محاضرات وكلمات متنوعة

مراقبة الله عز وجل للشيخ محمد بن عبدالله المعيوف

محمد المعيوف

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره اعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا بيده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:00:01ضَ

اشهد ان محمدا عبده ورسوله الله عليه وسلم تسليما كثيرا اما بعد الموضوع الذي بين ايدينا هو موضوع المراقبة هو موضوع مهم لاسيما في هذه المراقبة جليلة وهي ثمرة الايمان بالله عز وجل - 00:00:20ضَ

معرفته باسمائه البحث في هذا الموضوع الكبير تحت المسائل المسألة الاولى المراقبة المسألة الثانية ذكر بعض الادلة عليها من الكتاب والسنة الثالثة ذكروا بعض الاثار عن السلف رحمهم الله تعالى - 00:01:00ضَ

موضوعها مسلا الرابعة المراقبة فوائدها الخامسة الحاجة الملحة هذا الامر من حيث تربية المراقبة وقد عرفها ابن القيم رحمه الله لانها علم العبد علم العبد سيكونه باطلاع الحق عليه ظاهرا - 00:01:31ضَ

بمعنى ان الانسان يعتقد ان الله سبحانه وتعالى مطلع على السرائر عالم بالضمائر مقيم على اعمال عباده قائم على كل نفس بما كسبت ما يبطل الانسان وما يظهر وما يعلن - 00:02:15ضَ

لا تخفى عليه خافية نحو العبادة قال يعزم عن علمه مثاقيل الذر في الارض ولا في السماء الادلة على هذا المعنى من الكتاب والسنة من القرآن قوله عز وجل واعلموا ان الله يعلم ما في انفسكم - 00:02:49ضَ

عز وجل الم يعلم بان الله يرى يعلم خائنة الاعين وما في الصدور وخائنة الاعين سرقة النظر انما لا يحل الانسان ينظر من طرف خفي يقول في نظره الى امور لا تحل - 00:03:19ضَ

ان يطلع عليه احد ويغيب عن قلبه وذهنه ان الله سبحانه وتعالى مطلع عليه قبل اطلاع الناس من الادلة قوله عز وجل عندهم مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو ما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض - 00:03:58ضَ

لا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين هو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار يبعثكم فيه تقضى اجر مسمى ثم اليه مرجعكم ينبئكم بما كنتم تعملون قوله عز وجل - 00:04:25ضَ

وان تجهر بالقول انه يعلم السر واه ذكر الله سبحانه وتعالى احوال الانسان في مقاله وانه قد يشعر بالقول اذا جار به الناس يطلعون عليه الله سبحانه وتعالى اعلم به وبمقاله - 00:04:43ضَ

قبل ان يتلفظ به المسألة الثانية ان يصر الانسان القول فيما بينه بين غيره واذا اسر قوله ان الله عز وجل مطلع الخلق عالم بما في دواخل نفوسهم النسخة الثالثة ما هو اخفى من السر - 00:05:07ضَ

هو ما يمكنه الانسان ويضمره في لا يطلع عليه احد غيره ان علام الغيوب لا ترفع عليه خافية احوال الناس عموما ما تتلوا منه من قرآن ولا تعملون من عمل - 00:05:37ضَ

لو كنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه ما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الارض ولا في السماء لا اصغر من ذلك ولا اكبر في كتاب مبين عز وجل انه عالم - 00:05:57ضَ

في هذه الامور وانها مدونة عنده الادلة على هذا كثيرة هذه المراقبة نتيجة معرفة الله سبحانه وتعالى تعظيمه محبته والحياء منه وهي تحصل للعبد اذا هو تعبد الله عز وجل باسمائه الحسنى - 00:06:12ضَ

ان لكل اسم من اسماء الله تعالى عبودية خاصة به الاسم العليم الرغيب السميع المصير عبودية تلك الاسماء معناها قلبه منها وتعبد الله سبحانه وتعالى بمقتضاها انها تثمر العبد مراقبة الله عز وجل - 00:06:53ضَ

اذا حدثته نفسه الامارة بالسوء ان يعمل شيئا ذكر ان الله عالم به ناظر اليه لقوله اثمر ذلك تعظيمه لله خوفه ومهابته له سبحانه وبحمده واما الادلة من السنة فمعروفة - 00:07:34ضَ

مشهورة من اشهرها حديث عمر المخرج في صحيح مسلم ما جاء جبريل الى النبي صلى الله عليه وسلم عدة اسئلة سأله عن الاسلام اجابه المصطفى صلى الله عليه وسلم باركان الاسلام الخمسة - 00:08:10ضَ

اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. تقيم الصلاة وتأتي الزكاة متى تصوم رمضان وتحج البيت سأله عن الايمان اجابه باركانه الستة الايمان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه - 00:08:35ضَ

تؤمن بالقدر خيره وشره سأله عن الاحسان فاجابه بمرتبتين المرتبة الاولى ان تعبد الله كأنك تراه الله وكانك ترى الله عز وجل عبادة تعظيم وطلب شوق له سبحانه وبحمده فان لم تكن ترى اي ان لم تعوده كانك ترى - 00:08:52ضَ

لانه يراك وهذه عبادة توكل العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم بالساجدين انه وهو السميع العليم وسبحانه وبحمده ترى مكانك اسمعوا كلامك ويعلم هذا كله يوجد في قلب الانسان ومهابة - 00:09:23ضَ

بربه سبحانه وبحمده من الادلة اذا صلى الله عليه وسلم في الحديث المخرج صحيح مسلم ايضا ان الله لا ينظر صوركم ولا الى اموالكم ولكن ينظر الى قلوبكم وتعالى لا ينظر للاشكال - 00:10:00ضَ

مظاهر الاموال كما ينظر كثير من الناس حينما ينظر الى ما هو اعظم من ذلك واهم واكبر وينظر الى القلوب وما فيها من الاخلاص ما فيها من العقائد ما فيها من النيات - 00:10:26ضَ

وينظر الى الاعضاء الجوارح ما فيها من الاعمال متابعة في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه ان يتفقد قلبه ويراجع نفسه وينظر في اعماله الحق سبحانه وتعالى ينظر اليها - 00:10:46ضَ

كل واحد منا هذه الامور على احسن حال وكان للسلف الصالح رحمه الله هذا عناية فائقة في هذه العبادة الجليلة قد ورد عن عبد الله ابن دينار رحمه الله قال خرجنا مع عمر - 00:11:16ضَ

مكة منزل فانحدر علينا راعي غنم من جبل عمر كالمختبر له وانما هي لسيدي انا اقول لسيدك اكلها الذئب قال اين الله يا عمر رضي الله عنه وارضاه عن سيده - 00:11:43ضَ

منه واعتقه اعتقتك هذه الكلمة في الدنيا وارجو ان تعتقك يوم القيامة ورد الحميدي الطويل رحمه الله وهو من اجلاء التابعين قال العلم كانوا يحبون الوعظ يحبون ان يسمعوا النصحة من اخوانهم - 00:12:11ضَ

قال له ان كنت ان عصيت الله حاليا اظن ان الله يراك لقد تجرأت على امر عظيم ان كنت تظن انه لا يراك هشام ابن عبدالملك رحمه الله احد الخلفاء - 00:12:41ضَ

امية ابا حازم يطوف بالبيت السلف رحمه الله تعالى من علماء التابعين وقاله في المطاف عظني واوجز لا يسمح باطالة فقال له كلمات قال لا يراك الله حيث نهاك ولا يفقدك - 00:13:02ضَ

كيف امرك قال سفيان رحمه الله تعالى عليك بالمراقبة لمن لا تخفى عليه خافية لمن يملك الوفاء قال رجل فيما يعينني وقال له ان كنت تعلم الله عز وجل نظره اليك - 00:13:37ضَ

من نظرك المنظور ان الانسان اذا استشعر هذا المعنى وان الله تعالى ناظر اليه قبل ان ينظروا الى شهوته فان ذلك يعينه في نظري بشرى بعض السلف انه قال قال اذا جلست - 00:14:20ضَ

من الناس كن واعظا في قلبك ونفسك ولا يغرنك اجتماع الناس عليك فان الناس يراقبون ظاهرك الله عن السلف في هذا المعنى كثيرة لانهم على هذا معنا كثيرا يحرصون على مراقبة الله - 00:14:57ضَ

وتعالى جميع امورهم واحوالهم في سرهم وعلانيتهم في ظاهرهم وفي باطنه من هذه المراقبة تثمر امورا كبيرة محبته اجلاله ان المؤمن حقا يستحي ان يراه الله سبحانه على حال يجل الله تعالى ويعظمه - 00:15:29ضَ

ذنبا يقع في معصية طاعة ان الله سبحانه وتعالى عالم بحاله سره وعلانيته اذا اخلوت ظلمة في ريبة فاستحي من نظر الاله وقل لها ان الذي خلق الظلام يراني اذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل - 00:16:12ضَ

ولكن كن علي رقيب ولا تحسبن الله ساعة ان ما يخفى يغيب ترى ان اليوم اسرع وان غدا للناظرين قريب ثمراتي المراقبة اجتهاد في الطاعات البعد المعاصي والمحرمات ان الانسان - 00:16:52ضَ

اذا استشعر هذا المعنى الكبير استحضر هذه العبادة انه يجاهد نفسه بحاجة الجهات الجهاد المرير صاحبها بسوء كما قال عز وجل نفسي ان النفس امارات بالسوء اذا يكبح جماحها يشاهدها فانها - 00:17:32ضَ

واذا وجاهد واستعان بالله عليها ان الله سبحانه يحد من وتأثيرها عليه وهي خصم لصاحبها وهي بين جوانحه زكاها باعمال الخير بالاسباب النافعة افلح وانجح وتركها الى كل مكان ان ذلك علامة خصوانه وضياعه - 00:18:15ضَ

تعالى ونفسه لما سواها فجورها وتقواها قد افلح من زكاها المراقبة ان الله سبحانه وتعالى رقيب عليه قريب منه لا تخفى عليه خافية من حركاتي ولا من سكاناته زادا بعدا عن الشر - 00:18:58ضَ

قربة الى الخير وقربا الى الله عز وجل الله سبحانه وتعالى قريب من عباده عبادي عني فاني قريب اذا دعا يحرص الانسان يقترب من ربه بحمده فان الله سبحانه وتعالى - 00:19:36ضَ

لا حد له من تقرب اليه في الحديث القدسي من اي ذراع من تقرب الي ذراعا يمشي ومن ثمراتها انها علامة على كمال ايمان الانسان صحتي ان المؤمن من يرعوي عن - 00:20:00ضَ

ويقبل على الخير اشعارا بعظمة الله سبحانه وتعالى خوفا من عقابه رجاء من ثم ويفوز مغفرته سبحانه وتعالى ورحمته جنته ودار كرامته التوفيق لما يحب ولهذا كان لزاما علينا نجاهد انفسنا في - 00:20:46ضَ

هذه العبادة ونستشعر الله لنا في كل احوالنا ايضا نستفيد من هذه العبادة تربية الناشئة فان الناشئة في كل زمان وفي هذا الزمان احوج ما يكونون الى الرعاية والملاحظة واصبحت تربيتهم - 00:21:21ضَ

ليست بالامر سهل تقارن احوال الناس الى وقت ليس بالبعيد يتأكدوا ان نربيهم هذه العبادة الجليلة وان يراقب الله سبحانه وتعالى في كل احوالهم وامورهم قد يتعرضون لامور لا طاقة لهم بها - 00:21:50ضَ

حتى لا طاقة للكبار بها ربما سمعوا على عقولهم عقائدهم ربما نظروا وهذا شبه شهوات عليهم في سلوكهم في اخلاقهم عندهم المقاومة ما يرون ما يسمحون لكن تربيتهم على مراقبة الله سبحانه - 00:22:14ضَ

تعالى يجعل عندهم حدود وحواجز من الانخراط والاهماك في هذه المتاهات ولو تأملنا القصة لقمان مع ولده وهي قصة ذكرها ربنا وجل قوله عز وجل ولقد اتينا لكم هذا الحكمة الى ان قال واذ قال لقمان لابنه وهو يعظه - 00:22:47ضَ

انا وقفة عند قوله تعالى وهو عظة ان الله تعالى ما ذكر القصة لمجرد تسلية النظر فيها وفي محتواها انما تذكر قصصه والتعافي والتفكر استفادة وقد وعظ ولده وذكره ذكره جملة من الوصايا العظيمة - 00:23:14ضَ

بقوله لا تشتكي وهو يعظه بالله فنهاه عن الشرك بالله عز وجل يا بني يا بني لا بالله ان الشرك لظلم عظيم اعظم الوصايا معه عمل مهما تشاهد الانسان الاعمال الصالحة فان الشرك يأتي على كل هذه الاعمال - 00:23:44ضَ

ثم قال بعد ذلك يا بني انها ان تك مثقال حبة من خردل فتكون في صخرة في السماوات او في الارض يأتي بها الله ان الله لعطيكم خبير لتكن في جوف صخرة - 00:24:17ضَ

قد اطبقت عليها هذه الصخرة حبة الخردل حبيبة صغيرة من اصغر انواعها لو كانت هذه الحبة الصغيرة او في السماوات او في الارض غائبة في اي مكان عن اعين الناس - 00:24:36ضَ

ان الله سبحانه وتعالى لماذا؟ لانه تعالى لطيف خبير اللطيف هنا المعنى العليم الذي علم ما دق الخبير الذي يعلم وبواطنها فهو يربي ولده على مراقبة الله عز وجل وانه اذا كان الله سبحانه وتعالى يعلم الخردلة في جوف الصخرة - 00:24:59ضَ

او في اي مكان في السماء والارض وانه تعالى يأتي قادر على ان ان يأتي بها ان تراقب الله عز وجل ان الله سبحانه وتعالى عالم بك مطلع عليك كل عمل تعمله - 00:25:31ضَ

الى اخر الوصايا الجليلة التي يحسن الوقوف عندها والنظر فيها الاستفادة منها في تربية اولادنا وبناتنا نجد لذلك عونا توجيههم وارشادهم وتربيتهم الانسان ايها الاخوان نستشعر ان كل ما حولهم شاهد عليه - 00:25:50ضَ

نعلم ما توسوس به نفسه ونحن ما قربوا اليه من حبل الوريد اذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن ما يلفظ من قول شهيد عن اليمين هذا يكتب الحسنات وهذا يكتب السيئات وما يلفظ العبد من قول - 00:26:26ضَ

الارض تشهد عليه يومئذ تحدث اخبار اعضاء وجوارحه وحواسه ايضا تشهد عليه تشهد عليهم السنة وايديهم مكن الله سبحانه شهيد عليه وكفى به شهيدا كل هذه الامور وتقوي هذه العبادة العظيمة - 00:26:52ضَ

الجديدة مراقبة الله سبحانه وتعالى نجتهد ونحرص عليه وان يجاهد الانسان نفسه مجاهدة اطرها على والزامها طاعة الله عز وجل ابعادها المحرمات المعاصي مع هذا كله يتأكد على الانسان ان يستعين بربه - 00:27:24ضَ

ان يحفظه وان يثبته وان يوفقه وان يعينه وان يثبت قلبه وان يصلح احواله اعماله ونيته وذريته اللهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام نسألك بانا نشهد انك انت الله لا اله الا انت - 00:28:09ضَ

نصلي ونسلم على اللهم يا ذا الجلال والاكرام يا حي يا قيوم ان تصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرجنا دنيانا التي فيها معاشنا الاخرة التي اليها معادنا الحياة زيادة لنا من كل خير - 00:28:35ضَ

صراحة من كل شر اللهم الهمنا رشدنا وقنا شر انفسنا اللهم الى ما يرضيك عنا اللهم يا مقلب القلوب قلوبنا على دينك اللهم انا نسألك جنة الفردوس وما قرب اليها من قول وعمل - 00:28:59ضَ

نعوذ بك من النار اليها من قول وعمل تجلى كل قضاء علينا خيرا اللهم امنا في اوطاننا اصلح ائمتنا ولاة امورنا وارزقهم بطانة صالحة ناصحة يا ارحم الراحمين اللهم لنا - 00:29:21ضَ

لوالدينا ووالديهم وجميع ارحامنا واحبابنا واخواني المسلمين بمنك بفضلك وجودك يا ارحم الراحمين الحمد لله رب العالمين صلى الله على نبينا محمد اجمعين الاخوة في جمعية الدعوة في جزاكم الله خير - 00:29:42ضَ

وفقكم وسدد وبارك فيه - 00:30:04ضَ