الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله واصحابه اجمعين. اما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وينعقد هذا المجلس في الثامن عشر من شهر ذي القعدة من سنة ثلاث وثلاثين واربع مئة والف من الهجرة النبوية - 00:00:01
الشريفة على صاحبها الصلاة والسلام في شمع عثمان ذي النورين في الرياض بين يدي موضوع كما وسمه الاخوة في ترتيبهم منهج اهل السنة والجماعة في فهم النص اقول مستعينا بالله سبحانه وتعالى - 00:00:27
ان الله سبحانه وتعالى بعث نبيه صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله فجاءت رسالته صلى الله عليه وسلم بعد عالم لبني ادم من اوجه الضلال التي اقترفوها - 00:00:49
ومالوا بها عن فطرتهم التي فطرهم الله عليها فان الله سبحانه وتعالى تفضل على عباده وعلى خلقه ان فطرهم على الحق وعلى قبول الحق وعلى الخير وعلى قبول الخير لكن ما نوا عن فطرتهم - 00:01:17
التي فطرهم الله سبحانه وتعالى عليها كما في قوله جل وعلا وان اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم قالوا بلى شهدنا وكما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم - 00:01:41
في الصحيحين وغيرهما من غير وجه قوله صلى الله عليه وسلم كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه فهذه الفطرة التي فطر الله جل وعلا الناس عليها - 00:02:06
مال الناس الذين ضلوا عما فطرهم الله عليه ما لخلق من بني ادم عن هذه الفطرة وفي الصحيح من حديث عياض ابن حمار المجاشعي ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال - 00:02:28
قال الله تعالى اني خلقت عبادي حنفاء كلهم وهذه الحنيفية التي خلق الله جل وعلا العباد عليها هي الفطرة وقال عليه الصلاة والسلام قال الله تعالى اني خلقت عبادي حنفاء كلهم - 00:02:49
فاتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم والشياطين هم اصل مادة الشبهات قال فاتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما احللت لهم وبهذا تعلم ان الشبهات لا تختص لاسقاط الاحكام الشرعية فحسب من هذا وجه - 00:03:15
وتقع الشبهات على ضد ذلك فتكون تحريما وتشتيدا في دين الله وهذا ايضا مادة من الشبهات وانت ترى ان النبي صلى الله عليه وسلم هنا قال فاتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم - 00:03:51
وحرمت عليهم ما احللت لهم وهذا التحريم تشديد اوليس كذلك ولم يقل واباحت ما حرمت عليهم مع ان هذا يقع لكنه اشارة فيما جاء في هذا الحرف من الحديث القدسي الذي يذكره النبي عن ربه - 00:04:10
سبحانه وتعالى اشارة الى ان مادة الشبهات لا تختص لاحد المتقابلين عن الاخر قال فاتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما احللت لهم وامرتهم ان يشركوا بي ما لم انزل به سلطانا - 00:04:37
وهذه اعلى مادة في الشبهات التي اظلت بني ادم فان اعلى مادة من الضلال هي مادة الشرك والكفر بالله سبحانه وتعالى قال وامرتهم ان يشركوا بي ما لم انزل به سلطانا - 00:05:03
وان الله نظر الى اهل الارض وان الله نظر الى اهل الارض فمقتهم عربهم وعجمهم الا بقايا من اهل الكتاب مغثهم ابغضهم لما انحرفوا عن هدي الانبياء والمرسلين وعن الاصل الشريف الاول الذي تفضل الله به على بني ادم - 00:05:23
واخذه عليهم وهو الميثاق الاول المذكور في القرآن فيما سبق الاشارة اليه قال وان الله نظر الى اهل الارض فمكثهم عربهم وعجمهم الا بقايا من اهل الكتاب ثم يقول الله لنبيه وانما بعثتك لابتليك وابتلي بك - 00:05:53
انما بعثتك لابتليك وابتلي بك وانزلت عليك كتابا تقرأه نائما ويقضان لا يغسله الماء ومعنى انه لا يغسله الماء انه ايات في صدور الذين اوتوا العلم معرفة وعلما وعملا ولهذا انزل الله هذا الذكر وجعله محفوظا - 00:06:22
فمهما عرض من الشبهات واوجه الضلالات فان الحق الذي بعث الله به نبيه صلى الله عليه وسلم لا يزال قائما علما وعملا فان القرآن لا يزال محفوظا بحفظ الله له وهو كلام الله جل وعلا - 00:06:54
وكذلك هم الهدي الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم فانه محفوظ وعن هذا تواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحاح والسنن والمسانيد وغيرها من رواية جماعة من الصحابة - 00:07:17
منهم جابر ابن سمرة وابي هريرة وابو هريرة معاوية ابن ابي سفيان واسماء بنت ابي بكر وعائشة بنت ابي بكر وعدد من الصحابة رضي الله تعالى عنهم قوله صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة - 00:07:34
من امتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى تقوم الساعة وفي وجهه في الرواية حتى يأتي امر الله فلا يزال الحق الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم - 00:07:55
والهدى ودين الحق لا يزال باقيا بما حفظ الله سبحانه وتعالى به هذه الشريعة فمهما عرض من الشبهات والانحراف عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم فان الحق لا يزال قائما وهو الاصل في هذه الامة - 00:08:15
التي جعلها الله جل وعلا خير امة اخرجت للناس ما في كونه جل ذكره كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله وبعث النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الفترة من الرسل - 00:08:40
وصار الناس به في مكة اما مؤمن واما كافر ولم يكن الناس اذ ذاك الا هذين الصنفين اما مؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم واما كافر به ولما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم الى المدينة - 00:09:03
ظهر في بني ادم صنف ثالث وهم المنافقون وترى ان هذه الاصناف الثلاثة ذكرها الله في القرآن كثيرا وترى في صدر سورة البقرة بين الله في هذه السورة الشريفة اصل الحق - 00:09:26
وهو القرآن وبين بعد ذلك اصناف بني ادم قال الله تعالى الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين تبين اختصاص المتقين من هذه الاصناف الثلاثة التي هي المؤمنون والكفار والمنافقون - 00:09:47
فالمتقون هنا هم اهل الايمان بين اختصاصهم بهذا القرآن ايمانا ومعرفة قال الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ثم ذكر صفة المتقين ثم ذكر بعد ذلك صفة الكفار فقال ان الذين كفروا - 00:10:12
سواء عليهن فانذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون وبين ان ضلالهم عن الايمان ليس بموجب من النظر او العقل او الاعتبار وانما لانهم اعرضوا عما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم تقليدا لابائهم - 00:10:35
قال الله تعالى ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشاوة ثم ذكر الله جل ذكره في هذه السورة بعد ان وصف الكفار ذكر المنافقين عند قوله جل ذكره - 00:11:00
ومن الناس من يقول امنا بالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين فصار الناس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة اما مؤمن وهم صحابة النبي صلى الله عليه وسلم واهل الاسلام - 00:11:18
الذين صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم وامنوه او بلغتهم دعوة النبي فامنوا به صلى الله عليه وسلم ومنهم الكافر وهم اصناف من عبدة الاصنام ومنحرفة اهل الكتاب والمجوس واجناس الكفار ومنهم المنافقون وهم الذين ظهروا في المدينة النبوية - 00:11:39
وجاء تفصيلهم في سورة التوبة وبين الله جل وعلا في تلك السورة انهم ليسوا من اهل الايمان وان كانوا يظهرون ذلك وفينا في سورة البقرة ذلك في قوله ومن الناس من يقول امنا - 00:12:04
بالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين. وفي سورة التوبة ويحلفون بالله انهم لمنكم وما هم منكم وهؤلاء الذين هم اهل الايمان واهل الاسلام واهل التقوى لم يظهر فيهم مادة من الانحراف عن اصول هدي النبي صلى الله عليه وسلم - 00:12:21
او منازعته صلى الله عليه وسلم فيما جاء به وان كان اولئك السلف الاول في صدر الاسلام في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ليسوا معصومين عن المعاصي فان العصمة - 00:12:45
لا تكون الا للنبي صلى الله عليه وسلم والانبياء ثم لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم صار الناس كذلك على هذه الاحوال وصار الذين اسلموا وامنوا ليسوا مرتبة واحدة كذلك - 00:13:01
وان كان هذا وجد من ارتداء الحال في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولكن بان اثره وبانت حاله اكثر بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ودخول الناس في الاسلام من مسلمة الفتوح فتوح عمر - 00:13:24
رضي الله تعالى عنه وفتوح ابي بكر التي ابتدأها في خلافته واسمها عمر وما بعد ذلك من فتوحات المسلمين فدخل الناس في دين الله افواجا وهؤلاء اهل الاسلام يجمعهم قول الله سبحانه وتعالى ثم اورثنا الكتاب - 00:13:43
الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات فليسوا مرتبة واحدة بل فيهم الظالم لنفسه بالمعاصي والتقصير ونقص الاتباع والاقتداء والمعرفة ومنهم المقتصد ومنهم السابق بالخيرات - 00:14:04
لكن هذه الاصناف الثلاثة مباينة لاهل الكفر والنفاق مبينة لاهل الكفر والنفاق ولما نظر الصحابة رضي الله تعالى عنهم بعد النبي صلى الله عليه وسلم في مسائل من الشريعة اختلفوا في مقام واجمعوا في مقام - 00:14:28
ولم يظهر فيهم من ينازع في اصل من اصول الهدي المأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وما جاءنا تحقيقه وبيانه واحكامه في كتاب الله سبحانه وتعالى وانما اختلف الصحابة في مسائل من فروع الشريعة - 00:14:51
واختلافهم في هذا محفوظ في ابواب من العبادات والمعاملات والعقود وانواع التصرفات في الاختلاف المحفوظ عنهم في مسائل من الطهارة او مسائل من الصلاة او الزكاة او قيام او الحج او احكام - 00:15:12
من معاملاتها واحكام النكاح او احكام الجراحات الى غير ذلك فهذا فيه مادة محفوظة عن الصحابة من الاتفاق والاختلاف ولكن لم يختلفوا في اصول الشريعة اصول الشريعة لا تختص بالايمان بالغيبيات - 00:15:31
فهذا احد اصول الشريعة وهو اشرف الاصول واعظمه الايمان بالله سبحانه وتعالى وصفاته التي لا يفقهها العباد كن عاها وكيفيتها وان كانوا يعرفون حقيقتها ومعناها كاشرف الايمان هو الايمان بالله سبحانه وتعالى - 00:15:53
معرفة واخلاصا له بعبادته وحده لا شريك له ولهذا لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم مقالا من الايمان جعله على هذا الوجه من الصفة الايمان ان تؤمن بالله وملائكته - 00:16:17
وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره فلم يعرظ في هذه الاصول شيء من الاختلاف بين الصحابة ولا حتى في اصول الشريعة التي هي قواعد الشريعة الكلية التي ينبني عليها التشريع - 00:16:35
ومادة كثير منها ما سماه المتأخرون بالقواعد الفكرية والاصول التي عليها مبنى مقاصد الشريعة فصار اختلافهم على هذا الاعتبار انما هو في مسألة الفروع وبعض الاوجه التي تحتملها اللغة في فهم خطاب الشارع - 00:16:55
ولم يظهر فيهم منازعة في شيء من الاصول التي سبقته ولهذا لم يكن سبب قائم يقتضي تخصيص الصحابة باسم غير الاسماء الشرعية الاولى التي سمى الله بها عباده في القرآن - 00:17:21
كاسم المؤمنين واسم المسلمين واسم المتقين واسم القانتين واسم الصالحين فان هذه الاسماء هي الاسماء التي سمى الله بها اهل الاتباع في كتابه فلما لم تكن منازعة في اصول من اصول هدي النبي صلى الله عليه وسلم - 00:17:41
لم يكن سبب قائم يقتضي التخصيص فان الناس اما مؤمن واما ايش كافر لا يدين بدين الاسلام اصلا او منافق اظهر دين الاسلام في ظاهره وفي باطنه كافر واما اهل الاسلام فان تفاوتوا في الاتباع فانهم داخلون في - 00:18:04
مقام الاصطفاء الذي قال الله فيه ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فلم يقم سبب للتخفيف ولم يكن سبب لتخصيصهم باسم من الاسماء حتى عرض في هذه الامة وجه من المفارقة لشيء من اصول هدي النبي صلى الله عليه وسلم - 00:18:27
فبدأ ظهور الشبهات بدأ ظهور الشبهات التي استقال بها كثير من الطوائف على عامة المسلمين وسواد المسلمين بالحكم تارة وفي القول تارة وبالفعل تارة وظهرت الخوارج وكان هذا هو اول انحراف مادته من الشبهات - 00:18:51
فخالفوا سواد الامة وخالفوا هدي الصحابة رضي الله تعالى عنهم وقد اخبر النبي صلى الله عليه واله وسلم لظهورهم ومقدمهم ظهر زمن النبي صلى الله عليه وسلم بوجه من الاعتراظ على قضاء النبي صلى الله عليه وسلم - 00:19:21
ولهذا جاء في الصحيحين وغيرهما من رواية جماعة من الصحابة منهم ابو سعيد الخدري وعلي ابن ابي طالب ففي رواية ابي سعيد ان النبي صلى الله عليه وسلم قسم قسما - 00:19:49
اي مالا وكان عليه الصلاة والسلام يقصد في قسم هذا المال الى اوجه من الحكمة الشرعية بتأليف قلوب المسلمين وحدثاء العهد بالاسلام قال ابو سعيد فقام رجل غائر العينين مشرف الوجنتين ناشد الجبهة كف اللحية - 00:20:03
محلوق الرأس يشمر الازار وقال اعدل يا محمد وهذا الخطاب لم يقع من قبل ان احدا من المسلمين ولو دنت رتبته حتى جفاة الاعراض الذين كانوا يأتون النبي صلى الله عليه وسلم وهم مسلمون - 00:20:25
ولم يتحقق الايمان في قلوبهن كما قال الله تعالى قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا لكن لم يقع منهم شيء من هذه المادة وان كان يقع منهم مادة من الجفاء في التصرفات - 00:20:49
لكن هذه مادة ممانعة لقضاء النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا قال له النبي صلى الله عليه وسلم مع كثرة احتماله صلى الله عليه وسلم وسعة احتماله لجفاء الاعراض الا ان هذا الرجل - 00:21:05
لما قال هذه الكلمة قال له الرسول صلى الله عليه وسلم ويلك اولست احق اهل الارض ان يتقي الله ثم ولى الرجل ولم يستغفر ولم يتب بل ولى فنظر اليه النبي صلى الله عليه وسلم وهو مقفل - 00:21:23
قد اذهب قد ذهب وولى ظهره وقال انه يخرج من ضئضئه هذا قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم وقراءتكم مع قراءتهم يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية - 00:21:44
وفي رواية يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ينظر اي الرامي ينظر اي الرامي الى نصله اي الى نصله سهمه لما يرمي قال ينظر الى نصله فلا يجد فيه شيء - 00:22:11
ثم ينظر الى رصاصه فلا يجد فيه شيء ثم ينظر الى قدمه فلا يجد فيه شيء قد سبق الفرث والدم وهذا كناية عن شدة مروقهم من دين الاسلام وهدي النبي صلى الله عليه وسلم - 00:22:28
كما لو تصورت راميا رمى بسهم رمية فاصابها السهم فخرج من جنبها الايمن الى جنبها الايسر فنفذ منه فاخذه الرامي فقلب السهم فلم يجد في السهم اثر فرط ولا اثر ايش - 00:22:47
تم وهذا كناية عن شدة مروكهم فظهر هؤلاء في خلافة امير المؤمنين علي بن ابي طالب رضي الله تعالى عنه فلما ظهروا فيه خلافة علي رضي الله تعالى عنه واخذوا الدين تشددا - 00:23:08
واخذ الزينة تعنتا واصل ضلال هؤلاء هو الطعن في سنة النبي صلى الله عليه وسلم اصل ضلال الخوارج الطعن في سنة النبي صلى الله عليه وسلم فانهم نازعوا في رواية الصحابة - 00:23:29
بجملة من الاحاديث النبوية ولم يصدقوهم فطعنوا في عدالة الصحابة فلما طعنوا في عدالة الصحابة ردوا هذه الاحاديث التي جاءت مفصلة لمجمل القرآن وكانوا في الجملة اعرابا جفاة لم يفقهوا القرآن ولم يتدبروه حق تدبره - 00:23:48
والا لو تدبروا كتاب الله مباني بالقرآن وحده فضلا عما جاء مفصلا ومتمما من السنة فان الاصل الذي ظلوا فيه وهو تكفير اهل الكبائر من المسلمين والقول لانهم خالدون في النار - 00:24:11
هذا اصل بفلانه معلوم بالقرآن مفصلا كما انه معلوم بالسنة مفصلا فلا يتوهمن احد ان ظاهر القرآن يدل على مقالتهم فان الله لما ذكر السارق قال والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما وقال الزاني والزانية فاجلدوا كل واحد منهما مئة جلدة - 00:24:33
فلو كانوا بكبائرهم كفارا فامر بايش فامر بقتلهم وانت ترى الحدود انما جاءت في كثير من مواردها الا في النفس في القود والقصاص واما دون ذلك في الزنا والقذف والسرقة - 00:25:01
فانها جاءت حدود دون ذلك واذا فإن الله ذكر الظالمين لانفسهم في جملة المصطفين الى غير ذلك مما يعلم به ان ما في كتاب الله بين مستفيض في ادخال هذا الاصل الذي ضلوا فيه - 00:25:20
ولكن التبس عليهم بعض المجمل من القرآن ولم يردوا القرآن بعضه الى بعض ولم يردوا القرآن الى السنة وطعنوا صراحة في احاديث رواها الصحابة رضي الله تعالى عنهم الى النبي صلى الله عليه وسلم - 00:25:38
ولما كان عندهم هذا الجفاء وهذا التشدد في دين الله كانوا في امر علي ابن ابي طالب وامامته وقالوا له حكمت الرجال في دين الله ولا حكم الا لله وتمالؤوا على - 00:25:57
الصحابة رضي الله تعالى عنهم وحصل القتال بينهم وبين اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم واجمع الصحابة على قتالهم وتربصوا بعد ذلك بأمير المؤمنين علي حتى قتلوه فان الذي قتل عليا هو عبدالرحمن بن ملجم من الخوارج - 00:26:16
ومع هذه الضلالة وهذا العدوان الذي اعتدوا به على المسلمين وعلى خيرة المسلمين من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فان الصحابة رضي الله تعالى عنهم وهم ائمة السنة الاولى - 00:26:41
هؤلاء الائمة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قصدوا معهم مقام العدل ولم يكفروهم وهذا من هدي اهل السنة والجماعة انهم لا يأخذون الشريعة مقابلة مع ان الخوارج كفرتهم واعتدت عليهم الا انهم - 00:27:00
مضوا فيهم بحكم الله ورسوله ولما قيل لامير المؤمنين علي يا ابا الحسن كفار هم قال من الكفر خروا قيل يا ابا الحسن المنافقون هم؟ قال ان المنافقين لا يذكرون الله الا قليلا - 00:27:21
وهم يذكرون الله كثيرا قيل فما هم؟ قال هم اخواننا بغوا علينا اصابتهم فتنة طعاموا فيها وصموا فمن ظهور الخوارج بدأ ظهور الانحراف وصار لهذا الاسم وجه من المناسبة والسبب حينما يقال - 00:27:37
منهج اهل السنة والجماعة فان هذا التخصيص لاهل السنة قام سببه لظهور هذه الطوائف وان كان المسلمون في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يضافون الى القرآن والسنة فيقال اهل القرآن - 00:27:58
ويقال اهل السنة فهذا من الاسماء الشرعية الاولى فاذا هذا التخصيص لا يمكن ان يمانع في شأنه من جهتين انه اضافة لسنة النبي والاضافة الى السنة صحيح حتى قبل قيام السبب اليس كذلك - 00:28:17
ثم انه بعد قيام السبب يكون متجها وظهرت الشيعة بعد ذلك مع مع ظهور هؤلاء في عهد علي رضي الله تعالى عنه وصارت بعد ذلك طوائف ثم لما انقضى عصر الخلفاء الراشدين - 00:28:37
زمن الفتنة التي كانت بين ابن الزبير وبين بني امية ظهرت فتنة القدرية فكان البحث في عدالة الصحابة وفي رواية الصحابة عند الخوارج وما نتج عنه من الضلال في مسألة الايمان - 00:28:56
ثم بعد ذلك ظهرت القدرية زمن الفتنة التي كانت بين ابن الزبير وبين بني امية فانك تعلم ان ابن الزبير مانع بني امية حتى قتل وظهر بعد ذلك فتنة مرجعة - 00:29:14
ثم لما كان في اواخر الدولة الاموية ظهرت الترجمة بعد فتح البلدان وامتداد الفتوحات ثم شاعت هذه الترجمة وجاوزت العلوم التي تسمى بالعلوم التطبيقية الى ترجمة المعارف الدينية لبعض الامم من اليونان وغيرهم - 00:29:34
واتسعت هذه الترجمة لمسائل الالهيات ومسائل الديانات للامم الفلسفية وغيرها اتسعت في دولة بني العباس ولا سيما في دولة اولاد الرشيد العباسي وخاصة بخلافة المأمون فان المأمون العباسي ابن هارون الرشيد هو اول خليفة من خلفاء المسلمين - 00:30:02
وسلطان من سلاطينهم هو اول خليفة واول سلطان ينحرف في معتقده عما عليه سواد الائمة وعامة الائمة وما عليه الاجماع عند ائمة الاجتهاد من اهل الفقه والحديث فانه تبنى مقالة المعتدلة - 00:30:31
وظهرت المعتدلة في زمن التابعين وماله عن ائمة التابعين فكثرت هذه البدع وكثرت هذه الضلالات وصار هذا الانحراف اوجه من هو غالي ومنه جافي منه ما يكون غاليا ومنه ما يكون جافيا وما ظهرت مقالة من الجفاء الا قابلها مقالة من الغلو - 00:30:55
ولا ظهرت مقالة من الغلو الا قابلها مقالة من الجهاد فلما طعنت الخوارج على علي ابن ابي طالب حتى كفرته ولا فيه قوم الى اوجه من الغلو المعروفة بمذاهب الشيعة - 00:31:24
ولما قالت القدرية مقالتها في قدر الله وتعطيله وان العبد مستقل لفعله قابلتهم الجبرية وظهرت مقالات الجبر ولما ظهر الغلو في مسألة الاسماء والاحكام واهل الكبائر قابلهم المرجئة ولكن تلك البدع وتلك الشبهات بالصدر الاول - 00:31:45
لم يكن من شأن اهلها انتحال السنة والجماعة بل كانوا ينتحلون الاسماء المحدثة التي لا اصل لها في الدين لم يكن اهلها ينتحلون السنة والجماعة مع انتسابهم وتدينهم لدين الاسلام - 00:32:13
لكن لم يكن لهم انتساب مختص للسنة والجماعة بل كما يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله شعار اهل البدع المغلظة ترك انتحال السنة والجماعة ثم عرض بعد ذلك ان دخلت مادة من هذه البدع وهذه الاوجه - 00:32:32
من الخطأ دخلت على بعض المنتسبين للسنة والجماعة من اهل النظر والكلام بعد ظهور هذا العلم الذي كان سببا في انحراف كثير من المسلمين عما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الحق - 00:32:54
وهو علم الكلام الذي حصل وولد من الفلسفة وجمع جوهره من الفلسفة وتمم بجمل مجملة من العقل والشرع والا فان جوهر هذا العلم هو من الفلسفة وهذا بين فيما بسطته المعتزلة - 00:33:15
في هذا العلم ومن تلقى عنهم بعد ذلك وان كان بدرجة مخففة من متقلبي هذا العلم من متكلمة الصفاتية المنتسبين للسنة والجماعة ومن هنا دخل على بعض المتأخرين من الفقهاء رحمهم الله بعض الاوجه من الخطأ في هذه المسائل - 00:33:34
وصارت المسائل مسائل من النظر ومسائل من العمل فاقامت المعتزلة منهج النظر وجعلت النظر اول الواجبات على المكلفين وانحرف الطوائف في مسائل العمل باسم التصوف وصار ثمة بدعة في طرائق الصوفية - 00:33:58
وان كان اسم التصوف لا يختص بمعنى واحد فالمصيبة للتصوف من لم يسمي نفسه صوفيا من فضلاء العباد وائمة الصالحين واصحاب السنة والهدي الصحيح كالفضيل بن عياض فهذا ونحوه ممن نسب للتصوف ولم يسمي نفسه صوفيا - 00:34:23
ولم ينتسب للتصوف ونسب للتصوف من انتسب للتصوف بنفسه كالجنيد ابن محمد وامثاله ولكن هؤلاء تصوفهم كما يقول شيخ الاسلام ابن تيمية تصوف مقتصد وان كان يعرض فيه مقام من الخطأ - 00:34:48
في الاقوال او التصورات لكنه ليس التصوف الغالي وبعده مقام اعظم منه بعدا واكثروا منه خطأ الى ان وقع التصوف الغالي الذي هو تصوف الباطنية الذي هو تصوف الباطنية فهذه الاوجه من الخطأ في مسائل السلوك - 00:35:10
او في مسائل العلم والنظر الناس في اثرها على وجهين منهم من كان متأثرا بها مختصا بها عن السنة والجماعة كما هو شأن غلاة المخالفين لاهل السنة الذين لم ينتسبوا للسنة والجماعة - 00:35:44
واما مقتصدة المخالفين فهم منتسبون للسنة والجماعة وفيهم كثير من اهل العلم والفضل والصلاح والتقوى ممن التبست عليه هذه المسائل من اعيان الفقهاء او اعيان النظار فهؤلاء يطعم لهم مقام معروف في الامة - 00:36:03
من الصلاح او حسن العمل او مقامات من العلم في مسائل الفقه ومسائل اصول الفقه او مسائل رواية الحديث او مصطلح الحديث ونحو ذلك وهذا من عدل اهل السنة والجماعة - 00:36:24
انهم يزنون الناس بميزان الشريعة ولهذا ذكر المصنف ذكر الامام ابن تيمية رحمه الله من الاصول ان كل من اراد الحق واجتهد في طلبه من جهة النبي صلى الله عليه وسلم فاخطأه - 00:36:41
فان خطأه مغفور له ولكن لما كانت هذه الاصول مستقرة مستغيضة متواترة بالكتاب والسنة لم يختص اهل البدع هل نقصر في هذا الاصل ولم ينفكوا عن نقص في تحقيق هذا الاصل - 00:36:58
فعندهم مادة من نقص الارادة ومادة من نقص الاجتهاد وان كانت احكام المآل في الاخرة فصلها وقضائها الى الله سبحانه وتعالى فلهذه الاحوال التي تقلبت في التاريخ بظهور التصوف ومناهجه واتجاهاته - 00:37:19
وظهور علم الكلام وظهور الفلسفة وقبل ذلك ظهور الخوارج ومن كان على منهجهم في الطعن في السنة وفي عدالة الصحابة بهذه الاسباب حصل في هذه الامة هذا التفرق الذي نهى الله سبحانه وتعالى عنه - 00:37:44
وامر عباده ان يعتصموا بحبل الله جميعا والا يتفرقوا فان هذا الافتراق بدعة وهذا الافتراق من المنكر الذي يجب الدعوة الى ازالته ورفعه حتى يجتمع الناس على ما اوجبه الله عليهم من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم - 00:38:08
ولزوم الهدي الذي بعث به الرسول صلى الله عليه وسلم فان الله جل ذكره قال لعباده واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واقامة الدين وتحقيقه لا تكون الا مع تحقيق الاجتماع - 00:38:33
كما قال الله جل وعلا ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه وتحقيق الاجتماع يعد من اشرف الاصول التي دعا اليها النبي صلى الله عليه واله وسلم ولهذا فان هذا الافتراق هو من الافتراق المذموم - 00:38:52
وليس من باب الرحمة بل هو بدعة حصلت من مخالفة هدي اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فتميزت الخوارج ثم تميزت الطوائف بعد ذلك التي ظلت وانحرفت او اخطأت هدي النبي صلى الله عليه وسلم - 00:39:11
فهذه الاوجه المستفيضة من مادة الخطر المتنوعة في اوجهها واسبابها كيف يقع لطالب العلم حسن الفهم لمنهج اهل السنة والجماعة في فهم النصوص ذلك المنهج الذي لزمه الصحابة رضي الله تعالى عنهم - 00:39:33
فانك اذا ذكرت اهل السنة فان ائمتهم هم صحابة النبي صلى الله عليه وسلم وان كانوا يسمون الامام احمد ومالكا وامثال هؤلاء بامام اهل السنة ليس المقصود هنا ان امامة السنة ترجع اليه - 00:40:00
فما يقع في الطوائف الاخرى فانها ترجع يعني تلك الطوائف الى متبوعين عرضوا في التاريخ فتجد ان هذه الطائفة تنتهي الى فلان وفلان وان تلك الطائفة تنتهي الى فلان وفلان فاذا ذكروا المعتزلة قالوا واول من بدأ الاعتزال واصل بن عطا - 00:40:20
الغزال وعمرو بن عبيد. واذا ذكروا هذا المذهب نسبوه لفلان. وذلك المذهب لفلان وهذا من اوجه البطلان العقلي بمعنى انه من الاوجه التي يعلم بها فساد هذه المذاهب فانها لو كانت مذاهب صحيحة في اصول الدين لم تعرض في التاريخ على هذا التركيب - 00:40:42
بخلاف هدي اهل السنة والجماعة فانه لا يختص بامام معين واذا ذكر الامام احمد امام اهل السنة والجماعة او ذكر ما لك فان المراد انه من ائمتهم والا فان اهل السنة والجماعة ليس لهم متبوع - 00:41:05
يختصون باتباعه ويبصرون عن قوله اجمع ان النبي صلى الله عليه وسلم واما غيره ولو جل مقامه فانه كما قال ما لك كل يؤخذ من قوله ويترك فإذا الأئمة السنة هم صحابة النبي صلى الله عليه وسلم - 00:41:25
ثم من اخذ هديهم وطريقتهم من اهل القرون الثلاثة الفاضلة الذين عاشنا النبي صلى الله عليه واله وسلم عليهم كما في حديث عمران رضي الله تعالى عنه وهم الذين عن صحابة النبي صلى الله عليه وسلم الذين امر الله العباد باتباع طريقتهم - 00:41:49
باتباع فريضتهم باعتبارها هديا يفهم به كتاب الله وتفهم به سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. لا على وجه تميز ما فقهوه فما وما فهموه انه مختص او مفك عن ما جاء في كتاب الله او سنة نبيه صلى الله عليه وسلم - 00:42:11
فكانت هذه الطريقة هي طريقة اهل السنة والجماعة ويجمعها جملة من الاصول هذا المنهج اعني منهج اهل السنة والجماعة بفهم النص الذي تميز عن مناهج الطوائف الاخرى فان كل طائفة - 00:42:34
لها منهج في فهم النص ولا ندخل في تفاصيل تلك المناهج وانما اشير اليها فيما سبق اجمالا فان المقصود من هذا المجلس ليس البحث في مفصل منهج تلك الطائفة او غيرها - 00:42:58
وانما في منهج اهل السنة والجماعة ويقال ان منهجهم يقوم على تحقيق قفول ان منهجهم في فهم النص يقوم على تحقيق الاصول بتحقيق هذه الاصول امتازوا عن سائر الطوائف وهذه الاصول لمجموعها - 00:43:14
مقدمات يحصل عنها نتيجة شريفة وهي تحقيق المعرفة لله وبشرعه وتحقيق العمل الصالح الذي بعث الله به الانبياء والرسل فان الله سبحانه وتعالى قال هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق - 00:43:37
اجتماع هذه الاصول يحصل به كمال العلم وكمال المعرفة يحصل به كمال العلم وكمال المعرفة وتحقيق العمل وهذا معنى قول الله سبحانه وتعالى اليوم اكملت لكم دينكم واما غيرهم من الطوائف - 00:44:00
فانهم وان لم يكفروا فان الاصل في اهل القبلة الاسلام ولا يشرع على مسألة التكفير في مثل هذه المقامات الا انهم فاتهم من تحقيق هذا الاصل وهذه الاصول الاصل المجمل في قوله سبحانه هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق - 00:44:25
او الاصول المفصلة بعد ذلك في الكتاب والسنة مات ام من تحقيقها ما فاتهم وهم مقامات في هذا الفوات فاذا جملة الاصول التي تجمع فهم اهل السنة والجماعة للنص الاصل الاول التسليم - 00:44:47
فان التسليم بخبر الله وخبر نبيه او امر الله وامر نبيه فانما في القرآن هو على اصل الكلام والكلام اما خبر واما ان شاء ففي القرآن الخبر الذي يجب الايمان به - 00:45:11
من الاخبار عن الله واسمائه وصفاته وافعاله واسماء شرعه واحكام اليوم الاخر والملائكة والنبيين والكتب الى غير ذلك وفي القرآن الامر والنهي والتشريع وكذلك في حكمة النبي صلى الله عليه وسلم - 00:45:36
فهذا الخبر وهذا الامر فيه شريعة واجبة وفريضة على عباد الله فرض الله سبحانه وتعالى هذه الشريعة على جميع المكلفين منذ خلق ادم ولهذا لما نهى الله سبحانه وتعالى لما نهى الله سبحانه وتعالى ادم عن الشجرة - 00:46:02
واكل منها ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه ان ادم عصى ان ادم عصى ربه اليس كذلك قال وعسى ادم ربه فغوى وبين الله ان المعصية هي الانحراف والغوايات. قال وعصى ادم ربه فغوى ثم اجتباه ربه - 00:46:28
فتاب عليه وهدى فاذا الاصل الاول هو اعتصامهم لهذه الفريضة وهذا معنى لابد لطالب العلم وللمسلم بعام ان يفقهه الى ان التسليم فريضة فرضها الله على العباد اجمعين ولما بعث النبي صلى الله عليه وسلم فرض على - 00:46:53
اتباعه كبقية اتباع الانبياء فرض عليهم التسليم فلا يكون الايمان الا معه لا يكون الايمان الا معه اي الا مع التسليم كما قال الله جل وعلا فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم - 00:47:18
ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما وهذا التسليم يأتي في كتاب الله او تقول هذه الفريضة فريضة التسليم تأتي في كتاب الله باسماء تارة باسم التسليم - 00:47:39
كما في قوله حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ايش ويسلم تسليما وتارة تأتي هذه الفريضة باسم الاستجابة يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول - 00:47:57
اذا دعاكم لما يحييكم وتأتي هذه الفريضة باسم الطاعة وباسم السمع قال الله تعالى انما كان قول المؤمنين اذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم ان يقولوا سمعنا واطعنا وتأتي باسم التقوى وتأتي باسم الايمان فاذا لها اسماء - 00:48:17
حتى لا يقال ان هذه الفريضة ما ذكرت الا في مقامات النذر باسمها فانها ذكرت باسماء دالة عليها بل ان هذا التنوع في اسماء هذه الفريضة يدل على ايش تدل على عظمها وتحقيقها - 00:48:43
تدل على عظمها وتحقيقها. والسمع الذي مدح الله به اهل الايمان هو تحقيق سمع القبول وليس سمع الادراك لهذا قال الله لعباده ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون - 00:49:02
ومن حقق هذا التسليم نجا من الوصف الذي ذم الله به من خالف هذه الفريضة بقوله ان شر الدواب عند الله السم البكم الذين لا يعقلون فاذا فريضة التسليم تتضمن تحقيق الاخلاص لله سبحانه وتعالى - 00:49:24
وتحقيق المعرفة به سبحانه وتعالى حق المعرفة فهي من اخص الفرائض بل هي اخص الفرائض واخص الشعائر لما تتضمنه من معرفة الله واخلاص الدين له ان التسليم يتضمن الاخلاص وهو اشرف المقاصد ويتضمن المعرفة - 00:49:49
وهي اشرف المرادات والتكليفات معرفة الله سبحانه وتعالى واخلاص الدين له وهذه هي حقيقة الايمان اذا هذا اصل فات كثير من الطوائف التحقيق له ولا نقول فاتهم اصله لانه من فاته اصل التسليم - 00:50:14
لا يكون ايش لا يكون مسلما لكن فاتهم التحقيق ولهذا كل من كان الى السنة اقرب كان الى تحقيق التسليم اقرأ ولهذا الاية بينت ان التسليم له رتب في قول الله ويسلم - 00:50:38
تسليما فان التأكيد بالمصدر هنا اشارة الى ان التسليم مراتب وهو كذلك حتى يحصل اليقين وهذه الفريضة اخص الصحابة فقها فيها هو ابو بكر الصديق وهذا معنى قول الحسن البصري - 00:50:57
ما سبقهم ابو بكر لكثرة صيام ولا صلاة ولكن بشيء وقر في قلبه وهو تحقيق التسليم لقول الله ورسوله ولامر الله ورسوله ولهذا من عبد الله سبحانه وتعالى وهو يعرف وجوب الحكم - 00:51:20
ويعرف مقتضيه ويعرف حكمته ويعرف علته اكمل ممن عبد الله في هذا الحكم وهو لا يعرف الا وجوبه لكنه لا يفقه حكمته ولا مقتضيه ولهذا صارت عبادة العالم اكمل من عبادة - 00:51:40
الجاهل وان كان هذا الجاهل يعرف اصل الحكم انه واجب لكن لا يفقه مقام هذا الحكم لا يفقه رتبة هذا الحكم من الشريعة لا يفقه حكمته لا يفقه سببه لا يفقه علته - 00:51:58
ولهذا كل من كان اعلم في الاحكام الشرعية طارت عبادته بها اجل بالشريعة التسليم لامر الله ورسوله وعدم المنازعة في ذلك وهذا التسليم ليس معناه ابطال النظر كما سيأتي فان اصول اهل السنة - 00:52:14
في مهم النص في فهم النص باجتماعها يتحقق الاعتدال والعدل الاصل الثاني الاقتداء الاصل الثاني بعد التسليم لامر الله ورسوله الاقتداء والمقصود بالاقتداء ان الله سبحانه وتعالى ترعى لعباده ان يقتدوا بالصالحين وائمة الدين - 00:52:37
لا لنقص في خطاب الشريعة لا لنقص في كتاب الله او سنة نبيه وحاشاهما عن ذلك وانما ليحصل الفهم على وجهه الصحيح والاقتداء سنة من سنن الانبياء اذا وقعت على وجه من العلم والمعرفة - 00:53:12
وبعدت عن التعصب والغلو والزيادة في قدرها فانها اذا كانت على الرتبة الحسنة سميت اقتداء وهي من شعائر الانبياء كما قال الله جل وعلا لنبيه اولئك الذين هدى الله فبهداهم واقتدي - 00:53:34
وتأسى نبينا صلى الله عليه وسلم باخوانه من الانبياء في موارد من سنته وصارت من سنته ومن سنة اخوانه من الانبياء والمرسلين والذين امر الله الاقتداء بهم في هذه الامة - 00:53:54
هم السابقون الاولون من المهاجرين والانصار فلا يخرج عن منهجهم وعن طريقتهم بما اوجب الله من هذا الحكم في قوله والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رظي الله عنهم ورضوا عنه - 00:54:11
فجعل الخبر هو اخباره انه رضي عنهم ورضوا عنه فاثنى عليهم وهو جل وعلا لا يعطي هذا المقام الاشرف الذي هو مقام الرضا منه وهو اعظم مقامات الكرامة كما قال سبحانه ورضوان من الله اكبر - 00:54:33
لا يكون هذا المقام الا لمن جمع العلم والعمل الا لمن حقق العلم والعمل. فلما قال عن السابقين الاولين رضي الله عنهم ورضوا عنه دل على انهم محققون للعلم والعمل - 00:54:55
وشرع الاقتداء بهم قال والذين اتبعوهم باحسان وهو معنى قوله سبحانه وتعالى ومن يشاكس الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوليه ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا - 00:55:12
وهذه الاية افادت ان ثمة تلازما هذه الاية افادت ان ثمة تلازما بين هدي النبي صلى الله عليه وسلم وسبيل المؤمنين فان المؤمنين لا يجمعون على خلاف هدي نبيهم صلى الله عليه وسلم - 00:55:33
ولهذا كانت اصول الاستدلال عند ائمة السنة من اهل الفقه والحديث التي اجمعوا عليها الكتاب والسنة وايه والاجماع فما كان اجماعا في المسائل او اجماعا في طرق الاستدلال لا يصح الخروج عنه - 00:55:53
بطرق مبتدعة او بادلة مبتدعة او باحكام مبتدعة كتعظيم اصل الاقتداء وان كان يحتاج الى بسط وبيان لكن المقام هنا هو مقام اقتصاد واجمال تحقيق هذه الفريضة وهذه الشعيرة بعد الشعيرة الشريفة الاولى التي هي اشرف - 00:56:15
المقاصد والاصول شعيرة التسليم لله ولرسوله معرفة واخلاصا تحقيق الاقتداء الاقتداء بهدي الصحابة رضي الله عنهم ومن اتبعهم والذين اتبعوهم هم من كان على طريقتهم من علماء المسلمين وهؤلاء متسلسلون في التاريخ - 00:56:40
ولا تزال هذه الامة باقية على هذا الاصل لائمة السنة الذين نقلوا هدي الصحابة رضي الله تعالى عنهم من الفقهاء والمحدثين واصحاب العبادة من فضلاء العباد والصالحين والاصل في عامة المسلمين - 00:57:04
في العوام انهم على هذه الطريقة بخلاف الطرق الاخرى فانها طرق مخالفة لاصل الهدي قريبي الادراك ولهذا لا يستطيعها في كثير من الاحوال العامة حتى يصرفوا اليها صرفا فان الطريقة التي عليها اهل السنة هي الطريقة المناسبة للفطرة - 00:57:28
لانها هي هدي النبي صلى الله عليه وسلم اذا الاصل الثاني الاقتداء بمن شرع الله الاقتداء به اقتداء معتدلا لا يقود الى التعصب ولا يقود الى الغلو في شأنهم ولهذا يتسع الاختلاف مع اختلافهم - 00:57:54
ولا يكون قول احدهم عن الصحابة حجة بل يكون قول بعضهم مما يستأنس به اذا اقتضاه الدليل او كان قولا لجمهورهم او لم يعرف له مخالف كما هو معروف في تفاصيل الاستدلال في مسائل الاصول - 00:58:17
وحتى من اطلق منه العلماء والفقهاء واهل الاصول ان قول الصحابي حجة عند طائفة لا يريدون به ان كل قول يكون حجة فان هذا لم يقل به امام والا لصار الصحابي - 00:58:37
مشرعا وهذا نقيل به فانهم ليسوا معصومين عن الخطأ بل يصيبون ويخطئون ولكن لهم هدي ذكره الله في القرآن وشرع الابتداء به وهذا الهدي ليس منفكا عما جاء في كتاب الله وسنة نبيه - 00:58:52
بل اذا نظرت اليه حتى من جهة النظر العقلي بان لك ان ما هاتف الخبر او في الامر هو مقدمة وما عليه الصحابة يكون نتيجة فهو اتصالا وليس امتياز وليس امتيازا وانفكاكا اما في كتاب الله - 00:59:11
ولهذا جمع في الاية بمقام واحد في قوله ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين وهما متلازمان من جهة القبول او من جهة الترك - 00:59:29
هذا الاصل الثاني. الاصل الثالث نعم من ثغر الاذان اذا الاصل الاول التسليم الاصل الثاني الاقتداء الاصل الثالث الاقتداء بهدي الصحابة ومنهجهم الاصل الثالث الجمع بين العقل والنقل وانما يذكر هذا - 00:59:46
وان كان متضمنا في خطاب الله ورسوله لكن تراه في زمن الصحابة لما لم يقم سبب لتمييزه ما سمي على هذا التمييز لكن اذا نظرنا كتاب الله وجدنا ان كتاب الله خاطب العقول - 01:00:19
ولم يخاطب المؤمنين وحدهم بل خاطب جميع المكلفين. اليس كذلك وانما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم قبل ان يؤمن به احد ابتداء نزوله وخاطب به وهو حجة على العباد مؤمنهم - 01:00:37
وكافرهم وليس خطاب الله في كتابه في القرآن كما قال كثير من علماء النظر من غلاة النظارة الذين قالوا ان القرآن مجرد خطاب خبري محض مبني على صدق المخبر بل تضمن خبرا - 01:00:54
مبني على صدق المخبر ونبوته او على صدق المخبر في كتاب الله من كلام الله سبحانه وتعالى وتضمن القرآن ما هو خطاب عقلي وانت ترى ان الله سبحانه وتعالى امر بتوحيده - 01:01:12
وعبادته وحده لا شريك له ولكن جاء خطاب عقلي في تقرير هذه المسألة بمثل قول الله ظرب لكم مثلا من انفسكم هل لكم مما ملكت ايمانكم من شركاء فيما رزقناكم - 01:01:31
فأنتم فيه سواد تخافونهم كخيفتكم انفسكم هذا خطاب عقلي قال الله تعالى في البعث لما اعترض رجل على مسألة البعث بشبهة عقلية قال الله تعالى وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم - 01:01:47
قل يحييها الذي انشأها اول مرة وهو بكل خلق عليم الى غير ذلك مما لا يتسع المقام للتفصيل فيه ان القرآن تضمن من الحصائد العقلية التي يتحقق بها تمام المعرفة - 01:02:08
وهي كما ذكر الامام ابن تيمية هي الامثلة المضروبة في القرآن هي الامثلة المضروبة في القرآن في مثل قوله ضرب لكم مثلا من انفسكم وظرب لنا مثلا ونسي خلقه فهذا التحقيق عند اهل السنة والجماعة لمقام الشرع والعقل - 01:02:27
به برئوا من ضلالتين ومن خطأين الخطأ الاول من جعل ثمة ممانعة بين دليل العقل ودليل النقل كما سار ذلك وشاع ذلك في طوائف علماء الكلام الذين جعلوا ثمة تمانع بين الدليل العقلي - 01:02:48
وبين الدليل النقلي بين دليل العقل ودليل السمع كما يسمونه ونتج عن هذا التمانع عندهم تأويل النصوص فقسم الدين الى ظاهر والى مؤول قسم الى ظاهر والى مؤول وهذه من البدع التي عرضت في تاريخ المسلمين - 01:03:12
فان الدين ليس له اسمان متقابلان احدهما ظاهرا والاخر مؤول او ظاهر وباطن كما عند الباطنية الذين جعلوا للدين ظاهرا وجعلوا له باطنا من باطنية الصوفية او غير هذا او من - 01:03:37
من جعل للدين ظاهرا وتقويلا كما في طرق مدارس المتعلمين فاذا برئوا من هذا الخطأ الذي هو جعل ممانعة ومنازعة بين العقل والنقل وبرئوا من الخطأ الثاني الذين ابطلوا المعنى العقلي - 01:04:00
مطلقا واعرضوا عنه مطلقا كما جاء في بعض طرق الصوفية حتى لو صارت بعض الافعال عندهم من الخرافة التي لا معنى لها فلم ينازعوا الكتاب والسنة بالعقل اعني اهل السنة - 01:04:24
ولم يسقطوا مقام دليل العقل ولكن دليل العقل ليس دليلا مستقلا بنفسه بل يكون تحت هيمنة الشريعة والا فان فاضل النظر هو مما اثني عليه في الشريعة ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه لابن عباس اللهم فقهه في الدين - 01:04:44
وفقهه في الدين هو فاضل من النظر وانت تعرف ان العقل اذا ذهب سقط مقام التكليف وما ذكر في القرآن على سبيل الذم لكن ادعى طوائف من علماء الكلام وعلماء النظر - 01:05:14
ادلة سموها عقلية وهي ليس كذلك سموها حقائق وهي شبهات فاضلوا بها او ضلوا بها واضلوا والا فان الحقائق العقلية الصحيحة لا تنازع ما اخبرت به الرسل من الحقائق الشرعية - 01:05:34
ولهذا لما صنف الامام ابن تيمية رحمه الله مصنفه في هذا سماه درء تعارض العقل والنقل ما قال تقديم النقل على العقل وانما قال درء التعارض بين العقل والنقد درء تعارض العقل والنقل اي ليس ثمة تمانع - 01:05:59
بين الدليل العقلي الصحيح وبين ايش دليل النقل الصحيح فمن قال بعقله دليل خالف الشرع علم انه عقل فاسد وانه ليس دليلا عقليا صحيحا بل يكون وهما وبنا كما قال الله تعالى ان يتبعون الا الظن لا يكون علما - 01:06:20
فاذا برئ اهل السنة من بدعة التأويل ومن بدعة الظاهر والباطن ومن بدعة الخرافة في بعض اوجه الافعال وصاروا في عبادتهم على عبادة مستقيمة ولهذا الشريعة لم تتضمن وجها من غير المناسبة وتفرغ عن هذا انهم لما نظروا - 01:06:44
حتى في مفصل الشريعة وان كان هذا النظر لا يلزم اختصاصه بهم فليشاركهم كثير من الطوائف في هذا جعلوا الشريعة معللة اليس كذلك ومن هنا قامت الادلة التي تناسب تحليل الشريعة - 01:07:12
بالاستدلال على فروعها كدليل القياس فانه لولا تعليل الشريعة ما قام دليل القياس. اليس كذلك فانه الحاق فرع باصل لعلة جامعة بينهما وقام على تعليم الشريعة دليل الاستحسان فانه في بعض اوجهه عدول عن القياس الجلي الى القياس الخفي - 01:07:28
فاذا حسن الجمع بين العقل والنقل لان الضلالة في هذه المسألة والخطأ في هذه المسألة مسألة العقل والنقل هي من ادق المسائل التي حصل وتفرغ عنها كثير من النزاع والاختلاف - 01:07:52
فسموا الادلة الكلامية التي اصل مادتها مادة البلسمة سموها عقليات ولوهميات وليست عقليات ان العقل الصحيح هو مناط التكليف اليس كذلك والكفار اذا وافوا ربهم يوم القيامة قالوا وقالوا لو كنا قال الله عنهم وقالوا - 01:08:10
لو كنا نسمع او نعقل ما كنا في اصحاب السعير وهذا على كل تقدير اصل له تفصيل لكن يشار الى ان منهج اهل السنة حسن الجمع بين دليل العقل والنقل وان كان النقل والشرع مهيمنا - 01:08:31
والعقل لا يستقل الاصل الرابع النظر الصحيح وهو الفقه في الاسم الشرعي فانهم سلموا واقتدوا واحسنوا الجمع بين العقل والنقل واستعملوا مقام الفقه الصحيح الاصل الرابع من الاصول التي تجمع منهج اهل السنة بفهم النص - 01:08:48
قصر الحكم وهذا الفقه او النظر الصحيح مقامات المقام الاول تمييز الاصول عن الفروع تميزوا اصول الدين التي هي اصول الدين في كتاب الله وسنة نبيه ولم يجعلوا في اصول الدين ما ليس منها - 01:09:29
بالاصول الدين عندهم هي الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره اصول الدين عندهم هي اصول العدل واصول الشريعة قواعد التشريع الكلية كل هذا في اصول الدين - 01:09:56
وميزوا الفروع ولهذا لم يختلفوا في اصل لم يختلفوا في اصل لا في مقدمات الاستدلال ومنهج الاستدلال في الاصول ولا هنا في ايش في الاحكام نفسها وما اختلفوا في دليل من الادلة هل يستدل به في اصول الدين او لا يستدل به في اصول الدين؟ اجمعوا ان اصول الدين - 01:10:13
محكومة بالكتاب والسنة والاجماع بخلاف مسائل الفروع فانه عرض عندهم اختلاف في المقدمات وفي النتائج فانت ترى الفقهاء اختلفوا في كثير من المسائل اليس كذلك واذا رجعت الى هؤلاء الفقهاء وجدت انهم ائمة ونقل الخلاف عن الصحابة في مسائل كثيرة - 01:10:39
من مسائل الفروق واختلفوا في المقدمات اي في الادلة الثانية التي تسمى في الاصول الادلة المختلف فيها فاذا المقام الاول تمييز الاصول عن الفروع. فلم يدخله في اصول الدين ما ليس منها - 01:11:04
بخلاف الطوائف المخالفة ادخلت في اصول الدين ما ليس منه ومنهم من جعل العصمة من اصول الدين لامام من الائمة او لجملة منهم من جعل من اصول الدين تأويل الصفات مثلا - 01:11:22
ومنهم من جعل من اصول الدين المخالفة في اهل الكبائر الى اخره فاهل السنة هم اثبت الطوائف تحقيقا لاصول الدين التي بعث بها الرسول صلى الله عليه وسلم واجمعوا عليها ولم يختلفوا فيها - 01:11:39
وصار لهم الفقه الشريف وتحقيق الفقه الشريف في مسألة تمييز الاصول عن الفروع بخلاف الطوائف الاخرى فانهم وان اصابوا في مقامات وابواب الا انه فاتهم تحقيق هذا التمييز فادخلوا في الاصول ما ليس منه - 01:11:55
فاضطربت اصولهم على هذا الاعتبار المقام الثاني حسن تحقيقهم لتسمية الادلة فما ادخلوا في الادلة ما ليس منها بل جعلوا الدليل هو الكتاب والسنة وهذا يقتصد عليه ويقتصر عليه في مسائل الاصول - 01:12:15
ونتيجته الاجماع. ولهذا من قال منهم الدليل هو الكتاب والسنة او قال الدليل هو الكتاب والسنة والاجماع في الاصول في الحقيقة واحدة فان الاجماع نتيجة في حقيقته للحكم الذي استفاض بالكتاب والسنة حتى اجمع عليه - 01:12:48
ولما نظروا فروع الدين جاؤوا بادلة سميت بعد ذلك باسماء ولكنها عند التحقيق راجعة الى الكتاب والسنة كدليل القياس عند الجمهور الذي يحتج به او دليل الاستصحاب او المصلحة المرسلة او ما الى ذلك. فهذه الادلة - 01:13:09
من صححها من اهل الاجتهاد وائمة الاجتهاد فانه ما قال بتصحيحها الا لانها متصلة بدليل الكتاب والسنة والا لو قدر انفكاكها انفكاكا تاما فانك ترى في كتاب الله ان الدين - 01:13:35
في جميع موالده يرد الى حكم الله ورسوله فالقياس عند التحقيق وجه من الرد الى هدي النبي صلى الله عليه وسلم. ولهذا سموه لهذه التسمية الحاق الفرع الاصل من علة الجامعة بينهما - 01:13:57
وقد قال الله تعالى افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا هذا دليل المقام الثالث اذا المقام الاول تمييز الاصول عن الفروع المقام الثاني - 01:14:14
تحقيقهم في تسمية الادلة وتعيين الادلة المقام الثالث تحقيقهم في ترتيب الادلة تحقيقهم في ترتيب الادلة واوجه ذلك مفصلة لا يكفي المقام لنشر فيها او لبحث مفصل فيها المقام الرابع - 01:14:34
حسن تحقيقهم لبيان النصوص وهذا مبني على لغة العرب فهم عنوا لضبط الدلالات التي هي اختراع اللغة وان كان هذا كما اشرت سابقا لا يختص بهم ولكنهم اجود الطوائف تحقيقا لهذا - 01:15:07
ولهذا اذا نظرت تاريخهم وجدت ان ائمة الحديث الكبار وائمة الرواية الكبار وائمة الفقه الكبار وائمة الاستنباط الكبار هم من كان على هذا الهدي على هدي اهل السنة والجماعة الائمة الاربعة في الفقه - 01:15:32
وكالعين مع الستة في الحديث او التسعة في الحديث وغيرهم وكذلك غيرهم من اهل العلم من الفقهاء والمحدثين فهذه الاصول التي تجمع ذلك ثم خاتمة في اخلاقهم وهي انهم يتبعون العدل - 01:15:50
الذي شرعه الله سبحانه وتعالى ولهذا قال الامام ابن تيمية رحمه الله ومن هديهم ترك الاستطالة على الخلق بحق او بغير حق ولا يفتاتون في دين الله ما لم يأذن به الله - 01:16:20
لا يقولون في دين الله ما لم يأذن به الله ولا يفتاتون على الشريعة في الاقوال ولا يعطلون مقام الاستنباط والنظر فليجمعون هذه الاصول جمعا وهذا هو الفقه الذي قال فيه النبي صلى الله عليه واله وسلم كما في الصحيح وغيره من يرد الله به خيرا - 01:16:44
تفقهه في الدين اذا هذه الاصول وخاتمتها الاخلاقية يا جماعة الهدي والمنهج عند اهل السنة والجماعة في فهم النص الذي فات الطوائف الاخرى وان كان لا يلزم كما اشرت حتى يكون الكلام - 01:17:11
على مقام العدل لا يلزم ان يكون فاتهم اصل مادة هذه الاصول من كل وجه وانما فاتهم التحقيق والتحقيق درجاته الى اوجه من البدعة او الضلالة او الخطأ هذه مقامات - 01:17:31
معروفة فان المخالفين ليسوا درجة واحدة كما هو معروف ومنهم من اهل البدع المغلظة ومنهم دون ذلك والبدعة تكون في مقامات من الاقوال والافعال والعقائد والتصفيقات والتصورات فإذا هذه هي الأصول - 01:17:49
التسليم الاقتداء الجمع بين العقل والنقل وما نتج عنه من البعد عن تقسيم الدين الى ظاهر ومأول او ظاهر وباطن او البعد كذلك عن الخرافة التي دخلت على بعض الطوائف في افعالهم وتصرفاتهم وارائهم - 01:18:14
وانضبط منهج الاستدلال والاستنباط الفقه والنظر وهو مقامات مقام تمييز النص افضل مقام تمييز الاصل عن الفرع مقام تسمية الادلة ثلاثة مقام ترتيب الادلة اربعة مقام بيان الادلة على مقتضى لغة العرب فان القرآن نزل بلسان - 01:18:34
عربي مبين ثم خاتمة بهذه الاصول وهي العدل وهي حاتمة اخلاقية من الشرائع التي شرعها الله وامر بها فهم يبتغون مقام العدل والاعتدال والوسطية في هديهم ولهذا هم بعيدون عن الغلو - 01:18:59
كما انهم بعيدون عن الجفاء في ارائهم واقوالهم وتصرفاتهم. هذا هو الهدي الواجب شرعا هذا هو الهدي الواجب شرعا من حيث هو ماهية علمية من حيث وما هي علمية وان كان اهل التكليف يكفرون في تحقيق هذه المقامات - 01:19:20
كما قال الله تعالى ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفى ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات فهذه المقامات تأتي على هذا الوجه تأتي على هذا - 01:19:42
الوجه من تحقيقها او نقص تحقيقها نسأل الله سبحانه وتعالى في اسمائه وصفاته ان يجعلنا ممن امن به وصدق المرسلين واتبع هدي سيدهم وامامهم نبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم. اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول - 01:20:02
لا يستمعون احسنها اللهم وفقنا واياكم الى كل خير واجعلنا هداة مهتدين اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك الصالحين اللهم اجمع كلمة المسلمين على الهدى على كتاب الله وعلى سنة نبيه صلى الله عليه وسلم. اللهم اجمع قلوب المسلمين على ما بعثت به - 01:20:25
نبيك من الهدى ودين الحق اللهم وفق ولاة امورنا لكل خير واجعلهم هداة مهتدين وانصر بهم الملة والدين. اقول قولي هذا ونستغفر الله لي ولكم - 01:20:47
التفريغ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله واصحابه اجمعين. اما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وينعقد هذا المجلس في الثامن عشر من شهر ذي القعدة من سنة ثلاث وثلاثين واربع مئة والف من الهجرة النبوية - 00:00:01
الشريفة على صاحبها الصلاة والسلام في شمع عثمان ذي النورين في الرياض بين يدي موضوع كما وسمه الاخوة في ترتيبهم منهج اهل السنة والجماعة في فهم النص اقول مستعينا بالله سبحانه وتعالى - 00:00:27
ان الله سبحانه وتعالى بعث نبيه صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله فجاءت رسالته صلى الله عليه وسلم بعد عالم لبني ادم من اوجه الضلال التي اقترفوها - 00:00:49
ومالوا بها عن فطرتهم التي فطرهم الله عليها فان الله سبحانه وتعالى تفضل على عباده وعلى خلقه ان فطرهم على الحق وعلى قبول الحق وعلى الخير وعلى قبول الخير لكن ما نوا عن فطرتهم - 00:01:17
التي فطرهم الله سبحانه وتعالى عليها كما في قوله جل وعلا وان اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم قالوا بلى شهدنا وكما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم - 00:01:41
في الصحيحين وغيرهما من غير وجه قوله صلى الله عليه وسلم كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه فهذه الفطرة التي فطر الله جل وعلا الناس عليها - 00:02:06
مال الناس الذين ضلوا عما فطرهم الله عليه ما لخلق من بني ادم عن هذه الفطرة وفي الصحيح من حديث عياض ابن حمار المجاشعي ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال - 00:02:28
قال الله تعالى اني خلقت عبادي حنفاء كلهم وهذه الحنيفية التي خلق الله جل وعلا العباد عليها هي الفطرة وقال عليه الصلاة والسلام قال الله تعالى اني خلقت عبادي حنفاء كلهم - 00:02:49
فاتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم والشياطين هم اصل مادة الشبهات قال فاتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما احللت لهم وبهذا تعلم ان الشبهات لا تختص لاسقاط الاحكام الشرعية فحسب من هذا وجه - 00:03:15
وتقع الشبهات على ضد ذلك فتكون تحريما وتشتيدا في دين الله وهذا ايضا مادة من الشبهات وانت ترى ان النبي صلى الله عليه وسلم هنا قال فاتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم - 00:03:51
وحرمت عليهم ما احللت لهم وهذا التحريم تشديد اوليس كذلك ولم يقل واباحت ما حرمت عليهم مع ان هذا يقع لكنه اشارة فيما جاء في هذا الحرف من الحديث القدسي الذي يذكره النبي عن ربه - 00:04:10
سبحانه وتعالى اشارة الى ان مادة الشبهات لا تختص لاحد المتقابلين عن الاخر قال فاتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما احللت لهم وامرتهم ان يشركوا بي ما لم انزل به سلطانا - 00:04:37
وهذه اعلى مادة في الشبهات التي اظلت بني ادم فان اعلى مادة من الضلال هي مادة الشرك والكفر بالله سبحانه وتعالى قال وامرتهم ان يشركوا بي ما لم انزل به سلطانا - 00:05:03
وان الله نظر الى اهل الارض وان الله نظر الى اهل الارض فمقتهم عربهم وعجمهم الا بقايا من اهل الكتاب مغثهم ابغضهم لما انحرفوا عن هدي الانبياء والمرسلين وعن الاصل الشريف الاول الذي تفضل الله به على بني ادم - 00:05:23
واخذه عليهم وهو الميثاق الاول المذكور في القرآن فيما سبق الاشارة اليه قال وان الله نظر الى اهل الارض فمكثهم عربهم وعجمهم الا بقايا من اهل الكتاب ثم يقول الله لنبيه وانما بعثتك لابتليك وابتلي بك - 00:05:53
انما بعثتك لابتليك وابتلي بك وانزلت عليك كتابا تقرأه نائما ويقضان لا يغسله الماء ومعنى انه لا يغسله الماء انه ايات في صدور الذين اوتوا العلم معرفة وعلما وعملا ولهذا انزل الله هذا الذكر وجعله محفوظا - 00:06:22
فمهما عرض من الشبهات واوجه الضلالات فان الحق الذي بعث الله به نبيه صلى الله عليه وسلم لا يزال قائما علما وعملا فان القرآن لا يزال محفوظا بحفظ الله له وهو كلام الله جل وعلا - 00:06:54
وكذلك هم الهدي الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم فانه محفوظ وعن هذا تواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحاح والسنن والمسانيد وغيرها من رواية جماعة من الصحابة - 00:07:17
منهم جابر ابن سمرة وابي هريرة وابو هريرة معاوية ابن ابي سفيان واسماء بنت ابي بكر وعائشة بنت ابي بكر وعدد من الصحابة رضي الله تعالى عنهم قوله صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة - 00:07:34
من امتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى تقوم الساعة وفي وجهه في الرواية حتى يأتي امر الله فلا يزال الحق الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم - 00:07:55
والهدى ودين الحق لا يزال باقيا بما حفظ الله سبحانه وتعالى به هذه الشريعة فمهما عرض من الشبهات والانحراف عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم فان الحق لا يزال قائما وهو الاصل في هذه الامة - 00:08:15
التي جعلها الله جل وعلا خير امة اخرجت للناس ما في كونه جل ذكره كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله وبعث النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الفترة من الرسل - 00:08:40
وصار الناس به في مكة اما مؤمن واما كافر ولم يكن الناس اذ ذاك الا هذين الصنفين اما مؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم واما كافر به ولما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم الى المدينة - 00:09:03
ظهر في بني ادم صنف ثالث وهم المنافقون وترى ان هذه الاصناف الثلاثة ذكرها الله في القرآن كثيرا وترى في صدر سورة البقرة بين الله في هذه السورة الشريفة اصل الحق - 00:09:26
وهو القرآن وبين بعد ذلك اصناف بني ادم قال الله تعالى الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين تبين اختصاص المتقين من هذه الاصناف الثلاثة التي هي المؤمنون والكفار والمنافقون - 00:09:47
فالمتقون هنا هم اهل الايمان بين اختصاصهم بهذا القرآن ايمانا ومعرفة قال الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ثم ذكر صفة المتقين ثم ذكر بعد ذلك صفة الكفار فقال ان الذين كفروا - 00:10:12
سواء عليهن فانذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون وبين ان ضلالهم عن الايمان ليس بموجب من النظر او العقل او الاعتبار وانما لانهم اعرضوا عما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم تقليدا لابائهم - 00:10:35
قال الله تعالى ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشاوة ثم ذكر الله جل ذكره في هذه السورة بعد ان وصف الكفار ذكر المنافقين عند قوله جل ذكره - 00:11:00
ومن الناس من يقول امنا بالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين فصار الناس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة اما مؤمن وهم صحابة النبي صلى الله عليه وسلم واهل الاسلام - 00:11:18
الذين صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم وامنوه او بلغتهم دعوة النبي فامنوا به صلى الله عليه وسلم ومنهم الكافر وهم اصناف من عبدة الاصنام ومنحرفة اهل الكتاب والمجوس واجناس الكفار ومنهم المنافقون وهم الذين ظهروا في المدينة النبوية - 00:11:39
وجاء تفصيلهم في سورة التوبة وبين الله جل وعلا في تلك السورة انهم ليسوا من اهل الايمان وان كانوا يظهرون ذلك وفينا في سورة البقرة ذلك في قوله ومن الناس من يقول امنا - 00:12:04
بالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين. وفي سورة التوبة ويحلفون بالله انهم لمنكم وما هم منكم وهؤلاء الذين هم اهل الايمان واهل الاسلام واهل التقوى لم يظهر فيهم مادة من الانحراف عن اصول هدي النبي صلى الله عليه وسلم - 00:12:21
او منازعته صلى الله عليه وسلم فيما جاء به وان كان اولئك السلف الاول في صدر الاسلام في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ليسوا معصومين عن المعاصي فان العصمة - 00:12:45
لا تكون الا للنبي صلى الله عليه وسلم والانبياء ثم لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم صار الناس كذلك على هذه الاحوال وصار الذين اسلموا وامنوا ليسوا مرتبة واحدة كذلك - 00:13:01
وان كان هذا وجد من ارتداء الحال في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولكن بان اثره وبانت حاله اكثر بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ودخول الناس في الاسلام من مسلمة الفتوح فتوح عمر - 00:13:24
رضي الله تعالى عنه وفتوح ابي بكر التي ابتدأها في خلافته واسمها عمر وما بعد ذلك من فتوحات المسلمين فدخل الناس في دين الله افواجا وهؤلاء اهل الاسلام يجمعهم قول الله سبحانه وتعالى ثم اورثنا الكتاب - 00:13:43
الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات فليسوا مرتبة واحدة بل فيهم الظالم لنفسه بالمعاصي والتقصير ونقص الاتباع والاقتداء والمعرفة ومنهم المقتصد ومنهم السابق بالخيرات - 00:14:04
لكن هذه الاصناف الثلاثة مباينة لاهل الكفر والنفاق مبينة لاهل الكفر والنفاق ولما نظر الصحابة رضي الله تعالى عنهم بعد النبي صلى الله عليه وسلم في مسائل من الشريعة اختلفوا في مقام واجمعوا في مقام - 00:14:28
ولم يظهر فيهم من ينازع في اصل من اصول الهدي المأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وما جاءنا تحقيقه وبيانه واحكامه في كتاب الله سبحانه وتعالى وانما اختلف الصحابة في مسائل من فروع الشريعة - 00:14:51
واختلافهم في هذا محفوظ في ابواب من العبادات والمعاملات والعقود وانواع التصرفات في الاختلاف المحفوظ عنهم في مسائل من الطهارة او مسائل من الصلاة او الزكاة او قيام او الحج او احكام - 00:15:12
من معاملاتها واحكام النكاح او احكام الجراحات الى غير ذلك فهذا فيه مادة محفوظة عن الصحابة من الاتفاق والاختلاف ولكن لم يختلفوا في اصول الشريعة اصول الشريعة لا تختص بالايمان بالغيبيات - 00:15:31
فهذا احد اصول الشريعة وهو اشرف الاصول واعظمه الايمان بالله سبحانه وتعالى وصفاته التي لا يفقهها العباد كن عاها وكيفيتها وان كانوا يعرفون حقيقتها ومعناها كاشرف الايمان هو الايمان بالله سبحانه وتعالى - 00:15:53
معرفة واخلاصا له بعبادته وحده لا شريك له ولهذا لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم مقالا من الايمان جعله على هذا الوجه من الصفة الايمان ان تؤمن بالله وملائكته - 00:16:17
وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره فلم يعرظ في هذه الاصول شيء من الاختلاف بين الصحابة ولا حتى في اصول الشريعة التي هي قواعد الشريعة الكلية التي ينبني عليها التشريع - 00:16:35
ومادة كثير منها ما سماه المتأخرون بالقواعد الفكرية والاصول التي عليها مبنى مقاصد الشريعة فصار اختلافهم على هذا الاعتبار انما هو في مسألة الفروع وبعض الاوجه التي تحتملها اللغة في فهم خطاب الشارع - 00:16:55
ولم يظهر فيهم منازعة في شيء من الاصول التي سبقته ولهذا لم يكن سبب قائم يقتضي تخصيص الصحابة باسم غير الاسماء الشرعية الاولى التي سمى الله بها عباده في القرآن - 00:17:21
كاسم المؤمنين واسم المسلمين واسم المتقين واسم القانتين واسم الصالحين فان هذه الاسماء هي الاسماء التي سمى الله بها اهل الاتباع في كتابه فلما لم تكن منازعة في اصول من اصول هدي النبي صلى الله عليه وسلم - 00:17:41
لم يكن سبب قائم يقتضي التخصيص فان الناس اما مؤمن واما ايش كافر لا يدين بدين الاسلام اصلا او منافق اظهر دين الاسلام في ظاهره وفي باطنه كافر واما اهل الاسلام فان تفاوتوا في الاتباع فانهم داخلون في - 00:18:04
مقام الاصطفاء الذي قال الله فيه ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فلم يقم سبب للتخفيف ولم يكن سبب لتخصيصهم باسم من الاسماء حتى عرض في هذه الامة وجه من المفارقة لشيء من اصول هدي النبي صلى الله عليه وسلم - 00:18:27
فبدأ ظهور الشبهات بدأ ظهور الشبهات التي استقال بها كثير من الطوائف على عامة المسلمين وسواد المسلمين بالحكم تارة وفي القول تارة وبالفعل تارة وظهرت الخوارج وكان هذا هو اول انحراف مادته من الشبهات - 00:18:51
فخالفوا سواد الامة وخالفوا هدي الصحابة رضي الله تعالى عنهم وقد اخبر النبي صلى الله عليه واله وسلم لظهورهم ومقدمهم ظهر زمن النبي صلى الله عليه وسلم بوجه من الاعتراظ على قضاء النبي صلى الله عليه وسلم - 00:19:21
ولهذا جاء في الصحيحين وغيرهما من رواية جماعة من الصحابة منهم ابو سعيد الخدري وعلي ابن ابي طالب ففي رواية ابي سعيد ان النبي صلى الله عليه وسلم قسم قسما - 00:19:49
اي مالا وكان عليه الصلاة والسلام يقصد في قسم هذا المال الى اوجه من الحكمة الشرعية بتأليف قلوب المسلمين وحدثاء العهد بالاسلام قال ابو سعيد فقام رجل غائر العينين مشرف الوجنتين ناشد الجبهة كف اللحية - 00:20:03
محلوق الرأس يشمر الازار وقال اعدل يا محمد وهذا الخطاب لم يقع من قبل ان احدا من المسلمين ولو دنت رتبته حتى جفاة الاعراض الذين كانوا يأتون النبي صلى الله عليه وسلم وهم مسلمون - 00:20:25
ولم يتحقق الايمان في قلوبهن كما قال الله تعالى قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا لكن لم يقع منهم شيء من هذه المادة وان كان يقع منهم مادة من الجفاء في التصرفات - 00:20:49
لكن هذه مادة ممانعة لقضاء النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا قال له النبي صلى الله عليه وسلم مع كثرة احتماله صلى الله عليه وسلم وسعة احتماله لجفاء الاعراض الا ان هذا الرجل - 00:21:05
لما قال هذه الكلمة قال له الرسول صلى الله عليه وسلم ويلك اولست احق اهل الارض ان يتقي الله ثم ولى الرجل ولم يستغفر ولم يتب بل ولى فنظر اليه النبي صلى الله عليه وسلم وهو مقفل - 00:21:23
قد اذهب قد ذهب وولى ظهره وقال انه يخرج من ضئضئه هذا قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم وقراءتكم مع قراءتهم يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية - 00:21:44
وفي رواية يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ينظر اي الرامي ينظر اي الرامي الى نصله اي الى نصله سهمه لما يرمي قال ينظر الى نصله فلا يجد فيه شيء - 00:22:11
ثم ينظر الى رصاصه فلا يجد فيه شيء ثم ينظر الى قدمه فلا يجد فيه شيء قد سبق الفرث والدم وهذا كناية عن شدة مروقهم من دين الاسلام وهدي النبي صلى الله عليه وسلم - 00:22:28
كما لو تصورت راميا رمى بسهم رمية فاصابها السهم فخرج من جنبها الايمن الى جنبها الايسر فنفذ منه فاخذه الرامي فقلب السهم فلم يجد في السهم اثر فرط ولا اثر ايش - 00:22:47
تم وهذا كناية عن شدة مروكهم فظهر هؤلاء في خلافة امير المؤمنين علي بن ابي طالب رضي الله تعالى عنه فلما ظهروا فيه خلافة علي رضي الله تعالى عنه واخذوا الدين تشددا - 00:23:08
واخذ الزينة تعنتا واصل ضلال هؤلاء هو الطعن في سنة النبي صلى الله عليه وسلم اصل ضلال الخوارج الطعن في سنة النبي صلى الله عليه وسلم فانهم نازعوا في رواية الصحابة - 00:23:29
بجملة من الاحاديث النبوية ولم يصدقوهم فطعنوا في عدالة الصحابة فلما طعنوا في عدالة الصحابة ردوا هذه الاحاديث التي جاءت مفصلة لمجمل القرآن وكانوا في الجملة اعرابا جفاة لم يفقهوا القرآن ولم يتدبروه حق تدبره - 00:23:48
والا لو تدبروا كتاب الله مباني بالقرآن وحده فضلا عما جاء مفصلا ومتمما من السنة فان الاصل الذي ظلوا فيه وهو تكفير اهل الكبائر من المسلمين والقول لانهم خالدون في النار - 00:24:11
هذا اصل بفلانه معلوم بالقرآن مفصلا كما انه معلوم بالسنة مفصلا فلا يتوهمن احد ان ظاهر القرآن يدل على مقالتهم فان الله لما ذكر السارق قال والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما وقال الزاني والزانية فاجلدوا كل واحد منهما مئة جلدة - 00:24:33
فلو كانوا بكبائرهم كفارا فامر بايش فامر بقتلهم وانت ترى الحدود انما جاءت في كثير من مواردها الا في النفس في القود والقصاص واما دون ذلك في الزنا والقذف والسرقة - 00:25:01
فانها جاءت حدود دون ذلك واذا فإن الله ذكر الظالمين لانفسهم في جملة المصطفين الى غير ذلك مما يعلم به ان ما في كتاب الله بين مستفيض في ادخال هذا الاصل الذي ضلوا فيه - 00:25:20
ولكن التبس عليهم بعض المجمل من القرآن ولم يردوا القرآن بعضه الى بعض ولم يردوا القرآن الى السنة وطعنوا صراحة في احاديث رواها الصحابة رضي الله تعالى عنهم الى النبي صلى الله عليه وسلم - 00:25:38
ولما كان عندهم هذا الجفاء وهذا التشدد في دين الله كانوا في امر علي ابن ابي طالب وامامته وقالوا له حكمت الرجال في دين الله ولا حكم الا لله وتمالؤوا على - 00:25:57
الصحابة رضي الله تعالى عنهم وحصل القتال بينهم وبين اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم واجمع الصحابة على قتالهم وتربصوا بعد ذلك بأمير المؤمنين علي حتى قتلوه فان الذي قتل عليا هو عبدالرحمن بن ملجم من الخوارج - 00:26:16
ومع هذه الضلالة وهذا العدوان الذي اعتدوا به على المسلمين وعلى خيرة المسلمين من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فان الصحابة رضي الله تعالى عنهم وهم ائمة السنة الاولى - 00:26:41
هؤلاء الائمة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قصدوا معهم مقام العدل ولم يكفروهم وهذا من هدي اهل السنة والجماعة انهم لا يأخذون الشريعة مقابلة مع ان الخوارج كفرتهم واعتدت عليهم الا انهم - 00:27:00
مضوا فيهم بحكم الله ورسوله ولما قيل لامير المؤمنين علي يا ابا الحسن كفار هم قال من الكفر خروا قيل يا ابا الحسن المنافقون هم؟ قال ان المنافقين لا يذكرون الله الا قليلا - 00:27:21
وهم يذكرون الله كثيرا قيل فما هم؟ قال هم اخواننا بغوا علينا اصابتهم فتنة طعاموا فيها وصموا فمن ظهور الخوارج بدأ ظهور الانحراف وصار لهذا الاسم وجه من المناسبة والسبب حينما يقال - 00:27:37
منهج اهل السنة والجماعة فان هذا التخصيص لاهل السنة قام سببه لظهور هذه الطوائف وان كان المسلمون في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يضافون الى القرآن والسنة فيقال اهل القرآن - 00:27:58
ويقال اهل السنة فهذا من الاسماء الشرعية الاولى فاذا هذا التخصيص لا يمكن ان يمانع في شأنه من جهتين انه اضافة لسنة النبي والاضافة الى السنة صحيح حتى قبل قيام السبب اليس كذلك - 00:28:17
ثم انه بعد قيام السبب يكون متجها وظهرت الشيعة بعد ذلك مع مع ظهور هؤلاء في عهد علي رضي الله تعالى عنه وصارت بعد ذلك طوائف ثم لما انقضى عصر الخلفاء الراشدين - 00:28:37
زمن الفتنة التي كانت بين ابن الزبير وبين بني امية ظهرت فتنة القدرية فكان البحث في عدالة الصحابة وفي رواية الصحابة عند الخوارج وما نتج عنه من الضلال في مسألة الايمان - 00:28:56
ثم بعد ذلك ظهرت القدرية زمن الفتنة التي كانت بين ابن الزبير وبين بني امية فانك تعلم ان ابن الزبير مانع بني امية حتى قتل وظهر بعد ذلك فتنة مرجعة - 00:29:14
ثم لما كان في اواخر الدولة الاموية ظهرت الترجمة بعد فتح البلدان وامتداد الفتوحات ثم شاعت هذه الترجمة وجاوزت العلوم التي تسمى بالعلوم التطبيقية الى ترجمة المعارف الدينية لبعض الامم من اليونان وغيرهم - 00:29:34
واتسعت هذه الترجمة لمسائل الالهيات ومسائل الديانات للامم الفلسفية وغيرها اتسعت في دولة بني العباس ولا سيما في دولة اولاد الرشيد العباسي وخاصة بخلافة المأمون فان المأمون العباسي ابن هارون الرشيد هو اول خليفة من خلفاء المسلمين - 00:30:02
وسلطان من سلاطينهم هو اول خليفة واول سلطان ينحرف في معتقده عما عليه سواد الائمة وعامة الائمة وما عليه الاجماع عند ائمة الاجتهاد من اهل الفقه والحديث فانه تبنى مقالة المعتدلة - 00:30:31
وظهرت المعتدلة في زمن التابعين وماله عن ائمة التابعين فكثرت هذه البدع وكثرت هذه الضلالات وصار هذا الانحراف اوجه من هو غالي ومنه جافي منه ما يكون غاليا ومنه ما يكون جافيا وما ظهرت مقالة من الجفاء الا قابلها مقالة من الغلو - 00:30:55
ولا ظهرت مقالة من الغلو الا قابلها مقالة من الجهاد فلما طعنت الخوارج على علي ابن ابي طالب حتى كفرته ولا فيه قوم الى اوجه من الغلو المعروفة بمذاهب الشيعة - 00:31:24
ولما قالت القدرية مقالتها في قدر الله وتعطيله وان العبد مستقل لفعله قابلتهم الجبرية وظهرت مقالات الجبر ولما ظهر الغلو في مسألة الاسماء والاحكام واهل الكبائر قابلهم المرجئة ولكن تلك البدع وتلك الشبهات بالصدر الاول - 00:31:45
لم يكن من شأن اهلها انتحال السنة والجماعة بل كانوا ينتحلون الاسماء المحدثة التي لا اصل لها في الدين لم يكن اهلها ينتحلون السنة والجماعة مع انتسابهم وتدينهم لدين الاسلام - 00:32:13
لكن لم يكن لهم انتساب مختص للسنة والجماعة بل كما يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله شعار اهل البدع المغلظة ترك انتحال السنة والجماعة ثم عرض بعد ذلك ان دخلت مادة من هذه البدع وهذه الاوجه - 00:32:32
من الخطأ دخلت على بعض المنتسبين للسنة والجماعة من اهل النظر والكلام بعد ظهور هذا العلم الذي كان سببا في انحراف كثير من المسلمين عما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الحق - 00:32:54
وهو علم الكلام الذي حصل وولد من الفلسفة وجمع جوهره من الفلسفة وتمم بجمل مجملة من العقل والشرع والا فان جوهر هذا العلم هو من الفلسفة وهذا بين فيما بسطته المعتزلة - 00:33:15
في هذا العلم ومن تلقى عنهم بعد ذلك وان كان بدرجة مخففة من متقلبي هذا العلم من متكلمة الصفاتية المنتسبين للسنة والجماعة ومن هنا دخل على بعض المتأخرين من الفقهاء رحمهم الله بعض الاوجه من الخطأ في هذه المسائل - 00:33:34
وصارت المسائل مسائل من النظر ومسائل من العمل فاقامت المعتزلة منهج النظر وجعلت النظر اول الواجبات على المكلفين وانحرف الطوائف في مسائل العمل باسم التصوف وصار ثمة بدعة في طرائق الصوفية - 00:33:58
وان كان اسم التصوف لا يختص بمعنى واحد فالمصيبة للتصوف من لم يسمي نفسه صوفيا من فضلاء العباد وائمة الصالحين واصحاب السنة والهدي الصحيح كالفضيل بن عياض فهذا ونحوه ممن نسب للتصوف ولم يسمي نفسه صوفيا - 00:34:23
ولم ينتسب للتصوف ونسب للتصوف من انتسب للتصوف بنفسه كالجنيد ابن محمد وامثاله ولكن هؤلاء تصوفهم كما يقول شيخ الاسلام ابن تيمية تصوف مقتصد وان كان يعرض فيه مقام من الخطأ - 00:34:48
في الاقوال او التصورات لكنه ليس التصوف الغالي وبعده مقام اعظم منه بعدا واكثروا منه خطأ الى ان وقع التصوف الغالي الذي هو تصوف الباطنية الذي هو تصوف الباطنية فهذه الاوجه من الخطأ في مسائل السلوك - 00:35:10
او في مسائل العلم والنظر الناس في اثرها على وجهين منهم من كان متأثرا بها مختصا بها عن السنة والجماعة كما هو شأن غلاة المخالفين لاهل السنة الذين لم ينتسبوا للسنة والجماعة - 00:35:44
واما مقتصدة المخالفين فهم منتسبون للسنة والجماعة وفيهم كثير من اهل العلم والفضل والصلاح والتقوى ممن التبست عليه هذه المسائل من اعيان الفقهاء او اعيان النظار فهؤلاء يطعم لهم مقام معروف في الامة - 00:36:03
من الصلاح او حسن العمل او مقامات من العلم في مسائل الفقه ومسائل اصول الفقه او مسائل رواية الحديث او مصطلح الحديث ونحو ذلك وهذا من عدل اهل السنة والجماعة - 00:36:24
انهم يزنون الناس بميزان الشريعة ولهذا ذكر المصنف ذكر الامام ابن تيمية رحمه الله من الاصول ان كل من اراد الحق واجتهد في طلبه من جهة النبي صلى الله عليه وسلم فاخطأه - 00:36:41
فان خطأه مغفور له ولكن لما كانت هذه الاصول مستقرة مستغيضة متواترة بالكتاب والسنة لم يختص اهل البدع هل نقصر في هذا الاصل ولم ينفكوا عن نقص في تحقيق هذا الاصل - 00:36:58
فعندهم مادة من نقص الارادة ومادة من نقص الاجتهاد وان كانت احكام المآل في الاخرة فصلها وقضائها الى الله سبحانه وتعالى فلهذه الاحوال التي تقلبت في التاريخ بظهور التصوف ومناهجه واتجاهاته - 00:37:19
وظهور علم الكلام وظهور الفلسفة وقبل ذلك ظهور الخوارج ومن كان على منهجهم في الطعن في السنة وفي عدالة الصحابة بهذه الاسباب حصل في هذه الامة هذا التفرق الذي نهى الله سبحانه وتعالى عنه - 00:37:44
وامر عباده ان يعتصموا بحبل الله جميعا والا يتفرقوا فان هذا الافتراق بدعة وهذا الافتراق من المنكر الذي يجب الدعوة الى ازالته ورفعه حتى يجتمع الناس على ما اوجبه الله عليهم من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم - 00:38:08
ولزوم الهدي الذي بعث به الرسول صلى الله عليه وسلم فان الله جل ذكره قال لعباده واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واقامة الدين وتحقيقه لا تكون الا مع تحقيق الاجتماع - 00:38:33
كما قال الله جل وعلا ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه وتحقيق الاجتماع يعد من اشرف الاصول التي دعا اليها النبي صلى الله عليه واله وسلم ولهذا فان هذا الافتراق هو من الافتراق المذموم - 00:38:52
وليس من باب الرحمة بل هو بدعة حصلت من مخالفة هدي اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فتميزت الخوارج ثم تميزت الطوائف بعد ذلك التي ظلت وانحرفت او اخطأت هدي النبي صلى الله عليه وسلم - 00:39:11
فهذه الاوجه المستفيضة من مادة الخطر المتنوعة في اوجهها واسبابها كيف يقع لطالب العلم حسن الفهم لمنهج اهل السنة والجماعة في فهم النصوص ذلك المنهج الذي لزمه الصحابة رضي الله تعالى عنهم - 00:39:33
فانك اذا ذكرت اهل السنة فان ائمتهم هم صحابة النبي صلى الله عليه وسلم وان كانوا يسمون الامام احمد ومالكا وامثال هؤلاء بامام اهل السنة ليس المقصود هنا ان امامة السنة ترجع اليه - 00:40:00
فما يقع في الطوائف الاخرى فانها ترجع يعني تلك الطوائف الى متبوعين عرضوا في التاريخ فتجد ان هذه الطائفة تنتهي الى فلان وفلان وان تلك الطائفة تنتهي الى فلان وفلان فاذا ذكروا المعتزلة قالوا واول من بدأ الاعتزال واصل بن عطا - 00:40:20
الغزال وعمرو بن عبيد. واذا ذكروا هذا المذهب نسبوه لفلان. وذلك المذهب لفلان وهذا من اوجه البطلان العقلي بمعنى انه من الاوجه التي يعلم بها فساد هذه المذاهب فانها لو كانت مذاهب صحيحة في اصول الدين لم تعرض في التاريخ على هذا التركيب - 00:40:42
بخلاف هدي اهل السنة والجماعة فانه لا يختص بامام معين واذا ذكر الامام احمد امام اهل السنة والجماعة او ذكر ما لك فان المراد انه من ائمتهم والا فان اهل السنة والجماعة ليس لهم متبوع - 00:41:05
يختصون باتباعه ويبصرون عن قوله اجمع ان النبي صلى الله عليه وسلم واما غيره ولو جل مقامه فانه كما قال ما لك كل يؤخذ من قوله ويترك فإذا الأئمة السنة هم صحابة النبي صلى الله عليه وسلم - 00:41:25
ثم من اخذ هديهم وطريقتهم من اهل القرون الثلاثة الفاضلة الذين عاشنا النبي صلى الله عليه واله وسلم عليهم كما في حديث عمران رضي الله تعالى عنه وهم الذين عن صحابة النبي صلى الله عليه وسلم الذين امر الله العباد باتباع طريقتهم - 00:41:49
باتباع فريضتهم باعتبارها هديا يفهم به كتاب الله وتفهم به سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. لا على وجه تميز ما فقهوه فما وما فهموه انه مختص او مفك عن ما جاء في كتاب الله او سنة نبيه صلى الله عليه وسلم - 00:42:11
فكانت هذه الطريقة هي طريقة اهل السنة والجماعة ويجمعها جملة من الاصول هذا المنهج اعني منهج اهل السنة والجماعة بفهم النص الذي تميز عن مناهج الطوائف الاخرى فان كل طائفة - 00:42:34
لها منهج في فهم النص ولا ندخل في تفاصيل تلك المناهج وانما اشير اليها فيما سبق اجمالا فان المقصود من هذا المجلس ليس البحث في مفصل منهج تلك الطائفة او غيرها - 00:42:58
وانما في منهج اهل السنة والجماعة ويقال ان منهجهم يقوم على تحقيق قفول ان منهجهم في فهم النص يقوم على تحقيق الاصول بتحقيق هذه الاصول امتازوا عن سائر الطوائف وهذه الاصول لمجموعها - 00:43:14
مقدمات يحصل عنها نتيجة شريفة وهي تحقيق المعرفة لله وبشرعه وتحقيق العمل الصالح الذي بعث الله به الانبياء والرسل فان الله سبحانه وتعالى قال هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق - 00:43:37
اجتماع هذه الاصول يحصل به كمال العلم وكمال المعرفة يحصل به كمال العلم وكمال المعرفة وتحقيق العمل وهذا معنى قول الله سبحانه وتعالى اليوم اكملت لكم دينكم واما غيرهم من الطوائف - 00:44:00
فانهم وان لم يكفروا فان الاصل في اهل القبلة الاسلام ولا يشرع على مسألة التكفير في مثل هذه المقامات الا انهم فاتهم من تحقيق هذا الاصل وهذه الاصول الاصل المجمل في قوله سبحانه هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق - 00:44:25
او الاصول المفصلة بعد ذلك في الكتاب والسنة مات ام من تحقيقها ما فاتهم وهم مقامات في هذا الفوات فاذا جملة الاصول التي تجمع فهم اهل السنة والجماعة للنص الاصل الاول التسليم - 00:44:47
فان التسليم بخبر الله وخبر نبيه او امر الله وامر نبيه فانما في القرآن هو على اصل الكلام والكلام اما خبر واما ان شاء ففي القرآن الخبر الذي يجب الايمان به - 00:45:11
من الاخبار عن الله واسمائه وصفاته وافعاله واسماء شرعه واحكام اليوم الاخر والملائكة والنبيين والكتب الى غير ذلك وفي القرآن الامر والنهي والتشريع وكذلك في حكمة النبي صلى الله عليه وسلم - 00:45:36
فهذا الخبر وهذا الامر فيه شريعة واجبة وفريضة على عباد الله فرض الله سبحانه وتعالى هذه الشريعة على جميع المكلفين منذ خلق ادم ولهذا لما نهى الله سبحانه وتعالى لما نهى الله سبحانه وتعالى ادم عن الشجرة - 00:46:02
واكل منها ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه ان ادم عصى ان ادم عصى ربه اليس كذلك قال وعسى ادم ربه فغوى وبين الله ان المعصية هي الانحراف والغوايات. قال وعصى ادم ربه فغوى ثم اجتباه ربه - 00:46:28
فتاب عليه وهدى فاذا الاصل الاول هو اعتصامهم لهذه الفريضة وهذا معنى لابد لطالب العلم وللمسلم بعام ان يفقهه الى ان التسليم فريضة فرضها الله على العباد اجمعين ولما بعث النبي صلى الله عليه وسلم فرض على - 00:46:53
اتباعه كبقية اتباع الانبياء فرض عليهم التسليم فلا يكون الايمان الا معه لا يكون الايمان الا معه اي الا مع التسليم كما قال الله جل وعلا فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم - 00:47:18
ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما وهذا التسليم يأتي في كتاب الله او تقول هذه الفريضة فريضة التسليم تأتي في كتاب الله باسماء تارة باسم التسليم - 00:47:39
كما في قوله حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ايش ويسلم تسليما وتارة تأتي هذه الفريضة باسم الاستجابة يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول - 00:47:57
اذا دعاكم لما يحييكم وتأتي هذه الفريضة باسم الطاعة وباسم السمع قال الله تعالى انما كان قول المؤمنين اذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم ان يقولوا سمعنا واطعنا وتأتي باسم التقوى وتأتي باسم الايمان فاذا لها اسماء - 00:48:17
حتى لا يقال ان هذه الفريضة ما ذكرت الا في مقامات النذر باسمها فانها ذكرت باسماء دالة عليها بل ان هذا التنوع في اسماء هذه الفريضة يدل على ايش تدل على عظمها وتحقيقها - 00:48:43
تدل على عظمها وتحقيقها. والسمع الذي مدح الله به اهل الايمان هو تحقيق سمع القبول وليس سمع الادراك لهذا قال الله لعباده ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون - 00:49:02
ومن حقق هذا التسليم نجا من الوصف الذي ذم الله به من خالف هذه الفريضة بقوله ان شر الدواب عند الله السم البكم الذين لا يعقلون فاذا فريضة التسليم تتضمن تحقيق الاخلاص لله سبحانه وتعالى - 00:49:24
وتحقيق المعرفة به سبحانه وتعالى حق المعرفة فهي من اخص الفرائض بل هي اخص الفرائض واخص الشعائر لما تتضمنه من معرفة الله واخلاص الدين له ان التسليم يتضمن الاخلاص وهو اشرف المقاصد ويتضمن المعرفة - 00:49:49
وهي اشرف المرادات والتكليفات معرفة الله سبحانه وتعالى واخلاص الدين له وهذه هي حقيقة الايمان اذا هذا اصل فات كثير من الطوائف التحقيق له ولا نقول فاتهم اصله لانه من فاته اصل التسليم - 00:50:14
لا يكون ايش لا يكون مسلما لكن فاتهم التحقيق ولهذا كل من كان الى السنة اقرب كان الى تحقيق التسليم اقرأ ولهذا الاية بينت ان التسليم له رتب في قول الله ويسلم - 00:50:38
تسليما فان التأكيد بالمصدر هنا اشارة الى ان التسليم مراتب وهو كذلك حتى يحصل اليقين وهذه الفريضة اخص الصحابة فقها فيها هو ابو بكر الصديق وهذا معنى قول الحسن البصري - 00:50:57
ما سبقهم ابو بكر لكثرة صيام ولا صلاة ولكن بشيء وقر في قلبه وهو تحقيق التسليم لقول الله ورسوله ولامر الله ورسوله ولهذا من عبد الله سبحانه وتعالى وهو يعرف وجوب الحكم - 00:51:20
ويعرف مقتضيه ويعرف حكمته ويعرف علته اكمل ممن عبد الله في هذا الحكم وهو لا يعرف الا وجوبه لكنه لا يفقه حكمته ولا مقتضيه ولهذا صارت عبادة العالم اكمل من عبادة - 00:51:40
الجاهل وان كان هذا الجاهل يعرف اصل الحكم انه واجب لكن لا يفقه مقام هذا الحكم لا يفقه رتبة هذا الحكم من الشريعة لا يفقه حكمته لا يفقه سببه لا يفقه علته - 00:51:58
ولهذا كل من كان اعلم في الاحكام الشرعية طارت عبادته بها اجل بالشريعة التسليم لامر الله ورسوله وعدم المنازعة في ذلك وهذا التسليم ليس معناه ابطال النظر كما سيأتي فان اصول اهل السنة - 00:52:14
في مهم النص في فهم النص باجتماعها يتحقق الاعتدال والعدل الاصل الثاني الاقتداء الاصل الثاني بعد التسليم لامر الله ورسوله الاقتداء والمقصود بالاقتداء ان الله سبحانه وتعالى ترعى لعباده ان يقتدوا بالصالحين وائمة الدين - 00:52:37
لا لنقص في خطاب الشريعة لا لنقص في كتاب الله او سنة نبيه وحاشاهما عن ذلك وانما ليحصل الفهم على وجهه الصحيح والاقتداء سنة من سنن الانبياء اذا وقعت على وجه من العلم والمعرفة - 00:53:12
وبعدت عن التعصب والغلو والزيادة في قدرها فانها اذا كانت على الرتبة الحسنة سميت اقتداء وهي من شعائر الانبياء كما قال الله جل وعلا لنبيه اولئك الذين هدى الله فبهداهم واقتدي - 00:53:34
وتأسى نبينا صلى الله عليه وسلم باخوانه من الانبياء في موارد من سنته وصارت من سنته ومن سنة اخوانه من الانبياء والمرسلين والذين امر الله الاقتداء بهم في هذه الامة - 00:53:54
هم السابقون الاولون من المهاجرين والانصار فلا يخرج عن منهجهم وعن طريقتهم بما اوجب الله من هذا الحكم في قوله والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رظي الله عنهم ورضوا عنه - 00:54:11
فجعل الخبر هو اخباره انه رضي عنهم ورضوا عنه فاثنى عليهم وهو جل وعلا لا يعطي هذا المقام الاشرف الذي هو مقام الرضا منه وهو اعظم مقامات الكرامة كما قال سبحانه ورضوان من الله اكبر - 00:54:33
لا يكون هذا المقام الا لمن جمع العلم والعمل الا لمن حقق العلم والعمل. فلما قال عن السابقين الاولين رضي الله عنهم ورضوا عنه دل على انهم محققون للعلم والعمل - 00:54:55
وشرع الاقتداء بهم قال والذين اتبعوهم باحسان وهو معنى قوله سبحانه وتعالى ومن يشاكس الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوليه ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا - 00:55:12
وهذه الاية افادت ان ثمة تلازما هذه الاية افادت ان ثمة تلازما بين هدي النبي صلى الله عليه وسلم وسبيل المؤمنين فان المؤمنين لا يجمعون على خلاف هدي نبيهم صلى الله عليه وسلم - 00:55:33
ولهذا كانت اصول الاستدلال عند ائمة السنة من اهل الفقه والحديث التي اجمعوا عليها الكتاب والسنة وايه والاجماع فما كان اجماعا في المسائل او اجماعا في طرق الاستدلال لا يصح الخروج عنه - 00:55:53
بطرق مبتدعة او بادلة مبتدعة او باحكام مبتدعة كتعظيم اصل الاقتداء وان كان يحتاج الى بسط وبيان لكن المقام هنا هو مقام اقتصاد واجمال تحقيق هذه الفريضة وهذه الشعيرة بعد الشعيرة الشريفة الاولى التي هي اشرف - 00:56:15
المقاصد والاصول شعيرة التسليم لله ولرسوله معرفة واخلاصا تحقيق الاقتداء الاقتداء بهدي الصحابة رضي الله عنهم ومن اتبعهم والذين اتبعوهم هم من كان على طريقتهم من علماء المسلمين وهؤلاء متسلسلون في التاريخ - 00:56:40
ولا تزال هذه الامة باقية على هذا الاصل لائمة السنة الذين نقلوا هدي الصحابة رضي الله تعالى عنهم من الفقهاء والمحدثين واصحاب العبادة من فضلاء العباد والصالحين والاصل في عامة المسلمين - 00:57:04
في العوام انهم على هذه الطريقة بخلاف الطرق الاخرى فانها طرق مخالفة لاصل الهدي قريبي الادراك ولهذا لا يستطيعها في كثير من الاحوال العامة حتى يصرفوا اليها صرفا فان الطريقة التي عليها اهل السنة هي الطريقة المناسبة للفطرة - 00:57:28
لانها هي هدي النبي صلى الله عليه وسلم اذا الاصل الثاني الاقتداء بمن شرع الله الاقتداء به اقتداء معتدلا لا يقود الى التعصب ولا يقود الى الغلو في شأنهم ولهذا يتسع الاختلاف مع اختلافهم - 00:57:54
ولا يكون قول احدهم عن الصحابة حجة بل يكون قول بعضهم مما يستأنس به اذا اقتضاه الدليل او كان قولا لجمهورهم او لم يعرف له مخالف كما هو معروف في تفاصيل الاستدلال في مسائل الاصول - 00:58:17
وحتى من اطلق منه العلماء والفقهاء واهل الاصول ان قول الصحابي حجة عند طائفة لا يريدون به ان كل قول يكون حجة فان هذا لم يقل به امام والا لصار الصحابي - 00:58:37
مشرعا وهذا نقيل به فانهم ليسوا معصومين عن الخطأ بل يصيبون ويخطئون ولكن لهم هدي ذكره الله في القرآن وشرع الابتداء به وهذا الهدي ليس منفكا عما جاء في كتاب الله وسنة نبيه - 00:58:52
بل اذا نظرت اليه حتى من جهة النظر العقلي بان لك ان ما هاتف الخبر او في الامر هو مقدمة وما عليه الصحابة يكون نتيجة فهو اتصالا وليس امتياز وليس امتيازا وانفكاكا اما في كتاب الله - 00:59:11
ولهذا جمع في الاية بمقام واحد في قوله ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين وهما متلازمان من جهة القبول او من جهة الترك - 00:59:29
هذا الاصل الثاني. الاصل الثالث نعم من ثغر الاذان اذا الاصل الاول التسليم الاصل الثاني الاقتداء الاصل الثالث الاقتداء بهدي الصحابة ومنهجهم الاصل الثالث الجمع بين العقل والنقل وانما يذكر هذا - 00:59:46
وان كان متضمنا في خطاب الله ورسوله لكن تراه في زمن الصحابة لما لم يقم سبب لتمييزه ما سمي على هذا التمييز لكن اذا نظرنا كتاب الله وجدنا ان كتاب الله خاطب العقول - 01:00:19
ولم يخاطب المؤمنين وحدهم بل خاطب جميع المكلفين. اليس كذلك وانما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم قبل ان يؤمن به احد ابتداء نزوله وخاطب به وهو حجة على العباد مؤمنهم - 01:00:37
وكافرهم وليس خطاب الله في كتابه في القرآن كما قال كثير من علماء النظر من غلاة النظارة الذين قالوا ان القرآن مجرد خطاب خبري محض مبني على صدق المخبر بل تضمن خبرا - 01:00:54
مبني على صدق المخبر ونبوته او على صدق المخبر في كتاب الله من كلام الله سبحانه وتعالى وتضمن القرآن ما هو خطاب عقلي وانت ترى ان الله سبحانه وتعالى امر بتوحيده - 01:01:12
وعبادته وحده لا شريك له ولكن جاء خطاب عقلي في تقرير هذه المسألة بمثل قول الله ظرب لكم مثلا من انفسكم هل لكم مما ملكت ايمانكم من شركاء فيما رزقناكم - 01:01:31
فأنتم فيه سواد تخافونهم كخيفتكم انفسكم هذا خطاب عقلي قال الله تعالى في البعث لما اعترض رجل على مسألة البعث بشبهة عقلية قال الله تعالى وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم - 01:01:47
قل يحييها الذي انشأها اول مرة وهو بكل خلق عليم الى غير ذلك مما لا يتسع المقام للتفصيل فيه ان القرآن تضمن من الحصائد العقلية التي يتحقق بها تمام المعرفة - 01:02:08
وهي كما ذكر الامام ابن تيمية هي الامثلة المضروبة في القرآن هي الامثلة المضروبة في القرآن في مثل قوله ضرب لكم مثلا من انفسكم وظرب لنا مثلا ونسي خلقه فهذا التحقيق عند اهل السنة والجماعة لمقام الشرع والعقل - 01:02:27
به برئوا من ضلالتين ومن خطأين الخطأ الاول من جعل ثمة ممانعة بين دليل العقل ودليل النقل كما سار ذلك وشاع ذلك في طوائف علماء الكلام الذين جعلوا ثمة تمانع بين الدليل العقلي - 01:02:48
وبين الدليل النقلي بين دليل العقل ودليل السمع كما يسمونه ونتج عن هذا التمانع عندهم تأويل النصوص فقسم الدين الى ظاهر والى مؤول قسم الى ظاهر والى مؤول وهذه من البدع التي عرضت في تاريخ المسلمين - 01:03:12
فان الدين ليس له اسمان متقابلان احدهما ظاهرا والاخر مؤول او ظاهر وباطن كما عند الباطنية الذين جعلوا للدين ظاهرا وجعلوا له باطنا من باطنية الصوفية او غير هذا او من - 01:03:37
من جعل للدين ظاهرا وتقويلا كما في طرق مدارس المتعلمين فاذا برئوا من هذا الخطأ الذي هو جعل ممانعة ومنازعة بين العقل والنقل وبرئوا من الخطأ الثاني الذين ابطلوا المعنى العقلي - 01:04:00
مطلقا واعرضوا عنه مطلقا كما جاء في بعض طرق الصوفية حتى لو صارت بعض الافعال عندهم من الخرافة التي لا معنى لها فلم ينازعوا الكتاب والسنة بالعقل اعني اهل السنة - 01:04:24
ولم يسقطوا مقام دليل العقل ولكن دليل العقل ليس دليلا مستقلا بنفسه بل يكون تحت هيمنة الشريعة والا فان فاضل النظر هو مما اثني عليه في الشريعة ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه لابن عباس اللهم فقهه في الدين - 01:04:44
وفقهه في الدين هو فاضل من النظر وانت تعرف ان العقل اذا ذهب سقط مقام التكليف وما ذكر في القرآن على سبيل الذم لكن ادعى طوائف من علماء الكلام وعلماء النظر - 01:05:14
ادلة سموها عقلية وهي ليس كذلك سموها حقائق وهي شبهات فاضلوا بها او ضلوا بها واضلوا والا فان الحقائق العقلية الصحيحة لا تنازع ما اخبرت به الرسل من الحقائق الشرعية - 01:05:34
ولهذا لما صنف الامام ابن تيمية رحمه الله مصنفه في هذا سماه درء تعارض العقل والنقل ما قال تقديم النقل على العقل وانما قال درء التعارض بين العقل والنقد درء تعارض العقل والنقل اي ليس ثمة تمانع - 01:05:59
بين الدليل العقلي الصحيح وبين ايش دليل النقل الصحيح فمن قال بعقله دليل خالف الشرع علم انه عقل فاسد وانه ليس دليلا عقليا صحيحا بل يكون وهما وبنا كما قال الله تعالى ان يتبعون الا الظن لا يكون علما - 01:06:20
فاذا برئ اهل السنة من بدعة التأويل ومن بدعة الظاهر والباطن ومن بدعة الخرافة في بعض اوجه الافعال وصاروا في عبادتهم على عبادة مستقيمة ولهذا الشريعة لم تتضمن وجها من غير المناسبة وتفرغ عن هذا انهم لما نظروا - 01:06:44
حتى في مفصل الشريعة وان كان هذا النظر لا يلزم اختصاصه بهم فليشاركهم كثير من الطوائف في هذا جعلوا الشريعة معللة اليس كذلك ومن هنا قامت الادلة التي تناسب تحليل الشريعة - 01:07:12
بالاستدلال على فروعها كدليل القياس فانه لولا تعليل الشريعة ما قام دليل القياس. اليس كذلك فانه الحاق فرع باصل لعلة جامعة بينهما وقام على تعليم الشريعة دليل الاستحسان فانه في بعض اوجهه عدول عن القياس الجلي الى القياس الخفي - 01:07:28
فاذا حسن الجمع بين العقل والنقل لان الضلالة في هذه المسألة والخطأ في هذه المسألة مسألة العقل والنقل هي من ادق المسائل التي حصل وتفرغ عنها كثير من النزاع والاختلاف - 01:07:52
فسموا الادلة الكلامية التي اصل مادتها مادة البلسمة سموها عقليات ولوهميات وليست عقليات ان العقل الصحيح هو مناط التكليف اليس كذلك والكفار اذا وافوا ربهم يوم القيامة قالوا وقالوا لو كنا قال الله عنهم وقالوا - 01:08:10
لو كنا نسمع او نعقل ما كنا في اصحاب السعير وهذا على كل تقدير اصل له تفصيل لكن يشار الى ان منهج اهل السنة حسن الجمع بين دليل العقل والنقل وان كان النقل والشرع مهيمنا - 01:08:31
والعقل لا يستقل الاصل الرابع النظر الصحيح وهو الفقه في الاسم الشرعي فانهم سلموا واقتدوا واحسنوا الجمع بين العقل والنقل واستعملوا مقام الفقه الصحيح الاصل الرابع من الاصول التي تجمع منهج اهل السنة بفهم النص - 01:08:48
قصر الحكم وهذا الفقه او النظر الصحيح مقامات المقام الاول تمييز الاصول عن الفروع تميزوا اصول الدين التي هي اصول الدين في كتاب الله وسنة نبيه ولم يجعلوا في اصول الدين ما ليس منها - 01:09:29
بالاصول الدين عندهم هي الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره اصول الدين عندهم هي اصول العدل واصول الشريعة قواعد التشريع الكلية كل هذا في اصول الدين - 01:09:56
وميزوا الفروع ولهذا لم يختلفوا في اصل لم يختلفوا في اصل لا في مقدمات الاستدلال ومنهج الاستدلال في الاصول ولا هنا في ايش في الاحكام نفسها وما اختلفوا في دليل من الادلة هل يستدل به في اصول الدين او لا يستدل به في اصول الدين؟ اجمعوا ان اصول الدين - 01:10:13
محكومة بالكتاب والسنة والاجماع بخلاف مسائل الفروع فانه عرض عندهم اختلاف في المقدمات وفي النتائج فانت ترى الفقهاء اختلفوا في كثير من المسائل اليس كذلك واذا رجعت الى هؤلاء الفقهاء وجدت انهم ائمة ونقل الخلاف عن الصحابة في مسائل كثيرة - 01:10:39
من مسائل الفروق واختلفوا في المقدمات اي في الادلة الثانية التي تسمى في الاصول الادلة المختلف فيها فاذا المقام الاول تمييز الاصول عن الفروع. فلم يدخله في اصول الدين ما ليس منها - 01:11:04
بخلاف الطوائف المخالفة ادخلت في اصول الدين ما ليس منه ومنهم من جعل العصمة من اصول الدين لامام من الائمة او لجملة منهم من جعل من اصول الدين تأويل الصفات مثلا - 01:11:22
ومنهم من جعل من اصول الدين المخالفة في اهل الكبائر الى اخره فاهل السنة هم اثبت الطوائف تحقيقا لاصول الدين التي بعث بها الرسول صلى الله عليه وسلم واجمعوا عليها ولم يختلفوا فيها - 01:11:39
وصار لهم الفقه الشريف وتحقيق الفقه الشريف في مسألة تمييز الاصول عن الفروع بخلاف الطوائف الاخرى فانهم وان اصابوا في مقامات وابواب الا انه فاتهم تحقيق هذا التمييز فادخلوا في الاصول ما ليس منه - 01:11:55
فاضطربت اصولهم على هذا الاعتبار المقام الثاني حسن تحقيقهم لتسمية الادلة فما ادخلوا في الادلة ما ليس منها بل جعلوا الدليل هو الكتاب والسنة وهذا يقتصد عليه ويقتصر عليه في مسائل الاصول - 01:12:15
ونتيجته الاجماع. ولهذا من قال منهم الدليل هو الكتاب والسنة او قال الدليل هو الكتاب والسنة والاجماع في الاصول في الحقيقة واحدة فان الاجماع نتيجة في حقيقته للحكم الذي استفاض بالكتاب والسنة حتى اجمع عليه - 01:12:48
ولما نظروا فروع الدين جاؤوا بادلة سميت بعد ذلك باسماء ولكنها عند التحقيق راجعة الى الكتاب والسنة كدليل القياس عند الجمهور الذي يحتج به او دليل الاستصحاب او المصلحة المرسلة او ما الى ذلك. فهذه الادلة - 01:13:09
من صححها من اهل الاجتهاد وائمة الاجتهاد فانه ما قال بتصحيحها الا لانها متصلة بدليل الكتاب والسنة والا لو قدر انفكاكها انفكاكا تاما فانك ترى في كتاب الله ان الدين - 01:13:35
في جميع موالده يرد الى حكم الله ورسوله فالقياس عند التحقيق وجه من الرد الى هدي النبي صلى الله عليه وسلم. ولهذا سموه لهذه التسمية الحاق الفرع الاصل من علة الجامعة بينهما - 01:13:57
وقد قال الله تعالى افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا هذا دليل المقام الثالث اذا المقام الاول تمييز الاصول عن الفروع المقام الثاني - 01:14:14
تحقيقهم في تسمية الادلة وتعيين الادلة المقام الثالث تحقيقهم في ترتيب الادلة تحقيقهم في ترتيب الادلة واوجه ذلك مفصلة لا يكفي المقام لنشر فيها او لبحث مفصل فيها المقام الرابع - 01:14:34
حسن تحقيقهم لبيان النصوص وهذا مبني على لغة العرب فهم عنوا لضبط الدلالات التي هي اختراع اللغة وان كان هذا كما اشرت سابقا لا يختص بهم ولكنهم اجود الطوائف تحقيقا لهذا - 01:15:07
ولهذا اذا نظرت تاريخهم وجدت ان ائمة الحديث الكبار وائمة الرواية الكبار وائمة الفقه الكبار وائمة الاستنباط الكبار هم من كان على هذا الهدي على هدي اهل السنة والجماعة الائمة الاربعة في الفقه - 01:15:32
وكالعين مع الستة في الحديث او التسعة في الحديث وغيرهم وكذلك غيرهم من اهل العلم من الفقهاء والمحدثين فهذه الاصول التي تجمع ذلك ثم خاتمة في اخلاقهم وهي انهم يتبعون العدل - 01:15:50
الذي شرعه الله سبحانه وتعالى ولهذا قال الامام ابن تيمية رحمه الله ومن هديهم ترك الاستطالة على الخلق بحق او بغير حق ولا يفتاتون في دين الله ما لم يأذن به الله - 01:16:20
لا يقولون في دين الله ما لم يأذن به الله ولا يفتاتون على الشريعة في الاقوال ولا يعطلون مقام الاستنباط والنظر فليجمعون هذه الاصول جمعا وهذا هو الفقه الذي قال فيه النبي صلى الله عليه واله وسلم كما في الصحيح وغيره من يرد الله به خيرا - 01:16:44
تفقهه في الدين اذا هذه الاصول وخاتمتها الاخلاقية يا جماعة الهدي والمنهج عند اهل السنة والجماعة في فهم النص الذي فات الطوائف الاخرى وان كان لا يلزم كما اشرت حتى يكون الكلام - 01:17:11
على مقام العدل لا يلزم ان يكون فاتهم اصل مادة هذه الاصول من كل وجه وانما فاتهم التحقيق والتحقيق درجاته الى اوجه من البدعة او الضلالة او الخطأ هذه مقامات - 01:17:31
معروفة فان المخالفين ليسوا درجة واحدة كما هو معروف ومنهم من اهل البدع المغلظة ومنهم دون ذلك والبدعة تكون في مقامات من الاقوال والافعال والعقائد والتصفيقات والتصورات فإذا هذه هي الأصول - 01:17:49
التسليم الاقتداء الجمع بين العقل والنقل وما نتج عنه من البعد عن تقسيم الدين الى ظاهر ومأول او ظاهر وباطن او البعد كذلك عن الخرافة التي دخلت على بعض الطوائف في افعالهم وتصرفاتهم وارائهم - 01:18:14
وانضبط منهج الاستدلال والاستنباط الفقه والنظر وهو مقامات مقام تمييز النص افضل مقام تمييز الاصل عن الفرع مقام تسمية الادلة ثلاثة مقام ترتيب الادلة اربعة مقام بيان الادلة على مقتضى لغة العرب فان القرآن نزل بلسان - 01:18:34
عربي مبين ثم خاتمة بهذه الاصول وهي العدل وهي حاتمة اخلاقية من الشرائع التي شرعها الله وامر بها فهم يبتغون مقام العدل والاعتدال والوسطية في هديهم ولهذا هم بعيدون عن الغلو - 01:18:59
كما انهم بعيدون عن الجفاء في ارائهم واقوالهم وتصرفاتهم. هذا هو الهدي الواجب شرعا هذا هو الهدي الواجب شرعا من حيث هو ماهية علمية من حيث وما هي علمية وان كان اهل التكليف يكفرون في تحقيق هذه المقامات - 01:19:20
كما قال الله تعالى ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفى ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات فهذه المقامات تأتي على هذا الوجه تأتي على هذا - 01:19:42
الوجه من تحقيقها او نقص تحقيقها نسأل الله سبحانه وتعالى في اسمائه وصفاته ان يجعلنا ممن امن به وصدق المرسلين واتبع هدي سيدهم وامامهم نبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم. اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول - 01:20:02
لا يستمعون احسنها اللهم وفقنا واياكم الى كل خير واجعلنا هداة مهتدين اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك الصالحين اللهم اجمع كلمة المسلمين على الهدى على كتاب الله وعلى سنة نبيه صلى الله عليه وسلم. اللهم اجمع قلوب المسلمين على ما بعثت به - 01:20:25
نبيك من الهدى ودين الحق اللهم وفق ولاة امورنا لكل خير واجعلهم هداة مهتدين وانصر بهم الملة والدين. اقول قولي هذا ونستغفر الله لي ولكم - 01:20:47