قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى الاقرار بالخالق وكماله يكون فطريا ضروريا بحق من سلمت فطرته وان كان مع ذلك تقوم عليه الادلة الكثيرة وقد يحتاج الى الادلة عليه كثير من الناس - 00:00:01
عند تغير الفطرة واحوال تعرض لها وقال ايضا رحمه الله ليس في الرسل من قال اول ما دعا قومه انكم مأمورون بطلب معرفة الخالق اي معرفة وجود الخالق فانظروا واستدلوا حتى تعرفوه - 00:00:25
فلم يكلفوا اولا بنفس المعرفة ولم يكلفوا بالادلة الموصلة الى المعرفة اذ كانت قلوبهم تعرفه وتقر به وكل مولود يولد على الفطرة. لكن عرض للفترة ما غيرها والانسان اذا ذكر ذكر ما في فطرته - 00:00:50
ولهذا قال الله تعالى في خطابه لموسى وهارون عليهما السلام فقولا له قولا لينا لعله يتذكر ما في فطرته من العلم لعله يتذكر يعني يتذكر ما في فطرته من العلم الذي به يعرف ربه - 00:01:13
ويعرف انعامه عليه واحسانه اليه وافتقاره اليه فذلك يدعوه الى الايمان انتهى كلام شيخ الاسلام رحمه الله تعالى ومع كون وجود الله عز وجل ضروريا الا ان جمهور المتكلمين اعتقدوا انه من الامور النظرية - 00:01:35
التي لابد من اقامة الدليل على صحتها مع ان من كبار المتكلمين من وافق السلف في كون معرفة الله فطرية ضرورية كالشهرستاني الذي قال فما عدت هذه المسألة من النظريات التي يقوم عليها برهان فان الفطر الانسانية شهدت بضرورة فطرتها - 00:01:59
وبديهة فكرتها على صانع حكيم عالم قدير يقول مع كوني وجود الله عز وجل ضروريا. الا ان جمهور المتكلمين اعتقدوا انه من الامور النظرية التي لابد من اقامة الدليل على صحتها - 00:02:26
وهذا الاعتقاد غير صحيح وهو مخالف لمقتضى دلالات النصوص ولما يجده صاحب العقل السليم من ضرورة التسليم بوجوده تعالى ولهذا فالقرآن الكريم لم يجعل قضية وجود الله عز وجل محل بحث - 00:02:49
بل كان يتحدث عنها على انها قضية بديهية يقيم عليها ادلته في اثبات استحقاق الله تعالى للعبادة وبطلان عبادة من سواه ويلزم المعاندين باعترافهم بوجود الله بما يقتضيه ذلك الاعتراف - 00:03:12
فمحصل جهدي المتكلمين في قضية اثبات وجود الله تعالى هو انهم حاولوا اقامة الدليل على صحة امر ضروري وهذا فيه تضييع للوقت واتعاب للنفس ومن مظاهر اتعاب النفس عندهم ومحاولتهم الاستدلال للامور الضرورية - 00:03:34
ادعاء المتكلمين ان حدوث العالم من الامور النظرية وقصدوا الى اقامة الدليل على حدوثه فذكروا تلك المقدمات وغفل هؤلاء عن ان حدوث العالم من القضايا الضرورية التي تعلم بالمشاهدة والحس - 00:04:01
ولا يحتاج الى اقامة البراهين على صحتها وهذا الخلل نبه عليه ابن تيمية في مواطن من كتبه واعتمد عليه في ابطال دليل الحدوث وبيان عدم جدواه وفي هذا يقول لما ذكر قصد المتكلمين الى اثبات حدوث العالم - 00:04:23
واما المقدمة الاولى وهو ان الانسان والثمار والمطر والسحاب ونحو ذلك محدث فهذه مقدمة معلومة بالمشاهدة والضرورة ويقول ايضا حدوث الحيوان والنبات والمعدن ونحو ذلك. وحدوث اوائل ذلك كالنطفة والبيضة وطاقة الزرع - 00:04:45
ونحو ذلك امر مشهود معلوم بالحس والضرورة وهذا المعنى كرره ابن تيمية كثيرا ومن يتأمل طريقة القرآن يجد انه قد استدل بحدوث العالم على وجود محدثه ولم يركز على اثبات حدوثه - 00:05:10
يعني القرآن لم يركز على حدوث العالم لكنه استدل بحدوث العالم على وجود محدثه فلم يركز على اثبات حدوثه لانه من الامور الضرورية فالقرآن يفرق اذا بين الاستدلال بحدوث العالم - 00:05:31
والاستدلال على حدوث العالم الطريقة المذكورة في القرآن هي الاستدلال بحدوث الانسان وغيره من المحدثات المعلوم حدوثها بالمشاهدة ونحوها على وجود الخالق سبحانه وتعالى فحدوث الانسان يستدل به على المحدث - 00:05:52
لا يحتاج ان يستدل به على حدوثه بمقارنة التغير او الحوادث له ووجوب تناهي الحوادث والفرق بين الاستدلال بحدوثه والاستدلال على حدوثه بين والذي في القرآن هو الاول لا الثاني. يعني الاستدلال - 00:06:18
بحدوث العالم وليس الاستدلال على انه حادث والعلم بحدوث هذه المحدثات علم ضروري لا يحتاج الى دليل وذلك معلوم بالحس او بالضرورة اما باخبار يفيد العلم الضروري او غير ذلك من العلوم الضرورية - 00:06:38
فهؤلاء المتكلمون خلطوا بين الاستدلال بالشيء والاستدلال على الشيء فكانوا بذلك مخالفين لطريقة القرآن في اقامة براهينه وفي تحديد مواطنها ايضا ومن مظاهر ارهاق انفسهم وتبديد طاقتهم العقلية في محاولة الاستدلال على الضروري - 00:06:58
محاولتهم اقامة الادلة على ان الحادث لابد له من محدث وهي من القضايا الضرورية التي لا تحتاج الى شيء من ذلك ولهذا سلم بعضهم بضرورتها يقول ابن تيمية في بيان ضرورة هذه القضية كون الحادث - 00:07:23
يحدث نفسه من غير محدث يحدثه من ابين الامور استحالة في فطر جميع الناس والعلم بذلك مستقر في فطر جميع الناس حتى الصبيان حتى ان الصبي اذا رأى ضربة حصلت على رأسه - 00:07:44
قال من ضربني من ضربني وبكى. حتى يعلم من ضربه واذا قيل له ما ضربك احد او هذه الضربة حصلت بنفسها من غير ان يفعلها احد لم يقبل عقله ذلك - 00:08:03
وهو لا يحتاج في هذا العلم الفطري الذي جبل عليه الى ان يستدل عليه بان حدوث هذه الضربة في هذه الحال دون ما قبلها وما بعدها لابد له من مخصص - 00:08:20
بل تصور هذا فيه عسر على كثير من العقلاء ومع كون هذه القضية ضرورية فقد اتعب كثير من المتكلمين انفسهم في الاستدلال عليها فكانوا بذلك مخالفين لطريقة العقلاء في بناء ادلتهم - 00:08:36
وهذا الكلام مأخوذ بتصرف من بحث الخلل المنهجي في دليل الحدوث للاستاذ سلطان العميري المنشور بمجلة التأصيل - 00:08:58
التفريغ
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى الاقرار بالخالق وكماله يكون فطريا ضروريا بحق من سلمت فطرته وان كان مع ذلك تقوم عليه الادلة الكثيرة وقد يحتاج الى الادلة عليه كثير من الناس - 00:00:01
عند تغير الفطرة واحوال تعرض لها وقال ايضا رحمه الله ليس في الرسل من قال اول ما دعا قومه انكم مأمورون بطلب معرفة الخالق اي معرفة وجود الخالق فانظروا واستدلوا حتى تعرفوه - 00:00:25
فلم يكلفوا اولا بنفس المعرفة ولم يكلفوا بالادلة الموصلة الى المعرفة اذ كانت قلوبهم تعرفه وتقر به وكل مولود يولد على الفطرة. لكن عرض للفترة ما غيرها والانسان اذا ذكر ذكر ما في فطرته - 00:00:50
ولهذا قال الله تعالى في خطابه لموسى وهارون عليهما السلام فقولا له قولا لينا لعله يتذكر ما في فطرته من العلم لعله يتذكر يعني يتذكر ما في فطرته من العلم الذي به يعرف ربه - 00:01:13
ويعرف انعامه عليه واحسانه اليه وافتقاره اليه فذلك يدعوه الى الايمان انتهى كلام شيخ الاسلام رحمه الله تعالى ومع كون وجود الله عز وجل ضروريا الا ان جمهور المتكلمين اعتقدوا انه من الامور النظرية - 00:01:35
التي لابد من اقامة الدليل على صحتها مع ان من كبار المتكلمين من وافق السلف في كون معرفة الله فطرية ضرورية كالشهرستاني الذي قال فما عدت هذه المسألة من النظريات التي يقوم عليها برهان فان الفطر الانسانية شهدت بضرورة فطرتها - 00:01:59
وبديهة فكرتها على صانع حكيم عالم قدير يقول مع كوني وجود الله عز وجل ضروريا. الا ان جمهور المتكلمين اعتقدوا انه من الامور النظرية التي لابد من اقامة الدليل على صحتها - 00:02:26
وهذا الاعتقاد غير صحيح وهو مخالف لمقتضى دلالات النصوص ولما يجده صاحب العقل السليم من ضرورة التسليم بوجوده تعالى ولهذا فالقرآن الكريم لم يجعل قضية وجود الله عز وجل محل بحث - 00:02:49
بل كان يتحدث عنها على انها قضية بديهية يقيم عليها ادلته في اثبات استحقاق الله تعالى للعبادة وبطلان عبادة من سواه ويلزم المعاندين باعترافهم بوجود الله بما يقتضيه ذلك الاعتراف - 00:03:12
فمحصل جهدي المتكلمين في قضية اثبات وجود الله تعالى هو انهم حاولوا اقامة الدليل على صحة امر ضروري وهذا فيه تضييع للوقت واتعاب للنفس ومن مظاهر اتعاب النفس عندهم ومحاولتهم الاستدلال للامور الضرورية - 00:03:34
ادعاء المتكلمين ان حدوث العالم من الامور النظرية وقصدوا الى اقامة الدليل على حدوثه فذكروا تلك المقدمات وغفل هؤلاء عن ان حدوث العالم من القضايا الضرورية التي تعلم بالمشاهدة والحس - 00:04:01
ولا يحتاج الى اقامة البراهين على صحتها وهذا الخلل نبه عليه ابن تيمية في مواطن من كتبه واعتمد عليه في ابطال دليل الحدوث وبيان عدم جدواه وفي هذا يقول لما ذكر قصد المتكلمين الى اثبات حدوث العالم - 00:04:23
واما المقدمة الاولى وهو ان الانسان والثمار والمطر والسحاب ونحو ذلك محدث فهذه مقدمة معلومة بالمشاهدة والضرورة ويقول ايضا حدوث الحيوان والنبات والمعدن ونحو ذلك. وحدوث اوائل ذلك كالنطفة والبيضة وطاقة الزرع - 00:04:45
ونحو ذلك امر مشهود معلوم بالحس والضرورة وهذا المعنى كرره ابن تيمية كثيرا ومن يتأمل طريقة القرآن يجد انه قد استدل بحدوث العالم على وجود محدثه ولم يركز على اثبات حدوثه - 00:05:10
يعني القرآن لم يركز على حدوث العالم لكنه استدل بحدوث العالم على وجود محدثه فلم يركز على اثبات حدوثه لانه من الامور الضرورية فالقرآن يفرق اذا بين الاستدلال بحدوث العالم - 00:05:31
والاستدلال على حدوث العالم الطريقة المذكورة في القرآن هي الاستدلال بحدوث الانسان وغيره من المحدثات المعلوم حدوثها بالمشاهدة ونحوها على وجود الخالق سبحانه وتعالى فحدوث الانسان يستدل به على المحدث - 00:05:52
لا يحتاج ان يستدل به على حدوثه بمقارنة التغير او الحوادث له ووجوب تناهي الحوادث والفرق بين الاستدلال بحدوثه والاستدلال على حدوثه بين والذي في القرآن هو الاول لا الثاني. يعني الاستدلال - 00:06:18
بحدوث العالم وليس الاستدلال على انه حادث والعلم بحدوث هذه المحدثات علم ضروري لا يحتاج الى دليل وذلك معلوم بالحس او بالضرورة اما باخبار يفيد العلم الضروري او غير ذلك من العلوم الضرورية - 00:06:38
فهؤلاء المتكلمون خلطوا بين الاستدلال بالشيء والاستدلال على الشيء فكانوا بذلك مخالفين لطريقة القرآن في اقامة براهينه وفي تحديد مواطنها ايضا ومن مظاهر ارهاق انفسهم وتبديد طاقتهم العقلية في محاولة الاستدلال على الضروري - 00:06:58
محاولتهم اقامة الادلة على ان الحادث لابد له من محدث وهي من القضايا الضرورية التي لا تحتاج الى شيء من ذلك ولهذا سلم بعضهم بضرورتها يقول ابن تيمية في بيان ضرورة هذه القضية كون الحادث - 00:07:23
يحدث نفسه من غير محدث يحدثه من ابين الامور استحالة في فطر جميع الناس والعلم بذلك مستقر في فطر جميع الناس حتى الصبيان حتى ان الصبي اذا رأى ضربة حصلت على رأسه - 00:07:44
قال من ضربني من ضربني وبكى. حتى يعلم من ضربه واذا قيل له ما ضربك احد او هذه الضربة حصلت بنفسها من غير ان يفعلها احد لم يقبل عقله ذلك - 00:08:03
وهو لا يحتاج في هذا العلم الفطري الذي جبل عليه الى ان يستدل عليه بان حدوث هذه الضربة في هذه الحال دون ما قبلها وما بعدها لابد له من مخصص - 00:08:20
بل تصور هذا فيه عسر على كثير من العقلاء ومع كون هذه القضية ضرورية فقد اتعب كثير من المتكلمين انفسهم في الاستدلال عليها فكانوا بذلك مخالفين لطريقة العقلاء في بناء ادلتهم - 00:08:36
وهذا الكلام مأخوذ بتصرف من بحث الخلل المنهجي في دليل الحدوث للاستاذ سلطان العميري المنشور بمجلة التأصيل - 00:08:58