسلام رحمه الله لما تكلم على المبالغة في اقامة الحروف - 00:50:11
ذكر ان ذلك يكون سببا فوت التدبر والتفهم والتأثر بالقرآن والخشوع لماذا؟ لان القارئ يتطلب ذلك فهو يقيم هذه الحروف ويزن هذه الاحكام والقلب يتبع ذلك فيشتغل به فيكون ذلك صارفا له عن الخشوع وهذا شيء مشاهد - 00:50:32
خطيب قد يتحدث عن عن موضوع مؤثر عن القيامة والاخرة والجنة والنار وما اشبه ذلك وهكذا المحاضر ونحو هذا فاذا كان يتوقى اللحن ولم يستقم لسانه فان تتبعه لذلك واحتياطه له - 00:50:59
يصرفه عن التأثر والخشوع فيتكلم بكلام يخشع منه المتكلم او السامع ولكن ذلك يذهب ادراج الرياح والسبب ان قلبه يتبع الالفاظ والقوالب اللفظية وهذا لا شك انه يفوت ايضا على - 00:51:21
السامعين لان المستمع للخطبة انما هو تبع لي تبع للخطيب فاذا كان الخطيب لا يتحدث بحديث يخرج من قلبه ويعيش معه ويتأثر معه فان المستمع مهما كانت الالفاظ والقوالب اللفظية - 00:51:41
فانه لن يتأثر لانه تبع لي الخطيب والكلام الذي يخرج من القلوب يصل الى القلوب واما الكلام الذي يصدر عن الالسن والقلوب تكون بمنأى عنه فانه لا يصل الى قلوب الناس - 00:52:03
ولذلك قد يتكلم بعضهم بكلام ضعيف لربما فيه ركاكة بكلمتين او نحو ذلك ويتأثر فيها ويتأثر الناس واخر يتكلم بكلام كثير وطويل وفي غاية الاتقان من ناحية القوالب اللفظية والموضوع مؤثر والناس لا يتأثرون - 00:52:23
المستمع يكون اخلى قلبا من هذه الحيثية وان كان المستمع له وان كان القارئ له مزيا الذي يقرأ نظرا فان القلب يتبع البصر ايضا فقد يكون ذلك سببا للتشويش لمن لم يستقم لسانه بالقراءة - 00:52:44
فانه يراعي ما يقرأ وينظر في الاحكام والمدود وما الى ذلك والحروف فينصرف قلبه اليها ولا يتأثر بالقراءة ولكن من الناس من يكون ذلك سببا لمزيد من الخشوع والتأثر لانه يجمع - 00:53:03
في ذلك بين ثلاثة امور بين التلاوة باللسان والاستماع اذا كان يجهر والنظر بالعين فيكون ادعى الى التركيز فمأخذ المسألة يرجع الى هذا ولذلك في كلام اهل العلم هل الافضل ان يقرأ نظرا - 00:53:24
او ان يقرأ في المصحف القراءة في المصحف افضل في الجملة ولكن ذلك يختلف باختلاف الناس. فاذا كان يخشع يجد قلبه حال القراءة عن ظهر قلب فهذا افضل في حقه - 00:53:40
النبي صلى الله عليه وسلم استمع من ابن مسعود فهذا يدل على مشروعية هذا الفعل ان يطلب من غيره ان يقرأ عليه كذلك ايضا ان هذا قد يكون ادعى الى التدبر - 00:53:54
لو ان الناس اذا اجتمعوا وليس عندهم شيء فبدلا من الخوض فيما لا يجدي ولا يعني لو طلبوا من احدهم كن حسن القراءة جيد القراءة قالوا اقرأ علينا من القرآن - 00:54:10
ترق القلوب وتلين لكان خيرا لهم نعم قوله صلى الله عليه وسلم حينما بلغ ابن مسعود رضي الله عنه وجئنا بك على هؤلاء شهيدا بكى النبي صلى الله عليه وسلم - 00:54:21
احتمل انه بكى صلى الله عليه وسلم لعظم هذا المقام الشهادة على هذه الامة ويحتمل ان ذلك باعتبار الايات التي ذكرت قبله ويحتمل ان يكون بمجموع ذلك. الله يقول ان الله لا يظلم مثقال ذرة وان تك حسنة يضاعفها - 00:54:39
اؤتي من لدنه اجرا عظيمة مثل هذه الايات وهكذا يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الارض ولا يكتبون الله حديثا. هذه بعد وجاء في رواية ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له حسبك - 00:54:58
فهذا يؤخذ منه انه عند ارادة التوقف في القراءة يقال لي من يقرأ حسبك او امسك ويؤخذ منه ايضا ان ذلك لا يدل على استثقال ولا زهد في القراءة او المقروء او بالقرآن - 00:55:17
ولا يدل ايضا على ملل وسآمة واعراض وانما قد يعرض للانسان ما يشغله فلا بأس ان يقول للقارئ حسبك امسك فلا يكون معيبا مذموما بذلك انه رغب عن القرآن فالنبي صلى الله عليه وسلم بفعله هذا قد شرع لنا - 00:55:39
مثل ذلك قد بوب عليه البخاري رحمه الله في الصحيح وقال باب قول المقرئ للقارئ حسبك فهذا يدفع هذا الاشكال او الاشتباه عمن يستمع الى القرآن او الحديث فيعرظ له - 00:56:01
ما يشغله فيريد التوقف فيقول له حسبك ولا يكون ذلك من الزهد بالمقروء والاعراض عنه والله اعلم - 00:56:22
التفريغ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين. اما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا والحاضرين والمستمعين. قال الامام الاجري رحمه الله تعالى وعن اياس بن عامر - 00:00:01
علي ابن ابي طالب رضي الله عنه قال له انك ان بقيت فسيقرأ القرآن على ثلاثة اصناف صنف لله تعالى وصنف للدنيا وصنف للجدل. فمن طلب به ادرك قال محمد بن الحسين قد ذكرت اخلاق الصنف الذين قرأوا القرآن يريدون الله عز وجل بقراءتهم - 00:00:21
وانا اذكر الصنفين الذين يريدان بقراءتهما الدنيا والجدل. واصف اخلاقهم حتى يعرفها من اتقى الله جلت عظمته فيحذرها ان شاء الله باب اخلاق من قرأ القرآن لا يريد به الله عز وجل. فاما من قرأ القرآن للدنيا ولابناء الدنيا فان من اخلاقه ان - 00:00:49
يكون حافظا لحروف القرآن مضيعا لحدوده. متعظما في نفسه متكبرا على غيره. قد اتخذ القرآن بضاعة ان يتأكدوا به الاغنياء ويستقضي به الحوائج يعظم ابناء الدنيا ويحقر الفقراء. ان علم الغني رثق - 00:01:15
به طمعا في دنياه وان علم الفقير زجره وعنفه لانه لا دنيا له يطمع فيها. يستخدم به الفقراء او يأتيه به على الاغنياء ان كان حسن الصوت احب ان يقال للملوك ويصلي بهم طمعا في دنياهم. وان - 00:01:35
الفقراء الصلاة بهم ثقل ذلك عليه لقلة الدنيا في ايديهم. انما طلبوه الدنيا حيث كانت ربض عندها اه يفخر على الناس بالقرآن ويحتج على من دونه في الحفظ بفضل ما معه من القراءات وزيادة المعرفة بالغرائب من - 00:01:55
القراءات التي لو عقل لعلم انه يجب عليه الا يقرأ بها فتراه تائها متكبرا والكلام بغير تمييز يعيب كل من لم يحفظ كحفظه ومن علم انه يحفظك حفظي طلبه متكبرا في جلسته متعاظما في تعليمه لغيره. ليس للخشوع في - 00:02:15
به موضع كثير الضحك والخوض فيما لا يعنيه. يشتغل عمن يأخذ عليه بحديث من جلسه. هو الى استماع حديث دنيس اصغى منه الى استماع من يجب عليه ان يستمع له. يري انه لما يستمع حافظ. فهو الى كلام الناس - 00:02:40
لاشهى منه الى كلام الرب عز وجل. لا يخشع عند استماع القرآن ولا يبكي ولا يحزن. ولا يأخذ نفسه بالفكر فيما يتلى عليه وقد ندب الى ذلك راغب في الدنيا وما قرب منها لها يغضب ويرضى. ان قصر - 00:03:00
في حقه قال اهل القرآن لا يقصروا في حقوقهم. واهل القرآن تقضى حوائجهم. يستقضي من الناس حق نفسه لا يستقضي من نفسه ما لله عليها يغضب على غيره زعم لله ولا يغضب على نفسه لله ولا - 00:03:20
يبالي من اين اكتسب من حرام او حلال قد عظمت الدنيا في قلبه ان فاته منها شيء لا يحل له اخذه حزينة على فوته لا يتأدب بادب القرآن ولا يزجر نفسه عند الوعد والوعيد. لاه غافل عما - 00:03:40
يتلو او يتلى عليه همته حفظ الحروف ان اخطأ في حرف ساه ذلك لان لا ينقص جاهه عند المخلوقين تنقص الرتبة رتبته عندهم فتراه محزونا مغموما بذلك. وما قد ضيعه فيما بينه وبين الله - 00:04:00
الا مما امر به في القرآن او نهي عنه غير مكترث به. اخلاقه في كثير من اموره اخلاق الجهال الذين لا يعلمون لا يأخذ نفسه بالعمل بما اوجب عليه القرآن. اذ سمع الله عز وجل قال وما اتاكم الرسول - 00:04:20
فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. فكان الواجب عليه ان يلزم نفسه طلب العلم لمعرفة ما نهى عنه الرسول تونس صلى الله عليه وسلم فينتهي عنه قليل النظر في العلم الذي هو واجب عليه فيما بينه وبين الله عز - 00:04:40
جل كثير النظر في العلم الذي يتزين به عند اهل الدنيا ليكرموه بذلك. قليل المعرفة بالحلال والحرام الذي الله تعالى اليه ثم رسوله صلى الله عليه وسلم ليأخذ الحلال بعلم ويترك الحرام بعلم لا يرغب في - 00:05:00
معرفة علم النعم ولا في علم شكر منعم. تلاوته للقرآن تدل على كبر في نفسه. وتزين عند السامعين منه ليس له خشوع في ظهر على جوارحه اذا درس القرآن او درس او درسه عليه غيره. همته متى يقطع - 00:05:22
ليس همته متى يفهم؟ لا يعتبر عند التلاوة بضرب امثال القرآن ولا يقف عند الوعد والوعيد يأخذ نفسه برضا المخلوقين ولا يبالي بسخط رب العالمين. يحب ان يعرف بكثرة الدرس ويظهر ختمه للقرآن - 00:05:45
يحظى عندهم قد فتنه حسن ثناء من جهلا يفرح بمدح الباطل واعماله اعمال اهل الجهل يتبع هواه وفيما تحب نفسه غير متصفح لما زجره القرآن عنه. ان كان ممن يقرئ غضب على من قرأه على غيره - 00:06:05
ان ذكر عنده رجل من اهل القرآن بالصلاح كره ذلك. وان ذكر عنده بمكروه سره ذلك. يسخر بمن دونه يهمز من فوقه يتتبع عيوب اهل القرآن ليضع منهم ويرفع من نفسه يتمنى ان يخطئ غيره ويكون هو المصيب - 00:06:25
ومن كانت هذه صفته فقد تعرض لسخط مولاه الكريم واعظم من ذلك ان اظهر على نفسه شعار الصالحين حينبتلاوة القرآن وقد ضيع في الباطن ما يجب لله وركب ما نهاه عنه مولاه الكريم - 00:06:45
ذلك بحب الرئاسة والميل الى الدنيا قد فتنه العجب بحفظ القرآن والاشارة اليه بالاصابع ان مرض احد ابناء الدنيا او ملوكها او ملوكها فسأله ان يختم عليه سارع اليه وسر بذلك وان مرض - 00:07:05
والفقير المستور فسأله ان يختم عليه ثقل ذلك عليه. يحفظ القرآن ويتلوه بلسانه وقد ضيع الكثير من احكامه اخلاقه اخلاق الجهال ان كلف بغير علم وان شرب فبغير علم وان نام فبغير علم وان بسبب غير علم وان - 00:07:25
جامع اهله فبغير علم. وان صحب اقواما او زارهم او سلم عليهم او استأذن عليهم فجميع ذلك يجني بغير علم من كتاب او سنة وغيره ممن يحفظ جزءا من القرآن مطالب لنفسه بما اوجب الله عز وجل عليه من علم - 00:07:45
اداء فرائضه واجتناب محارمه وان كان لا يؤبه له ولا يشار اليه بالاصابع فمن كانت هذه اخلاقه صار فتنة لكل مفتون لانه اذا عمل بالاخلاق التي لا تحسن بمثله اقتدى به الجهال - 00:08:05
فاذا عيب على الجاهل قال فلان الحامل لكتاب الله تعالى فعل هذا فنحن اولى ان نفعله. ومن كانت هذه حاله فقد تعرض لعظيم وثبتت عليه الحجة ولا عذر له الا ان يتوب - 00:08:23
وانما حذاني على ما بينت من قبيح هذه الاخلاق نصيحة مني لاهل القرآن. ليتعلقوا بالاخلاق الشريفة تجافوا عن الاخلاق الدنيئة. والله يوفقنا واياهم للرشاد واعلموا رحمنا الله واياكم اني قد رويت فيما ذكرت اخبارا تدل على ما كرهته لاهل القرآن - 00:08:41
فانا اذكر منها ما حضرني ليكون الناظر في كتابنا ينصح نفسه عند تلاوته للقرآن فيلزم نفسه الواجب والله تعالى الموفق. عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه قال لقد اتى علينا حين - 00:09:07
لا نرى ان احدا يتعلم القرآن يريد به الا الله تعالى. فلما كان ها هنا باخرات خشيت ان رجالا يعلمونه يريدون بهن وما عندهم. فاريدوا الله تعالى بقرائتكم واعمالكم اعرفكم اذ فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم واذ ينزل الوحي. واذ ينبئنا الله من اخباركم فاما اليوم - 00:09:25
قد مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وانقطع الوحي. وانما اعرفكم بما اقول خيرا احببناه عليه وظننا به خيرا. ومن اظهر شرا ابغضناه عليه وظننا به شر وسرائركم فيما بينكم وبين ربكم عز وجل - 00:09:55
فاذا كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد خاف على قوم قرأوا القرآن في ذلك الوقت بميلهم الى الدنيا فما ظنك بي اليوم وعن سال ابن سعد الساعدي رضي الله عنه قال بينا نحن نقترب اذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه - 00:10:22
سلم فقال الحمدلله كتاب الله واحد وفيكم الاخيار وفيكم الاحمر والاسود. اقرأوا القرآن اقرأوا قبل ان يأتي اقوام يقرؤونه يقيمون حرفا كما يقام السهم. لا يجاوز تراقيهم يتعجلون اجره ولا يتأجلون. نعم - 00:10:44
الحمد لله الصلاة والسلام على رسول الله اما بعد وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته واسأل الله تبارك وتعالى ان يعيننا واياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته حاصل هذا الباب ايها الاحبة - 00:11:07
يذكر فيه الاجر رحمه الله ان هذا الذي قد اخذ القرآن واشتغل تعلمه واقرائه انه مفتون في نفسه قد ضيع حدوده ولم يظهر عليه اثر القرآن ثم هو يكون بعد ذلك ايضا - 00:11:26
فتنة لغيره فيكون ذلك سببا لبعده عن ربه تبارك وتعالى وما ذكره في اول كلامه من كون هذا يأخذ الغرائب من القراءات التي لو عقل لعلم انه يجب عليه الا يقرأ بها المراد بذلك - 00:11:50
القراءات الشاذة فهو يتتبع الغرائب وقد يكون اخذه للقراءات المتواترة بل قد يكون اخذه للاجازات مع ان هذه من الامور التي لا اشكال فيها ولا حرج ولكن من الناس كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وان مما انبت الربيع ليقتل حبطا او يلم. يعني او يقارب - 00:12:11
فمن الناس من يكون اخذه للاجازات في القراءة او القراءات ما يكون سببا لفتنة تقع في قلبه فيرى لنفسه فضلا على الناس ويترفع بذلك وهكذا ايضا لربما يكون حفظه للقراءات - 00:12:39
فتنة له فيرى لنفسه فضلا على غيره فيترفع فيورثه ذلك زهوا وعجبا وكبرا وتيها وما الى ذلك وقل مثل ذلك ايضا في العلوم النافعة فان ذلك قد يتضرر به بعض الناس ممن لا يأخذ ذلك - 00:13:01
من وجهه فينبغي للمؤمن دائما ان يلاحظ قلبه ونيته وان يكون مراده هو رضا الله تبارك وتعالى والدار الاخرة وان ينتفع بما تعلم وما اخذ وما قرأ لا ان يكون ذلك - 00:13:26
سببا لمزيد من الجفاء والبعد والاعراض والجفاف وطلب الدنيا والتزين للناس بمثل ذلك فيكون مرائيا مسمعا لا يظهر عليه شيء من اثر هذا العلم او اثر القرآن فهذا هو المذموم - 00:13:46
فمن الناس من لا يزيده حفظه او علمه الا بعدا من ربه تبارك وتعالى اما لفساد قصده او لفساد عمله هذا اذا كان هذا العلم صحيحا شريفا لكن من الناس من يصل الى - 00:14:10
نتائج نهايات في علمه غير صحيحة فيقع في انحرافات وبدع وضلالات هنا ما ذكره الاجري رحمه الله من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه لما خرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:14:30
وقال لهم ما قال اقرأوا القرآن اقرأوا قبل ان يأتي اقوام يقرؤونه يقيمون حروفه كما يقام السهم يعني في غاية الاستقامة بالنطق بالحرف واخراجه من مخرجه كانه قد خلق لهذا. هذا الانسان - 00:14:49
كأنما خلق لهذا تخرج هذه الحروف بطريقة في غاية الدقة ولكن اذا نظرت الى الحال وجدت حالا لا تسعف ابعد ما يكون عن القرآن فمثل هذا لا ينفعه هذا الحزق - 00:15:10
يقيمون حروفه كما يقام السهم. السهم في غاية الاستقامة لا يجاوز تراقيهم يتعجلون اجره ولا يتأجلونه يعني يطلبون به الدنيا وقد جاء من حديث ابي وائل قال جاء رجل يقال له ناهيك - 00:15:28
ابن سنان الى عبد الله يعني ابن مسعود رضي الله عنه. فقال يا ابا عبدالرحمن كيف تقرأ هذا الحرف الفا تجده ام ياء من ماء غير اس او من ماء غير ياس - 00:15:47
قال فقال عبدالله وكل القرآن قد احصيت غير هذا يعني ما بقي عليك الا هذا قال اني لاقرأ المفصل في ركعة فقال ابن مسعود رضي الله عنه هذ كهز الشعر - 00:16:05
ان قوما يقرأون القرآن لا يجاوزوا تراقيهم ولكن اذا وقع في القلب فرسخ فيه نفع الى اخر ما قال وفي الصحيح صحيح البخاري ان ابا سعيد الخضري رضي الله عنه قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:16:22
وهو يقسم يعني يقسم شيئا يقسم اتاه ذو الخويصرة وهو رجل من بني تميم فقال يا رسول الله اعدل هذا الرجل عند نفسه انه يتمتع بصفات هكذا عند نفسه انه لا يخشى في الله لومة لائم. وعند نفسه انه محتسب - 00:16:43
امر بالمعروف ناهي عن المنكر وعند نفسه انه يقول الحق ويقوم بما يجب في وجه كل احد هكذا في تصوره خاطب النبي صلى الله عليه وسلم بقوله اعدل فقال النبي صلى الله عليه وسلم ويلك - 00:17:05
ومن يعدل اذا لم اعدل قد خبت وخسرت ان لم اكن اعدل هذا يوجه الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم يقول اعدل يعني ان هذه قسمة ما اريد بها وجه الله - 00:17:28
هذا يوجه الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال عمر رضي الله تعالى عنه يا رسول الله ائذن لي فيه فاضرب عنقه فقال دعه فان له اصحابا يحقر احدكم صلاته مع صلاتهم - 00:17:43
وصيامه مع صيامهم. يقرأون القرآن هذا هو الشاهد لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهو من الرمية الى اخر ما قال النبي صلى الله عليه وسلم هؤلاء يقرأون - 00:18:00
القرآن ويصلون هذه الصلاة يحقر احدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم. يمرقون من الدين. كما يمرق السهم من الرمية وبوب رحمه الله البخاري قال باب - 00:18:17
قراءة الفاجر والمنافق واصواتهم وتلاوتهم لا تجاوز حناجرهم اصواتهم وتلاوتهم لا تجاوزوا حناجرهم فهؤلاء يقرأون القرآن قراءتهم لا تجاوز حناجرهم ما المعنى ان قراءة الفاجر والمنافق قيل لا ترتفع الى الله فهي لا تجاوز هذا الموضع - 00:18:40
لا تجاوز حناجرهم بمعنى لا تصل لا تصعد الى الله تبارك وتعالى ولا تزكو عنده ويحتمل ان يكون المراد بذلك ان هذه القراءة لا تصل الى القلوب بمعنى انهم لا يفقهون - 00:19:07
القرآن. يقرأون القرآن لكن حظهم من القراءة هو مجرد التلاوة التي لا تجاوز التراقي والتراقي للانسان ترقوتان وهما عظمان محيطاني او على جانبي العنق من المنكب الى تغرة النحر هذه ترقوة - 00:19:26
وهذه ترقوة فهو لا يجاوز تراقيهم بمعنى انه لا يصل الى القلوب فهم لا يعقلون عن الله ولا يفقهون مراد الله تبارك وتعالى وهذا معنى صحيح ولهذا كانوا يحتجون بالقرآن - 00:19:53
على علي رضي الله عنه وعلى الصحابة بايات من القرآن وقالوا لا حكم الا لله ان الحكم الا لله فكانوا يلقونهم بهذا والذي قتل علي رضي الله عنه حينما ضربه بالسيف - 00:20:12
كان يردد عليه هذه العبارة ان الحكم الا لله ان الحكم الا لله قبحه الله يضربه بالسيف وهو داخل المسجد وجامع الكوفة وقد اختبأ له في ناحية في المسجد فهجم عليه وهو يردد هذه العبارة لاحظ ان الحكم الا لله ان الحكم الا لله وضربه - 00:20:28
على رأسه بالسيف رضي الله تعالى عنه وكان فرحا مغتبطا بذلك حتى قيل بانه قد جيء به ثم بعد ذلك قطعت يداه ورجلاه وهو لا يتكلم ارادوا ان يقطعوا لسانه فصاح - 00:20:51
فقيل له قطعت يداك ورجلاك ولم تتكلم بكلمة فقال لساني اذكر الله به قيل ان لسانه قد اخرج بكلوب ابا ان يخرجه ثم سحب فقطع وهو يقرأ اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق انظر هذا الجلد. الى اخر لحظة - 00:21:10
يقطع لسانه وينزف وهو يقرأ هذه الايات. هو يتقرب الى الله بهذا هذا حينما تورد عليه النصوص ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها. ويسمع هذه الايات يقول نعم صحيح. انا قتلت كافرا - 00:21:36
علي رضي الله عنه عنده من رؤوس الكفر فمثل هذا لا يجدي معه ايراد الايات والاحاديث ويخوف بالوعظ والتذكير ويقول نعم انا لا يمكن ان اعتدي على مسلم. ولما كلمهم علي رضي الله عنه في النهروان وكلمهم ابو ايوب الانصاري. ووعظهم وذكرهم - 00:21:53
وقالوا اخرجوا لنا الذين قتلوا ابن خباب فقالوا كلنا قتلة ولو ظفرنا بكم لقتلناكم فابوا وتداعوا الى القتال وهم يرددون لا حكم الا لله لا حكم الا لله انظر الى - 00:22:14
الافهام والعقول هؤلاء من اين تخرجوا اين درسوا؟ اين تعلموا او لا قد فتنوا ولا يضاف ذلك الى القرآن فيقال العيب في القرآن فهذا القرآن هو الذي خرج الصحابة رضي الله تعالى عنهم - 00:22:30
الابرار الاطهار ولا يقال ان العيب في اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هم الذين فتحوا الدنيا ونقلوا الينا هذا الدين حتى - 00:22:48
صرنا ننعم بذلك نقيا صافيا لا شوب فيه. وهم الذين فتحوا البلاد وفتحوا القلوب وكان النصارى يقولون بان هؤلاء خير من الحواريين اصحاب المسيح لما فتحوا الشام كان النصارى يقولون ان هؤلاء يعني اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم افضل من اصحاب المسيح. لما رأوا من - 00:23:01
نزاهتهم وصدقهم وصفائهم وتقواهم وخوفهم من الله تبارك وتعالى ومباعدتهم للظلم والعدوان فهذا القرآن وهؤلاء الصحابة فلا يضاف مثل هؤلاء الى اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا الى - 00:23:29
القرآن ولا يمكن ان يضاف ذلك ايضا الى علي رضي الله عنه انه قد قصر لانه هو الخليفة في وقته ان ذلك بسبب تقصير من خرج هؤلاء هؤلاء هم الذين قتلوه - 00:23:48
و كانت جميع اعمالهم وكانت نكايتهم انما هي في اهل الاسلام وجدوا في انحاء من البلاد في نواحي من العراق وما يسمى الان ايران وكذلك في اليمامة وفي غيرها فكانوا يبعثون الغارات التي يسمونها بالغزوات - 00:24:02
تارة الى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسبوا بنتا لعثمان ابن عفان رضي الله عنه سبي وتارة يبعثون ذلك الى نواحي اخرى في اليمن وفي غيرها وعبر التاريخ منذ ذلك الحين - 00:24:28
لم يفتحوا بلدا واحدا هذا معيار اذا اردت ان تعرف حال الفرق المنحرفة انظر الى التاريخ الطويل حتى لا تؤمل على اللاحق فيكفيك السابق عبر القرون المتطاولة. ما فتحوا بلدا واحدا - 00:24:46
انما كانت نكايتهم باهل الاسلام عبر التاريخ الممتد لم يعرف انهم فتحوا بلدا واحدا انما هو الفتك باهل الاسلام فقد يغتر بعض من لا فقه له ولا معرفة ولا بصر بالتاريخ - 00:25:04
وبحال هؤلاء ويظن ان هؤلاء يمكن ان يرجي على ايديهم خيرا وفتحا ونصرا وقد يشاهد بعض المقاطع ونحو ذلك عبارات لبعض الساسة الغربيين وما يتخوفون من سقوط اوروبا مثلا لو انه تمكن مثل هؤلاء ونحو ذلك هذا كله كذب - 00:25:23
وهم اعرف الناس بهم هذا كله كذب فاذا سمعه من لا بصر له يظن ان هؤلاء ممكن ان يتحول الى فاتحين يفتحون البلاد وتفتح روما وما الى ذلك ويتحقق وعد النبي صلى الله عليه وسلم. لن يتحقق ابدا على - 00:25:45
يد هؤلاء وانما هي النكاية بالامة وتعويق مسيرتها و هدم كل ما يمكن ان يبنيه اهل الصلاح والاصلاح من الدعاة والمجاهدين وغيرهم لا يجاوز تراقيهم فهذا يحتمل ان يكون بمعنى لا فقه لهم لا يصل الى - 00:26:04
لا يعقلون محل العقل هو القلب ويحتمل ان يكون المراد انه لا يتجاوز الاوتار الصوتية وهم يقرأونه مجرد قراءة لا تصل الى القلوب فلا يزدادون بذلك تأثرا وايمانا واخباتا ويقينا وما الى ذلك وانما - 00:26:31
قلوب قاسية جافة يظهر اثر هذا الجفاف على تلك الوجوه التي تدل على حال تلك القلوب اهل الايمان وجوههم فيها من الاشراق واذا رأيته احببته واذا سمعت كلامه او رأيت فعاله ازددت حبا له - 00:26:52
والله عز وجل قال عن موسى صلى الله عليه وسلم والقيت عليك محبة مني قيل في معناه ومعنى مشهور واحد المعنيين المشهورين انه لا يراه احد الا احبه اما اهل الضلال واهل البدع - 00:27:13
الغليظة فهؤلاء اذا رأيته عرفت ان هذا لن يكن على هدى ان هذه ليست بوجوه اهل الطاعة والخير والمعروف والقرآن وفي قوله سيجعل لهم الرحمن ودا قيل المحبة في قلوب الخلق يلقيها الله في قلوبهم. اما اهل الاهواء والبدع ونحو ذلك اذا رآه الناس انقبضت قلوبهم لشيء قد - 00:27:28
لا يدركونه ولا يعرفونه فهذا لا يجاوز فبعض اهل العلم قال بمعنى لا ترفع ولا تقبل وبعضهم قال بمعنى انه لا تنزل الى القلب فيفقه وبعضهم يقول لا تنزل الى القلب - 00:27:56
فيحصل له زيادة الايمان والاخبات واليقين وما الى ذلك من محبة الله وخوفه ورجائه ومراقبته انما هو قلب جاف يقرأ لكن لا تصل هذه القراءة الى قلبه ومن ثم فهم لا يعملون - 00:28:12
بالقرآن ولا يتأثرون به ولا يزدادون به ايمانا ولا تخبت قلوبهم فهذه المعاني قريبة وصحيحة فاذا كان لا يجاوز التراقي معناها انه لا يرتفع وكذلك ايضا لا ينزل فيصل الى القلوب - 00:28:33
فتتأثر به او يصل الى القلوب فتعقل عن الله عز وجل فيكون لهم فقه بذلك كله. انظر الى الفرق بين هؤلاء وسعيد بن جبير وهو من العلماء التابعين الذين تخرجوا على يد الصحابة رضي الله تعالى عنهم - 00:28:52
الحجاج معروف ببطشه وعسفه وقتل كثيرا من خيار الامة من الصحابة فمن بعدهم وحاصر الكعبة وضربها بالمنجنيق وقد تكلم بعض السلف في كفره. كفره بعضهم ومع ذلك لما جيء بسعيد بن جبير مخفورا من مكة - 00:29:11
للحجاج وهو يعلم تماما انه سيقتل. وقد قتلها الحجاج حتى قال الامام احمد رحمه الله بان الحجاج قد قتل سعيد بن جبير رحمه الله وما على وجه الارض احد الا وهو محتاج الى علمه - 00:29:33
علم سعيد ابن جبير فالذي جاء به من مكة رجل واحد من الشرط وسعيد بن جبير معه غيره ممن جيء بهم. للحجاج ليقتلهم يعرفون هذه النتيجة فدخل بعضهم على سعيد بن جبير في حبسه لما جيء به الى العراق - 00:29:50
فقيل له انما هو رجل واحد. يعني هذا الجندي رجل واحد لو ربطتموه وتركتموه في البرية ومضيتم فقال سعيد بن جبير فمن يطعمه اذا جاع ومن يسقيه اذا عطش انظر - 00:30:08
من يطعمه اذا جاء ومن يسقيه اذا عطش ربطه نتركه في البرية يأتي بهم مغفورين للقتل عند الحجاج ظلما وهذا هو الرد بقيت بالذي يعدو على الناس ويقتل هذا ويضرب هذا - 00:30:27
يطيش هنا وهناك لا يأمن الناس شره وغوائله وغدره حتى في المساجد بي بعض البلاد التي ابتلي الناس فيها بما ابتلوا به لربما يستهدف فرد واحد في المسجد شيخ قبلي او شيخ عشيرة او غير ذلك - 00:30:46
يلقى المسجد على من فيه. ينسف لقتل شخص واحد يوم الجمعة المسجد مكتظ ينسف المسجد بكامله من اجل شخص واحد من اجل ان يقتل واحد ينسف المسجد برمته مسجد لاهل السنة - 00:31:12
اما هذا الذي يقول للنبي صلى الله عليه واله وسلم اعدل ونحو ذلك فلا تعجبوا وقد ذكر احد من ذهب قديما الى بعض البلاد وشارك في القتال قبل ما يقرب من ثلاثين سنة - 00:31:32
وبقي هناك مدة طويلة وتزوج يقول عن بعض اصحاب الغلو هؤلاء يتحدث عن تحريم ما احل الله وتحليل والتشريع وما الى ذلك فيقول من حرم ما احل الله فهو كافر باطلاق - 00:31:52
بلا تفصيل ولا يعذر احدا فقيل له الله عز وجل قال للنبي صلى الله عليه وسلم يا ايها النبي لما تحرم ما احل الله لك تبتغي مرضاة ازواجك اعوذ بالله فماذا قال - 00:32:08
قال نعم هو قد كفر بهذا ثم تاب حدثني بها من سمعها من هذا الرجل وناقشه هذا الكلام قبل اكثر من عشرين سنة يعني سمعها منه قبل اكثر من عشرين سنة من الان - 00:32:23
فالشر وبوادر الشر ونزغات الشيطان قديمة ليست جديدة فلا يضاف ذلك الى العلم الشرعي او الى المناهج الدراسية او الى العلماء او الدعاة الى الله او نحو هذا مناهج الدراسية - 00:32:39
طيب الذي يدعو غير الله عز وجل ويستغيث بغير الله؟ سيقال له المناهج هي اللي خرجت هذا نحتاج الى مزيد من التقرير التوحيد من اجل ان يعرف الناس الجادة الصحيحة - 00:33:00
فيوحد الله في العبادة والدعاء وما الى ذلك مناهج خرجت من يدعو غير الله ويستغيث بغير الله هل يقال ان المناهج هي التي تسببت في هذا هؤلاء الذين يتخرجون ملاحدة - 00:33:11
من مواقع في النت يدخلونها ونحو هذا ملاحدة لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر. على هذه المناهج الدراسية هي التي خرجتهم حينما يلقى الكلام على عواهنه هكذا وكل يتكلم بما - 00:33:28
يحلو له ويوظف الاحداث ليحقق ما يريد وما يصبو اليه فهذا يقع في المناهج وهذا يقع في العلماء وهذا يقع في المسؤولين وهذا يقع في الدعاة الى الله وهذا اباغير - 00:33:41
صحيح لكن نسأل الله العافية وان يجنبنا واياكم مضلات الفتن والزموا ايها الاحبة غرز العلماء الربانيين فان الناس وما الناس كما قال الامام احمد بغير علمائهم يقودهم من يقودهم الغراب - 00:33:57
واذا لم يبقى لهم احد يرجعون اليه ولا كبير فان الغربان هي التي تقودهم الى الخرائط هذه هي النتيجة وهذا هو الذي يهدف اليه الاشرار وقد لا يدركه بعض الصغار - 00:34:20
حينما تكثر الوقيعة في اهل العلم وبلغة شوارع تتعجب من اين خرج هؤلاء وين تربوا من اين لهم هذه اللغة التي لا تعرف الا عند اسوأ الناس الذين تربوا في - 00:34:36
حظائر اعزكم الله. منين جاءت هذه اللغة في السب والشتم والوقيعة الا تعرف عند اهل الايمان هذه اللغة؟ وما نشأوا عليها وما تربوا عليها من اين وجدت تملأ صفحات هذا - 00:34:52
الاعلام الجديد به وسائل التواصل هذه التي نعم وعن الحسنين رحمه الله انه قال ان هذا القرآن قد قرأه عبيد وصبيان لا علم لهم بتأويله ولم يتأولوا الامر من اوله - 00:35:06
قال الله عز وجل كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وما تدبر اياته الا اتباعه والله يعلم. اما والله ما هو بحفظ حروفه واضاعة حدوده. حتى ان احدهم ليقول قد قرأت القرآن كله فما اسقطت منه حرفا. وقد والله اسقطه كله. ما يرى له - 00:35:26
القرآن في خلق ولا عمل. حتى ان احدهم ليقول اني لاقرأ السورة في نفس. والله ما هؤلاء بالقراء قال العلماء ولا الحكماء ولا الورع متى كانت القراء تقول مثل هذا لا كثر الله في الناس مثل هؤلاء - 00:35:54
نعم وهذا تجده احيانا يتداوله الناس للاسف في مقاطع على سبيل الاعجاب او التعجب يقرأ الاستعاذة والبسملة والفاتحة وصدر سورة البقرة في نفس واحد فهؤلاء ليسوا بالقراء ولا الورع ومثل هذا لا يحمد ولا ينشر - 00:36:14
ولا يفرح بمثل هؤلاء القراء. وهكذا اولئك الذين يقرأون ويتمايلون ويتضاحكون ويطربون لكونهم يقيمون القراءة على اوزان من لحون اهل الفسق كما سيأتي ما يسمى بالمقامات فتجد انه اذا جاء بها على - 00:36:36
صورة في غاية الاحكام تمايلوا واصبحوا يطربون وينظر بعضهم الى بعض ويضحكون وكنت اه استمع الى بعض المقاطع في ايات تكسر الجبال وكنت اعجب كيف يكون حال هؤلاء القراء الذين يقيمون القراء؟ القراءة بهذه الطريقة - 00:36:56
فقدر لي ان ارى هذه المشاهد مصورة واذا باشكال وصور لا تسر ابدا حوله مجموعة اشبه ما يكون باللصوص قطاع الطرق قد اجتمعوا يتضاحكون هيئتهم لا تدل على ورع ولا صلاح ولا استقامة - 00:37:16
فاذا اقام لهم هذه القراءة على هذه الانماط والمقامات تمايلوا وتضاحكوا والتفت بعضهم الى بعض يضحكون وكنت اظن ان هؤلاء يبكون ويخشعون ويتأثرون واذا بهم يطربون اهكذا القراء وهكذا كان اصحاب النبي صلى الله عليه - 00:37:35
وسلم فهذا الاجري رحمه الله ويعظ النفوس ويذكر بما ينبغي ولذلك ايها الاحبة قد تجد الرجل يتقن القراءة والقراءات ولربما قضى عمرا مديدا في القراءة والاقراء ولكن لا لون ولا طعم ولا رائحة - 00:37:56
ليس له وقع في القلوب ولا اثر وانما هو اشبه ما يكون عند الناس الة مجردة فاذا رأوه لا يتأثرون بالنظر اليه واذا تكلم لا يجدون اثرا واذا قرأ لا يجدون اثرا لهذه القراءة اشبه بالالة - 00:38:14
لا وقع في القلوب ولا هيبة ولا منزلة ولا مكانة ولا ليست المكانة ما كانت في الدنيا وانما اقصد محبة اهل الايمان والهيبة التي يجعلها الله لاهل القرآن ترى من ذلك شيئا اطلاقا الة مجردة - 00:38:33
لماذا؟ وهو العمر وهو يقرأ ويدرس وفي الحلق الا من رحم الله عز وجل. السبب هو هذا السبب وهذا هو السر الذي يتحدث عنه الاجري رحمه الله عن مجاهد في قول الله عز وجل يتلونه حق تلاوته. قال يعملون به حق عمله. قال محمد بن الحسين رحمه الله هذه الاخبار كلها - 00:38:49
تدل على ما تقدم ذكرنا له من ان اهل القرآن ينبغي ان تكون اخلاقهم مباينة لاخلاق من سواهم. ممن لم يعلم كعلمهم اذا نزلت الشدائد لجاءوا الى الله الكريم فيها ولم يلجأوا فيها الى مخلوق. وكان الله عز وجل اسبق الى قلوبهم قد تأدبوا بادب القرآن - 00:39:15
والسنة فهم اعلام يقتدى بفعالهم لانهم خاصة الله واهله. واولئك حزب الله الا ان حزب الله المفهوم المفلحون عن عبد الصمد ابن يزيد انه قال سمعت الفضيل ابن عياض رحمه الله يقول ينبغي لحامل القرآن الا تكون له - 00:39:35
حاجة الى احد من الخلق الى الخليفة فمن دونه. وينبغي ان تكون حوائج الخلق اليه. قال وسمعت الفضيل رحمه الله يقول من القرآن حامل راية الاسلام. لا ينبغي له ان يلغو مع من يلغو. ولا يسهو مع من يسهو ولا يلهو مع من يلهو. قال - 00:39:55
سمعت الفضيل رحمه الله يقول انما انزل القرآن ليعمل به. فاتخذ الناس قراءته عملا اي ليحل حلاله ويحرم حراما ويقف عند متشابه كتب حذيفة المرعشي الى يوسف بن اسباط انه قال بلغني انك بعت دينك بحبتين - 00:40:15
وقفت على صاحب لبن فقلت بكم هذا؟ فقال هو لك بسدس فقلت لبثوا فقال هو لك وكان يعرفك شيف عن رأسك قناع الغافلين وانتبه من رقدة الموتى. واعلم انه من قرأ القرآن ثم اثر الدنيا لم امن ان يكون - 00:40:35
بايات الله من المستهزئين عن ابي المليح رحمه الله انه قال كان ميمون ابن مهران رحمه الله يقول لو صلح اهل القرآن صلح الناس. وعن بشير ابن ابي عمر قولانه ان الوليد ابن قيس حدثه انه سمع ابا سعيد الخدري رضي الله عنه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول - 00:40:55
كونوا خلف بعد سنين اضاعوا الصلاة واتبعوا شهواتي فسوف يلقون غيا. ثم يكون خلف يقرأون القرآن لا يعدو تراقيهم ويقرأ القرآن ثلاثا مؤمن ومنافق وفاجر. فقال بشير فقلت للوليد ما هؤلاء الثلاثة؟ فقال المنافق - 00:41:18
به والفاجر يتأكل به والمؤمن مؤمن به. هذا الحديث هؤلاء الذين يقرأون القرآن بهذه الاحوال جاء عن الاوزاعي رحمه الله عن موسى ابن سليمان عن القاسم ابن مخيمرة بقوله فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة - 00:41:38
بل اضاعوا المواقيت هكذا حمله جمع من السلف وقد جاء ذلك عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه ان ذلك في هذه الاية ونظائرها ان ذلك يحمل على حفظ المواقيت - 00:42:00
وليس المقصود به ترك الصلاة بالكلية فذلك هو الكفر قد جاء هذا ايضا عن مسروق ابن الاجدع وكذلك عن عمر ابن عبد العزيز رحم الله الجميع ان اضاعتهم كانت بهذه - 00:42:19
المثابة الخلف فخلف من بعدهم خلف بفتح فاسكان يعني للام ان ذلك يكون غالبا في الاستعمال للخلف السيء واما بفتحتين خلف فذلك يكون لي الخلف الصالح هذا هو الغالب في الاستعمال وقد يعكس - 00:42:35
لكنه قليل نعم وعن الحسن انه قال مرة انا وعمران بن الحصين رضي الله عنه على رجل يقرأ سورة يوسف فقام عمران يستمع لقراءته فلما فرغ وسأل فاسترجع وقال انطلق فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قرأ القرآن فليسأل الله - 00:43:00
فانه سيأتي قوم يقرأون القرآن يسألون الناس به. قال محمد بن الحسين رحمه الله في هذا بلاغ من تدبر فاتقى الله عز وجل واجل القرآن وصانه وباع ما يفنى بما يبقى والله عز وجل - 00:43:23
ثقوا لذلك. نعم ما ذكره هنا مما نقله عن حذيفة المرعشي وغيره ايضا سيأتي اثار اخرى يذكرها المؤلف رحمه الله تتصل بهذا المعنى يعني التكسب بالقرآن واتخاذ القرآن ذريعة تحصيل الاموال او المنافع او المطالب الدنية - 00:43:43
فيكون ممن يرتزق بالقرآن نعم باب اخلاق المقرئ اذا جلس يقرئ ويلقن لله عز وجل ماذا ينبغي له ان يتخلق به ينبغي لمن علمه الله كتابه فاحب ان يجلس في المسجد يقرأ القرآن لله تعالى يغتنم قول النبي صلى الله عليه وسلم - 00:44:11
من تعلم القرآن وعلمه فينبغي له ان يستعمل من الاخلاق الشريفة ما يدل على فضله وصدقه وهو ان يتواضع في نفسه اذا جلس في مجلسه ولا يتعاظم في نفسك ويتواضع لمن يلقنه القرآن ويقبل عليه اقبالا جميلا. وينبغي له ان يستعمل مع كل انسان يلقنه - 00:44:35
ما يصلح لمثله اذا كان يتنقل عليه الكبير والصغير والحدث والغني والفقير فينبغي له ان يوفي كل ذي حق حقه ويعتقد الانصاف ان كان يريد الله عز وجل بتلقينه القرآن - 00:44:58
ثم ينبغي له ان يحذر على نفسه التواضع للغني والتكبر على الفقير بل يكون متواضعا للفقير مقربا لمجلسه متعطفا عليه يتحبب الى الله عز وجل بذلك ويتأول فيه ما ادب الله به نبيه صلى الله عليه وسلم حيث امره ان يقرب الفقراء. قال تعالى ولا تعد عيناك عنهم - 00:45:14
اذ كان قوم ارادوا الدنيا فاحبوا من النبي صلى الله عليه وسلم ان يدلي منه مجلسهم وان يرفعهم على من سواهم من الفقراء فاجابهم النبي صلى الله عليه وسلم الى ما سألوا لا لانه اراد الدنيا ولكنه يتألفهم على الاسلام. فارشد الله نبيه - 00:45:38
صلى الله عليه وسلم على اشرف الاخلاق عنده فامره ان يقرب الفقراء وينبسط اليهم ويصبر عليهم. وان يباعد يا الذين يميلون الى الدنيا ففعلا صلى الله عليه وسلم. وهذا اصل يحتاج اليه جميع من جلس يعلم القرآن والعلم - 00:45:58
يتأدب به ويلزم نفسه ذلك ان كان يريد الله بذلك وانا اذكر ما فيه ليكون الناظر في كتابنا فقيها بما يتقرب به الى الله عز وجل يقرئ لله عز وجل - 00:46:18
تقضي ثوابه من الله لا من المخلوقين. واحب له اذا جاءه من يريد ان يقرأ عليهم من صغير او حدث او كبير ليعتبر كل واحد منهم قبل ان يلقنه من سورة البقرة. يعتبروه بان يعرف ما معه من الحمد الى مقدار ربع سبع او - 00:46:34
اكثر مما يؤدي به صلاته ويصلح ان يؤم به في الصلوات اذا احتيج اليه فان كان يحسنه وكان تعلمه في الكتاب اصلح من لسانه وقومه حتى يصلح ان يؤدي به فرائضه ثم يبتدئ فيلقنه من سورة البقرة. واحب لمن يلقن اذا قرأ عليه ان يحسن الاستماع - 00:46:54
دعى الى من يقرأه عليه ولا يشتغل عنه بحديث ولا غيره. فبنحريه ان ينتفع به من يقرأ عليه وكذا ينتفعه ايضا تدبروا ما يسمع من غيره وربما كان سماعه للقرآن من غيره له فيه زيادة منفعة واجر عظيم. ويتأوله قول الله عز - 00:47:16
عز وجل واذا قرئ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون. نعم هنا في قوله بالاقراء والتعليم منذ البداية انه ينظر الى حال من يريد القراءة عليه فيبدأ معه بما هو احوج اليه - 00:47:36
اذا كان هذا لا يحفظ يبدأ معه من قصار السور ويقول هنا بانه يكون ذلك الى مقدار ربع سبل بهذا المقدار وهذا يقارب الجزء اذا جعل القرآن على اسباع يعني انه يقسم الى سبعة - 00:47:57
اقسام يختم في سبعة ايام فان مقدار ذلك ربع السبع يكون بمقدار جزء يزيد قليلا يزيد قليلا. يعني بمعنى انه يشتغل معه بحفظ او تحفيظه لجزء ام من اجل ان يصلي به - 00:48:19
لان هذا هو الاولى به والاحرى وذلك من حسن التعليم نعم فاذا لم يتحدث مع غيره وانصت اليه ادركته الرحمة من الله وكان ينفعني القارئ عليه وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:48:41
عبد الله بن مسعود رضي الله عنه اقرأ علي. قال فقلت يا رسول الله اقرأ عليك وعليك انزل. قال اني احب ان معه من غير هنا قوله اقرأ علي قوله عليه الصلاة والسلام. يقول فقرأت عليه سورة النساء - 00:48:59
حتى بلغت فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا فقال صلى الله عليه وسلم امسك فاذا عيناه تذرفان فهنا يؤخذ منه ان عرض القرآن سنة وكذلك ايضا - 00:49:18
طلب القراءة من احد من الناس ان يقرأ والاخر ان كان واحدا او جماعة يستمعون ان ذلك سنة فيحتمل ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم اراد ان يبين للامة هذا التشريع - 00:49:38
ان هذا من الاعمال المشروعة ان عرض القرآن سنة ويحتمل انه طلبه من ابن مسعود رضي الله تعالى عنه من اجل ان يتدبره وان يتفهمه وذلك انه قد جرت العادة - 00:49:56
ان الذي يستمع يكون من ناحية افرغ قلبا لانه لا يشتغل اقامة الحروف وما الى ذلك فان القلب يتبع هذا ولهذا قال شيخ الاسلام رحمه الله لما تكلم على المبالغة في اقامة الحروف - 00:50:11
ذكر ان ذلك يكون سببا فوت التدبر والتفهم والتأثر بالقرآن والخشوع لماذا؟ لان القارئ يتطلب ذلك فهو يقيم هذه الحروف ويزن هذه الاحكام والقلب يتبع ذلك فيشتغل به فيكون ذلك صارفا له عن الخشوع وهذا شيء مشاهد - 00:50:32
خطيب قد يتحدث عن عن موضوع مؤثر عن القيامة والاخرة والجنة والنار وما اشبه ذلك وهكذا المحاضر ونحو هذا فاذا كان يتوقى اللحن ولم يستقم لسانه فان تتبعه لذلك واحتياطه له - 00:50:59
يصرفه عن التأثر والخشوع فيتكلم بكلام يخشع منه المتكلم او السامع ولكن ذلك يذهب ادراج الرياح والسبب ان قلبه يتبع الالفاظ والقوالب اللفظية وهذا لا شك انه يفوت ايضا على - 00:51:21
السامعين لان المستمع للخطبة انما هو تبع لي تبع للخطيب فاذا كان الخطيب لا يتحدث بحديث يخرج من قلبه ويعيش معه ويتأثر معه فان المستمع مهما كانت الالفاظ والقوالب اللفظية - 00:51:41
فانه لن يتأثر لانه تبع لي الخطيب والكلام الذي يخرج من القلوب يصل الى القلوب واما الكلام الذي يصدر عن الالسن والقلوب تكون بمنأى عنه فانه لا يصل الى قلوب الناس - 00:52:03
ولذلك قد يتكلم بعضهم بكلام ضعيف لربما فيه ركاكة بكلمتين او نحو ذلك ويتأثر فيها ويتأثر الناس واخر يتكلم بكلام كثير وطويل وفي غاية الاتقان من ناحية القوالب اللفظية والموضوع مؤثر والناس لا يتأثرون - 00:52:23
المستمع يكون اخلى قلبا من هذه الحيثية وان كان المستمع له وان كان القارئ له مزيا الذي يقرأ نظرا فان القلب يتبع البصر ايضا فقد يكون ذلك سببا للتشويش لمن لم يستقم لسانه بالقراءة - 00:52:44
فانه يراعي ما يقرأ وينظر في الاحكام والمدود وما الى ذلك والحروف فينصرف قلبه اليها ولا يتأثر بالقراءة ولكن من الناس من يكون ذلك سببا لمزيد من الخشوع والتأثر لانه يجمع - 00:53:03
في ذلك بين ثلاثة امور بين التلاوة باللسان والاستماع اذا كان يجهر والنظر بالعين فيكون ادعى الى التركيز فمأخذ المسألة يرجع الى هذا ولذلك في كلام اهل العلم هل الافضل ان يقرأ نظرا - 00:53:24
او ان يقرأ في المصحف القراءة في المصحف افضل في الجملة ولكن ذلك يختلف باختلاف الناس. فاذا كان يخشع يجد قلبه حال القراءة عن ظهر قلب فهذا افضل في حقه - 00:53:40
النبي صلى الله عليه وسلم استمع من ابن مسعود فهذا يدل على مشروعية هذا الفعل ان يطلب من غيره ان يقرأ عليه كذلك ايضا ان هذا قد يكون ادعى الى التدبر - 00:53:54
لو ان الناس اذا اجتمعوا وليس عندهم شيء فبدلا من الخوض فيما لا يجدي ولا يعني لو طلبوا من احدهم كن حسن القراءة جيد القراءة قالوا اقرأ علينا من القرآن - 00:54:10
ترق القلوب وتلين لكان خيرا لهم نعم قوله صلى الله عليه وسلم حينما بلغ ابن مسعود رضي الله عنه وجئنا بك على هؤلاء شهيدا بكى النبي صلى الله عليه وسلم - 00:54:21
احتمل انه بكى صلى الله عليه وسلم لعظم هذا المقام الشهادة على هذه الامة ويحتمل ان ذلك باعتبار الايات التي ذكرت قبله ويحتمل ان يكون بمجموع ذلك. الله يقول ان الله لا يظلم مثقال ذرة وان تك حسنة يضاعفها - 00:54:39
اؤتي من لدنه اجرا عظيمة مثل هذه الايات وهكذا يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الارض ولا يكتبون الله حديثا. هذه بعد وجاء في رواية ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له حسبك - 00:54:58
فهذا يؤخذ منه انه عند ارادة التوقف في القراءة يقال لي من يقرأ حسبك او امسك ويؤخذ منه ايضا ان ذلك لا يدل على استثقال ولا زهد في القراءة او المقروء او بالقرآن - 00:55:17
ولا يدل ايضا على ملل وسآمة واعراض وانما قد يعرض للانسان ما يشغله فلا بأس ان يقول للقارئ حسبك امسك فلا يكون معيبا مذموما بذلك انه رغب عن القرآن فالنبي صلى الله عليه وسلم بفعله هذا قد شرع لنا - 00:55:39
مثل ذلك قد بوب عليه البخاري رحمه الله في الصحيح وقال باب قول المقرئ للقارئ حسبك فهذا يدفع هذا الاشكال او الاشتباه عمن يستمع الى القرآن او الحديث فيعرظ له - 00:56:01
ما يشغله فيريد التوقف فيقول له حسبك ولا يكون ذلك من الزهد بالمقروء والاعراض عنه والله اعلم - 00:56:22