بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم لك الحمد لا نحصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك اللهم تقبل منا الصيام والقيام واعنا على - 00:00:00
موافقة ليلة القدر بخير العمل يا رب العالمين اما بعد فنستعين بالله ونبدأ مجلسنا الذي هو المجلس العشرون من مجالس القراءة والتعليق على كتاب آآ مدارج السالكين للامام ابن القيم رحمه الله تعالى - 00:00:16
اه كنا قد توقفنا عند منزلة السكينة عفوا الطمأنينة آآ ثم بعدها منزلة الهمة وهي منزلة قصيرة نتجاوزها الى التي تليها وهي منزلة المحبة قال الامام رحمه الله تعالى وكلامه في منزلة المحبة طبعا كلام جميل ومهم جدا وهي من اهم المنازل - 00:00:35
في مدارس السالكين والامام ابن القيم يعتني بمنزلة المحبة كثيرا سواء في هذا الكتاب او في آآ غيره من الكتب مثل كتاب روضة المحبين وغيرهم قال رحمه الله فصل ومن منازل اياك نعبد واياك نستعين منزلة المحبة - 00:00:58
وهي المنزلة التي فيها تنافس المتنافسون. واليها شخص العاملون. والى علمها شمر السابقون. وعليها تفانى وبروح نسيمها تروح العابدون فهي قوت القلوب وغذاء الارواح وقرة العيون وهي الحياة التي من حرمها فهو من جملة الاموات - 00:01:15
والنور الذي من فقده فهو في بحار الظلمات والشفاء الذي من عدمه حلت بقلبه جميع الاسقام واللذة التي من لم يظفر بها فعيشه كله هموم والام. وهي رح الايمان والاعمال - 00:01:36
والمقامات والاحوال التي متى خلت منها فهي كالجسد الذي لا رح لا رح فيه تحمل اثقال السائلين الى بلاد لم يكونوا بالغي لم يكونوا الا بشق الانفس بالغيها وتوصلهم الى منازل - 00:01:53
لم يكونوا بدونها ابدا واصليها وتبوأهم من مقاعد الصدق مقامات لم يكونوا لولاها داخليها وهي مطايا القوم التي مسراهم على ظهورها دائما الى الحبيب وطريقهم الاقوم الذي يبلغهم الى منازلهم الاولى من قريب - 00:02:10
تالله لقد ذهب اهلها بشرف الدنيا والاخرة اذ لهم من معية محبوبهم اوفر نصيب وقد قضى الله يوم قدر مقادير الخلائق بمشيئته وحكمته البالغة ان المرأة مع من احب فيا لها من نعمة على المحبين سابقة تالله - 00:02:30
لقد سبق القوم السعاة وهم على ظهور الفرش نائمون. وقد تقدموا الركب بمراحل وهم في سيرهم واقفون. من لي بمثل سيرك المدلل تمشي رويدا وتجي في الاول اجابوا منادي الشوق اذ نادى بهم حي على الفلاح - 00:02:51
وبذلوا نفوسهم في طلب الوصول الى محبوبهم وكان بذلهم بالرضا والسماح. وواصلوا اليه المسير بالادلاج والغدو طاح تالله لقد حمدوا عند الوصول سراهم. وشكروا مولاهم على ما اعطاهم. وانما يحمد القوم السرى عند الصباح - 00:03:09
تحية هلا تحية هلا ان كنت ذا همة فقط حدى بك حاد الشوق فاطوي المراحل وقل لمنادي حبهم ورضاهم اذا ما دعا لبيك الفا كوامل ولا تنظر الاطلال من دونهم فان نظرت الى الاطلال عدنا حوائلا. ولا تنتظر بالسير رفقة قاعد ودعه فان الشوق يكفيك - 00:03:31
كحاملة وخذ منهم وزادا اليهم وسر على طريق الهدى والفقر تصبح واصلا واحيي بذكراهم سراك اذا ولت ركابك في الذكرى تعيدك عاملا واما تخافن الكلال فقل لها امامك ورد الوصل فابغ المناهلة - 00:03:55
وخذ قبسا من نورهم ثم سر به فنورهم يهديك ليس المشاعل وحي على وادي الاراك فقيل به عساك تراهم فيه ان كنت قائلا والا ففي نعمان عند معرف الاحبة فاطلب - 00:04:12
وان كنت سائلا والا ففي جمع بليلته فان تفت فمتى يا ويح من كان غافلا وحي على جنات عدن بقربهم منازلك الاولى بها كنت نازلا. ولكن سباك الكاشحون لاجل ذا وقفت على الاطلال تبكي - 00:04:26
المنازل فدعها رسوما دارسات فما بها مقيل فجاوزها فليست منازلا رسوم عفت يفنى بها الخلق كم بها قتيل وكم فيها لذي الخلق قاتلا وخذ يمنة عنها على المنهج الذي عليه سرى وفد المحبة اهنا وقل ساعدي يا نفس بالصبر ساعة فعند - 00:04:44
ذا الكد يصبح زائلا. فما هي الا ساعة ثم تنقضي ويصبح ذو الاحزان فرحان جاذلا اول نقدة من اثمان المحبة بذل الروح فما للمفلس الجبان البخيل وسومها بدم بدم المحب يباع وصلهم فمن الذي يبتاع بالثمن - 00:05:08
تالله ما هزلت فيستامها المفلسون ولا كسدت فيبيعها بالنسيئة المعسرون لقد اقيمت للعرض في سوق من يزيد. فلم يرض لها بثمن دون بذل النفوس. فتأخر البطالون وقام المحبون ينظرون ايهم - 00:05:33
يصلح ان يكون ثمنا. فدارت السلعة بينهم ووقعت في يد اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين لما كثر المدعون للمحبة طولبوا باقامة البينة على صحة الدعوة فلو يعطى الناس بدعواهم لادعى الخلي حرقة الشجي. فتنوع المدعون في الشهود. فقيل لا تقبل هذه الدعوة - 00:05:51
الا ببينة قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله فتأخر الخلق كلهم وثبت اتباع الحبيب في افعاله واقواله واخلاقه فطولبوا بعدالة البينة بتزكية يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم. فتأخر اكثر المحبين وقام المجاهدون. فقيل لهم ان نفوس المحبين واموالهم ليست لهم. فهلموا الى - 00:06:15
ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة. فلما عرفوا عظمة المشتري وفضل الثمن وجلالة من جرى على عقد التبايع عرفوا قدر السلعة وان لها شأنا. فرأوا من اعظم الغبن ان يبيعوها لغيره بثمن بخس - 00:06:40
فعقدوا معه بيعة الرضوان بالتراضي من غير ثبوت خيار. وقالوا والله لا نقيلك ولا نستقيلك. فلما تم العقد وسلموا المبيع قيل لهم مث صارت نفوسكم واموالكم لنا رددناها عليكم اوفر ما كانت واضعافها معها - 00:06:59
ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون. فرحين بما اتاهم الله من فضله. اذا غرست شجرة المحبة في القلب وسقيت بماء الاخلاص ومتابعة الحبيب اثمرت انواع الثمار واتت اكلها كل حين باذن ربها. اصلها ثابت في - 00:07:17
القلب وفرعها متصل بسدرة المنتهى لا يزال سعي المحب صاعدا الى حبيبه لا يحجبه دونه شيء اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه فصل لا تحد المحبة بحد اوضح منها. فالحدود لا تزيدها الا خفاء وجفاء - 00:07:37
نتكلم عن تعريف المحبة يقول المحبة هي المحبة يعني ما يحتاج الانسان يتكلف لها حدود وتعريفات فهي اوضح من كل تعريفاتها ولا توصف المحبة بوصف اظهر من المحبة وانما يتكلم الناس في اسبابها وموجباتها وعلاماتها وشواهدها وثمراتها واحكامها - 00:07:59
فحدودهم ورسومهم دارت على هذه الستة وتنوعت بهم العبارات وكثرت الاشارات بحسب ادراك الشخص ومقامه وحاله وملكه للعبارة وهذه المادة تدور في اللغة على خمسة اشياء اه ذكرها الصفاء والبياظ والعلو والظهور واللزوم والثبات واللب والحفظ والامساك. ثم قال ولا ريب ان هذه الخمسة من لوازم - 00:08:21
بحبك فانها صفاء المودة وهيجان ايرادات القلب للمحبوب. وعلوها وظهورها منه لتألقها بالمحبوب المراد. وثبوت ارادة القلب المحبوب ولزومها لزوما لا تفارقه ولاعطاء المحبوب محبوبه لبه واشرف ما عنده وهو قلبه ولاجتماع عزماته واراداته - 00:08:49
همومه على محبوبه فاجتمعت فيها المعاني الخمسة ووضعوا لمعناها حرفين مناسبين للمسمى غاية المناسبة. الحاء التي هي من اقصى الحلق والباء الشفوية التي هي نهايته فللحاء الابتداء وللباء الانتهاء. وهذا شأن المحب وهذا شأن المحبة وتعلقه او المحب وتعلقه بالمحبوب - 00:09:09
فان ابتدائها منه وانتهائها اليه وقالوا في فعلها حبه واحبه ثم قال واعطوا الحب حركة الضم التي هي جد الحركات واقواها مطابقة لشدة حركة مسماها وقوتها. واعطوا الحب والمحبوب حركة الكسر لخفتها عن عن الضمة وخفة المحبوب وخفة ذكره على قلوبهم والسنتهم من اعطائه حكم نظائره كنهب - 00:09:33
بمعنى من هوب او كنهب بمعنى منهوب وذبح بمعنى مذبوح وحمل بمعنى محمول بخلاف الحمل الذي هو مصدر لخفته ثم الحق به حملا لا يشق على حامله حمله كحمل الشجرة والولد. فتأمل هذا اللطف والمطابقة والمناسبة العجيبة بين الالفاظ والمعاني - 00:10:00
تطلعك على قدر هذه اللغة وان لها شأنا ليس لسائر اللغات فصل في ذكر رسوم وحدود قيلت في المحبة بحسب اثارها وشواهدها والكلام على ما يحتاج اليه منها الان سيذكر يعني عشرين تقريبا عشرين حد او عشرين آآ جملة في تعريف المحطة او في ذكر آآ - 00:10:19
يعني رسوم وحدود في المحبة ولكن بحسب الاثار والشواهد يعني كانها اثار وشواهد فمنها مثلا الميل الدائم للقلب آآ الايثار المحبوب على جميع المصحوب موافقة الحبيب في المشهد مواطئة القلب لمرادات المحبوب - 00:10:43
اه استقلال الكثير من نفسك واستكثار القليل من حبيبك وهذا بلا شك اثر من اثار المحبة وليس هو المحبة وهذا قول ابي يزيد وهو ايضا من احكامها وموجباتها وشواهدها والمحب الصادق لو بذل لمحبوبه جميع ما يقدر عليه لاستقله واستحيا منه - 00:10:58
ولو ناله من محبوبه اكثر شيء لاستكثره واستعظمه ثم اه ننتقل الى الفصل التالي في اربع مئة وثمانية واربعين هذا الفصل مهم جدا وهو عن الاسباب الجالبة للمحبة ويقصد الاسباب التي تجلب للانسان محبة الله له - 00:11:15
فان محبة الله للعبد اشرف واعز واعلى من محبة العبد للرب حسنا ما الذي ما الذي يوصل العبد الى ان يحبه الله سبحانه وتعالى؟ وذكر عشرة اسباب توصل الى محبة الله للعبد - 00:11:39
قال احدها قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه وما اريد به كتدبر الكتاب الذي يحفظه العبد ويشرحه ليتفهم مراد صاحبه منه الثاني التقرب الى الله بالنوافل بعد الفرائض فانها توصله الى درجة المحبوبية بعد المحبة - 00:11:54
وهنا الدليل على هذه واضح وكذلك على الاولى الاولى الدليل ليس صريحا يعني اقصد مباشرا نصا وانما هو مفهوم من كثير من المعاني الشرعية في الاولى قراءة القرآن بالتدبر فان الله سبحانه وتعالى يحب من عبده - 00:12:15
ان يعني يقرأ القرآن ويقف عنده وهو اعظم كلام وهو كلام الخالق سبحانه وتعالى وليس منا من لم يتغنى بالقرآن اذن الله لشيء اذنه لعبد حسن او لنبي حسن الصوت بالقرآن يتغنى به الى اخره - 00:12:33
اه اما الثاني ففيه نص صريح وهو قول الله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي اه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه وهذا نص صريح على السبب الثاني. الثالث دوام ذكره على كل حال باللسان والقلب والعمل والحال. فنصيبه من المحبة - 00:12:51
على قدر نصيبه من هذا الذكر وهذا ايضا من المعاني المكررة كثيرا في آآ عند عند العلماء ان من من الاسباب او من علامات محبة العبد لله والتي تجلب محبة الله للعبد - 00:13:11
ادامة ذكره سبحانه وتعالى. الرابع ايثار محابه على محابك عند غلبات الهوى. والتسلم الى محابه وان صعب المرتقى الخامس مطالعة القلب لاسمائه وصفاته ومشاهدتها ومعرفتها وتقلبه في رياض هذه المعرفة ومبادئها. فمن عرف الله - 00:13:27
وصفاته وافعاله احبه لا محالة. ولهذا كانت المعطلة والفرعونية والجهمية قطاع الطريق على القلوب بينها وبين الوصول الى المحبوب السادس مشاهدة بره واحسانه والاءه ونعمه الباطنة والظاهرة فانها داعية الى محبته - 00:13:46
السابع وهو من اعجبها انكسار القلب بكليته بين يدي الله تعالى وليس في التعبير عن هذا المعنى غير الاسماء والعبارات يعني يقول انه لا يوصف هذا هذا المعنى الذي هو انكسار القلب بكليته بين يدي الله - 00:14:09
لا يوصف بجمل او بالفاظ تكشف عن حقيقته وانما غاية ما فيها اشارات معينة لفظية تعبر عن هذا المعنى الثامن الخلوة به وقت النزول الالهي لمناجاته وتلاوة كلامه والوقوف بالقلب والتأدب بادب العبودية بين يديه. ثم ختم ذلك بالاستغفار - 00:14:29
توبة التاسع مجالسة المحبين الصادقين والتقاط اطايب ثمرات كلامهم كما ينتقى اطايب الثمر ولا تتكلم الا اذا ترجحت مصلحة الكلام وعلمت ان فيه مزيدا لحالك ومنفعة لغيرك. العاشر مباعدة كل سبب يحول - 00:14:50
بين القلب وبين الله عز وجل فمن هذه الاسباب العشرة وصل المحبون الى منازل المحبة ودخلوا على الحبيب وملاك ذلك كله امران استعداد الروح لهذا الشأن وانفتاح عيني البصيرة. وبالله التوفيق - 00:15:08
ثم اخذ يتكلم عن نوعه المحبة او طرفا المحبة المحبة العبد للرب ومحبة الرب للعبد قال والكلام في هذه المنزلة معلق بطرفين طرف محبة العبد لربه وطرف محبة الرب لعبده - 00:15:27
والناس في اثبات ذلك ونفيه اربعة اقسام فاهل اهل يحبهم ويحبونه على اثبات الطرفين وان محبة العبد لربه فوق كل محبة تقدر ولا نسبة الاساءة للمحاب اليها وهي حقيقة لا اله الا الله - 00:15:42
وكذلك عنده محبة الرب لاولياءه وانبيائه ورسله صفة زائدة على رحمته واحسانه وعطائه فان ذلك اثر محبتي وموجبها فانه لما احبهم كان نصيبهم من رحمته واحسانه وبره اتم نصيب والجهمية المعطلة عكس هؤلاء - 00:16:02
فانه عندهم لا يحب لا يحب ولا يحب ولم يمكنهم تكذيب النصوص فاول نصوص محبة العباد له على محبة طاعته وعبادته والازدياد من الاعمال لينالوا بها الثواب. وان اطلقوا عليهم بها لفظ المحبة فبما فلما ينالون به من الثواب والاجر. والثواب المنفصل عندهم - 00:16:24
والثواب المنفصل عندهم هو المحبوب لذاته والرب تعالى محبوب لغيره يحب الوسائل. الى اخره يعني نتكلم عن الذين يتأولون الصفات ومن جملة ما تأولوه تأولوا صفة المحبة اه وهذا من جملة الحرمان يعني هي المسألة تناقش من جهتين. الجهة الاولى نقاش نقاش عقدي يعني من حيث الاثبات اثبات الصفات - 00:16:48
والثاني نقاش متعلق بالسلوك والتزكية وانه اه نفي هذه الصفات او تأويلها يعني نفي هذه الصفات وتعطيلها له لوازم سلوكية سيئة ولذلك تجدونه ابن قيم في اكثر من منزلة لمن يأتي يقول وهذه المنزلة من حظ اهل الاثبات واما المعطلون فليس لهم حظ في مثل هذه المنازل - 00:17:11
ثم قال ناقش الفكرة في يعني في اسطر متعددة ثم اه قال وجميع طرق الادلة في الصفحة التالية ربعمية واثنين وخمسين وجميع طرق الادلة عقلا ونقلا وفطرة وقياسا واعتبارا وذوقا ووجدا - 00:17:33
تدل على اثبات محبة العبد لربه والرب لعبده. وقد ذكرنا لذلك قريبا من مائة طريق. في كتابنا الكبير في المحبة اه مثل ما قال المحقق لانه يقصد روضة المحبين. وذكرنا فيه فوائد المحبة وما تثمر لصاحبها من الكمالات. واسبابها وموجباتها. والرد على - 00:17:49
من انكرها وبيان فساد قوله وان المنكرين لذلك قد انكروا خاصة الخلق والامر والغاية التي وجدوا لاجلها فان الخلق الامر والثواب والعقاب انما نشأ عن المحبة ولاجلها وهي الحق الذي به خلقت السماوات والارض. وهي الحق الذي تضمنه الامر والنهي. وهي سر التأليه. وتوحيدها هو شهادة - 00:18:11
شهادة ان لا اله الا الله وليس كما زعم المنكرون ان الاله هو الرب الخالق فان المشركين كانوا مقرين بانه لا رب الا الله ولا خالق سواه هنا كلام مهم جدا في مسألة التوحيد - 00:18:36
مهم جدا وفي وفي اه قيمة لا اله الا الله يعني احنا لما نقرأ النصوص الشرعية في قيمة كلمة لا اله الا الله آآ نجد شيئا عجيبا شيئا عظيما. هذه المنزلة لكلمة لا اله الا الله آآ لا يفهمها حقا الا - 00:18:53
من يفهم لا اله الا الله اصلا. يعني الذي يستوعب قيمة لا اله الا الله هو المستوعب قبل ذلك لحقيقة هذه الكلمة ومعناها فهنا ابن القيم يلفت الانتباه هنا ابن القيم يلفت الانتباه الى اه ان ان لا اله الا الله ليست معناها انه لا خالق الا الله - 00:19:13
او لا رب الا الله. يقول هذه هذه القضية كانت معروفة عند المشركين ولكن القضية اعمق وابعد من ذلك بكثير. فالقضية فيها آآ يعني تحقيق عدة امور ومن ضمنها المحبة - 00:19:35
ومن ضمنها المحبة لننتبه الى هذا المعنى لانه سيذكره بادلته وهو معنى عظيم جدا وشريف وتزيد من قيمة ذكر لا اله الا الله عند الانسان وتزيد من حبه من حبنا لهذه الكلمة اذا نطقنا بها - 00:19:49
يقول ليس كما زعم المنكرون ان الاله هو الرب الخالق. فان المشركين كانوا مقرين بانه لا رب الا الله. ولا خالق سواه وبانه وحده المنفرد بالخلق والربوبية. ولم يكونوا مقرين بتوحيد الالهية وهو المحبة والتعظيم. بل كانوا يؤلهون مع الله غيره - 00:20:07
وهذا هو الشرك الذي لا يغفره الله وصاحبه ممن اتخذ من دون الله اندادا. قال الله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا ايش يعملوا؟ ايش ايش الانداد هذي؟ ايش ايش عملهم فيها؟ قال ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبون - 00:20:27
انهم كحب الله فاخبر ان من احب من دون الله شيئا كما يحب الله كما يحب الله تعالى فهو ممن اتخذ من دون الله اندادا فهذا ند في المحبة لا في الخلق والربوبية. فان احدا من اهل الارض لم يثبت هذا الند في الربوبية. بخلاف - 00:20:47
دي المحبة فان اكثر اهل الارض قد اتخذوا من دون الله اندادا في الحب والتعظيم. ثم قال سبحانه والذين امنوا اشد حبا لله هنا هذا هذا الجملة هذه الاية الجملة في هذه الاية من مما اختلف فيه المفسرون ايش المقصود والذين امنوا اشد حبا لله - 00:21:08
هل الذين امنوا اشد حبا لله من حب اولئك المشركين لالهتهم يعني الله سبحانه وتعالى قال انه انه هؤلاء يحبون اندادا من دون الله كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله. اشد حبا لله من ايش - 00:21:31
يقول لك القول الاول انه اشد حبا لله من اصحاب الانداد لاندادهم والهتهم التي يحبونها قدمونها من دون الله والثاني والذين امنوا اشد حبا لله من محبة المشركين بالانداد لله - 00:21:49
فان فان محبة المؤمنين خالصة ومحبة اصحاب الانداد قد ذهبت اندادهم بقسط منها والمحبة الخالصة اشد من المشتركة والقولان مرتبان على القولين في قوله تعالى يحبونهم كحب الله فان فيها قولين - 00:22:09
احدهما يحبونهم كما يحبون الله فيكون قد اثبت لهم محبة الله ولكنها محبة يشركون فيها مع الله اندادا والثاني ان المعنى يحبون اندادهم كما يحب المؤمنون الله ثم بين ان محبة المؤمن ان محبة المؤمنين لله اشد من محبة اصحاب الانداد لاندادهم - 00:22:28
وكان شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله يرجح القول الاول ويقول انما ذموا بان اشركوا بين الله وبين اندادهم في المحبة ولم يخلصوها لله كما محبة المؤمنين له وهذه التسوية - 00:22:52
المذكورة في قوله تعالى حكاية عنهم وهم في النار يقولون لالهتهم واندادهم وهي محضرة معهم في العذاب تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين. طب كيف كانوا يسوونهم برب العالمين؟ قال ومعلوم انهم لم يسووهم - 00:23:06
برب العالمين في الخلق والربوبية. وانما سووهم به في المحبة والتعظيم وهذا ايضا هو العدل المذكور في قوله تعالى ثم الذين كفروا بربهم يعدلون العدل هنا ليس من العدل الذي هو ضد ضد الظلم. وانما ان يعدلون به غيره في العبادة التي هي المحبة والتعظيم وهذا - 00:23:27
اصح القولين وقيل الباء بمعنى معا اه الباء هنا في اه في بربهم ثم الذين كفروا بربهم يعدلون. يقول وقيل الباء بمعنى عن والمعنى ثم الذين كفروا عن ربهم اي يعدلون عن عبادته - 00:23:50
الى عبادة غيره وهذا ليس بقوي اذ لا تقول العرب عدلت بكذا اي عدلت عنه وانما اذا جاء هذا في فعل السؤال نحن سألت بكذا اي عنه كأنهم ضمنوه واعتنيت به واهتممت ونحو ذلك - 00:24:09
وقال تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله. وهي تسمى اية المحبة. قال ابو سليمان الدهراني لما ادعت القلوب محبة الله انزل الله لها محنة قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله - 00:24:25
قال بعض السلف ادعى قوم محبة الله فانزل الله اية المحنة قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله وقال يحببكم الله اشارة الى دليل المحبة وثمرتها وفائدتها. فدليلها وعلامتها اتباع الرسول. وفائدتها وثمرتها - 00:24:44
محبة المرسل لكم. فما لم تحصل المتابعة فليست محبتكم له حاصلة ومحبته لكم وانت في الان وقال تعالى يا ايها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم - 00:25:04
ويحبونه اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم فقد ذكر لهم اربع علامات احدها انهم ادلة على المؤمنين. قيل معناه ارقاء رحماء مشفقين عليهم - 00:25:25
عاطفين عليهم فلما ضمن اذلة هذا المعنى عداه باداة علم طبعا سبق انه احنا تكلمنا عن الفعل اللازم لما يعدى بحرف جر كيف انه احيانا يطمن معنى فعل اخر كلمنا عن يشرب بها عباد الله وما الى ذلك - 00:25:45
قال فلما ضمن ادلة هذا المعنى عداه باداة على. قال عطاء للمؤمنين كالولد كالولد لوالده والعبد لسيده وعلى الكافرين كالاسد على فريسته اشداء على الكفار رحماء بينهم. هذي العلامة الثانية - 00:26:02
العلامة الثالثة الجهاد في سبيل الله بالنفس واليد واللسان والمال وذلك تحقيق دعوى المحبة العلامة الرابعة انهم لا تأخذهم في الله لومة لائم وهذا علامة صحة المحبة فكل محب يأخذه اللوم عن محبوبه - 00:26:23
فليس بمحب على الحقيقة كما قيل لا كان من لسواك فيه بقية يجد السبيل بها اليه اللوم وقال تعالى اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب الى قوله محظورا - 00:26:46
فذكر المقامات الثلاث الحب وهو ابتغاء القرب اليه والتوسل اليه بالاعمال الصالحة والرجاء يعني وذكر الخوف والرجاء رجاء يدل على ابتغاء وسيلتي امر زائد على رجاء الرحمة وخوف العذاب. ومن المعلوم قطعا انك - 00:27:04
اه اجعل لها انه كما اشار المحقق. ومن المعلوم قطعا انه لا يتنافس الا في قرب من تحب قربه وحب آآ قربه تبع لمحبة ذاته. بل محبة ذاته اوجبت محبة القرب منه - 00:27:23
وعند الجهمية والمعطلة ما من ذلك كله شيء فانه عندهم لا تقرب ذاته من شيء ولا او لا تقرب ذاته من شيء ولا يقرب من ذاته شيء ولا يحب لذاته ولا يحبه. فانكروا حياة القلوب ونعيم الارواح وبهجة النفوس وقرة العيون - 00:27:40
واعلى نعيم الدنيا والاخرة. ولذلك ضربت قلوبهم بالقسوة وضربت دونهم ودون الله حجب على معرفته ومحبته فلا يعرفونه ولا يحبونه ولا يذكرونه الا عند تعطيل اسمائه وصفاته. فذكرهم اعظم اثامهم واوزارهم بل يعاقبون يعاقبون من - 00:28:00
وباسماء وصفاته ونعوت جلاله ويرمونهم بالادواء التي هي احق بها واهلها. وحسب ذي البصيرة وحياة القلب ما يرى على وحسب ذي البصيرة وحياة القلب ما يرى على كلامهم من القسوة والمقت. والتنفير عن محبة الله عز وجل ومعرفته وتوحيده. والله - 00:28:18
الله المستعان وقال تعالى ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه. وقال احبابه واولياؤه انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا وقال تعالى وما لاحد عنده من نعمة تجزى الا ابتغاء وجه ربه الاعلى - 00:28:38
فجعل غاية اعمال الابرار والمقربين والمحبين ارادة وجهه وقال تعالى ان كنتن تردن الله ورسوله والدار الاخرة فان الله اعد للمحسنات منكن اجرا عظيما. فجعل ارادته غير ارادة الاخرة. وهذه الارادة لوجهه - 00:28:59
موجبة للذة النظر اليه في الاخرة كما في مستدرك الحاكم وصحيح ابن حبان في الحديث المرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يدعو الله امة بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق - 00:29:22
احييني اذا كانت الحياة خيرا لي وتوفني اذا كانت الوفاة خيرا لي اسألك خشيتك في الغيب والشهادة. واسألك كلمة الحق في الغضب والرضا. واسألك القصد في الفقر والغنى. واسألك نعيم - 00:29:36
لا ينفد واسألك قرة عين لا تنقطع. واسألك الرضا بعد القضاء. وبرد العيش بعد الموت. واسألك لذة النظر الى وجهك واسألك الشوق الى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة. اللهم زينا بزينة الايمان - 00:29:52
واجعلنا هداة مهتدين هذا الدعاء من الادعية النبوية العظيمة جدا والتي اه تجعل الانسان دائما يتذكر انه في ادعيته في دعائه لله سبحانه وتعالى يحتاج الى ان يستعمل الادعية النبوية لان في الادعية النبوية ما لا يستطيع الانسان الاتيان به من الدعاء - 00:30:14
طبعا ليس معنى ذلك ان الانسان لا يسأل الله اي حاجة خارج الادعية النبوية ولكن القصد انه من المهم جدا ان ان ان يأخذ ان يحفظ الانسان الادعية النبوية وان يستعملها في دعائه. ففيها - 00:30:39
من الحمد والثناء وحسن الدعاء وحسن الطلب. وفيها من الاهتمام بالمقامات العالية. ما لا يعني يأتي به الانسان وحده. قال ابن القيم فقد اشتمل هذا الحديث الشريف على ثبوت لذة النظر الى وجه الله وعلى ثبوت الشوق الى لقائه. وعند الجهمية لا وجه له سبحانه ولا ينظر اليه فضلا عن ان يحصل - 00:30:53
لذة كما سمع بعضهم داعيا يدعو بهذا الدعاء فقال ويحك هب ان له وجها افتلت بالنظر اليه وفي الصحيح عن انس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان ان يكون - 00:31:18
الله ورسوله احب اليه مما سواهما وان يحب المرء لا يحبه الا لله. وان يكره ان يعود في الكفر بعد ان اذ انقذه الله منه كما يكره ان يلقى في النار - 00:31:36
حقيقة هذا الحديث وهو حديث من اصح الاحاديث يعني من الاحاديث الصحيحة المتفق عليها بين الامامين البخاري ومسلم والحتة المشهورة جدا اذا تأملت في النبي صلى الله عليه وسلم ذكر ثلاثة امور - 00:31:51
ليتذوق الانسان ليجد بها حلاوة الايمان لو تأملت فيها ستجد هذه الامور الثلاثة كلها قلبية كلها قلبية وكلها متعلقة بالمحبة وما يضادها كلها متعلقة بالمحبة وما يضادها فمعنى ذلك انه يعني - 00:32:06
التركيز على اعمال القلوب وعلى حركة القلب وعلى المحبة خاصة هو من لب الشريعة ومن لب الاسلام ومن ومن ما اعتنى به النبي صلى الله عليه وسلم وهذا بخلاف اه من لا يعتني بذلك ولا يهتم الا بالظاهر - 00:32:26
الاعمال الظاهرة واعمال الجوارح فقط بينما هنا النبي صلى الله عليه وسلم يقول لك ثلاث من كن فيه وجد منا حلاوة الايمان. انظر ما هي هذه الثلاثة اه محبة الله ورسوله احب من اي شيء اخر. وان تحب انسانا لا تحبه الا لله. وان تكره ان تعود في الكفر كما تكره - 00:32:44
ان تقذف في النار. وفي صحيح البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب - 00:33:02
وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لاعطينه ولئن استعاذني لاعيذنه - 00:33:10
وفي الصحيحين عنه ايضا عن النبي صلى الله عليه وسلم اذا احب الله العبد دعا جبريل فقال اني احب فلانا فاحبه فيحبه فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء فيقول ان الله يحب فلانا - 00:33:27
فاحبوه فيحبه اهل السماء ثم يوضع له القبول في الارض وذكر في البغض عكس ذلك وهذا ايضا من الاحاديث الصحيحة العظيمة جدا ولك ان تتخيل لو كنت ممن يدعى باسمك في هذه المنزلة يعني - 00:33:46
للانسان ان ان يتخيل لو نال شرف لو نال شرف ان ينادي الله باسمه في السماء باسمه يعني اسمك فلان الفلاني فيخاطب الله جبريل ويقول هذا الرجل او هذه المرأة - 00:34:06
الا احبه او احبه فجبريل يحبه ثم ينادى في اهل السماء او جبريل ينادي في اهل السماء ان الله يحب فلانا بالاسم فيحبه اهل السماء ثم يوضع له القبول في الارض - 00:34:25
وهذا يعني هذا معنى مما يعزي الانسان كثيرا ان ان ان يعني يرجوه عند الله سبحانه وتعالى اذا كان من اهل طاعته والثبات على دينه ولو آآ اوذي ولو عودي ولو ولو الى اخره. لكن - 00:34:41
الانسان يرجو الله فقط ان يكون اه من من اهل هذه المنزلة انه لا احد يضمن مثل هذه المنزلة وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها في حديث امير السرية الذي كان يقرأ قل هو الله احد لاصحابه في كل صلاة قال لانها صفة الرحمن - 00:35:01
فانا احب ان اقرأ بها فقال النبي صلى الله عليه وسلم اخبروه ان الله يحبه طيب انا عندي سؤال الان لكم هذا الحديث يصلح دليلا على اية منزل اي اية درجة من الدرجات العشرة - 00:35:20
الاسباب العشرة الموجبة لمحبة الله في واحدة من العشرة هذا الدليل يصلح هذا الحديث يصلح دليلا عليها الخامس اللي هو اللي هو مطالعة القلب باسمائه وصفاته ومشاهدته الى اخره اه - 00:35:35
ممكن ايضا دعم ذكر اللحوم لكنها اكثر في قضية اه يعني التعلق بالاسماء والصفات وما الى ذلك لانه هذا الرجل قال لانها صفة الرحمن فهو يحب ان يقرأ قل هو الله احد لانها صفة الرحمن - 00:35:57
فقال النبي صلى الله عليه وسلم اخبروها ان الله يحب ان الله يحبهم وفي جامع الترمذي من حديث ابي ادريس الخولاني عن ابي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال كان من دعاء داوود عليه السلام او صلى الله عليه وسلم اللهم اني اسألك حبك وحب من يحبك وحب العمل الذي يبلغني حبك - 00:36:12
اللهم اجعل حبك احب الي من نفسي واهلي ومن الماء البارد. في رواية على الظمان طيب وفيه ايضا من حديث عبد الله بن يزيد الخطمي ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دعائه اللهم ارزقني حبك وحب من ينفعني حبه عندك اللهم - 00:36:30
آآ ما رزقتني من من اللهم ما رزقتني مما احب فاجعلوه قوة لي فيما تحب. وما زويت عني مما احب فاجعله اشار المحقق الى ضعف هذا الحديث والقرآن والسنة مملوءان بذكر من يحبه الله سبحانه من عباده المؤمنين - 00:36:46
والقرآن والسنة مملوءان بذكر من يحبه الله سبحانه من عباده المؤمنين. وذكر ما يحبه من اعمالهم واقوالهم واخلاقهم اذا يمكننا ان نقول ايضا زيادة على ما ذكر ابن القيم في الاسباب العشرة - 00:37:05
نقول من الاسباب الموجبة لمحبة الله للعبد ان يلتزم بالصفات التي اخبر الله في القرآن انه يحب اصحابها وقد اخبر الله في القرآن في مواضع كثيرة انه يحب كذا ويحب كذا ويحب كذا وبالتالي - 00:37:18
من يعمل هذه الاعمال وخاصة لو احتسب في عملها ارادة محبة الله له فهذا من الاسباب الموجبة لمحبة الله. قال الله سبحانه وتعالى والله يحب الصابرين والله يحب المحسنين ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين - 00:37:37
ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كانهم بنيان مرصوص وقال فان الله يحب المتقين. وقوله في ضد ذلك والله لا يحب الفساد. ان الله لا يحب كل مختال فخور. والله لا يحب الظالمين. ان الله لا يحب من كان مختالا فخورا - 00:37:56
وكم في السنة احب الاعمال الى الله كذا وكذا وان الله يحب كذا وكذا كقوله احب الاعمال الى الله الصلاة على وقتها ثم بر الوالدين ثم الجهاد في سبيل الله - 00:38:16
واحب الاعمال الى الله الايمان بالله ثم الجهاد في سبيله ثم حج مبرور واحب العمل الى الله ما داوم عليه صاحبه وقوله ان الله يحب ان يؤخذ برخصه فلو بطلت مسألة المحبة لبطلت جميع مقامات الايمان والاحسان ولتعطلت منازل السير الى الله. فانها رح كل - 00:38:32
ومنزلة وعمل. فاذا خلا منها فهو ميت لا روح فيه ونسبتها الى الاعمال كنسبة الاخلاص اليها بل هي حقيقة الاخلاص بل هي نفس الاسلام فانه الاستسلام للذل والحب والطاعة لله - 00:38:55
ومن لا محبة له لا اسلام له البتة بل هي حقيقة شهادة ان لا اله الا الله فان الاله هو الذي يأله يألهه العباد حبا وذلا وخوفا ورجاء وتعظيما وطاعة له. بمعنى مألوه وهو الذي تألوه تألهه القلوب اي تحبه وتذل - 00:39:11
اهو واصل التأله التعبد. والتعبد اخر مراتب الحب. يقال عبده الحب وتيمه اذا ملكه او ملكه وذلله لمحبوبه فالمحبة حقيقة العبودية وهل تمكن او هل تمكن الانابة بدون المحبة والرضا الحمد والشكر والخوف والرجاء - 00:39:34
وهل الصبر في الحقيقة الا صبر المحبين فانه انما يتوكل على المحبوب في حصول محابه ومراضيه. وكذلك الزهد في الحقيقة هو زهد المحبين فانهم يزهدون في محبة ما سوى محبوبهم - 00:40:01
لمحبته وكذلك الحياء في الحقيقة انما هو حياء المحبين فانه يتولد من بين الحب والتعظيم. واما ما لا يكون عن محبة فذلك خوف المحض وكذلك مقام الفقر فانه في الحقيقة فقر الارواح الى محبوبها وهو اعلى انواع الفقر فانه لا فقر اتم من فقر القلب الى من - 00:40:17
احبه لا سيما اذا وحده في الحب ولم يجد منه عوضا سواه هذا حقيقة الفقر عند العارفين. وكذلك الغنى هو الغنى هو غنى القلب بحصول محبوبه وكذلك الشوق الى الله تعالى ولقائه - 00:40:40
فانه لب المحبة وسرها كما سيأتي فمنكر هذه المسألة ومعطلها من القلوب معطل لذلك كله. وحجابه اكثف الحجب. وقلبه اقسى القلوب وابعدها عن الله وهو منكر لخلة ابراهيم عليه السلام فان الخلة كمال المحبة وهو يتأول الخليل بالمحتاج فخليل الله - 00:40:57
عنده هو المحتاج فكم على قوله لله من خليل من بر وفاجر بالمؤمن وكافر اذ كثير من الكفار والفجار من ينزل حوائجه كلها بالله صغير وكبيرها ويرى نفسه احوج شيء الى ربه في كل حالة. فلا بالخلة اقر المنكرون ولا بالعبودية ولا بتوحيد الالهية ولا بحق - 00:41:20
حقائق الاسلام والايمان والاحسان. ولهذا ضحى خالد بن عبدالله القسري بمقدم هؤلاء وشيخهم جعد ابن درهم وقال في يوم عيد الله الاكبر عقب خطبة خطبة ايها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم فاني مضح بالجعد ابن درهم فانه زعم ان الله لم يتخذ ابراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما تعالوا - 00:41:40
الله عما يقول الجاد علوا كبيرا ثم نزل فذبحه فشكر المسلمون سعيه ورحمه الله وتقبل منه فصل في مراتب المحبة قال اولها العلاقة وسميت علاقة سميت علاقة لتعلق القلب بالمحبوب. قال الشاعر - 00:42:00
آآ علاقة ام الوليد بعيد ما افنان رأسك كالثغام المخلص الثانية الارادة وهي ميل القلب الى محبوبه وطلبه له الثالثة الصبابة وهي انصباب القلب اليه بحيث لا يملكه صاحبه كانصباب الماء في الحدود - 00:42:19
الرابع الغرام وهو الحب اللازم للقلب الذي لا يفارقه. بل يلازمه كملازمة الغريم لغريمه. ومنه سمي عذاب النار غراما للزومه لاهله وعدم مفارقته لهم. قال تعالى ان عذابها كان غرامة. الخامس الوداد وهو صفو المحبة. وخالصها ولبها والودود من اسماء الرب تعالى. وفيه قولان. احدهما - 00:42:38
انه المودود يعني معنى الودود. قال البخاري رحمه الله في صحيحه الودود الحبيب والثاني انه الواد لعباده اي المحب لهم. وقرنه باسمه الغفور اعلاما بانه يغفر الذنب ويحب التائب منه ويوده - 00:43:02
فحظ التائب نيل المغفرة منه وعلى القول الاول الودود في معنى يكون يكون سر الاقتران اي اقتران الودود بالغفور استدعاء مودة العباد له. ومحبتهم اياه باسمه الغفور المرتبة السادسة الشغف - 00:43:21
يقال شغف بكذا فهو مشغوف به وقد شغفه المحبوب اي وصل حبه الى شغاف قلبه كما قال النسوة عن امرأة العزيز قد شغفها حبا وفيه ثلاثة اقوال احدها ان الحب انه الحب المستولي على القلب حيث يحجبه عن غيره - 00:43:38
الثاني الحب الواصل الى داخل القلب. قال صاحب هذا القول المعنى احبته حتى دخل حبه شغاف قلبها اي داخله الثالث انه الحب الواصل الى غشاء القلب والشغاف غشاء القلب اذا وصل الحب اليه باشر القلب - 00:43:55
وقرأ بعض السلف شغفها شعفها بالعين المهملة ومعناه ذهب الحب بها كل مذهب. وبلغ بها اعلى مراتبه ومنه شعث الجبال لرؤوسها السابعة العشق وهو الحب المفرط الذي يخاف على صاحبه منه - 00:44:09
وعليه تأولوا تأول ابراهيم ومحمد بن عبد الوهاب لا ادري من يقصد به بالضبط ولا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به. قال محمد هو العشق و رفع الى ابن عباس شاب وهو يعرفه قد صار كالخلاف فقال ما به؟ قالوا العشق. فجاء ابن عباس - 00:44:32
رضي الله عنه عامة دعائه بعرفة الاستعاذة من العشق وفي اشتقاقه قولان احدهما انه من العشقة محركة وهي نبت الاصفر يلتوي على الشجر فشبه به العاشق والثاني انه من الافراط وعلى القولين فلا يوصف به الرب - 00:44:55
تبارك وتعالى ولا العبد في محبة ربه وان اطلقه سكران من المحبة قد افناه الحب عن تمييزه كان في خفارة صدقه ومحبته وهذا سبق انه ايضا نبه اليه ابن تيمية في كتاب العبودية - 00:45:09
الثامن التتيم وهو التعبد والتذلل يقال تيمه الحب اي ذلله وعبده وتيم الله عبد الله وبينه وبين اليتم الذي هو الانفراد تلاق في الاشتقاق الاوسط. وتناسب في المعنى فان المتيم المنفرد بحبه وشجوه - 00:45:24
كانفراد اليتيم بنفسه عن ابيه وكل منهما مكسور ذليل هذا كسره يتم وهذا كسره تيم التاسعة التعبد وهو فوق التتيم فان العبد هو الذي قد ملك المحبوب رقه الم يبق له شيء من نفسه البتة - 00:45:40
الكل هو عبد لمحبوبه ظاهرا وباطنا وهذا هو حقيقة العبودية ومن كمل ذلك فقد كمل مرتبتها ولما كمل سيد ولد ادم هذه المرتبة وصفه الله بها في اشرف مقاماته. مقام الاسراء كقوله سبحان الذي اسرى - 00:45:59
بعبده ومقام الدعوة كقوله وانه لما قام عبد الله يدعوه. ومقام التحدي كقوله وان كنتم في ريب مما انزلنا على عبدنا وبذلك استحق التقديم على الخلائق في الدنيا والاخرة وكذلك يقول المسيح عليه الصلاة والسلام لهم - 00:46:18
اذا طلبوا منه الشفاعة بعد الانبياء عليهم الصلاة والسلام اذهبوا الى محمد عبد غفر الله له ما تقدم من ذنب به وما تأخر. سمعت شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ويقول فحصلت له تلك المرتبة بتكميل عبوديته لله تعالى وكمال مغفرة - 00:46:37
مغفرة الله له. وحقيقة العبودية الحب التام مع الذل التام والخضوع للمحبوب يقول العرب طريق معبد اي قد دللته الاقدام وسهلته العاشرة مرتبة الخلة التي انفرد بها الخليلان ابراهيم ومحمد صلى الله عليهما وسلم - 00:46:57
كما صح عنه انه قال ان الله اتخذني خليلا كما اتخذ ابراهيم قليلة وقال لو كنت متخذا من اهل الارض خليلا لاتخذت ابا بكر خليله ولكن صاحبكم خليل الرحمن. والحديثان في الصحيح وهما يبطلان قول من قال الخل - 00:47:17
لابراهيم والمحبة لمحمد فابراهيم خليله ومحمد حبيبه طيب ثم ذكر ابتلاء ابراهيم عليه السلام بذبح ابنه اسماعيل وقال بعد ذلك آآ بعد قوله تعالى ان هذا لهو البلاء المبين وهو - 00:47:39
اختبار المحبوب لمحبه وامتحانه اياه ليؤثر مرضاته فيتم عليه نعمه فهو بلاء محنة ومنحة معا. وهذه الدعوة انما دعا اليها بها خواص خلقه واهل الالباب والبصائر منهم. فما كل احد يجيب داعيها ولا كل عين قريرة بها - 00:47:58
واهلها هم الذين حصلوا في وسط قبضة اليمين يوم القبضتين وسائر اهل اليمين في اطرافها. فما كل عين بالحبيب قريرة ولا كل من نودي يجيب المنادي. ومن لا يجيب داعي هداك فخله. يجب كل من اضحى الى الغي. يجب كل من اضحى الى - 00:48:21
اي داعية وقل للعيون الرمد اياك ان اياك ان ترى سنا الشمس فاستغشى ظلام الليالي وسامح نفوسا لم يهبها لحبهم ودعها وما اختارت ولا تكافية. وقل للذي قد غاب يكفي عقوبة مغيبك عند الشأن - 00:48:41
لو كنت واعيا وقل للذي غاب يكفيه عقوبة مغيبك عند الشأن لو كنت واعيا. ووالله لو اضحى نصيبك وافرا رحمت رحمت عدوا رحمت عدوا حاسدا لك قاليا. الم ترى اثار القطيعة قد بدت على حاله فارحمه ان كنت راثيا خفاف - 00:49:01
في شو اعشاها النهار بضوءه بضوئه ولا ولا امها قطع من الليل باديا. فجعلت وصالت فيه حتى اذا النهار بدا واعطت تواري فيا محنة الحسناء تهدى الى امرئ ضرير وعنين من الوجد خاليا اذا ظلمة الليل انجلت بضيائها - 00:49:21
يعود لعينيه ظلاما كما هي فظن بها ان كنت تعرف قدرها الى ان ترى كفئا اتاك موافيا. فما مهرها شيء سوى الروح ايها الجبان تأخر لست كفئا مساوية. فكن ابدا حيث استقلت ركائب المحبة في ظهر العزائم سارية - 00:49:41
ادلج ولا تخشى الظلام فانه سيكفيك وجه الحب في الليل هاديا وسقها بذكراه مطاياك سيكفي المطايا طيب ذكراه حاديا. وعدها بروح الوصل. تعطيك سيرها فما شئت واستبق عظام البوالية واقدم فاما منية او منية تريحك من عيش - 00:50:01
به لست راضيا فما ثم الا الوصل او كلف بهم او او كلف بهم وحسبك فوزا ذاك ان كنت واعيا اما سئمت من عيشها نفس واله تبيت بنار البعد تلقى المكاوية - 00:50:29
اما موته فيهم حياة وذله هو العز والتوفيق ما زال غاليا. اما يستحي من يدعي الحب باخلا بما لحبيب يدعوه ذاليا اما تلك دعوة دعوة كاذب ليس حظه من الحب الا قوله والامانية؟ اما انفس - 00:50:45
او اما اما اما انفس العشاق اما انفس العشاق ملك لغيرهم باجماع اهل الحب ما زال فاشيا؟ اما سمع العشاق قول حبيبة لصب بها او لصب بها وافى من الحب شاكيا ولما شكوت الحب قالت كذبتني - 00:51:05
ولما شكوت الحب قالت كذبتني فما لي ارى الاعضاء منك كواسيا؟ فلا حب حتى يلصق القلب بالحشا وتخرس حتى لا تجيب المنادي وتنحل حتى لا يبقي لك الهوى سوى مقلة تبكي بها - 00:51:25
طيب اكتفي بهذا القدر ونسأل الله سبحانه وتعالى ان يرزقنا حبه وحب من يحبه وحب العمل الذي يقربه الى حبه وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:51:45
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم لك الحمد لا نحصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك اللهم تقبل منا الصيام والقيام واعنا على - 00:00:00
موافقة ليلة القدر بخير العمل يا رب العالمين اما بعد فنستعين بالله ونبدأ مجلسنا الذي هو المجلس العشرون من مجالس القراءة والتعليق على كتاب آآ مدارج السالكين للامام ابن القيم رحمه الله تعالى - 00:00:16
اه كنا قد توقفنا عند منزلة السكينة عفوا الطمأنينة آآ ثم بعدها منزلة الهمة وهي منزلة قصيرة نتجاوزها الى التي تليها وهي منزلة المحبة قال الامام رحمه الله تعالى وكلامه في منزلة المحبة طبعا كلام جميل ومهم جدا وهي من اهم المنازل - 00:00:35
في مدارس السالكين والامام ابن القيم يعتني بمنزلة المحبة كثيرا سواء في هذا الكتاب او في آآ غيره من الكتب مثل كتاب روضة المحبين وغيرهم قال رحمه الله فصل ومن منازل اياك نعبد واياك نستعين منزلة المحبة - 00:00:58
وهي المنزلة التي فيها تنافس المتنافسون. واليها شخص العاملون. والى علمها شمر السابقون. وعليها تفانى وبروح نسيمها تروح العابدون فهي قوت القلوب وغذاء الارواح وقرة العيون وهي الحياة التي من حرمها فهو من جملة الاموات - 00:01:15
والنور الذي من فقده فهو في بحار الظلمات والشفاء الذي من عدمه حلت بقلبه جميع الاسقام واللذة التي من لم يظفر بها فعيشه كله هموم والام. وهي رح الايمان والاعمال - 00:01:36
والمقامات والاحوال التي متى خلت منها فهي كالجسد الذي لا رح لا رح فيه تحمل اثقال السائلين الى بلاد لم يكونوا بالغي لم يكونوا الا بشق الانفس بالغيها وتوصلهم الى منازل - 00:01:53
لم يكونوا بدونها ابدا واصليها وتبوأهم من مقاعد الصدق مقامات لم يكونوا لولاها داخليها وهي مطايا القوم التي مسراهم على ظهورها دائما الى الحبيب وطريقهم الاقوم الذي يبلغهم الى منازلهم الاولى من قريب - 00:02:10
تالله لقد ذهب اهلها بشرف الدنيا والاخرة اذ لهم من معية محبوبهم اوفر نصيب وقد قضى الله يوم قدر مقادير الخلائق بمشيئته وحكمته البالغة ان المرأة مع من احب فيا لها من نعمة على المحبين سابقة تالله - 00:02:30
لقد سبق القوم السعاة وهم على ظهور الفرش نائمون. وقد تقدموا الركب بمراحل وهم في سيرهم واقفون. من لي بمثل سيرك المدلل تمشي رويدا وتجي في الاول اجابوا منادي الشوق اذ نادى بهم حي على الفلاح - 00:02:51
وبذلوا نفوسهم في طلب الوصول الى محبوبهم وكان بذلهم بالرضا والسماح. وواصلوا اليه المسير بالادلاج والغدو طاح تالله لقد حمدوا عند الوصول سراهم. وشكروا مولاهم على ما اعطاهم. وانما يحمد القوم السرى عند الصباح - 00:03:09
تحية هلا تحية هلا ان كنت ذا همة فقط حدى بك حاد الشوق فاطوي المراحل وقل لمنادي حبهم ورضاهم اذا ما دعا لبيك الفا كوامل ولا تنظر الاطلال من دونهم فان نظرت الى الاطلال عدنا حوائلا. ولا تنتظر بالسير رفقة قاعد ودعه فان الشوق يكفيك - 00:03:31
كحاملة وخذ منهم وزادا اليهم وسر على طريق الهدى والفقر تصبح واصلا واحيي بذكراهم سراك اذا ولت ركابك في الذكرى تعيدك عاملا واما تخافن الكلال فقل لها امامك ورد الوصل فابغ المناهلة - 00:03:55
وخذ قبسا من نورهم ثم سر به فنورهم يهديك ليس المشاعل وحي على وادي الاراك فقيل به عساك تراهم فيه ان كنت قائلا والا ففي نعمان عند معرف الاحبة فاطلب - 00:04:12
وان كنت سائلا والا ففي جمع بليلته فان تفت فمتى يا ويح من كان غافلا وحي على جنات عدن بقربهم منازلك الاولى بها كنت نازلا. ولكن سباك الكاشحون لاجل ذا وقفت على الاطلال تبكي - 00:04:26
المنازل فدعها رسوما دارسات فما بها مقيل فجاوزها فليست منازلا رسوم عفت يفنى بها الخلق كم بها قتيل وكم فيها لذي الخلق قاتلا وخذ يمنة عنها على المنهج الذي عليه سرى وفد المحبة اهنا وقل ساعدي يا نفس بالصبر ساعة فعند - 00:04:44
ذا الكد يصبح زائلا. فما هي الا ساعة ثم تنقضي ويصبح ذو الاحزان فرحان جاذلا اول نقدة من اثمان المحبة بذل الروح فما للمفلس الجبان البخيل وسومها بدم بدم المحب يباع وصلهم فمن الذي يبتاع بالثمن - 00:05:08
تالله ما هزلت فيستامها المفلسون ولا كسدت فيبيعها بالنسيئة المعسرون لقد اقيمت للعرض في سوق من يزيد. فلم يرض لها بثمن دون بذل النفوس. فتأخر البطالون وقام المحبون ينظرون ايهم - 00:05:33
يصلح ان يكون ثمنا. فدارت السلعة بينهم ووقعت في يد اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين لما كثر المدعون للمحبة طولبوا باقامة البينة على صحة الدعوة فلو يعطى الناس بدعواهم لادعى الخلي حرقة الشجي. فتنوع المدعون في الشهود. فقيل لا تقبل هذه الدعوة - 00:05:51
الا ببينة قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله فتأخر الخلق كلهم وثبت اتباع الحبيب في افعاله واقواله واخلاقه فطولبوا بعدالة البينة بتزكية يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم. فتأخر اكثر المحبين وقام المجاهدون. فقيل لهم ان نفوس المحبين واموالهم ليست لهم. فهلموا الى - 00:06:15
ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة. فلما عرفوا عظمة المشتري وفضل الثمن وجلالة من جرى على عقد التبايع عرفوا قدر السلعة وان لها شأنا. فرأوا من اعظم الغبن ان يبيعوها لغيره بثمن بخس - 00:06:40
فعقدوا معه بيعة الرضوان بالتراضي من غير ثبوت خيار. وقالوا والله لا نقيلك ولا نستقيلك. فلما تم العقد وسلموا المبيع قيل لهم مث صارت نفوسكم واموالكم لنا رددناها عليكم اوفر ما كانت واضعافها معها - 00:06:59
ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون. فرحين بما اتاهم الله من فضله. اذا غرست شجرة المحبة في القلب وسقيت بماء الاخلاص ومتابعة الحبيب اثمرت انواع الثمار واتت اكلها كل حين باذن ربها. اصلها ثابت في - 00:07:17
القلب وفرعها متصل بسدرة المنتهى لا يزال سعي المحب صاعدا الى حبيبه لا يحجبه دونه شيء اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه فصل لا تحد المحبة بحد اوضح منها. فالحدود لا تزيدها الا خفاء وجفاء - 00:07:37
نتكلم عن تعريف المحبة يقول المحبة هي المحبة يعني ما يحتاج الانسان يتكلف لها حدود وتعريفات فهي اوضح من كل تعريفاتها ولا توصف المحبة بوصف اظهر من المحبة وانما يتكلم الناس في اسبابها وموجباتها وعلاماتها وشواهدها وثمراتها واحكامها - 00:07:59
فحدودهم ورسومهم دارت على هذه الستة وتنوعت بهم العبارات وكثرت الاشارات بحسب ادراك الشخص ومقامه وحاله وملكه للعبارة وهذه المادة تدور في اللغة على خمسة اشياء اه ذكرها الصفاء والبياظ والعلو والظهور واللزوم والثبات واللب والحفظ والامساك. ثم قال ولا ريب ان هذه الخمسة من لوازم - 00:08:21
بحبك فانها صفاء المودة وهيجان ايرادات القلب للمحبوب. وعلوها وظهورها منه لتألقها بالمحبوب المراد. وثبوت ارادة القلب المحبوب ولزومها لزوما لا تفارقه ولاعطاء المحبوب محبوبه لبه واشرف ما عنده وهو قلبه ولاجتماع عزماته واراداته - 00:08:49
همومه على محبوبه فاجتمعت فيها المعاني الخمسة ووضعوا لمعناها حرفين مناسبين للمسمى غاية المناسبة. الحاء التي هي من اقصى الحلق والباء الشفوية التي هي نهايته فللحاء الابتداء وللباء الانتهاء. وهذا شأن المحب وهذا شأن المحبة وتعلقه او المحب وتعلقه بالمحبوب - 00:09:09
فان ابتدائها منه وانتهائها اليه وقالوا في فعلها حبه واحبه ثم قال واعطوا الحب حركة الضم التي هي جد الحركات واقواها مطابقة لشدة حركة مسماها وقوتها. واعطوا الحب والمحبوب حركة الكسر لخفتها عن عن الضمة وخفة المحبوب وخفة ذكره على قلوبهم والسنتهم من اعطائه حكم نظائره كنهب - 00:09:33
بمعنى من هوب او كنهب بمعنى منهوب وذبح بمعنى مذبوح وحمل بمعنى محمول بخلاف الحمل الذي هو مصدر لخفته ثم الحق به حملا لا يشق على حامله حمله كحمل الشجرة والولد. فتأمل هذا اللطف والمطابقة والمناسبة العجيبة بين الالفاظ والمعاني - 00:10:00
تطلعك على قدر هذه اللغة وان لها شأنا ليس لسائر اللغات فصل في ذكر رسوم وحدود قيلت في المحبة بحسب اثارها وشواهدها والكلام على ما يحتاج اليه منها الان سيذكر يعني عشرين تقريبا عشرين حد او عشرين آآ جملة في تعريف المحطة او في ذكر آآ - 00:10:19
يعني رسوم وحدود في المحبة ولكن بحسب الاثار والشواهد يعني كانها اثار وشواهد فمنها مثلا الميل الدائم للقلب آآ الايثار المحبوب على جميع المصحوب موافقة الحبيب في المشهد مواطئة القلب لمرادات المحبوب - 00:10:43
اه استقلال الكثير من نفسك واستكثار القليل من حبيبك وهذا بلا شك اثر من اثار المحبة وليس هو المحبة وهذا قول ابي يزيد وهو ايضا من احكامها وموجباتها وشواهدها والمحب الصادق لو بذل لمحبوبه جميع ما يقدر عليه لاستقله واستحيا منه - 00:10:58
ولو ناله من محبوبه اكثر شيء لاستكثره واستعظمه ثم اه ننتقل الى الفصل التالي في اربع مئة وثمانية واربعين هذا الفصل مهم جدا وهو عن الاسباب الجالبة للمحبة ويقصد الاسباب التي تجلب للانسان محبة الله له - 00:11:15
فان محبة الله للعبد اشرف واعز واعلى من محبة العبد للرب حسنا ما الذي ما الذي يوصل العبد الى ان يحبه الله سبحانه وتعالى؟ وذكر عشرة اسباب توصل الى محبة الله للعبد - 00:11:39
قال احدها قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه وما اريد به كتدبر الكتاب الذي يحفظه العبد ويشرحه ليتفهم مراد صاحبه منه الثاني التقرب الى الله بالنوافل بعد الفرائض فانها توصله الى درجة المحبوبية بعد المحبة - 00:11:54
وهنا الدليل على هذه واضح وكذلك على الاولى الاولى الدليل ليس صريحا يعني اقصد مباشرا نصا وانما هو مفهوم من كثير من المعاني الشرعية في الاولى قراءة القرآن بالتدبر فان الله سبحانه وتعالى يحب من عبده - 00:12:15
ان يعني يقرأ القرآن ويقف عنده وهو اعظم كلام وهو كلام الخالق سبحانه وتعالى وليس منا من لم يتغنى بالقرآن اذن الله لشيء اذنه لعبد حسن او لنبي حسن الصوت بالقرآن يتغنى به الى اخره - 00:12:33
اه اما الثاني ففيه نص صريح وهو قول الله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي اه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه وهذا نص صريح على السبب الثاني. الثالث دوام ذكره على كل حال باللسان والقلب والعمل والحال. فنصيبه من المحبة - 00:12:51
على قدر نصيبه من هذا الذكر وهذا ايضا من المعاني المكررة كثيرا في آآ عند عند العلماء ان من من الاسباب او من علامات محبة العبد لله والتي تجلب محبة الله للعبد - 00:13:11
ادامة ذكره سبحانه وتعالى. الرابع ايثار محابه على محابك عند غلبات الهوى. والتسلم الى محابه وان صعب المرتقى الخامس مطالعة القلب لاسمائه وصفاته ومشاهدتها ومعرفتها وتقلبه في رياض هذه المعرفة ومبادئها. فمن عرف الله - 00:13:27
وصفاته وافعاله احبه لا محالة. ولهذا كانت المعطلة والفرعونية والجهمية قطاع الطريق على القلوب بينها وبين الوصول الى المحبوب السادس مشاهدة بره واحسانه والاءه ونعمه الباطنة والظاهرة فانها داعية الى محبته - 00:13:46
السابع وهو من اعجبها انكسار القلب بكليته بين يدي الله تعالى وليس في التعبير عن هذا المعنى غير الاسماء والعبارات يعني يقول انه لا يوصف هذا هذا المعنى الذي هو انكسار القلب بكليته بين يدي الله - 00:14:09
لا يوصف بجمل او بالفاظ تكشف عن حقيقته وانما غاية ما فيها اشارات معينة لفظية تعبر عن هذا المعنى الثامن الخلوة به وقت النزول الالهي لمناجاته وتلاوة كلامه والوقوف بالقلب والتأدب بادب العبودية بين يديه. ثم ختم ذلك بالاستغفار - 00:14:29
توبة التاسع مجالسة المحبين الصادقين والتقاط اطايب ثمرات كلامهم كما ينتقى اطايب الثمر ولا تتكلم الا اذا ترجحت مصلحة الكلام وعلمت ان فيه مزيدا لحالك ومنفعة لغيرك. العاشر مباعدة كل سبب يحول - 00:14:50
بين القلب وبين الله عز وجل فمن هذه الاسباب العشرة وصل المحبون الى منازل المحبة ودخلوا على الحبيب وملاك ذلك كله امران استعداد الروح لهذا الشأن وانفتاح عيني البصيرة. وبالله التوفيق - 00:15:08
ثم اخذ يتكلم عن نوعه المحبة او طرفا المحبة المحبة العبد للرب ومحبة الرب للعبد قال والكلام في هذه المنزلة معلق بطرفين طرف محبة العبد لربه وطرف محبة الرب لعبده - 00:15:27
والناس في اثبات ذلك ونفيه اربعة اقسام فاهل اهل يحبهم ويحبونه على اثبات الطرفين وان محبة العبد لربه فوق كل محبة تقدر ولا نسبة الاساءة للمحاب اليها وهي حقيقة لا اله الا الله - 00:15:42
وكذلك عنده محبة الرب لاولياءه وانبيائه ورسله صفة زائدة على رحمته واحسانه وعطائه فان ذلك اثر محبتي وموجبها فانه لما احبهم كان نصيبهم من رحمته واحسانه وبره اتم نصيب والجهمية المعطلة عكس هؤلاء - 00:16:02
فانه عندهم لا يحب لا يحب ولا يحب ولم يمكنهم تكذيب النصوص فاول نصوص محبة العباد له على محبة طاعته وعبادته والازدياد من الاعمال لينالوا بها الثواب. وان اطلقوا عليهم بها لفظ المحبة فبما فلما ينالون به من الثواب والاجر. والثواب المنفصل عندهم - 00:16:24
والثواب المنفصل عندهم هو المحبوب لذاته والرب تعالى محبوب لغيره يحب الوسائل. الى اخره يعني نتكلم عن الذين يتأولون الصفات ومن جملة ما تأولوه تأولوا صفة المحبة اه وهذا من جملة الحرمان يعني هي المسألة تناقش من جهتين. الجهة الاولى نقاش نقاش عقدي يعني من حيث الاثبات اثبات الصفات - 00:16:48
والثاني نقاش متعلق بالسلوك والتزكية وانه اه نفي هذه الصفات او تأويلها يعني نفي هذه الصفات وتعطيلها له لوازم سلوكية سيئة ولذلك تجدونه ابن قيم في اكثر من منزلة لمن يأتي يقول وهذه المنزلة من حظ اهل الاثبات واما المعطلون فليس لهم حظ في مثل هذه المنازل - 00:17:11
ثم قال ناقش الفكرة في يعني في اسطر متعددة ثم اه قال وجميع طرق الادلة في الصفحة التالية ربعمية واثنين وخمسين وجميع طرق الادلة عقلا ونقلا وفطرة وقياسا واعتبارا وذوقا ووجدا - 00:17:33
تدل على اثبات محبة العبد لربه والرب لعبده. وقد ذكرنا لذلك قريبا من مائة طريق. في كتابنا الكبير في المحبة اه مثل ما قال المحقق لانه يقصد روضة المحبين. وذكرنا فيه فوائد المحبة وما تثمر لصاحبها من الكمالات. واسبابها وموجباتها. والرد على - 00:17:49
من انكرها وبيان فساد قوله وان المنكرين لذلك قد انكروا خاصة الخلق والامر والغاية التي وجدوا لاجلها فان الخلق الامر والثواب والعقاب انما نشأ عن المحبة ولاجلها وهي الحق الذي به خلقت السماوات والارض. وهي الحق الذي تضمنه الامر والنهي. وهي سر التأليه. وتوحيدها هو شهادة - 00:18:11
شهادة ان لا اله الا الله وليس كما زعم المنكرون ان الاله هو الرب الخالق فان المشركين كانوا مقرين بانه لا رب الا الله ولا خالق سواه هنا كلام مهم جدا في مسألة التوحيد - 00:18:36
مهم جدا وفي وفي اه قيمة لا اله الا الله يعني احنا لما نقرأ النصوص الشرعية في قيمة كلمة لا اله الا الله آآ نجد شيئا عجيبا شيئا عظيما. هذه المنزلة لكلمة لا اله الا الله آآ لا يفهمها حقا الا - 00:18:53
من يفهم لا اله الا الله اصلا. يعني الذي يستوعب قيمة لا اله الا الله هو المستوعب قبل ذلك لحقيقة هذه الكلمة ومعناها فهنا ابن القيم يلفت الانتباه هنا ابن القيم يلفت الانتباه الى اه ان ان لا اله الا الله ليست معناها انه لا خالق الا الله - 00:19:13
او لا رب الا الله. يقول هذه هذه القضية كانت معروفة عند المشركين ولكن القضية اعمق وابعد من ذلك بكثير. فالقضية فيها آآ يعني تحقيق عدة امور ومن ضمنها المحبة - 00:19:35
ومن ضمنها المحبة لننتبه الى هذا المعنى لانه سيذكره بادلته وهو معنى عظيم جدا وشريف وتزيد من قيمة ذكر لا اله الا الله عند الانسان وتزيد من حبه من حبنا لهذه الكلمة اذا نطقنا بها - 00:19:49
يقول ليس كما زعم المنكرون ان الاله هو الرب الخالق. فان المشركين كانوا مقرين بانه لا رب الا الله. ولا خالق سواه وبانه وحده المنفرد بالخلق والربوبية. ولم يكونوا مقرين بتوحيد الالهية وهو المحبة والتعظيم. بل كانوا يؤلهون مع الله غيره - 00:20:07
وهذا هو الشرك الذي لا يغفره الله وصاحبه ممن اتخذ من دون الله اندادا. قال الله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا ايش يعملوا؟ ايش ايش الانداد هذي؟ ايش ايش عملهم فيها؟ قال ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبون - 00:20:27
انهم كحب الله فاخبر ان من احب من دون الله شيئا كما يحب الله كما يحب الله تعالى فهو ممن اتخذ من دون الله اندادا فهذا ند في المحبة لا في الخلق والربوبية. فان احدا من اهل الارض لم يثبت هذا الند في الربوبية. بخلاف - 00:20:47
دي المحبة فان اكثر اهل الارض قد اتخذوا من دون الله اندادا في الحب والتعظيم. ثم قال سبحانه والذين امنوا اشد حبا لله هنا هذا هذا الجملة هذه الاية الجملة في هذه الاية من مما اختلف فيه المفسرون ايش المقصود والذين امنوا اشد حبا لله - 00:21:08
هل الذين امنوا اشد حبا لله من حب اولئك المشركين لالهتهم يعني الله سبحانه وتعالى قال انه انه هؤلاء يحبون اندادا من دون الله كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله. اشد حبا لله من ايش - 00:21:31
يقول لك القول الاول انه اشد حبا لله من اصحاب الانداد لاندادهم والهتهم التي يحبونها قدمونها من دون الله والثاني والذين امنوا اشد حبا لله من محبة المشركين بالانداد لله - 00:21:49
فان فان محبة المؤمنين خالصة ومحبة اصحاب الانداد قد ذهبت اندادهم بقسط منها والمحبة الخالصة اشد من المشتركة والقولان مرتبان على القولين في قوله تعالى يحبونهم كحب الله فان فيها قولين - 00:22:09
احدهما يحبونهم كما يحبون الله فيكون قد اثبت لهم محبة الله ولكنها محبة يشركون فيها مع الله اندادا والثاني ان المعنى يحبون اندادهم كما يحب المؤمنون الله ثم بين ان محبة المؤمن ان محبة المؤمنين لله اشد من محبة اصحاب الانداد لاندادهم - 00:22:28
وكان شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله يرجح القول الاول ويقول انما ذموا بان اشركوا بين الله وبين اندادهم في المحبة ولم يخلصوها لله كما محبة المؤمنين له وهذه التسوية - 00:22:52
المذكورة في قوله تعالى حكاية عنهم وهم في النار يقولون لالهتهم واندادهم وهي محضرة معهم في العذاب تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين. طب كيف كانوا يسوونهم برب العالمين؟ قال ومعلوم انهم لم يسووهم - 00:23:06
برب العالمين في الخلق والربوبية. وانما سووهم به في المحبة والتعظيم وهذا ايضا هو العدل المذكور في قوله تعالى ثم الذين كفروا بربهم يعدلون العدل هنا ليس من العدل الذي هو ضد ضد الظلم. وانما ان يعدلون به غيره في العبادة التي هي المحبة والتعظيم وهذا - 00:23:27
اصح القولين وقيل الباء بمعنى معا اه الباء هنا في اه في بربهم ثم الذين كفروا بربهم يعدلون. يقول وقيل الباء بمعنى عن والمعنى ثم الذين كفروا عن ربهم اي يعدلون عن عبادته - 00:23:50
الى عبادة غيره وهذا ليس بقوي اذ لا تقول العرب عدلت بكذا اي عدلت عنه وانما اذا جاء هذا في فعل السؤال نحن سألت بكذا اي عنه كأنهم ضمنوه واعتنيت به واهتممت ونحو ذلك - 00:24:09
وقال تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله. وهي تسمى اية المحبة. قال ابو سليمان الدهراني لما ادعت القلوب محبة الله انزل الله لها محنة قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله - 00:24:25
قال بعض السلف ادعى قوم محبة الله فانزل الله اية المحنة قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله وقال يحببكم الله اشارة الى دليل المحبة وثمرتها وفائدتها. فدليلها وعلامتها اتباع الرسول. وفائدتها وثمرتها - 00:24:44
محبة المرسل لكم. فما لم تحصل المتابعة فليست محبتكم له حاصلة ومحبته لكم وانت في الان وقال تعالى يا ايها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم - 00:25:04
ويحبونه اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم فقد ذكر لهم اربع علامات احدها انهم ادلة على المؤمنين. قيل معناه ارقاء رحماء مشفقين عليهم - 00:25:25
عاطفين عليهم فلما ضمن اذلة هذا المعنى عداه باداة علم طبعا سبق انه احنا تكلمنا عن الفعل اللازم لما يعدى بحرف جر كيف انه احيانا يطمن معنى فعل اخر كلمنا عن يشرب بها عباد الله وما الى ذلك - 00:25:45
قال فلما ضمن ادلة هذا المعنى عداه باداة على. قال عطاء للمؤمنين كالولد كالولد لوالده والعبد لسيده وعلى الكافرين كالاسد على فريسته اشداء على الكفار رحماء بينهم. هذي العلامة الثانية - 00:26:02
العلامة الثالثة الجهاد في سبيل الله بالنفس واليد واللسان والمال وذلك تحقيق دعوى المحبة العلامة الرابعة انهم لا تأخذهم في الله لومة لائم وهذا علامة صحة المحبة فكل محب يأخذه اللوم عن محبوبه - 00:26:23
فليس بمحب على الحقيقة كما قيل لا كان من لسواك فيه بقية يجد السبيل بها اليه اللوم وقال تعالى اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب الى قوله محظورا - 00:26:46
فذكر المقامات الثلاث الحب وهو ابتغاء القرب اليه والتوسل اليه بالاعمال الصالحة والرجاء يعني وذكر الخوف والرجاء رجاء يدل على ابتغاء وسيلتي امر زائد على رجاء الرحمة وخوف العذاب. ومن المعلوم قطعا انك - 00:27:04
اه اجعل لها انه كما اشار المحقق. ومن المعلوم قطعا انه لا يتنافس الا في قرب من تحب قربه وحب آآ قربه تبع لمحبة ذاته. بل محبة ذاته اوجبت محبة القرب منه - 00:27:23
وعند الجهمية والمعطلة ما من ذلك كله شيء فانه عندهم لا تقرب ذاته من شيء ولا او لا تقرب ذاته من شيء ولا يقرب من ذاته شيء ولا يحب لذاته ولا يحبه. فانكروا حياة القلوب ونعيم الارواح وبهجة النفوس وقرة العيون - 00:27:40
واعلى نعيم الدنيا والاخرة. ولذلك ضربت قلوبهم بالقسوة وضربت دونهم ودون الله حجب على معرفته ومحبته فلا يعرفونه ولا يحبونه ولا يذكرونه الا عند تعطيل اسمائه وصفاته. فذكرهم اعظم اثامهم واوزارهم بل يعاقبون يعاقبون من - 00:28:00
وباسماء وصفاته ونعوت جلاله ويرمونهم بالادواء التي هي احق بها واهلها. وحسب ذي البصيرة وحياة القلب ما يرى على وحسب ذي البصيرة وحياة القلب ما يرى على كلامهم من القسوة والمقت. والتنفير عن محبة الله عز وجل ومعرفته وتوحيده. والله - 00:28:18
الله المستعان وقال تعالى ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه. وقال احبابه واولياؤه انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا وقال تعالى وما لاحد عنده من نعمة تجزى الا ابتغاء وجه ربه الاعلى - 00:28:38
فجعل غاية اعمال الابرار والمقربين والمحبين ارادة وجهه وقال تعالى ان كنتن تردن الله ورسوله والدار الاخرة فان الله اعد للمحسنات منكن اجرا عظيما. فجعل ارادته غير ارادة الاخرة. وهذه الارادة لوجهه - 00:28:59
موجبة للذة النظر اليه في الاخرة كما في مستدرك الحاكم وصحيح ابن حبان في الحديث المرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يدعو الله امة بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق - 00:29:22
احييني اذا كانت الحياة خيرا لي وتوفني اذا كانت الوفاة خيرا لي اسألك خشيتك في الغيب والشهادة. واسألك كلمة الحق في الغضب والرضا. واسألك القصد في الفقر والغنى. واسألك نعيم - 00:29:36
لا ينفد واسألك قرة عين لا تنقطع. واسألك الرضا بعد القضاء. وبرد العيش بعد الموت. واسألك لذة النظر الى وجهك واسألك الشوق الى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة. اللهم زينا بزينة الايمان - 00:29:52
واجعلنا هداة مهتدين هذا الدعاء من الادعية النبوية العظيمة جدا والتي اه تجعل الانسان دائما يتذكر انه في ادعيته في دعائه لله سبحانه وتعالى يحتاج الى ان يستعمل الادعية النبوية لان في الادعية النبوية ما لا يستطيع الانسان الاتيان به من الدعاء - 00:30:14
طبعا ليس معنى ذلك ان الانسان لا يسأل الله اي حاجة خارج الادعية النبوية ولكن القصد انه من المهم جدا ان ان ان يأخذ ان يحفظ الانسان الادعية النبوية وان يستعملها في دعائه. ففيها - 00:30:39
من الحمد والثناء وحسن الدعاء وحسن الطلب. وفيها من الاهتمام بالمقامات العالية. ما لا يعني يأتي به الانسان وحده. قال ابن القيم فقد اشتمل هذا الحديث الشريف على ثبوت لذة النظر الى وجه الله وعلى ثبوت الشوق الى لقائه. وعند الجهمية لا وجه له سبحانه ولا ينظر اليه فضلا عن ان يحصل - 00:30:53
لذة كما سمع بعضهم داعيا يدعو بهذا الدعاء فقال ويحك هب ان له وجها افتلت بالنظر اليه وفي الصحيح عن انس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان ان يكون - 00:31:18
الله ورسوله احب اليه مما سواهما وان يحب المرء لا يحبه الا لله. وان يكره ان يعود في الكفر بعد ان اذ انقذه الله منه كما يكره ان يلقى في النار - 00:31:36
حقيقة هذا الحديث وهو حديث من اصح الاحاديث يعني من الاحاديث الصحيحة المتفق عليها بين الامامين البخاري ومسلم والحتة المشهورة جدا اذا تأملت في النبي صلى الله عليه وسلم ذكر ثلاثة امور - 00:31:51
ليتذوق الانسان ليجد بها حلاوة الايمان لو تأملت فيها ستجد هذه الامور الثلاثة كلها قلبية كلها قلبية وكلها متعلقة بالمحبة وما يضادها كلها متعلقة بالمحبة وما يضادها فمعنى ذلك انه يعني - 00:32:06
التركيز على اعمال القلوب وعلى حركة القلب وعلى المحبة خاصة هو من لب الشريعة ومن لب الاسلام ومن ومن ما اعتنى به النبي صلى الله عليه وسلم وهذا بخلاف اه من لا يعتني بذلك ولا يهتم الا بالظاهر - 00:32:26
الاعمال الظاهرة واعمال الجوارح فقط بينما هنا النبي صلى الله عليه وسلم يقول لك ثلاث من كن فيه وجد منا حلاوة الايمان. انظر ما هي هذه الثلاثة اه محبة الله ورسوله احب من اي شيء اخر. وان تحب انسانا لا تحبه الا لله. وان تكره ان تعود في الكفر كما تكره - 00:32:44
ان تقذف في النار. وفي صحيح البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب - 00:33:02
وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لاعطينه ولئن استعاذني لاعيذنه - 00:33:10
وفي الصحيحين عنه ايضا عن النبي صلى الله عليه وسلم اذا احب الله العبد دعا جبريل فقال اني احب فلانا فاحبه فيحبه فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء فيقول ان الله يحب فلانا - 00:33:27
فاحبوه فيحبه اهل السماء ثم يوضع له القبول في الارض وذكر في البغض عكس ذلك وهذا ايضا من الاحاديث الصحيحة العظيمة جدا ولك ان تتخيل لو كنت ممن يدعى باسمك في هذه المنزلة يعني - 00:33:46
للانسان ان ان يتخيل لو نال شرف لو نال شرف ان ينادي الله باسمه في السماء باسمه يعني اسمك فلان الفلاني فيخاطب الله جبريل ويقول هذا الرجل او هذه المرأة - 00:34:06
الا احبه او احبه فجبريل يحبه ثم ينادى في اهل السماء او جبريل ينادي في اهل السماء ان الله يحب فلانا بالاسم فيحبه اهل السماء ثم يوضع له القبول في الارض - 00:34:25
وهذا يعني هذا معنى مما يعزي الانسان كثيرا ان ان ان يعني يرجوه عند الله سبحانه وتعالى اذا كان من اهل طاعته والثبات على دينه ولو آآ اوذي ولو عودي ولو ولو الى اخره. لكن - 00:34:41
الانسان يرجو الله فقط ان يكون اه من من اهل هذه المنزلة انه لا احد يضمن مثل هذه المنزلة وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها في حديث امير السرية الذي كان يقرأ قل هو الله احد لاصحابه في كل صلاة قال لانها صفة الرحمن - 00:35:01
فانا احب ان اقرأ بها فقال النبي صلى الله عليه وسلم اخبروه ان الله يحبه طيب انا عندي سؤال الان لكم هذا الحديث يصلح دليلا على اية منزل اي اية درجة من الدرجات العشرة - 00:35:20
الاسباب العشرة الموجبة لمحبة الله في واحدة من العشرة هذا الدليل يصلح هذا الحديث يصلح دليلا عليها الخامس اللي هو اللي هو مطالعة القلب باسمائه وصفاته ومشاهدته الى اخره اه - 00:35:35
ممكن ايضا دعم ذكر اللحوم لكنها اكثر في قضية اه يعني التعلق بالاسماء والصفات وما الى ذلك لانه هذا الرجل قال لانها صفة الرحمن فهو يحب ان يقرأ قل هو الله احد لانها صفة الرحمن - 00:35:57
فقال النبي صلى الله عليه وسلم اخبروها ان الله يحب ان الله يحبهم وفي جامع الترمذي من حديث ابي ادريس الخولاني عن ابي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال كان من دعاء داوود عليه السلام او صلى الله عليه وسلم اللهم اني اسألك حبك وحب من يحبك وحب العمل الذي يبلغني حبك - 00:36:12
اللهم اجعل حبك احب الي من نفسي واهلي ومن الماء البارد. في رواية على الظمان طيب وفيه ايضا من حديث عبد الله بن يزيد الخطمي ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دعائه اللهم ارزقني حبك وحب من ينفعني حبه عندك اللهم - 00:36:30
آآ ما رزقتني من من اللهم ما رزقتني مما احب فاجعلوه قوة لي فيما تحب. وما زويت عني مما احب فاجعله اشار المحقق الى ضعف هذا الحديث والقرآن والسنة مملوءان بذكر من يحبه الله سبحانه من عباده المؤمنين - 00:36:46
والقرآن والسنة مملوءان بذكر من يحبه الله سبحانه من عباده المؤمنين. وذكر ما يحبه من اعمالهم واقوالهم واخلاقهم اذا يمكننا ان نقول ايضا زيادة على ما ذكر ابن القيم في الاسباب العشرة - 00:37:05
نقول من الاسباب الموجبة لمحبة الله للعبد ان يلتزم بالصفات التي اخبر الله في القرآن انه يحب اصحابها وقد اخبر الله في القرآن في مواضع كثيرة انه يحب كذا ويحب كذا ويحب كذا وبالتالي - 00:37:18
من يعمل هذه الاعمال وخاصة لو احتسب في عملها ارادة محبة الله له فهذا من الاسباب الموجبة لمحبة الله. قال الله سبحانه وتعالى والله يحب الصابرين والله يحب المحسنين ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين - 00:37:37
ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كانهم بنيان مرصوص وقال فان الله يحب المتقين. وقوله في ضد ذلك والله لا يحب الفساد. ان الله لا يحب كل مختال فخور. والله لا يحب الظالمين. ان الله لا يحب من كان مختالا فخورا - 00:37:56
وكم في السنة احب الاعمال الى الله كذا وكذا وان الله يحب كذا وكذا كقوله احب الاعمال الى الله الصلاة على وقتها ثم بر الوالدين ثم الجهاد في سبيل الله - 00:38:16
واحب الاعمال الى الله الايمان بالله ثم الجهاد في سبيله ثم حج مبرور واحب العمل الى الله ما داوم عليه صاحبه وقوله ان الله يحب ان يؤخذ برخصه فلو بطلت مسألة المحبة لبطلت جميع مقامات الايمان والاحسان ولتعطلت منازل السير الى الله. فانها رح كل - 00:38:32
ومنزلة وعمل. فاذا خلا منها فهو ميت لا روح فيه ونسبتها الى الاعمال كنسبة الاخلاص اليها بل هي حقيقة الاخلاص بل هي نفس الاسلام فانه الاستسلام للذل والحب والطاعة لله - 00:38:55
ومن لا محبة له لا اسلام له البتة بل هي حقيقة شهادة ان لا اله الا الله فان الاله هو الذي يأله يألهه العباد حبا وذلا وخوفا ورجاء وتعظيما وطاعة له. بمعنى مألوه وهو الذي تألوه تألهه القلوب اي تحبه وتذل - 00:39:11
اهو واصل التأله التعبد. والتعبد اخر مراتب الحب. يقال عبده الحب وتيمه اذا ملكه او ملكه وذلله لمحبوبه فالمحبة حقيقة العبودية وهل تمكن او هل تمكن الانابة بدون المحبة والرضا الحمد والشكر والخوف والرجاء - 00:39:34
وهل الصبر في الحقيقة الا صبر المحبين فانه انما يتوكل على المحبوب في حصول محابه ومراضيه. وكذلك الزهد في الحقيقة هو زهد المحبين فانهم يزهدون في محبة ما سوى محبوبهم - 00:40:01
لمحبته وكذلك الحياء في الحقيقة انما هو حياء المحبين فانه يتولد من بين الحب والتعظيم. واما ما لا يكون عن محبة فذلك خوف المحض وكذلك مقام الفقر فانه في الحقيقة فقر الارواح الى محبوبها وهو اعلى انواع الفقر فانه لا فقر اتم من فقر القلب الى من - 00:40:17
احبه لا سيما اذا وحده في الحب ولم يجد منه عوضا سواه هذا حقيقة الفقر عند العارفين. وكذلك الغنى هو الغنى هو غنى القلب بحصول محبوبه وكذلك الشوق الى الله تعالى ولقائه - 00:40:40
فانه لب المحبة وسرها كما سيأتي فمنكر هذه المسألة ومعطلها من القلوب معطل لذلك كله. وحجابه اكثف الحجب. وقلبه اقسى القلوب وابعدها عن الله وهو منكر لخلة ابراهيم عليه السلام فان الخلة كمال المحبة وهو يتأول الخليل بالمحتاج فخليل الله - 00:40:57
عنده هو المحتاج فكم على قوله لله من خليل من بر وفاجر بالمؤمن وكافر اذ كثير من الكفار والفجار من ينزل حوائجه كلها بالله صغير وكبيرها ويرى نفسه احوج شيء الى ربه في كل حالة. فلا بالخلة اقر المنكرون ولا بالعبودية ولا بتوحيد الالهية ولا بحق - 00:41:20
حقائق الاسلام والايمان والاحسان. ولهذا ضحى خالد بن عبدالله القسري بمقدم هؤلاء وشيخهم جعد ابن درهم وقال في يوم عيد الله الاكبر عقب خطبة خطبة ايها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم فاني مضح بالجعد ابن درهم فانه زعم ان الله لم يتخذ ابراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما تعالوا - 00:41:40
الله عما يقول الجاد علوا كبيرا ثم نزل فذبحه فشكر المسلمون سعيه ورحمه الله وتقبل منه فصل في مراتب المحبة قال اولها العلاقة وسميت علاقة سميت علاقة لتعلق القلب بالمحبوب. قال الشاعر - 00:42:00
آآ علاقة ام الوليد بعيد ما افنان رأسك كالثغام المخلص الثانية الارادة وهي ميل القلب الى محبوبه وطلبه له الثالثة الصبابة وهي انصباب القلب اليه بحيث لا يملكه صاحبه كانصباب الماء في الحدود - 00:42:19
الرابع الغرام وهو الحب اللازم للقلب الذي لا يفارقه. بل يلازمه كملازمة الغريم لغريمه. ومنه سمي عذاب النار غراما للزومه لاهله وعدم مفارقته لهم. قال تعالى ان عذابها كان غرامة. الخامس الوداد وهو صفو المحبة. وخالصها ولبها والودود من اسماء الرب تعالى. وفيه قولان. احدهما - 00:42:38
انه المودود يعني معنى الودود. قال البخاري رحمه الله في صحيحه الودود الحبيب والثاني انه الواد لعباده اي المحب لهم. وقرنه باسمه الغفور اعلاما بانه يغفر الذنب ويحب التائب منه ويوده - 00:43:02
فحظ التائب نيل المغفرة منه وعلى القول الاول الودود في معنى يكون يكون سر الاقتران اي اقتران الودود بالغفور استدعاء مودة العباد له. ومحبتهم اياه باسمه الغفور المرتبة السادسة الشغف - 00:43:21
يقال شغف بكذا فهو مشغوف به وقد شغفه المحبوب اي وصل حبه الى شغاف قلبه كما قال النسوة عن امرأة العزيز قد شغفها حبا وفيه ثلاثة اقوال احدها ان الحب انه الحب المستولي على القلب حيث يحجبه عن غيره - 00:43:38
الثاني الحب الواصل الى داخل القلب. قال صاحب هذا القول المعنى احبته حتى دخل حبه شغاف قلبها اي داخله الثالث انه الحب الواصل الى غشاء القلب والشغاف غشاء القلب اذا وصل الحب اليه باشر القلب - 00:43:55
وقرأ بعض السلف شغفها شعفها بالعين المهملة ومعناه ذهب الحب بها كل مذهب. وبلغ بها اعلى مراتبه ومنه شعث الجبال لرؤوسها السابعة العشق وهو الحب المفرط الذي يخاف على صاحبه منه - 00:44:09
وعليه تأولوا تأول ابراهيم ومحمد بن عبد الوهاب لا ادري من يقصد به بالضبط ولا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به. قال محمد هو العشق و رفع الى ابن عباس شاب وهو يعرفه قد صار كالخلاف فقال ما به؟ قالوا العشق. فجاء ابن عباس - 00:44:32
رضي الله عنه عامة دعائه بعرفة الاستعاذة من العشق وفي اشتقاقه قولان احدهما انه من العشقة محركة وهي نبت الاصفر يلتوي على الشجر فشبه به العاشق والثاني انه من الافراط وعلى القولين فلا يوصف به الرب - 00:44:55
تبارك وتعالى ولا العبد في محبة ربه وان اطلقه سكران من المحبة قد افناه الحب عن تمييزه كان في خفارة صدقه ومحبته وهذا سبق انه ايضا نبه اليه ابن تيمية في كتاب العبودية - 00:45:09
الثامن التتيم وهو التعبد والتذلل يقال تيمه الحب اي ذلله وعبده وتيم الله عبد الله وبينه وبين اليتم الذي هو الانفراد تلاق في الاشتقاق الاوسط. وتناسب في المعنى فان المتيم المنفرد بحبه وشجوه - 00:45:24
كانفراد اليتيم بنفسه عن ابيه وكل منهما مكسور ذليل هذا كسره يتم وهذا كسره تيم التاسعة التعبد وهو فوق التتيم فان العبد هو الذي قد ملك المحبوب رقه الم يبق له شيء من نفسه البتة - 00:45:40
الكل هو عبد لمحبوبه ظاهرا وباطنا وهذا هو حقيقة العبودية ومن كمل ذلك فقد كمل مرتبتها ولما كمل سيد ولد ادم هذه المرتبة وصفه الله بها في اشرف مقاماته. مقام الاسراء كقوله سبحان الذي اسرى - 00:45:59
بعبده ومقام الدعوة كقوله وانه لما قام عبد الله يدعوه. ومقام التحدي كقوله وان كنتم في ريب مما انزلنا على عبدنا وبذلك استحق التقديم على الخلائق في الدنيا والاخرة وكذلك يقول المسيح عليه الصلاة والسلام لهم - 00:46:18
اذا طلبوا منه الشفاعة بعد الانبياء عليهم الصلاة والسلام اذهبوا الى محمد عبد غفر الله له ما تقدم من ذنب به وما تأخر. سمعت شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ويقول فحصلت له تلك المرتبة بتكميل عبوديته لله تعالى وكمال مغفرة - 00:46:37
مغفرة الله له. وحقيقة العبودية الحب التام مع الذل التام والخضوع للمحبوب يقول العرب طريق معبد اي قد دللته الاقدام وسهلته العاشرة مرتبة الخلة التي انفرد بها الخليلان ابراهيم ومحمد صلى الله عليهما وسلم - 00:46:57
كما صح عنه انه قال ان الله اتخذني خليلا كما اتخذ ابراهيم قليلة وقال لو كنت متخذا من اهل الارض خليلا لاتخذت ابا بكر خليله ولكن صاحبكم خليل الرحمن. والحديثان في الصحيح وهما يبطلان قول من قال الخل - 00:47:17
لابراهيم والمحبة لمحمد فابراهيم خليله ومحمد حبيبه طيب ثم ذكر ابتلاء ابراهيم عليه السلام بذبح ابنه اسماعيل وقال بعد ذلك آآ بعد قوله تعالى ان هذا لهو البلاء المبين وهو - 00:47:39
اختبار المحبوب لمحبه وامتحانه اياه ليؤثر مرضاته فيتم عليه نعمه فهو بلاء محنة ومنحة معا. وهذه الدعوة انما دعا اليها بها خواص خلقه واهل الالباب والبصائر منهم. فما كل احد يجيب داعيها ولا كل عين قريرة بها - 00:47:58
واهلها هم الذين حصلوا في وسط قبضة اليمين يوم القبضتين وسائر اهل اليمين في اطرافها. فما كل عين بالحبيب قريرة ولا كل من نودي يجيب المنادي. ومن لا يجيب داعي هداك فخله. يجب كل من اضحى الى الغي. يجب كل من اضحى الى - 00:48:21
اي داعية وقل للعيون الرمد اياك ان اياك ان ترى سنا الشمس فاستغشى ظلام الليالي وسامح نفوسا لم يهبها لحبهم ودعها وما اختارت ولا تكافية. وقل للذي قد غاب يكفي عقوبة مغيبك عند الشأن - 00:48:41
لو كنت واعيا وقل للذي غاب يكفيه عقوبة مغيبك عند الشأن لو كنت واعيا. ووالله لو اضحى نصيبك وافرا رحمت رحمت عدوا رحمت عدوا حاسدا لك قاليا. الم ترى اثار القطيعة قد بدت على حاله فارحمه ان كنت راثيا خفاف - 00:49:01
في شو اعشاها النهار بضوءه بضوئه ولا ولا امها قطع من الليل باديا. فجعلت وصالت فيه حتى اذا النهار بدا واعطت تواري فيا محنة الحسناء تهدى الى امرئ ضرير وعنين من الوجد خاليا اذا ظلمة الليل انجلت بضيائها - 00:49:21
يعود لعينيه ظلاما كما هي فظن بها ان كنت تعرف قدرها الى ان ترى كفئا اتاك موافيا. فما مهرها شيء سوى الروح ايها الجبان تأخر لست كفئا مساوية. فكن ابدا حيث استقلت ركائب المحبة في ظهر العزائم سارية - 00:49:41
ادلج ولا تخشى الظلام فانه سيكفيك وجه الحب في الليل هاديا وسقها بذكراه مطاياك سيكفي المطايا طيب ذكراه حاديا. وعدها بروح الوصل. تعطيك سيرها فما شئت واستبق عظام البوالية واقدم فاما منية او منية تريحك من عيش - 00:50:01
به لست راضيا فما ثم الا الوصل او كلف بهم او او كلف بهم وحسبك فوزا ذاك ان كنت واعيا اما سئمت من عيشها نفس واله تبيت بنار البعد تلقى المكاوية - 00:50:29
اما موته فيهم حياة وذله هو العز والتوفيق ما زال غاليا. اما يستحي من يدعي الحب باخلا بما لحبيب يدعوه ذاليا اما تلك دعوة دعوة كاذب ليس حظه من الحب الا قوله والامانية؟ اما انفس - 00:50:45
او اما اما اما انفس العشاق اما انفس العشاق ملك لغيرهم باجماع اهل الحب ما زال فاشيا؟ اما سمع العشاق قول حبيبة لصب بها او لصب بها وافى من الحب شاكيا ولما شكوت الحب قالت كذبتني - 00:51:05
ولما شكوت الحب قالت كذبتني فما لي ارى الاعضاء منك كواسيا؟ فلا حب حتى يلصق القلب بالحشا وتخرس حتى لا تجيب المنادي وتنحل حتى لا يبقي لك الهوى سوى مقلة تبكي بها - 00:51:25
طيب اكتفي بهذا القدر ونسأل الله سبحانه وتعالى ان يرزقنا حبه وحب من يحبه وحب العمل الذي يقربه الى حبه وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:51:45