بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم لك الحمد. في الاولى والاخرة ولك الحمد ولك الحكم واليك المصير اللهم انا نسألك العافية في الدنيا والاخرة. اللهم انا نسألك العفو والعافية في ديننا ودنيانا واهلينا واموالنا. اللهم استر عوراتنا وامن روعاتنا واحفظنا من بين - 00:00:00
بايدينا ومن خلفنا وعن ايماننا وعن شمائلنا ومن فوقنا ونعوذ بعظمتك ان نغتال من تحتنا اه اليوم عندنا البداية مع منزلة التهذيب والتصفية ثم اه سننتقل الى منزلة الاستقامة ثم الى منزلة التوكل سنأخذ ثلاثة ثلاث منازل اليوم ان شاء الله - 00:00:25
المنزلة الاساسية اليوم هي التوكل يعني هي التي سنقف عندها كثيرا ان شاء الله. اما التهذيب والتصفية والاستقامة اه سنمر على مقاصدها سريعا قال رحمه الله فصل من منازل اياك نعبد واياك نستعين منزلة التهذيب والتصفية - 00:00:50
وهو سبك العبودية في كير الامتحان طلبا لاخراج ما فيها من الخبث والغش قال صاحب المنازل التهذيب محنة ارباب البدايات وهو شريعة من شرائع الرياضة يريد انه صعب على المبتدي فهو له كالمحنة - 00:01:10
وطريق للمرتاد الذي قد مرن نفسه حتى اعتادت قبوله وانقادت اليه هذه نقطة في اه غاية الاهمية وهي انه آآ تهذيب النفس تهذيب النفس وتصفية النفس صعب في البداية الانسان اللي مو متعود على الذي ليس متعودا على مخالفة هواه - 00:01:28
من الصعب عليه ان ان يقوم قطر نفسه قطرا على الحق ولكن مع التعود فتصبح هذه القضية آآ كما سماها شريعة يعني او طريقة خلاص يعني الانسان يتعود عليها الى ابعد - 00:01:50
مدى ولذلك الانسان اذا حاول وجاهد نفسه على سواء على تزكية ايجابية يعني على بناء شيء او على تصفية يعني تهذيب من خلق سيء ولم يستطع في البدايات فلا ييأس لانه هذا صعب في البداية وانما اه يجتهد - 00:02:07
يقول اه صاحب المنازل هو على ثلاث درجات الاولى تهذيب الخدمة ان لا يخالجها ان لا يخالجها جهالة ولا يشوبها عادة ولا يقف عندها همة. حنا نبي نقف عند الجملة الثانية اللي هي ولا يشوبها عادة - 00:02:26
انه الانسان كيقول ابن القيم النوع الثاني شرب العادة وهو ان يمازج العبودية حكم من احكام عوائد النفس تكون منفذة لها معينة عليها او منفذة لها معينة عليها وصاحبها يعتقدها قربة وطاعة كمن اعتاد الصوم - 00:02:41
مثلا وتمرن عليه فالفته النفس وصار لها عادة تتقاضاها اشد اقتضاء فيظن ان هذا التقاظي محظ عبودية وانما هو تقاضي العادة وعلامة هذا انه اذا عرض عليها طاعة دون ذلك وايسر منه واتم مصلحة لم تؤثرها ايثارها لما اعتادته وانفته - 00:03:00
يقول من من يعني الامور المهمة في التصفية انه الانسان يصفي عبادته من شوب العادة انه احيانا العبادة نفسها تنتقل الى ان تكون عادة لان النفس الفتها يقول متى يعني ما ما علامة ذلك؟ يقول علامة ذلك انه اذا عرضت عليك عبادة - 00:03:23
ادنى من هذه من جهة الجهد والطاقة والمشقة. وهي اتم منها اجرا لا تجد نفسك تقبل عليها فان النفس الفتك. طبعا هذا ايضا يحتاج الى نوع من الفرقان وهو انه اه يعني التفريق بينما اعتادت له النفس الفته - 00:03:43
الفع عبادة وليس عادة من باب الارتياح القلبي لهذه العبادة وان يجد الانسان قلبه فيها والفرق بينها وبين ان تنتقل الى عادة. هذا انتقاله الى العادة كثيرا ما يحصل في المجالات الدعوية والمجالات العمل. اه انه الانسان - 00:04:02
احيانا ينتقل من آآ من نية الاحتساب وخدمة الاسلام وما الى ذلك الى انه اه سواء هو صار موظف مثلا في مجال دعوي او حتى لم يكن موظفا وانما اعتاد على - 00:04:19
هذا فهذي هذي مشكلة كبيرة لازم الانسان يعني اه يراجع نيته في هذه القضية بحيث انه يصححها دائما طيب ثم ننتقل الى صفحة ثلاث مئة وثلاثة وثلاثين اه في منتصف الصفحة ان تحفظه من مرض الفتور - 00:04:32
هو يعلق على كلام الهروي انه قال الدرجة الثالثة من التهذيب والتصفية تهذيب القصد وهو تصفيته من ذل الاكراه وتحفظه من مرض الفتور ونصرته على منازعات العلم. نحن نريد ان نقف عند تحفظه - 00:04:58
انا مرض او من مرض الفتور. يقول ابن القيم والثاني تحفظه من مرض الفتور. اي توقيه من من مرض فتور قصده وخمودنا لطلبه فان العزم هو رح القصد ونشاطه كالصحة له. وفتوره مرض من امراضه. فتهذيب قصده وتصفيته - 00:05:14
بحميته من اسباب هذا المرض الذي هو فتوره. وانما يتحفظ منه بالحمية من اسبابه. وهو ان يلهو عن الفضول من كل شيء اذا هذا هذا واحد من اهم اسباب التحفظ من الفتور ما هو - 00:05:33
ان ان يبتعد عن الفضول من كل شيء آآ ويحرص على ترك ما لا يعنيه ولا يتكلم الا فيما يرجو فيه زيادة ايمانه وحاله مع الله. ولا يصحب الا من - 00:05:51
على ذلك فان بلي بمن لا يعينه فليدرى عنه ما استطاع وان يدفعه دفع السائل. هذه اسطر قليلة ولكنها مهمة لنا ان نعنونها بالتالي كيف احفظ نفسي من الفتور جيد فهو ذكر عدة امور الابتعاد عن فضول ما ذكره سابقا الكلام والخلطة وما الى ذلك ويحرص على ترك - 00:06:05
كما لا يعنيه ولا يتكلم الا فيما يرجو فيه زيادة ايمانه وحاله مع الله ولا يصحب الا من يعينه على ذلك هذي من اهم الاسباب في اه عون النفس على عدم الفتور. ثم انتقل للمنزلة التالية فقال فصل - 00:06:29
ومن منازل اياك نعبد واياك نستعين منزلة الاستقامة قال الله تعالى ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون - 00:06:44
وقال ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. اولئك اصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون وقال لرسوله صلى الله عليه وسلم فاستقم كما امرت ومن تاب معك ولا تطغوا - 00:06:59
انه بما تعملون بصير فبين ان الاستقامة ضد الطغيان وهو مجاوزة الحدود في كل شيء وقال تعالى قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي انما الهكم اله واحد فاستقيموا اليه واستغفروه - 00:07:14
وقال تعالى وان لو استقاموا على الطريقة لاسقيناهم ماء غدق سئل صديق الامة واعظمها استقامة ابو بكر الصديق رضي الله عنه عن الاستقامة فقال الا تشرك بالله شيئا يريد الاستقامة على محض التوحيد - 00:07:30
وقال عمر ابن الخطاب رضي الله عنه الاستقامة ان تستقيم على الامر والنهي ولا تروغ روغان الثعالب وقال عثمان رضي الله عنه استقاموا اخلصوا العمل لله وقال علي ابن ابي طالب ابن عباس استقاموا ادوا الفرائض - 00:07:44
ثم قال وسمعت شيخ الاسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول استقاموا على محبته وعبوديته فلم يلتفتوا عنه يمنة ولا يسرة وفي صحيح مسلم عن سفيان بن عبد الله رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله قل لي في الاسلام قولا لا اسأل عنه احدا غيرك - 00:08:01
فقال قل امنت بالله ثم استقم. وفيه عن ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال استقيموا ولن تحصوا واعلموا ان خير اعمالكم الصلاة اه ولا يحافظ على الوضوء الا مؤمن. قال وفيه هو ابن القيم فيه يعني هذا يعود الى صحيح مسلم. ولكن الحديث ليس في صحيح مسلم - 00:08:19
فلعله كان يكتب من حفظه قال آآ والمطلوب من العبد الاستقامة وهي السداد فان لم يقدر عليها فالمقاربة فان نزل عنها فالتفريط والاضاعة كما في صحيح مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:08:41
سددوا وقاربوا واعلموا انه لن ينجوا احد منكم بعمله قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا ان يتغمدني الا ان يتغمدني الله برحمته منه وفضل فجمع في هذا الحديث مقامات الدين كلها - 00:08:58
فامر بالاستقامة وهي السداد والاصابة في النيات والاقوال والاعمال. واخبر في حديث ثوبان انهم لا يطيقونها فنقلهم الى المقاربة وهي ان يقربوا من الاستقامة بحسب طاقتهم كالذي يرمي الى الغرض - 00:09:14
يعني اللي يرمي على هدف معين في السهم فان لم يصبه يقاربه ومع هذا فاخبرهما ان الاستقامة والمقاربة لا تنجي يوم القيامة فلا يركن احد الى عمله ولا لا يعجب ولا يعجب به فان ولا يعجب به ولا يرى ان نجاته به بل انما نجاته برحمة الله وعفوه - 00:09:28
وفضله. فالاستقامة كلمة جامعة اخذة بمجامع الدين وهي القيام بين يدي الله على حقيقة الصدق والوفاء بالعهد ثم اه ننتقل اه الى صفحة ثلاث مئة واثنين واربعين يتكلم عن اشياء مهمة في الاستقامة. يقول السلف يذكرون هذين الاصلين كثيرا. وهما الاقتصاد في الاعمال والاعتصام بالسنة - 00:09:47
لاحظوا هنا في كلام مهم جدا يقول فان الشيطان يشم قلب العبد ويختبره فان رأى فيه داعية للبدعة واعراضا عن كمال الانقياد للسنة اخرجه عن الاعتصام به وان رأى فيه حرصا على السنة وشدة طلب لها لم يظفر به من باب اقتطاعه - 00:10:21
عنها فامره بالاجتهاد والجور على النفس ومجاوزة حد الاقتصاد فيها قائلا له ان هذا خير وطاعة والزيادة والاجتهاد فيها اكمل. فلا تفتر مع اهل الفتور ولا تنم مع اهل النوم. فلا يزال يحثه ويحرظه حتى - 00:10:43
حتى يخرجه عن الاقتصاد فيها فيخرج عن حدها كما ان الاول خارج عن هذا الحد. فكذا هذا الاخر خارج عن حد عن الحد الاخر. وهذا حال الخوارج الذين يحقر اهل الاستقامة صلاتهم مع صلاتهم - 00:10:59
وصيامهم مع صيامهم وقراءتهم مع قراءتهم. وكلا الامرين خروج عن السنة الى البدعة لكن هذا الى بدعة التفريط والاضاعة والاخر الى بدعة المجاوزة والاسراف. وقال بعض السلف ما امر الله بامر الا وللشيطان فيه نزغتان. اما الى تفريط واما - 00:11:18
مجاوزة وهي الافراط ولا يبالي بايهما ظفرا زيادة او نقصان وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعبدالله ابن عمرو العاص يا عبد الله بن عمرو ان لكل عامل سرة ولكل شرة فترة فمن كانت فترته الى سنة - 00:11:38
ان افلح ومن كانت فترته الى بدعة خاب وخسر. قال له ذلك حين امره بالاقتصاد في العمل. فكل الخير في اجتهاد باقتصاد واخلاص مقرون بالاتباع كما قال بعض الصحابة اقتصاد في سبيل وسنة خير من اجتهاد في خلاف سبيل وسنة - 00:11:54
احرصوا ان تكون اعمالكم على منهاج الانبياء عليهم السلام وسنتهم. وكذلك الرياء في الاعمال يخرجها الاستقامة والفتور والتواني يخرجها عنها ايضا هذا الكلام اه حقيقة كلام منهجي وكلام آآ في غاية الافادة - 00:12:14
وهو انه الشيطان لا اشكال عنده في نوعه الانحراف ما عنده مشكلة هل الانحراف يكون تفريط او افراط فالمهم ان يحرف الانسان عن الاستقامة التي هي السداد. التي هي موافقة السنة. هذا امر خطير جدا وتعرفون - 00:12:32
هناك اناس دخل عليهم الشيطان من هذا الباب من باب الافراط. وليس من باب التفريط في وقت الصحابة حصل مثلا الخوارج الذين خرجوا على علي رضي الله تعالى عنهم وعلى الصحابة وكفروهم آآ وقاتلوهم - 00:12:53
وكان احدهم يعني وهو على وشك القتل وهو يذكر الله اه الى اخره الرسول صلى الله عليه وسلم حذر منهم وتكلم كلاما كثيرا في هذا الباب فالانسان ينتبه انه هو في طريقه عنده مزلقان اساسيان وهو مطلوب منه السداد هذا الذي في الوسط - 00:13:11
فنسأل الله سبحانه وتعالى الهداية. لذلك الانسان دائما بحاجة للدعاء والهداية اهدنا الصراط المستقيم ولاحظوا المستقيم يعني متوافق مع هذه المنزلة التي نتحدث عنها في الانستقرام. طيب ثم آآ نذهب الى المنزلة التالية وهي التي سنقف معها كثيرا ان شاء الله منزلة التوكل - 00:13:30
اه هذي هذي المنزلة هي كنز من الكنوز حقيقة فيها انواع من العلم والتفصيل اه في غاية الاهمية. يقول رحمه الله فصل ومن منازل اياك نعبد واياك نستعين منزلة التوكل. قال الله تعالى وعلى - 00:13:53
الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين. وقال ومن يتوكل على الله فهو حسبه. وقال عن اوليائه ربنا عليك توكلنا واليك انبنا واليك المصير. وقال لرسوله قل هو الرحمن امنا به وعليه توكلنا. وقال له فتوكل على الله انك على الحق المبين - 00:14:10
وقال له وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا. وقال له وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وقال له فاذا عزمت وتوكل على الله ان الله يحب المتوكلين. وقال عن انبيائه ورسله وما لنا الا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا - 00:14:31
وقال عن اصحاب نبيه الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل وفي الصحيحين قال والقرآن مملوء من ذلك وفي الصحيحين من حديث السبعين الفا او في حديث السبعين الفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب - 00:14:50
قال هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتمون وعلى ربهم يتوكلون طبعا هذا الحديث يمر بنا كثيرا ولكن لا ادري يعني من منا يتأمله تأملا حقيقيا؟ يعني هل نعي؟ هل نعي فعلا ما معنى ان يدخل الجنة بلا حساب - 00:15:09
بلا حساب يعني هذا شيء اه اعظم ما يمكن ان يطلبه الانسان ان هو يأتي في ذلك اليوم ليس عليه اي ديون يسددها ولا عليه اي مناقشة ولا شي من المحشر الى الجنة - 00:15:31
طبعا يمر باحداث يوم القيامة ولكن هو في الاخير ليس عليه حساب فهذا هذا هذه منزلة عالية جدا ما صفة هؤلاء كأنه والله اعلم كأنه والله اعلم انه قوله صلى الله عليه وسلم انه لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون - 00:15:49
يعني يبدو لي والله اعلم ان هي هي امثلة وان الجامع لها هو وعلى ربهم يتوكلون وعلى ربهم يتوكلون يعني الشأن انهم متوكلون على الله ومن جملة توكلهم انهم لا يستقون ولا يتطيرون ولا يكتوون ليس بالضرورة هذه - 00:16:11
فقط مع مع الوقوع فيما هو اه في غيرها يعني وانما يجمعهم امر التوكل اه والله تعالى اعلم طيب قال وفي الصحيحين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول اللهم آآ اللهم لك اسلمت وبك امنت وعليك توكلت - 00:16:30
واليك انلت وبك خاصمت اللهم اني اعوذ بعزتك لا اله الا انت ان تضلني انت الحي الذي لا يموت والجن والانس يموتون وفي الترمذي عن عمر رضي الله عنه مرفوعا لو انكم توكلون او تتوكلون على الله حق توكله - 00:16:57
لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا قال ابن القيم في كلام مهم جدا التوكل نصف الدين والنصف الثاني الانابة فان الدين استعانة وعبادة. اليس اياك نعبد واياك نستعين - 00:17:16
فان الدين استعانة وعبادة فالتوكل هو الاستعانة والانابة هي العبادة هذا طبعا هذا الجبنة متن يحفظ يعني جملة من متنها ومنزلته اوسع المنازل واجمعها ولا تزال معمورة بالنازلين لسعة متعلق التوكل وكثرة حوائج العالمين وعموم التوكل ووقوعه من المؤمنين والكفار والابرار - 00:17:36
والفجار والطير والوحش والبهائم. فاهل السماوات والارض المكلفون وغيرهم في مقام التوكل. وان تباين متعلق توكلهم وان تباين متعلق توكله تمام طيب ايش متعلق التوكل الان وقفت الحديث حتى ننتقل الى - 00:18:01
هذه النقطة المهمة جدا اه وان كان كأنه شرط بعدين نشوف الجواب. طيب اه متعلقات التوكل هذا موظوع من اهم الموضوعات التي طرقها ابن القيم في هذه المنزلة متعلق التوكل يعني نستطيع ان نسميه موضوع التوكل - 00:18:21
انه انت تتوكل على الله في ايش؟ في ماذا؟ ويقول لك هناك اربع درجات في التوكل اربعة موضوعات اربعة مجالات كبرى للتوكل تختلف عن بعضها ما هو توكل اوليائه وخاصته اعلى درجة في التوكل؟ يقول فاولياؤه وخاصته يتوكلون عليه في حصول ما يرضيه منهم وفي - 00:18:42
قامته في الخلق ويتوكلون عليه في الايمان ونصرة دينه واعلاء كلمته وجهاد اعدائه وفي محابه وتنفيذ اوامره. هذي اعلى اعلى موضوعات التوكل ودون هؤلاء من يتوكل عليه في استقامته في نفسه وحفظ حاله مع الله فارغا عن الناس - 00:19:02
ودون هؤلاء من يتوكل عليه في معلوم يناله منه من رزق او عافية او نصر على عدو او زوجة او ولد ونحو ذلك. ودون هؤلاء من يتوكل عليه في حصول ما لا يحبه ويرضاه من الظلم والعدوان وحصول الاثم والفواحش فان اصحاب هذه المطالب لا لا ينالونها غالبا الا - 00:19:22
اعانتهم بالله وتوكلهم عليه. بل قد يكون توكل توكلهم اقوى من توكل كثير من اصحاب الطاعات. ولهذا يلقون انفسهم في المتالف والمهالك معتمدين على الله ان يسلمهم يظفرهم بمطالبهم فافضل التوكل طبعا الطب يكون هذا في في مرحلة يعني منتشرة نحن اليوم في زمننا موجود - 00:19:42
اه موجود لكنه ليس هو الشائع يبدو لي في بدائرة الذنوب والمعاصي وان كان موجودا تعرفوا مثلا آآ مغنية تبي تطلع عندها حفلة ادعوا لي وتدعي انه ربنا يوفقها في في الحفلة الغنائية - 00:20:09
طيب يقول فافضل التوكل التوكل في الواجب فافضل التوكل التوكل في الواجب اعني واجب الحق وواجب الخلق وواجب النفس واوسعه وانفعه التوكل في التأثير في الخارج في مصلحة دينية او دفع مفسدة دينية وهو توكل الانبياء في اقامة دين الله - 00:20:25
ودفع فساد المفسدين في الارض وهذا توكل ورثتهم ثم الناس بعده في التوكل على حسب هممهم ومقاصدهم. فمن متوكل على الله في حصول الملك ومن متوكل في حصول رغيف مرة اخرى - 00:20:49
في طريق الدعوة في طريق الاصلاح ايا كان مجاله. من اعظم ما يعين على التأثير من اعظم ما يؤتي البركة من اعظم ما يحقق النتائج والثمرات التوكل على الله ان يتوكل الانسان على الله في اعماله الاصلاحية التي يقوم بها ويرجو نفعها - 00:21:04
فهذا ليس يعني لا يعادله شيء في تحقيق الاثر والنفع والبركة قال ومن صدق توكله على الله في حصوله في حصول شيء ناله فان كان محبوبا له مرضيا كانت له فيه العاقبة محمودا وان كان مسخوطا مغوضا كان ما حصل له بتوكله مطرة - 00:21:29
وان كان مباحا حصلت له مصلحة التوكل دون مصلحة ما توكلوا فيه ان لم يستعن به على طاعته والله اعلم طيب الان سيذكر معنى التوكل وسينقل كلاما كثيرا عن عن المتقدمين في قضية التوكل. اه - 00:21:46
فانا ساختار بعض العبارات لانه في تقريبا في اربعة او خمس صفحات كلها فقط نقولات او تعليقات على قضية تعريف التوكل اه قال فلنذكر معنى التوكل ودرجاته وما قيل فيه. قال الامام احمد التوكل عمل القلب - 00:22:06
ومعنى ذلك انه عمل قلبي ليس بقول اللسان ولا عمل الجوارح ولا هو من باب العلوم والادراكات. ومن الناس من يجعله من باب المعارف والعلوم فيقول وعلم القلب بكفاية الرب للعبد. ومنهم من يفسره بالسكون وخمود حركة القلب. فيقول التوكل هو انطراح القلب بين يدي الرب كانطراح الميت بين يدي الغاسل - 00:22:22
يقلبه كيف يشاء ومنهم من يفسره بالرضا فيقول هو الرضا بالمقدور آآ قال بشر الحافي يقول احدهم توكلت على الله يكذب على الله ونتوكل على الله لرضي بما يفعل الله - 00:22:42
ولو توكل على الله لرضي بما يفعل بما يفعل الله. طيب اه وسئل يحيى ابن معاذ متى يكون الرجل متوكلا؟ فقال اذا رضي الله وكيلا ومنهم من يفسره بالثقة بالله والطمأنينة اليه والسكون اليهم - 00:23:00
اه قال ابن عطاء التوكل الا يظهر فيك انزعاج من الاسباب مع شدة فاقتك اليها ولا تزول عن حقيقة السكون الى الحق مع وقوفك عليها آآ وقال بعضهم التوكل التعلق بالله في كل حال. وقيل نفي الشكوك والتفويض الى مالك الملوك ومنهم من جعله مركبا من عمرين او امور - 00:23:17
فقال ابو سعيد الخراز التوكل اضطراب بلا سكون وسكون سكون بلا اضطراب يريد حركة ذاته في الاسباب بالظاهر والباطن وسكون الى المسبب وركون اليه ولا يضطرب قلبه معه ولا تسكن حركته عن الاسباب الموصلة الى رضاه - 00:23:40
يعني يقول التوكل اضطراب بلا سكون المقصود بالاضطراب الاول هنا اللي هو الاضطراب البدن اللي هو انه هو في السعي بالاسباب في الاخذ بالاسباب بلا سكون فهو دائما يسعى في الاسباب. وسكون هنا حين متعلق بالقلب - 00:24:01
وسكون بالاضطراب فقلبه متوكل على الله وهو ساكن لا يضطرب في هذه الثقة آآ ثم قال واجمع القوم على ان التوكل لا ينافي القيام بالاسباب فلا يصح التوكل الا مع القيام بها والا فهو بطالة وتوكل فاسد. طبعا سيأتي في اخر المنزلة ان شاء الله كلام استدراكي على - 00:24:19
هذي القضية وتعليق على قضية الاسباب ومن كان يتقحم المفاوز بدون زاد من العباد وما الى ذلك وش وجه هذا سيأتي ان شاء الله وقال سهل ابن عبد الله من طعن في الحركة يعني يقصد في الحركة الى الاسباب فقد طعن في السنة ومن طعن في التوكل فقد طعن - 00:24:43
في الايمان اه ثم ثم ننتقل للفصل التالي وهو يعني خلينا نقول هو من اهم الخلاصات في باب التوكل آآ ما الذي يعني يريد ان يطرحه ابن القيم في هذا الفصل؟ هذا الفصل طويل قليلا هو هو - 00:25:02
وكل الكلمات التالية التي قال فيها فصل فصل فصل هي تابعة لهذه النقطة ليست فصولا جديدة وذكر اه سبع درجات او ثمان درجات سبع درجات تقريبا سبع درجات التي نستطيع ان ان نقول انها جواب عن سؤال على ماذا يقوم التوكل وينبني - 00:25:29
ما هي خطوات التوكل على مما يقوم بناء التوكل نستطيع ان نقول ان هذا السؤال يمكن ان نعنونه هنا؟ والجواب في الصفحات القادمة. يقول اه وحقيقة الامر ان التوكل حال مركبا من - 00:25:50
مجموع الامور لا تتم حقيقة التوكل الا بها. وكل اشار الى واحد من هذه الامور او اثنين او اكثر يقول الكلام الذي نقلته لك قبل قليل كلام اه المتقدمين في التوكل يقول كل واحد منهم نظر الى درجة من هذي الدرجات لكن انا ساذكر لك - 00:26:06
مقام التوكل بدرجاته ببنائه بتفاصيله باركانه ماذا يقول؟ فاول ذلك فاول ذلك معرفة بالرب وصفاته من قدرته وكفايته وقيوميته وانتهاء الامور الى علمه وصدورها عن من مشيئته وقدرته وهذه المعرفة اول درجة يضع بها العبد قدمه في مقام التوكل - 00:26:24
قال شيخنا يقصد ابن تيمية ولذلك لا يصح التوكل ولا يتصور من فيلسوف ولا من القدرية ابن فاة القائلين بان انه يكون في ملكه ما لا يشاء ولا يستقيم ايضا من الجهمية ان نفات لصفات الرب جل جلاله. ولا يستقيم التوكل الا من اهل الاثبات - 00:26:49
شوفوا الربط بين الابواب وتوليد الاثار العملية على الخلافات العقدية النظرية يعني يقول ماشي احنا نتناقش طرف في مسائل الاسماء والصفات تنفون الصفات بس ترى في اثار ولوازم ترى في قضية التوكل الى اخره - 00:27:10
يقول ابن القيم فاي توكل لمن يعتقد ان الله لا يعلم جزئيات العالم سفليه وعلويه. هذا طبعا الفلاسفة آآ يعتقد ان الله علم الله لا يتعلق بالجزئيات ولا هو فاعل باختياره ولا له ارادة ومشيئة هذا بالنسبة للقدرية ولا يقوم به صفة هذا بالنسبة للجهمية - 00:27:29
فكل من كان بالله وصفاته اعلم واعرف توكله اصح واقوى وهذه جملة يمكن ان تحفظ ايضا كل من كان بالله وصفاته اعلم واعرف كان توكله اصح واقوى. طيب اذا الدرجة الاولى المقام الاول الامر الاول في قضية التوكل هو معرفة الله - 00:27:50
باسمائه وصفاته هذا هذي اول خطوة في مقام التوكل ثانية الدرجة الثانية يقول اثبات في الاسباب والمسببات فان من نفاها فتوكله مدخول. وهذا عكس ما يظهر في بدوات الرأي ان اثبات الاسباب يقدح في التوكل وان نفيها تمام التوكل. فاعلم ان نفاة الاسباب لا يستقيم لهم توكل البتة - 00:28:15
لان التوكل من اقوى الاسباب في حصول المتوكل فيه. فهو كالدعاء الذي جعله الله سببا في حصول المدعو في حصول المدعو به. فاذا اعتقد العبد ان توكله لم ينصبه الله سببا ولا جعل دعاءه سببا لنيل شيء فان المتوكل فيه المدعو بحصونه - 00:28:40
ان كان قد قدر حصل توكل او لم يحصل توكل دعا او لم يدعو اه وان لم يقدر لم يحصل توكل ايضا او ترك التوكل. هذه لفتة ذكية حقيقة. يقول اللي ينفوا الاسباب - 00:29:02
ما فيهم يتوكلوا لانه اصلا بمجرد توكلك هو هذا اعتراف منك بالاسباب لان التوكل سبب فاذا كنت تعتقد ان الله سيحقق لك ما تريد بدون توكل فلماذا تتوكل لماذا تتوكل؟ لا تعترف بالاسباب اذا لا تتوكل - 00:29:20
فما دام انك توكلت وترجو من الله ان يحقق لك هذا اعتراف منك بالاسباب يقول وصرح هؤلاء ان التوكل والدعاء عبودية محضة لا فائدة لها الا ذلك ولو ترك العبد التوكل والدعاء ما فاته شيء مما قدر له. ومن غلاته من يجعل الدعاء بعدم المؤاخذة على الخطأ والنسيان عديم الفائدة اذ هو مضمون الحصول - 00:29:39
ورأيت بعض متعمقي هؤلاء في كتاب في كتاب له لا يجوز الدعاء بهذا وانما يجوز تلاوة لا دعاء قال لان الدعاء به يتضمن الشك في وقوعه الى اخر الكلام وجاء واجاب عن وهم واجاب عن هذا الوهم المر - 00:30:00
طيب ثم قال آآ ثلاث مئة واثنين وستين قال فالتوكل من اعظم الاسباب التي يحصل بها المطلوب ويندفع بها المكروه. فمن فمن انكر الاسباب لم يستقم منه التوكل ولكن من تمام التوكل عدم الركون الى الاسباب - 00:30:16
وقطع علاقة القلب بها فيكون حال قلبه قيام فيكون حال قلبه قيامه بالله او قيامه بالله لا بها وحال بدنه قيامه بها اه هذا يا جماعة ترى ليس امرا نظريا ها يعني هذا هذا عملي هذا امر يعمله الانسان - 00:30:38
يعني هذا المفترض انه الانسان يبدأ به آآ ان لم يكن قد بدأ به او ان لم يكن عليه سابقا اه لنعود انفسنا لنعود انفسنا اذا بذلنا سببا معينا طبعا نستوفي كل ما يمكن - 00:30:58
لكن لنعود انفسنا ان لا نعلق قلبنا او قلوبنا بالاسباب انت مثلا مريظ تذهب الى الى طبيب تذكر تذكر انه قلبك هذا لا لا يتعلق بالطبيب تعلق زائد يعني لا يعني تذكر ترى ان الله سبحانه وتعالى - 00:31:16
قد يكتب على يديه الشفاء وقد لا يكتب. فانت تتخذ السبب. نعم تختار الطبيب الافظل وتبحث عن افضل العلاجات وكله ممتاز وان شاء الله مأجور عليه لكن القلب هذا لا ترهنه لاحد - 00:31:35
لا ترهنوا لاحد قال فصل الدرجة الثالثة رسوخ القلب في مقام توحيد التوكل فانه لا يستقيم توكل العبد حتى يصح له توحيده فالحقيقة التوكل توحيد القلب. فما دامت فيه علائق الشرك فتوكله معلول مدخول - 00:31:51
وعلى قدر تجريد التوحيد تكون صحة التوكل هذه الان ثالث جملة ارى انها تستحق الحفظ من منزلة التوكل فقط على قدر تجريد التوحيد تكون صحة التوكل. فان العبد متى التفت الى غير الله اخذ ذلك الالتفات شعبة من شعب - 00:32:12
بقلبه فنقص من توكله على الله بقدر ذهاب تلك الشعبة ومن ها هنا ظن من ظن ان التوكل لا يصح الا برفض الاسباب وهذا حق ولكن رفضها عن القلب لا عن الجوارح. فالتوكل لا يتم الا برفض الاسباب - 00:32:33
للقلب وتعلق وتعلق الجوارح بها فيكون منقطعا منها وتعلق الجوارح بها فيكون منقطعا منها متصلا بها والله سبحانه وتعالى اعلم طيب الدرجة الرابعة اعتماد القلب على الله واستناده اليه وسكونه اليه - 00:32:49
بحيث لا يبقى فيه اضطراب من تشويش الاسباب ولا سكون اليها بل يخلع السكون فليخلعوا السكون اليها من قلبه ويلبسه السكون الى مسببه يا جماعة هو الان جالس يلون يلون لوحة اسمها التوكل - 00:33:05
كل درجة تكتمل الصورة اكثر الى ان ستظهر لك صورة التوكل ناصعة بينة كاملة متكاملة الاركان واضحة تماما يقول علامة هذا اللي هي اعتماد القلب وعدم انه لا يبالي باقبالها وادبارها ولا يضطرب قلبه ويخفق عند ادبار ما يحب منها واقبال ما يكره. لان - 00:33:22
اعتماده على الله وسكونه اليه واستناده اليه قد حصنه من خوفها ورجائها فحاله حال من خرج عليه عدو عظيم لا طاقة له به فرأى حصنا مفتوحا فادخله وربه اليه واغلق عليه باب الحصن فهو يشاهد عدوه خارج الحصن فاضطراب قلبه وخوفه من عدوه في هذه الحال لا معنى له وكذلك من اعطاه ملك - 00:33:44
درهما فسرق منه فقال له الملك الملك عندي اضعافه فلا تهتم متى جئت اليه اعطيتك من خزائني اضعافه. فاذا علم صحة قول الملك ووثق به واطمأن اليه وعلم ان خزائنه مليئة مليئة بذلك لم يحزنه فوته وقد مثل ذلك بحال الطفل الرضيع في اعتماده وسكونه وطمأنينته بثدي امه - 00:34:04
لا يعرف غيره وليس في قلبه التفات الى غيره كما قال بعض العارفين آآ المتوكل كالطفل لا يعرف شيئا يأوي اليه الا فدي امه كذلك المتوكل لا يأوي الا الا الى ربه سبحانه وتعالى - 00:34:24
طبعا في هذه النقطة وهي انه علامة التوكل واعتماد القلب على الله وعدم اتخاذ الاسباب او عدم عفوا الركون الى الاسباب انه نامت ذلك انه لا يبالي باقبالها وادبارها ولا يضطرب قلبه ويخفق عند ادبار ما يحب منها. هذا الكلام يحتاج الى تفصيل - 00:34:39
هذا الكلام يحتاج الى تفصيل بمعنى انه انه ليس كل اضطراب او او قلق او حزن يحصل فيما يتعلق بالاسباب يعتبر نقص صنف التوكل آآ فهناك شيء فطري يعني طبع الله سبحانه وتعالى الانسان عليه من الخوف من عدو من الخوف من مرض من من - 00:34:58
ما الى ذلك فهذا القدر الفطري لا يناقض التوكل. متى تعرف ان الانسان آآ توكلوا ان ان يعرف الانسان من نفسه ان توكله ضعيف حين آآ يتجاوز الحد الادنى الحد الفطري الحد - 00:35:22
المناسب لهذا الحدث المناسبة لهذا الحدث مع اعتراف او مع اعتبار وجود معطي التوكل اه في الانسان المضطرب اضطرابا زائدا يعني انسان شديد الخوف شديد الهلع من كل شيء اه اه يعني اه لا يسكن قلبه الى توكل لا لا يطمئن لا فرق بينه وبين غير المتوكل - 00:35:44
يعني ايش الفرق بين بينه وبين المتوكل في في الحالة القلبية؟ لا تجد فرقا هذا غير متوكل هذا غير متوكل ميزة التوكل انه يجعل القلب مطمئنا ساكن ثم قد يحصل عند الانسان شيء من خوف شيء من فزع شيء من هلع ولكن هذا يجب ان لا يكون متجاوزا. طبعا هناك مقامات عالية - 00:36:11
ولكن هذه المقامات اه صعبة جدا اه يعني مثلا موقف النبي صلى الله عليه وسلم اه موقف النبي صلى الله عليه وسلم في اه لما لحقه سراقة وكذلك في الغار - 00:36:35
لما كان ابو بكر الصديق رضي الله عنه يكثر الالتفات الرسول صلى الله عليه وسلم كل ما يمكن اتخاذه من اسباب اتخذه يعني لو جاء واحد رجل قائد عسكري يريد ان يخرج من مكة الى المدينة في تلك المرحلة وهو غير مؤمن - 00:36:54
الاسباب التي سيتخذها لن يستطيع ان يزيد عن الاسباب التي اتخذها النبي صلى الله عليه وسلم طيب ايش الفرق الفرق لما جاء المشركون عند الغار ولما لحق سراقة الرسول صلى الله عليه وسلم حتى ما التفت - 00:37:11
ابو بكر الصديق يخاف على النبي صلى الله عليه وسلم يلتفت يا رسول الله ادركنا فارس قال لا تحزن ان الله ان الله معنا. يا ابا بكر ما ظنك ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟ هذا توكل - 00:37:24
هذا الان اعلى ما يمكن ان يكون من التوكل لكن لو حصل للانسان في تلك الحال لو حصل للانسان في تلك الحال شيء من علامات الخوف هل نقول انه ليس متوكلا على الله سبحانه وتعالى انا اقول لا لا يكون لا نحكم عليه انه غير متوكل لمجرد وجود شيء من - 00:37:35
الخوف اه الفطري الطبيعي اه في مثل تلك المقامات. طيب ولكن طبعا درجات في درجات عالية عالية جدا وفيه درجات اقل من ذلك ثم قال الدرجة الخامسة حسن الظن بالله عز وجل. فعلى قدر حسن ظنك بربك ورجائك له يكون توكلك عليه - 00:38:01
ولذلك فسر بعضهم التوكل بحسن الظن بالله والتحقيق ان حسن الظن به يدعوه الى التوكل عليه. اذ لا يتصور التوكل على من ساء ظنك به ولا التوكل على من لا ترجوهم والله اعلم. الدرجة السادسة استسلام القلب له وانجذاب دواعيه كلها اليه وقطع منازعاته - 00:38:25
وبهذا فسره من قال ان يكون العبد بين يدي الله كالميت بين يدي الغاسل يقلبه كيف اراد. لا يكون له حركة ولا تدبير. وهذا معنى قول بعضهم التوكل واسقاط التدبير يعني الاستسلام لتدبير رب الملك اعد ربي لك في وهذا في غير باب الامر والنهي بل فيما يفعله بك لا فيما امرك - 00:38:48
بفعله ثم قال الدرجة السابعة التفويض وهو روح التوكل ولبه وحقيقته وهو القاء اموره كلها الى الله وانزاله بها وانزالها به طلبا واختيارا لا كرها واضطرارا بل كتفويض الابن العاجز الضعيف المغلوب على امره كل اموره الى ابيه - 00:39:09
العالم بشفقته عليه ورحمته وتمام كفايته وحسن ولايته له وتدبيره له. فهو يرى ان تدبير ابيه له خير من تدبيره لنفسه بمصالحه وتوليه لها خير من قيامه هو بمصالح نفسه وتوليه لها. فلا يجد له اصلح ولا ارفق - 00:39:33
من تفويضه لاموره كلها الى ابيه او كلها الى ابيه. وراحته من حمل كلفها وثقله او ثقل حملها مع عجزه عن وجهله بوجوه المصالح فيها وعلمه بكمال علم من فوض اليه وقدرته - 00:39:53
وشفقته الان هذي آآ سبع درجات سبع درجات هذي السبع درجات آآ تحتاج ان الانسان ممكن حتى يكتبها عنده لانه حقيقة يعني يمكن يمكن افضل من تكلم عن التوكل من حيث الجمع هذا في كلام مختصر وفي نفس الوقت جامع عن التوكل او من افضل من تكلم في المعنى - 00:40:13
يستحق بالتكرار والاهتمام ثم قال فاذا وضع قدمه على هذه الدرجة انتقل منها الى درجة الرضا وهي ثمرة التوكل ومن فسر التوكل بها فانما فسره باجل ثمراته واعظم فوائده فانه اذا توكل حق التوكل رضي بما يفعله وكيله - 00:40:44
وكان شيخنا رضي الله عنه يقول المقدور يكتنفه امران التوكل قبله والرضا بعده. فمن توكل على الله قبل الفعل ورضي بالمقضي له بعد الفعل فقد قام بالعبودية او معنى هذا - 00:41:08
يا سلام وهذا عيدهم تحفة قلت وهذا معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء الاستخارة اللهم اني استخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك واسألك من فضلك العظيم هذا توكل وتفويض ثم قال فانك تعلم ولا اعلم وتقدر ولا اقدر وانت علام الغيوب فهذا تبرأ الى الله من العلم والحول والقوة وتوسل اليه سبحانه - 00:41:27
بصفاتي التي هي احب ما توسل اليه بها المتوسلون ثم سأل ربه ان يقضي له ذلك الامر ان كان فيه مصلحته عاجلا او عاجلا وان يصرفه او عنه ان كان فيه مضرته عاجلا او اجلا فهذا هو حاجته التي سألها - 00:41:49
فلم يبقى عليه الا الرضا بما يقضيه له فقال اقدر لي الخير حيث كان. ثم رضني به فقد اشتمل هذا الدعاء على هذه المعارف الالهية والحقائق الايمانية التي من جملتها التوكل والتفويض قبل وقوع المقدور والرضا بعده وهو - 00:42:05
ثمرة التوكل والتفويض علامة صحته فان لم يرضى بما قضى له او قضي له فتفويضه معلول فاسد فباستكمال هذه الدرجات الثمان يستكمل العبد مقام التوكل وتثبت قدمه فيه وهذا معنى قول بشر الحافي. يقول احدهم توكلت على الله يكذب على الله. لو توكل على الله - 00:42:22
بما يفعله الله به وقول يحيى ابن معاذ وقد سئل متى يكون الرجل متوكلا؟ فقال اذا رضي بالله آآ وكيلا طيب ثم اه اه اخذ يميز عن بعض يميز بين بعض الاشياء التي تشتبه بالتوكل - 00:42:50
يعني يقول التوكل يشتبه التفويض بالاضاعة ويشتبه التوكل بالراحة والقاء حمل الكل فيظن صاحبه انه متوكل وانما هو عامل على عدم الراحة وعلامة ذلك ان المتوكل مجتهد في الاسباب المأمور بها غاية الاجتهاد - 00:43:15
مستريح من غيرها لتعبه بها. والعامل على الراحة اخذ من الامر مقدار ما تندفع به الضرورة. وتسقط به عنه مطالبة الشرع فهذا لون وهذا لون اه يقول ومنه اشتباه الثقة بالله بالغرور والعجز - 00:43:34
والفرق بينهما ان الواثق بالله قد فعل ما امره الله به ووثق بالله في طلوع ثمرته وتنميتها وتزكيتها كوارث الشجرة وبادر الارض والمغتر العاجز قد فرط فيما امر به وزعم انه واثق بالله والثقة انما تصح بعد بذل المجهود - 00:43:52
ومنه اه اشتباه الرضا عن الله بكل ما يفعل بعبده مما يحبه ويكرهه بالعزم على ذلك وحديث النفس به وذلك شيء والحقيقة شيء اخر. كما يحكى عن ابي سليمان انه قال - 00:44:13
ارجو ان اكون اعطيت طرفا من الرضا. ولو ادخلني النار لكنت بذلك راضيا. فسمعت شيخ الاسلام ابن تيمية يقول هذا عزم منه على الرضا وحديث نفس به ولو ادخله النار لم يكن من ذلك شيء وفرق بين العزم على الشيء وبين حقيقته - 00:44:31
وذكر كذلك الفرق بين اشتباه علم التوكل وبحال التوكل فكثير من الناس يعرف التوكل وحقيقته وتفاصيله فيظن انه متوكل وليس من اهل التوكل فحال التوكل امر اخر من وراء العلم به. وهذا كمعرفة المحبة والعلم بها واسبابها ودواعيها. وحال - 00:44:53
محب العاشق وراء ذلك وكمعرفة علم الخوف وحال الخاء وحال الخائف وراء ذلك. وهو شبيه بمعرفة المريض ماهية الصحة وحقيقتها وحاله بخلافها. فهذا يكثر اشتباه الدعاوى فيه او الدعاوى فيه بالحقائق والعوارض بالمطالب والافات القاطعة بالاسباب الموصلة والله يهدي من يشاء الى صراط - 00:45:13
مستقيم ثم قال فصل وآآ تتذكرون في الدرس الماظي آآ اشرت الى انه ابن القيم يهتم بباب الاسماء والصفات والاهتمام بها من جهة علاقتها بمقامات العبودية اهتمام او موضوع شريف جدا - 00:45:35
وهو موضوع من الموضوعات التي يحسن التأسي بها انه الانسان دائما يهتم في المقامات القلبية بما يتعلق بهذه المقامات او بالمقامات التعبدية ما يتعلق بها من الاسماء والصفات يقول التوكل - 00:45:54
من اعم المقامات تعلقا بالاسماء الحسنى فان له تعلقا خاصا بعامة اسماء الافعال واسماء الصفات فله تعلق باسم الغفار والتواب والعفو والرؤوف الرحيم وتعلق باسم الفتاح والوهاب والرزاق والمعطي والمحسن هو تألق باسم المعز المذل الخافض الرافع المانع من جهة توكله عليه في اذلال اعداء دينه وخفضهم ومنعهم اسباب - 00:46:05
النصر وتألق باسماء القدرة والارادة وله تعلق بجميع الاسماء الحسنى. ولهذا فسره من فسره من الائمة بانه المعرفة بالله وانما اراد انه بحسب معرفة العبد يصح له مقام التوكل وكلما كان بالله اعرف كان توكله عليه اقوى. ثم انتقل الى فصل - 00:46:34
مختصر وهو المغبونون في التوكل فقال وكثير من المتوكلين يكون مغبونا في توكله وقد توكل حقيقة التوكل وهو مغبون. كما انصرف توكله الى حاجة جزئية استفرغ فيها قوة توكله ويمكنه نيلها بأيسر شيء - 00:46:55
وتفريغ قلبه للتوكل في زيادة الايمان وتفريغ قلبه للتوكل في زيادة الايمان والعلم ونصرة الدين والتأثير في العالم في العالم خيرا فهذا توكل العاجز القاصر اه الهمة هذا الاول كما يصرف بعضهم همتهم وتوكله يعني هو يقول لو لو توكل - 00:47:19
لو فرغ قلبه للتوكل في زيادة الايمان ونصرة الدين هذا هذا الذي يستحق يقول فهذا توكل العاجز القاصر الهمة كما يصرف بعضهم همته وتوكله ودعاءه الى وجع يمكن مداواته بادنى شيء - 00:47:42
او جوع يمكن زواله بنصف رغيف او نصف درهم. ويدع صرفه الى نصرة الدين وقمع المبتدعين وزيادة الايمان ومصالح المسلمين والله اعلم هذا فصل مختصر وجميل جدا اه ثم بقي ان يناقش بعض القضايا - 00:47:57
آآ ايضا المتعلقة بقضية اه الاسباب لا ليس هنا سيأتي ايضا لكن نناقش الهواء في مسألة سنأتي اليها ان شاء الله الان اه طيب يقول الوكالة اه صفحة ثلاث مئة واربعة وسبعين يراد بها امران احدهما التوكيل وهو الاستنابة والتفويض والثاني التوكل - 00:48:14
وهو التعرف بطريق النيابة او التصرف بطريق النيابة عن الموكل الموكل وآآ وهذا من الجانبين فان الله تبارك وتعالى يوكل العبد او يوكل العبد ويقيمه في حفظ ما وكله فيه والعبد يوكل الرب ويعتمد عليه - 00:48:40
فاما وكالة الرب عبده ففي قوله تعالى فان يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين. قال قتادة وكلنا بها الانبياء الثمانية عشر الذين ذكرناهم وآآ فان قلت - 00:49:02
هل يصح ان يقال ان احدا وكيل الله قلت لا فان الوكيل من يتصرف عن موكله بطريق النيابة والله عز وجل لا نائب له ولا يخلفه احد ولا يخلفه احد - 00:49:21
بل هو الذي يخلف عبده كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم انت الصاحب في السفر والخليفة في الاهل. على انه لا يمتنع ان يطلق ذلك باعتبار انه مأمور بحفظ ما وكله فيه - 00:49:36
ورعايته والقيام به طيب واما توكيل العبد ربه فهو تفويضه اليه وعزل نفسه عن التصرف واثباته لاهله ووليه ولهذا قيل في التوكل انه عزل النفس عن الربوبية قيامها آآ بالعبودية ثم في اخر الصفحة يناقش الهروي في قوله انه اوهى السبل عند الخاصة انه - 00:49:51
وكل ابهى السبل عندي الخاصة يقول هذا ليس على اطلاقه بل هو من اجل السبل عندهم وافضلها واعظمها قدرا. وقد تقدم في صدر الباب امر الله رسوله بذلك حظه عليه هو والمؤمنين - 00:50:16
ومن اسمائه صلى الله عليه وسلم المتوكل وتوكله اعظم توكل. وقد قال الله له فتوكل على الله انك على الحق المبين. وفي ذكر امره بالتوكل مع اخباره بانه على الحق - 00:50:32
دلالة على ان الدين بمجموعه في هذين الامرين ان يكون العبد على الحق في قوله وعمله واعتقاده ونيته وان يكون متوكلا على الله واثقا به فالدين كله في هذين المقامين. وقال رسل الله وانبياؤه وما لنا الا نتوكل على الله. فالعبد افته اما من عدم الهداية - 00:50:43
واما من عدم التوكل فاذا جمع التوكل الى الهداية فقد جمع الايمان آآ كله نعم التوكل على الله في معلوم الرزق المضمون والاشتغال به عن التوكل في نصرة الحق والدين من اوهى منازل الخاصة. اما التوكل عليه في حصول ما يحبه ويرضاه فيه وفي الخلق فهذا - 00:51:01
توكل الرسل والانبياء عليهم السلام فكيف يكون من اوهى منازل الخاصة هذا تصحيح الان تصور طيب اه ثم ينتقل اه الى قضية مهمة جدا كلام والله هنا فيه الاسباب لكن خلينا نتجاوزه. بروح ثلاث مئة واثنين وثمانين - 00:51:19
اه كلام مهم متعلق بقضية طلب المخلوقين طلب من المخلوقين يقول الهروي الدرجة الثانية التوكل مع اسقاط الطلب وغض العين عن السبب واجتهادا لتصحيح التوكل وقمعا بشرف النفس وتفرغا لحفظ واجباته - 00:51:50
يقول لابن القيم قوله مع اسقاط الطلب اي من الخلق لا من الحق فلا يطلب من احد شيئا وهذا من احسن الكلام ومنفعه للمريد فان الطلب من الخلق في الاصل في الاصل محظور وغايته ان يباح للضرورة كاباحة الميت للمضطر - 00:52:08
ونص احمد على انه لا يجب وكذلك كان شيخنا يشير الى انه لا يجب الطلب والسؤال وسمعته يقول في السؤال هو ظلم في حق الربوبية وظلم في حق الخلق وظلم في حق النفس - 00:52:23
اما في حق الربوبية فلما فيه من الذل لغير الله واراقة ماء الوجه لغير خالقه والتعوظ عن سؤاله بسؤال المخلوقين واما في حق الناس ففي منازعتهم ما في ايديهم بالسؤال واستخراجه منهم. واما ظلم السائل نفسه فحيث امتهنها واقامها في مقام ذل السؤال - 00:52:37
ورضي لها بذل الطلب ممن هو مثله او لعل الساعي خير منه واعلى قدره فسؤال المخلوق للمخلوق سؤال الفقير للفقير والرب تبارك وتعالى كلما سألته رمت عليه ورضي عنك واحبك - 00:52:56
والمخلوق كلما سألته سألته هنت عليه وابغضك ومقتك وقلاك كما قيل الله يغضب ان تركت سؤاله وبني ادم حين يسأل يرضى وقبيح بالعبد المريد ان يتعرض لسؤال العبيد وهو يجد عند مولاه كل ما يريد - 00:53:13
وفي صحيح مسلم عن عوف بن مالك الاشجعي رضي الله عنه قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة او ثمانية او سبعة فقال الا تبايعون رسول الله وكنا حديث عهد ببيعة فقلنا قد بايعناك يا رسول الله قال الا تبايعنا - 00:53:33
يا رسول الله الا تبايعون رسول الله فبسطنا ايدينا او قلنا قد بايعناك يا رسول الله فعلام نبايعك وقال ان تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا والصلوات الخمس واسروا كلمة خفية ولا تسألوا الناس شيئا. قال ولقد رأيت بعض اولئك النفر - 00:53:43
يسقط صوت احدهم فما يسأل احدا ان يناوله اياه وفي الصحيحين ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تزال المسألة باحدكم حتى يلقى الله وليس في وجهه مزعة لحم - 00:54:00
اه طبعا هذا الحديث في سياق المسألة اللي هي ما نسميه اليوم السحاب وفيهما ايضا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال وهو على المنبر وذكر الصدقة والتعفف عن المسألة قال وليزل عليا خير - 00:54:14
من اليد السفلى واليد العليا هي المنفقة والسفلى هي السائل وفي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من سأل الناس تكثرا فانما يسأل جمرا فليستقل او ليستكثر. وفي الترمذي عن سمر رضي الله عنه قال قال رسول - 00:54:29
صلى الله عليه وسلم ان المسألة كالد يكد بها الرجل وجهه الا ان يسأل الرجل سلطانا او في الامر الذي لا بد له منه وهنا يأتي استثناء حتى ايضا الانسان يتوازن ودائما نقول انه السنة النبوية سنجد فيها - 00:54:43
كثير من الضوابط الموازنة وفيها ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا من اصابته فاقة فانزلها بالناس لم تسد فاقته فانزلها بالله فيوشك له برزق عاجل او اجل. وفي المسند والسنن عن ثوبان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تكفل لي ان لا يسأل الناس شيئا اتكفل له بالجنة فقلت انا فكان لا يسألون - 00:55:01
احدا شيئا. وفي صحيح مسلم عن قبيصة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ان المسألة لا تحل الا لاحد ثلاثة رجل تحمل حمالة فحلت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك - 00:55:20
هذا اللي هو يتحمل يعني اه مثلا يتحمل الدية عن احد او شي زي كذا اه ورجل اصابته جائحة اجتاحت ما له فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش - 00:55:36
او سدادا من عيش ورجل اصابته فاقة حتى يقول ثلاثة من ذوي الحجى من قومه لقد اصابت فلانا فاقة فحلت له المسألة حتى يصيب قواما او قواما من عيش آآ من عيش او سدادا من عيش - 00:55:49
فما سواهن من المسألة يا قبيصة فسحت يأكلها صاحبها سحتا فالتوكل مع اسقاط هذا الطلب والسؤال هو محض العبودية طيب بقي ان المسألة التي ذكرت لكم في البداية انه سيذكرها آآ في الاخير وهي مسألة آآ آآ - 00:56:05
اه تنقل عن بعض العباد المتقدمين انهم يعني يقطعون الصحراء الى زاد وما ادري ايش التوكل وما الى ذلك هنا ابن القيم يناقش مثل هذا وينبه على قضية اه احيانا تعتري الصادقة ان سيأتي ان شاء الله يقول اه وهذا الذي اشار اليه مذهب قوم من العباد والسالكين وكثير منهم كان يدخل البادية بلا زاد - 00:56:27
ويرى حمل الزاد قدحا في التوكل ولهم في ذلك حكايات مشهورة. وهؤلاء في خفارة صدقهم والا فدرجتهم ناقصة عن العارفين ومع هذا فلا يمكن بشرا البتة ترك الاسباب جملة فهذا ابراهيم الخواص كان مجردا او مجردا في التوكل مجردا في التوكل يدقق - 00:56:50
فيه ويدخل البادية بغير زاد وكان لا تفارقه الابرة والخيط والركوة والمقراط فقيل له لما تحمل هذا وانت تمنع من كل شيء فقال مثل هذا لا ينقص من التوكل لان لله علينا فرائض والفقير لا يكون عليه الا ثوب واحد. فربما تخرق ثوبه فاذا لم يكن معه ابرة وخيوط تبدو عورته - 00:57:10
يفسد صلاته واذا لم يكن معه ركوة فسدت عليه طهارته. واذا رأيت الفقير بلا ركوة ولا عبرة ولا خيوط فاتهمه في صلاته. افلا تراه لم يستقم له دينه الا الاسباب او ليست حركة اقدامه اوليست حركة اقدامه ونقلها في الطريق والاستدلال على اعلامها اذا خفيت عليه من الاسباب فالتجرد من الاسباب - 00:57:28
جملة ممتنع عقلا وشرعا. هنا يستدرك يقول نعم قد تعرض للصادق احيانا قوة ثقة بالله وحال مع الله تحمله على ترك كل سبب مفروض عليه كما تحمله على القاء نفسه في مواضع الهلكة ويكون ذلك الوقت بالله لا به. فيأتيه مدد من الله على مقتضى حاله - 00:57:48
ولكن لا تدوم له هذه الحال وليست في مقتضى الطبيعة فانها كانت هجمة هجمت عليه الى استدعاء فحمل عليها فان استدعى مثلها النفع لم يجب الى ذلك وفي تلك الحال اذا لم اذا ترك السبب يكون معذورا لقوة الوالد وعجزه عن الاشتغال بالسبب فيكون في والده عون له - 00:58:08
عون له ويكون حاملا له فاذا اراد يتعاطى ذلك لتلك الحال بدون ذلك الوارد وقع في المحال. وكل تلك الحكايات الصحيحة التي تحكى عن القوم فهي جزئية حصلت لهم احيانا ليست طريقا مأمورا بسلوكها ولا مقدورة وصارت فتنة لطائفتين - 00:58:28
طائفة ظنتها طريقا ومقاما فعملوا عليها منهم من من انقطع ومنهم من رجع ولم يمكنهم الاستمرار بل انقلب على عقبه. وطائفة قدحوا في اربابها مخالفين للشرع والعقل مدعين لانفسهم حال اكمل من حال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ لم يكن فيهم احد قد يفعل ذلك ولا اخل بشيء من الاسباب. وقد ظهر الرسول صلى الله عليه وسلم بين درعين يوم احد - 00:58:48
ولم يحضر الصف قط عريانا كما يفعله من لا عند له آآ من لا علم له ولا معرفة عريانا يعني يقصد بدون دروع. واستأجر دليلا مشركا على ديني قومه يدلوه على طريق الهجرة وقد هدى الله به العالمين وعصمهم الناس اجمعين وكان يدخر لاهله قوتسا وهو سيد المتوكيل وكان اذا سافر في جهادنا وحجا وعمرة - 00:59:08
الزاد والمزاد وجميع اصحابه وهم اولو التوكل حقا واكرم المتوكلين بعده هو من اشتم رائحة توكلهم من مسيرة بعيدة واكمل المتوكلين بعدهم هذي هذي جملة جميلة جدا جدا ولطيفة ورائعة - 00:59:28
يقول اكمل المتوكلين بعد الصحابة هو من اشتم رائحة توكلهم من مسيرة بعيدة او لحق اثرا من غبارهم فحال النبي صلى الله عليه وسلم يعني يقول كل الدعاوى التي تأتي بعد تصير بالصحراء بدون تسوي اي شي ترى اذا قدرت تشم رائحة - 00:59:42
توكل الصحابة من بعيد فانت يعني اكمل المتوكلين اه فحال النبي صلى الله عليه وسلم وحال اصحابه محك الاحوال وميزانها بها يعلم صحيحها من سقيمها. هذه الجملة اللي يمكن كررناها اكثر مرة في هذا في هذي الدروس - 01:00:01
انه هذا الميزان حال النبي صلى الله عليه وسلم فان هممهم كانت في التوكل اعلى من همم بعدهم فان توكلهم كان في فتح بصائر القلوب وان يعبد الله في جميع البلاد وان يوحد جميع وان يوحده جميع العباد وان تشرق - 01:00:19
الدين الحق في قلوب العباد فملؤا بذلك التوكل القلوب هدى وايمانا وفتحوا بلاد الكفر واجعلوها دار ايمان وهبت رياح روح نسمات التوكل على قلوب اتباعهم فملأتها يقين وايمانا كانت همم الصحابة رضي الله عنهم اعلى واجل من ان يصرف احدهم قوة توكله واعتماده على الله في شيء يحصل بادنى حيلة وسعيه فيجعله نصب عينيه ويحمل عليه قوته - 01:00:32
كلهم ثم اه بعد ان استدرك هذه الاستدراكات ختمها بادب مع المصنف او المؤلف رحمه الله فقال في ثلاث مئة واربعة وتسعين اخر اه شيء اه وان كان ناتي بالاسطر التي قبله قال واما التوكل فليس المراد منه الا مجرد التفويض وهو من اخص مقامات العارفين كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول اللهم اني اسلمت - 01:00:54
نفسي اليك وفوضت امري اليك فقال تعالى اعن مؤمن ال فرعون افوض امري الى الله فكان جزاء هذا التفويض قوله فوقاه الله او قوله فوقاه الله سيئات ما مكروا. فان كان التوكل معلولا بما ذكره فالتفويض ايضا كذلك. الان يأتي الادب - 01:01:23
بعد كل الاستدراكات اللي بتستدركها يقول ولولا ان الحق لله ورسوله وان كل من عدا الله ورسوله فمأخوذ من قوله ومتروكهم عرضة وهو عرضة الوهم الخطأ لما اعترضنا على من لا نلحق - 01:01:42
وغبارهم ولا نجري معهم في مضمارهم ونراهم فوقنا في مقامات الايمان ومنازل السائلين كالنجوم الدراري ومن كان عنده علم فليرشدنا اليه ومن رأى في كلامنا زيفا او نقصا وخطأ فليهدنا اليه فليهدي الينا الصواب نشكر له سعيه ونقابله بالقبول - 01:01:57
عام والانقياد والتسليم والله اعلم وهو الموفق وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 01:02:17
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم لك الحمد. في الاولى والاخرة ولك الحمد ولك الحكم واليك المصير اللهم انا نسألك العافية في الدنيا والاخرة. اللهم انا نسألك العفو والعافية في ديننا ودنيانا واهلينا واموالنا. اللهم استر عوراتنا وامن روعاتنا واحفظنا من بين - 00:00:00
بايدينا ومن خلفنا وعن ايماننا وعن شمائلنا ومن فوقنا ونعوذ بعظمتك ان نغتال من تحتنا اه اليوم عندنا البداية مع منزلة التهذيب والتصفية ثم اه سننتقل الى منزلة الاستقامة ثم الى منزلة التوكل سنأخذ ثلاثة ثلاث منازل اليوم ان شاء الله - 00:00:25
المنزلة الاساسية اليوم هي التوكل يعني هي التي سنقف عندها كثيرا ان شاء الله. اما التهذيب والتصفية والاستقامة اه سنمر على مقاصدها سريعا قال رحمه الله فصل من منازل اياك نعبد واياك نستعين منزلة التهذيب والتصفية - 00:00:50
وهو سبك العبودية في كير الامتحان طلبا لاخراج ما فيها من الخبث والغش قال صاحب المنازل التهذيب محنة ارباب البدايات وهو شريعة من شرائع الرياضة يريد انه صعب على المبتدي فهو له كالمحنة - 00:01:10
وطريق للمرتاد الذي قد مرن نفسه حتى اعتادت قبوله وانقادت اليه هذه نقطة في اه غاية الاهمية وهي انه آآ تهذيب النفس تهذيب النفس وتصفية النفس صعب في البداية الانسان اللي مو متعود على الذي ليس متعودا على مخالفة هواه - 00:01:28
من الصعب عليه ان ان يقوم قطر نفسه قطرا على الحق ولكن مع التعود فتصبح هذه القضية آآ كما سماها شريعة يعني او طريقة خلاص يعني الانسان يتعود عليها الى ابعد - 00:01:50
مدى ولذلك الانسان اذا حاول وجاهد نفسه على سواء على تزكية ايجابية يعني على بناء شيء او على تصفية يعني تهذيب من خلق سيء ولم يستطع في البدايات فلا ييأس لانه هذا صعب في البداية وانما اه يجتهد - 00:02:07
يقول اه صاحب المنازل هو على ثلاث درجات الاولى تهذيب الخدمة ان لا يخالجها ان لا يخالجها جهالة ولا يشوبها عادة ولا يقف عندها همة. حنا نبي نقف عند الجملة الثانية اللي هي ولا يشوبها عادة - 00:02:26
انه الانسان كيقول ابن القيم النوع الثاني شرب العادة وهو ان يمازج العبودية حكم من احكام عوائد النفس تكون منفذة لها معينة عليها او منفذة لها معينة عليها وصاحبها يعتقدها قربة وطاعة كمن اعتاد الصوم - 00:02:41
مثلا وتمرن عليه فالفته النفس وصار لها عادة تتقاضاها اشد اقتضاء فيظن ان هذا التقاظي محظ عبودية وانما هو تقاضي العادة وعلامة هذا انه اذا عرض عليها طاعة دون ذلك وايسر منه واتم مصلحة لم تؤثرها ايثارها لما اعتادته وانفته - 00:03:00
يقول من من يعني الامور المهمة في التصفية انه الانسان يصفي عبادته من شوب العادة انه احيانا العبادة نفسها تنتقل الى ان تكون عادة لان النفس الفتها يقول متى يعني ما ما علامة ذلك؟ يقول علامة ذلك انه اذا عرضت عليك عبادة - 00:03:23
ادنى من هذه من جهة الجهد والطاقة والمشقة. وهي اتم منها اجرا لا تجد نفسك تقبل عليها فان النفس الفتك. طبعا هذا ايضا يحتاج الى نوع من الفرقان وهو انه اه يعني التفريق بينما اعتادت له النفس الفته - 00:03:43
الفع عبادة وليس عادة من باب الارتياح القلبي لهذه العبادة وان يجد الانسان قلبه فيها والفرق بينها وبين ان تنتقل الى عادة. هذا انتقاله الى العادة كثيرا ما يحصل في المجالات الدعوية والمجالات العمل. اه انه الانسان - 00:04:02
احيانا ينتقل من آآ من نية الاحتساب وخدمة الاسلام وما الى ذلك الى انه اه سواء هو صار موظف مثلا في مجال دعوي او حتى لم يكن موظفا وانما اعتاد على - 00:04:19
هذا فهذي هذي مشكلة كبيرة لازم الانسان يعني اه يراجع نيته في هذه القضية بحيث انه يصححها دائما طيب ثم ننتقل الى صفحة ثلاث مئة وثلاثة وثلاثين اه في منتصف الصفحة ان تحفظه من مرض الفتور - 00:04:32
هو يعلق على كلام الهروي انه قال الدرجة الثالثة من التهذيب والتصفية تهذيب القصد وهو تصفيته من ذل الاكراه وتحفظه من مرض الفتور ونصرته على منازعات العلم. نحن نريد ان نقف عند تحفظه - 00:04:58
انا مرض او من مرض الفتور. يقول ابن القيم والثاني تحفظه من مرض الفتور. اي توقيه من من مرض فتور قصده وخمودنا لطلبه فان العزم هو رح القصد ونشاطه كالصحة له. وفتوره مرض من امراضه. فتهذيب قصده وتصفيته - 00:05:14
بحميته من اسباب هذا المرض الذي هو فتوره. وانما يتحفظ منه بالحمية من اسبابه. وهو ان يلهو عن الفضول من كل شيء اذا هذا هذا واحد من اهم اسباب التحفظ من الفتور ما هو - 00:05:33
ان ان يبتعد عن الفضول من كل شيء آآ ويحرص على ترك ما لا يعنيه ولا يتكلم الا فيما يرجو فيه زيادة ايمانه وحاله مع الله. ولا يصحب الا من - 00:05:51
على ذلك فان بلي بمن لا يعينه فليدرى عنه ما استطاع وان يدفعه دفع السائل. هذه اسطر قليلة ولكنها مهمة لنا ان نعنونها بالتالي كيف احفظ نفسي من الفتور جيد فهو ذكر عدة امور الابتعاد عن فضول ما ذكره سابقا الكلام والخلطة وما الى ذلك ويحرص على ترك - 00:06:05
كما لا يعنيه ولا يتكلم الا فيما يرجو فيه زيادة ايمانه وحاله مع الله ولا يصحب الا من يعينه على ذلك هذي من اهم الاسباب في اه عون النفس على عدم الفتور. ثم انتقل للمنزلة التالية فقال فصل - 00:06:29
ومن منازل اياك نعبد واياك نستعين منزلة الاستقامة قال الله تعالى ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون - 00:06:44
وقال ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. اولئك اصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون وقال لرسوله صلى الله عليه وسلم فاستقم كما امرت ومن تاب معك ولا تطغوا - 00:06:59
انه بما تعملون بصير فبين ان الاستقامة ضد الطغيان وهو مجاوزة الحدود في كل شيء وقال تعالى قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي انما الهكم اله واحد فاستقيموا اليه واستغفروه - 00:07:14
وقال تعالى وان لو استقاموا على الطريقة لاسقيناهم ماء غدق سئل صديق الامة واعظمها استقامة ابو بكر الصديق رضي الله عنه عن الاستقامة فقال الا تشرك بالله شيئا يريد الاستقامة على محض التوحيد - 00:07:30
وقال عمر ابن الخطاب رضي الله عنه الاستقامة ان تستقيم على الامر والنهي ولا تروغ روغان الثعالب وقال عثمان رضي الله عنه استقاموا اخلصوا العمل لله وقال علي ابن ابي طالب ابن عباس استقاموا ادوا الفرائض - 00:07:44
ثم قال وسمعت شيخ الاسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول استقاموا على محبته وعبوديته فلم يلتفتوا عنه يمنة ولا يسرة وفي صحيح مسلم عن سفيان بن عبد الله رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله قل لي في الاسلام قولا لا اسأل عنه احدا غيرك - 00:08:01
فقال قل امنت بالله ثم استقم. وفيه عن ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال استقيموا ولن تحصوا واعلموا ان خير اعمالكم الصلاة اه ولا يحافظ على الوضوء الا مؤمن. قال وفيه هو ابن القيم فيه يعني هذا يعود الى صحيح مسلم. ولكن الحديث ليس في صحيح مسلم - 00:08:19
فلعله كان يكتب من حفظه قال آآ والمطلوب من العبد الاستقامة وهي السداد فان لم يقدر عليها فالمقاربة فان نزل عنها فالتفريط والاضاعة كما في صحيح مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:08:41
سددوا وقاربوا واعلموا انه لن ينجوا احد منكم بعمله قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا ان يتغمدني الا ان يتغمدني الله برحمته منه وفضل فجمع في هذا الحديث مقامات الدين كلها - 00:08:58
فامر بالاستقامة وهي السداد والاصابة في النيات والاقوال والاعمال. واخبر في حديث ثوبان انهم لا يطيقونها فنقلهم الى المقاربة وهي ان يقربوا من الاستقامة بحسب طاقتهم كالذي يرمي الى الغرض - 00:09:14
يعني اللي يرمي على هدف معين في السهم فان لم يصبه يقاربه ومع هذا فاخبرهما ان الاستقامة والمقاربة لا تنجي يوم القيامة فلا يركن احد الى عمله ولا لا يعجب ولا يعجب به فان ولا يعجب به ولا يرى ان نجاته به بل انما نجاته برحمة الله وعفوه - 00:09:28
وفضله. فالاستقامة كلمة جامعة اخذة بمجامع الدين وهي القيام بين يدي الله على حقيقة الصدق والوفاء بالعهد ثم اه ننتقل اه الى صفحة ثلاث مئة واثنين واربعين يتكلم عن اشياء مهمة في الاستقامة. يقول السلف يذكرون هذين الاصلين كثيرا. وهما الاقتصاد في الاعمال والاعتصام بالسنة - 00:09:47
لاحظوا هنا في كلام مهم جدا يقول فان الشيطان يشم قلب العبد ويختبره فان رأى فيه داعية للبدعة واعراضا عن كمال الانقياد للسنة اخرجه عن الاعتصام به وان رأى فيه حرصا على السنة وشدة طلب لها لم يظفر به من باب اقتطاعه - 00:10:21
عنها فامره بالاجتهاد والجور على النفس ومجاوزة حد الاقتصاد فيها قائلا له ان هذا خير وطاعة والزيادة والاجتهاد فيها اكمل. فلا تفتر مع اهل الفتور ولا تنم مع اهل النوم. فلا يزال يحثه ويحرظه حتى - 00:10:43
حتى يخرجه عن الاقتصاد فيها فيخرج عن حدها كما ان الاول خارج عن هذا الحد. فكذا هذا الاخر خارج عن حد عن الحد الاخر. وهذا حال الخوارج الذين يحقر اهل الاستقامة صلاتهم مع صلاتهم - 00:10:59
وصيامهم مع صيامهم وقراءتهم مع قراءتهم. وكلا الامرين خروج عن السنة الى البدعة لكن هذا الى بدعة التفريط والاضاعة والاخر الى بدعة المجاوزة والاسراف. وقال بعض السلف ما امر الله بامر الا وللشيطان فيه نزغتان. اما الى تفريط واما - 00:11:18
مجاوزة وهي الافراط ولا يبالي بايهما ظفرا زيادة او نقصان وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعبدالله ابن عمرو العاص يا عبد الله بن عمرو ان لكل عامل سرة ولكل شرة فترة فمن كانت فترته الى سنة - 00:11:38
ان افلح ومن كانت فترته الى بدعة خاب وخسر. قال له ذلك حين امره بالاقتصاد في العمل. فكل الخير في اجتهاد باقتصاد واخلاص مقرون بالاتباع كما قال بعض الصحابة اقتصاد في سبيل وسنة خير من اجتهاد في خلاف سبيل وسنة - 00:11:54
احرصوا ان تكون اعمالكم على منهاج الانبياء عليهم السلام وسنتهم. وكذلك الرياء في الاعمال يخرجها الاستقامة والفتور والتواني يخرجها عنها ايضا هذا الكلام اه حقيقة كلام منهجي وكلام آآ في غاية الافادة - 00:12:14
وهو انه الشيطان لا اشكال عنده في نوعه الانحراف ما عنده مشكلة هل الانحراف يكون تفريط او افراط فالمهم ان يحرف الانسان عن الاستقامة التي هي السداد. التي هي موافقة السنة. هذا امر خطير جدا وتعرفون - 00:12:32
هناك اناس دخل عليهم الشيطان من هذا الباب من باب الافراط. وليس من باب التفريط في وقت الصحابة حصل مثلا الخوارج الذين خرجوا على علي رضي الله تعالى عنهم وعلى الصحابة وكفروهم آآ وقاتلوهم - 00:12:53
وكان احدهم يعني وهو على وشك القتل وهو يذكر الله اه الى اخره الرسول صلى الله عليه وسلم حذر منهم وتكلم كلاما كثيرا في هذا الباب فالانسان ينتبه انه هو في طريقه عنده مزلقان اساسيان وهو مطلوب منه السداد هذا الذي في الوسط - 00:13:11
فنسأل الله سبحانه وتعالى الهداية. لذلك الانسان دائما بحاجة للدعاء والهداية اهدنا الصراط المستقيم ولاحظوا المستقيم يعني متوافق مع هذه المنزلة التي نتحدث عنها في الانستقرام. طيب ثم آآ نذهب الى المنزلة التالية وهي التي سنقف معها كثيرا ان شاء الله منزلة التوكل - 00:13:30
اه هذي هذي المنزلة هي كنز من الكنوز حقيقة فيها انواع من العلم والتفصيل اه في غاية الاهمية. يقول رحمه الله فصل ومن منازل اياك نعبد واياك نستعين منزلة التوكل. قال الله تعالى وعلى - 00:13:53
الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين. وقال ومن يتوكل على الله فهو حسبه. وقال عن اوليائه ربنا عليك توكلنا واليك انبنا واليك المصير. وقال لرسوله قل هو الرحمن امنا به وعليه توكلنا. وقال له فتوكل على الله انك على الحق المبين - 00:14:10
وقال له وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا. وقال له وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وقال له فاذا عزمت وتوكل على الله ان الله يحب المتوكلين. وقال عن انبيائه ورسله وما لنا الا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا - 00:14:31
وقال عن اصحاب نبيه الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل وفي الصحيحين قال والقرآن مملوء من ذلك وفي الصحيحين من حديث السبعين الفا او في حديث السبعين الفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب - 00:14:50
قال هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتمون وعلى ربهم يتوكلون طبعا هذا الحديث يمر بنا كثيرا ولكن لا ادري يعني من منا يتأمله تأملا حقيقيا؟ يعني هل نعي؟ هل نعي فعلا ما معنى ان يدخل الجنة بلا حساب - 00:15:09
بلا حساب يعني هذا شيء اه اعظم ما يمكن ان يطلبه الانسان ان هو يأتي في ذلك اليوم ليس عليه اي ديون يسددها ولا عليه اي مناقشة ولا شي من المحشر الى الجنة - 00:15:31
طبعا يمر باحداث يوم القيامة ولكن هو في الاخير ليس عليه حساب فهذا هذا هذه منزلة عالية جدا ما صفة هؤلاء كأنه والله اعلم كأنه والله اعلم انه قوله صلى الله عليه وسلم انه لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون - 00:15:49
يعني يبدو لي والله اعلم ان هي هي امثلة وان الجامع لها هو وعلى ربهم يتوكلون وعلى ربهم يتوكلون يعني الشأن انهم متوكلون على الله ومن جملة توكلهم انهم لا يستقون ولا يتطيرون ولا يكتوون ليس بالضرورة هذه - 00:16:11
فقط مع مع الوقوع فيما هو اه في غيرها يعني وانما يجمعهم امر التوكل اه والله تعالى اعلم طيب قال وفي الصحيحين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول اللهم آآ اللهم لك اسلمت وبك امنت وعليك توكلت - 00:16:30
واليك انلت وبك خاصمت اللهم اني اعوذ بعزتك لا اله الا انت ان تضلني انت الحي الذي لا يموت والجن والانس يموتون وفي الترمذي عن عمر رضي الله عنه مرفوعا لو انكم توكلون او تتوكلون على الله حق توكله - 00:16:57
لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا قال ابن القيم في كلام مهم جدا التوكل نصف الدين والنصف الثاني الانابة فان الدين استعانة وعبادة. اليس اياك نعبد واياك نستعين - 00:17:16
فان الدين استعانة وعبادة فالتوكل هو الاستعانة والانابة هي العبادة هذا طبعا هذا الجبنة متن يحفظ يعني جملة من متنها ومنزلته اوسع المنازل واجمعها ولا تزال معمورة بالنازلين لسعة متعلق التوكل وكثرة حوائج العالمين وعموم التوكل ووقوعه من المؤمنين والكفار والابرار - 00:17:36
والفجار والطير والوحش والبهائم. فاهل السماوات والارض المكلفون وغيرهم في مقام التوكل. وان تباين متعلق توكلهم وان تباين متعلق توكله تمام طيب ايش متعلق التوكل الان وقفت الحديث حتى ننتقل الى - 00:18:01
هذه النقطة المهمة جدا اه وان كان كأنه شرط بعدين نشوف الجواب. طيب اه متعلقات التوكل هذا موظوع من اهم الموضوعات التي طرقها ابن القيم في هذه المنزلة متعلق التوكل يعني نستطيع ان نسميه موضوع التوكل - 00:18:21
انه انت تتوكل على الله في ايش؟ في ماذا؟ ويقول لك هناك اربع درجات في التوكل اربعة موضوعات اربعة مجالات كبرى للتوكل تختلف عن بعضها ما هو توكل اوليائه وخاصته اعلى درجة في التوكل؟ يقول فاولياؤه وخاصته يتوكلون عليه في حصول ما يرضيه منهم وفي - 00:18:42
قامته في الخلق ويتوكلون عليه في الايمان ونصرة دينه واعلاء كلمته وجهاد اعدائه وفي محابه وتنفيذ اوامره. هذي اعلى اعلى موضوعات التوكل ودون هؤلاء من يتوكل عليه في استقامته في نفسه وحفظ حاله مع الله فارغا عن الناس - 00:19:02
ودون هؤلاء من يتوكل عليه في معلوم يناله منه من رزق او عافية او نصر على عدو او زوجة او ولد ونحو ذلك. ودون هؤلاء من يتوكل عليه في حصول ما لا يحبه ويرضاه من الظلم والعدوان وحصول الاثم والفواحش فان اصحاب هذه المطالب لا لا ينالونها غالبا الا - 00:19:22
اعانتهم بالله وتوكلهم عليه. بل قد يكون توكل توكلهم اقوى من توكل كثير من اصحاب الطاعات. ولهذا يلقون انفسهم في المتالف والمهالك معتمدين على الله ان يسلمهم يظفرهم بمطالبهم فافضل التوكل طبعا الطب يكون هذا في في مرحلة يعني منتشرة نحن اليوم في زمننا موجود - 00:19:42
اه موجود لكنه ليس هو الشائع يبدو لي في بدائرة الذنوب والمعاصي وان كان موجودا تعرفوا مثلا آآ مغنية تبي تطلع عندها حفلة ادعوا لي وتدعي انه ربنا يوفقها في في الحفلة الغنائية - 00:20:09
طيب يقول فافضل التوكل التوكل في الواجب فافضل التوكل التوكل في الواجب اعني واجب الحق وواجب الخلق وواجب النفس واوسعه وانفعه التوكل في التأثير في الخارج في مصلحة دينية او دفع مفسدة دينية وهو توكل الانبياء في اقامة دين الله - 00:20:25
ودفع فساد المفسدين في الارض وهذا توكل ورثتهم ثم الناس بعده في التوكل على حسب هممهم ومقاصدهم. فمن متوكل على الله في حصول الملك ومن متوكل في حصول رغيف مرة اخرى - 00:20:49
في طريق الدعوة في طريق الاصلاح ايا كان مجاله. من اعظم ما يعين على التأثير من اعظم ما يؤتي البركة من اعظم ما يحقق النتائج والثمرات التوكل على الله ان يتوكل الانسان على الله في اعماله الاصلاحية التي يقوم بها ويرجو نفعها - 00:21:04
فهذا ليس يعني لا يعادله شيء في تحقيق الاثر والنفع والبركة قال ومن صدق توكله على الله في حصوله في حصول شيء ناله فان كان محبوبا له مرضيا كانت له فيه العاقبة محمودا وان كان مسخوطا مغوضا كان ما حصل له بتوكله مطرة - 00:21:29
وان كان مباحا حصلت له مصلحة التوكل دون مصلحة ما توكلوا فيه ان لم يستعن به على طاعته والله اعلم طيب الان سيذكر معنى التوكل وسينقل كلاما كثيرا عن عن المتقدمين في قضية التوكل. اه - 00:21:46
فانا ساختار بعض العبارات لانه في تقريبا في اربعة او خمس صفحات كلها فقط نقولات او تعليقات على قضية تعريف التوكل اه قال فلنذكر معنى التوكل ودرجاته وما قيل فيه. قال الامام احمد التوكل عمل القلب - 00:22:06
ومعنى ذلك انه عمل قلبي ليس بقول اللسان ولا عمل الجوارح ولا هو من باب العلوم والادراكات. ومن الناس من يجعله من باب المعارف والعلوم فيقول وعلم القلب بكفاية الرب للعبد. ومنهم من يفسره بالسكون وخمود حركة القلب. فيقول التوكل هو انطراح القلب بين يدي الرب كانطراح الميت بين يدي الغاسل - 00:22:22
يقلبه كيف يشاء ومنهم من يفسره بالرضا فيقول هو الرضا بالمقدور آآ قال بشر الحافي يقول احدهم توكلت على الله يكذب على الله ونتوكل على الله لرضي بما يفعل الله - 00:22:42
ولو توكل على الله لرضي بما يفعل بما يفعل الله. طيب اه وسئل يحيى ابن معاذ متى يكون الرجل متوكلا؟ فقال اذا رضي الله وكيلا ومنهم من يفسره بالثقة بالله والطمأنينة اليه والسكون اليهم - 00:23:00
اه قال ابن عطاء التوكل الا يظهر فيك انزعاج من الاسباب مع شدة فاقتك اليها ولا تزول عن حقيقة السكون الى الحق مع وقوفك عليها آآ وقال بعضهم التوكل التعلق بالله في كل حال. وقيل نفي الشكوك والتفويض الى مالك الملوك ومنهم من جعله مركبا من عمرين او امور - 00:23:17
فقال ابو سعيد الخراز التوكل اضطراب بلا سكون وسكون سكون بلا اضطراب يريد حركة ذاته في الاسباب بالظاهر والباطن وسكون الى المسبب وركون اليه ولا يضطرب قلبه معه ولا تسكن حركته عن الاسباب الموصلة الى رضاه - 00:23:40
يعني يقول التوكل اضطراب بلا سكون المقصود بالاضطراب الاول هنا اللي هو الاضطراب البدن اللي هو انه هو في السعي بالاسباب في الاخذ بالاسباب بلا سكون فهو دائما يسعى في الاسباب. وسكون هنا حين متعلق بالقلب - 00:24:01
وسكون بالاضطراب فقلبه متوكل على الله وهو ساكن لا يضطرب في هذه الثقة آآ ثم قال واجمع القوم على ان التوكل لا ينافي القيام بالاسباب فلا يصح التوكل الا مع القيام بها والا فهو بطالة وتوكل فاسد. طبعا سيأتي في اخر المنزلة ان شاء الله كلام استدراكي على - 00:24:19
هذي القضية وتعليق على قضية الاسباب ومن كان يتقحم المفاوز بدون زاد من العباد وما الى ذلك وش وجه هذا سيأتي ان شاء الله وقال سهل ابن عبد الله من طعن في الحركة يعني يقصد في الحركة الى الاسباب فقد طعن في السنة ومن طعن في التوكل فقد طعن - 00:24:43
في الايمان اه ثم ثم ننتقل للفصل التالي وهو يعني خلينا نقول هو من اهم الخلاصات في باب التوكل آآ ما الذي يعني يريد ان يطرحه ابن القيم في هذا الفصل؟ هذا الفصل طويل قليلا هو هو - 00:25:02
وكل الكلمات التالية التي قال فيها فصل فصل فصل هي تابعة لهذه النقطة ليست فصولا جديدة وذكر اه سبع درجات او ثمان درجات سبع درجات تقريبا سبع درجات التي نستطيع ان ان نقول انها جواب عن سؤال على ماذا يقوم التوكل وينبني - 00:25:29
ما هي خطوات التوكل على مما يقوم بناء التوكل نستطيع ان نقول ان هذا السؤال يمكن ان نعنونه هنا؟ والجواب في الصفحات القادمة. يقول اه وحقيقة الامر ان التوكل حال مركبا من - 00:25:50
مجموع الامور لا تتم حقيقة التوكل الا بها. وكل اشار الى واحد من هذه الامور او اثنين او اكثر يقول الكلام الذي نقلته لك قبل قليل كلام اه المتقدمين في التوكل يقول كل واحد منهم نظر الى درجة من هذي الدرجات لكن انا ساذكر لك - 00:26:06
مقام التوكل بدرجاته ببنائه بتفاصيله باركانه ماذا يقول؟ فاول ذلك فاول ذلك معرفة بالرب وصفاته من قدرته وكفايته وقيوميته وانتهاء الامور الى علمه وصدورها عن من مشيئته وقدرته وهذه المعرفة اول درجة يضع بها العبد قدمه في مقام التوكل - 00:26:24
قال شيخنا يقصد ابن تيمية ولذلك لا يصح التوكل ولا يتصور من فيلسوف ولا من القدرية ابن فاة القائلين بان انه يكون في ملكه ما لا يشاء ولا يستقيم ايضا من الجهمية ان نفات لصفات الرب جل جلاله. ولا يستقيم التوكل الا من اهل الاثبات - 00:26:49
شوفوا الربط بين الابواب وتوليد الاثار العملية على الخلافات العقدية النظرية يعني يقول ماشي احنا نتناقش طرف في مسائل الاسماء والصفات تنفون الصفات بس ترى في اثار ولوازم ترى في قضية التوكل الى اخره - 00:27:10
يقول ابن القيم فاي توكل لمن يعتقد ان الله لا يعلم جزئيات العالم سفليه وعلويه. هذا طبعا الفلاسفة آآ يعتقد ان الله علم الله لا يتعلق بالجزئيات ولا هو فاعل باختياره ولا له ارادة ومشيئة هذا بالنسبة للقدرية ولا يقوم به صفة هذا بالنسبة للجهمية - 00:27:29
فكل من كان بالله وصفاته اعلم واعرف توكله اصح واقوى وهذه جملة يمكن ان تحفظ ايضا كل من كان بالله وصفاته اعلم واعرف كان توكله اصح واقوى. طيب اذا الدرجة الاولى المقام الاول الامر الاول في قضية التوكل هو معرفة الله - 00:27:50
باسمائه وصفاته هذا هذي اول خطوة في مقام التوكل ثانية الدرجة الثانية يقول اثبات في الاسباب والمسببات فان من نفاها فتوكله مدخول. وهذا عكس ما يظهر في بدوات الرأي ان اثبات الاسباب يقدح في التوكل وان نفيها تمام التوكل. فاعلم ان نفاة الاسباب لا يستقيم لهم توكل البتة - 00:28:15
لان التوكل من اقوى الاسباب في حصول المتوكل فيه. فهو كالدعاء الذي جعله الله سببا في حصول المدعو في حصول المدعو به. فاذا اعتقد العبد ان توكله لم ينصبه الله سببا ولا جعل دعاءه سببا لنيل شيء فان المتوكل فيه المدعو بحصونه - 00:28:40
ان كان قد قدر حصل توكل او لم يحصل توكل دعا او لم يدعو اه وان لم يقدر لم يحصل توكل ايضا او ترك التوكل. هذه لفتة ذكية حقيقة. يقول اللي ينفوا الاسباب - 00:29:02
ما فيهم يتوكلوا لانه اصلا بمجرد توكلك هو هذا اعتراف منك بالاسباب لان التوكل سبب فاذا كنت تعتقد ان الله سيحقق لك ما تريد بدون توكل فلماذا تتوكل لماذا تتوكل؟ لا تعترف بالاسباب اذا لا تتوكل - 00:29:20
فما دام انك توكلت وترجو من الله ان يحقق لك هذا اعتراف منك بالاسباب يقول وصرح هؤلاء ان التوكل والدعاء عبودية محضة لا فائدة لها الا ذلك ولو ترك العبد التوكل والدعاء ما فاته شيء مما قدر له. ومن غلاته من يجعل الدعاء بعدم المؤاخذة على الخطأ والنسيان عديم الفائدة اذ هو مضمون الحصول - 00:29:39
ورأيت بعض متعمقي هؤلاء في كتاب في كتاب له لا يجوز الدعاء بهذا وانما يجوز تلاوة لا دعاء قال لان الدعاء به يتضمن الشك في وقوعه الى اخر الكلام وجاء واجاب عن وهم واجاب عن هذا الوهم المر - 00:30:00
طيب ثم قال آآ ثلاث مئة واثنين وستين قال فالتوكل من اعظم الاسباب التي يحصل بها المطلوب ويندفع بها المكروه. فمن فمن انكر الاسباب لم يستقم منه التوكل ولكن من تمام التوكل عدم الركون الى الاسباب - 00:30:16
وقطع علاقة القلب بها فيكون حال قلبه قيام فيكون حال قلبه قيامه بالله او قيامه بالله لا بها وحال بدنه قيامه بها اه هذا يا جماعة ترى ليس امرا نظريا ها يعني هذا هذا عملي هذا امر يعمله الانسان - 00:30:38
يعني هذا المفترض انه الانسان يبدأ به آآ ان لم يكن قد بدأ به او ان لم يكن عليه سابقا اه لنعود انفسنا لنعود انفسنا اذا بذلنا سببا معينا طبعا نستوفي كل ما يمكن - 00:30:58
لكن لنعود انفسنا ان لا نعلق قلبنا او قلوبنا بالاسباب انت مثلا مريظ تذهب الى الى طبيب تذكر تذكر انه قلبك هذا لا لا يتعلق بالطبيب تعلق زائد يعني لا يعني تذكر ترى ان الله سبحانه وتعالى - 00:31:16
قد يكتب على يديه الشفاء وقد لا يكتب. فانت تتخذ السبب. نعم تختار الطبيب الافظل وتبحث عن افضل العلاجات وكله ممتاز وان شاء الله مأجور عليه لكن القلب هذا لا ترهنه لاحد - 00:31:35
لا ترهنوا لاحد قال فصل الدرجة الثالثة رسوخ القلب في مقام توحيد التوكل فانه لا يستقيم توكل العبد حتى يصح له توحيده فالحقيقة التوكل توحيد القلب. فما دامت فيه علائق الشرك فتوكله معلول مدخول - 00:31:51
وعلى قدر تجريد التوحيد تكون صحة التوكل هذه الان ثالث جملة ارى انها تستحق الحفظ من منزلة التوكل فقط على قدر تجريد التوحيد تكون صحة التوكل. فان العبد متى التفت الى غير الله اخذ ذلك الالتفات شعبة من شعب - 00:32:12
بقلبه فنقص من توكله على الله بقدر ذهاب تلك الشعبة ومن ها هنا ظن من ظن ان التوكل لا يصح الا برفض الاسباب وهذا حق ولكن رفضها عن القلب لا عن الجوارح. فالتوكل لا يتم الا برفض الاسباب - 00:32:33
للقلب وتعلق وتعلق الجوارح بها فيكون منقطعا منها وتعلق الجوارح بها فيكون منقطعا منها متصلا بها والله سبحانه وتعالى اعلم طيب الدرجة الرابعة اعتماد القلب على الله واستناده اليه وسكونه اليه - 00:32:49
بحيث لا يبقى فيه اضطراب من تشويش الاسباب ولا سكون اليها بل يخلع السكون فليخلعوا السكون اليها من قلبه ويلبسه السكون الى مسببه يا جماعة هو الان جالس يلون يلون لوحة اسمها التوكل - 00:33:05
كل درجة تكتمل الصورة اكثر الى ان ستظهر لك صورة التوكل ناصعة بينة كاملة متكاملة الاركان واضحة تماما يقول علامة هذا اللي هي اعتماد القلب وعدم انه لا يبالي باقبالها وادبارها ولا يضطرب قلبه ويخفق عند ادبار ما يحب منها واقبال ما يكره. لان - 00:33:22
اعتماده على الله وسكونه اليه واستناده اليه قد حصنه من خوفها ورجائها فحاله حال من خرج عليه عدو عظيم لا طاقة له به فرأى حصنا مفتوحا فادخله وربه اليه واغلق عليه باب الحصن فهو يشاهد عدوه خارج الحصن فاضطراب قلبه وخوفه من عدوه في هذه الحال لا معنى له وكذلك من اعطاه ملك - 00:33:44
درهما فسرق منه فقال له الملك الملك عندي اضعافه فلا تهتم متى جئت اليه اعطيتك من خزائني اضعافه. فاذا علم صحة قول الملك ووثق به واطمأن اليه وعلم ان خزائنه مليئة مليئة بذلك لم يحزنه فوته وقد مثل ذلك بحال الطفل الرضيع في اعتماده وسكونه وطمأنينته بثدي امه - 00:34:04
لا يعرف غيره وليس في قلبه التفات الى غيره كما قال بعض العارفين آآ المتوكل كالطفل لا يعرف شيئا يأوي اليه الا فدي امه كذلك المتوكل لا يأوي الا الا الى ربه سبحانه وتعالى - 00:34:24
طبعا في هذه النقطة وهي انه علامة التوكل واعتماد القلب على الله وعدم اتخاذ الاسباب او عدم عفوا الركون الى الاسباب انه نامت ذلك انه لا يبالي باقبالها وادبارها ولا يضطرب قلبه ويخفق عند ادبار ما يحب منها. هذا الكلام يحتاج الى تفصيل - 00:34:39
هذا الكلام يحتاج الى تفصيل بمعنى انه انه ليس كل اضطراب او او قلق او حزن يحصل فيما يتعلق بالاسباب يعتبر نقص صنف التوكل آآ فهناك شيء فطري يعني طبع الله سبحانه وتعالى الانسان عليه من الخوف من عدو من الخوف من مرض من من - 00:34:58
ما الى ذلك فهذا القدر الفطري لا يناقض التوكل. متى تعرف ان الانسان آآ توكلوا ان ان يعرف الانسان من نفسه ان توكله ضعيف حين آآ يتجاوز الحد الادنى الحد الفطري الحد - 00:35:22
المناسب لهذا الحدث المناسبة لهذا الحدث مع اعتراف او مع اعتبار وجود معطي التوكل اه في الانسان المضطرب اضطرابا زائدا يعني انسان شديد الخوف شديد الهلع من كل شيء اه اه يعني اه لا يسكن قلبه الى توكل لا لا يطمئن لا فرق بينه وبين غير المتوكل - 00:35:44
يعني ايش الفرق بين بينه وبين المتوكل في في الحالة القلبية؟ لا تجد فرقا هذا غير متوكل هذا غير متوكل ميزة التوكل انه يجعل القلب مطمئنا ساكن ثم قد يحصل عند الانسان شيء من خوف شيء من فزع شيء من هلع ولكن هذا يجب ان لا يكون متجاوزا. طبعا هناك مقامات عالية - 00:36:11
ولكن هذه المقامات اه صعبة جدا اه يعني مثلا موقف النبي صلى الله عليه وسلم اه موقف النبي صلى الله عليه وسلم في اه لما لحقه سراقة وكذلك في الغار - 00:36:35
لما كان ابو بكر الصديق رضي الله عنه يكثر الالتفات الرسول صلى الله عليه وسلم كل ما يمكن اتخاذه من اسباب اتخذه يعني لو جاء واحد رجل قائد عسكري يريد ان يخرج من مكة الى المدينة في تلك المرحلة وهو غير مؤمن - 00:36:54
الاسباب التي سيتخذها لن يستطيع ان يزيد عن الاسباب التي اتخذها النبي صلى الله عليه وسلم طيب ايش الفرق الفرق لما جاء المشركون عند الغار ولما لحق سراقة الرسول صلى الله عليه وسلم حتى ما التفت - 00:37:11
ابو بكر الصديق يخاف على النبي صلى الله عليه وسلم يلتفت يا رسول الله ادركنا فارس قال لا تحزن ان الله ان الله معنا. يا ابا بكر ما ظنك ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟ هذا توكل - 00:37:24
هذا الان اعلى ما يمكن ان يكون من التوكل لكن لو حصل للانسان في تلك الحال لو حصل للانسان في تلك الحال شيء من علامات الخوف هل نقول انه ليس متوكلا على الله سبحانه وتعالى انا اقول لا لا يكون لا نحكم عليه انه غير متوكل لمجرد وجود شيء من - 00:37:35
الخوف اه الفطري الطبيعي اه في مثل تلك المقامات. طيب ولكن طبعا درجات في درجات عالية عالية جدا وفيه درجات اقل من ذلك ثم قال الدرجة الخامسة حسن الظن بالله عز وجل. فعلى قدر حسن ظنك بربك ورجائك له يكون توكلك عليه - 00:38:01
ولذلك فسر بعضهم التوكل بحسن الظن بالله والتحقيق ان حسن الظن به يدعوه الى التوكل عليه. اذ لا يتصور التوكل على من ساء ظنك به ولا التوكل على من لا ترجوهم والله اعلم. الدرجة السادسة استسلام القلب له وانجذاب دواعيه كلها اليه وقطع منازعاته - 00:38:25
وبهذا فسره من قال ان يكون العبد بين يدي الله كالميت بين يدي الغاسل يقلبه كيف اراد. لا يكون له حركة ولا تدبير. وهذا معنى قول بعضهم التوكل واسقاط التدبير يعني الاستسلام لتدبير رب الملك اعد ربي لك في وهذا في غير باب الامر والنهي بل فيما يفعله بك لا فيما امرك - 00:38:48
بفعله ثم قال الدرجة السابعة التفويض وهو روح التوكل ولبه وحقيقته وهو القاء اموره كلها الى الله وانزاله بها وانزالها به طلبا واختيارا لا كرها واضطرارا بل كتفويض الابن العاجز الضعيف المغلوب على امره كل اموره الى ابيه - 00:39:09
العالم بشفقته عليه ورحمته وتمام كفايته وحسن ولايته له وتدبيره له. فهو يرى ان تدبير ابيه له خير من تدبيره لنفسه بمصالحه وتوليه لها خير من قيامه هو بمصالح نفسه وتوليه لها. فلا يجد له اصلح ولا ارفق - 00:39:33
من تفويضه لاموره كلها الى ابيه او كلها الى ابيه. وراحته من حمل كلفها وثقله او ثقل حملها مع عجزه عن وجهله بوجوه المصالح فيها وعلمه بكمال علم من فوض اليه وقدرته - 00:39:53
وشفقته الان هذي آآ سبع درجات سبع درجات هذي السبع درجات آآ تحتاج ان الانسان ممكن حتى يكتبها عنده لانه حقيقة يعني يمكن يمكن افضل من تكلم عن التوكل من حيث الجمع هذا في كلام مختصر وفي نفس الوقت جامع عن التوكل او من افضل من تكلم في المعنى - 00:40:13
يستحق بالتكرار والاهتمام ثم قال فاذا وضع قدمه على هذه الدرجة انتقل منها الى درجة الرضا وهي ثمرة التوكل ومن فسر التوكل بها فانما فسره باجل ثمراته واعظم فوائده فانه اذا توكل حق التوكل رضي بما يفعله وكيله - 00:40:44
وكان شيخنا رضي الله عنه يقول المقدور يكتنفه امران التوكل قبله والرضا بعده. فمن توكل على الله قبل الفعل ورضي بالمقضي له بعد الفعل فقد قام بالعبودية او معنى هذا - 00:41:08
يا سلام وهذا عيدهم تحفة قلت وهذا معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء الاستخارة اللهم اني استخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك واسألك من فضلك العظيم هذا توكل وتفويض ثم قال فانك تعلم ولا اعلم وتقدر ولا اقدر وانت علام الغيوب فهذا تبرأ الى الله من العلم والحول والقوة وتوسل اليه سبحانه - 00:41:27
بصفاتي التي هي احب ما توسل اليه بها المتوسلون ثم سأل ربه ان يقضي له ذلك الامر ان كان فيه مصلحته عاجلا او عاجلا وان يصرفه او عنه ان كان فيه مضرته عاجلا او اجلا فهذا هو حاجته التي سألها - 00:41:49
فلم يبقى عليه الا الرضا بما يقضيه له فقال اقدر لي الخير حيث كان. ثم رضني به فقد اشتمل هذا الدعاء على هذه المعارف الالهية والحقائق الايمانية التي من جملتها التوكل والتفويض قبل وقوع المقدور والرضا بعده وهو - 00:42:05
ثمرة التوكل والتفويض علامة صحته فان لم يرضى بما قضى له او قضي له فتفويضه معلول فاسد فباستكمال هذه الدرجات الثمان يستكمل العبد مقام التوكل وتثبت قدمه فيه وهذا معنى قول بشر الحافي. يقول احدهم توكلت على الله يكذب على الله. لو توكل على الله - 00:42:22
بما يفعله الله به وقول يحيى ابن معاذ وقد سئل متى يكون الرجل متوكلا؟ فقال اذا رضي بالله آآ وكيلا طيب ثم اه اه اخذ يميز عن بعض يميز بين بعض الاشياء التي تشتبه بالتوكل - 00:42:50
يعني يقول التوكل يشتبه التفويض بالاضاعة ويشتبه التوكل بالراحة والقاء حمل الكل فيظن صاحبه انه متوكل وانما هو عامل على عدم الراحة وعلامة ذلك ان المتوكل مجتهد في الاسباب المأمور بها غاية الاجتهاد - 00:43:15
مستريح من غيرها لتعبه بها. والعامل على الراحة اخذ من الامر مقدار ما تندفع به الضرورة. وتسقط به عنه مطالبة الشرع فهذا لون وهذا لون اه يقول ومنه اشتباه الثقة بالله بالغرور والعجز - 00:43:34
والفرق بينهما ان الواثق بالله قد فعل ما امره الله به ووثق بالله في طلوع ثمرته وتنميتها وتزكيتها كوارث الشجرة وبادر الارض والمغتر العاجز قد فرط فيما امر به وزعم انه واثق بالله والثقة انما تصح بعد بذل المجهود - 00:43:52
ومنه اه اشتباه الرضا عن الله بكل ما يفعل بعبده مما يحبه ويكرهه بالعزم على ذلك وحديث النفس به وذلك شيء والحقيقة شيء اخر. كما يحكى عن ابي سليمان انه قال - 00:44:13
ارجو ان اكون اعطيت طرفا من الرضا. ولو ادخلني النار لكنت بذلك راضيا. فسمعت شيخ الاسلام ابن تيمية يقول هذا عزم منه على الرضا وحديث نفس به ولو ادخله النار لم يكن من ذلك شيء وفرق بين العزم على الشيء وبين حقيقته - 00:44:31
وذكر كذلك الفرق بين اشتباه علم التوكل وبحال التوكل فكثير من الناس يعرف التوكل وحقيقته وتفاصيله فيظن انه متوكل وليس من اهل التوكل فحال التوكل امر اخر من وراء العلم به. وهذا كمعرفة المحبة والعلم بها واسبابها ودواعيها. وحال - 00:44:53
محب العاشق وراء ذلك وكمعرفة علم الخوف وحال الخاء وحال الخائف وراء ذلك. وهو شبيه بمعرفة المريض ماهية الصحة وحقيقتها وحاله بخلافها. فهذا يكثر اشتباه الدعاوى فيه او الدعاوى فيه بالحقائق والعوارض بالمطالب والافات القاطعة بالاسباب الموصلة والله يهدي من يشاء الى صراط - 00:45:13
مستقيم ثم قال فصل وآآ تتذكرون في الدرس الماظي آآ اشرت الى انه ابن القيم يهتم بباب الاسماء والصفات والاهتمام بها من جهة علاقتها بمقامات العبودية اهتمام او موضوع شريف جدا - 00:45:35
وهو موضوع من الموضوعات التي يحسن التأسي بها انه الانسان دائما يهتم في المقامات القلبية بما يتعلق بهذه المقامات او بالمقامات التعبدية ما يتعلق بها من الاسماء والصفات يقول التوكل - 00:45:54
من اعم المقامات تعلقا بالاسماء الحسنى فان له تعلقا خاصا بعامة اسماء الافعال واسماء الصفات فله تعلق باسم الغفار والتواب والعفو والرؤوف الرحيم وتعلق باسم الفتاح والوهاب والرزاق والمعطي والمحسن هو تألق باسم المعز المذل الخافض الرافع المانع من جهة توكله عليه في اذلال اعداء دينه وخفضهم ومنعهم اسباب - 00:46:05
النصر وتألق باسماء القدرة والارادة وله تعلق بجميع الاسماء الحسنى. ولهذا فسره من فسره من الائمة بانه المعرفة بالله وانما اراد انه بحسب معرفة العبد يصح له مقام التوكل وكلما كان بالله اعرف كان توكله عليه اقوى. ثم انتقل الى فصل - 00:46:34
مختصر وهو المغبونون في التوكل فقال وكثير من المتوكلين يكون مغبونا في توكله وقد توكل حقيقة التوكل وهو مغبون. كما انصرف توكله الى حاجة جزئية استفرغ فيها قوة توكله ويمكنه نيلها بأيسر شيء - 00:46:55
وتفريغ قلبه للتوكل في زيادة الايمان وتفريغ قلبه للتوكل في زيادة الايمان والعلم ونصرة الدين والتأثير في العالم في العالم خيرا فهذا توكل العاجز القاصر اه الهمة هذا الاول كما يصرف بعضهم همتهم وتوكله يعني هو يقول لو لو توكل - 00:47:19
لو فرغ قلبه للتوكل في زيادة الايمان ونصرة الدين هذا هذا الذي يستحق يقول فهذا توكل العاجز القاصر الهمة كما يصرف بعضهم همته وتوكله ودعاءه الى وجع يمكن مداواته بادنى شيء - 00:47:42
او جوع يمكن زواله بنصف رغيف او نصف درهم. ويدع صرفه الى نصرة الدين وقمع المبتدعين وزيادة الايمان ومصالح المسلمين والله اعلم هذا فصل مختصر وجميل جدا اه ثم بقي ان يناقش بعض القضايا - 00:47:57
آآ ايضا المتعلقة بقضية اه الاسباب لا ليس هنا سيأتي ايضا لكن نناقش الهواء في مسألة سنأتي اليها ان شاء الله الان اه طيب يقول الوكالة اه صفحة ثلاث مئة واربعة وسبعين يراد بها امران احدهما التوكيل وهو الاستنابة والتفويض والثاني التوكل - 00:48:14
وهو التعرف بطريق النيابة او التصرف بطريق النيابة عن الموكل الموكل وآآ وهذا من الجانبين فان الله تبارك وتعالى يوكل العبد او يوكل العبد ويقيمه في حفظ ما وكله فيه والعبد يوكل الرب ويعتمد عليه - 00:48:40
فاما وكالة الرب عبده ففي قوله تعالى فان يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين. قال قتادة وكلنا بها الانبياء الثمانية عشر الذين ذكرناهم وآآ فان قلت - 00:49:02
هل يصح ان يقال ان احدا وكيل الله قلت لا فان الوكيل من يتصرف عن موكله بطريق النيابة والله عز وجل لا نائب له ولا يخلفه احد ولا يخلفه احد - 00:49:21
بل هو الذي يخلف عبده كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم انت الصاحب في السفر والخليفة في الاهل. على انه لا يمتنع ان يطلق ذلك باعتبار انه مأمور بحفظ ما وكله فيه - 00:49:36
ورعايته والقيام به طيب واما توكيل العبد ربه فهو تفويضه اليه وعزل نفسه عن التصرف واثباته لاهله ووليه ولهذا قيل في التوكل انه عزل النفس عن الربوبية قيامها آآ بالعبودية ثم في اخر الصفحة يناقش الهروي في قوله انه اوهى السبل عند الخاصة انه - 00:49:51
وكل ابهى السبل عندي الخاصة يقول هذا ليس على اطلاقه بل هو من اجل السبل عندهم وافضلها واعظمها قدرا. وقد تقدم في صدر الباب امر الله رسوله بذلك حظه عليه هو والمؤمنين - 00:50:16
ومن اسمائه صلى الله عليه وسلم المتوكل وتوكله اعظم توكل. وقد قال الله له فتوكل على الله انك على الحق المبين. وفي ذكر امره بالتوكل مع اخباره بانه على الحق - 00:50:32
دلالة على ان الدين بمجموعه في هذين الامرين ان يكون العبد على الحق في قوله وعمله واعتقاده ونيته وان يكون متوكلا على الله واثقا به فالدين كله في هذين المقامين. وقال رسل الله وانبياؤه وما لنا الا نتوكل على الله. فالعبد افته اما من عدم الهداية - 00:50:43
واما من عدم التوكل فاذا جمع التوكل الى الهداية فقد جمع الايمان آآ كله نعم التوكل على الله في معلوم الرزق المضمون والاشتغال به عن التوكل في نصرة الحق والدين من اوهى منازل الخاصة. اما التوكل عليه في حصول ما يحبه ويرضاه فيه وفي الخلق فهذا - 00:51:01
توكل الرسل والانبياء عليهم السلام فكيف يكون من اوهى منازل الخاصة هذا تصحيح الان تصور طيب اه ثم ينتقل اه الى قضية مهمة جدا كلام والله هنا فيه الاسباب لكن خلينا نتجاوزه. بروح ثلاث مئة واثنين وثمانين - 00:51:19
اه كلام مهم متعلق بقضية طلب المخلوقين طلب من المخلوقين يقول الهروي الدرجة الثانية التوكل مع اسقاط الطلب وغض العين عن السبب واجتهادا لتصحيح التوكل وقمعا بشرف النفس وتفرغا لحفظ واجباته - 00:51:50
يقول لابن القيم قوله مع اسقاط الطلب اي من الخلق لا من الحق فلا يطلب من احد شيئا وهذا من احسن الكلام ومنفعه للمريد فان الطلب من الخلق في الاصل في الاصل محظور وغايته ان يباح للضرورة كاباحة الميت للمضطر - 00:52:08
ونص احمد على انه لا يجب وكذلك كان شيخنا يشير الى انه لا يجب الطلب والسؤال وسمعته يقول في السؤال هو ظلم في حق الربوبية وظلم في حق الخلق وظلم في حق النفس - 00:52:23
اما في حق الربوبية فلما فيه من الذل لغير الله واراقة ماء الوجه لغير خالقه والتعوظ عن سؤاله بسؤال المخلوقين واما في حق الناس ففي منازعتهم ما في ايديهم بالسؤال واستخراجه منهم. واما ظلم السائل نفسه فحيث امتهنها واقامها في مقام ذل السؤال - 00:52:37
ورضي لها بذل الطلب ممن هو مثله او لعل الساعي خير منه واعلى قدره فسؤال المخلوق للمخلوق سؤال الفقير للفقير والرب تبارك وتعالى كلما سألته رمت عليه ورضي عنك واحبك - 00:52:56
والمخلوق كلما سألته سألته هنت عليه وابغضك ومقتك وقلاك كما قيل الله يغضب ان تركت سؤاله وبني ادم حين يسأل يرضى وقبيح بالعبد المريد ان يتعرض لسؤال العبيد وهو يجد عند مولاه كل ما يريد - 00:53:13
وفي صحيح مسلم عن عوف بن مالك الاشجعي رضي الله عنه قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة او ثمانية او سبعة فقال الا تبايعون رسول الله وكنا حديث عهد ببيعة فقلنا قد بايعناك يا رسول الله قال الا تبايعنا - 00:53:33
يا رسول الله الا تبايعون رسول الله فبسطنا ايدينا او قلنا قد بايعناك يا رسول الله فعلام نبايعك وقال ان تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا والصلوات الخمس واسروا كلمة خفية ولا تسألوا الناس شيئا. قال ولقد رأيت بعض اولئك النفر - 00:53:43
يسقط صوت احدهم فما يسأل احدا ان يناوله اياه وفي الصحيحين ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تزال المسألة باحدكم حتى يلقى الله وليس في وجهه مزعة لحم - 00:54:00
اه طبعا هذا الحديث في سياق المسألة اللي هي ما نسميه اليوم السحاب وفيهما ايضا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال وهو على المنبر وذكر الصدقة والتعفف عن المسألة قال وليزل عليا خير - 00:54:14
من اليد السفلى واليد العليا هي المنفقة والسفلى هي السائل وفي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من سأل الناس تكثرا فانما يسأل جمرا فليستقل او ليستكثر. وفي الترمذي عن سمر رضي الله عنه قال قال رسول - 00:54:29
صلى الله عليه وسلم ان المسألة كالد يكد بها الرجل وجهه الا ان يسأل الرجل سلطانا او في الامر الذي لا بد له منه وهنا يأتي استثناء حتى ايضا الانسان يتوازن ودائما نقول انه السنة النبوية سنجد فيها - 00:54:43
كثير من الضوابط الموازنة وفيها ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا من اصابته فاقة فانزلها بالناس لم تسد فاقته فانزلها بالله فيوشك له برزق عاجل او اجل. وفي المسند والسنن عن ثوبان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تكفل لي ان لا يسأل الناس شيئا اتكفل له بالجنة فقلت انا فكان لا يسألون - 00:55:01
احدا شيئا. وفي صحيح مسلم عن قبيصة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ان المسألة لا تحل الا لاحد ثلاثة رجل تحمل حمالة فحلت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك - 00:55:20
هذا اللي هو يتحمل يعني اه مثلا يتحمل الدية عن احد او شي زي كذا اه ورجل اصابته جائحة اجتاحت ما له فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش - 00:55:36
او سدادا من عيش ورجل اصابته فاقة حتى يقول ثلاثة من ذوي الحجى من قومه لقد اصابت فلانا فاقة فحلت له المسألة حتى يصيب قواما او قواما من عيش آآ من عيش او سدادا من عيش - 00:55:49
فما سواهن من المسألة يا قبيصة فسحت يأكلها صاحبها سحتا فالتوكل مع اسقاط هذا الطلب والسؤال هو محض العبودية طيب بقي ان المسألة التي ذكرت لكم في البداية انه سيذكرها آآ في الاخير وهي مسألة آآ آآ - 00:56:05
اه تنقل عن بعض العباد المتقدمين انهم يعني يقطعون الصحراء الى زاد وما ادري ايش التوكل وما الى ذلك هنا ابن القيم يناقش مثل هذا وينبه على قضية اه احيانا تعتري الصادقة ان سيأتي ان شاء الله يقول اه وهذا الذي اشار اليه مذهب قوم من العباد والسالكين وكثير منهم كان يدخل البادية بلا زاد - 00:56:27
ويرى حمل الزاد قدحا في التوكل ولهم في ذلك حكايات مشهورة. وهؤلاء في خفارة صدقهم والا فدرجتهم ناقصة عن العارفين ومع هذا فلا يمكن بشرا البتة ترك الاسباب جملة فهذا ابراهيم الخواص كان مجردا او مجردا في التوكل مجردا في التوكل يدقق - 00:56:50
فيه ويدخل البادية بغير زاد وكان لا تفارقه الابرة والخيط والركوة والمقراط فقيل له لما تحمل هذا وانت تمنع من كل شيء فقال مثل هذا لا ينقص من التوكل لان لله علينا فرائض والفقير لا يكون عليه الا ثوب واحد. فربما تخرق ثوبه فاذا لم يكن معه ابرة وخيوط تبدو عورته - 00:57:10
يفسد صلاته واذا لم يكن معه ركوة فسدت عليه طهارته. واذا رأيت الفقير بلا ركوة ولا عبرة ولا خيوط فاتهمه في صلاته. افلا تراه لم يستقم له دينه الا الاسباب او ليست حركة اقدامه اوليست حركة اقدامه ونقلها في الطريق والاستدلال على اعلامها اذا خفيت عليه من الاسباب فالتجرد من الاسباب - 00:57:28
جملة ممتنع عقلا وشرعا. هنا يستدرك يقول نعم قد تعرض للصادق احيانا قوة ثقة بالله وحال مع الله تحمله على ترك كل سبب مفروض عليه كما تحمله على القاء نفسه في مواضع الهلكة ويكون ذلك الوقت بالله لا به. فيأتيه مدد من الله على مقتضى حاله - 00:57:48
ولكن لا تدوم له هذه الحال وليست في مقتضى الطبيعة فانها كانت هجمة هجمت عليه الى استدعاء فحمل عليها فان استدعى مثلها النفع لم يجب الى ذلك وفي تلك الحال اذا لم اذا ترك السبب يكون معذورا لقوة الوالد وعجزه عن الاشتغال بالسبب فيكون في والده عون له - 00:58:08
عون له ويكون حاملا له فاذا اراد يتعاطى ذلك لتلك الحال بدون ذلك الوارد وقع في المحال. وكل تلك الحكايات الصحيحة التي تحكى عن القوم فهي جزئية حصلت لهم احيانا ليست طريقا مأمورا بسلوكها ولا مقدورة وصارت فتنة لطائفتين - 00:58:28
طائفة ظنتها طريقا ومقاما فعملوا عليها منهم من من انقطع ومنهم من رجع ولم يمكنهم الاستمرار بل انقلب على عقبه. وطائفة قدحوا في اربابها مخالفين للشرع والعقل مدعين لانفسهم حال اكمل من حال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ لم يكن فيهم احد قد يفعل ذلك ولا اخل بشيء من الاسباب. وقد ظهر الرسول صلى الله عليه وسلم بين درعين يوم احد - 00:58:48
ولم يحضر الصف قط عريانا كما يفعله من لا عند له آآ من لا علم له ولا معرفة عريانا يعني يقصد بدون دروع. واستأجر دليلا مشركا على ديني قومه يدلوه على طريق الهجرة وقد هدى الله به العالمين وعصمهم الناس اجمعين وكان يدخر لاهله قوتسا وهو سيد المتوكيل وكان اذا سافر في جهادنا وحجا وعمرة - 00:59:08
الزاد والمزاد وجميع اصحابه وهم اولو التوكل حقا واكرم المتوكلين بعده هو من اشتم رائحة توكلهم من مسيرة بعيدة واكمل المتوكلين بعدهم هذي هذي جملة جميلة جدا جدا ولطيفة ورائعة - 00:59:28
يقول اكمل المتوكلين بعد الصحابة هو من اشتم رائحة توكلهم من مسيرة بعيدة او لحق اثرا من غبارهم فحال النبي صلى الله عليه وسلم يعني يقول كل الدعاوى التي تأتي بعد تصير بالصحراء بدون تسوي اي شي ترى اذا قدرت تشم رائحة - 00:59:42
توكل الصحابة من بعيد فانت يعني اكمل المتوكلين اه فحال النبي صلى الله عليه وسلم وحال اصحابه محك الاحوال وميزانها بها يعلم صحيحها من سقيمها. هذه الجملة اللي يمكن كررناها اكثر مرة في هذا في هذي الدروس - 01:00:01
انه هذا الميزان حال النبي صلى الله عليه وسلم فان هممهم كانت في التوكل اعلى من همم بعدهم فان توكلهم كان في فتح بصائر القلوب وان يعبد الله في جميع البلاد وان يوحد جميع وان يوحده جميع العباد وان تشرق - 01:00:19
الدين الحق في قلوب العباد فملؤا بذلك التوكل القلوب هدى وايمانا وفتحوا بلاد الكفر واجعلوها دار ايمان وهبت رياح روح نسمات التوكل على قلوب اتباعهم فملأتها يقين وايمانا كانت همم الصحابة رضي الله عنهم اعلى واجل من ان يصرف احدهم قوة توكله واعتماده على الله في شيء يحصل بادنى حيلة وسعيه فيجعله نصب عينيه ويحمل عليه قوته - 01:00:32
كلهم ثم اه بعد ان استدرك هذه الاستدراكات ختمها بادب مع المصنف او المؤلف رحمه الله فقال في ثلاث مئة واربعة وتسعين اخر اه شيء اه وان كان ناتي بالاسطر التي قبله قال واما التوكل فليس المراد منه الا مجرد التفويض وهو من اخص مقامات العارفين كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول اللهم اني اسلمت - 01:00:54
نفسي اليك وفوضت امري اليك فقال تعالى اعن مؤمن ال فرعون افوض امري الى الله فكان جزاء هذا التفويض قوله فوقاه الله او قوله فوقاه الله سيئات ما مكروا. فان كان التوكل معلولا بما ذكره فالتفويض ايضا كذلك. الان يأتي الادب - 01:01:23
بعد كل الاستدراكات اللي بتستدركها يقول ولولا ان الحق لله ورسوله وان كل من عدا الله ورسوله فمأخوذ من قوله ومتروكهم عرضة وهو عرضة الوهم الخطأ لما اعترضنا على من لا نلحق - 01:01:42
وغبارهم ولا نجري معهم في مضمارهم ونراهم فوقنا في مقامات الايمان ومنازل السائلين كالنجوم الدراري ومن كان عنده علم فليرشدنا اليه ومن رأى في كلامنا زيفا او نقصا وخطأ فليهدنا اليه فليهدي الينا الصواب نشكر له سعيه ونقابله بالقبول - 01:01:57
عام والانقياد والتسليم والله اعلم وهو الموفق وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 01:02:17