بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله النبي الامين وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد هذا هو الدرس الاول من الوحدة الخامسة. الوحدة الخامسة اه نتكلم فيها عن الموازنات المنهجية في طلب العلم - 00:00:00
والدرس الاول باذن الله جل وعلا سيكون حديثا عن طالب العلم ما بين البناء والعطاء ونقصد بالبناء في هذا المقام آآ التحصيل والدراسة والبناء العلمي والقراءة ونحو ذلك ونقصد بالعطاء في هذا الدرس ايضا ان يكون للانسان دور في بذل العلم وفي نشر الخير وفي الاصلاح وفي التعليم وفي الدعوة الى الله عز وجل - 00:00:34
فما هو حال طالب العلم ما بين بناء نفسه وما بين العطاء للاخرين ربما يتصور البعض ان مرحلة البناء والعطاء مرحلتان مستقلتان يبدأ الطالب في اول حياته بالبناء فقط واذا انتهى من بناء نفسه وحصل العلم ووصل الى مرحلة متقدمة توقف عن البناء وانتقل بعد ذلك الى العطاء والى - 00:01:02
التعليم والتدريس والدعوة وغير هذا وهذا التصور في الحقيقة ليس بصحيح الواقع ان مرحلة البناء والعطاء انهما مرحلتان متداخلتان يبتدأ الانسان فيهما في بداية مسيره في العلم. يبتدأ بالبناء والعطاء - 00:01:26
ويستمر معه البناء والعطاء الى اخر المشوار والى اخر الطريق الى ان يلقى الله عز وجل ولكن الامر والموازنة هي في موازنة اه نسبة هذا وهذا في حياته. كم يعطي البناء وكم يعطي العطاء من الوقت - 00:01:44
الجهد بحسب حاله وبحسب مستواه في العلم والدعوة اه الوصية في هذا المجال ايها الاخوة الكرام ان يبدأ الانسان اه ابتداء بالعناية ببناء نفسه ويجعل اكثر جهده واكثر وقته في بناء النفس في الدراسة والقراءة والتعلم بوسائل التعليم والتحصيل - 00:02:02
مختلفة لكنه في هذه المرحلة مرحلة البناء العلمي من بدايتها لابد ان يكون له نصيب من العطاء لابد الا يخلو اه برنامجه ولا تخلو حياته من قدر من البذل والعطاء - 00:02:27
ويدل على هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم بلغوا عني ولو اية والبلاغ هو اه ميدان من ميادين العطاء والبذل. ان يبلغ الانسان ما عرفه من كتاب الله جل وعلا او من سنة النبي صلى الله عليه - 00:02:42
وسلم يبلغه كما سمعه وكما وعاه وقال النبي صلى الله عليه وسلم نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها فبلغها من لم يسمعها قال فرب حامل فقه الى من هو افقه منه - 00:02:58
فلا يشترط في بذل العلم وفي ادائه وفي عطائه لا يشترط الانسان يبلغ مرتبة الاجتهاد او مرتبة اهل العلم المميزين اول مبرزين وانما كل من له دراية بالعلم الشرعي او كل من له حظ من العلم ولو كان قليلا فهناك من - 00:03:14
راتب العطاء ومن آآ وظائف العطاء ما يناسبه وهنا نصحح المفهوم ان العطاء لا يقتصر على التصدر للتدريس او الافتاء او التعليم. بل هناك اعمالا كثيرة داخلة في العطاء العلمي. من صور العطاء - 00:03:34
ان يساهم مثلا في تعليم الصغار في تعليم المبتدئين ان يشارك في بعض اعمال الخير والدعوة الى الله عز وجل بما يناسب مستواه العلمي والمعرفي ان يشارك مثلا في الخطابة في الالقاء في الكتابة وغير ذلك مما يناسب مستواه - 00:03:49
طيب قلنا في البداية انه سينشغل في اول امره اه بالبناء العلمي وسيكون اكثر اهتمامه بالبناء العلمي ويكون له حظ ونصيب من العطاء ولو قليلا مع الايام سيزداد مستوى العطاء بلا شك - 00:04:06
وذلك حين يتأهل هذا الشخص ويزداد تحصيله تنفتح له ابواب في التعليم وابواب في الدعوة آآ تليق بمستواه العلمي وفي المقابل نجد ان البناء العلمي آآ لابد او لا شك انه سيقل شيئا آآ فشيئا - 00:04:23
فلن يكون في اخر ايامه مع الانشغالات العلمية والتعليمية والدعوية وغير ذلك لن يكون مثل الانسان المتفرغ الذي كان يبذل طالب وقته للعلم. فمستوى البناء والتحصيل والاستفادة الفردية لا شك انها ستقل - 00:04:41
لكن يجب الا تنعدم والا تتوقف الا ينبغي ابدا ان يتوقف البناء العلمي اه لانه اذا توقف فسيبدأ هذا الانسان في التراجع العلمي سينضب سيجمد سيتأخر وساقف عند حد معين ولا يزيد. اه اذا نظرنا الى اخبار السابقين في تحصيلهم للعلم سنجد عندهم اه موازنة - 00:04:58
جميلة ما بين البناء والعطاء اه ذكر الذهبي رحمه الله تعالى في كتابه تذكرة الحفاظ في ترجمة ابن الجوزي رحمه الله انه قرأ بالقراءات العشر على ابن الباقلاني في مدينة واسط - 00:05:22
وكان عمر ابن الجوزي وكان عمر ابن الجوزي حينها قرابة الثمانين عاما وقرأ الزمخشري قبل وفاته بخمس سنوات على الامام ابي منصور الجواليق شيئا من كتب اللغة والزمخشري يومئذ قد جاوز الخامسة والستين. والزمخشري - 00:05:37
وابن الجوزي في ذلك العمر كان قد بلغ منزلة الامامة والتعليم وكانت شهرتهم قد طبقت الافاق وكان الناس يرحلون اليهم ويدرسون ما عندهم ومع ذلك لا يرى هذان الامامان انهما قد استغنيا عن التعلم والاستفادة بل لا يزال الانسان في زيادة في العلم الى ان - 00:05:55
ان يلقى الله عز وجل. اذا الخلاصة اشغل وقتك في البدايات بالبناء العلمي وبالتحصيل مع وجود قدر ولو يسير من العطاء والبذل ثم اشتغل بعد ذلك في مراحل متقدمة بزيادة العطاء والبذل مع وجود قدر من البناء لا تتركوه ابدا. و - 00:06:15
قد يتساءل بعض الناس ويقول لماذا لا ينشغل الطالب اه في بداية امره في اول صلوات طلبه وتحصيله. لماذا ينشغل بالعلم بالكلية ويهجر كل ميادين العطاء والبذل يعني يتفرغ للقراءة والدراسة والحضور على اهل العلم والسماع ومتابعة البرامج والمشاركة - 00:06:38
فيها ولا يشارك في شيء من التعليم ولا في الدعوة ولا في النصح ولا التوجيه ولا شيء من ذلك واذا بلغ مرحلة متقدمة من العلم تفرغ بعد هذا الواقع ان هذا الامر - 00:06:59
اه او هذا التصور تصور خاطئ فيه احيانا تضييع للواجبات الشرعية لواجب الوقت فقد يتعين عليه في وقت من الاوقات التعليم والوعي والتذكير وفيه تضييع لكثير من الفرص السانحة التي تعرض للانسان - 00:07:13
ولا تكلفه حقيقة جهدا كبيرا ثم هناك قضية مهمة ربما نغفل عنها هذا الانقطاع عن العطاء لمدة عدة سنوات يكب فيها الانسان على العلم وينشغل فقط بالتعلم. له افة عظيمة - 00:07:28
وهو انه وهي ان هذا الانسان يتربى على السلبية ويتربى على القعود ومن تعود على القعود صعب عليه القيم يعني يمكث عشر سنوات مثلا متفرغ للعلم بكليته سيجد في النهاية صعوبة في البذل ومخالطة الناس وتدريسهم وان يعطي من نفسه سيجد صعوبة لانه انعزل وعود نفسه على على القعود - 00:07:44
وعلى الانعزال فلذلك لا ينبغي للانسان ان يفعل هذا الامر. آآ العطاء عادة. تحتاج الى بناء في النفس وتحتاج الى غرس. وتحتاج الى تعود فكما يبني الانسان نفسه في العلم يبني نفسه ايضا في العطاء والبذل والاصلاح. اسأل الله جل وعلا ان يجعلنا جميعا صالحين مصلحين والله تعالى - 00:08:08
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:08:30
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله النبي الامين وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد هذا هو الدرس الاول من الوحدة الخامسة. الوحدة الخامسة اه نتكلم فيها عن الموازنات المنهجية في طلب العلم - 00:00:00
والدرس الاول باذن الله جل وعلا سيكون حديثا عن طالب العلم ما بين البناء والعطاء ونقصد بالبناء في هذا المقام آآ التحصيل والدراسة والبناء العلمي والقراءة ونحو ذلك ونقصد بالعطاء في هذا الدرس ايضا ان يكون للانسان دور في بذل العلم وفي نشر الخير وفي الاصلاح وفي التعليم وفي الدعوة الى الله عز وجل - 00:00:34
فما هو حال طالب العلم ما بين بناء نفسه وما بين العطاء للاخرين ربما يتصور البعض ان مرحلة البناء والعطاء مرحلتان مستقلتان يبدأ الطالب في اول حياته بالبناء فقط واذا انتهى من بناء نفسه وحصل العلم ووصل الى مرحلة متقدمة توقف عن البناء وانتقل بعد ذلك الى العطاء والى - 00:01:02
التعليم والتدريس والدعوة وغير هذا وهذا التصور في الحقيقة ليس بصحيح الواقع ان مرحلة البناء والعطاء انهما مرحلتان متداخلتان يبتدأ الانسان فيهما في بداية مسيره في العلم. يبتدأ بالبناء والعطاء - 00:01:26
ويستمر معه البناء والعطاء الى اخر المشوار والى اخر الطريق الى ان يلقى الله عز وجل ولكن الامر والموازنة هي في موازنة اه نسبة هذا وهذا في حياته. كم يعطي البناء وكم يعطي العطاء من الوقت - 00:01:44
الجهد بحسب حاله وبحسب مستواه في العلم والدعوة اه الوصية في هذا المجال ايها الاخوة الكرام ان يبدأ الانسان اه ابتداء بالعناية ببناء نفسه ويجعل اكثر جهده واكثر وقته في بناء النفس في الدراسة والقراءة والتعلم بوسائل التعليم والتحصيل - 00:02:02
مختلفة لكنه في هذه المرحلة مرحلة البناء العلمي من بدايتها لابد ان يكون له نصيب من العطاء لابد الا يخلو اه برنامجه ولا تخلو حياته من قدر من البذل والعطاء - 00:02:27
ويدل على هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم بلغوا عني ولو اية والبلاغ هو اه ميدان من ميادين العطاء والبذل. ان يبلغ الانسان ما عرفه من كتاب الله جل وعلا او من سنة النبي صلى الله عليه - 00:02:42
وسلم يبلغه كما سمعه وكما وعاه وقال النبي صلى الله عليه وسلم نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها فبلغها من لم يسمعها قال فرب حامل فقه الى من هو افقه منه - 00:02:58
فلا يشترط في بذل العلم وفي ادائه وفي عطائه لا يشترط الانسان يبلغ مرتبة الاجتهاد او مرتبة اهل العلم المميزين اول مبرزين وانما كل من له دراية بالعلم الشرعي او كل من له حظ من العلم ولو كان قليلا فهناك من - 00:03:14
راتب العطاء ومن آآ وظائف العطاء ما يناسبه وهنا نصحح المفهوم ان العطاء لا يقتصر على التصدر للتدريس او الافتاء او التعليم. بل هناك اعمالا كثيرة داخلة في العطاء العلمي. من صور العطاء - 00:03:34
ان يساهم مثلا في تعليم الصغار في تعليم المبتدئين ان يشارك في بعض اعمال الخير والدعوة الى الله عز وجل بما يناسب مستواه العلمي والمعرفي ان يشارك مثلا في الخطابة في الالقاء في الكتابة وغير ذلك مما يناسب مستواه - 00:03:49
طيب قلنا في البداية انه سينشغل في اول امره اه بالبناء العلمي وسيكون اكثر اهتمامه بالبناء العلمي ويكون له حظ ونصيب من العطاء ولو قليلا مع الايام سيزداد مستوى العطاء بلا شك - 00:04:06
وذلك حين يتأهل هذا الشخص ويزداد تحصيله تنفتح له ابواب في التعليم وابواب في الدعوة آآ تليق بمستواه العلمي وفي المقابل نجد ان البناء العلمي آآ لابد او لا شك انه سيقل شيئا آآ فشيئا - 00:04:23
فلن يكون في اخر ايامه مع الانشغالات العلمية والتعليمية والدعوية وغير ذلك لن يكون مثل الانسان المتفرغ الذي كان يبذل طالب وقته للعلم. فمستوى البناء والتحصيل والاستفادة الفردية لا شك انها ستقل - 00:04:41
لكن يجب الا تنعدم والا تتوقف الا ينبغي ابدا ان يتوقف البناء العلمي اه لانه اذا توقف فسيبدأ هذا الانسان في التراجع العلمي سينضب سيجمد سيتأخر وساقف عند حد معين ولا يزيد. اه اذا نظرنا الى اخبار السابقين في تحصيلهم للعلم سنجد عندهم اه موازنة - 00:04:58
جميلة ما بين البناء والعطاء اه ذكر الذهبي رحمه الله تعالى في كتابه تذكرة الحفاظ في ترجمة ابن الجوزي رحمه الله انه قرأ بالقراءات العشر على ابن الباقلاني في مدينة واسط - 00:05:22
وكان عمر ابن الجوزي وكان عمر ابن الجوزي حينها قرابة الثمانين عاما وقرأ الزمخشري قبل وفاته بخمس سنوات على الامام ابي منصور الجواليق شيئا من كتب اللغة والزمخشري يومئذ قد جاوز الخامسة والستين. والزمخشري - 00:05:37
وابن الجوزي في ذلك العمر كان قد بلغ منزلة الامامة والتعليم وكانت شهرتهم قد طبقت الافاق وكان الناس يرحلون اليهم ويدرسون ما عندهم ومع ذلك لا يرى هذان الامامان انهما قد استغنيا عن التعلم والاستفادة بل لا يزال الانسان في زيادة في العلم الى ان - 00:05:55
ان يلقى الله عز وجل. اذا الخلاصة اشغل وقتك في البدايات بالبناء العلمي وبالتحصيل مع وجود قدر ولو يسير من العطاء والبذل ثم اشتغل بعد ذلك في مراحل متقدمة بزيادة العطاء والبذل مع وجود قدر من البناء لا تتركوه ابدا. و - 00:06:15
قد يتساءل بعض الناس ويقول لماذا لا ينشغل الطالب اه في بداية امره في اول صلوات طلبه وتحصيله. لماذا ينشغل بالعلم بالكلية ويهجر كل ميادين العطاء والبذل يعني يتفرغ للقراءة والدراسة والحضور على اهل العلم والسماع ومتابعة البرامج والمشاركة - 00:06:38
فيها ولا يشارك في شيء من التعليم ولا في الدعوة ولا في النصح ولا التوجيه ولا شيء من ذلك واذا بلغ مرحلة متقدمة من العلم تفرغ بعد هذا الواقع ان هذا الامر - 00:06:59
اه او هذا التصور تصور خاطئ فيه احيانا تضييع للواجبات الشرعية لواجب الوقت فقد يتعين عليه في وقت من الاوقات التعليم والوعي والتذكير وفيه تضييع لكثير من الفرص السانحة التي تعرض للانسان - 00:07:13
ولا تكلفه حقيقة جهدا كبيرا ثم هناك قضية مهمة ربما نغفل عنها هذا الانقطاع عن العطاء لمدة عدة سنوات يكب فيها الانسان على العلم وينشغل فقط بالتعلم. له افة عظيمة - 00:07:28
وهو انه وهي ان هذا الانسان يتربى على السلبية ويتربى على القعود ومن تعود على القعود صعب عليه القيم يعني يمكث عشر سنوات مثلا متفرغ للعلم بكليته سيجد في النهاية صعوبة في البذل ومخالطة الناس وتدريسهم وان يعطي من نفسه سيجد صعوبة لانه انعزل وعود نفسه على على القعود - 00:07:44
وعلى الانعزال فلذلك لا ينبغي للانسان ان يفعل هذا الامر. آآ العطاء عادة. تحتاج الى بناء في النفس وتحتاج الى غرس. وتحتاج الى تعود فكما يبني الانسان نفسه في العلم يبني نفسه ايضا في العطاء والبذل والاصلاح. اسأل الله جل وعلا ان يجعلنا جميعا صالحين مصلحين والله تعالى - 00:08:08
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:08:30