باحث

امس احد الاخوة طلب مني ان اذكر وجه الصلة بين آآ علم الاصول وعلم القلوب او قال كيف نجمع بين علم الاصول وعلم القلوب وهذا سؤال مهم ولعلنا تحدثنا عنه في قبل عشرة ايام عندما تكلمنا عن - 00:00:00ضَ

علم الدلالات وقلنا انه يرتبط بالقرآن الكريم كل دلالة لها ارتباط باية من ايات القرآن الكريم الله تبارك وتعالى قال في محكم التنزيل كلوا واشربوا هنيئا بما اسلفتم في الايام الخالية - 00:00:32ضَ

ماذا قلنا عن هذه الاية الاخوة الذين كتبوا معنا الفوائد ماذا قلنا عن فوائد هذه الاية قلنا هذه الاية في احوال القلوب وفي الدعوة الى الاستعداد ليوم المعاد ولها علاقة - 00:01:03ضَ

بعلم اصول الفقه لاحظوا كلوا واشربوا هنيئا بما اسلفتم في الايام الخالية استدل بها علماء الاصول على ماذا ان فيها دلالة على اثبات الاسباب وهي تأكيد على قاعدة الحكمة والتهليل عند اهل السنة والجماعة - 00:01:35ضَ

واضح فالعلاقة بين اعمال القلوب وبين علم الاصول علاقة قوية لكن ايهما يقدم علم احوال القلوب ام علم الاصول سنجيب عن هذا السؤال بعد ان نتعرف على معنى قول الناظم في عقد الاشعري وفقه مالك وفي طريقة الجنيد السالك - 00:02:15ضَ

هذا قاله عبد الواحد ابن عاشر صاحب المنظومة رحمة الله عليه طبعا هذه المنظومة فيها ملاحظات عقدية. وهي مفيدة كل علم تحصله فاستفدت منه ان كان عليه ملحظ فاجتنبه وان كان - 00:03:01ضَ

لا ملحظ عليه فخذ الثمرة منه مشمر عن العلوم معاشر الاحبة تنقسم الى الى قسمين علوم الالة وعلوم المقاصد وبعضهم يقول علوم الالة وعلوم الغاية وحتى يجمع الطالب بين علم الاصول وبين علم احوال القلوب - 00:03:31ضَ

يتعين عليه ان يجعل القرآن الكريم ملازما له كل يوم لان العلماء يقولون القرآن الكريم يسبق علوم الالة وعلوم الغاية يقرأ من القرآن او يحفظ من القرآن ما يتيسر له - 00:04:05ضَ

فان ظبطه كله اول ما يتيسر له فان هذا يجعله يتهيأ لعلوم الالة ثم لعلوم الغاية او علوم المقاصد ولهذا تجد ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يجمع للصحابة رضي الله عنهم - 00:04:36ضَ

بين علم فقه القلوب وعلم الاحكام يعني يزاوج بين علم احوال القلوب وبين علم الاحكام. علم الاصول او علم الاحكام يتناول الفقه والاصول هذا ما يتعلق بالادلة والاحكام وقواعد الاستنباط - 00:05:11ضَ

اما علم واحوال القلوب هذا يقصد به الرقائق والمواعظ القلبية وتزكية النفس وكان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع بين العلمين في كثير من الاحيان لكن اهل العلم يقولون اشترطوا - 00:05:49ضَ

لمن اراد ان يجمع بين العلمين علمي احوال القلوب وعلم الاحكام او علم الاصول اشترطوا له اذا اراد ان يجمع بينهما يشترط له شرطان. الاول ان تكون له خلوة مع ربه - 00:06:24ضَ

يعني يخصص في اليوم ربع ساعة او نصف ساعة او ساعة يختلي فيها بربه مثل قيام الليل او صلاة الضحى بشرط المداومة على ذلك لماذا لماذا يفعل هذا حتى يفرق حتى يفرغ قلبه وذهنه - 00:06:52ضَ

لمناجاة الله تبارك وتعالى والتضرع باسمائه الحسنى وحتى يقوي الصلة بربه سبحانه وتعالى والله تبارك وتعالى يقول ومن تزكى انما يتزكى لنفسه اي ان التمر من الانسان لنفسه مهما تعلمت من العلوم - 00:07:32ضَ

ومهما حفظت من المسائل فلن يبقى لك الا ما زكيت به نفسك احفظ هذا الاصل والله تبارك وتعالى يقول وان تدعو مثقلة الى حملها لا يحمل منه شيء فالانسان ليس له الا ما قدم - 00:08:12ضَ

من عمل صالح او من قربى تقرب بها. فهذه الخلوة هي التي تعينك الى تعلم الاحكام وتعلم الاصول وتعلم الفقه والشرط الثاني ان تذاكر اجمل اصول من حفظك هو ليس من كتابك - 00:08:40ضَ

لماذا لانك اذا عاهدت هذا العلم او تعاهدت هذا العلم في صدرك فانك تستطيع ان تجمع بين علمي احوال القلوب وبين علم الاصول في سائر اوقاتك لانه لو حصل لك مانع - 00:09:11ضَ

ولم تجد كتابا فانك وربما لا تجد لذة عند المناجاة ولا تستطيع مراجعة ما تعلمته فعود نفسك على العناية بهذا الاصل ان تكون لك خلوة مع ربك هو ان تكون لك مذاكرة من حفظك - 00:09:39ضَ

واضح يا مشايخ ولهذا كان بعض اهل العلم في وصول طلابهم بان يكثر الطالب من قراءة القرآن واطالة النظر فيه حتى يناله من التوفيق والتشتيت ما يجعل العلوم تلين له وتدنو منه - 00:10:13ضَ

كالاصول والفقه والحديث والمعتقد وغيرها من علوم المقاصد ولهذا كان الضياء المقدسي رحمه الله تعالى يقول اوصاني شيخي ان اكثر من قراءة القرآن والا اتركه فانه يتيسر لك الذي تطلبه على قدر ما تقرأ - 00:10:57ضَ

وقد وجد ذلك قال فكنت اذا اكثرت من القراءة يتيسر لي من الحديث وكتابته ما لا يتيسر اذا قللتم من القراءة لماذا يا معاشر الاحبة لان القرآن يعين على ضبط علوم الالة - 00:11:36ضَ

وعلوم الغاية يعين على ضبطهما على ضبط العلمين او القسمين ويعين على حفظ هذه العلوم ولهذا لو تأملت في علم الاصول في اخر ابواب علم الاصول تجد ان مقاصد الدين - 00:12:01ضَ

كم كم يا مشايخ مقاصد التين مقاصد التين خمسة حفظ الدين او مقاصد الشريعة حفظ الدين والنفس والمال والعرض والعقل. هذه مقاصد الشريعة او الضرورات الخمس ان تحفظ الدين وتحفظ النفس - 00:12:29ضَ

وتحفظ المال وتحفظ العرض وتحفظ وكلها تعود الى القرآن كل هذه الضرورات مفاتيحها في القرآن ولهذا ابن القيم ابن القيم الجوزية رحمة الله عليه عندما صنف كتابه الداء والدواء ملأه بالاحكام القلبية - 00:13:01ضَ

والاحكام الاصولية والفقهية. لماذا حتى يجمع الطالب بين حفظ قلبه وحفظ دينه وكذلك ابن تيمية رحمة الله عليه دائما في الفتاوى او في الكتب الاخرى الرسائل والمجاميع يجمع بين هذين العلمين - 00:13:33ضَ

بين علم احوال القلوب وبين علم الاصول ولو تأملت سيرة الائمة الاربعة مالك واحمد والشافعي وابو حنيفة رحمة الله عليهم جميعا تجد انهم اعتنوا بهذين العلميين ولا عل في هذا كفاية والله اعلم واحكم - 00:14:01ضَ

وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه وسلم - 00:14:28ضَ