التفريغ
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. يا ايها الذين امنوا استعينوا بالصبر والصلاة. ان الله ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله اموات. بل احياء ولا تشعرون ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانف - 00:00:00ضَ
والثمرات وبشر الصابرين. الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون. اولئك عليهم صلوات من ربهم احنا واولئك هم المهتدون. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وصلى وسلم على رسول الله. وعلى اله - 00:00:30ضَ
واصحابه ومن اهتدى بهداه اما بعد يقول الله عز وجل ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين الايات لما امر الله تعالى عباده في الاية السابقة - 00:01:00ضَ
الاستعانة بالصبر والصلاة. واستعينوا بالصبر والصلاة ونهاهم ان يقولوا لمن يقتل في سبيل الله اموات اخبر سبحانه وتعالى في هذه الايات انه سوف يبتليهم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال - 00:01:29ضَ
والانفس والثمرات ليمتحن صبرهم يتميز الصابر من غيره مع البشارة للصابرين اذا نقولها في قوله ولنبلونكم بيان من الله عز وجل انه سوف يبتلي عباده ليتبين من كان صادقا في ايمانه صابرا على قظائه ممن يكون متسخطا على قظاء الله عز وجل - 00:01:47ضَ
ولهذا قال الله تعالى ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يأتيكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزوزي حتى يقول الرسول والذين امنوا معه متى نصر الله الا ان نصر الله قريب - 00:02:17ضَ
وقوله ولنبلونكم معطوف على قوله واستعينوا واللام في قوله ولنبلونكم اللام موطئة للقسم والنون للتوكيد اي والله لنبلونكم الجملة مؤكدة بثلاث مؤكدات القسم واللام ونون التوكيد والخطاب فيها ولنبلونكم لعموم المؤمنين - 00:02:37ضَ
والابتلاء هو الاختبار والامتحان ولنبلونكم الابتلاء اي الاختبار والامتحان والابتلاء قد يكون في الخير وقد يكون في الشر كما قال الله تعالى ونبلوكم بالشر والخير فتنة سمعنا ولنبلونكم اي والله لنمتحننكم - 00:03:08ضَ
ليتبين من يصبر ممن يتسخط ولهذا قال الله عز وجل ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين وقلوب شيء من الخوف في شيء التنكير هنا للتقليل لتخفيف وقع هذا المبتلى به من الله عز وجل - 00:03:32ضَ
يعني انه ليس شيئا كبيرا وانما هو قليل بشيء من الخوف والجوع ومن ايضا للتبعيض تبعيضية لانه لو ابتلاهم سبحانه وتعالى بالخوف كله وبالجوع كله لهلكوا فاخبرهم ان هذا الابتلاء - 00:03:59ضَ
فاخبرهم بهذا الابتلاء قبل وقوعه ليوطنوا انفسهم ويزداد يقينا واخبرهم ايضا ان هذا الابتلاء اه الاول بشيء من الخوف والخوف هو الذعر وهو ضد الامن والخوف عرف بانه حالة تعتلي القلب او تحبط للقلب عند توقع امر مكروه - 00:04:20ضَ
بامارة معلومة او مظنونة اذا الخوف هو حال تحدث للقلب عند توقع امر مكروه بامارة معلومة او مظنونة. يعني لابد ان يكون هناك امارة وعلامة على هذا الخوف. والا كان وهما - 00:04:52ضَ
ثم ان الخوف قد يكون من عدو وقد يكون عاما وقد يكون خاصا هذا الاول الثاني والجوع والجوع هو المخمصة وهو خلو البطن وخلو البطن من الطعام ومعلوم انه اذا خلا البطن من الطعام مات الانسان - 00:05:13ضَ
لان الطعام وقود له فهو بمثابة الوقود ثم الجوع في قولي والجوع الجوع قد يكون سببه قلة الطعام او عدم وجوده وقد يكون سببه عدم وجود المال الجوع قد يجوع الانسان اما بعدم وجود الطعام ولو كان عنده ماء - 00:05:38ضَ
عنده مال لكن ليس هناك طعام يشترى وقد يكون الطعام موجودا لكن ليس عنده مال يشتري به والجوع والخوف من اعظم انواع البلاء ولهذا امتن الله تعالى على قريش بانه اطعمهم من جوع - 00:06:04ضَ
وعاملهم من خوف فقال فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع وامنهم من خوف وقال تعالى اولم نمكن لهم حرما امنا يجبى اليه ثمرات كل شيء وجمع بين الامن وبين الثمرات - 00:06:26ضَ
وقد وقع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولاصحابه شيء من شيء عظيم من الخوف والجوع منها ما حصل في اول الهجرة ومن ذلك ما حصل ايضا في غزوة الاحزاب - 00:06:49ضَ
تحزبوا عليه فخافوا خوفا شديدا بسبب هذا التحزب ولكن كانت العاقبة للمتقين قال ونقسم من الاموال معطوف على الخوف اي وشيء معطوف على على قوله آآ نعم ولنبلونكم بشيء من الخوف. اي وبشيء من نقص الاموال - 00:07:07ضَ
والاموال جمع مال وهي كل ما يتمول كل ما يتمول من نقود ومتاع وغيره اخبر سبحانه وتعالى انه سوف يبتليهم بنقص من الاموال اما بالخسارة وعدم الربح او بحصول الجذب والقحط - 00:07:33ضَ
او غير ذلك مما يكون سببا لنقص الاموال ولهذا قال الله تعالى في اية اخرى لتبلون في اموالكم وانفسكم قال والانفس جمع نفس اي ولنبلونكم بشيء من نقص الانفس والارواح - 00:08:00ضَ
وذلك بذهاب الاحباب من اولاد واقارب واصحاب وذهابهم يكون اما بسبب الحروب والقتال واما بسبب الامراض او بغير ذلك. قال والثمرات جمع ثمرة وهي ما ينتج من الثمرات من من ثمار النخيل والاعناب والاشجار - 00:08:19ضَ
اي لنبلونكم بشيء من نقص الثمرات اما بسبب الامراض والكوارث او بسبب افات من برد او غرق او تسلط جراد او غير ذلك. كل هذا يكون سببا لنقص ماذا لنقص الثمرات. ثم قال وبشر الصابرين - 00:08:47ضَ
البشارة هي الاخبار بما يسر البشارة هي الاخبار بما يسر. هذا هو الاصل سميت بذلك لان الانسان اذا اخبر بما يسره استنار وجهه واتسعت بشرته اتسعت بشرته والا فقد يستعمل تستعمل البشارة فيما يسوء - 00:09:14ضَ
فبشرهم بعذاب لكن الغالب انها تستعمل فيما يسر اي وبشر يا محمد الصابرين. اي اخبرهم بما يسرهم وما يبهج قلوبهم ولم يذكر المبشر لم يقل بشر الصابرين بكذا بل عمم ليشمل ذلك كل - 00:09:40ضَ
بشارة ومن ذلك من البشارة محبة الله تعالى للصابرين. كما قال عز وجل والله يحب الصابرين وقال عز وجل انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب ثم ذكر اوصاف هؤلاء الصابرين فقال الذين اذا اصابتهم مصيبة - 00:10:07ضَ
الذين اذا اصابتهم مصيبة المراد بالمصيبة هنا المصيبة الدنيوية وهي كل ما يؤلم القلب والبدن او يؤلم احدهما وكل ما يكون سببا لالم القلب والبدن او احدهما من مرض او فقد حبيب او غيره - 00:10:32ضَ
اي الذين اذا اصابتهم مصيبة من الابتلاءات مما يبتليهم الله عز وجل به قالوا انا لله وانا اليه راجعون قالوا اي بقلوبهم اي قالوا بالسنتهم موقنين بقلوبهم وقوله قالوا اي - 00:10:59ضَ
ايش؟ بالسنتهم مع ايقان ماذا؟ القلوب. فليس مجرد قول باللسان قالوا انا لله اي ان لله عز وجل ملكا وخلقا وتدبيرا يفعل بنا ما يشاء ويحكم فينا بما يريد لا لا اعتراض على قضائه وقدره - 00:11:23ضَ
بل نرظى ونسلم وانا اليه راجعون. اي سائرون في جميع امورنا في ديننا ودنيانا والله تعالى اليه المرجع واليه المآب وقدم هنا وانا اليه راجعون قدم المتعلق اليه لافادة فجمعوا في قولهم هذا بين الاقرار - 00:11:46ضَ
لربوبية الله عز وجل آآ بين الاقرار بتوحيد الربوبية في قولهم انا لله وبين الايمان رجوعهم الى الله عز وجل ومجازاتهم على اعمالهم وهذا هو المشروع للمؤمن ان يصبر بخلاف اهل التسخط والجزع والظلال - 00:12:14ضَ
كما قال الله تعالى وان وان تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك. وقال عز وجل وان تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه وقال عز وجل وان تصبهم سيئة اذا هم وان تصبهم سيئة بما قدمت ايديهم اذا هم يقنطون. ثم قال عز وجل اولئك - 00:12:39ضَ
فعليهم صلوات من ربهم ورحمة ذكر هنا ايضا شيئا من ثوابهم ومما يبشرون به قال اولئك الاشارة هنا للصابرين المسترجعين عند المصيبة واشار اليهم باشارة البعيد اولئك تنويها لعلو مرتبتهم - 00:13:03ضَ
ومقامهم ومنزلتهم اولئك عليهم صلوات من ربهم المراد بالصلوات الثناء على الثناء عليهم من الله عز وجل بانواع الثناء فيذكرهم في الملأ الاعلى كما قال عز وجل فاذكروني اذكركم فهم لما قالوا انا لله وانا اليه راجعون هذا ذكر - 00:13:33ضَ
ذكرهم الله عز وجل او يذكرهم في ملأ خير منه ولهذا قال قال الله عز وجل في الحديث القدسي فان ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم اذا اولئك عليهم صلوات من ربهم - 00:13:59ضَ
اي ان الله تعالى يثني عليهم قال وقوله عليهم صلوات من ربهم الجملة هنا جملة اسمية والجملة الاسمية تدل على الاستمرار والدوام يدل على الاستمرار والدواء. ثم ايضا في جمع صلوات - 00:14:17ضَ
ولم يقل الصلاة دلالة على كثرة ثناء الله عز وجل عليهم ثم ايضا قوله من ربهم تعظيم لهذه الصلاة. لانها اضيفت الى عظيم وما اظيف الى العظيم فهو عظيم قال ورحمة - 00:14:40ضَ
اي ورحمة من ربهم وعطف الرحمة على الصلوات من باب عطف العام على الخاص لان صلوات بان صلوات الله عز وجل عليهم هي من رحمته بهم والمراد بالرحمة هنا اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة. المراد بالرحمة هنا الرحمة الخاصة بالمؤمنين - 00:14:59ضَ
قال واولئك هم المهتدون كرر الاشارة هنا ولم يقل وهم مهتدون بكمال لكمال العناية بهم وتأكيد هدايتهم اي اولئك الصابرون الذين يسترجعون عند المصيبة هم المهتدون الى الحق دون غيرهم - 00:15:27ضَ
ولذلك استرجعوا عند المصيبة واستسلموا لقضاء الله عز وجل وقدره هذه الاية الكريمة وعد الله تعالى الصابرين فيها بامور ثلاثة اولا صلوات الله عليهم وثانيا رحمته لهم وثالثا تخصيصهم بالهداية - 00:15:56ضَ
تخصيصهم بالهداية فبالهداية خلصوا من الضلال وبالرحمة نجوا من الشقاء والعذاب وبالصلاة نالوا منزلة القرب والكرامة من الله عز وجل اذا نقول هذه الاية الكريمة وعد الله تعالى فيها الصابرين بامور ثلاثة - 00:16:22ضَ
اولئك عليهم صلوات من رب صلوات من ربهم. هذا واحد والثاني ورحمة والثالث الاهتداء. واولئك هم المهتدون فبالاهتداء يتخلصون من الضلال وبالرحمة ينجون من ماذا؟ من الشقاء والعذاب وبالصلاة عليهم ينالون منزلة القرب من الله عز وجل - 00:16:48ضَ
وانما امر الله تعالى بالبشارة للصابرين واثنى عليهم هذا الثناء العظيم. لان الصبر له منزلة عظيمة فهو شطر الايمان وهو من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد لان الانسان لا يستطيع ان يقوم بطاعة الله عز وجل - 00:17:20ضَ
الا بالصبر فيحتاج الى صبر على طاعة الله ويحتاج الى صبر عن معصيته ويحتاج الى صبر ايضا على ما يصيبه سواء في العبادة او في غيرها من الابتلاء. اذا انما امر الله تعالى بالبشر - 00:17:44ضَ
للصابرين بان الصبر هو قوام الدين فلا يستطيع الانسان ان ان يعبد الله حق عبادته الا الصبر فهو يحتاج الى الصبر الى طاعة الله ليروض نفسه على الطاعة ويحتاج الى الصبر عن معصية الله. لتكف عن المحرمات - 00:18:03ضَ
ويحتاج ايضا الى ان يصبر على ما يحصل له من الابتلاء ولهذا اوجبه الله فلهذا اثنى الله عز وجل عليهم واجزل مثوبتهم نعم ويأتي ان شاء الله تعالى ما في هذه الاية والتي قبلها من الفوائد. نعم - 00:18:28ضَ
عموم وبشر الصابرين ها ايش ايش فيها لا لا ما له علاقة هناك من صبر قبل ام اسماعيل - 00:18:55ضَ